emamian

emamian

الأحد, 26 شباط/فبراير 2023 13:21

التفكير والذكاء عند الطفل

التفكير:

استخدام المعرفة السابقة في حلِّ المشكلات، وتشمل نشاطين مهمين:

  • التفكير الناقد:

القدرة على توليد الاختيارات والمسوغات، وقبول المنطق والبرهان.

  • التفكير الإبداعي:

إعادة ترتيب ما يعرف بطريقة تؤدي إلى معرفة ما لا يعرف.

وتظهر مهارات التفكير في الفعالية والقدرة على التعلم الذاتي، وتنظيم شؤون الحياة، والإنتاج في المجتمع، والتعاون، واتخاذ القرار المناسب، والابتكار، والإبداع، والتمييز في الخيارات المتعددة.

 

الذكاء:

قيل: هو صفة كلية للدماغ موروثة، ومنها تشتق كافة القدرات التفكيرية، وقيل: تعود بنسبة 80% إلى الوراثة و20% إلى البيئة، وأنّها تنمو من خلال الخبرات، والتعامل مع الكبار، ويمكن تحسينه وتنميته بالتدريب.

وقيل: التفكير مكوّن من مجموع لأنواع عدة من الذكاء منفصل بعضها عن بعض، وتعليم التفكير ينبغي أن يوجه لتنمية كلّ نوع من أنواع الذكاء المتعددة، وهي:

1-    الذكاء اللغوي:

وهو بحاجة إلى تمرين يومي للنطق، والاستماع، والقراءة والكتابة، والكلام الداخلي، والمعرفة، والأداء.

2-    الذكاء الرياضي (المنطقي):

ويتكامل مع مراحل نمو الإنسان، فيظهر في إدراك استمرارية الأشياء في الوجود، وتمييز صفات الأجسام وتحولاتها، وإدراك مفهوم العدد، والعمليات الحسابية المادية، ثمّ العمليات المجردة التي تستخدم الرموز والكلمات للدلالة على الأشياء، والقدرة على ربط المقدمات بالنتائج، والأسباب بالمسببات، ويتضمن افتراضات منطقية ضمنية، وحلِّ المشكلات في العلوم التطبيقية.

3-    الذكاء البصري:

وهو فهم العالم المادي المرئي، وإعادة تصوير الخبرة المرئية في الذهن، وفهم العالم الخارجي، وهو مفتاح حلّ المشكلات، والرؤية الشاملة للخيالات المتناقضة.

4-    الذكاء الحركي:

وهو ضبط الحركات، واستعمال العضلات، وفيه: التعامل مع الأشياء، والتركيب والبناء، والرمي، والركل، والقبض، والالتفات، واللياقة، والجري، والقفز، والتدحرج، والتسلق، والسباحة، والتوازن، والاتصال والتفاهم غير اللفظي.

5-    الذكاء الاجتماعي:

وهو فهم الذات، والعلاقة مع الآخرين، وإدارة تلك العلاقة، والتعبير عنها بصورة تمكن من أداء مهمات الحياة بنجاح، ويمر بمراحل:

تبدأ من العلاقة بين الطفل وأُمّه، ويظهر فيها التركيز على الأنا منذ سن الثانية حتى مرحلة المراهقة.

ثمّ تأتي مرحلة النضج الاجتماعي؛ أي: الشعور بالمجتمع وأهمية تكوين العلاقة السوية معه، ويحتاج في ذلك: القدرات الطبيعية، والمثيرات من الوالدين والمعلمين، والمجتمع الثقافي المناسب لينقح قدراته ويثقفها، ويتبلور ذلك في نشاطات تعليمية تهيئ للطلاب تنمية المهارات والاتجاهات والقيم.

 

أوّلاً- تصميم برامج خاصة لتنمية التفكير:

1-    تسريع التفكير:

ويرتكز على تنمية مهارات التفكير في مجال العلوم، وتكوّن من ثلاثين نشاطاً، تعطى لها حصة إضافية مدتها ساعة ونصف على مدى سنتين بمعدل نشاط واحد كلّ أسبوعين، ويعتمد:

أ‌)       المناقشات الصفية بين المعلم والطلاب حول النشاط المعني.

ب‌)  التضارب المعرفي: بتعريض الطلاب لمشاهدات وخبرات مفاجئة متعارضة مع توقعاتهم وخبراتهم السابقة، مما يدعوهم إلى إعادة النظر في بنيتهم المعرفية وطريقة تفكيرهم.

ت‌)  التفكير فيما وراء التفكير: إيجاد وعي عند المتعلّم، لإدراك معنى ما يقول وما يفعل، ولماذا يعمل بهذه الطريقة، ونوع التفكير المستخدم في حلِّ المشكلة.

ث‌)  الربط: ربط الخبرات المتحصلة من النشاط الذي يقوم به الطالب، مع خبرات الحياة العملية، ومع المواد الأخرى، لإخراج الخبرات التعليمية من الإطار النظري إلى ميدان التطبيقات العملية.

2-    تحسين التفكير:

بتقسيم التفكير إلى ستة أنواع لكلّ منها لونٌ خاصٌّ من العمائم:

أ‌)       تفكير العمامة البيضاء: يستند على الحقائق والأرقام والحصاءات، حيث لا مجال للعواطف.

ب‌)  تفكير العمامة الحمراء: يخرج العواطف والانطباعات بوضوح ويجلبها إلى منطقة الوعي؛ ليسهل التحكم بها.

ت‌)  تفكير العمامة السوداء: تفكير ناقد يبرز النواحي السلبية في الموضوع بالاستناد إلى أسباب ومسوغات منطقية، يساعد في جعل صورة الموضوع واقعية ومتكاملة مع مراعاة تلافي الانسياق في التشاؤم، لأنّ ذلك يقود إلى التهرب من تحمل المسؤولية.

ث‌)  تفكير العمامة الصفراء: تفكير إيجابي متفائل يبحث عن الجوانب الإيجابية في الموضوع، مع مراعاة تلافي الانسياق فيه؛ لأنّه يقود إلى أحلام اليقظة.

ج‌)   تفكير العمامة الخضراء: تفكير ابتكاري إبداعي يقدم بدائل مختلفة، وأفكاراً جديدة غير عادية.

ح‌)   تفكير العمامة الزرقاء: تفكير في التفكير، وهو ضابط وموجه ومرشد يتحكم في توجيه أنواع التفكير الخمسة السابقة، ويقرر التنقل بينها.

3-    مهارات التفكير:

لتنميتها في المرحلة الابتدائية بالتركيز على مهارات التعلم الذاتي، وهي: الاستنتاج، والتصنيف، وتكوين الأنماط، والاكتشاف، والتلخيص، والتوقع العلمي، وتعريف الطلاب بمصادر المعرفة والحصول عليها كاستخدام المكتبة، والاستفادة من المراجع والموسوعات والقواميس.

