
emamian
أجمل الآثار الإسلامية في أوروبا


ويقع هذا المتحف في مدينة اسطنبول، و قد انشئ في عام 1914، ويضم هذا المتحف آلاف المخطوطات التاريخية، و التي تعود للعصور الإسلامية، فضلاً عن قسم خاص لعرض بعض الصناعات الحجرية و السجاد، و التي تم إنشائها في ذاك الوقت.
جامع السلطان أحمد

وهو من أقدم المساجد التي تم إنشائها في اسطنبول، و هو معروف أيضاً باسم المسجد الأزرق، وذلك لأنه قد تم تزيين جدرانه وأرضياته ببلاط أزرق اللون، أما عن تاريخ إنشاء المسجد، فهو في عام 1609، و المسجد يضم ستة مآذن رائعة.
قصر الحمراء في غرناطة

وهو من أجمل القصور التي تزين مدينة غرناطة باسبانيا، وقد كان قديماً قلعة مطلة على المدينة، فالجالس في القصر يمكنه الاستمتاع بمنظر خلاب للمياه، فضلاً عن ساحات شاهقة المساحة، تحيط بالقصر، وتتجلى بها الزخارف و العمارة الإسلامية كما أن القصر يضم عدداً كبيراً من المخطوطات و السجاد التاريخي هناك.
مدينة اشبيلية

أن تحدثنا عن الآثار الإسلامية في أوروبا، فلا يمكننا إغفال مدينة اشبيلية التي كانت إحدى أهم المدن الإسلامية في تلك العصور، و لذلك اشبيلية تحتفظ حتى الآن بشكل القصور و البنايات التي تحمل طراز العمارة الإسلامية.
منطقة ماردة

وتعرف أيضاً باسم ميريدا، و تمتاز هذه المنطقة بأنها تضم العديد من الآثار الإسلامية التي كانت تستخدم كتحصينات عسكرية، في ذاك الوقت، وقد قام ببناء هذه التحصينات الأمير الأموي عبد الرحمن الثاني الأوسط.
مسجد الأندلس

ويقع هذا المسجد في مدينة مالقا، و هذا المسجد هو عبارة عن صومعة يبلغ ارتفاعها حوالي 25 متر، و هو من أكبر و أهم المساجد في أوروبا.
مسجد أدهم باي

ويعود المسجد للقرن الثماني عشر ويقع هذا المسجد في قلب تيرانا بألبانيا، و قد تم بنائه في فترة الدولة العثمانية، و تم إغلاق المسجد في أيام الحكم الشيوعي، ثم أعيدت الصلاة به في عام 1991 .
قصر جنة العريف

ويقع القصر في مدينة غرناطة بأسبانيا، و يمتاز هذا القصر بأنه يحمل أجمل النقوش و مظاهر العمارة الإسلامية الرائعة، وللأسف عدد من هذه النقوش ، قد تم طمسها.
قصر الجعفرية

وهو من أجمل القصور في مدينة سرقسطة، و هذا القصر تميزه أبراجه الدائرية الرائعة، و حتى الأن هو مركز لإشعاع العلوم المتعلقة بالدين الإسلامي في أوروبا، ومحط لجلب السياح من شتى أنحاء العالم.
مسجد السلطان أيوب

وهذا المسجد يقع في منطقة أيوب التي تقع في اسطنبول، و قد تم بناء المسجد في القرن التاسع عشر للميلاد، و محط لاستقطاب العديد من السياح من شتى أنحاء العالم، و ذلك لما يتمتع به من شكل معماري رائع.
هل تنجح واشنطن في نشر "فيروس" التطبيع؟
بدأت "حمّى" التطبيع تنتشر في العالم العربي بعد أن شرع بعض زعماء العرب لاسيما الخليجيين منهم ابوابهم أمام زعماء الصهاينة، وساهم في ذلك مباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الخطوة، خاصة وأن العديد من زعماء العرب تم تنصيبهم ملوكاً ورؤساء عن طريق أمريكا التي توفر الحماية لمعظمهم، ناهيك عن القواعد العسكرية الامريكية التي تنشرها واشنطن في بلادهم، وبالتالي ضغوط واشنطن عليهم سيكون لها تأثير كبير في تمرير اي صفقة تريدها أمريكا، والصفقة اليوم تتمحور حول التطبيع مع كيان العدو الاسرائيلي، إلا أن زعماء الدول التي تريد التطبيع مع "اسرائيل" لايزالون يخافون من نتائج ذلك داخل مجتمعاتهم ومدى قبولها لهذا الأمر.
الخطوة الجديدة التي أقدمت عليها واشنطن هذه المرة وجاءت على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كانت عبر الطلب من 4 دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بحث عقد اتفاق جديد مع تل أبيب، بحسب القناة العبرية "13".
وادعت القناة العبرية، أن الإدارة الأمريكية توجّهت إلى أربع دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، هي الإمارات والبحرين وسلطنة عمان والمغرب، بطلب يقضي توقيع اتفاقية عدم اعتداء بينها وإسرائيل.
هذا الطلب لم يلقَ استحساناً لدى الشارع المغربي، ليرد مرصد مناهضة التطبيع في المغرب على هذا الأمر، ويقول إن الكيان الصهيوني كيان إرهابي ولا يمكن التوقيع على اتفاقية "عدم اعتداء مع إسرائيل".
وتعليقا على ما تم تداوله من كون المغرب يتعرض للضغط قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو للمغرب، وذلك لدفعه إلى التوقيع على اتفاقية "عدم اعتداء مع إسرائيل"، نشر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بلاغاً مندداً بذلك، ومؤكداً أن الكيان الصهيوني، كيان إرهابي عدو للمغرب.
وجاء في البيان أن الكيان الصهيوني كيان إرهابي مغتصب للأرض وقاتل للآلاف من البشر ومرتكب للمئات من الجرائم ضد الإنسانية والمحتجز للآلاف من المختطفين ومجهولي المصير عبر تاريخه.
وختم المرصد بيانه بكلمة واحدة، جاء فيها "الكيان الصهيوني كيان عدو للشعب المغربي ولكيان المغرب.. ومن أراد أو حاول الزج بالمغرب في مستنقع التطبيع هنا بالدولة أو بالمجتمع فهو مجرد "عميل مطبع خادم مطيع لدوائر الصهيونية وكيانها الإرهابي".
الواضح ان المناخ العربي ما زال رافضاً لفكرة التطبيع، والكثير من زعماء الدول العربية لا يزالون يخافون من نتائج إعلان التطبيع العلني مع "إسرائيل"، لذلك يعمدون إلى فتح قنوات مع "اسرائيل" من خلال نشاطات ثقافية ورياضية وكذلك اقتصادية، تمهيداً للإعلان الكبير، إلا ان الشعب العربي والخليجي لا يزال رافضاً لهذه الفكرة ويحاربها بشراسة، خاصة وان المجتمع الدولي لم يقدم على اي خطوة ايجابية تجاه فلسطين والفلسطينيين، وجميع القرارات التي يتم اتخاذها تكون لمصلحة "اسرائيل"، ابتداءً من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وليس انتهاءً بصفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
بالعودة إلى تفاصيل الاتفاقية الجديدة، فقد رأت القناة العبرية أن البيت الأبيض تحدث مع سفراء الدول الأربع، بهدف التوصل لاتفاق جديد مع إسرائيل، يكون نواة جيدة للتطبيع الكامل مع تل أبيب، فيما أجاب الدبلوماسيون بأنهم سيعودون سريعاً بالرد – دون رد نهائي – على حد قول القناة.
