21 رمضان ذكرى استشهاد الامام علي (عليه السلام)

قيم هذا المقال
(1 Vote)
21 رمضان ذكرى استشهاد الامام علي (عليه السلام)

تمرّ علينا اليوم ذكرى أعظم فاجعةٍ بعد فقد الرسول الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله)، ألا وهي ذكرى استشهاد يعسوب الدين وقائد الغرّ المحجّلين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وزير رسول الله ووصيّه وخليفته من بعده على الخلق أجمعين، وذلك في الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك عام أربعين من الهجرة الشريفة.

 ومما قاله رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) : إنَّ اللهَ تَعالى عَهِدَ إلَيَّ عَهدا في عَلِيٍّ، فَقُلتُ: يا رَبِّ بَيِّنهُ لي. فَقالَ: اِسمَع، فَقُلتُ: سَمِعتُ. فَقالَ: إنَّ عَلِيّا رايَةُ الهُدى، وإمامُ أولِيائي، ونورُ مَن أطاعَني، وهُوَ الكَلِمَةُ الَّتي ألزَمتُهَا المُتَّقينَ، مَن أحَبَّهُ أحَبَّني، ومَن أبغَضَهُ أبغَضَني (الأمالي، الشيخ الصدوق: ص565)

لشخصية الامام علي عليه السلام أبعاد كثيرة فعندما ولي أمر الأمة وأصبحت رقعة جغرافية واسعة تحت حكمه وسيطرته لم يستغل موقعه لا ليعزز ثروة لا ليملك نفوذًا لا ليظلم لا لينتقم لا ليتجبر بل سعى بكل جهده وهو يحمل قيم الإسلام وأخلاق الإسلام ليحقق العدل ويقيم الحق في واقع الأمة مواجهًا كل المعاناة والشدائد والمشاق والصعاب والعوائق الكبيرة التي كانت أمامه وبخوفٍ كبير من أن يظلم أي ظلم وقال كلمته المشهورة : ((والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جلب شعيرةٍ ما فعلت)) ما فعلت.

 فهذه هي روحية الإسلام، فهو من موقعه في السلطة، وهو يلي أمر الأمة، يخاف كل الخوف وبعيدٌ كل البعد ويحذر كل الحذر من أي ظلم ولو بهذا المقدار.

 الأفلاك والأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها وما يكون من مكاسب مادية أو سياسية، عندما تكون الوسيلة إليها والسبيل للوصول إليها هو القليل القليل من الظلم فهذا ليس مقبولاً في أخلاق علي ولا مستساغًا ولا الغاية تبرر الوسيلة.
 
عندما نأتي إلى الكثير من القيادات ولو سمت نفسها بالاسلامية نجد بأنهم  مستعدون أن يهلكوا الأمة وأن يصادروا الأمة وأن يلحق بالأمة أي شيء مهما كان من الظلم، مقابل أن يحصلوا على القليل القليل من المكاسب السياسية والمكاسب المادية، والإمام علي عليه السلام بروحيته العظيمة المتميزة يرفض الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها بقليلٍ من الظلم.   

فقد دخل عليه ابن عباس وهو أحد أنصاره وأحد قادته، بذي قار وهو في طريقه إلى حرب الجمل وهو يخصف نعله بنفسه فقال (عليه السلام) يخاطب ابن عباس ((ما قيمة هذه النعل)) فقال ابن عباس لا قيمة لها فقال (عليه السلام): ((والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقًا أو أدفع باطلاً)).

فالإمرة والسلطة والموقع الأعلى في القيادة ليس له أي قيمة عند علي (عليه السلام) إذا لم يكن لإحقاق حق وإذا لم يكن لدفع باطل وإذا كان فقط لمجرد التحكم والسيطرة والتسلط.

 فالاقتدار الذي يكسبه الإنسان من موقعه في السلطة هي بقدر ما تقيم من الحق وبقدر ما تدفع من الباطل وبقدر ما تقيم من العدل وتحققه من العدل، فهكذا هو علي (عليه السلام) في عدله وكان فعله مصداقًا لقوله، وسيرته تشهد، وتاريخ حكمه برغم ما واجه من المشاق والعوائق الكبيرة متميز.

حقّا إنّ هذه الأخلاق أخلاق الأنبياء العظام وأوصيائهم، وقد مثّلها بسيرته وسلوكه سيّد الأوصياء وإمام المتّقين والأخيار.

وماذا نقول عن حلمه وصبره وشجاعته وكرمه ومواساته للأيتام والفقراء و... فقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم  ((من أحبّ أن يحيى حياتيَ، ويمُوتَ مماتيَ، ويدخُلَ الجنّة، فليتولّ علي وذريتهُ من بعدهِ)) (المناقب، الخوارزمي: ج1، ص76) .

فمناقب الامام علي (ع) وذريته المعصومين (ع) هي مناقب محمدية (ص) وسيرتهم نبويه، فطوبى لمن تمسك بهذا الحبل الالهي المتين والعروة الوثقى والصراط المستقيم.

المصدر: مواقع اسلامية

 

قراءة 824 مرة