emamian

emamian

الإمام على بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو الإمام الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الكريم (ص) ...

بطاقة هوية الامام زين العابدين:

فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام):
إسمه و نسبه : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
أشهر ألقابه : زين العابدين ، سيّد الساجدين .
كنيته : أبو محمد .
أبوه : الحسين بن علي ( عليه السَّلام ).
أمه : شاه زنان أو شهربانو .
ولادته : يوم الجمعة ( 15 ) جمادى الأولى سنة ( 36 ) أو يوم ( 5 ) شعبان سنة ( 38 ) هجرية ، أيام خلافة جده أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ).
محل ولادته : المدينة المنورة .
مدة عمره : ( 57 ) سنة ، و كان عمره في واقعة الطف بكربلاء ( 23 ) سنة .
مدة إمامته : ( 34 ) سنة أي من يوم عاشوراء سنة ( 61 ) هجرية و حتى سنة (95 ) هجرية .
نقش خاتمه : لكلّ غمّ حسبي الله/ خزي وشقي قاتل الحسين/ العزة لله .
زوجاته : من زوجاته : فاطمة أم عبد الله بنت الإمام الحسن .
شهادته : يوم السبت أو الأحد ( 12 ) أو ( 25 ) شهر محرم الحرام سنة ( 95 ) هجرية .
سبب شهادته : السّم من قبل الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم .
مدفنه : جنة البقيع / المدينة المنورة .
 

من سيرة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)

 الإمام على بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو الإمام الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الكريم (ص) والأئمة (عليهم السلام) هذا بالإضافة إلى الأدلة الاخرى التي أوردها علماء الشيعة في مصنفاتهم.

 ولادته واستشهاده:

ولد الإمام علي بن الحسين في الكوفة يوم الخامس من شعبان سنة 38 هـ وأدرك من حياة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين واطلع بمسئولية الإمامة بعد استشهاد والده الحسين الشهيد وكان عمره آنذاك 22 سنة أو 23 سنة واستشهد (عليه السلام) على يد الوليد بن عبد الملك-وقيل هشام بن عبد الملك- الخليفة الأموي بعد أن دس إليه السم بواسطة عامله على المدينة وذلك سنة 95هـ.

 كنيته وألقابه ونقش خاتمه:

أما كنيته فأبو الحسن وأبو محمد، وأما ألقابه فكثيرة منها ذو الثفنات، سيد العابدين والأمين والزكي وزين الصالحين والبكاء واشتهر بزين العابدين والسجاد، وأما نقش خاتمه فقد كان له أكثر من خاتم، نقشَ على أحدها (خزي وشقي قاتل الحسين) ونقش على آخر (العزة لله.)

زوجاته

فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، أم الإمام محمد الباقر عليه السلام، وتكنى أم عبد الله، وقيل أم الحسن، وهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين، فاطمي من فاطميين، لإنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهما السلام.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه الأنوار البهية أن أم الإمام الخامس باقر علم النبيين سلام الله عليه هي أم عبد الله فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يسميها (الصديقة).
ويقول فيها الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها).
ويكفيها شرفاً وسمواً أنها تربّي في حجرها الإمام الباقر عليه السلام، وإنها بضعة من ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فسلام الله عليك يوم ولدت ويوم تبعثين.
وروي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت أمي قاعدة عند جدار، فتصدع الجدار، وسمعنا هدة شديدة، فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما آذن الله لك في السقوط، فبقي معلقاً حتى جازته، فتصدق عنها أبي بمئة دينار.
وذكرها الصادق عليه السلام يوماً فقال: كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها.
وكانت أم ولد آخر زوجاته عليه السلام.

أولاده

روى الشيخ المفيد أن أولاد علي زين العابدين (عليه السلام) خمسة عشر بين ذكر وأنثى، أحد عشر ذكراً وأربع بنات. أكبرهم سناً وقدراً الإمام محمد بن علي الملقب بـ(الباقر)، أمه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام) أولدت له أربعة هم: الحسن والحسين ومحمد الباقر وعبد الله وبه كانت تكنى.
 

