الأردن

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الأردن رسميا المملكة الأردنية الهاشمية دولة عربية تقع جنوب غرب آسيا، تتوسط الشرق الأوسط بوقوعها في الجزء الجنوبي من منطقة بلاد الشام، والشمالي لمنطقة شبه الجزيرة العربية. لها حدود مشتركة مع كل من سوريا من الشمال، فلسطين التاريخية (الضفة الغربية) من الغرب، العراق من الشرق، وتحدها شرقاً وجنوباً المملكة العربية السعودية، كما تطل على خليج العقبة في الجنوب الغربي، حيث تطل مدينة العقبة على البحر الأحمر، ويعتبر هذا المنفذ البحري الوحيد للأردن. سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن الذي يمر على حدودها الغربية. يُعتبر الأردن بلد يجمع بين ثقافات ولهجات عربية مختلفة بشكل لافت، ولا تفصله أي حدود طبيعية عن جيرانه العرب سوى نهر الأردن ونهر اليرموك اللذان يشكلان على التوالي جزءا من حدوده مع فلسطين وسوريا. أما باقي الحدود فهي امتداد لبادية الشام في الشمال والشرق وصحراء النفوذ في الجنوب، ووادي عربة إلى الجنوب الغربي. تتنوع التضاريس بالأردن بشكل كبير، وأهم جباله جبال عجلون في الشمال الغربي، وجبال الشراة في الجنوب، أعلى قمة تلك الموجودة على جبل أم الدامي 1854 متر، وأخفض نقطة في البحر الميت والتي تعتبر أخفض نقطة في العالم.

أسّس الأمير عبد الله بن الحسين عام 1921، إمارة شرق الأردن وكانت خاضعة آنذاك للانتداب البريطاني، استقلت عام 1946 ونودي بالأمير عبد الله ملكاً عليها، فعُرفت منذ ذلك الحين باسم المملكة الأردنية الهاشمية.

النظام بالمملكة الأردنية الهاشمية هو نظام ملكي دستوري مع حكومة تمثيلية. الملك يمارس سلطته التنفيذية من خلال رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، الذي في الوقت نفسه، هو مسؤول أمام مجلس النواب (المنتخب) ومجلس الأعيان (المُعَّين من قبل الملك) الذين يشكلان السلطة التشريعية للدولة. هناك أيضاً السلطة القضائية المستقلة.

أصل التسمية

خارطة تعود إلى العام 1890 تظهر اسم "الأردن" و"فلسطين" معاً للدلالة على المنطقة شرق وغرب نهر الأردن بدون تمييز.

سميت الأردن نسبة إلى نهر الأردن. تتألف كلمة جوردان (Jordan) من "جور" و"دان" فهي جمع لاسم رافد النهر المقدس المار بالأردن جور (بانياس) ورافده دان (اللدان) فيصبح الاسم جوردان ويوردان في بعض اللغات، أصبحت مع الزمن أوردان وأردن، وأطلق العرب عليه اسم الأردن، وقد عرفت المنطقة المجاورة لنهر الأردن من منبعه إلى مصبه على الجانبين باسم "الأردن" واسم "فلسطين" على حد سواء. وتعني كلمة "الأردن" الشدة والغلبة وقيل أن الأردن أحد أحفاد نوح. ويذكر قاموس الكتاب المقدس أن أَلأُرْدُنّ اسم عبري معناه الوارد المنحدر، وهو أهم أنهار فلسطين. الاسم الإغريقي للأردن هو يوردانيم (jordanem) وجوردن (Jordan) ومعناها المنحدر أو السحيق. وأطلق اليونان والرومان على بلاد الأردن لفظ ثيم الأردن وهو مسمى عسكري حيث كانت الأردن مقرا لمقاطعة عسكرية، كما أطلق الفاتحون العرب على مناطق الشام اسم الأجناد، وكان من بينها جند الأردن الذي كان يضم جزءا من جنوبي لبنان، وشمالي فلسطين، وكذلك أجزاء من سورية. أما مسمى شرقي الأردن؛ فقد عرف لأول مرة في العهد الصليبي، وأن أول تسمية بهذا المعنى نقلها وليم الصوري، مؤرخ مملكة بيت المقدس اللاتينية، فقد أطلق عليها ultra jordanem وذكر أنها تشمل بلاد؛ جلعاد، وعمون، ومؤاب، ويطلق عليها أحيانا اسم trans Jordan التي تعني بلاد ما وراء النهر، عبر الأردن، أو شرقي الأردن أيضا، وعندما أسس الملك عبد الله بن الحسين الإمارة الأردنية أطلق على البلاد اسم إمارة الشرق العربي ثم أستقلت الإمارة تحت اسم إمارة شرقي الأردن. بعد ذلك أصبحت تعرف باسم المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة لأن نظام الحكم فيها ملكي، والهاشمية نسبة إلى بني هاشم لأن ملوك الأردن أصولهم من هاشم الجد الأكبر للرسول (ص).

الرومان والبيزنطيون

أحتلت روما عام 63 ميلادي الأردن وسوريا وفلسطين وبقيت المنطقة تحت السيطرة الرومانية طيلة أربعمائة عام. وضمت مملكة الأنباط إلى الإمبراطورية الرومانية على يد القائد الروماني تراجان. في تلك الأثناء تشكل اتحاد المدن العشر (الديكابوليس) خلال الحقبة الهلنستية وكان إتحاداً اقتصادياً وثقافياً فدرالياً. وضم الإتحاد إليه المدن اليونانية مثل فيلادلفيا (عمان)، جراسيا (جرش)، وجدارا (أم قيس)، وبيلا وأرابيلا (إربد) ومدن أخرى في فلسطين وجنوب سورياً. اتسمت هذه الحقبة الزمنية بالاستقرار والسلام وحدثت عدة تطورات هامة في البينة التحتية. شهدت الأردن أثناء الحكم البيزنطي أعمالآً إنشائية كثيرة إذ أن مدناً بنيت خلال العهد الروماني وإستمرت في ازدهارها وإزدادت أعداد السكان في المنطقة زيادة كبيرة، كذلك أصبحت المسيحية ديناً مقبولاً في المنطقة. سكن شمال الأردن في تلك الفترة قبائل عربية تدعى بالغساسنة، والذين وجد البيزنطيون فيهم حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا علي تهديد الولايات البيزنطية الشرقية، لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية ومن ثم البيزنطية، وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة.

كنيسة بيزنطية ومعبد هرقل الروماني على جبل القلعة في وسط عمّان.

حكم الغساسنة ستمائة سنة أي من أوائل القرن الأول الميلادي إلى ظهور الإسلام وكان أول ملوكهم "جفنة بن عمرو"، وامتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن وإلى البحر، وكانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.