 

ثانياً: تنمية مهارات التفكير من خلال المقررات الدراسية:

بتصميم نشاطات دراسية، وتوزع على المواد الدراسية بطريقة تكاملية، ومن نماذجه:

1-    التفكير الاستقلالي:

وفيه يتعلم المفاهيم من خلال: عرض المعلومات أمام المُتعلم، وتوضيح معنى المفهوم بأمثلة تؤيده، وأخرى تناقضه، ثمّ يصوغ مع طلابه تعريفاً له، ثمّ اختبار تحقق المفهوم بأمثلة إضافية، والتأكيد على المفهوم بأمثلة جديدة، ثم تحليل استراتيجية التفكير بالمناقشة التي يقوم بها الطلاب للفرضيات.

2-    التفكير الانتقائي:

وفيه تطرح أمثلة متعددة للمفهوم، ويترك الطلاب لينتقدوا الأمثلة، ويصنفونها، ثمّ يختبر اكتسابهم للمفهوم بأمثلة إضافية، ويعاد صياغة التعريف، ثم تحلِّل استراتيجية التفكير من خلال مناقشة الأفكار والفرضيات.

3-    التفكير الاكتشافي:

يوضع الطلاب في مواقف تعليمية، تجعلهم يجربون اكتشاف بنية الموضوع الدراسي، مما يثير حب الاستطلاع لديهم، ويثير دافعيتهم للتعلم، ويتم التعلم الاكتشافي بأسلوبين:

أحدهما: يتم فيه توجيه الطلاب بأسئلة حول مشكلات تثير اهتمامهم وتفكيرهم؛ للبحث عن الحلِّ.

والثاني: حر، يشترك فيه الطلاب من خلال الحدس والتفكير التحليلي.

كشفت دراسات نمو الطفل وتطوره المعرفي، أنّه يولد ولديه الميل الفطري للاكتشاف والاستقصاء والتساؤل والتخمين، ولكن عادة ما يحصل تغيير سلبي في عملية التعليم في عمر ثلاث أو أربع سنوات، ويمكن تسمية هذا التغيير (هدماً)، حيث يتعلّم الطفل أن يتوقف عن الإجابات التي تتضمن التخمين والإبداع، عندما تواجه جهوده بالرفض لعدد من المرات، وبدلاً منها يصبح يوجه الأسئلة مباشرة إلى الكبار، فهو يتعلم أنّ الإجابات لا تعتمد على ما يفكر ويؤمن به، بل على ما يفكر ويؤمن به أحد الوالدين أو المعلم، فيبدأ بالتصرف بسلبية، بالاعتماد على سلطة الآخرين بدلاً من الاستمرار في التدرب على إيجاد الروابط والتخمين والإبداع، وبدلاً من زيادة مهاراته في الاكتشاف، والربط، والمقارنة، وربط المعلومات، فإذا لم يكن يعرف الإجابة الدقيقة، أو لم يكن قد فهم ما رآه بشكل كامل، فإنّه ينتظر شرح الآخرين، فإمّا أن تكون البيئة (البيت والمدرسة) مساندة تعمل على الكشف عن طاقاته الإبداعية ورعايتها، أو تكون غير مساندة، تعمل على تجاهل هذه الطاقات وتدميرها.

4-    التفكير الاستقرائي:

ويتكوّن من ثلاث استراتيجيات هي:

1-    تكوين المفهوم بوضع العناصر في قوائم ومجموعات وفئات.

2-    تفسير البيانات بتحديد العلاقات وشرحها، والوصول إلى الاستدلال.

3-    تطبيق المبادئ بوضع التوقعات وشرحها ودعمها والتحقق منها.

المطلوب لتنمية التفكير عند الأطفال:

1-    حلّ المشكلات الخاصة، والقيام بدور إيجابي في هذا، بعيداً عن الحلول الجاهزة، مع تدريبه على إدراك المشكلة من جميع جوانبها، وافتراض الحلول، وتقييم هذه الحلول بطريقة موضوعية، ومحاولة وضعها موضع التنفيذ.

2-    تنمية خيال الطفل بطريقة سليمة.

3-    التجريب واكتشاف الأشياء واستطلاع البيئة المحيطة، والكشف عن خواص الأشياء وتجريبها، وممارسة ألعاب البناء والتركيب، والرسم والقصُّ والتكوين.

4-    الانتباه للفروق الفردية، والعمل على تنمية استعدادات الفرد وقدراته إلى أقصى حدودها وإمكانياتها.

5-    إثارة اهتمامهم بالمشكلات المختلفة، والإحساس بها، للبحث والتماس الحلول المبتكرة المناسبة.

6-    ممارسة أنشطة إبداعية وتذوقها، مثل الرسم، والتصوير، والأشغال الفنية، والهوايات، والابتكارات التقنية، والتصميم، وكتابة الشعر والقصة، وهنا يجد الطفل نفسه مبتكراً، يبدأ إنتاجه الفني بمعارفه السابقة، ثمّ يضيف إليها من ذاته وأحاسيسه وعواطفه وأفكاره، فيخرج إبداعاته الأولى التي تمهد لإعداده ليكون فرداً مبدعاً.

7-    تنمية الملاحظة الدقيقة، والتقاط الظواهر ذات القيمة، التي تبدو كأنّها حدثت مصادفة (سقوط التفاحة عن الشجرة)، وتشجيعهم على تفسير هذه الظواهر، واختبار التفسيرات المختلفة، والتحقق من صحّتها.

8-    التدريب على الصبر والمثابرة وبذل الجهد المتصل، فالمبدعون يتميزون دائماً بالقدرة الفائقة على تحمل العناء.

9-    التدريب على التفكير الناقد الذي يحسن التعليل والتحليل وربط الأسباب بالنتائج، وتقييم الأمور بطريقة موضوعية.

الكاتب: عبد الله محمّد الدرويش

المصدر: كتاب الأطفال الطريق إلى المستقبل

 

الأحد, 26 شباط/فبراير 2023 13:19

الإسلام والقضايا الإنسانية

قال تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة/ 8).

 

الهدف:

بيان بعض القضايا التي ترتبط بالجانب القِيَمي في الحياة الإنسانية.

 

المقدمة:

رفع الإسلام لواء الدفاع عن الإنسان في كافّة قضاياه الإنسانية، ولذلك نرى أنّ من أهمّ السياسات التي نادت بها الشريعة الإسلامية نصرة الشعوب المستضعفة والمحرومة والمغتصبة حقوقها ورفع الظلم والجور والحيف عنها والذي يتمظهر اليوم بضرورة شجب واستنكار ما يجري اليوم من سرقة ونهب ثروات الشعوب وخيراتها ومدّخراتها واستعمار أراضيها وقمع أهلها من التعبير عن آلامهم ومشاكلهم، وتركها ترزح تحت وطأة الفقر والمرض والعوز، بغض النظر عن دينها أو المذهب الذي تعتقده وتنتسب إليه، فإنّه من سمع منادياً يستغيث بالمسلمين ولم يجيبوه فليسوا بمسلمين.

