
emamian
لا معارضة جدية لرئاسة وزراء محمد توفيق علاوي
اعلنت عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة كوثر العتابي، دعم تيار الحكمة لمرشح رئاسة الوزراء محمد توفيق علاوي.
وقالت العتابي في حديث لبرنامج مع الحدث الذي يبث علی شاشة قناة العالم محمد توفيق علاوي يحضی باجماع سياسي ونحن لانعارض هذا الاجماع.
وأكدت وجود معارضين لترشيح علاوي مؤكدة انه في الظروف الحالية، يجب التفكير بالنهوض بالبلاد عبر دعم المرشح لرئاسة الوزراء.
وأكدت ان العراق يمر بظروف غيرعادية وعلی من يتقبل رئاسة الوزراء ان يتهيأ لشتی الاحتمالات والمعارضات.
وعلی الرغم من وجود معارضة من بعض الجوانب علی علاوي الا ان العتاتبي استبعدت اعتراض ای من الجوانب علی ترشيحه لرئاسة الوزراء، لأن الجميع يعي ضرورة تشكيل حكومة في الوقت الراهن والعمل علی الخروج من الازمة.
وهذا ما أيده الكاتب والمحلل السياسي باسم بوطبيخ معتبراً ان علاوي مرشح الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي ولاتوجد هناك اعتراضات جدية علی ترشيحه. الا ان هناك جهات منها حزب الدعوة وحزب علاوي تنصل من مسؤوليته ورفع شعار علاوي لايمثلني.
واعتبر بوطبيخ ان رئيس الوزراء المكلف لديه نفس معارض ويعرف مطالب الشارع جيداً وعلی الشارع ان يتنازل قليلاً عن سقف مطالبه ليتسني لعلاوي تلبية مطالب الشارع شیئاً فشيئا.
وأكدت العتابي ان كتلة الحكمة سوف تصوت لعلاوي خدمة لمصلحة العراق.
ورأت ان طريق التوفيق الذي يجب ان يسلكه الرئيس الجديد هو الطريق الذي رسمته المرجعية وهو مبنياً علی مطالب الشارع العراقي يتقدمها اجراء انتخابات مبكرة خلال المرحلة القادمة.
وتوقع بوطبيخ ان تلتزم الحكومة العراقية الجديدة بقرار البرلمان اخراج القوات الاجنبية من العراق، حتی وان تم انتخاب برلمان جديد، باعتبار ان القرار، جاء علی أساس مطلب جماهيري تمثل في التظاهرات المليونية.
كبار المحللين الإسرائيليين: هكذا انقلبت "صفقة القرن" على نتنياهو
اعتبر فريق من المحللين الإسرائيليين أن "صفقة القرن" أعادت فجأة القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة ولن تصب في مصلحة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو شخصيا، على عكس توقعاته.
وقال المحلل إيهود يعاري عبر القناة "12" عقب انتهاء اجتماع جامعة الدول العربية عن الرئيس محمود عباس إن "أضعف رئيس (عباس) سيطر على زعماء المنطقة (القادة العرب)، وجرهم إلى إصدار بيان يرفض صفقة القرن".
وأضاف أن "هذه صفعة لنتنياهو، وهذا إنجاز كبير على المستوى العربي لأن بيان الجامعة العربية سيمهد لاستصدار قرار من القمة الإسلامية والأمم المتحدة لرفض (صفقة القرن)، وإذا تم ذلك فإنه سيعني وفاة الصفقة قبل أن تعيش".
وسخرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من نتنياهو بقولها إنه "لن يستطيع ضم الضفة وفقط استطاع ضم السجينة نعمة يسسهار".
واعتبر محللون آخرون أن الصفقة تعكس جهل صانعيها بالوقائع على أرض الصراع العربي الإسرائيلي، وأن نتنياهو سيخسر أصوات الناخبين نتيجة إعلان الصفقة.
وقال المحلل العسكري روني دانييل إن "أصحاب المليارات الأمريكيين جاؤوا ليجربوا عقد صفقاتهم علينا، وكأننا دمى ويقامرون علينا".
وأضاف: "نتنياهو ذهب إلى صفقة القرن وحدث معه العكس - قالوا له توقف عن ضم الضفة، والمستوطنون أعلنوا أنهم لن يقبلوا بمنح الفلسطينيين 70%، بالتالي يفقد أصوات المستوطنين والعرب وتحول كل شيء ضده".
وأشار معلق الشؤون السياسية في قناة (12) أمنون أبراموفيتش إلى أن "من كتب الصفقة لا يفقه شيئا في الواقع، ففريدمان وكوشنير وغرينبلات منفصلون عن الجغرافيا، ومن ثم أن صفقة كهذه تحتاج لاستفتاء شعبي لسنوات لتنفذها. حتى النفق بين ترقوميا (بلدة في الضفة الغربية) وغزة يحتاج لعشرات المليارات وعشر سنين".
أما محللة الشؤون السياسية في التلفزيون الإسرائيلي، دانا فايس فاعتبرت أن "الأمريكيين ساعدوا العرب، ولن يجرؤ نتانياهو إيديولوجيا أن يقول لا للدولتين".