لعل أكثر ما يبين درجات الحضارة التي شهدتها بعض المدن الأردنية في فترة البيزنطيين مثل مادبا، عدد الكنائس المزينة بالفسيفساء الرائعة التي خلفها البيزنطيون، وتحوي في داخلها أثمن وأروع اللوحات الفسيفسائية في العالم وأهمها خريطة مادبا الشهيرة التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، وفي أقدم خريطة للأراضي المقدسة، والقدس بشكل خاص، وتشمل الخريطة الأماكن الواقعة بين بيبلوس (جبيل) ودمشق شمالاً إلى ثيبة في مصر جنوباً ومن البحر الأبيض غرباً إلى عمان والبتراء شرقاً. في عام 542 قضى الطاعون على معظم سكان الأردن وقضى الاحتلال الساساني عام 614 على من تبقى منهم. وكان قد أحتل الساسانيون الأردن وفلسطين وسوريا طيلة خمس عشر عاماً إلى أن أسترجع الإمبراطور هرقل المنطقة برمتها عام 629 ميلادية لكنه لم يبقى فيها طويلاً أمام تقدم الزحف الإسلامي، فكان هذا أول احتكاك بين العرب والروم حيث وجه النبي محمد حملة مؤتة (بقيادة زيد بن حارثة) ولكنها تعرضت للهزيمه. ثم تبعتها حملة تبوك التي خرج فيها النبي محمد بنفسه ولكنه لم يحدث فيها صدام خطير بين الطرفين. قبيل وفاة الرسول كان قد جهز حملة بقيادة أسامة بن زيد لمحاربة الروم، لكنه توفي قبل أن تبدأ الحملة. واصل المسلمون حملاتهم على بلاد الشام فتم توجيه عدد من الجيوش لفتحها منها جيش إلى الأردن وفلسطين ودمشق وقنسرين. واستطاع أبو عبيدة بن الجراح السيطرة على بصرى ثغر الشام الشرقي سنة 624. ورغم محاولات البيزنطيين استعادة السيطرة عليها لكنهم فشلوا بعد معركة أجنادين. أثارت هزيمة الروم في أجنادين حفيظة هرقل فقرر إرسال جيش لاستردادها، فعبر الجيش نهر الأردن وتقابل مع جيش المسلمين عند نهر اليرموك ودارت معركة عنيفة بين الطرفين هي معركة اليرموك، إنتهت باثار عنيفة على الدولة البيزنطية، فبعد الخسارة في المعركة خسرت الدولة الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، ثم استسلمت دمشق بعد مقاومة. وبدأت المدن البيزنطية في الشام تتابع في السقوط الواحدة تلو الأخرى، فسقطت القدس ثم أنطاكيا ثم سوريا الشمالية كلها بيد المسلمين.

الحكم العربي الإسلامي

لوحة تؤرخ لإنتصار العرب على الروم في معركة اليرموك في شمال الأردن.

بقيت الأردن تخضع للحكم الروماني حتى الفتح الإسلامي لبلاد الشام وإنهاء الحكم البيزنطي على يد العرب المسلمين القادمين من شبه الجزيرة العربية. أثناء الحكم الإسلامي خضعت المنطقة والتي تتألف من بلاد الشام إلى قطاعات عسكرية (تسمى أجناد) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فقسم بلاد الشام إلى قطاعات عديدة سمي كلا منها جند، ومن ضمنها جند الأردن.

رسم جداري من قصر عمرة.

أسس معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية وجعل عاصمتها دمشق، ونظراً لقرب الأردن من عاصمة الحكم الإسلامي ولتمتعها بموقع جغرافي متميز باتت على مفترق طرق الحجاج القاصدين الديار المقدسة في مكة والمدينة. وأزدهرت الحياة في الأردن، وبنيت المدن والقصور مثل قصر الحلابات وقصر الحرانة وقصر المشتى وقصر عمرة وغيرها. وبقى الأمويين حتى حتى تم القضاء على دولتهم عام 749 على يد أبي العباس الملقب بالسفاح. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العباس عم الرسول (ص).

قلعة صلاح الدين في عجلون، إستخدمها المسلمون لصد هجمات الصليبيين.

وكان أول عمل قام به أبو العباس هو نقل مقر الخلافة من دمشق إلى بغداد. وبانتقال عاصمة الخلافة إلى بغداد أصبح موقع الأردن هامشياً مقارنة مع الخلافة السابقة. وهجرت بالتالي قصور الصحراء التي بناها الأمويون لممارسة الصيد ولتكون بذلك محطات تقف عندها القوافل التجارية وقوافل الحجاج المتوجهة للديار المقدسة فيما بعد. وعندما شهد القرنين العاشر والحادي عشر ازدياد نفوذ الفاطميين الذين حكموا مصر وأستولوا عام 969 على الأردن. في بداية القرن الثاني عشر الميلادي تعرضت بلاد الشام لهجمات الحملات الصليبية الشرسة والتي ألقت الأردن في أتون نيران حرب مستعرة. بنى الملك بالدوين الأول خطاً من القلاع في عمود الأردن الفقري بهدف حماية الطرق المؤدية للقدس. ثم وحد بالدوين الأول سوريا ومصر تحت حكمه. لكن صلاح الدين الأيوبي أخرج الصليبين من القدس عام 1187 ميلادي بعد أن هزمهم في معركة حطين مما حرر البلاد من الوجود الأجنبي وخلصت الأردن من السيطرة الأجنبية. أزدهرت الأردن في العهد الأيوبي والمملوكي وأتحد مع مصر وسوريا وأحتل موقعاً بارزاً بين جاراته. وأعيد بناء حصونه وخاناته كي ينزل فيها الحجاج وهم في طريقهم ألى مكة والمدينة ومن أجل تعزيز منعة طرق التجارة والأتصالات. كذلك أزدهرت في الأردن في هذا العهد وفي وادي الأردن بالذات حيث أنشأت محطات تنقية السكر المدارة بواسطة الماء. تعرضت المنطقة لهجمة جديدة للتتار في عام 1401 ميلادية، مما تسبب إضافة لضعف الحكومات وانتشار الأمراض في بعض المناطق إلى ضعف المنطقة كلها. وما لبث الأتراك العثمانيون أن هزموا المماليك عام 1516 وبهذا أصبحت الأردن جزءا من الدولة العثمانية وبقيت هكذا طيلة 400 عام. تزخر البادية الشرقية للأردن والمناطق الجبلية الوسطى بالمعالم التاريخية في العصور الإسلامية المختلفة، حيث اتخذت الآثار والقصور الحصينة والقلاع والأبراج معالم مضمخة بروائح التاريخ. حيث يوجد عديد من القلاع التي بنيت على مر العصور لتكون موطن أمن وأمان للدفاع عن البلاد. فهناك قلعة الأزرق التي تعود إلى عهد الرومان والعرب، وقلعة الربض طراز الفن المعماري عند المسلمين العرب، وكان الهدف من بناءها رصد تحركات الصليبيين من حصن كوكب الهواء واستغلال مناجم الحديد في جبال عجلون التي تسمى مغارة وردة. وإبقاء الطرق التجارية مع دمشق وشمال سوريا. وهناك أيضا قلعتا الكرك وقلعة الشوبك، وتعودان إلى فترة الحروب الصليبية، وتقعان في مناطق جبلية وعرة وفيهما الأروقة وأبراج والاستحكامات التي تدل على طراز الفنون الحربية في القرون الوسطى. بالإضافة إلى تلك القلاع، توجد قلاع أخرى في العقبة والحسا والقطرانة شاهدة على العصور المختلفة في التاريخ الإسلامي.