ومما يبدو أن أكبر أولاده محمد الباقر ولد سنة سبع وخمسين هجرية وكان له من العمر عندما استشهد جده الحسين (عليه السلام) في كربلاء ثلاث سنوات. وله من الذكور أيضاً زيد وعمر وأمهما أم ولد.
والحسين الأصغر، وعبد الرحمن وسليمان أمهما أم ولد. ومحمد الأصغر وعلي الأصغر وكان أصغر أولاده الذكور. وخديجة وفاطمة وعليّة وأم كلثوم أمهن أم ولد.
 

وأما زيد بن علي الشهيد فقد نشأ في بيت الإمام زين العابدين حفيد الإمام علي بن أبي طالب باب مدينة العلم، هذا البيت الذي يعد مهد العلم والحكمة، تعلم فيه القرآن الكريم فحفظه واتجه إلى الحديث الشريف فتلقاه عن أبيه حتى أصبح بعد فترة واسع العلم والمعرفة. وبعد أن تركه والده في حدود الرابعة عشرة من عمره تعهده أخوه الإمام الباقر فزوده بكل ما يحتاج من الفقه والحديث والتفسير حتى أصبح من مشاهير علماء عصره ومرجعاً معروفاً لرواد العلم والحديث والحكمة والمعرفة، سافر إلى البصرة عدة مرات وناظر علماءها ومنهم واصل بن عطاء رأس المعتزلة يوم ذاك، ناظره في أصول العقائد.
وقد طلب هشام بن عبد الملك إلى الشام وكان مجلسه حافلاً بأعيان أهل الشام وخاصته، فقال له: بلغني أنك تؤهل نفسك للخلافة وأنت ابن أمة، فأجابه زيد بن علي على الفور:
ويلك يا هشام أمكان أمي يضعني؟ والله لقد كان إسحاق ابن حرة وإسماعيل ابن أمة ولم يمنعه ذلك من أن بعثه الله نبياً وجعل من نسله سيد العرب والعجم محمد بن عبد الله، إن الأمهات يا هشام لا يقعدن بالرجال عن الغايات، اتق الله في ذرية نبيك.
فغضب هشام وقال: ومثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله؟.
فرد عليه زيد بقوله: إنه لا يكبر أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ولا يصغر دون أن يوصي بتقوى الله.
ومضى زيد في طريقه إلى الكوفة ثم إلى البصرة ثم أرسل رسائله ورسله إلى المدائن والموصل وغيرهما وانتشرت دعوته في سواد العراق ومدنه ولما بلغ أمره هشام بن عبد الملك أرسل إلى واليه على العراق يوسف بن عمر يأمره بمضايقة زيد ومطاردته، وحدثت معركة أصيب فيها زيد فدفنه أصحابه في مجرى ماء حتى لا يصلب أو يحرق، لكن ذلك لم يفده، أحدث قتله استياءً عاماً في جميع المناطق الإسلامية وتجدد البكاء على أهل البيت ولف الحزن كل من يحبهم ويسير على خطاهم.
 

وممن تحدثت عنهم كتب الأنساب من أولاد الإمام علي زين العابدين عبد الله بن علي الملقب بالباهر:
كان فاضلاً فقيهاً روى عن آبائه وأجداده أحاديث كثيرة، روى بعضهم قال: سألت أبا جعفر الباقر: أي إخوانك أحب إليك وأفضل؟ فقال: أما عبد الله فيدي التي أبطش بها. وأما عمر فبصري الذي أبصر به، وأما زيد فلساني الذي أنطق به، وأما الحسين فحليم يمشي على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً وكان عبد الله يلي صدقات رسول الله وصدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأما عمر فقد كان ورعاً جليلاً وسخياً كريما تولى صدقات جده (عليه السلام) واشترط على كل من يبتاع ثمارها أن يثلم في الحائط ثلمة لكي تأكل منها المارة ولا يرد أحداً عنها، ويروى عنه أنه قال:
المفرط في حبنا كالمفرط في بغضنا أنزلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به ولا تقولوا فينا ما ليس بنا إن يعذبنا الله فبذنوبنا وإن يرحمنا فبرحمته وفضله علينا.
 