إقرأ المزيد
من جهتها، أكدت الصحافية، رينا متسليح أن ترامب أعاد وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الحملة الإعلانية الانتخابية الإسرائيلية بعد أن ظن الإسرائيليون أنهم تجاوزوا هذه النقطة، وأنه لم يعد هناك شيء اسمه القضية الفلسطينية في الحملات الانتخابية".
وأضافت: "عادت القضية الفلسطينية من أوسع الأبواب إلى الحملة الدعائية الإسرائيلية الانتخابية، وأوضح ترامب من دون أن يدري أن في إسرائيل يسارا ويمينا، يسار يريد دولة فلسطينية، ويمين لا يريد دولة فلسطينية. أما حزب الوسط "أزرق-أبيض" فلا داعي لوجوده أساسا لأن العمل السياسي لا يحتاج إلى زينة حزب وسط، فإما أن تكون يسارا، أو تكون يمينا".
المصدر: "معا"
قرآن وصراع الحق والباطل
تعددت التفسيرات البشرية لحركة التاريخ الإنساني، فالبعض - ماركس - يراها بأنها صراع بين الطبقات، والبعض الآخر - همنغتون - يراها بأنها صراع بين الحضارات، وآخرون - داروين - يفسرون حركة التاريخ بأنه صراع من أجل البقاء، في حين أن التفسير القرآني يقرر أن حركة التاريخ لا يحكمها أي تفسير من التفسيرات المتقدمة، وإنما يحكمها صراع الحق والباطل.
سنة كونية
المتتبع لآيات القرآن الكريم لا يعجزه أن يقف على حقيقة مفادها أن الصراع بين الحق والباطل هو سنة أقام الله عليها هذه الحياة، وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير المطلق، بحيث تخلو من الشر، وبالمقابل لا يمكن أن تعاني من الشر المطلق بحيث لا يكون فيها قائم بالحق.
والآيات التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة لا يسعف المقام بذكرها، لكن نذكر بعضاً منها لإثبات ما نسعى لإثباته. من تلك الآيات التي تقرر هذه الحقيقة قوله تعالى: { كذلك يضرب الله الحق والباطل } (الرعد:17)، وقوله سبحانه: { ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق } (الإسراء:56)، وقوله عز وجل: { ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم } (محمد:3)، فهذه الآيات - وغيرها ليس بالقليل - تبين حقيقة مسار التاريخ، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتصارع بين الخير والشر. ولا تخفى في هذا المقام دلالة تسمية القرآن بـ { الفرقان } (الفرقان:1)؛ لما فيه من فارق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، ولما فيه من تفرقة بين نهج السماء ونهج الأرض، وبين تشريع البشر وتشريع رب البشر.
وهذه السنة التي أقام الله عليها الحياة، تندرج في المحصلة في سنة الابتلاء التي خلق الله العباد لأجلها، { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } (الملك:2)، فمن وقف في جانب الحق مدافعاً عنه ومنافحاً، يكون قد عمل عملاً حسناً، وهدي إلى سواء السبيل. ومن وقف في جانب الباطل، ونافح عنه ودافع، يكون قد عمل عملاً سيئاً، وضل سواء السبيل.
وقد أكد أهل العلم هذه الحقيقة، وأقاموا الدليل عليها من القرآن والتاريخ؛ ونحن هنا نجتزئ شيئاً من أقوالهم في هذا الصدد. يقرر الشيخ محمد عبده أن المصارعة بين الحق والباطل "سنة من سنن الاجتماع البشري". ويقرر سيد قطب هذه الحقيقة أيضاً، حيث يعتبر أن المعركة "لا تفتر بين الحق والباطل، وبين الإسلام والجاهلية، وبين الشريعة والطاغوت، وبين الهدى والضلال". ونحو هذا، يقرر الشيخ ابن عاشور أن "المصارعة بين الحق والباطل شأن قديم، وهي من النواميس التي جُبِلَ عليها النظام البشري".
العاقبة للحق
فإذا ثبتت حقيقة الصراع بين الحق والباطل وبناء مسار التاريخ عليها، فجدير بنا أن نثبت حقيقة مرتبة عليها، وهي أن الحق هو المنتصر في النهاية، وأن الباطل وإن حقق انتصارات هنا وهناك، فإنها انتصارات آنية واهية، وليست بانتصارات حقيقية واقعية. يخبرنا القرآن حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة، تبين أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل. نجد هذا المعنى في قوله سبحانه: { فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون } (الأعراف:118)، وقوله عز وجل: { ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون } (الأنفال:8)، وقوله تعالى: { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } (الإسراء:81)، وقوله عز من قائل: { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } (الأنبياء:18)، وقوله سبحانه: { قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } (سبأ:49)، وأخيراً لا آخراً قوله تعالى: { ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته } (الشورى:24).