وأكد المحلل السياسي للقناة العبرية، الإعلامي باراك رافيد، أن البيت الأبيض تحدث مع ممثلين إسرائيليين وعرب وأمريكيين حول الأمر نفسه، وهي المحادثات التي تناولت الافتراض أن تكون هذه الاتفاقية بعدم الاعتداء بينها وبين إسرائيل، كخطوة أولية للتطبيع الكامل، وهي خطوة تأتي بدلاً من العلاقات السرية التي تسود هذه العلاقات – في الوقت الحالي – وهي خطوة أيضاً أقل حدة من اتفاق سلام أو علاقات دبلوماسية أو تطبيع كامل.
ونقلت القناة العبرية عن مصادر – لم تسمها – أن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، فيكتوريا كواتس، التقت الأسبوع الماضي مع سفراء هذه الدول الأربع في واشنطن، حيث وجّهت لهم هذه الدعوة أو الطلب الأمريكي الخاص باتفاقية "عدم اعتداء" ومدى رأيهم في الموضوع.
وأوضح السفراء الدبلوماسيون الأربعة أنهم سيعودون لرؤسائهم وقاداتهم وسيعودون قريباً بالرد.
وأشارت القناة العبرية إلى أنه يوم الثلاثاء والاثنين الماضيين، أجريت مباحثات مكثّفة في البيت الأبيض، حيث شارك في هذه المباحثات طاقم أمريكية وبعثة إسرائيلية وممثلين عن الأمن القومي ووزارة الدفاع ووزارة العدل.
وزعمت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، فيكتوريا كواتس، توجّهت إلى سفراء الدول الأربعة بخطة أو فكرة وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس – دون ذكرها.
ومن المعروف أن كاتس سبق وأن طرح مشروع ربط السعودية والدول الخليجية بشبكة لسكك الحديد، تربط ميناء حيفا والموانئ الإسرائيلية الأخرى على البحر الأبيض المتوسط بالدول الخليجية.
وكان الوزير الإسرائيلي قد أشار في تصريحات صحفية سابقة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى أن إسرائيل تعمل على تسوية "اللاحرب" مع الدول الخليجية، كما اتهم إيران بأنها التهديد الرئيسي في المنطقة، من خلال دعمها لمنظمات "إرهابية" على حد تعبيره، مضيفاً إن العقوبات الأمريكية على إيران مهمة ويجب استمرار الضغط عليها.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن كاتس في تصريحات أدلى بها في مؤتمر "جيروزاليم بوست" الدبلوماسي السنوي، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني: أمريكا تعمل إلى جانب إسرائيل على تسوية الحرب بين إسرائيل والدول الخليجية.
وأضاف كاتس، أنه "بموجب خطة الرئيس ترامب للسلام، سيتم بناء خط سكة حديد يربط الخليج الفارسي عبر الأردن إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في مدينة حيفا".
وفي عودة للقناة العبرية الـ"13"، فإن كاتس سبق أن التقى بنظيره العماني، يوسف بن علوي، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، في نهاية شهر أيلول الماضي، وكذلك مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، وطرح المبادرة أمامهم – دون الإشارة إلى أي مبادرة، هي مبادرة السكك الحديدية أم مبادرة عدم الاعتداء، وإن بدا أنها المبادرة الأولى فحسب.
ونوهت القناة العبرية إلى أن توجّه البيت الأبيض إلى سفراء الدول العربية الأربعة، ليس مؤثراً ولكنه خطوة أولية في هذا الطريق.
وذلك كله رغم الحالة السياسية الإسرائيلية المتراجعة، واحتمال دخول البلاد في انتخابات برلمانية ثالثة، فضلاً عن تخوّف الدول العربية ككل من الدخول في التطبيع مع إسرائيل دون مناقشة الملف الفلسطيني أو تسوية القضية الفلسطينية.
ولفتت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني، وعبر تغريدات عدة للمحلل السياسي، باراك رافيد، إلى أن مصدراً في البيت الأبيض لم ينف كل هذه التفاصيل، وإنما قال إن أمريكا تبارك توسيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية عاملة، ومنطقة الشرق الأوسط وحلفائها فيها.
وتابع المصدر الأمريكي، قائلا: لكننا لا نتحدث عن مباحثات سياسية سرية وليس لدينا علم بهذا الأمر في الوقت الحالي.
ومن المعروف أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أعلن، يوم الاثنين الماضي، أن وفداً إسرائيلياً وصل إلى واشنطن لبحث إمكانية التوصل لاتفاق عدم اعتداء بين إسرائيل والدول الخليجية.
في الختام.. فيروس التطبيع مهما كان قوياً لن يتمكّن من اختراق جسد الشعوب العربية التي ستحاربه بكل ما أوتيت من قوة، وربما إعلان التطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية سيمهّد الطريق لنهايتها والقادم سيوضح عن ماذا نتحدث.
منزل الصدر "تعرض لقصفٍ من داخل البلاد"
الرئيس العراقي برهم صالح يؤكد على حق التظاهر السلمي ومنع وتجريم أي رد فعل مسلح وعنيف ضد المتظاهرين، ورئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد رضا الحيدري يقول إن منزل مقتدي الصدر "تعرض إلى قصف من داخل البلاد".
- "الحشد"يؤكد عدم تشكيل أي دور ميداني في ساحات التظاهر
أكد الرئيس العراقي برهم صالح الحق المشروع لأي مواطن في الاحتجاج والتظاهر السلميين، ومنع وتجريم أي رد فعل مسلح وعنيف ضد المتظاهرين السلميين.
وشدد صالح في بيان على أن مسؤولية أجهزة الدولة الأمنية هي ملاحقة المجرمين الخارجين على القانون والقبض عليهم، إضافة إلى حماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على أرواح العراقيين.
منزل الصدر "تعرض إلى قصف من داخل البلاد"
من جهتها، أكّدت "هيئة الحشد الشعبيّ" عدم تكليف أيّ قوة أو تشكيل أيّ دور ميدانيّ في ساحات التظاهر على نحو عامّ وساحة التحرير في بغداد على نحو خاصّ، وتحت أيّ عنوان كان.
وفي بيان حمل توقيع رئيس الهيئة فالح الفياض دعت الهيئة تشكيلاتها ومنتسبيها إلى الالتزام بتوجيهاتها السابقة تحت طائلة المساءلة والعزل وتحمّل المسؤولية القانونية الكاملة.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة هجوم مسلّحين على متظاهرين في ساحة الخلاني والسنك أمس إلى 17 شهيداً.
وعقب الهجوم جرى التوصل إلى اتفاق أمنيّ بين قيادة عمليات بغداد و"سرايا السلام" وقادة من "التيار الصدريّ".