 

محاور الموضوع:

1- نشر العدل: والذي يعتبر من أسمى الأهداف الإسلامية وغاية حركة الأنبياء والرسل.

وعن رسول الله (ص): "عدلُ ساعة خيرٌ من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها، وجورُ ساعة في حكم أشدُّ وأعظم عند الله من معاصي ستين سنة".

وعن الإمام الكاظم (ع) في تفسير قوله تعالى: (يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (الروم/ 19)، قال: "ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيا الأرض لإحياء العدل، ولإقامة الحدّ لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً".

2- مواجهة الفتن: قال تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت/ 1-2)، والآية واضحة في أنّ ابتلاء الفتنة واقع لعموم الناس، وأنّ عنوان الإيمان مرتبط بأدائهم إبّان الفتنة، ففي الرواية عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (ع) بعد أن تلا الآية، قال لي: ما الفتنة؟ فقلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدِّين، قال (ع): "يُفتنون كما يُفتن الذهب، ثمّ قال: يخلصون كما يخلص الذهب".

قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة/ 193)، فالإسلام نادى بمواجهة الفتن التي تحيد بالإنسان عن جادّة الهدى وتدخله في زواريب المحسوبيات الضيقة وتبعده عن الأعمال القربوية التي تسلك به إلى الله، ولذلك عبّرت الآية أنّ المراد مواجهة أرباب الفتن أن يكون الدين لله وحده.

3- مواجهة حكّام الجور: قال تعالى: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه/ 43)، فالطغيان من أكبر الأمور التي يمارسها حكّام الجور كمظهر من مظاهر الإساءة بها لإنسانية الإنسان، ولذلك جاء الأمر الإلهي بالذهاب إلى فرعون، هذا الأمر الإلهي الذي يوجب علينا التوجّه إلى كلّ فرعون في كلّ زمان ومكان للوقوف في وجه الطغيان استنفاداً لإنسانية الإنسان من التشوّه والضياع.

وهذا ما نقرأه في سيرة نبي الله إبراهيم (ع) ومواجهته مع النمرود وعيسى (ع) ومواجهته للرومان في عهده ورسول الله (ص) ومواجهته لأجلاف قريش، وغيرهم من الأنبياء على طول التأريخ، وكذا الحال في سيرة الأئمّة الأطهار ووقوفهم في وجه حكّام الجور الذين كانوا يلبسون لباس الدين ويحكمون بغير ما أنزل الله تعالى.

4- رفع الاضطهاد: والذي يتمثّل اليوم باستعمار بعض البلاد واستعباد شعوبها وسرقة خيراتها ونهب ثرواتها وعدم تقديم الحدّ الأدنى لها من ضرورات العيش ومستلزمات الحياة اليومية من التعليم أو الطبابة أو ما شاكل من أنواع الخدمات الأساسية للإنسان.

5- مواجهة الظلم: قال تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (هود/ 113)، وفي ذلك تشديدٌ في الأمر الإلهي إذ قرن الركون إلى الظالم بدخول النار مباشرةً، وجعل تعالى في آياتٍ أخرى هلاك الظالمين سنةً من السنن الإلهية التي لا تتبدّل ولا تتحوّل إذ قال تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا...) (يونس/ 13)، وقال تعالى: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا...) (النمل/ 52).

6- تقوية المستضعفين: قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص/ 5)، أي نصرة قضاياهم العادلة بغضّ النظر عن دينهم أو مذهبهم، وهذا يعتبر من أهم سياسات الدعوة الإسلامية، وفي حركة نبيّ الله يوسف (ع) خير شاهد على ذلك، فقد وقف إلى جانب الشعب المصري في سِني القحط والجوع وعمل على تأمين قوتهم وغذائهم وهم ما زالوا على غير دين التوحيد، وما ذلك إلا لوجوب الوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة في قضاياها العادلة والإنسانية.►

 

خرجت في مدينة صعدة، صباح اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة تحت عنوان (الوفاء للشهيد الصماد، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتحذير للعدوان).

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام اليمنية والفلسطينية، وصورا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وللشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي وللرئيس الشهيد صالح الصماد، ولافتات الحرية المنددة بالسياسة الأمريكية الاستعمارية وبالعدوان الأمريكي السعودي على بلادنا ومنددة بالحصار.

ورددوا هتافات التضامن مع الشعب الفلسطيني والرافضة للعدوان على فلسطين واليمن، منها (شعب قادته شهداء.. لن يتنازل للأعداء)، (الشعب اليمني حاضر.. نحو الأقصى ومبادر)، (مطالبنا إنسانية.. لن تسقط بالتقادم)، (آخر تحذير للعدوان.. ارحل من يمن الإيمان)، (أمريكا لازم ترحل.. والبريطاني المحتل).

أدى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الجمعة، صلاة الجنازة على جثمان عقيلة الشهيد آية الله مرتضى مطهري الذي كان أحد المقربين للامام الخميني رضوان الله عليه.

وأدى قائد الثورة الإسلامية، اليوم الجمعة، صلاة الجنازة على جثمان السيدة اعظم (عالية) روحاني عقيلة الشهيد آية الله مرتضى مطهري، رفيقة وعضد العلامة الشهيد.

كما ادى صلاة الجنازة ، جمعا من ذوي أسرة الشهيد مطهري واقاربه. 

اكد قائد الثورة الاسلامية "الامام السيد علي الخامنئي"، بان الدور القيادي والسامي لمجلس خبراء القيادة في ايران، يجسد التلاحم بين ركيزتي "الجمهورية" و"الاسلامية" اللتين انطلق منهما نظام الجمهورية الاسلامية باعتباره نظاما قائما على سيادة الشعب وتعاليم الاسلام المبين في ايران، وقال : ان القاعدة الشعبية التي يتميز بها النظام الاسلامي الايراني تشكل رصيدا وطنيا وحجة الهية على عاتق العلماء وجميع المسؤولين بان يدأبوا على الاحتفاظ بهذه الثروة العظيمة.

وفيما هنأ بحلول شهر شعبان المبارك واعياده البهيجة، لفت قائد الثورة الى ان مجلس خبراء يعتمد بشكل تام على راي الشعب الذي ينتخب اعضاءه عبر التصويت، وفي الوقت نفسه يضم رجال دين كبار، ليظهر الهوية الدينية لنظام الجمهورية الاسلامية الحاكم في ايران.

واعتبر سماحته، مكانة وثقل واهمية مجلس خبراء القيادة، اسمى من كافة المراكز والمؤسسات القيادية في ايران الثورة؛ مبينا ان هذا المجلس يتولى مسؤولية تعيين القيادة الى جانب دوره الرقابي الذي يضمن استمرار توفر الشروط لدى القائد، وبما يلقي مسؤولية كبرى في عاتق اعضائه، حيث لا تقبل اي اعذار بشان التقصير قبالها في محضر الباري تعالى. 