نماذج قرآنية
ان المصارعة بين الحق والباطل قد وقعت منذ فجرالتاريخ، ومنذ أن وُجد الإنسان في هذه الحياة، والصراع بين هابيل وقابيل ليس بخاف على أحد، وهو يمثل صورة أولى من صور هذا الصراع بين الحق والباطل. وأن أهل الحق يغلبون أهل الباطل وينصرون عليهم بالصبر والثبات على الحق، وبالأخذ بأسباب النصر.
وقد قصَّ القرآن علينا كثيراً من القصص التي تبين أن العاقبة للحق، وأن الباطل مهما تطاول وبغى وطغى فإنه إلى زوال لا بد صائر. نستحضر في هذا المقام مثالين فقط لبيان المقصود.
الأول: الصراع بين موسى عليه السلام الداعي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، وبين فرعون الطاغي والمتجبر، والمدعي لنفسه الألوهية والربوبية، { ما علمت لكم من إله غيري } (القصص:38)، والمفاخر بنفسه أنه المتفرد بمعرفة طريق الحق والصواب، { ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } (غافر:29)، والمخوف لقومه من موسى أن يفتنهم عن دينه، { إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد } (غافر:26).
لقد تحدث القرآن في سور عديدة عن صراع موسى وفرعون ، بل صراع الحق والباطل، وصراع الكفر والإيمان، ولئن كان فرعون قد كسب بعض الجولات في هذا الصراع إلا أن الجولة النهائية كانت للحق على الباطل، وللإيمان على الكفر، وللعدل على الطغيان. وقد عبر القرآن عن هذه النتيجة في أكثر من آية، وبأساليب متنوعة، مقرراً حقيقة انتصار موسى على فرعون ، من ذلك قوله تعالى: { فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين } (الأعراف:118-119)، وقوله سبحانه: { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون } (الأعراف:137)، وقوله عز وجل: { ونصرناهم فكانوا هم الغالبين } (الصافات:116).
المثال الثاني: الصراع بين رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وبين دعاة الجاهلية الأولى، وقد تمثل هذا الصراع في غزوة بدر الكبرى التي كانت العاقبة فيها للإسلام على الكفر، وللحق على الباطل. وقد أخبر القرآن الكريم عن هذه المعركة ونتيجتها في مواضع من القرآن، من ذلك قوله تعالى: { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } (آل عمران:123)، وقوله تعالى: { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون } (الأنفال:7-8). وقد سمى سبحانه هذه المعركة { يوم الفرقان } (الأنفال:41)؛ لأن تلك معركة كانت فرقاناً بين الحق والباطل بهذا المدلول الشامل الواسع الدقيق العميق، كانت فرقاناً بين الحق والباطل على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأمة؛ أما على مستوى الأفراد، فقد تميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من الكافر، وطالبُ الحق من طالب الباطل. وأما على مستوى الأمة، فقد ظهرت دولة الحق، وهُزمت دولة الباطل، ورُفعت راية الإيمان، ونُكِّست راية الكفر، وامتازت دولة العدل والخير عن دولة الظلم والشر.
نماذج من التاريخ
والتاريخ القديم والحديث مليء بالأحداث الدالة على أن العاقبة لأصحاب الحق، وأن الدائرة عائدة على الواقفين إلى جانب الباطل. من الأمثلة التاريخية نستحضر المثالين التاليين:
الأول: انتصار الشعب البوسني المسلم في وسط أوربا المسيحية على الرغم من المؤمرات التي حكيت ضد هذا الشعب من أجل إبادته وشطبه من خارطة الوجود، فقد كانت العاقبة في هذه المعركة لهذا الشعب المدافع عن حقه في الوجود والمدافع عن كرامته المراد لها الذل والهوان. يقول أحد المؤرخين لهذا الحدث التاريخي واصفاً مرحلة من مراحل هذا الصراع: "لقد كنا فارغي الأيدي، وكانوا مسلحين حتى أضراسهم. وبعد ذلك دحرناهم مع شيطانيهم الفولاذية وتدريجياً من المدينة وإلى الغابات التي ينتمون إليها. كان نزاعاً حقيقاً بين الخير والشر، بين الإنسان والوحش. فربحت الروح...كل أوراق اللعبة العسكرية كانت لصالحهم، ولا واحدة لصالحنا، ورغم ذلك طأطؤوا رؤوسهم وغادروا". وقد نال هذا الشعب نهاية استقلاله، وبنى دولته، ودحر أعداءه.
المثال الثاني: المقاومة الفلسطينية في حرب غزة، فقد نصر الله تلك المقاومة رغم القوة العسكرية الهائلة التي كان يتمتع بها أعداؤه، وحققت هذه المقاومة انتصارات لا يمكن أن تخضع للتحليل العلمي، وتستعصي عليه، بيد أن الله جعل النصر حليفها نهاية، لكونها صاحبة حق تدافع عنه، ولكون أعدائها أصحاب باطل ينافحون عنه، { قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب } (سبأ:48).