ويشمل الاتفاق إعادة انتشار الجيش في المنطقة وتولي مسؤولية حماية المتظاهرين، فيما تتولّى اللجان الأمنية لأصحاب "القبعات الزرقاء" التابعين لــ "سرايا السلام" حماية ساحات التظاهر من المندسين.
وتوجه عدد من أنصار زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للتظاهر في منطقة الحنانة وسط النجف.
وجاء ذلك بعد دعوة مكتب الصدر إلى تظاهرة حاشدة في المدينة رداً على استهداف مقر زعيم التيار بطائرة مسيرة، من أجل حمايته ودعا قادة في التيار إلى الهدوء والسلمية والنظام.
وصرح رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد رضا الحيدري أن منزل الصدر "تعرض إلى قصف من داخل البلاد"، مضيفاً أن قيادة القوة الجوية "أكدت أن أي طائرة مسيرة لم تخترق أجواء العراق".
الأمم المتحدة تدين
ودانت الأمم المتحدة إطلاق النار على المحتجين وسط بغداد وحذرت من العنف الذي تمارسه ما وصفته بالعصابات المسلحة.
وفي بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، القوات العراقية إلى "حماية المتظاهرين من عنف المسلحين".
وحذر البيان من أن "أعمال العنف التي تمارسها عصابات مسيسة أو تنبع من ولاء لجهات خارجية، أو تسعى الى تصفية حسابات تهدد بوضع العراق على مسار خطر".
من التعرّض للمرجعية العليا إلى محاولات خلق نزاع بين أنصار الحكيم والصدر تفاصيل سيناريو أعمال التخريب في الناصرية والنجف
-منذ بداية شهر أكتوبر من هذا العام، ومع بدء الاحتجاجات الشعبية في وسط وجنوب العراق، دخلت الحكومات الأجنبية والأنظمة الرجعية إلى الميدان ونفذت سيناريوهات عديدة لمصادرة المطالب السياسية والاقتصادية للمواطنين. وكان الهجوم على المقرات الحكومية والعامة والخاصة والعسكرية أحد سيناريوهات الجهات التابعة للحكومات الأجنبية لتفاقم حالة انعدام الأمن وخلق حرب أهلية في العراق، لكن الخطة فشلت إلى حد كبير.
وبإعلانها دعمها للمظاهرات السلمية، دعت المرجعية العراقية إلى تمييز صفوف المواطنين عن الجماعات التي تتسلل إلى الاحتجاجات وتُسبب بتحريض المتظاهرين على العنف عن طريق اثارة الاوضاع. وقد رحب المتظاهرون العراقيون بتوصيات المرجعية وتقلص إلى حد كبير نطاق الاشتباكات والتخريب حيث تجمهر المواطنون في مناطق معينة من بغداد وكربلاء والنجف، دون الانجرار الى مناطق اخرى، الأمر الذي أغضب الجهات التي تحاول زعزعة أمن العراق.
وكانت الجهات المرتبطة بمحور الشر السعودي الامريكي، التي كانت تعلم جيدًا أن استمرار هذا الوضع لن يكون بمصلحتهم، ضاعفوا جهودهم لشن حرب نفسية ضد المرجعية وخاصة تجاه مرجعية اية الله السيد علي السيستاني بدعم واسع من وسائل الإعلام. وهي ذات الجهات السيئة الصيت التي تميزت طبيعتها للشعب العراقي في السنوات الأخيرة، وقد اخذت على عاتقها مهمة تشويه صورة المرجعية في وسائلها الإعلامية، وسعت إلى حث الرأي العام على أن مشكلات اليوم في العراق هي نتيجة تدخل المرجعية.
واعتقدت الجهات المتطرفة المرتبطة بالحكومات الأجنبية أن بإمكانها الاستمرار في سيناريوها، ولكن حساباتها كانت لا تزال خاطئة لأنها لم تكن على دراية بشعبية المرجعية بين مختلف طبقات الشعب العراقي، وأظهروا مرة أخرى عدم تمتعهم بفهم سياسي واضح.
وكانت الجهات المتطرفة قد اعتقدت انها نجحت في ضم الرأي العام اليها، وكشفت النقاب عن سيناريو الهجمة المباشرة ضد المرجعية، واستغلت الوضع في مدينتي النجف وكربلاء المقدستين لتنفيذ البعض من اجنداتهم، لكنهم واجهوا ردة فعل صادمة وشديدة من قبل المتظاهرين العراقيين.
لم يجلس المتظاهرون ورجال العشائر وقوات الحشد الشعبي مكتوفي الأيدي عندما رأوا التمرد والهجمة الشرسة وخرجوا للميادين معلنين دعمهم للمرجعية الدينية، وأعلنوا أن ستكون لهم كلمة في حال اراد الأعداء تنفيذ اجنداته. لقد أدى هذا الرد الحازم إلى قيام بعض الناشطين الاجتماعيين، بما في ذلك ستيفن نبيل، المقيم في أمريكا، بمطالبة الخارجين عن القانون بعدم التعرض على المرجعية العليا لأنه ادرك جيدًا رسالة الشعب والحشد الشعبي.
لقد ادرك الداعمون للمخربين بأنهم إذا استهدفوا المرجعية، فإنهم سيطلقون رصاصة الرحمة على انفسهم وستحترق ورقتهم على يد المتظاهرين والحشد الشعبي العراقي، ولهذا الأمر غيروا من تكتيكهم.
ومع فشل السيناريو المتوقع في مهاجمة المرجعية، أطلقت الجهات المتطرفة المسلحة خطتها الثانية الرامية إلى خلق خلافات بين التيارات العراقية المعروفة وشنْ هجمات على أماكن تحظى باهتمام عامة الناس. فقد هاجمت الجماعات المسلحة في بداية الامر مرقد الشهيد محمد باقر حكيم، القيادي العراقي البارز المناهض لنظام صدام الديكتاتوري وأضرموا النار في مدخل المرقد. ووفقًا للمعلومات، فإن الهدف الثاني للمهاجمين المسلحين، بعد الانتهاء من الهجوم على مرقد الشهيد الحكيم، هو الهجوم على قبور شهداء التيار الصدري بالقرب من مقبرة وادي السلام في النجف.
ووفقًا لمصادر ميدانية، كانت الجهات المسلحة هذه تحاول في الهجوم الثاني، أن تظهر نفسها أنها تنتمي لأفراد عائلة الشهيد الحكيم، على الرغم من أن الوثائق المصورة المتاحة تبين أن المهاجمين في الهجوم الأول على مرقد الشهيد الحكيم كانوا رجالاً ملثمين ومسلحين يحاولون القيام بأعمال شغب واسعة النطاق في مدينة النجف.
كانت الجماعات المسلحة تحاول خلق خلافات بين جماعة الحكيم والتيار الصدري وبالتالي خلق نزاع بينهما وبدء حرب واسعة النطاق في مدينة النجف، لكن هذه الفتنة لم تؤتِ ثمارها بعد تدخل المرجعية العليا بشكل مباشر. وقد اتخذ المتظاهرون خطوات لضمان أمن الحشود المتظاهرة ومنع أي استغلال سلبي لها، وذلك عقب خطبة المرجعية العليا ظهيرة الجمعة لمنع تسلل المخربين وأعمال الشغب المسلحة في مظاهراتهم سلمية.