وصرح الامام الخامنئي، ان الشرط الرئيسي الذي ينبغي على القيادة احرازه، يكمن في قدراتها على صون مسيرة البلاد وتوجه الاقسام الاساسية المكونة للنظام نحو الاهداف الغائية والمبدئية للثورة وعدم ابتعادها عن مسارها الرئيسي، لتجنيب الثورة الاسلامية مصير سائر الثورات التي انحرفت عن اهدافها.

كما نوه سماحته، الى ضرورة اهتمام مجلس خبراء القيادة بسائر القضايا الوطنية، وقال : ان ذلك يشكل مطلبا صائبا لدى القيادة، وبما يلزم على اعضاء المجلس القيام بكافة المهام المكولة اليهم.

ولفت في جانب اخر من تصريحاته لاعضاء مجلس الخبراء اليوم، الى المسيرات الحماسية في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الـ 44، مؤكدا بان هذه المحلمة اظهرت جانبا اخر من القاعدة الشعبية الرصينة التي يرتكز عليها النظام الاسلامي في ايران، متسائلا : في اي بلد يمكن العثور على هكذا حضور شعبي عظيم من اجل قضية سياسية ما، كما يحدث في ايران على مر العقود الاربعة الماضية؛ حيث الجماهير الحاشدة لابناء الشعب الايراني بجميع نحله وافكاره رجالا ونساء وشيوخا واطفالا وشبابا؟

وشدد سماحته، على المسؤولين والعلماء بان يكونوا عند المسؤولية قبال هذا الشعب الايراني الابي المتواجد في الساحات، والحفاظ على هذا الرصيد الوطني العظيم، وتلبية مطالبه.

وأعتبر قائد الثورة، أن القاعدة الشعبية العظيمة من جانب والتهديدات والتحديات من اجل الحؤول دون الحضور الجماهيري في الساحات، أمرا حيويا بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية؛ داعيا العلماء الذين يشغلون مناصب حكومية من عدمه، القيام بجهاد التبيين حفاظا على هذا الرصيد الوطني الكبير، والتحلي بالتقوى والصدق وتجنب الشبهات واخلاص العمل ابتغاء لمرضاة الباري تعالى والدعوة بالافعال وليس بالاقوال فقط، بانه يعزز الثقة والامل في قلوب المواطنين.

وأوصى الامام الخامنئي، العلماء بالتواصل مع الشباب وطلاب الجامعات والحضور في اجتماعاتهم، وفتح قنوات الحوار معهم ومعالجة هواجسهم الذهنية بالكلام والبيان والمنطق الحديث.

يذكر انه في مستهل هذا اللقاء، قدم نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، "حجة الاسلام رئيسي"، تقريرا حول المحاور الثلاثة الذي تناولها المجلس خلال اجتماعه الرسمي الحادي عشر.

إنّ الحديث عن الإمام السجّاد عليه السلام وكتابة سيرته عمل صعب، لأنّ أساس تعرّف الناس إلى هذا الإمام تمّ في أجواء غير مساعدة إطلاقاً. ففي ذهن أغلب كتّاب السيرة والمحلّلين أنّ هذا الإنسان العظيم قد انزوى للعبادة ولم يكن له أي تدخّل في السياسة. حتّى أنّ بعض المؤرّخين وكتّاب السيرة ذكروا هذه المسألة بشكل صريح. أمّا الّذين لم يقولوا هذا الأمر بصراحة فإنّ مفهومهم عن حياة الإمام السجّاد عليه السلام ليس سوى هذا الأمر.

وهذا المعنى موجود في الألقاب الّتي تُنسب إليه والتعابير الّتي يطلقها الناس عليه. كما يطلق عليه بعض الناس لقب "المريض"، في حين أنّ مرضه لم يستغرق أكثر من عدّة أيّام في واقعة عاشوراء. ومن الطبيعيّ أنّ كلّ إنسان يمرض في حياته عدّة أيّام. وإن كان مرض الإمام للمصلحة الإلهيّة حتّى لا يُكلّف هذا العظيم بالدفاع والجهاد في سبيل الله في تلك الأيّام، ويبقى حيّاً بعد والده لمدّة 35 أو 34 سنة، ليستطيع في المستقبل أن يحمل الحمل الثقيل للأمانة والإمامة على عاتقه.

ويظنّ بعض الناس أنّ الإمام فيما لو أراد أن يقاوم نظام بني أميّة لكان ينبغي أن يرفع راية المقاومة العسكرية، أو أن يلتحق بالمختار، أو عبد الله بن حنظلة، أو أن يقودهما معلناً بذلك المقاومة المسلّحة بكلّ وضوح. لكنّنا نفهم من خلال النظر إلى ظروف زمان الإمام السجاد عليه السلام أن هذا ظنٌّ خاطئ. وذلك بالالتفات إلى هدف الأئمّة عليهم السلام .

لو قام الأئمّة عليهم السلام ومن جملتهم الإمام السجّاد عليه السلام في تلك الظروف بمثل هذه التحرّكات العلنية والسلبية، فباليقين لما بقي للشيعة باقية. ولما بقيت الأرضية لاستمرار ونموّ مدرسة أهل البيت ونظام الولاية والإمامة فيما بعد.

لهذا نجد أنّ الإمام السجّاد عليه السلام في قضيّة المختار لم يعلن التعاون معه. وبالرغم مما جاء في بعض الروايات عن ارتباطٍ سريّ بينهما، إلاّ أنّه ودون شكّ لم يكن ارتباطاً علنياً. حتّى قيل في بعض الروايات إنّ الإمام السجّاد عليه السلام كان يذمّ المختار. ويبدو هذا الأمر طبيعياً جداً من ناحية التقيّة. وذلك حتّى لا يُشعر بوجود أيّ ارتباط بينهما. مع العلم بأنّ المختار فيما لو انتصر فإنّه بالتأكيد كان سيعطي الحكومة لأهل البيت عليهم السلام. ولكن في حال هزيمته، ومع وجود أدنى ارتباط واضح وعلنيّ؛ لكانت النّقمة شملت وبشكل قطعيّ الإمام السجّاد عليه السلام وشيعة المدينة واجتثّت جذور التشيّع أيضاً. لأجل ذلك لم يُظهر الإمام عليه السلام أيّ نوع من الارتباط العلنيّ به.

نحن نشاهد بعد صلح الإمام الحسن عليه السلام ، الّذي وقع في السنة الأربعين للهجرة، أنّ أهل البيت لم يلتزموا البقاء داخل البيت والاقتصار على بيان الأحكام الإلهيّة. بل نجد منذ أوّل أيّام الصلح أنّ برنامج كلّ الأئمّة عليهم السلام كان يقوم على تهيئة المقدّمات لإقامة الحكومة الإسلامية بحسب النهج الّذي يرونه. وهذا ما نلاحظه بوضوح في حياة الإمام المجتبى عليه السلام وكلماته.