وأما الحسين بن علي (عليه السلام) فإنه كان فاضلاً ورعاً يروي عن أبيه علي بن الحسين وعمته فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) التي أودعها الحسين عند خروجه من المدينة إلى كربلاء وصيته، كما روى عن أخيه أبي جعفر الباقر، وقد عدّه الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام).
 

والإمام محمد بن علي زين العابدين المعروف بالباقر عاش سبعة وخمسين عاماً درك فيها جده الحسين (عليه السلام) ولزمه نحواً من أربع سنوات، وعاش مع أبيه السجاد بعد جده خمساً وثلاثين سنة وفي طفولته كانت المحنة الكبرى التي حلت بأهل البيت في كربلاء واستهد فيها جده الحسين ومن معه من إخوته وبني عمه وأصحابه (عليه السلام) جميعاً وتجرع هو مرارتها وشاهد بعدها جميع الرزايا والمصائب التي توالت على أهل بيته من قبل الحكام الطغاة الذين تنكروا للقيم والأخلاق وجميع المبادئ الإسلامية وعاثوا فساداً في البلاد ولم يتركوا رذيلة واحدة إلا مارسوها بشتى أشكالها ومظاهرها، في قصورهم الفخمة الأنيقة ونواديهم القذرة الفاجرة.
 

في هذا الجو المشحون بالظلم والقهر والفساد وجد الإمام الباقر (عليه السلام) وقد علمته الأحداث الماضية مع آبائه وأجداده خذلان الناس لهم في ساعات المحنة أن ينصرف عن السياسة ومشاكل السياسيين ومؤامراتهم إلى خدمة الإسلام ورعاية شؤون المسلمين عن طريق الدفاع عن أصول الدين الحنيف ونشر تعاليمه وأحكامه فناظر الفرق التي انحرفت في تفكيرها واتجاهاتها عن الخط الإسلامي الصحيح كمسألة الجبر والإرجاء التي روّجها الحكام لمصالحهم الشخصية. لقد فرضت عليه مصلحة الإسلام العليا أن ينصرف إلى الدفاع عن القعيدة الإسلامية فالتف حوله العديد من العلماء والكثير من طلاب العلم والحديث من الشيعة وغيرهم.
كان عالماً عابدا تقياً ثقة عند جميع المسلمين، وروى عنه أبو حنيفة وغيره من أئمة المذاهب المعروفة.
 

جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد أخبرني رسول الله بأني سأبقى حتى أرى رجلاً من ولده أشبه الناس به وأمرني أن أقرأه السلام واسمه محمد يبقر العلم بقراً، ويقول الرواة إن جابر بن عبد الله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله، وفي آخر أيامه كان يصيح في مسجد رسول الله يا باقر علم آل بيت محمد، فلما رآه وقع عليه يقبل يديه وأبلغه تحية رسول الله (صلى الله عليه وآله.
 

وقال فيه محمد بن طلحة القرشي الشافعي: محمد بن علي الباقر هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورفعه، صفا قلبه وزكا عمله وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت بطاعة الله أوقاته ورسخت في مقام التقوى قدمه، فالمناقب تسبق إليه والصفات تشرف به له ألقاب ثلاثة: باقر العلم، والشاكر والهادي وأشهرها الباقر وسمي كذلك لتبقره العلم وتوسعه فيه.

إخوته:

كان للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إخوان هم: علي الأكبر، وعبد الله الرضيع. وقد استشهد علي الأكبر مع أبيه في كربلاء، ولا بقية له، وأمه كانت آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب.
أما عبد الله الرضيع فأمه الرباب بنت امرئ القيس قد استشهد أيضاً مع أبيه وأخيه يوم الطف.