ولاشك، فإن التاريخ غني بالأمثلة والعبر التي تؤكد على أن المعركة بين الحق والباطل قائمة ومستمرة، وأن الله سبحانه يختار للدافع عن هذا الحق من كان أهلاً للدفاع عنه، وأنه سبحانه يجعل العاقبة للحق في نهاية المطاف { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }.
ظنون خاطئة
ثم ها هنا أمر جدير بالتنويه، وهو أن بعض ضعاف الإيمان يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، فيحسبون أن الله يرضى عن الباطل فيملي له في غيه، ويقبل بالشر ويرخي له العِنان! أو يحسبون أن الله سبحانه لا يتدخل في المعركة بين الحق والباطل، فيدع للباطل أن يحطم الحق ولا يتدخل لنصرته! أو يحسبون أن هذا الباطل حق، وإلا فلِمَ تركه الله يغلب وينتصر؟! أو يحسبون أن من شأن الباطل أن يغلب الحق في المعركة، وأن ليس من شأن الحق أن ينتصر! ثم يدع المبطلين والمفسدين يتمادون في باطلهم، ويسارعون في إفسادهم، ويلجون في طغيانهم! وهذا كله وَهْم وباطل، وظن بالله غير الحق، والأمر ليس كذلك. وها هو ذا سبحانه يحسم الموقف فيقول: { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق } (سبأ:26)، ويقول أيضاً: { فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون } (غافر:78).
ومن المفيد أن نختم حديثنا هنا بالقول: إن القرآن الكريم أشار إلى سُنَّة أخرى وثيقة الصلة بسُنَّة الصراع بين الحق والباطل، ألا وهي (سنة التدافع)، تلك السنة التي تقرر أنه سبحانه لا يُمكِّن للباطل في هذه الحياة ليستعبد الناس، ولا يفسح له المجال ليسخر عباد الله لخدمته وتحقيق مآربه، بل إنه سبحانه يقيم من أهل الحق من يقف في وجه الباطل، ويتصدى له في معاركه كافة، وهذه السُّنَّة هي المُعبَّر عنها بقوله سبحانه: { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين } (البقرة:251).منقول
جماعة العدل والإحسان المغربية ترفض صفقة ترامب
اعتبرت جماعة العدل والإحسان في المغرب، صفقة ترامب هي طعنة للفلسطينيين.
وأعلنت جماعة العدل والإحسان المغربية رفضها لصفقة ترامب، وذلك بمناسبة اعلان الرئيس الأميركي عن بنودها، وبالتزامن مع انعقاد الاجتماع العربي الطارئ بالجامعة العربية، بالقاهرة، الذي أجمع المجتمعين في بيان ختامي على رفض القرار الأميركي.
وقال عبد الصمد فتحي عضو الدائرة السياسية للجماعة، ومنسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أنهم في الهيئة يضيفون صوتهم إلى “أصوات الأحرار من أجل مواجهة الصفقة الأميركية الإسرائيلية، وإسقاطها وتشكيل جبهة دولية موحدة للتصدي لها.
عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة قدّم ستة مبررات تشكل أسبابا لمواجهة هذه الصفقة، أولاً اعتبارها تجسد "انحيازا واضحا للكيان الصهيوني، وأن الصفقة "تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، "الهيمنة على المقدسات الإسلامية والمسيحية والعمل على طمس هويتها"، "إرشاء للدول العربية والفلسطينيين من أجل بيع فلسطين والاعتراف بالكيان الصهيوني المحتل"، وأخيراً “جعل الكيان الصهيوني إسفينا في جسد الأمة.
وبخصوص، الموقف الرسمي للمغرب حيال صفقة ترامب، الذي أكده على لسان وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، يوم الثلاثاء السابق، قال القيادي في الجماعة الاسلامية، أنه في الوقت الذي كان يُنتظر فيه موقفا قويا وحازما من المغرب، برفض الصفقة، جاء الرسمي للمملكة صادما.
ولفت المتحدث الى أن الخطة الأميركية، مرفوضة بالاجماع، من لدُن الشعب الفلسطيني، والشعب المغربي باعتبار الارتباط التاريخي له بالشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى، لافتا أيضا الى أن رئاسة الدولة المغربية للجنة القدس كان يفرض رفض الصفقة، وما يترتب عن ذلك من مسؤولية تاريخية وتبعات في الحاضر والمستقبل.
وأشار القيادي الى أن موقف الرباط، عبر عن تقدير المملكة المغربية لجهود السلام البناءة المبذولة من طرف الإدارة الأميركية الحالية، من أجل حل عادل ومنصف.
وتابع قائلا اننا “نسائل الحاكمين أين تكمن العدالة والإنصاف في مبادرة ترامب، هل في تسليم القدس للكيان الصهيوني وجعلها عاصمة له، وجعل المقدسات الإسلامية والمسيحية تحث سيطرته؟ أم في رفض حل الدولتين والاعتراف بالدولة اليهودية العنصرية المتحكمة في كيان هش ومشوه يتخفف به الكيان الصهيوني من كل ما يثقل كاهله؟ أم في الإجهاز على حق العودة، وإبقاء الملايين من الفلسطينيين مبعدين عن ديارهم وأراضيهم ومشردين في دول الشتات؟ أم في تمكين الاحتلال من تقطيع أوصال الضفة بالمستوطنات والوجود العسكري للاحتلال بها؟”.
