لماذا يعدّ الشيعة كلاًّ من الحسن بن علي(ع) والحسين بن علي(ع) ابنين لرسول الله (ص)؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
لماذا يعدّ الشيعة كلاًّ من الحسن بن علي(ع) والحسين بن علي(ع) ابنين لرسول الله (ص)؟

جواب:

في تفسيره لآية المباهلة: { فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبينَ} (سورة آل عمران، الآية 61)، ينقل ابن كثير ـ وهو من كبار المفسّرين عند أهل السنّة ـ روايةً مفادها أنّ المراد من >أبناءنا< هما الحسن والحسين (1).  وبالتالي واعتماداً على الآية القرآنيّة الشريفة والرواية الواردة في حقّها، فإنّ الله تعالى قد عدّهما من أبناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.

وقد ورد في الحديث الصحيح أنّ الرسول كان يُطلق بنفسه على كلّ من الإمام الحسن والإمام الحسين اسم الابن:

«. . . عن علي، قال: لما ولد الحسن سمّيته حرباً، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلنا: حرباً. قال: بل هو حسن، فلمّا وُلد الحسين فذكر مثله، وقال: بل هو حسين، فلمّا وُلد الثالث قال مثله. وقال: بل هو محسن. ثمّ قال: سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبّر وشبّير ومشبّر، إسناده صحيح. (2)

لكن يبقى أنّه توجد وجهات نظر أخرى يتبنّاها الشيعة حول الأسماء التي سمّى بها علي عليه السلام أبناءه في البداية، أو حول مسألة أنّه لم ينتخب لهم عليه السلام أيّ اسم قبل الرسول. (بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، ج 43، ص 250 ـ 255).

وقد عدّ ابن حجر سند هذه الرواية صحيحاً، كما أنّ المُصحِّح ذكر مصادر أخرى لها في الهامش (3)؛ فلا يوجد أيّ شكّ في تسمية الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام بابني الرسول، كما أنّه كان من المتعارف في ذلك الوقت تسميتهما بهذا الاسم، حيث ينقل الطبري أنّه لمّا كان الإمام الحسين عليه السلام في طريقه من مكّة إلى العراق، جاء  عنده الفرزدق ـ الذي كان مطّلعاً على الأحداث ـ وقال له: ... بأبي أنت وأمّي يا ابن رسول الله، ما أعجلك عن الحجّ؟ (4)

فعلى الرغم من أنّهما كانا ابنين لعلي وفاطمة عليهما السلام، إلاّ أنّهما وبسبب المقام والمنزلة الرفيعة التي كانا يمتلكانها، فقد كانا يُنادى عليهما باسم ابني رسول الله.

الهوامش:

1. ابن كثير الدمشقي، إسماعيل بن عمرو، تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)، بيروت، دار الكتب العلميّة، منشورات محمد علي بيضون، 1419 ق، ج‏2، ص 47: «قال أبو بكر بن مردويه: حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن داود المكي، حدّثنا بشر بن مهران، حدّثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر، قال: قدم على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم العاقب والطيّب، فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن يُجيبا وأقرّا له بالخراج، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم «و الذي بعثني بالحقّ لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي ناراً» قال جابر، وفيهم نزلت {نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ}. قال جابر: {أَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ} رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم وعلي بن أبي طالب، و{أَبْناءَنا} الحسن والحسين، وَ{ نِساءَنا} فاطمة. وهكذا رواه الحاكم في مستدركه عن علي بن عيسى، عن أحمد بن محمد الأزهري، عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند به بمعناه، ثمّ قال: صحيح على شرط مسلم. »

2. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي‏، الإصابة في تمييز الصحابة، اعتنى به: حسّان عبد المنان‏، ‏ الناشر: بيت الأفكار الدوليّة، ج ‏6، ص 192؛ ابن الأثير‌(عزّ الدين)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، طهران، المکتبة الإسلاميّة، 1336 شمسي، ج 2، ص 10.

3. أخرجه أحمد في المسند 1/ 98، 118 والحاكم في المستدرك 3/ 165 وقال: صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه وأقرّه الذهبي بقوله: صحيح، والطبراني في الكبير 3/ 100، وابن حبّان في صحيحه: الحديث رقم 2227، والبخاري في التاريخ الصغير 82، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 52.

4. محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري، القاهرة، مطبعة الاستقامة، 1358، تحقيق مجموعة من العلماء، ج 4، ص 230.

 

قراءة 2666 مرة