وفي الأيام الاربعة الماضية، قام المتظاهرون في وسط وجنوب العراق، ولا سيما في مدينتي "الناصرية والنجف"، بتحديد واعتقال عدد من الأشخاص الذين كانوا يسعون للقيام بأعمال تخريب وسلموهم إلى القوات الأمنية العراقية. ووفقا للمعلومات، استولت قوات الأمن، بالتعاون مع العشائر، على الطرق المؤدية إلى المدن المهمة لمنع المسلحين المجهولين من الدخول بين الجماهير السلمية وفرض الأمن بشكل كامل. ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن التيارات التابعة للحكومات والأنظمة الأجنبية تدفع رجالاتهم المسلحين إلى المدن عند حلول الظهيرة للتسلل داخل الاحتجاجات السلمية وإيهام المتظاهرين بأن أعمال القتل والتخريب تنفذها القوات الأمنية.
إن احدى الدلائل الواضحة على هذه الفتنة هو الهجوم المنظم والمدروس الذي قام به أشخاص مجهولون على المتظاهرين السلميين في ساحة الصدرين في النجف، حيث أطلقوا قنابل يدوية على المتظاهرين وفي نفس الوقت تسللوا بين المتظاهرين، وألقوا باللوم على القوات العراقية لاستفزاز الناس وخلق النزاعات.
تشير التطورات الميدانية إلى أن سيناريو التيارات المسلحة ذات الصلة الأجنبية، خاصة في مدينتي النجف والناصرية، قد فشل إلى حد ما، ومن المرجح أن سيناريو المحور الغربي-العبري - العربي سيثير الاحتجاجات وغيرها من النزاعات في محافظات اخرى، وفي الأيام الأخيرة، شوهدت أولى علامات هذه التحركات من خلال تنظيم تجمعات في الموصل وتكريت وكركوك والفلوجة لى تهدئة هذه المناطق لأجل زعزعة الاوضاع في هذه المحافظات
ترامب يشكر إيران: مفاوضات منصفة جداً
ترامب يشكر إيران على إجرائها "مفاوضات منصفةً جداً" لتبادل السجناء بعد الإفراج عن مسعود سليماني وشي يو وانغ.
- عالم الأحياء الإيراني مسعود سليماني
شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران على إجرائها "مفاوضات منصفةً جداً" لتبادل السجناء بعد الإفراج عن عالم الأحياء الإيراني مسعود سليماني والسجين الأميركي شي يو وانغ.
وفي تغريدة على تويتر قال ترامب إنه "يمكن التوصل إلى اتفاق مع طهران".
مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أكد أن ترامب ما زال ملتزماً إجراء محادثات مع إيران من دون شروط.
الجزائريون في الخارج يشاركون في التصويت
الجزائريون المقيمون في الخارج يشاركون في عملية التصويت، وشقيق بوتفليقة يرفض الإجابة على أسئلة القضاء الموجهة إليه.
- الجزائريون في الخارج يشاركون في التصويت
بدأ الجزائريون المقيمون في الخارج السبت في عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
وقال الناطق باسم "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات" علي ذراع أن السفارات الجزائرية والقنصليات عبر مدن العالم "جاهزة مئة في المئة لانطلاق العملية الانتخابية"، وذلك لإنجاح سادس استحقاق تعددي في تاريخ الجزائر.
وقالت "فرانس برس" إنه مع فتح الباب أمام تصويت الجزائريين في فرنسا سجل حصول تظاهرات أمام مراكز قنصلية في عدد من المدن الفرنسية، بينها بوبينيي وسانت اتيين وباريس.
وفي سياق متصل، طلب القضاء الجزائري الاستماع إلى سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري السابق، في اليوم الثالث من محاكمة سياسيين ورجال أعمال سابقين بتهم الفساد، ولكنه رفض الإجابة على الأسئلة الموجهة إليه.
ورفض سعيد بوتفليقة الإجابة على اسئلة القاضي وأسئلة النائب العام بشأن الاتهامات حول التمويل غير الشرعي للحملة الانتخابية الأخيرة لشقيقه الرئيس الذي استقال في 2 نيسان/ابريل.
إثر ذلك، طلب القاضي إعادته إلى سجن البليدة العسكري حيث يمضي حكماً بالسجن 15 عاماً بتهمة "التآمر ضد سلطة الدولة". وكان رفض سابقاً المثول خلال محاكمته في نهاية أيلول/ سبتمبر.
وقدم النائب العام طلب حضوره بعد مثول علي حداد، الرئيس السابق لجمعية أرباب العمل، في ملف تمويل انتخابات الرئيس السابق.
وبين المتهمين رئيسان سابقان للوزراء هما أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، والعديد من الوزراء السابقين والمديرين التنفيذيين لوزارة الصناعة وكبار العاملين في قطاع السيارات.
وكان حداد موضع اتهام مباشر الخميس من قبل أحد المتهمين في قضية تمويل حملة بوتفليقة للرئاسة التي كانت مقررة في 18 نيسان/أبريل 2019.
وقال للقاضي إنه تدخل في الحملة الانتخابية بناء على طلب سعيد بوتفليقة الذي اتصل به "طالباً المساعدة في 6 شباط/فبراير 2019. طلب مني سعيد بوتفليقة استرداد ما بين 700 و800 مليون دينار (نحو 5,7 ملايين يورو) كانت في مقر الحملة الانتخابية في حيدرة" في الجزائر العاصمة.
لكن حداد مؤسس الشركة الأولى للإنشاءات الخاصة لم يوضح أين ذهبت الأموال.
وبحسب شهادة الحاج سعيد، مدير مكتب حداد، فإن الاموال التي دفعها بشكل خاص كبار العاملين في قطاع السيارات لحملة بوتفليقة "استخدمها سعيد".
وتجري المحاكمة في غياب العديد من محامي الدفاع الذين قرروا مقاطعتها ونددوا ب"مهزلة القضاء" وأجواء "تصفية الحساب".
وقدم المرشحون للرئاسة في الجزائر برامجهم خلال مناظرة تلفزيونية غير مسبوقة في البلاد.
المصدر : الميادين
وضرب الله مثلاً امرأة فرعون...
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾1.
ورد في شأن آسية بنت مزاحم الحديث النبوي الشريف: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".
كانت آسية تعيش حياة يتمناها أكثر النسوة فهي: زوجة الملك فرعون، تعيش في قصره الكبير في ثراء وفير، بين خدم وحشم كثير.
ويمكن مقاربة الرفاهية والدعة والثراء التي كانت تعيش في ظلّه آسية من خلال ما عرضه القرآن الكريم عن مدى مُلك فرعون وثرائه، إذ قال عزّ وجلّ: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ﴾3.