العهد العثماني

أحد المدافع المنصوبة على قلعة الكرك، من بقايا الحكم العثماني.

دخلت الأراضي الأردنية تحت الحكم العثماني في أعقاب هزيمة المماليك أمام العثمانيين عام 1516 في معركة مرج دابق، وبقيت الأردن جزءا من هذه الإمبراطورية من عام 1516 حتى عام 1918. وضعت البلاد العربية تحت الحكم العثماني المباشر وتمتعت سورية بالحكم الذاتي. فعين السلطان واليا عليها جان بردي الغزالي، لكنه بعد وفاة السلطان سليم أعلن نفسه واليا على بلاد الشام، واستقل بها عن الدولة العثمانية، فارسل العثمانيون جيشا لم يقدر عليه، فاستسلم وأعدم في 1521. وبهذا عادت بلاد الشام تحت إدارة الولاة العثمانيين وخضعت مباشرة للباب العالي. وقسمت الدولة العثمانية بلاد الشام إلى ثلاث ولايات هي؛ دمشق، حلب، وطرابلس. وكانت الأردن تتبع لدمشق. أرسل والي مصر محمد علي باشا في سنة 1831 ابنه إبراهيم باشا إلى بلاد الشام على رأس قوة تمكنت من الانتصار على الجيش العثماني والسيطرة على بلاد الشام. كان حكم محمد علي إصلاحيا وقد اهتم بالتعليم وحاول فرض الضرائب وتنظيمها. لكنه ما لبث وأن خرج منها تحت التهديد، بعد أن أجتمعت كلا من بريطانيا، روسيا والنمسا والدولة العثمانية عام 1840، وهددوه بانتزاع مصر منه عنوة ان لم يسحب جيشه من بلاد الشام، فانسحب عام 1841 وفرض عليه البقاء داخل مصر والسودان فقط. بشكل عام عانى الأردن من الإهمال الذي أصاب تطور بنيته التحتية في العهد العثماني وكان ذلك يتعلق بعدة جوانب منها الأعمال الإنشائية للدولة العثمانية والتي كانت تقام إذا كانت ذات مدلول ديني فقط وبناء على هذا بنت قصر القطرانة لأنه يحمي قوافل الحجاج أما معظم المدارس والمستشفيات والحمامات والآبار ودور الأيتام فبقيت مهملة جداً. وكانت أهم الأعمال والمشاريع الإنشائية في ذلك الزمن مشروع إنشاء خط سكة حديد الحجاز الذي كان يبدأ من دمشق حتى المدينة المنورة. لكن أصبحت سكة الحديد أداة مفيدة لنقل الجيوش العثمانية والتموين خلال الحرب العالمية الأولى لتصل قلب الأراضي الحجازية، وبتالي تعرضت السكة لهجمات عديدة وجهت إليها خلال الثورة العربية الكبرى، لتبدئ مرحلة جديدة في تاريخ الأردن، والمنطقة بأسرها.

خط حديد الحجاز، كانت أهم الأعمال التي قام بها العثمانيون في الأردن 1916.

 

التاريخ المعاصر

الحرب العالمية الأولى والثورة العربية

جنود في الجيش العربي خلال الثورة العربية بين عامي 1916-1918، تحمل علم الثورة العربية.

أعلنت الحرب العالمية الأولى في تموز 1914 بين الحلفاء ودول المحور،  وفي أكتوبر 1914 دخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا، حين قام أسطولها بقصف الموانئ الروسية على البحر الأسود. أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 2 أكتوبر 1914 وبعد ثلاثة أيام أعلنت إنجلترا وفرنسا الحرب على الدولة العثمانية. قام الإتحاديون بتطبيق سياسة التتريك والطورانية، على الأسس العنصرية، وكانت هذه إساءة لحكم الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية، ومنهم العرب حيث أنه أعتمد القومية التركية وتخلى عن الإسلام الجامع بين الأتراك والعرب، وقام الإتحاديون بعزل السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909 نهائياً، وهو صديق العرب ومقرِّبهم إليه والمعتمد عليهم في مواجهة أطماع القادة التُّرك المتعصبين، مما جعل العرب ينقمون عليهم عامة، وخاصة بعد تبنيهم سياسة تتريك الشعوب غير التركية في دولتهم. طلب العرب من الدول العثمانية منحهم الاستقلال الذاتي وجعل اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية وذلك لحصر التجنيد في الشبان العرب وذلك كما جاء في مقررات المؤتمر العربي في باريس عام 1913 ولكن العثمانيون رفضوا تلبية مطالب العرب. في هذه الأثناء كان الوطنيون العرب الذين أسَّسوا جمعياتهم القومية، وخاصة العربية الفتاة على اتصال مع الشريف الحسين بن علي بواسطة ابنه فيصل بن الحسين الذي تقابل مع القوميون العرب في دمشق، وأتفق معهم على قيام الثورة بقيادة والده، وكان الهدف ممَّا سُمَّي بميثاق دمشق، تأسيس دولة عربية واحدة من جبال طوروس إلى البحر العربي ومن البحر الأحمر حتى الخليج العربي يكون الشريف حسين رئيسها. وحدث ذلك بينما كان جمال باشا يعدم الوطنيين ومنهم الضباط العرب. بدأت مفاوضات ومراسلات الحسين من خلال مراسلات حسين مكماهون (1916) التي تمَّ الاتفاق فيها على قيام ثورة على تركيا تدعمها بريطانيا وتعترف باستقلالها وتحميها، وتمدُّها بالمال والسلاح، مقابل اشتراك العرب في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك، كما وعد البريطانيين العرب بالاعتراف باستقلال العرب. انطلقت الثورة العربية من مكة في 10 حزيران 1916, وأعلن الشريف الحسين بن علي الجهاد المقدس ضد الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس وسار جيشه من الحجاز إلى الشام، واحتل مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة, كانت قبيلة الحويطات في جنوبي الأردن أول من لبى نداء الثورة من الأردنيين، إذ اتصل شيخها عودة أبو تايه بالأمير فيصل، قائد الجيش العربي الشمالي، وأعلن انضمام قبيلته إلى الثورة. وفي 9 أيار عام 1917 توجه عودة والشريف ناصر بن علي في مجموعة قليلة من الفرسان نحو العقبة، وتمكنت هذه الفئة القليلة من القيام بمهمتها بنجاح وسهلت للجيش العربي الشمالي احتلال العقبة في 6 تموز عام 1917. وبإحتلال العقبة تم الاتصال بين الجيش العربي وجيش الحلفاء الذي كان يقوده الجنرال اللنبي ، وبين الجيش العربي والقيادة البريطانية في القاهرة. وبينما كانت القوات البريطانية تتقدم في جنوبي فلسطين فتحتل بئر السبع وغزة ويافا والخليل وبيت لحم، وتستولي على القدس في أواخر تشرين الأول عام 1917، أخذت القوات العربية في مناوشة القوات التركيا في معان والمناطق المجاورة لها. وفي منتصف كانون الثاني 1918 استولت على الطفيلة والشوبك. وبعد مناوشات بين الإنكليز والأتراك حول مدينتي السلط وعمان، أعد الأمير فيصل حملة لاحتلال الأزرق، وقد تمكنت هذه الحملة من إنجاز مهمتها، ثم انطلقت لمهاجمة محطة خربة غزالة قرب درعا، ومن ثم احتلت درعا في 28 أيلول عام 1918. وبنتيجة ذلك اضطر الجيش التركي إلى الانسحاب من عمان، وتوجه إلى دمشق لكن ما لبث وأن دخلت بقيادة الامير فيصل بن الحسين في مطلع أكتوبر من عام 1918

المسجد الحسيني أقدم مساجد عمّان، وشاهد على تأسيس إمارة شرق الأردن.

