ما هي أسباب الهجرة النبوية إلى المدينة؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ما هي أسباب الهجرة النبوية إلى المدينة؟

يمكننا تحديد بعض الأسباب التي دفعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفتح آفاق جديدة للدعوة الإسلاميّة خارج مكّة المكرّمة، وهي:

1- قريش ترفض الإسلام: لقد سعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاهدًا إلى نشر الإسلام في مكّة المكرّمة، وكان حريصًا على هداية قريش والقبائل العربيّة المجاورة إلى الإسلام، إلّا أنّ قريشًا رفضت الإسلام رفضًا قاطعًا، وواجهته بشتّى الوسائل المتاحة، فلم يعد الناس يقبلون الإسلام في مكّة، فلا بدّ من البحث عن مكان آخر لنشر الإسلام فيه.

2- أذية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: عندما أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعوته في مكّة المكرّمة، واجهته قريش بشتّى الوسائل والأساليب، وتعرّض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للابتلاء الشديد، والمحن العصيبة، فقد آذاه قومه بكلّ أنواع الإيذاء، واستخدموا معه كلّ ما استطاعوا للقضاء على الإسلام.

3- أذيّة المسلمين: إنّ القاعدة الشعبيّة التي يرتكز عليها الإسلام تعرّضت هي الأخرى لأشدّ وأقسى أنواع العذاب من قبل قريش، فها هم عائلة آل ياسر يمثّلون نموذجًا على ذلك، فقد تعرّضوا لأقسى أنواع العذاب من الضرب والإهانة، وشدّة التعذيب، وغيرها.

لماذا اختار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة المنوّرة؟

1- مقوّمات الدولة في يثرب:
إنّ مدينة يثرب من المناطق التي تتوفّر فيها مقوّمات الدولة، من حيث الموقع الجغرافيّ، والموارد الطبيعيّة الكامنة فيها. فموقعها الجغرافيّ في وسط شبه الجزيرة العربيّة يوفّر القدرة على الاتّصال بجميع المناطق المحيطة بها في جميع الجهات. ومن جهة أخرى، قربها من مكّة المكرّمة، حيث توجد أقوى قوّة تعادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ممّا يسمح للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بديمومة المرابطة لكلّ تحرّكات قريش داخل الجزيرة العربيّة، وارتباطها بالقبائل الأخرى.

إضافة إلى ذلك، فإنّ المدينة المنوّرة تتوافر فيها الموارد الطبيعيّة التي تسمح بتأمين مصادر العيش والحياة، فأرضها تصلح للزراعة، وبالتّالي فتح مجال للتجارة والبيع، ممّا يؤمّن للمسلمين موارد الحياة الماديّة والماليّة، وهي مناسبة جدًّا للحياة، فأرضها ليست صخريّة وجبليّة، وليست صحراويّة أيضًا، وهذا يساعد على إنشاء الدولة الإسلاميّة المرتقبة.

2- السلطة السياسيّة:
إنّ تركيبة المدينة المنوّرة السياسيّة كانت لا تسمح بوجود قوة سياسيّة يمكن أن تواجه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في تحرّكاته ودعوته. فالمدينة فيها الأوس والخزرج، وهما قبيلتان عربيّتان متناحرتان، وفيها اليهود الذين يفتقدون السلطة السياسيّة في المدينة، وشغلهم الشاغل فقط التجارة، وإذكاء نار الفتنة بين الأوس والخزرج. هذا كلّه لا يؤهّل أحداً للوقوف في وجه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خلافًا لمكّة التي ترتكز فيها قوّة هي قريش.

3- البيئة الاجتماعية المساعدة:
إنّ الأجواء الاجتماعيّة التي كانت سائدة في المدينة المنوّرة بين الأوس والخزرج ساعدت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على نشر دعوته بين هاتين القبيلتين بشكل سريع. فالإسلام يمنع التناحر والتباغض، ويرفع الظلم عن جميع أبناء المجتمع، وهذا كلّه كان مفقودًا عند هاتين القبيلتين. ولذا دخل الإسلام سريعًا إلى يثرب، وانتشر فيها كما سيأتي، وهذا كلّه يساعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تأسيس دولته في مدينة يثرب.

قراءة 9 مرة