إن فرعون في هذه الآية يقارن بينه وبين نبي الله موسى (عليه السلام) من خلفية ترى الكمال في الملك والسلطة والمال والثراء، وهو يراهما في نفسه، ولا يراهما في النبي موسى وأخيه نبي الله هارون عليهما السلام وهذا الأمر طرحه أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة قائلاً: "ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون عليهما السلام على فرعون، وعليهما مدارع الصُّوف، وبأيديهما العِصيُّ، فشرطا له –إن أسلم- بقاء مُلكِهِ، ودوامه؛ فقال: "ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العزّ، وبقاء الملك؛ وهما بما ترون من حال الفقر والذلّ، فهلاّ أُلقي عليهما أساورةٌ من ذهب؟ إعظاماً للذهب وجمعه، واحتقاراً للصّوف ولبسه! ولو أراد الله سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان، ومعادن العقبان، ومغارس الجنان، وأن يحشُر معهم طيور السماء ووحوش الأرضين لفعل، ولو فعل لسقط البلاء، وبطل الجزاء واضمحلت الأنبياء، ولما وجب للقابلين أجور المبتلين، ولكن الله سبحانه جعل رُسُله أولي قوة في عزائمهم، وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم، مع قناعة تملأُ القلوب والعيون غنىً، وخصاصةٍ تملأُ الأبصارَ والأسماعَ أذىً4.
نعود إلى آسية زوجة فرعون التي كانت تعيش مع كل الثراء والنعم والدعة والراحة والجاه في قصر فرعون الذي أحاطه بسور سميك يحجبه عن الله تعالى.
ترى كيف اخترق الإيمان ذلك السور الضخم وجدران ذلك القصر السميكة ليدخل قلب هذه المرأة؟
لقد حصل ذلك بسبب وجود رجل مؤمن في داخل قصر فرعون اسمه حزقيل، وهو الذي ورد فيه "الصديقون ثلاثة علي بن أبي طالب، وحبيب النجار، ومؤمن آل فرعون..."5
وفي رواية أخرى "الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب صاحب ياسين وعلي بن أبي طالب وهو أفضل الثلاثة6.
وقد ورد عن ابن عباس في قوله تعالى : ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾7 قال (رض): "نزلت في حزقيل آل فرعون، وحبيب النجار، وعليّ بن أبي طالب، وكل رجل منهم سابق أمته وعليّ أفضلهم سبقاً"8.
لقد كان حزقيل من آل فرعون، ويقال إنه كان خازنه، وهو قد كتم إيمانه فترة طويلة جداً، وكانت لديه عائلة مؤمنة بالله تعالى تشاطره في كتمان الإيمان.
وكانت زوجته ماشطة لبنات فرعون ولزوجته آسية، وفي مسألة دخول الإيمان إلى قلب آسية ورد أنه بينما كانت زوجة حزقيل تمشط9 ابنة فرعون وقع مشطها فقالت: بسم الله، قالت بنت فرعون: أبي؟ قالت: لا، بل ربي وربك ورب أبيك، فأخبرت فرعون فدعا بها وبولدها، قال: من ربّك؟ قالت: إن ربي وربّك الله.
فأمر بتنّور من نحاس فأحماه فدعا بها وبولدها، فقالت: إن لي إليك حاجة وهي أن تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها10.
تأثرت آسية بإيمان هذه المرأة، فآمنت، وقرّرت التصدي للكفر من داخل القصر وقد ورد أن فرعون دخل عليها بعدما قتل الماشطة، فقالت له: الويل لك يا فرعون، ما أجرأك على الله جل وعلا فقال لها: لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبك؟
فقالت: ما اعتراني جنون، بل آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين.
حاول فرعون أن يرجعها عن عقيدتها فأبت، فأمر بها حتى مُدَّت بين أربعة أوتاد، ثم لا زالت تعذّب فقالت: وهي في العذاب: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾11
الملاحظ أنه رغم كونها في قصر عظيم تطلب من الله تعالى "بيتاً" لا قصراً؛ لأن غايتها ليست البيت، بل كانت غايتها "رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ" إنّها تريد موقع القرب من الله تعالى، إنّها مرتبة العندية، تماماً كالشهداء فإنهم "أحياء عند ربّهم "12
إنها قصة إيمان امرأة أقبلت عليها الدنيا على حساب آخرتها فتخلّت عنها لأجل آخرتها.
إنها قصة إيمان امرأة هُدّدت بالعذاب لأجل الدين فاختارت العذاب على أن تترك دينها.
لقد أصبحت آسية نموذجاً وقدوة لكل إنسان لينطلق من انسانيته نحو الله تعالى في سلوكه في هذه الدنيا مهما كانت التضحيات.
إنها النموذج الذي أراد الله تعالى للمرأة أن تقتدي به فإذا فعلت فإنّها ستتقدم في كمالها وستدفع في تقدمها المجتمع معها.
لذا التقت آسية مع فاطمة (عليها السلام) وخديجة (عليها السلام) ومريم (عليها السلام) فكنّ أفضل النساء.
سماحة الشيخ د. أكرم بركات
1- سورة التحريم، الآية11.
2- سورة التحريم، الآية11.
3- سورة الزخرف، الآيات 51 إلى 53.
4- نهج البلاغة، خطب الامام علي(ع)، ج2، ص 145.
5- ابن شهر آسوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص286.
6- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج24 ص38.
7- سورة الواقعة، الآية 10.
8- الشيرواني، مناقبل أهل البيت ص101.
9- جزائري، ص296.
10- ورد عن رسول الله لما أسرى بي مرت بي رائحة طيبة فقلت لجبرئيل: ما هذه الرائحة؟ فقال هذه ماشطة آل فرعون وأولادها.
11- التحريم 11.
12- آل عمران، 169.
واشنطن وبكين وموسكو.. لحظة محورية في تاريخ لبنان
نور الدين إسكندر
الأحداث المُستمرِّة التي يشهدها لبنان تطرح تساؤلات حول انعكاساتها ونتائجها، بالإضافة إلى أدوار القوى الفاعِلة فيها، بعد كلام مسؤولين أميركيين يتضمَّن توجيهاً للبنانيين يمسّ السِلم الداخلي ويحرِّضهم بعضهم ضدّ بعض.
- السفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان
كلام السفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان أمام الكونغرس قبل أيام لم يمر مرور الكِرام في بيروت. الدعم العَلَني والتوجيهي الذي تحدَّث به فيلتمان للحراك الشعبي الذي تشهده الشوارع اللبنانية أشَّر إلى مصلحةٍ أميركيةٍ أكيدة في توجيه هذا الحراك ليستهدف المقاومة اللبنانية، وهي أحد أهم عوامِل قوَّة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي لم يتوقَّف يوماً عن انتهاك السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وصولاً إلى سرقة أجزاءٍ أساسيةٍ من المساحات البحرية التي تختزن كمياتٍ كبيرةٍ من الغاز الطبيعي الذي يتطلَّع لبنان إلى استخراجه، والذي يُمكن أن يشكِّل بارِقة أملٍ للبنانيين للخروج من نفق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية المُتلاحِقة.