وخلال مؤتمر صحفي، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة غداة الاعلان الأميركي عن الصفقة المزعومة، “إن تسوية القضية الفلسطينية هي مفتاح الاستقرار بالشرق الأوسط، ولهذا السبب، تقدر المملكة المغربية جهود السلام البناءة المبذولة من طرف الإدارة الأمريكية الحالية، من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم ومنصف لهذا الصراع. مضيفا بالنظر إلى أهمية هذه الرؤية وحجمها، فإن المملكة ستدرس تفاصيلها بعناية كبيرة”.
ووصفت “العدل والاحسان” موقف المغرب الرسمي من صفقة ترامب “وصمة عار وطعنة للفلسطينيين شعبا وسلطة، عندما لم يرفض أو يتحفظ عليها، بل نوه بالجهود الأميركية والتي هي في العموم جهود مبذولة خدمة للكيان الصهيوني لتحقيق أهدافه ومطالبه ومطامعه”.
وفي نفس الوقت الذي دعت فيه الجماعة الى الضغط على أميركا من طرف الدول والهيئات الدولية والإقليمية لثني إدارة ترامب عن المضي في مخطط التصفية للقضية الفلسطينية، أعربت عن أسفها، مجددا، على الموقف المغربي الذي قالت أنه “لم يسر في هذا الاتجاه” مضيفة أن هنالك من يلمح للقبول بالموقف الأميركي ويشير للقابلية لمسايرته.
تبون وسعيّد يجمعان على تطابق مواقف الجزائر وتونس
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن بين بلاده وتونس "تطابقا في وجهات النظر في كافة القضايا التي تم التباحث بشأنها".
وشدد في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التونسي قيس سعيد في الجزائر اليوم الأحد، على أن "أمن واستقرار تونس يعني أمن واستقرار الجزائر".
وقال تبون إن بلاده مستعدة "لمساعدة الشقيقة تونس في هذه المرحلة الصعبة اقتصاديا"، حيث تقرر إيداع 150 مليون دولار بالبنك المركزي التونسي.
وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، أكد الرئيس الجزائري أنه أجمع مع نظيره التونسي على رفض "صفقة القرن"، مضيفا أن الجزائر تؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه، أكد سعيد وجود تطابق في وجهات النظر بين البلدين، لافتا إلى ضرورة البحث عن "أدوات جديدة لدفع التعاون الثنائي بين البلدين".
كما كشف الجانبان عن تقديم مقترح للمجموعة الدولية من أجل استضافة جولات مفاوضات بين أطراف النزاع في ليبيا.
المصدر: RT
السلام في السودان.. عراقيل عدة ومخاوف من المستقبل
الاتفاق يهدف إلى توحيد جميع الميليشيات المختلفة في الجيش.
كمال عبد الرحمن - سكاي نيوز عربية - الخرطوم
يسيطر الجمود على مفاوضات السلام السودانية التي تستضيفها جوبا، عاصمة جنوب السودان، منذ العاشر من ديسمبر الماضي، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن ما ستؤول إليه في النهاية.
والجمعة الماضية، وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، اتفاقا أوليا، حول ترتيبات سياسية وأمنية، الأمر الذي من المفترض أن يمهد الطريق في نهاية المطاف لاتفاق مصالحة عبر محادثات مستمرة بين الجانبين.
وكان ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، قد قال إن الاتفاق يهدف إلى توحيد جميع الميليشيات المختلفة والقوات الحكومية التي تخوض الصراعات المتعددة في السودان في جيش واحد.
لكن محللين للمشهد يرون أن غياب الدعم الدولي للعملية السلمية، إضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة للترتيبات الأمنية التي تشمل دمج وتسريح قوات الحركات المسلحة من الأسباب التي تعقد المشهد التفاوضي.
ويجري وفد من لجنة الوساطة، برئاسة توت قلواك، مستشار رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير مياردير، مشاورات في العاصمة السودانية الخرطوم مع رئيسي مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير من أجل الوصول إلى صيغة تدفع العملية السلمية إلى الأمام.
وكان مجلس السيادة الحاكم في السودان استأنف محادثات السلام مع الحركات المسلحة في أكتوبر الماضي، لإنهاء صراعات مستمرة منذ سنوات، بعد تشكيل حكومة انتقالية عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما.
الاولوية في العراق بعد تكليف علاوي برئاسة الحكومة؟
اكد نائب في البرلمان العراقي ان رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي يحظى بتأييد واسع من قبل ساحات التظاهر، مشيرا إلى أن أكثر من 60 نائباً في البرلمان قدموا اسمه إلى الرئيس العراقي مباشرة لتكليفه رئاسة الحكومة. هذا وأكد رئيس الوزراء المكلف ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خلال لقاء جمعهما مساء السبت ضرورة تشكيل حكومة تتبنى الخطوات الإصلاحية.
