العباس نافذ البصيرة و صلب الايمان

قيم هذا المقال
(0 صوت)

منزلة أبي‏ الفضل العلمية

ورد عن أهل البيت عليهم‏ السلام في العباس عليه‏ السلام: (أنه زق العلم زقا) و ليس هذا بکثير علي رجل يتخرج من مدرسة مدينة العلم، و يعاصر أربعة من الأئمة (عليهم الصلاة و السلام)، متأدبا بآدابهم، آخذا من علومهم.

عن أبيه علي - عليه ‏السلام - «ان العباس بن علي زق العلم زقا» (1)

ان وجود الامام الحسن عليه‏ السلام أولا، ثم الامام الحسين عليه ‏السلام ثانيا، کان بطبيعته حاجبا من ظهور شخصية أبي‏ الفضل العلمية، فالامام لا يضاهي في علم و لا في غيره، و لو قدر للعباس عليه‏ السلام أن يعيش في غير عصر الأئمة عليهم‏ السلام، أو في غير بلدهم، لظهر للناس مقامه العلمي الرفيع، کذلک الأئمة عليهم‏ السلام أنفسهم فلا تظهر للناس علوم الخلف الا بعد مضي السلف؛ حتي روي الطبرسي عن الامام الصادق عليه‏ السلام أنه قال: ما مشي الحسين بين يدي الحسن عليه‏ السلام قط، و لا بدره بمنطق اذا اجتمعا تعظيما له (2) مع امامتهما معا، و تقاربهما في السن، فکيف يستطيع العباس مع وجودهما عليهما السلام أن يملي علومه؟ و شهادتهم عليهم ‏السلام تکفي دلالة علي سمو منزلة أبي‏ الفضل العلمية.

حدثنا أبوعلي أحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني عن يونس بن عبدالرحمان عن ابن ‏أسباط عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي‏ صفية، ( قال: نظر سيد العابدين علي بن الحسين عليه‏ السلام الي عبيدالله بن عباس بن علي بن أبي‏طالب، فاستعبر، ثم قال: ما من يوم أشد علي رسول الله صلي الله عليه و آله من يوم أحد قتل فيه عمه حمزة بن عبدالمطلب أسدالله و أسد رسوله، و بعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي‏طالب.

ثم قال عليه‏ السلام: و لا يوم کيوم الحسين عليه ‏السلام ازدلف اليه(3)ثلاثون ألف رجلا، يزعمون أنهم من هذه الأمة، کل يتقرب الي الله عزوجل بدمه، و هو بالله يذکرهم فلا يتعظون، حتي قتلوه بغيا و ظلما و عدوانا.

ثم قال عليه ‏السلام: رحم الله (4) العباس، فلقد آثر و أبلي وفدي أخاه بنفسه، حتي قطعت يداه (5) فأبدله " الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائکة في الجنة، کما جعل لجعفر بن أبي‏طالب و ان للعباس عند الله تبارک و تعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و أهل بيته الطاهرين .

حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد عن يونس بن عبدالرحمان عن ابن ‏أسباط عن علي بن سالم عن أبيه " عن ثابت بن أبي‏ صفية، قال، قال علي بن الحسين: رحم الله العباس، يعني ابن علي ، فلقد آثر و أبلي وفدي أخاه بنفسه، حتي قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائکة في الجنة، کما جعل لجعفربن أبي‏طالب، و ان للعباس عند الله تبارک و تعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة(6).

العباس في حديث الامام الصادق

کان عمنا العباس نافذ البصيرة، صلب الايمان.

و عن کتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج، روي الشيخ أبونصر البخاري باسناده عن الفضل بن عمر، عن الصادق عليه ‏السلام أنه قال: رحم الله عمنا العباس کان و الله نافذ البصيرة، صلب الايمان، قتل مع أخيه الحسين عليه ‏السلام بالطف، و مضي في سبيل الله شهيدا(7).

المصادر:

1- أسرار الشهادة للدربندي: ص 324 - بحر العلوم، مقتل الحسين عليه‏السلام (الهامش)، / 312

2- دخيل، العباس بن علي، / 21 - 20

3- زاد في البحار و العوالم: «الثمالي و زاد في بطل العلقمي: «يعني أباحمزة الثمالي»

4- حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 200، و المعالي، 435 / 1

5- وسيلة الدارين

6- البحار و العوالم و الأسرار و ابصار العين و ذخيرة الدارين و العيون

7- البهبهاني، الدمعة الساکبة، 323 / 4

قراءة 3047 مرة