وبعدما نَحَت الاحتجاجات اللبنانية نحو المُطالبة بمُكافَحة الفساد والإصلاح وتغيير المسؤولين في السلطة، شهد الشارع وشاشات التلفزة ظهور فاعلين، أفراداً ومجموعات، أرادوا استغلال زُخُم الحراك لتوجيهه ضد المقاومة. خلال أسابيع مرَّت كان الجَدَل قائِماً في لبنان حول مدى عفويّة هذا التحرك الشعبي، وسط تبايُن بين رأيين أساسيين. يقول الأول إن الناس نزلت إلى الشارع بعفويّة وبعيداً عن نوايا الاستهداف السياسي، فيما يقول الآخر إن الحَراك بدأ عفوياً، ثم تدخّلت فيه قوى حزبية أساسية مُتحالِفة مع واشنطن، وقامت بتوجيه التضاهرات للتصويب على المقاومة وحلفائها، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية ميشال عون وزعيم أكبر كتلة نيابية جبران باسيل.
تصريحات مُتتابِعة خرجت من مسؤولين أميركيين، أبرزهم وزير الخارجية مايك بومبيو، أكَّدت دعم واشنطن للاحتجاجات بصورةٍ كاملةٍ، باعتباره تحرّكاً شعبياً "ضد نفوذ إيران في لبنان"، بالإضافة إلى اعتبار التظاهُرات الشعبية التي يشهدها العراق في الوقت نفسه موجَّهة أيضاً ضد "النفوذ الإيراني في العراق".
تصريحات فيلتمان كانت أكثر وضوحاً، وأشدّ وطأةً على المُتظاهرين الصادقين في مطالبهم الإصلاحية. هؤلاء وجدوا أن تحرَّكهم ضد الفساد قد وُضِع في سياق الاستهداف الأميركي لهم ولمكامِن قوَّتهم المُتمثّلة في المقاومة، التي يحفظون لها فضل تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، ثم تحرير وحماية البلاد من تنظيمات الإرهاب التكفيري التي وصلت إلى القرى اللبنانية الحدودية مع سوريا، واحتلَّت مساحات واسعة من الأراضي الحدودية بين البلدين، وقدَّمت المقاومة في سبيل ذلك عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى بالإضافة إلى جهودٍ وأموالٍ كثيرة.
تهديدات بومبيو خلال زيارته إلى لبنان في آذار/ مارس الماضي، وإحاطة فيلتمان التي قدَّمها أمام الكونغرس قبل أيام، يندرجان في سياقٍ واحدٍ، وهو إرادة أميركية شَرِهة لاستهداف المقاومة في لبنان، وتعطيل نتائج الانتخابات النيابية التي أفضت إلى فوز المقاومة وحلفائها بأغلبيةٍ برلمانيةٍ وعلى أساسها تشكَّلت حكومة بأغلبيةٍ مُماثِلة.
الخارجية الأميركية تقول إنها "تقف بفخرٍ إلى جانب التظاهُرات" الشعبية في لبنان، والتي بحسب الوزارة تتحرَّك في "وجه نفوذ إيران في بيروت". ورأس الدبوماسية الأميركية كان هدَّد اللبنانيين خلال زيارة الربيع التي قام بها إلى بيروت بدفع الثمن إذا لم يواجه مسؤولوه حزب الله.
لكن فيلتمان قدَّم شرحاً مُستفيضاً حول تطلّعات بلاده في لبنان، مؤكِّداً بدايةً ما قاله بومبيو: إما السير وفق إرادة واشنطن ومواجهة المقاومة، أو مواجهة الانهيار المالي، والاهتزازات الاجتماعية، وربما تكبّد قلاقل أمنية كنتيجةٍ لكل هذا التراجُع الاقتصادي.
وفي جلسةٍ للجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي في الكونغرس بعنوان "ما هو التالي للبنان؟ دراسة الآثار المُترتِّبة على الاحتجاجات القائِمة"، عَرَضَ فيلتمان رؤيته لِما وصفه بـ"اللحظة المحورية في تاريخ لبنان".
السفير السابق لدى لبنان، الذي اكتسب خبرةً كبيرةً في الشأن اللبناني من خلال عمله في بيروت ولاحقاً في الإدارة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، اعتبر أن لبنان قاعدة مُتقدِّمة للنفوذ الإيراني تهدِّد مصالح واشنطن هنا. وقارَب فيلتمان الملف اللبناني مُحفِّزاً أعضاء الكونغرس للوقوف بوجه احتمال احتلال روسيا والصين للفراغ الذي قد تتركه أميركا في لبنان في حال لم تدعم التظاهُرات، قائلاً إن "لبنان مكان للمُنافَسة الاستراتيجية العالمية، وإذا تنازلنا عن الأرض، سيملأ الآخرون الفراغ بسعادة".
- الرئيسان الروسي واللبناني في الكرملين (آذار/مارس 2019(
الصين وروسيا مكان أميركا في لبنان
حاجة لبنان الماسَّة إلى المساعدات الاقتصادية، خصوصاً الجزء المُتعلِّق بالبنية التحتية، رأى فيه فيلتمان مجالاً جاذِباً لقوى مُنافِسة لواشنطن تمتلك التكنولوجيا المُتطوِّرة، كالصين مثلاً، لمُساعدة لبنان على إنشاء بنيةٍ تحتيةٍ مُتطوّرةٍ في قطاع الاتصالات، عوضاً عن الدور الأميركي. ومن هنا، اعتبر أن "لبنان الصغير" يمتلك تأثيراً كبيراً على المصالح الأميركية.
وحذَّر فيلتمان أعضاء الكونغرس من خطر قدرات حزب الله على أمن الحليفة "إسرائيل". ومن جانبٍ آخر من مُداخلته، حاول إحداث شِقاقٍ بين المقاومة والجيش اللبناني، الذي عزا له الفضل في ضرب الجماعات الإرهابية بصورةٍ "مُثيرة للإعجاب". ووضع حزب الله في الخانة نفسها مع الجماعات الإرهابية المُتطرِّفة التي قاتلها الحزب نفسه كتفاً إلى كتف مع الجيش الذي يشكر فيلتمان دوره، في معركة شهدت تعاوناً ميدانياً بين الطرفين.
وحاول السفير الأميركي السابق إخافة النواب الأميركيين بسؤالٍ يطال مستقبل قطاع الطاقة اللبناني قائلاً: "ماذا لو استغلَّت روسيا موانئ لبنان الثلاثة ومخزونات الهيدروكربون البحرية؟ ستفوز في شرق وجنوب المتوسّط، على حسابنا". بل ذهب أبعد من ذلك إلى التحدّث باسم دول الخليجی ودول الغرب الأخرى حين أشار إلى أن المُستثمرين الغربيين والخليجيين لن يأتوا إلى لبنان إذا ظلَّ اللبنانيون راضين عن كونهم جزءاً من المحور الإيراني – السوري.
محاولات فيلتمان لإقناع النواب الأميركيين بدعم الحراك في لبنان أتبعها بالتأكيد على ضرورة إبعاد بلاده عن دائرة تركيز الناشطين في الاحتجاجات، حتى لا يتحوَّل الضغط من القوى التي تريد واشنطن التصويب عليها إلى واشنطن نفسها.