وهكذا ارتبط مصير الأردن في تلك المرحلة من العهد الفيصلي بما كان يجري من أحداث في بلاد الشام والشرق العربي كله. فعيّن الجنرال إدموند ألنبي علي رضا الركابي رئيسًا لحكومة مؤقتة على بلاد الشام يوم 1 أكتوبر 1918، وعندما وصل فيصل إلى دمشق ثبّت الركابي في منصبه رئيسًا للوزراء، وغادر لزيارة حمص وحماه وحلب، ثم انتدبه والده لتمثيله في مؤتمر الصلح المنعقد في باريس بعد انتصار الحلفاء في الحرب، فغادر سوريا في نوفمبر 1918 تاركًا أخاه زيد بن الحسين نائبًا عنه للأمور البرتكولية، ورضا الركابي للإدارة الفعلية. خلال زيارة فيصل الأول إلى باريس أصيب بخيبه أمل جمّة إذ بات واضحًا أن الحلفاء لن يرضوا إقامة الدولة العربية الكبرى، بالرغم من وعود بالاستقلال التي منحت للشريف حسين ضربت إتفاقية سايكس بيكو التي أتفق عليها الإنكليز والفرنسيون عرض الحائط بتلك الوعود، وبكل ما جاء في مراسلاته مع مكماهون. كما ثبت أن سايكس بيكو حقيقة وليس إشاعات كما ردد الإنكليز خلال الحرب، أما الطامة الكبرى فهو وعد بلفور، الذي اضطر فيصل للاعتراف به بموجب اتفاق وقعه تحت الضغط مع حاييم وايزمان.

سوريا الكبرى

 

غلاف كتاب ذكرى استقلال سوريا يظهر حدود سوريا وتاريخ إعلان الاستقلال، وكان الأردن جزءا منها


محطة قطار معان في بداية القرن العشرين.

 

في 10 حزيران/يونيو 1919 وصلت لجنة كينغ كراين إلى يافا وزارت مدنًا كثيرة في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وتلقت 1800 عريضة عليها ثلاثمائة ألف توقيع، والتقت الأمير فيصل في دمشق يوم 2 تموز/يوليو وكذلك أعضاء المؤتمر السوري العام. أنهت اللجنة أعمالها في 28 آب/أغسطس 1919، وقدّمت تقريرها إلى الحلفاء فلم يأخذوا بأي من بنوده. مكث تقرير اللجنة سريًا حتى نشرته إحدى الصحف الأمريكية عام 1922 واشتمل التقرير على: أن تعتبر بلاد الشام دولة واحدة، لأن ذلك يتفق مع رغبات الشعب واللغة والاقتصاد والثقافة والعادات وأن يمنح لبنان حكمًا ذاتيًا ضمن هذه الدولة، أن يكون نظام الحكم ملكيًا دستوريًا على رأسه فيصل بن الحسين، وإيقاف برنامج الهجرة اليهودية إلى فلسطين. في 7 آذار/مارس 1920 اجتمع المؤتمر السوري العام وأصدر بيان الاستقلال، ورفض في بيانه أي تقسيم للبلاد، وأكّد على تعاونها مع العراق وبايع المؤتمر فيصل بن الحسين ملكًا دستوريًا على سوريا باسم "فيصل الأول"، كذلك فقد أقرّ المؤتمر الحكم الذاتي لجبل لبنان واللامركزية الإدارية لسائر المناطق. جاءت هذه الخطوة من طرف واحد، أي من دون موافقة الحلفاء المسبقة، وكان القنصل البريطاني في دمشق قد نصح فيصل الأول وكذلك المؤتمر السوري العام بتأجيل إعلان الاستقلال لما بعد مؤتمر سان ريمو.

إمارة شرق الأردن

ما لبث أن اجتمع المجلس الأعلى لعصبة الأمم في مدينة سان ريمو، في إيطالية، في 18- 26نيسان 1920 وقرر وضع البلاد العربية الواقعة ضمن المستطيل الممتد من شاطئ البحر المتوسط إلى الحدود الإيرانية تحت الانتداب، وتجزئة البلاد السورية إلى ثلاثة كيانات منفصلة هي: فلسطين، ولبنان، وبقية الأرض السورية. كما أقر المجلس أن توضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور، وأن توضع سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي. كانت معركة ميسلون الحاسمة على أبواب دمشق في 24 تموز 1920، وغادر فيصل، الذي نحي عن عرش سورية، دمشق بعدها. حرص الفرنسيون على ألا تتوغل قواتهم في أراضي شرق الأردن، وهكذا غدا الأردن في هذه المرحلة بلا حكومة ولا جيش ولا قوى لحفظ الأمن. انعقد مؤتمر مؤتمر أم قيس، بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا أثر معركة ميسلون سنة 1920، وإجهاض حلم إقامة مملكة سوريا الكبرى، وجد الشرق أردنيون أنفسهم أمام فراغ سياسي وإداري وأمني، فحاولوا مواجهة هذه الظروف بتشكيل حكومات محلية في مناطقهم المختلفة. حدث لقاء بين المندوب السامي البريطاني في فلسطين، هربرت صموئيل، وأعيان شرق الأردن، في السلط، أعلن فيه هربرت صموئيل أن الحكومة البريطانية لا تقصد إلحاق شرق الأردن بإدارة فلسطين، بل تريد تأسيس إدارة منفصلة، وبعدد من الضباط الإنكليز أسست الإدارة الجديدة. وتألفت حكومة محلية في إربد برئاسة القائم مقام علي خلقي الشرايري، وحكومات محلية أخرى في عجلون والرمثا وجرش والكرك وسواها. ولم تستطع هذه الحكومات المحلية أن تواجه المشكلات العامة، أو أن تحسن الأوضاع المتدهورة في البلاد، الأمر الذي نجم عنه شيوع الفوضى والاضطراب، في أثناء هذه المرحلة التي امتدت من أيلول 1920 حتى نيسان 1921.

زيارة السير هربرت صموئيل الثاني إلى إمارة شرق الأردن... الفروسية الشركسية في أبريل 1929.