شهد العراق تسمية محمد توفيق علاوي لمنصب رئاسة الحكومة بعد مخاض عسير انبثق عنه تكليفه من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح اثر نتاج توافق بين الكتل السياسية وفي مقدمتها الكتلتان الأكبر في البرلمان هما "الفتح" و"سائرون".
وأعلن علاوي (65 عاماً) مساء السبت عن تكليفه رسميا من قبل رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة العراقية.
وقال في فيديو نشره عبر صفحته على "فيسبوك" متوجهاً إلى الشعب العراقي: "الآن أنا موظف عندكم، وأحمل أمانة كبيرة (...) وإذا لم أحقق مطالبكم، فأنا لا أستحق هذا التكليف".
وأضاف "بعد أن كلفني رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة قبل قليل، قررت أن أتكلم معكم قبل أن أتكلم مع أي أحد، لأن سلطتي منكم".
في وقت لاحق نشرت رئاسة الجمهورية العراقية فيديو لرئيس الجمهورية مكلفاً علاوي، الذي تلا بعد ذلك كلمة تعهد فيها تنفيذ مطالب الشارع، وخصوصاً الانتخابات المبكرة.
محمد توفيق علاوي من مواليد العاصمة العراقية بغداد، عام 1954، وحاصل على بكالوريوس في هندسة العمارة من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1980.
وبدأ تاريخه مع المناصب السياسية عام 2006، عندما فاز بعضوية مجلس النواب العراقي، ثم عُين وزيرا للاتصالات في العام نفسه.
وفي عام 2008، عاد لمجلس النواب عوضا عن النائبة المتوفية عايدة عسيران. وفاز مجددا بعضوية مجلس النواب عام 2010.
وفي العام نفسه، عين علاوي وزيرا للاتصالات، قبل أن يقدم استقالته من الوزارة عام 2012.
ويأتي تكليف علاوي بعد اتفاق بين الكتل السياسية العراقية نتيجة لمحادثات شاقة بين الأحزاب والكتل البرلمانية، بعد شهرين على استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي اثر تظاهرات شعبية طالبت بتحسين الاوضاع المعيشية وتحسين الخدمات في البلاد.
وكان برهم صالح قد قدم مهلة، للكتل البرلمانية حتى الأول من فبراير لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة خلفاً لعبد المهدي، مؤكدا أنه في حال لم يتم ذلك، فإنه "سيمارس صلاحياته الدستورية ويختاره بنفسه".
الى ذلك، هنأ رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي في اتصال هاتفي، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
أما زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، فقد نشر تغريدة قال فيها إن التكليف "خطوة جيدة ستتعزّز بالمستقبل".
وأضاف "أتمنى أن يكون تكليف رئيس الجمهورية للأخ محمد علاوي مقبولاً ومرضيّاً من الشعب، وأن يتحلوا بالصبر، ويستمرّوا على نهجهم السلمي".
ووفقاً للدستور العراقي، فإن أمام علاوي الآن شهر واحد لتشكيل حكومته ويعقب ذلك تصويت على الثقة في البرلمان.
وينص الدستور في الحالة الطبيعية على أن تسمي الكتلة البرلمانية الأكبر مرشحاً لرئاسة الوزراء في غضون 15 يوماً من الانتخابات التشريعية. ثم يكلف رئيس الجمهورية رئيس الحكومة تشكيل حكومته في غضون شهر واحد.
الى ذلك شهدت بعض المدن العراقية تظاهرات محدودة طالبت بتسمية رئيس وزراء مستقل، معتبرة أن ذلك لا ينطبق على علاوي.
وقد رفض المتظاهرون العراقيون حتى الآن عدداً من الأسماء التي تم تداولها في الآونة الأخيرة لتولي منصب رئاسة الوزراء.
وفي السياق، أكد رئيس كتلة "بيارق الخير" محمد الخالدي، الأحد، أن رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي يحظى بتأييد واسع من قبل ساحات التظاهر، مشيرا إلى أن أكثر من 60 نائباً في البرلمان قدموا اسمه إلى الرئيس العراقي مباشرة.
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة في بيان بتسمية علاوي قائلة إنه يواجه "مهمة ضخمة هي تشكيل مجلس الوزراء بسرعة ومصادقة البرلمان للمضي قدما في إصلاحات هادفة تلبي المطالب الشعبية وتحقق العدالة والمساءلة"
وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، اكد خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، مساء اسبت، أنه "جرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة تتبنى الخطوات الإصلاحية وتضع برنامجا حكوميا واقعيا يلبي طموحات الشعب العراقي".
ويرى مراقبون للشأن العراقي ان نجاح علاوي في تشكيل حكومة جديدة في مهلة شهر ونيلها ثقة البرلمان يعتبر خطوة مهمة باتجاه تهدئة الاوضاع في العراق والبدء بتنفيذ الاصلاحات وتلبية مطالب الشارع المتمثلة بإجراء انتخابات مبكرة خلال المرحلة القادمة وتحسين الاوضاع المعيشية لإنهاء الازمة وايصال العراق الى بر الامان.