وفيما بعد وصل الدور إلى الإمام الحسين عليه السلام حيث تابع ذلك المنهج نفسه في المدينة ومكّة ومناطق أخرى حتّى هلك معاوية وجرت واقعة كربلاء.

عندما استشهد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء، وأسر الإمام السجّاد عليه السلام وهو في تلك الحالة من المرض، بدأت في الحقيقة منذ تلك اللحظة مسؤولية الإمام السجّاد عليه السلام.

أنّ الإمام السجّاد عليه السلام كان يسعى لأجل تحقيق ذلك الهدف الّذي كان يسعى لأجله الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام(1)

غير أن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) بعد حادثة عاشوراء وجد نفسه يقف أمام مفترق طريقين(:

إما أن يعمد إلى دفع أصحابه نحو حركة عاطفية هائجة، ويدخلهم في مغامرة، لا تلبث شعلتها بسبب عدم وجود المقومات اللازمة فيهم أن تخمد وجذوتها أن تنطفئ، وتبقى الساحة بعد ذلك خالية لبني أمية، يتحكّمون في مقدّرات الأمة فكرياً وسياسياً.. أو أن يسيطر على العواطف السطحية والمشاعر الفائرة، ويعد المقدمات للعملية الكبرى، المقدمات المتمثلة في الفكر الرائد والطليعة الواعية الصالحة لإعادة الحياة الإسلامية إلى المجتمع، وأن يصون حياته وحياة المجموعة الصالحة لتكون النواة الثورية للتغيير المستقبلي، ويبتعد عن أعين بني أمية، ويواصل نشاطه الدائب على جبهة بناء الفكر وبناء الأفراد.

وبذلك يقطع شوطاً على طريق الهدف المنشود، ويكون الإمام الذي يليه أقرب إلى هذا الهدف. فأي الطريقين يختار؟

لا شك أن الطريق الأول هو طريق التضحية والفداء، لكن القائد الذي يخطط لحركة التاريخ، ولمدى أبعد بكثير من حياته، لا يكفي أن يكون مضحّياً فقط، بل لابد أيضاً أن يكون عميقاً في فكره، واسعاً في صدره، بعيداً في نظرته، مدبّراً وحكيماً في أموره.. وهذه الشروط تفرض على الإمام انتخاب الطريق الثاني.

والإمام علي بن الحسين (عليه السلام) اختار الطريق الثاني مع كل ما يتطلبه من صبر ومعاناة وتحمّل ومشاق، وقدّم حياته على هذا الطريق (سنة 95 هجرية).

الرواية التالية (عليه السلام) تصّور حالة المجتمع الإسلامي بعد مقتل الحسين (عليه السلام)، هذه الحالة التي كانت بمثابة الأساس الذي بنى عليه الإمام السجاد خياره الثاني. يقول الإمام الصادق (عليه السلام):

(ارتدّ الناس بعد الحسين (عليه السلام) إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم أن الناس لحقوا وكثروا، وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول:" كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء").

إنها حالة الهزيمة النفسية الرهيبة التي عمّت المجتمع الإسلامي ابان وقوع هذه الحادثة. فمأساة كربلاء كانت مؤشّراً على هبوط معنويات هذا المجتمع عامة، حتى شيعة أهل البيت. هؤلاء الشيعة الذين اكتفوا بارتباطهم العاطفي بالأئمة، بينما ركنوا عملياً إلى الدنيا ومتاعها وبريقها.. ومثل هؤلاء كانوا موجودين على مرّ التاريخ، وليسوا قليلين حتى يومنا هذا.

فمن بين الآلاف من مدّعي التشيّع في زمن الإمام السجاد (عليه السلام) بقي ثلاثة فقط على الطريق.. ثلاثة فقط لم يرعبهم الارهاب الأموي ولا بطش النظام الحاكم، ولم يثن عزمهم حبّ السلامة وطلب العافية، بل ظلّوا ملبّين مقاومين يواصلون طريقهم بعزم وثبات. (2)

هنا قد يطرح سؤال وهو أنه: لماذا يقوم الإمام السجاد (عليه السلام) في مرحلة ما بعد الأسر بالاعتدال والتقية ويقضي بالدعاء والاعمال المعتدلة على التحركات الثورية والشديدة، وفي مرحلة الأسر يتصرف بشدة وقوة ووضوح؟

والجواب أن مرحلة الاسر كانت فصلاً استثنائياً، حيث كان الإمام السجاد (عليه السلام)، بمعزل عن كونه إماماً ينبغي أن يهيئ أرضية للحركة لإقامة الحكومة الإلهية والإسلامية، كان اللسان الناطق للدماء المسفوكة في عاشوراء، فالإمام السجاد (عليه السلام) لم يكن هنا في الحقيقة بل كان لسان الحسين (عليه السلام) الصامت الذي تجلّى في هذا الشاب الثوري في الشام والكوفة. فلو لم يكن الإمام السجاد (عليه السلام) شديداً وحاداً وصريحاً في بيان القضايا فلن يبقى في الحقيقة مجال لعمله المستقبلي، لأن مجال عمله المستقبلي دم الحسين بن علي (عليه السلام) الهادر، كما أن دم الحسين كان أيضاً ارضية للنهضات الشيعية في طول التاريخ.

وهكذا ينبغي أن يتم العمل أولاً على تحذير الناس. ثم في ظل هذا التحذير تبدأ المعارضة الأصولية والعميقة والبعيدة المدى. ولا يمكن أن يتحقق هذا التحذير إلاّ باللسان الحاد والشديد.

لذلك كان دور الإمام السجاد (عليه السلام) في هذه المرحلة وكذلك دور زينب (عليه السلام) هو بيان ثورة الحسين بن علي (عليه السلام) . إذ ان معرفة الناس بقتل الحسين ولماذا قتل وكيف قتل سوف تؤثر على مستقبل الإسلام ومستقبل دعوة أهل البيت(عليه السلام)، بعكس الحال فيما لو لم يعرف الناس ذلك. بناءً على هذا، فإنه ينبغي لأجل الإطلاع وتوسعة هذه المعرفة على مستوى المجتمع بذل كل ما يمكن بذله الى اقصى الحدود الممكنة. لهذا تحرك الإمام السجاد (عليه السلام) في هذا الاتجاه مثل سكينة ومثل فاطمة الصغرى ومثل زينب نفسها ومثل كل أسير (كل بقدر استطاعته). لقد اجتمعت كل هذه الطاقات حتى تنثر دم الحسين المسفوك في الغربة في كل المناطق الإسلامية التي مرّوا بها من كربلاء إلى المدينة. وحين دخل الإمام السجاد (عليه السلام) إلى المدينة كان عليه أن يبيّن الحقائق أمام العيون والأنظار الباحثة والسائلة. وقد تم ذلك في أوّل وصوله، لهذا كان هذا الفصل القصير مقطعاً استثنائياً في حياته.(3)


