اهل البيت في القرآن

قيم هذا المقال
(0 صوت)

اهل البيت في القرآن

يجب علي كل مسلم ومسلمه ان يتبع القرآن الذي نزل علي خير الانام تفضلا علي البشر كله. اذا ننظر في المصحف الشريف نري عدة من الآيات حول اهل البيت فيه. فلنبداء بان نتفقه في بعض هذه الآيات باذن الله الحي.

ذلِكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (سوره الشوري الآيه رقم 23)

في الآيه الكريمه يامر الله نبيه ان يسال المسلمين اجرا لرسالته. لا شك في ان الرسالة النبي و جهده في ابلاغ الاسلام كان من اعظم نعم الله و مننه علينا و علي كل المسلمين، فلذلك اذا سال انبي اجرا لرسالته، لا يكون هذه المسالة شيئا غريبا عندنا و لكن اذا نقراء قصص الانبياء السلف في القرآن نري انهم ما سئلوا اجرا لرسالتهم بل قالوا مثل هذه الاقوال:

يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذي فَطَرَني‏ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (سوره الهود الآيه رقم 51)

 

ام مثل ما قاله نوح لقومه:

فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمينَ (سوره اليونس الآيه رقم 72)

 

و في السوره الشعراء نقرا ان نوحا و هودا و صالحا و لوطا و شعيبا كانوا يقولون لقومهم كلاما واحدا في الآيات 109، 127، 145، 164، 180، والكلام المكرر للانبياء المذكور في هذه سورة هو:

وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى‏ رَبِّ الْعالَمين

 

فعلينا ان نسال من الله تبارك و تعالي ما هو الفارق بين رسولنا الاعظم و بين الانبياء الماضين؟ كما ورد في المصحف الشريف، كان من المعمول بين من ارسل الي الناس في ما مضي ان ينفي اخذ الاجر من الناس و ان يعملوا مخلصا لربهم. و البعد كل البعد ان يقال بان نبينا كان يرجوا من الناس اجرا بدل اجر ربه! و هو افضل الرسل و اعظمهم فاذن هو اخلص الناس في عبادة ربه و في اداء رسالته. فما الفرق بينه و بين نوح و هود و ...؟ انما الفرق هو خاتمية نبينا فقط فلنراجع الي هذا الفرق فيما بعد.

ما هو المعني للموده و القربي

و اما ما هو المعني للغتين المذكورتين اعني "المودة" و "القربي" في الآيه الكريمه؟ ان قيل ان القربي للنبي هو من ينتسب الي نبينا اما بالنسب او المصاهره فيرد عليه بان العلله لوجوب مودتهم ما هو؟ فقط الانتساب الي نبي يوجب وجوب المحبة؟ ان كان الامر كذلك فكان يجب علي مومني رسل الماضي ان يودوا اقرباء نبيهم. خصوصا بعد ان نلاحظ ازواج رسولنا انهن كن قد تزوجن بالرسول في زمان قدرته و سيادته الا ام المومنين خديجه الكبري التي بذلت باموالها و نفسها في سبيل بعلها. فافلا يكون ام موسي التي قد اوحي الله اليه ان تضع طفلها في البحر و التي ارضعت طفلها في بيت عدو لها و عدو له خائفه منه، احق ان تكون مودتها واجبة علي المومنين لدين ابنه اي علي اليهود؟

و اما في معنا المودة فقد قيل شيئان الاول هو ان المعني للموده فقط امر باطني قلبي دون ان يوثر في العمل و قد قيل بمعني اخر و هو ان المودة هي علاقه قلبيه يشير و ينتج الي تطبيق العمل علي منهاج القربي. اما المعني الاول فمردود بملاحظه آيتين الآتين من القرآن الكريم.

اذا كان المودة فقط امرا باطنيا، فترجع فائدتها الي من؟ قطعا ترجع الي النبي نفسه. اعني اذا كان المودة هكذا فيكون معني الآيه المتقدمة ان الرسول الاعظم قد بلغ رسالته باكمل ما يستطيع امرء ان يبلغ رسالة ربه فالله تبارك و تعالي امر المسلمين بان يحبوا و يحترموا قرباه كي يفرح النبي بانه يري المسلمين يحترموا اقرباه. فاذن النفع لهذا الامر فقط يرجع الي نبينا. لكن هذا المعني يخالف هذه الآيه:

قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهيد (سوره السبا الآيه رقم 47)

 

في الآيه الكريمه قد امر الرسول بان يقول ان المودة التي قد سالتها منكم اجرا لرسالتي، لايكون لي بل يرجع نفعه كله اليكم و اجري فقط يوتي من قبل الله تعالي. هذا هو اول ما يرد علي المعني الاول للمودة، الذي كان فقط امرا باطنيا غير ذي اثر في حياة المومن. اما ما يرد علي المعني المذكور ثانيا هو تضاده مع هذه الآيه الكريمه:

قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبيلا (سوره الفرقان الآيه رقم 57)

 

قد امر الرسول في هذه الآيه ان يقول للمومنين من يريد ان يوتيني اجرا فانا اسئله ان يتخذ الي ربه سبيلا. ان كان هذا السبيل مغايرا للمودة المذكورة في السوره الشوري، فتكون الآيتان متنافيتان و هذا لايوجد في ما انزله الخالق العلام هداية للناس. فلذلك هذه الآيه تدل علي ان المودة المذكورة في الآيه الشوري تساوي السبيل الي الرب. فصار المودة سبيلا الي ربنا و اذا كان الامر كذلك فكيف يمكن ان يقال ان المودة يكون فقط امرا باطنيا و قد علمنا ان العبد لا يمكنه ان يبتغي الي رضا ربه سبيلا الا بنية خالصة يتبعه عملا صالحا. فالمودة العارية عن العمل لايجدي في السلوك الي الباري تعالي و لذلك لايمكن ان يكون مساويا لاتخاذ السبيل الي الله الذي قد عُرّف في هذه الآية اجرا لرسالة الرسول الاعظم. فتبين ان اجر الرسول المنحصر في اتخاذ سبيل الي الله هو مودة اهل بيته فالمودة هي السبيل و البيل لايخلو عن العمل و التبعية.

فهاهنا تبين ان خاتميه نبينا كان علة لانه سال اجرا لرسالته. بين ما مضي من رسل الله، كان يتلوا كل نبي نبيا الا الخاتم منهم. فاختتام رسالته يمكن ان يوثر في مشكلة بين امته و لدفع تلك المشكلة، امر امته بان يودوا اهل بيته. فاذا كان اتخاذ السبيل الي الرب بعد النبي هو المطلوب له و لكن فقده و فقد نبي بعده يكون مشكلا في هداية امته، قد امر الله امته بمودة اهله و تبعيتهم كي لاينحرفون عن دين رسوله فلذلك نصب لنا علما هاديا و هو القري.

فلامناص الا ان نعتقد بان المودة المذكوره في الآيه يكون امرا ذااثر في حياتنا الديني و هو محبتة تشير و تهدي الي عمل مطابق لما يبينه قربي الرسول. اما من القربي و من الذين يجب علينا ان نتبعهم؟

من هو الهادي

قد مضي في ما سبق ان صرف الانتساب الي نبي لايجدي الي وجوب المودة القلبيه فضلا عن التبعيه و الآن يجب ان نلاحظ آيه اخري من كلام الله عز و جل اذ قد خاطب عباده سائلا عنهم:

أَ فَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (سوره يونس الآيه رقم 35)

 

الآيه باوضح وجه تنبه الانسان الي ما هو مرتكز في قلبه و عقله ان المتَّبع يجب ان يكون من يهدي الي الحق بنفسه و لا يليق من غيره ان يكون هاديا لنا و لو كان يهدي الي الحق بعد ان يُهدي.

اذا بداء مولي بان يقول لعبد انه من الافضل ان تشتري لحم الغنم بدل لحم البقر فيدل هذا الامر و الارشاد بان الممكن للعبد ان يجد في كل آن لحم الغنم في السوق حتي يشتريه. فاما اذا كان لايوجد في البلد لحم الغنم، كان هذا الامر و الارشاد لغوا ام قل خطاء. فالآيه الكريمه تدل انه يمكن لمن يكون مخاطبا للقرآن ان يجد في كل يوم من حياته من يهدي الي الحق بنفسه غير ان يكون محتاجا في هدايته الي ان يُهدي بامرء اخر.

اما من يكون هاديا الي الحق بقول مطلق؟ ما ورد في الآيه مثلا انه من كان هدايته الي الحق اكثر مما يهدي الي الباطل خطائا، احق ان يتبع بل ورد ان التبيعه يخص من يهدي الي الحق من غير احتياج الي هداية غيره اياه و من لا يخطاء في هداية الناس فهو حسب ما يويده العقل، احق ان يتبع و قد مر ان الارشاد الي تبعيته يثبت امكان وجدانه فالا كان الارشاد باطلا.