وجه هربرت صموئيل الدعوة إلى عبد الله لمقابلة تشرشل في القدس للتباحث معه (آذار 1921). وقد انتهت هذه المباحثات بالاتفاق على إقامة حكومة وطنية في شرق الأردن برئاسة الأمير عبد الله تكون مستقلة استقلالاً إدارياً وتساعدها بريطانيا في توطيد الأمن، كما تسترشد برأي مندوب بريطاني يقيم في عمان. كما تنص على إنشاء قاعدتين للطيران على ألا تستخدما للهجوم على سوريا أو فلسطين. وقد وقعت هذه الإتفاقية في 26 آذار 1921، وعاد الأمير عبد الله بعدها إلى عمان التي إختيرت عاصمة لموقعها ولوجود محطة للسكة الحديدية فيها، وشرع في تنظيم شؤون البلاد وتأليف حكومة لإدارة أمورها. أعدت الحكومة البريطانية صك الانتداب على شرق الأردن حيث أستبعدت الأراضي شرق نهر الأردن من جميع الأحكام التي تتناول الولاية على المستوطنات اليهودية، ومن نصوص صك الإنتداب على فلسطين. طالب الأمير في زيارة قام بها إلى لندن في تشرين الأول 1922 باستقلال شرق الأردن استقلالاً تاماً، واستمرت المفاوضات مدة طويلة استقالت في أثنائها الحكومة برئاسة علي رضا الركابي، وتألفت حكومة جديدة برئاسة مظهر رسلان في شباط 1923. وقد حاولت الوزارة الجديدة استئناف المفاوضات مع بريطانية من أجل الاستقلال، ولكن بلا طائل. وفي 25 أيار 1923 قام هربرت صموئيل، المندوب السامي البريطاني في فلسطين، بناء على أوامر حكومته بزيارة عمان وألقى البيان التالي: «شريطة موافقة عصبة الأمم، فإن حكومة جلالته البريطانية سوف تعترف بوجود حكومة مستقلة في شرق الأردن تحت حكم سمو الأمير عبد الله بن الحسين، شريطة أن تكون تلك الحكومة دستورية، وأن تمكن حكومة جلالته البريطانية من إيفاء التزاماتها الدولية المتعلقة بتلك البلاد». وهكذا عدّ الأردن هذا البيان اعترافاً من جانب بريطانيا باستقلاله وتم في 11 نيسان 1921 تأسيس أول حكومة أردنية برئاسة رشيد طليع، سمِيّت أول خمس حكومات بمجلس المستشارين. وفي عهد الحكومة الخامسة أصبح اسمها مجلس الوكلاء. وتشكّلت الحكومتان السادسة والسابعة تحت اسم مجلس النظار، فيما تشكلت الثامنة تحت اسم المجلس التنفيذي. واستبدل اسم المجلس التنفيذي باسم مجلس الوزراء اعتبارا من الحكومة التاسعة، في أربعينيات القرن العشرين.

 

الاستقلال

يوم 25 مايو 1946 وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ذات سيادة. أعلن البرلمان الأردني الملك عبد الله الأول ملك عليها، الذي استمر في الحكم حتى تم اغتياله في عام 1951 بينما كان يغادر المسجد الأقصى في القدس.

أصبحت الأردن عضوا مؤسسا لجامعة الدول العربية في عام 1945، وكدولة مستقلة، فإنها انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 1955. أعلن الملك الحسين في سنة 1956 تعريب قيادة الجيش بإعفاء كلوب باشا من منصبه كقائد للجيش الأردني، وتسليمها إلى ضباط أردنيين. وبعدها تم الغاء المعاهدة الانجلو-أردنية (الأردنية البريطانية) في 13 ـ 3 ـ 1957, فقد كفل هذا العمل على التأكيد الكامل لسيادة الأردن كدولة مستقلة استقلالا تاما.

صدر عام 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وأخرى عربية، وبعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، دخلت الأردن الحرب مع إسرائيل إلى جانب الدول العربية، وإستطاعت الأردن أن تحافظ على القدس وعلى جزء كبيرة من أراضى الضفة الغربية. وفي عام 1949 عقد مؤتمراً بأريحا حضره عدد من وجهاء فلسطين أعلن فيه ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية، وتم انتخاب مجلس نواب جديد وقسمت مقاعده مناصفة بين الضفتين. وفي العام التالي أغتيل الملك عبد الله الأول أثناء دخوله بوابة المسجد الأقصى لصلاة يوم الجمعة.

المؤتمر الوطني الأردني عام 1930.

في عام 1951 خلف الأمير طلال والده في الحكم، لكنه لم يستمر طويلا في الحكم بسبب وضعه الصحي. وكان من أهم إنجازاته إصدار دستور عام 1952، والذي يعمل به إلى اليوم. خلف الملك الحسين بن طلال والده، ولأنه لم يبلغ سوى 17 عاما، إستلم مجلس وصاية على العرش وحينما أتم الثامنة عشر من عمره تولى سلطاته الدستورية في 11 آب 1953. تم توقيع اتفاق بين الأردن والمملكة العربية السعودية في 10 آب/اغسطس 1965 حصل بموجبه تبادل أراضي بين الجانبين، حيث حصلت السعودية عل مساحة 7000 كيلومترا مربعا من الأراضي الأردنية مقابل حصول الأردن على 19 كيلومترا لتوسيع خطه الساحلي على خليج العقبة، بالإضافة إلى 6000 كيلومتر مربع من الأراضي في المناطق الداخلية.

حروب 1967، 1973،  وأحداث أيلول

دخلت الأردن الحرب مع إسرائيل سنة 1967، وخسرت فيها القدس والضفة الغربية، ونزح آلاف الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن. وفي 21 آذار 1968 عبرت القوات الإسرائيلية الحدود الأردنية لاحتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل إستراتيجية. وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدت لها قوات الجيش العربي الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة. وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات العربية الأردنية بالاشتراك مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان تلك المنطقة في قتال شرس بالسلاح الأبيض ضد الجيش الإسرائيلي في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة. واستمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما إضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكن الجيش الأردني في هذه المعركة من تحقيق النصر والحيلولة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها. شهدت الفترة التالية لحرب عام 1967 تصاعدا في عدد عناصر ونشاط الفصائل الفلسطينية (الفدائيين) داخل الدولة الأردنية، حتى أضحت دولة داخل دولة تهدد سيادة القانون في الأردن، فحدث التصادم بين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية في أيلول من عام 1970، وانتهى بطرد الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى لبنان وسميت هذه الأحداث بأحداث أيلول. اندلعت الحرب في يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، فقام الأردن بإرسال لواء مدرع إلى الجبهة السورية ليؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف. في مؤتمر قمة الرباط 1974 وافقت الأردن على أن تصبح منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وفي عام 1988 أعلن الملك الحسين بن طلال قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية وتم استبعاد النواب عن الضفة الغربية من مجلس النواب.

معاهدة السلام مع كيان الصهيوني

الملك حسين يصافح إسحق رابين، برفقة كلينتون، بعد توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن في 26 أكتوبر 1994.