(1 و3) كتاب "إنسان بعمر 250 سنة" للإمام الخامنئي
(2) كتاب "قيادة الإمام الصادق" للإمام الخامنئي

من المقاطع المهمّة في حياة الإمام السّجّاد عليه السلام طريقة تصرّفه مع جهاز الخلافة، فهل كان يتصرّف معه بطريقة اعتراضية عدائيّة، أم لا؟
 
باستثناء موقف الإمام السجاد عليه السلام أمام عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية، لا توجد مواجهة صريحة وقاطعة ضدّ الحكم، أو تعريض به، من قبيل ما نُشاهده في حياة بعض الأئمّة الآخرين، كالإمام الصادق عليه السلام في عصر بني أميّة، أو الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وسببه واضحٌ، وهو أنّ مثل هذا التحرّك الشديد الّذي كان في بداية حركة الأئمّة عليهم السلام، والذي كان في المرحلة الثّالثة من المراحل الأربع للإمامة، الّتي تبدأ في حياة الإمام السّجّاد عليه السلام، سوف يُعرّض قافلة أهل البيت عليهم السلام الّتي تحمل أعباء مسؤولية الرّسالة للخطر الّذي لا يؤدّي إلى تحقيق المقصد. ففي ذلك الوقت لم يكن بستان أهل البيت، الّذي تعهّد الإمام السّجّاد عليه السلام بتربيته ورعايته وسقايته، قد استحكمت غصونه وأشجاره، بحيث يقدر على تحمّل الأعاصير الشديدة. وكما أشرت في بداية هذا البحث، فقد كان عدد المحبّين والموالين لأهل البيت عليهم السلام ممّن يُحيطون بالإمام السّجّاد عليه السلام قليلًا جدًّا، وفي ذلك العصر لم يكن من الممكن لأولئك الّذين سيتحمّلون مسؤولية التنظيمات الشّيعيّة أن يواجهوا خطر العدوّ الجائر، والّذي هدّدهم بالإبادة.
 
وإذا أردنا أن نُمثّل، ينبغي أن نُشبّه عصر الإمام السجّاد عليه السلام هذا، بمرحلة بدء الدّعوة الإسلاميّة في مكّة، وهي المرحلة السريّة. ولعلّه يُمكن تشبيه عصر الإمام الباقر عليه السلام بالمرحلة الثّانية في مكّة، حين أصبحت الدّعوة علنيّة. والمرحلة الّتي أتت من بعدها يُمكن تشبيهها بالمراحل اللاحقة للدّعوة، ولهذا، فإنّ المواجهة في تلك المرحلة لن تكون صحيحة.
 
وممّا لا شكّ فيه هو أنّه لو كانت قد صدرت عن الإمام السّجّاد عليه السلام المواجهات الحادّة التي نُلاحظها في بعض كلمات الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام، لاستطاع عبد الملك بن مروان، الّذي كان في أوج قدرته، وبكلّ سهولة، أن يطوي بساط تعاليم أهل البيت عليهم السلام، ليبدأ العمل من جديد، فهذا لا يُعدّ عملًا عقلائيًّا يقطع به العقل. لكن على كلّ حال، يُمكن أن نُشاهد في ثنايا كلمات الإمام زين العابدين عليه السلام، والّتي ترجع على وجه الاحتمال إلى أواخر حياته الشريفة، وطيلة مدّة إمامته، إشارات أو مظاهر لتعرّضه ومواجهته لنظام الحكم[1].
  
تاريخ النبي وأهل البيت عليهم السلام، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] أشير هنا إلى أنّ ما بحثناه في هذا الفصل هو غير ذلك التعامل المعارض للإمام السجّاد مع يزيد وجهاز خلافة آل أبي سفيان، والذي له بحثٌ آخر. وقد بحثت بشأنه في السابق الكاتب.

البعد "العرفاني" يختزل شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) ويمنح "عاشوراء" عظمتها وخلودها
إن من جملة عشرات بل مئات الخصائص التي تنفرد بها الأمة الإسلامية بفضل القرآن والإسلام وأهل البيت؛ هي أن لهذه الأمة قدوات كبيرة ومشرقة نصب عينيها. وللقدوات أهميتها في حياة الشعوب. فإذا ما وجد لدى أمة شخصية فيها نفحة عظمة، فإن تلك الأمة لا تنفك عن تمجيد تلك الشخصية والتغني بها وتخليد اسمها؛ من أجل توجيه المسار العام لحركة تلك الأمة في الاتجاه المتوخي لها. وقد لا يكون هناك في الواقع أي وجود حقيقي لمثل هذه الشخصية، وإنما يستقى من شخصية خيالية مطروحة في القصص والأشعار والأساطير الشعبية. وهذا كله نابع من حاجة الأمة لرؤية قدوات كبار أمام عينيها من أبنائها. وهذه الظاهرة موجودة في الإسلام على نحو وافر ومنقطع النظير. ومن جملة أكابر تلك القدوات هي شخصية أبي عبد اللَّه عليه السلام؛ إمام المسلمين وسبط الرسول، والشهيد الكبير في تاريخ الإنسانية.

إن لشخصية أبي عبد اللَّه عليه السلام أبعاداً شتَّى يستلزم كل واحد منها بياناً وتوضيحاً شاملاً. أشير ها هنا إلى أن من جملتها "الإخلاص". والإخلاص معناه، الالتزام بالواجب الإلهي وعدم إدخال المصالح الذاتية والفئوية والدوافع المادية فيه. والبعد الاخر هو "الثقة باللَّه". إذ أن ظواهر الأمور كانت تقضي بأن تلك الشعلة ستخفت في صحراء كربلاء. ولكن كيف يرى ذلك الفرزدق الشاعر في حين لم يكن يراه الحسين؟! ويراه الناصحون القادمون من الكوفة، ولا يراه الحسين بن علي الذي كان عين اللَّه؟! لقد كانت ظواهر الأمور توحي بهذا المآل، إلاَّ أن الثقة باللَّه كانت توجب عليه اليقين رغم كل هذه الظواهر بأن الغلبة ستكون لكلامه الصادق ولموقفه الحق. وجوهر القضية هو أن تتحقق نيَّة المرء وغايته. والإنسان المخلص لا تهمه ذاته فيما إذا تحققت الغاية التي يرمي اليها.