- تظاهرة بالقرب من السفارة الأميركية في عوكر
تصويب البوصلة: لا للتدخّل الأميركي
هذا التدخّل الأميركي كان مكشوفاً ومُتابَعاً من قِبَل مجموعات تشارك في الحراك اللبناني، والتي نظَّمت تظاهرة أمام السفارة الأميركية شمال بيروت الأحد الماضي تنديداً بدور واشنطن في تعميق الأزمة الاقتصادية، والضغط على اللبنانيين ومحاولة الإيقاع في ما بينهم، وخلق مواجهاتٍ بين أبناء الوطن الواحد. وأكَّد المُتظاهرون ضد تدخّلات واشنطن أن هذه الأخيرة تُساهِم في تعميق الأزمة الاقتصادية، وتضييق الحصار الاقتصادي والمالي على لبنان واللبنانيين، ورفعوا شعاراتٍ تُحمِّل واشنطن مسؤولية تحريض الشعب والجيش في لبنان على حزب الله في محاولة ابتزازٍ واضحةٍ بربط الدعم الأميركي للجيش والدعم الدولي لاقتصاد لبنان، بعَزْلِ الحزب ورفض سياساته داخل الحكومة، وخصوصاً المُتعلِّقة بخيار المقاومة.
لقد أعاد هؤلاء المُتظاهرون أمام السفارة تصويب بوصلة الحراك باتجاه المُسبِّب الحقيقي لمُشكلات لبنان الأمنية والاقتصادية، فواشنطن هي الداعِم الأول لـ"إسرائيل" عدو لبنان التاريخي، ومحتلة أرضه، وهي التي تنفِّذ حصاراً على اللبنانيين في الاغتراب من أجل منع أعمالهم ومشروعاتهم الاقتصادية من الازدهار، مُتذرِّعةً بمحاولتها منع وصول الأموال إلى المقاومة. ومن أجل ذلك، رَفَعَ المُتظاهرون أيضاً أمام السفارة الأميركية عَلَم فلسطين، وأحرقوا علميّ "إسرائيل" وأميركا، واضعين الأمور في نصابها الحقيقي.
وإلى جانب التحرّك الشعبي في عوكر، كانت لافِتة مشاركة ناشطين آخرين افتراضياً على مواقع التواصُل في وسومٍ أبرزها #فيلتمان_سفير_الفتنة و#tojeffreyfeltman ليوجِّهوا رسائلهم ومواقفهم طالبين من الإدارة الأميركية الكفَّ عن استغلال تحرّكهم من أجل الإصلاح، في سياق مصالحها التي تتعارض مع مصالح اللبنانيين. وفي هذا التحرّك حماية لأهداف الحراك المُحقَّة، التي يرى هؤلاء في المقاومة طرفاً موثوقاً لتحقيقها.
- واشنطن وبكين وموسكو.. لحظة محورية في تاريخ لبنان
الصين وروسيا: عين على لبنان
لم تلعب كلٌ من الصين وروسيا أدواراً كبرى في السياسة اللبنانية كما فعلت القوى الغربية الأوروبية ثم الأميركية منذ نشوء لبنان كدولة مستقلة. ويمكن هنا استثناء دور روسيا المحدود في مرحلة الحرب الباردة من خلال الأحزاب اليسارية.
غير أن السنوات الأخيرة شهدت نشاطاً لافتاً لسفيري الدولتين لدى بيروت على مختلف الصعد. فسفير موسكو ألكسندر زاسبيكن شخصية معروفة جداً عند اللبنانيين، وهو كثير الظهور عبر وسائل الإعلام المحلية، ويعطي على الدوام آراء بلاده في كل الأمور المهمة التي تحدث في لبنان. ويمكن اعتبار حركته السياسية والثقافية داخل المجتمع اللبناني فاعلة.
ويركّز زاسبيكن في حركته على تظهير موقف بلاده الداعِم لوحدة لبنان، ولعلاقات متقدّمة مع بلاده، كما يقتضي دور السفراء تماماً. وفي هذا السياق استجابت روسيا في أكثر من مناسبة لطلب اللبنانيين المساعدة، خصوصاً على المستوى العسكري لناحية تقديم مساعدات للجيش اللبناني وتوريد بعض الأسلحة له. لكن الخلافات السياسية بين اللبنانيين وما ساد في لبنان عن رفض أميركي لتعاون الحكومة اللبنانية مع موسكو، عرقلا هذا التعاون المشترك إلى حدٍ كبير.
وبموازاة ذلك، تحاول روسيا تفعيل دورها في لبنان، مُستفيدةً من وَهْج حضورها في الأزمة السورية، وتمكّنها من تحقيق مكاسب سياسية وانتصار عسكري هناك. وذلك من خلال دخولها اليوم على خط الأزمة اللبنانية ولكن بخفَر. حيث أكدت موسكو ضرورة تشكيل حكومة تستجيب لتطلّعات اللبنانيين، ولكن من خلال مشاركة الأطراف السياسية في هذه الحكومة، وليس الذهاب إلى حكومة تكنوقراط تطالب بها القوى الحليفة لأميركا، وتقف خلفهم واشنطن في مطلبهم هذا.
أما الصين التي ينشط 400 من عسكرييها في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان "يونيفيل"، فإنها غير بعيدة عن الموقف الروسي، لكنها تركّز على الشق الاقتصادي، وتقدّم عروضاً منذ سنوات للمؤسّسات الرسمية اللبنانية في هذا الإطار، مثل إعلان استعدادها لتشييد سكك حديدية، ومشروعات بنى تحتية تفيد لبنان في التحوّل إلى مساحة انطلاق للأعمال التي ستقود إعادة إعمار سوريا.
وقد عبّرت رسالتا كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى الرئيس اللبناني ميشال عون في مناسبة عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، عن إرادة الدولتين في تعزيز العلاقات مع لبنان. ففيما ركّز بوتين على "أن العلاقات الدبلوماسية الروسية– اللبنانية لطالما ارتدت طابع الصداقة البناّءة"، مؤكّداً قناعته بأن الجهود المشتركة ستواصل تطوير التعاون الثنائي في مختلف، مُجدّداً دعم بلاده المتواصل لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه"، ذهب الرئيس الصيني إلى التركيز على الناحية الاقتصادية، مؤكّداً "مواصلة الدعم الصيني جهود لبنان في صون سيادة الدولة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ودفع التنمية الاقتصادية قدماً".
غير أن هذين الدورين المتحفّزين لتطوير أدائهما على الساحة اللبنانية في لحظة تاريخية تشهدها البلاد، يُجابهان بتوجّسٍ أميركيٍ وصل إلى حد التعبير عن نفسه علناً في كلام فيلتمان أمام الكونغرس، الذي حسم جدلاً بين المُحتجين على الأرض حول حقيقة الدور الأميركي في توجيه الحراك الشعبي ضد حزب الله وحلفائه من جهة، ومنعاً لحلول موسكو وبكين في مساحة الفراغ التي يمكن أن تنشأ في حال أدّت التحرّكات الشعبية إلى نتيجة مُعاكِسة للرغبات الأميركية.