في عام 1991، وافق الأردن، إلى جانب كلا من سوريا، لبنان، والعرب ممثلين بالفدائيين الفلسطينيين على المشاركة في مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل في مؤتمر مدريد برعاية الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي. وتم التوقيع على معاهدة إنهاء القتال مع إسرائيل في 25 يوليو 1994. ونتيجة لذلك، أبرمت معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في 26 أكتوبر 1994. وكون الملك حسين علاقات جيدة مع إسرائيل، منذ التوقيع على معاهدة السلام معهم. تلقى الملك حسين العلاج من مرض السرطان لفترة طويلة في الولايات المتحدة، ولدى عودته إلى الأردن نقل ولاية العهد من شقيقه الأمير حسن إلى ابنه البكر عبد الله. توفي الملك حسين في سنة 1999، وخلفه ابنه عبد الله الثاني. تجدد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب قيام شارون بزيارة المسجد الأقصى، فعلى إثر هذه الزيارة اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أيلول/سبتمبر 2000. كان أخر توتر رئيسي بين الأردن و إسرائيل في أيلول/سبتمبر 1997، عندما قام اثنين من عملاء إسرائيل بمحاولة تسميم خالد مشعل، الزعيم البارز في حركة حماس الفلسطينية، بعد دخولهم الأردن بجوازات سفر كندية. حتى وصلت الأمور بتهديد الملك حسين بقطع العلاقات الدبلوماسية، وإجبار إسرائيل على إحضار الترياق المضاد للسم وإطلاق سراح العشرات من الأردنيين والفلسطينيين من سجونها، بمن فيهم الزعيم الروحي لحماس الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل في أوائل عام 2004، بقصف استهدفه داخل قطاع غزة. في 9 نوفمبر 2005، شهد الأردن ثلاثة تفجيرات إرهابية في ثلاث فنادق في عمان، قتل فيها ما لا يقل عن 57 شخصا وجرح 115. وأعلن تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن الهجوم. انطلقت موجة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية من مختلف أنحاء الأردن مطلع عام 2011م متأثرة بموجة الاحتجاجات العربية العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011. كان من الأسباب الرئيسة لهذه الاحتجاجات تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالة وظاهرة الفساد وتسلط الأجهزة الأمنية على الشعب الأردني ودورها في صنع القرار. وقد بدأت هذه المَسيرات يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد صلاة الجُمعة وإستمرت في الأسابيع التالية.

المناخ

مناخ الأردن هو مزيج من مناخي حوض البحر الأبيض المتوسط والصحراء القاحلة، حيث يسود مناخ حوض المتوسط في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، بينما يسود المناخ الصحراوي في غالبية البلاد. وبشكل عام، فإن الطقس حار وجاف في الصيف ولطيف ورطب في الشتاء. هناك تنوع مناخي في الأردن حيث يسود المناخ المداري الجاف في وادي الأردن، مناخ الاستبس الدافئ الذي يسود في المرتفعات الجبلية، مناخ البحر المتوسط الذي يسود في المرتفعات الجبلية كذلك، مناخ البحر المتوسط البارد الذي يسود في قمم الجبال العالية مثل عجلون، مناخ الأستبس على السفوح الشرقية، المناخ الصحراوي الجاف في البادية الشرقية.[136] تتراوح معدلات درجات الحرارة السنوية بين 12-15 درجة مئوية (54-77 فهرنهايت)، وتصل في حدها الأعلى صيفا إلى الأربعينات (105-115 ف) في المناطق الصحراوية. ويتراوح معدل سقوط الأمطار من 50 ملم (1.97 إنش) سنويا في الصحراء إلى حوالي 580 ملم (22.8 إنش). في المرتفعات الشمالية تتساقط الثلوج على فترات قليلة على معظم المرتفعات الجبلية في شمال ووسط وجنوب المملكة وتكون غزيرة جدا ومتراكمة في بعض الأحيان.

الطبيعة

قرية بالقرب من السلط في محافظة البلقاء.

تحتضن محمية ضانا أكثر من 800 نوع نباتي، ثلاثة من هذه الأنواع لا يمكن ايجادها في أي مكان في العالم سوى في محمية ضانا. سجل العلماء في الأردن نحو 78 نوعًا من الثدييات، تنتمي لسبع رتب و26 عائلة، وتضم هذه القائمة: المفترسات (آكلات اللحوم) مثل الضبع المخطط، الذئب، ابن آوى الذهبي بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الثعالب والقطط البرية.العاشبات (أكلات النباتات) مثل الوعل النوبي، المها العربية وأنواع مختلفة من الغزلان، والقوارض والخفافيش التي تعتبر الأكثر عددًا بين الثدييات حيث تشكل ثلثي مجموعها. يوجد في الأردن خمسة أنواع من البرمائيات و97 نوعاً من الزواحف. أكثر من نصف هذه الأنواع من السحالي ويقارب عددها 55 نوع بينما تم تسجيل 37 نوع من الافاعي سبع منها سامة. ورغم أن الزواحف في الأردن غير مهددة بشكل كبير، إلا أن هنالك 14 نوع منها تعتبر نادرة، ويعتقد أن هنالك 2 إلى 4 أنواع تعرضت فعلا للانقراض.

شاطئ مدينة العقبة، جنوب الأردن. يُطلق عليها "ثغر الأردن الباسم".

يعتبر الأردن من أهم ممرات الطيور المهاجرة، بسبب وقوعها على حافة حفرة الانهدام وتقطع الطيور آلاف الكيلو مترات سنويا في مواسم الهجرةً مرورا بالأردن ويبلغ عدد أنواع الطيور المسجلة في الأردن نحو 425 نوعاً، تتوزع على 58 عائلة (حسب دراسة ايان أندروز 1995)، أكثر من 300 منها مهاجرة، 95 محلية. وتزور 111 نوعا من هذه الطيور المسجلة المملكة في الشتاء، في حين تزور 63 نوعا منها المملكة في الصيف، وتمر 202 نوعا على المملكة أثناء هجرتها، و83 نوعا ضالة الطريق. يتكاثر في الأردن عدد من الطيور المهددة عالمياً مثل العويسق والنعار السوري، كما أن هنالك العديد من الأنواع المهددة التي تم تسجيلها في الأردن خلال مواسم الهجرة وفصل الشتاء، وتشمل ملك العقبان، والعقاب الأرقط الصغير، وطائر القطقاط الاجتماعي. علما أن القائمة تضم 15 نوعا مهددا و21 على لائحة الاتفاقية الدولية لحظر الإتجار بالأنواع المهددة. الأردن غني بتنوعه النباتي إذ سجل العلماء مايزيد عن 2500 من النباتات الوعائية والتي تنتمي بدورها إلى 152 عائلة وتشكل ما مجمله 1% من النباتات المسجلة في العالم. يوجد في الأردن ما يقارب 100 نوع من النباتات المستوطنة أي ما نسبته 2.5% من مجموع النباتات المسجلة عالميا وهي نسبة عالية مقارنة بالمعايير العالمية. كما يوجد 349نوعا نادرا، منها 76نوعا مهددا بالانقراض و 18 نوعا مدرجة على القوائم العالمية للأنواع المهددة بالانقراض حسب (IUCN) الإتحاد الدولي لصون الطبيعة. خليج العقبة هو موطن لبعض من خيرة الحياة البحرية في الشرق الأوسط، بينما الشعب المرجانية لا مثيل لها في العالم. يحتوي خليج العقبة مجموعة كبيرة من الحياة البحرية، مثلا قنديل البحر، خيل البحر، خيار البحر، سرطان البحر، الروبيان، قنافذ البحر، والعديد من أنواع الأسماك والديدان التي تحفر بيوتها في قاع البحر الرملي.