رأيت ذات مرة أحد أكابر أهل السلوك والمعرفة كتب في رسالة: أننا إذا افترضنا على سبيل المحال أن كل الأعمال التي كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يطمح إلى تحقيقها قد تحققت، ولكن باسم شخص اخر، فهل كان ذلك يغيظ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم؟ وهل كان قد يقف منها موقفاً سلبياً ما دامت باسم شخص اخر، أو أنه يقف منها موقفاً إيجابياً بدون الالتفات إلى الاسم الذي تتحقق على يده؟ إذن فالغاية هي المهمة، والإنسان المخلص لا يأبه كثيراً بالشخص وبالذات وبالأنا، باعتباره إنساناً مخلصاً وله ثقة باللَّه، بأن الباري تعالى سيحقق هذا الهدف؛ لأنه تعالى قال: "إن جندنا لهم الغالبون" فالكثير من الجنود الغالبين يخرُّون صرعى في ميادين الجهاد، إلاَّ أنه تعالى قال في الوقت ذاته: "إن جندنا لهم الغالبون".

أما البعد الثالث فهو إدراك الموقف، وعدم الوقوع في الخطأ في اتخاذ. فقد كان الإمام الحسين عليه السلام متصدياً لزمام المسؤولية والإمامة مدة عشر سنوات، مارس خلالها نشاطات أخرى ليست من طراز الفعل الاستشهادي في كربلاء. ولكن بمجرد أن سنحت له الفرصة للإتيان بعمل كبير استغلّ‏َ تلك الفرصة ووثب وتمسَّك بها، ولم يدعها تفلت من بين يديه.

الشهادة والعرفان‏
لشخصية الإمام الحسين عليه السلام الباهرة، بعدان اخران: بعد الجهاد والشهادة والإعصار الذي أحدثه على مدى التاريخ. وسيبقى هذا الإعصار على ما يتَّسم به من بركات مدوياً على مدى الدهر. وأنتم مطَّلعون على هذا البعد الأول. أما البعد الاخر فهو بعد معنوي وعرفاني. ويتجلَّى هذا البعد في دعاء عرفة بشكل واضح وعجيب. وقلَّما يوجد لدينا دعاء يحمل هذه اللوعة والحرقة والانسياق المنتظم في التوسُّل إلى اللَّه والابتهال إليه بالفناء فيه. إنه حقاً دعاء عظيم.

ثمَّة دعاء اخر ليوم عرفة ورد في الصحيفة السجادية عن نجل هذا الإمام العظيم. كنت في وقت أقارن بين هذين الدعائين. فكنت أقرأ أولاً دعاء الإمام الحسين، وأقرأ من بعده الدعاء الوارد في الصحيفة السجادية. وقد تبادر إلى ذهني مرات عديدة أن دعاء الإمام السجادعليه السلام يبدو وكأنه شرح لدعاء يوم عرفة. فالأول أي دعاء الحسين‏عليه السلام في يوم عرفة هو المتن والثاني شرح له. وذاك أصل وهذا فرع. دعاء عرفة دعاء مذهل حقاً. وفي خطابه عليه السلام الذي ألقاه على مسامع كبار شخصيات عصره وأكابر المسلمين التابعين في منى تجدون نفس تلك النغمة والنفس الحسيني المشهود في دعاء عرفة. ويبدو أن خطابه ذلك كان في تلك السنة الأخيرة، أو ربما في سنة أخرى غيرها. لا استحضر ذلك حالياً في ذهني، لكنه مسطور في كتب التاريخ والحديث.

إذا نظرنا إلى واقعة عاشوراء وأحداث كربلاء؛ فمع أنها ساحة قتال وسيف وقتل، لكنكم ترون الحسين عليه السلام يتكلم ويتعامل بلسان الحب والرضا والعرفان مع اللَّه تعالى. اخر المعركة حيث وضع خده المبارك على تراب كربلاء اللاهبة، تراه يقول: "إلهي رضاً بقضائك وتسليماً لأمرك". وكذا حين خروجه من مكة يقول: "من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء اللَّه نفسه، فليرحل معنا". كل قضية كربلاء ترون فيها وجه العرفان والتضرُّع والابتهال. اقترن خروجه ذاك بالتوسل والمناجاة وأمنية لقاء اللَّه. وبدأ بذلك الاندفاع المعنوي المشهور في دعاء عرفة، إلى أن انتهى به المطاف في اللحظة الأخيرة، إلى حفرة المنحر حيث قال: "ورضاً بقضائك".

معنى هذا أن واقعة عاشوراء تعدّ بحد ذاتها واقعة عرفانية. ومع أنها امتزجت بالقتال والقتل والشهادة والملحمة ـــــ وملحمة عاشوراء صفحة رائعة بشكل يفوق التصور ــــ ولكن إن نظرتم إلى عمق نسيج هذه الواقعة الملحميَّة لرأيتم معالم العرفان والمعنوية والتضرع، وجوهرية دعاء عرفة. إذن فهذا هو البعد الاخر في شخصية الإمام الحسين‏عليه السلام، وهو ما ينبغي أن يكون موضع اهتمام إلى جانب البعد الأول المتمثل بالجهاد والشهادة.

القضية التي أود الإشارة إليها؛ هي أنه يمكن القول قطعاً أن هذا الاندفاع المعنوي والعرفان؛ والابتهال إلى اللَّه والفناء فيه؛ وعدم رؤية الذات أمام إرادته المقدَّسة، هو الذي أضفى على واقعة كربلاء هذا الجلال والعظمة والخلود. أو بعبارة أخرى، أن البعد الأول ــــ أي بعد الجهاد والشهادة ــــ جاء كحصيلة ونتاج للبعد الثاني. أي نفس تلك الروح العرفانية والمعنوية التي يفتقد إليها الكثير من المؤمنين ممن يجاهدون وينالون الشهادة بكل ما لها من كرامة؛ نفس تلك الروح العرفانية والمعنوية تجدها في شهادة أخرى نابعة من روح الإيمان؛ ومنبثقة من قلب يتحرق شوقاً؛ وصادرة عن روح متلهفة للقاء اللَّه، ومستغرقة في ذات اللَّه. هذا اللون الاخر من المجاهدة له طعم ونكهة أخرى، ويضفي أثراً اخر على التكوين.


* "الأبعاد المعنوية في شخصية الإمام الحسين(ع)" ــ كتاب "الثورة الحسينية خصائص ومرتكزات" للإمام الخامنئي

وُلد الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شهر شعبان بالمدينة، سنة أربع من الهجرة، في المدينة المنوّرة، وأبوه أمير المؤمنين عليه السلام، وأمّه السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام. ونشأ الإمام بين والديه نشأة طيّبة مملوءة بالإيمان والتقوى، وتربّى بين يدي الإمام عليّ عليه السلام والسيّدة الزهراء عليها السلام أكمل تربية.
 
وتسلّم الإمام الحسين عليه السلام الإمامة بعد شهادة أخيه الإمام الحسن عليه السلام. وقد استمرّت إمامته عشر سنوات تقريباً.
 
ومن ألقابه: السيّد، الطيّب، الوفيّ، المبارك، النافع، الدليل على ذات الله، السبط، التابع لمرضاة الله، وكنيته أبو عبد الله.
 