من الهادي بين قربي الرسول؟

اذا صار معني المودة التبعية لسبيل القربي و الآيه الاخيرة دلت علي وجوب اطاعة من يهدي الي الحق مستقلا بنفسه و لذلك لايهدي الي الباطل ابدا، فيجب ان نجد بين اقرباء الرسول من يستطيع ان يهدينا الي سبيل ربنا بلاخطاء في هدايته و بلااحتياج الي هداية غيره. والسوال هاهنا انه هل يوجد مثل هذا الهادي بينهم ام لا؟ و الجواب قد ورد في القرآن الكريم :

إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً (سوره الحزاب الآيه رقم 33)

 

الآيه تدل علي ان اهل بيت الرسول قد طهرهم ربهم من كل رجس. ما معني للفظة "الرجس"؟ حسب ما اورده مسلم في صحيحه في باب فضائل اهل بيت النبي: "( الرجس ) قيل هو الشك وقيل العذاب وقيل الإثم قال الأزهري الرجس اسم لكل مستقذر من عمل" و مطابقا لكل المعاني المذكوره، فهذه الآيه تدل علي ان اهل البيت لا يخطئون في هداية الناس اذ الهداية بغير العلم و مخطئا، اما ان يجدي الي العذاب ام الاثم ام يكون عملا قذرا و في كل حال هي من الشك اصالتا و غير ناشئ عن العلم قطعا. فالله في هذه الآيه قد بين لنا هداتا غير مخطئين في هدايتهم فهم الذين يهدون الي الحق و هم احق ان يتبع، بدل من لا يهدي الي الحق الا ان يُهْدى. والسوال نعم السوال هو هذا: "من هم اهل البيت"

اهل البيت من هم؟

في بادء الامر يخطر ببال كل من سمع هذه اللغه ان اهل البيت لكل رجل يشمل زوجاته و اولاده و لكن يجب علينا ان ننظر في القرآن الكريم و كلمات سيد الانام كي نعلم هل يكون المعني لهذه اللغه في المصحف الشريف، نفس ما قد خطر ببالنا ام لا.

اما في القرآن

اذا ننظر الي الآيات السابقه و اللاحقه للآيه 33 من سوره الاحزاب نري ان كل الآيات تتكلمن حول ازواج النبي. فيجب اولا ان ناتي بهن:

يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذي في‏ قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَ قَرْنَ في‏ بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى‏ وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتينَ الزَّكاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً (33) وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى‏ في‏ بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطيفاً خَبيراً (34) إِنَّ الْمُسْلِمينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقينَ وَ الصَّادِقاتِ وَ الصَّابِرينَ وَ الصَّابِراتِ وَ الْخاشِعينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصَّائِمينَ وَ الصَّائِماتِ وَ الْحافِظينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرينَ اللَّهَ كَثيراً وَ الذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظيماً (35) (سوره الاحزاب الآيه رقم 32 الي الآيه رقم 35)

 

بعد ملاحظه الآيات سابقا و آنفا للفقرة المذكورة يخطر سوال ببال المتفقه. لماذا يكون كل الضمائر في الآيات السابقه و اللاحقه مونثا سوي ما ورد في خصوص اهل البيت؟ اذا كان من المعمول ان يعد ازواج كل امرء من اهل بيته و الآيات كن تتكلمن حول زوجات النبي، اِن كان الله تبارك و تعالي يريد ان يفهمنا ان الزوجات داخلات في مفهوم اهل البيت، فكان الافضل ام المتعين عليه ان ياتي بالضمائر المشيرة الي اهل البيت مطابقا لسياق الآيات الماضيه و ان يقول "انما يريد الله ليذهب عنكن الرجس اهل البيت و يطهركن تطهيرا" فمغايرة الضمير في الفقره المذكوره يدل باوضح وجه علي مغايرة مفهوم اهل البيت في الآيه مع زوجات النبي.

وايضا هنا مسالة اخري. سياق الآيات كلهن سياق الخطاب و الامر و النهي الا في الفقرة المذكورة اذ يكون السياق هناك للتعظيم و التكريم و بعد الفقرة يتبدل السياق مرة اخري الي سياق الني و الامر فهذا التغيير يدل علي ان الفقرة المذكورة اجنبية عن ما صاحبها من الآيات الكريمة.

و يوجد آيه اخري التي يمكننا ان نستفيد منها لايضاح مفهوم اهل البيت وهي:

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (سوره آلعمران الآيه رقم 61)

 

قال الزمشخشري في تفسيره لهذه الآيه:

{ فَمَنْ حَاجَّكَ } من النصارى { فِيهِ } في عيسى { مّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ العلم } أي من البينات الموجبة للعلم { تَعَالَوْاْ } هلموا . والمراد المجيء بالرأي والعزم ، كما تقول تعالَ نفكر في هذه المسألة { نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ } أي يدع كل منا و منكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة { ثُمَّ نَبْتَهِلْ } ثم نتباهل بأن نقول بهلة الله على الكاذب منا ومنكم . والبهلة بالفتح ، والضم : اللعنة . وبهله الله لعنه وأبعده من رحمته من قولك «أبهله» إذا أهمله . وناقة باهل: لاصرار عليها وأصل الابتهال هذا ، ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا . وروي : «أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر ، فلما تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ، ما ترى؟ فقال والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمداً نبيٌّ مرسل ، وقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهل قوم نبياً قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكنّ فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه ، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غداً محتضنا الحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي وعليٌّ خلفها و هو يقول : "إذا أنا دعوت فأمّنوا" ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا قال : «فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم» فأبوا . قال : «فإني أناجزكم» فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا ترددنا عن ديننا على أنّ نؤدي إليك كل عام ألفي حلة : ألف في صفر، وألف في رجب ، وثلاثين درعاً عادية من حديد . فصالحهم على ذلك.