ويمكن الإطلاع على مجموعة متنوعة من الأعشاب البحرية في المياه الضحلة. ولعل من أهم عناصر الجذب للغواصين في خليج العقبة هو الشعاب المرجانية الملونة، خصوصا تلك الموجودة في الجزء الجنوبي من الساحل الأردني، وهناك نحو 100 نوعا من المرجان الحجري. يوجد بصورة رئيسية في المياه الضحلة الطحالب التي تتطلب الضوء لعملية البناء الضوئي، هناك عدة مئات من أنواع الأسماك جعلت بيوتها بين الشعاب، وتعيش من خلال التغذي على بعض الطحالب التي تنمو على الشعاب المرجانية.

وللأردن رموز وطنية نباتيا وحيوانيا، هي: السوسنة السوداء التي تمثل الزهرة الوطنية، الملول الذي يمثل الشجرة الوطنية، المها العربية يمثل الحيوان الوطني، والعصفور الوردي يمثل الطائر الوطني.

النظام السياسي

ينص الدستور الأردني على أن نظام الحكم نيابي ملكي وراثي. والأمة مصدر السلطات، تمارس الأمة سلطاتها من خلال ثلاث سلطات متمثلة في السلطة التشريعية التي تناط بمجلس الأمة والملك. تعد الحكومة الهيئة التنفيذية والإدارية العليا للدولة الأردنية، ويتم تنفيذ العمل الحكومي والإداري من خلال مجلس الوزراء الذي يتولى المسؤولية عن إدارة جميع شؤون الدولة الداخلية والخارجية. يتألف مجلس الوزراء في الأردن من رئيس الوزراء رئيسًا، ومن عدد من الوزراء، ويشرف رئيس الوزراء على أعمال الحكومة، كما يرأس مجلس الوزراء، ويرتبط برئيس الوزراء ديوان الموظفين، ودائرة المخابرات العامة، ودائرة قاضي القضاة، وديوان التشريع، وديوان المحاسبة، وديوان المراقبة الإدارية.

الملك

الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن.

الملك هو رأس الدولة، ويترأس عرش المملكة، كما يتولى منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. يمارس الملك سلطاته التنفيذية من خلال رئيس الوزراء ومجلس الوزراء. ويعتبر مجلس الوزراء مسؤولاً أمام مجلس النواب المنتخب، والذي يشكل إلى جانب مجلس الأعيان الذراع التشريعي للحكومة. حكم الملك عبد الله الأول الأردن بعد الاستقلال عن بريطانيا. بعد اغتيال الملك عبد الله الأول في 1951، حكم ابنه الملك طلال لفترة وجيزة. وكان الإنجاز الأكبر للملك طلال اصدار الدستور الأردني في الثامن من كانون الثاني عام 1952. تم عزله عن الحكم في 11/8/1952 بسبب ظروف صحية. في ذلك الوقت كان أبنه الأكبر حسين، صغير (17 سنة) على الحكم، وبالتالي تسلم الحكم مجلس الوصاية الملكي حتى بلوغ الحسين السن القانونية للحكم حسب دستور 1952 وهي 18 سنة قمرية. بعد بلوغ الحسين سن 18 عامًا، جلس على عرش المملكة وتسلم الحكم عام 1953 حتى وفاته في عام 1999. أنهى الملك الحسين الأحكام العرفية عام 1991، بعد أن فرضها في 1970، بتعيين مستشاره العسكري حابس المجالي حاكمًا عسكريًّا عامًّا للأردن، وتشكيل وزارة جديدة برئاسة الزعيم داود خلفًا لوزارة عبد المنعم الرفاعي المستقيلة، وتعيِّن حُكامًا عسكريين في كل محافظات الأردن. في عام 1992 أجاز الملك الحسين الأحزاب السياسة. وفي عامي 1989 و 1993 أجرى الأردن انتخابات نيابية حرة وعادلة، إلا أن بعض التغيرات المثيرة للجدل في قانون الانتخاب دفعت الأحزاب الإسلامية لمقاطعة انتخابات عام 1997. خلف الملك عبد الله الثاني والده الحسين عقب وفاته في شباط عام 1999، وقد تحرك الملك عبد الله سريعاً من أجل إعادة تأكيد معاهدة السلام مع إسرائيل وعلاقة الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد عمل خلال سنته الأولى في السلطة على إعادة تركيز الأجندة الحكومية على الإصلاح الاقتصادي.

البرلمان

البرلمان الأردني هو مجلس الأمة الذي يتولى السلطة التشريعية في الأردن؛ ويتكون من مجلسي الأعيان والنواب، ويقوم الملك بتعيين أعضاء مجلس الأعيان البالغ عددهم 60 عضوًا لمدة أربع سنوات. أما مجلس النواب فإنه يتألف من 110 نواب ينتخبون بطريقة التصويت. ويعقد المجلسان في كل سنة من ولايتهما، دورة عادية واحدة مدتها أربعة أشهر، وعددًا من الدورات الاستثنائية يدعوان إليها بأمر ملكي.

السلطة القضائية والأحزاب

الشرطة الأردنية.

ينص الدستور على أن السلطة القضائية تتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها وتصدر جميع الأحكام وفق القانون باسم الملك، كما ينص الدستور على أن القضاة مستقلين، ولا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون. يتألف النظام القضائي في الأردن من محاكم مدنية وشرعية وخاصة. وتشتمل المحاكم المدنية على محاكم الصلح، والمحاكم الابتدائية، ومحكمة الجنايات العليا، ومحاكم الاستئناف، ومحكمة العدل العليا. أما المحاكم الشرعية فإنها تشتمل على المحاكم المختصة بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية للمسلمين، وعلى المحاكم الدينية لغير المسلمين. وتنشأ المحاكم الخاصة لغايات خاصة محددة، ومنها المجالس العسكرية، ومحكمة الشرطة، وتختص بمحاكمة أفراد القوات المسلحة وأفراد الأمن العام.

يستند النظام القانوني في الأردن إلى الشريعة الإسلامية والقوانين الفرنسية؛ يتم إجراء المراجعات القضائية للتشريعات الجديدة من قبل مجلس القضاء الأعلى؛ لم يقبل الأردن النطاق التشريعي الإلزامي لمحكمة العدل الدولية. هناك أكثر من 30 حزبا سياسيا، ولكن الحزب السياسي الوحيد الذي يلعب دورا في المجلس التشريعي هو جبهة العمل الإسلامي. ويمكن القول ان الأحزاب السياسية تمثل أربعة أقسام: الإسلاميين، وتمثله جبهة العمل الإسلامي، ويضاف إلى هذا التيار قوى إسلامية أخرى مثل حركة دعاء الإسلامية وغيرها. اليساريين، وتمثله عدة أحزاب كحزب الوحدة الشعبية، الحزب الشيوعي الأردني، (حشد) الحزب الديمقراطي الأردني. التيار القومي وتمثله أحزاب البعث بشقيه العربي الاشتراكي والديمقراطي الأردني والحزب العربي.والليبراليين، تمثله تيار الوسط أحزاب العهد والمستقبل وغيرها. ولكن هذه ليس لها تأثير كبير على العملية السياسية بسبب عدم وجود رؤية واضحة اوإستراتيجية لدى هذه الاحزاب فضلا عن الاختلافات داخل هذه الأحزاب السياسية.