وكان للإمام الحسين عليه السلام ستّة أولاد: علي بن الحسين زين العابدين، كنيته أبو محمد، وأمّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد، وعلي الذي استشهد في كربلاء، وأمّه ليلى بنت أبي مرّة الثقفيّة، وجعفر بن الحسين، وأمّه قضاعية وتوفّي في حياة الإمام الحسين عليه السلام.
 
وعبد الله بن الحسين وهو الرضيع الذي ذبح في كربلاء، وسكينة بنت الحسين، وأمّهما الرباب بنت امرئ القيس بن عدي، وهي أم عبد الله بن الحسين، وفاطمة بنت الحسين، وأمّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله[1].
 
وكان من أصحابه عليه السلام تلك الثلّة المؤمنة التي استشهدت معه في كربلاء، ومن غيرهم أيضاً: أنس بن الحارث الكاهلي، جعيد الهمداني، سيف بن مالك، سوار بن المنعم بن الحابس، ضرغامة بن مالك، قيس بن مسهّر الصيداوي[2].
 
وقد أوصى قبل شهادته المباركة بالإمامة والوصاية لابنه الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام[3].
 
أمّا شهادته المباركة فكانت يوم السبت العاشر من المحرّم، سنة إحدى وستّين من الهجرة بعد صلاة الظهر في كربلاء العراق مظلوماً ظمآن صابراً محتسباً، وله يومئذٍ ثمان وخمسون سنة، ودُفن في كربلاء المقدّسة.
 
مكارم أخلاقه وعبادته
واتّصف الإمام عليه السلام بفضائل الأخلاق وأرفعها. وكان حريصاً على خدمة الناس وتقديم العون والمدد لهم كما فعل مع ذلك الأعرابيّ الذي عجز عن أداء دية كانت عليه، فدفعها إليه الإمام[4].
 
وكان عليه السلام إذا توضّأ تغيّر لونه وارتعدت مفاصله، فقيل له في ذلك فقال: "حقّ لمن وقف بين يدي الملك الجبّار أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله"، وسأله رجل فقال له: ما أعظم خوفك من ربّك، قال: "لا يأمن يوم القيامة إلّا من خاف الله في الدنيا"[5].
 
مكانة الإمام الحسين عليه السلام وفضله
لقد امتاز الإمام الحسين عليه السلام بمكانة خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى قال فيه جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً. حسين سبط من الأسباط"[6].
 
وكان الناس يهابون الإمام الحسين عليه السلام، فقد روى إبراهيم بن الرافعي، عن أبيه، عن جدّه قال: رأيت الحسن والحسين عليهما السلام يمشيان إلى الحجّ، فلم يمرّا براكب إلا نزل يمشي، فثقل ذلك على بعضهم فقالوا لسعد بن أبي وقاص: قد ثقل علينا المشي، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان، فقال سعد للحسن عليه السلام: يا أبا محمّد، إنّ المشي قد ثقل على جماعة ممّن معك، والناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا، فلو ركبتما، فقال الحسن عليه السلام: "لا نركب، قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا، ولكنّنا نتنكّب الطريق، فأخذا جانباً من الناس"[7].
  
دروس تمهيدية في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والأئمة المعصومين عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الشيخ المفيد، محمد بن النعمان، الإرشاد، ج2، ص135، الشيخ الطبرسي، الفضل بن الحسن، تاج المواليد، ص34.
[2] الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، ص99، وللاطلاع أكثر يراجع كتب علم الرجال.
[3] الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج2، ص302، باب الإشارة والنص على علي بن الحسين عليه السلام.
[4] الشيخ عبد الله البحراني، العوالم (الإمام الحسين)، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي، قم، 1407هـ، ص61.
[5] ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص225.
[6] الشيخ المفيد، محمد بن النعمان، الإرشاد، ج2، ص127.
[7] م.ن.

رئيس وزراء فلسطين محمد اشتية يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي (يمين) والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

أفاد مراسلون  في أديس أبابا بأن وفدا إسرائيليا برئاسة شارون بارلي، نائبة مدير دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، حاول المشاركة اليوم السبت في الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية، لكن اعتراض دول أفريقية منع الوفد من ذلك.

وقال المراسل إن وفدي الجزائر وجنوب أفريقيا اعترضا على مشاركة الوفد الإسرائيلي، مما استدعى تدخل أجهزة الأمن لتطلب من الوفد الإسرائيلي مغادرة القاعة.

وأظهرت لقطات مصورة مسؤولين عن التنظيم وحراس أمن يطلبون من رئيسة الوفد المغادرة قبل أن يرافقوها إلى خارج القاعة التي تعقد فيها القمة.

ووقعت حادثة الطرد مع انطلاق أعمال القمة 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية".

وحين طُرد الوفد الإسرائيلي كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه موجودا في القاعة يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ويشارك في الاجتماع 35 رئيس دولة و4 رؤساء حكومات على الأقل، حسب الحكومة الإثيوبية.

إسرائيل غاضبة

وقد أعربت الخارجية الإسرائيلية عن غضبها الشديد، وقالت في بيان إن الوفد الرسمي الإسرائيلي عومل بطريقة فظة.

واتهمت تل أبيب الجزائر وجنوب أفريقيا اتهاما مباشرا بالوقوف وراء الحادثة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأفريقي رهينة بيد دول تحركها الكراهية، وفق تعبيرها.

وردا على هذا الاتهام، قال فنسينت ماغوينيا المتحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن على إسرائيل تقديم أدلة تثبت صحة ادعاءاتها، في وقت لم يصدر فيه بيان فوري من الجزائر ردا على الاتهام.

من جهتها، قالت إيبا كالوندو المتحدثة باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن الدبلوماسية أُخرجت من القاعة لأنها ليست السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لدى إثيوبيا، وهي المسؤولة التي كان من المتوقع حضورها.

وأوضحت كالوندو أن الاتحاد الأفريقي وجّه دعوة لسفير إسرائيل لدى الاتحاد أليلي أدماسو، وقالت إن هذه الدعوة لا يمكن أن يستخدمها أي شخص آخر، مشيرة إلى أن "من المؤسف أن الشخص المعني أساء استخدام هذه البادرة".

وكانت إسرائيل حصلت على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2021، وعارضت الخطوة دول بينها جنوب أفريقيا والجزائر اللتان قالتا إن ذلك يتعارض مع مواقف الاتحاد الداعمة للفلسطينيين. كما طالب الفلسطينيون بسحب صفقة مراقب من إسرائيل.

والعام الماضي علق الاتحاد الأفريقي بالإجماع قرار منح صفة مراقب لإسرائيل، وأعلن تشكيل لجنة لبحث الأمر.

المصدر : الجزيرة + وكالات