والعجب كل العجب ان نبينا اذا اراد ان يذهب بنسائه و نفسه، ذهب بفاطمه و عليا. فلغة النساء قطعا يشمل زوجاته و لكنه اذهب فقط بفاطمه و جعل عليا نفسه و ان كان الزوجات مساويات معهم في الفضل ام في المحبوبيه عند رسول الله كان عليه ان يذهب بهن للمباهلة فهذه الآيه و ما وردت في تفسيره تدلان علي تمايز الخمسه المذكوره من سائر القربي للرسول. حسب تتبعي حتي الآن ما وجدت بين الفريقين من يقول بان الرسول ذهب بغيرهم للمباهلة.

 

اما في السنه

صحيح مسلم باب فضائل اهل بيت النبي صلي الله عليه و سلم

61 - ( 2424 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير ( واللفظ لأبي بكر ) قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه و سلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا

فالحديث اولا يدل ان الفقره المذكوره قد نزلت في زمان غير زمان الذي نزلت الآيات السابقه و اللاحقه حول ازواج النبي و ثانيا يقول ان معني اللغه اهل البت يشمل الخمسة المذكورة. و قد ورد ما يشابه الحديث و روته ام سلمه.

المستدرك علي صحيحين للحاكم – جز11 ص16- و من مناقب اهل بيت رسول الله

4692 - حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا جدي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي ، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن أبيه قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة ، قال : « ادعوا لي ، ادعوا لي » فقالت صفية من يا رسول الله ؟ قال : « أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين » فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال : « اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد » ، وأنزل الله عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »

والروايتان خاليتان عما فعلته ام المومنين عائشة و ام سلمة. و يمكن ان نسال من النبي (ص) الايكون زوجات كل امري من اهل بيته؟ فلماذا قلت في تعريف اهل بيتك: « أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين » و لماذا ما ادخلت ام المومنين عائشة ام ام سلمة تحت الكساء ام المرط المرحل؟ الجواب ورد في عده من الكتب منهم سنن الترمذي:

سنن الترمذي جز12 ص 257 - باب مناقب اهل البيت

3719 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ إِلَى خَيْرٍ

و قد وردت ما تشابه هذه في المستدرك علي صحيحين للحاكم:

المستدرك علي صحيحين للحاكم – جز8 ص220- باب "تفسير سوره الاحزاب"

3517 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ثنا شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت (1) ) قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، أجمعين فقال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي » قالت أم سلمة : يا رسول الله ، ما أنا من أهل البيت ؟ قال : « إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق» «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه »

فهذه الروايتان تدلان ان مفهوم الاهل و الاسرة يختلف مع مفهوم اهل البيت الذي نزلت الآيه تطهيرا لهم من كل اثم و خطاء و اهل بيت الرسول الذين قد وجب علينا مودتهم و اُمرنا باطاعتهم، هم علي و فاطمة و حسن و حسين فقط و لو قلنا بانا نحب كل من ينتمي الي الرسول لاسيما امات المومنين و ازواجه.

الخاتمه:

قد تبين باذن الحي القيوم مستندا الي كتابه الذي لاياتيه الباطل من خلفه و لا من بين يديه انا امرنا بمودة قربي الرسول و المودة هي التبيعة منهاجهم و القربي يساوي معني اهل البيت و اهل البيت مفهوم خاص يشمل فقط ابنة رسول الله فاطمه الزهرا و بعلها عليا و ابناهما حسنا و حسينا. فمتمسكا بالقرآن يجب علينا ان ناخذ معالم ديننا منهم و ان كان كل اصحابه النبي و زوجاته و كل من ساعده في حياته، محترما عند كل من تبع النبي و لكن حسب ما خلق الله خلقه، يمكنهم ان يخطائوا في هدايتهم و لكن الله قد ضمن عدم الخطاء في هداية الخمسه الطاهرة في كتابه فالعقل و القرآن يقولان: أَ فَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

والسلام علي رسول الله و اهل بيته اجمعين

كلمة سماحة آيت الله مهدي هادوي الطهراني

التقرير و التصنيف: ابراهيم زرگر

مدينه سنندج

قراءة 3742 مرة