اللغة

كافة الأردنيين، بغض النظر عن العرق أو الدين، يتحدثون اللغة العربية، التي هي أيضا اللغة الرسمية في الأردن. اللغة العربية في الأردن موجودة على ثلاثة أشكال: العربية التراثية، وهي لغة القرآن، أما اللغة الأدبية فطورت من العربية التراثية ومعروفة باسم اللغة العربية الفصحى، واللهجات المحلية. هناك لهجة تميز كل منطقة من مناطق الأردن عن غيرها من المناطق الأخرى. إذ تتشابه لهجة أهل الشمال (اربد، عجلون، جرش، الرمثا) لتشكل لهجة مميزة بعيدة نسبيا عن اللهجة البدوية على الرغم من وجود المصطلحات المشتركة والتعابير المتشابهة. في حين تمتاز مناطق جنوب الأردن وشرقه بلهجة أقرب إلى البداوة ولكنها في نفس الوقت متميزة ومختلفة عن اللهجات الدارجة في دول الخليج. أما عمان والزرقاء فيستعمل أهلها لهجه هجينة من اللهجات الشامية ومتطورة عنها قريبة على لهجة أهل القدس، حيث الكثير من سكان هاتين المدينتين من أصول فلسطينية. أما اللغة الإنجليزية فتستعمل على نطاق واسع في مجال التجارة والحكومة، وتدرس اللغة الفرنسية في بعض المدارس الخاصة. الأقليات مثل الشركس، الأرمن، الشيشان والأكراد يستخدمون لغاتهم في محيطهم الخاص.

الدين

الإسلام هي الديانة السائدة في الأردن، وكذلك هو دين الأغلبية من العرب وغير العرب. إضافة لكونه الدين الرسمي في الدولة، أكثر (إحصائيات 2001) من 92% من الأردنيين هم من المسلمين، والأغلبية الساحقة منهم يتبعون المذهب السني، وحوالي 6% من المسيحيين الذين يعيش معظمهم في عمان، إربد، مادبا، الكرك، والسلط. غالبية المسيحيين ينتمون إلى كنيسة الروم الأرثوذكس، وهناك طوائف صغيرة من الروم الكاثوليك، السريان الأرثوذكس، الأقباط الأرثوذكس، آشوريين، كلدان كاثوليك، الأرمن الأرثوذكس، وأعداد قليلة من الطوائف البروتستانتية معظمها في عمان. بالإضافة إلى ذلك يتبع حوالي 2% من السكان المذهبين الشيعي والدرزي. الدستور الأردني يضمن حرية المعتقدات الدينية.

الاقتصاد

دينار أردني.

صنّفت الأردن في الشريحة الدنيا للبلدان المتوسطة الدخل، ومتوسط نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي يصل إلى 3730 دولارا وفق إحصاء سنة 2009. يعتمد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على قطاع الخدمات، التجارة، السياحة، وعلى بعض الصناعات الاستخراجية كالأسمدة والأدوية. توجد مناجم فوسفات في جنوب المملكة، جاعلة من الأردن ثالث أكبر مصدر لهذا المعدن في العالم، البوتاس، الأملاح، الغاز الطبيعي والحجر الكلسي هم أهم المعادن الأخرى المستخرجة؛ فالأرض الزراعية محدودة، والموارد المائية نادرة إلى حد بعيد.‏ ويعيش نحو 78 في المائة من سكان الأردن في الحضر. ‏وتعدّ نسبة الشباب من أعلى النسب بين بلدان الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل؛ إذ يقل عمر 35 في المائة من السكان عن 14 عاما. كما أنه من البلدان التي تتمتع بأفضل مؤشرات التعليم على مستوى المنطقة. وحبت الطبيعة الأردن بمزايا خاصة تعزز طموح المملكة إلى التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة. منذ تولي الملك عبد الله سلطاته الدستورية ملكا للبلاد في عام 1999، أدخلت سياسات اقتصادية متحررة مما أدى إلى ازدهار دام لعقد من الزمن واستمر حتى عام 2009. الأردن الآن واحد من أكثر الاقتصادات حرية وتنافسية في الشرق الأوسط، بتسجيله ارتفاع أعلى من الإمارات العربية المتحدة ولبنان. القطاع المصرفي في الأردن متقدم وحديث ليصبح الوجهة المفضلة للاستثمار نتيجة لسياساتها المحافظة التي ساعدت البنك المركزي الأردني في الهروب وتجنب الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

أصول الناتج المحلي الإجمالي 2007. قطاعات الاقتصاد الأردني.

نما الأقتصاد الأردني بمعدل 10% خلال الفترة الممتدة بين عامي 2002 و 2007. أبرم الأردن اتفاقيات تجارة حرة أكثر من أي بلد عربي آخر. كما أنه يتمتع بوضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب التكامل الوثيق مع مجلس التعاون الخليجي والدخول إلى اسواقه سيحقق فوائد اقتصادية كبيرة للمملكة في السنوات المقبلة. الاقتصاد الأردني هو اقتصاد المعرفة السائر على درب تطوير التعليم، الخصخصة، التحرر الاقتصادي المستمر، مع إعادة الهيكلة الاقتصادية لضمان مسار إلى اقتصاد قائم على المعرفة. العقبات الرئيسية التي تعترض الاقتصاد الأردني هي مصادر المياه الشحيحة، الاعتماد الكامل على الواردات النفطية من اجل الحصول على الطاقة، وعدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة. على نحو متسارع قام الأردن بخصخصة القطاعات المملوكة للدولة، تحرير الاقتصاد، وتحفيز النمو الغير مسبوق في المراكز الحضرية في الأردن مثل عمان والعقبة على وجه الخصوص. كما أنه يمتلك عددا وفيرا من المناطق الصناعية التي تنتج سلعا في قطاعات الغزل والنسيج، المستحضرات الدوائية، ومستحضرات التجميل، والصناعات الدفاعية، الفضاء، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. مستقبلا يعلق الأردن اماله على السياحة وصادرات اليورانيوم، إضافة إلى الصخر الزيتي، التجارة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق النمو الاقتصادي في المستقبل. تقدر سلطة المصادر الطبيعية الأردنية أن تشكيلات الفوسفات تغطي حوالي 60 في المئة من إجمالي مساحة الأردن. يعتبر الأردن أحد أغنى دول العالم بمخزونات الصخر الزيتي. تهدف استراتيجية قطاع الطاقة في الأردن إلى إدخال الصخر الزيتي، كأحد البدائل لمصادر الطاقة الأولية، ليساهم بما نسبته 11% في خليط الطاقة الكلي في العام 2015، و14% في العام 2020. كما توجد كميات ضخمة جدا يمكن استغلالها تجاريا في المنطقتين الوسطي والشمالية الغربية من البلاد. يذكر أن الأردن اكتشف كميات هائلة من اليورانيوم وضعته في المرتبة الحادية عشرة عالميا بين دول العالم. وبهذا تثير احتياطاته من اليورانيوم اهتمام العديد من البلدان، وتسعى الأردن إلى إنشاء أول مفاعل نووي لهذا الغرض بحلول عام 2015 ،حيث تستورد المملكة 95% من احتياجاتها من الطاقة.

قراءة 8180 مرة
المزيد في هذه الفئة: « اليمن سوريا »