من هنا، فإن الحراك الشعبي اللبناني بكل فئاته يقف اليوم أمام مجموعة من المسؤوليات الكبيرة التي لا تقتصر على واجبه في تقديم رؤيته المتكاملة لمستقبل البلاد على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدولتية، إنما تمتد إلى واجبه في تقديم رؤى تتعلّق بأمن البلاد أمام المخاطر الخارجية المُحدِقة، والمطامع الدولية المُتناقِضة إزاء مستقبل لبنان، خصوصاً وأن ظهور الثروة الغازيّة والنفطية في المياه الإقليمية اللبنانية زاد من اهتمام القوى الدولية بهذه الدولة الصغيرة.
لذلك، فإن التسليم جدلاً بأن وزراء تكنوقراط في حكومة مستقلّة عن الأحزاب السياسية يمكن لهم أن يقدّموا أداءً مستقلاً عن ضغط التوازنات السياسية اللبنانية الدقيقة، وهي مسألة محطّ شكٍ كبير لدى كثيرين، فهل يمكن لهذا النوع من الوزراء أن يواجه إرادات خارجية لدولٍ كبرى وطاغية على المستوى الدولي؟ لا يزال قسم كبير من الشعب اللبناني يجزم بعدم إمكانية تحقّق ذلك.
المصدر.المیادین
هل التطبيع مع "إسرائيل" وراء إلغاء الملك المغربي لقاءه مع بومبيو؟
وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن أنّ الملك المغربي ألغى اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي "بعدما علم أن جدول الأعمال هو تعزيز العلاقات مع إسرائيل"، وتقول إنه رفض اللقاء ببومبيو "بسبب محاولة الأخير دفعه للإجتماع مع نتيناهو".
- الملك المغربي في خطاب له في آب/أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
أثارت وسائل إعلام إسرائيلية الجدل حول ضغوط أميركية تمارس على المغرب لدفعه للتطبيع مع "إسرائيل"، وذلك على خلفية زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، للرباط.
مسؤول كبير في الخارجية الأميركية نفى أن يكون ملف التطبيع نوقش مع المسؤولين المغاربة خلال لقائهم بومبيو.
وأكدت صحيفة "هسبريس" المغربية اليوم الجمعة، أن وسائل إعلام اسرائيلية تحدثت عن تطبيع دول عربية ضمنها المغرب مع "إسرائيل"، وما زكى هذه الإشاعة بشكل أكبر هو اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع بومبيو في البرتغال، قبل قدومه إلى الرباط بساعات.
الصحيفة أشارت إلى تأكيد مسؤول في الخارجية الأميركية أنّ بومبيو لم يناقش مع المسؤولين المغاربة ملف العلاقات المغربية الإسرائيلية، "في وقت كان الإسرائيليون يأملون في تحقيق إنجاز دبلوماسي".
وحول إلغاء استقبال الملك محمد السادس لبومبيو، تحدثت وسائل اعلام إسرائيلية عن أنّه ألغى الاجتماع "بعدما علم أن جدول الأعمال هو تعزيز العلاقات مع إسرائيل"، مضيفة أنه رفض لقاء بومبيو "بسبب محاولة الأخير دفعه للإجتماع مع نتيناهو"، وأوضحت مصادر صحيفة "هسبريس" أن "ما يروّج غير صحيح بتاتاً"، مشيرةً إلى أن "الأجندة الدبلوماسية هي التي حالت دون ذلك".
وزير الخارجية الأميركي كان قد وصل إلى العاصمة المغربية الرباط أمس الخميس، وعقد مباحثات مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، والمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي.
وألغي مساء الخميس مؤتمر صحفي لبومبيو مع نظيره المغربي، وسط شائعات وتقارير تتحدث حول علاقة زيارته بـ"إسرائيل".
وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أشارت إلى أنّ بومبيو "سيستعرض خلال هذه الزيارة الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية بين واشنطن والرباط".
كما قالت الخارجية المغربية في بيان لها، أنّ هذه الزيارة "تكتسي طابعاً متميّزاً على أكثر من مستوى، وتأتي لتجديد متانة العلاقات الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة".
يذكر أنّ القناة الثانية عشر الإسرائيلية، كشفت أمس الخميس، أنّ نتنياهو بحث خلال لقائه الأخير مع بومبيو في البرتغال، مسألة "تطوير العلاقات الإسرائيلية العربية، خاصة مع المملكة المغربية، التي يرى أنها الدولة العربية الأقرب لإقامة علاقات دبلوماسية معها".
وتحدثت وسائل إعلام اسرائيلية، عن أنّ "إسرائيل" تأمل إقامة مثل هذه العلاقات الدبلوماسية، وتأمل في تدشينها قبيل الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة.
نتنياهو يدّعي أنه المسؤول عن احباط اللقاء بين ترامب وروحاني في الأمم المتحدة
ورفائيل أهرين
قبل مغادرته إسرائيل، أثنى نتنياهو على الإدارة الأميركية لفرضها "ضغوطاً وعقوبات هائلة على إيران"، والتي قال إنها تؤدي إلى عدم الاستقرار الذي قد يشل النظام.
- نتنياهو يدّعي أنه المسؤول عن احباط اللقاء بين ترامب وروحاني في الأمم المتحدة
ادّعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء أنه المسؤول عن إيقاف اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي.
نتنياهو أشاد بالعقوبات الأميركية الصارمة على إيران، قائلا إن "الضغوط المالية أثارت احتجاجات ضد النظام الإيراني في جميع أنحاء المنطقة"، بينما دعا إلى اتخاذ إجراءات أشد ضد طهران.
وقال نتنياهو إن اجتماع أيلول/سبتمبر بين ترامب وروحاني كان من شأنه أن يعزز موقف الحكومة الإيرانية، وقال إن إضعاف الجمهورية الإسلامية كان "أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل". وقال للصحفيين إنه كان الشخص الذي اقترح تكثيف الضغوط على إيران، وأن الرئيس الأميركي "قرر تنفيذ هذا إلى جانب تعزيز التعاون في مجال العمليات والاستخبارات".
قبل مغادرته إسرائيل، أثنى نتنياهو على الإدارة الأميركية لفرضها "ضغوطاً وعقوبات هائلة على إيران"، والتي قال إنها تؤدي إلى عدم الاستقرار الذي قد يشل النظام. وقال: "نرى الإمبراطورية الإيرانية وهي تهتز"، مشيراً إلى الاحتجاجات في إيران والعراق ولبنان، والتي عبر فيها بعض المتظاهرين عن غضبهم من نفوذ إيران. "من المهم تشديد هذه الضغوط ضد العدوان الإيراني".
وكرر رئيس الوزراء أيضاً انتقاداته القاسية للدول الأوروبية التي انضمت مؤخراً إلى الآلية المالية INSTEX، والتي تهدف إلى السماح لإيران بمواصلة بيع نفطها على الرغم من العقوبات الأميركية.
وقال نتنياهو بغضب: "ينبغي لتلك الدول أن تخجل من نفسها. في الوقت الذي يخاطر أناس بحياتهم ويموتون في شوارع طهران، هذه الدول تعزز النظام الطغياني وتدعمه. لا يجوز دعم الطغاة بطهران. يجب تشديد الضغوط التي تمارس عليهم
".المصدر المیادین