الأردن يجدد رفض "صفقة القرن" وأي طرح يؤذي مصالحه
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن بلاده لن تساوم على مصالحها، وترفض التعامل مع أي طروح تتجاوزها، مضيفا أن موقف العرب كان واضحا أمس السبت برفض "صفقة القرن".
وقال الصفدي في كلمته بالبرلمان اليوم الأحد، إن "لا حل دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، مشددا على أن "الأردن لم ولن يقبل الاستيطان وضم الأراضي والاعتداءات الإسرائيلية".
وجدد الصفدي رفض "أي حل لا يلبي قيام الدولة الفلسطينية"، لافتا إلى أن "القدس خط أحمر والأردن مستمر قولا وفعلا بحماية المقدسات".
من جهته، وصف رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، الخطة الأمريكية بـ"الصفقة المشؤومة المنحازة إلى إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "رفض مجلس النواب للخطة يستند لمواقف الملك الوصي على المقدسات".
المصدر: RT
12 بهمن وعودة الامام الخميني الحاسمة
الاول من شباط/فبراير 1979 يوم أسطوري فذّ محفور بحروف من ذهب في الذاكرة الاسلامية باعتباره منعطفا مصيرياً قلب المعادلات الاقليمية والدولية رأسا على عقب، حينما عاد قائد الثورة الاسلامية في ايران الى ارض الوطن بعد نفي دام 14 عاما.
احتضنت طهران سماحة آية الله العظمى الامام السيد روح الله الموسوي الخميني (رض) بجماهير مليونية والهة فاقت حد التصور واكبت مسيرته وهو يشق امواج المواطنين الايرانيين الملتفّين حول السيارة التي كانت تقله، كمن يحتمي بسفينة النجاة التي تقي من الغرق.
لقد تابع العالم من أقصاه الى أقصاه وقائع يوم ( 12 بهمن) الذي كان يوماً من ايام الله سبحانه وتعالى، وقد صدقت عليه كل المعاجز عندما تحدى إمامنا الراحل وهو شيخ كبير جبروت النظام الشاهنشاهي المدجج بكل اسباب القوة والبطش والمدعوم بالاستكبار الاميركي ـ الصهيوني، دون ان يرتد لسماحته جفن او ان يلج قلبه المطمئن ذرة من الخوف اوالقلق.
عاد الامام الزاهد الى البلاد ممتلئاً بالامل والعزة والتفاؤل بأنّ النصر الإلهي آت لا محالة وهو على يقين بأنّ حضوره وسط الشعب الايراني الثائر هو الذي سيحسم الصراع بين الحق والباطل لصالح انصار الحق والعدالة والتحرير، حيث لايمكن لقائد ما ان يسدّد ثورة شعبية متصاعدة وهو خارج البلاد او بعيد عن تفاصيل المنازلة المصيرية.
وبحكم هذه العودة التاريخية لزعيم الامة وجد الشعب المجاهد نفسه معبّأ بزخم عال من التأثيرات المعنوية الوثابة لمجابهة آلة القمع الشاهانية والتحرك بخطى ثابتة لتحقيق الانتصار وهدم القواعد الخيانية التي قام عليها النظام البائد واباح بها لنفسه محاربة الاسلام والمذهب وتصفية المعارضين الرساليين او نفيهم او إلقاء الكثير منهم في غياهب السجون وزنزانات التعذيب.
لقد استطاع الإمام الخميني (قدس سره الشريف) في اللحظة التاريخية المناسبة الإمساك بسكّان سفينة الثورة الاسلامية وهي تخوض عباب التحديات الاميركية والاوروبية والاسرائيلية وتمكن من قيادتها بهدوء وسط العواصف والاعاصير الهائجة التي حاولت اعاقة مسيرتها المباركة، وقد اظهرت الايام اللاحقة تساقط قلاع الظلم والاستكبار الواحدة تلو الاخرى وذلك بتضحيات مدروسة حُرص فيها الحفاظ على ارواح الاكثرية من الثوار الميدانيين الذين تطوعوا لتقويض هذه القلاع والسيطرة من ثم على مقاليد ادارة البلاد بعد طرد ازلام النظام السابق وملاحقتهم قضائيا.
الامام الخميني لم يسمح بتلوث مسيرة الثورة الاسلامية بعقد الضغينة والانتقام والحقد الاعمى، فقد كان كل اهتمامه يتركز على ان تبقى صحيفة الثورة ناصعة البياض، وان يلتف الشعب الايراني المناضل حول هدف وحيد هو اسقاط النظام الشاهنشاهي العميل وطرد المستشارين العسكريين الاميركان والصهاينة من الوطن، وهو ما تحقّق خلال الايام التي تلت بعد مجيء الامام الخميني (رض) والتي توجت في تاريخ 11 شباط 1979 بإعلان الانتصار المظفر للثور الاسلامية التي ضحّى من اجلها مئات الالاف من الثوار والمجاهدين طيلة ربع قرن من الزمن.
إن الذين يحرصون على تخليد المراحل الاستراتيجية للثورة والتي تجسدت بتواجد الامام القائد بين الشعب والثوار والمناضلين، يشعرون باهميتها على مستوى صياغة المستقبل النهضوي الذي مكّن الأجيال القادمة من تحملّ المصاعب والضغوط والازمات التي تعرضت لها ايران طيلة فترة 41 عاما والتي واجهت فيها الجمهورية الاسلامية اخطر اشكال التهديدات والحصارات لكنها بقيت صامدة وشامخة وعصية على الخضوع والاستسلام لسبب واحد هو انها كانت وما تزال تعيش في كنف القائد الشجاع المضحي الذي لايدخر جهداً او أي غال ونفيس من اجل الدفاع عن مقدرات الامة والحفاظ على اتحادها وتماسكها ، بل هو يعشق الشهادة ايضا في هذا السبيل.
حميد حلمي البغدادي
هذا ما حدث في الجلسة المغلقة في بيت العرب!
هناك في بيت العرب الجامع كما نعتها احمد ابو الغيظ والمقصد الجامعة العربية كانت تدور حكايات اخرى مختلفة عما تناقلته وسائل الاعلام،
فعلى الرغم من خلع بعض وزراء الخارجية العرب برقع الحياء امام وسائل الاعلام وتحديدا وزير الخارجية البحريني ووزير الخارجية الاماراتي حاول بعض الوزراء العرب من حلفاء واشنطن ان يسيروا على قاعدة (اذا بليتم فاستتروا) وعليه القوا ببيانات تؤيد الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة ترامب، في الجلسة المغلقة كان الحديث يختلف تماما عن الجلسة العلنية فبعض من تغنوا بالقضية الفلسطينية وبدعمهم للخيار الفلسطيني كان يعاتب الرئيس عباس لعدم قبوله التواصل مع الادارة الامريكية ورفضه الخطة جملة وتفصيلا، وبعض وزراء الخارجية العرب اعتبر الرئيس الفلسطيني يغامر بالعلاقة مع البيت الابيض مغامرة غير محسوبة النتائج، لكن محمود عباس وفي حديثه بكل صراحة امام وسائل الاعلام استطاع بشكل او باخر ان يحشر العرب في الزاوية وان يفرض عليهم على الاقل اعلاميا ان يخرجوا ببيان يؤيدون فيه الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة، الرجل الثمانيني مازال صافي الذهن ويعرف ان من يراهن عليهم لو وصلهم الامر لباعوه وقضيته بابخس الاثمان ولذلك كان لا بد من الاعلان عن وقف العلاقة الامنية مع الاحتلال ورفضه التواصل مع الولايات المتحدة ظنا منه انه يقطع الطريق على عمليات التفاف من بعض العرب لاستكمال مسلسل التنازلات والتطبيع المجاني والذي تزايدت وتيرته في السنتين الاخيرتين، عباس لم يحمل الاحتلال المسؤولية كاملة عن الضفة الغربية والقطاع وانما القى بكلمات محسوبات في الميزان عندما تحدث عن الملف الامني الاكثر حساسية بالنسبة للاحتلال وعندما ابقى الباب مواربا مع المؤسسة الامنية الامريكية لعلمه واداراكه ان حسابات الامن تختلف تماما عن حسابات الساسة وفي الايام الاخيرة كما يبدو وصل للرئيس الفلسطيني رسائل امنية تطمئنه بان كل ما جاء في الصفقة سيكون بعده اعلامي لا اكثر، هذه الرسائل كانت من المخابرات المركزية الامريكية التي كما قيل زارت رئيستها جينا هاسبل الاراضي الفلسطينية مباشرة بعد اعلان ترامب عن صفقته المشبوهة، ورغم ان المقربين من ابي مازن قالوا ان المرأة سمعت كلاما قويا الا انها ايضا اسمعتهم كلاما يخفف من شدة التوتر ويضع الامور في نصابها، الاوراق الان اصبحت مكشوفة على الطاولة تماما وبالنسبة للقيادة الفلسطينية لن تستطيع العودة عن قرارتها التي اعلنتها امام الجامعة العربية والا فان حدث ذلك فكأنها تمنح للعرب ضوءا اخضرا كي يذهبوا مع (اسرائيل) الى اخر الدنيا في العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية وما اكثر الاعراب الذين يريدون هذه العلاقات ويحلمون بها، اذا من المفترض ان تكون السلطة قد بدأت مرحلة جديدة عنوانها الطلاق من الماضي واستقبال الحاضر بجمع الشتات الفلسطيني وراب الصدع واجراء انتخابات فلسطينية عامة تنهي ثلاثة عشر عاما من الصراع الداخلي، اما قناعتي الشخصية فهي ان شيئا لن يتغير على الارض لان السلطة غير معنية في التغيير او التبديل وتحاول الحفاظ على الوضع القائم لانه الاقل تكلفة.
فارس الصرفندي:العالم