أخواته:

له أختان أيضاً: سكينة وفاطمة، فسكينة أمها الرباب بنت امرئ القيس، وأما فاطمة فأمها أم إسحاق بن طلحة بن عبيد الله.
ويكفي في جلالتها كلام الإمام الحسين (عليه السلام) مع ابن أخيه الحسن بن الإمام الحسن (عليه السلام) لما جاء إليه خاطباً إحدى ابنتيه: أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله، فلا تصلح لرجل . كانت وفاتها في المدينة سنة 117هـ.
أمّا أختها فاطمة فيكفي في فضلها كلام الإمام الحسين (عليه السلام) مع ابن أخيه الحسن بن الإمام الحسن: أختار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار. كانت وفاتها في المدينة سنة 117هـ عن أكثر من سبعين سنة.

 الإمام كما يصفه الآخرون:

قال: عمر بن عبد العزيز الأموي عندما نُعي عنده الإمام (ذهب سراج الدنيا وجمال الإسلام وزين العابدين.)

وقال: سعيد بن المسيب (هذا الذي لا يسع مسلمًا أن يجهله وقال ما رأيت قط أفضل من على بن الحسين وما رأيته قط إلا مقتُّ نفسي).

ويقول الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين.)

 آثاره العلمية:

دوَّن العلماء من أبناء الشيعة -وكذلك السنة- الكثير مما أُثر عن الإمام من أحاديثَ كان يلقيها في المسجد النبوي كل جمعة وفي موسم الحج وفي مجلسه العامر بالعلماء والرواد -وقد كانت أحاديثه تبيانًا للمعارف الإسلامية حيث كان يتصدى فيها لتفسير القرآن الكريم والسنة الشريفة والتعريف بالعقائد الدينية، والأحكام الشرعية ومعالجة ما أشكل منها على الناس، هذا بالإضافة إلى ما زخرت به أحاديثه من مواعظ وحكم، ولهذا وجد العقلاء والزهاد ضالتهم عند منبره وفي مجلسه.

 ومن آثاره أيضًا الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق:

أما الصحيفة السجادية فهي مجموعة من الأدعية تتألف من 54 دعاءً غير ما اُلحق بها بعد ذلك من أدعية للإمام (عليه السلام) وغير الأدعية الطويلة التي تناقلها الرواة كدعاء أبي حمزة الثمالي، هذا وقد ضمَّن الإمام هذه الأدعية كثيرًا من المعارف الإسلامية والاعتقادات الدينية.

كالتوحيد والعدل الإلهي وسائر الصفات الذاتية لله عز وجل ومسائل النبوة والإمامة، ورغم أنها جاءت بصيغة الدعاء والمناجاة إلا إنها احتفظت بالصبغة البرهانية المتناسبة مع هذه المسائل، ثم إن هذه الأدعية لم تقتصر مضامينها على ما ذكرناه بل أنها اشتملت على الكثير من المعالجات النفسية والتربوية والكثير من القيم والمبادئ الاجتماعية، فكانت بحقٍ واحةٌ لخلق الإنسان الكامل والمجتمع الكامل.

ذلك لأنها سبرت أعماق الإنسان لتضع يده على مكامن الداء ثم تصدَّت لوصف الدواء بأسلوب أخَّاذٍ ورائق يفيض عذوبة ويبعث في النفس عنفوانًا جامحًا ومتمردًا على مباعث الدعة والاسترخاء.

 وأما رسالة الحقوق فهي نتاج غير مسبوق إذ لم يُؤثر عن أحد من العلماء أو الفلاسفة في الحضارات التي سبقت الإسلام انه كتب رسالة مستقلة في الحقوق، هذا وقد بلور الإمام (عليه السلام) في هذه الرسالة الرؤية الإسلامية الصافية تجاه ما ينبغي أن يكون عليه نظم العلائق الاجتماعية فحدد بذلك ما لكل فرد وما عليه من حقوق بعد أن صنف أفراد المجتمع على أساس مواقعهم الاجتماعية أو ملكاتهم الشخصية أو وظائفهم الدينية أو علائقهم الإنسانية أو النسبية، هذا وقد صدَّر رسالته الشريفة بتحديد نحو العلاقة بين الإنسان وربه ثم أردف ذلك بتبيان حقِ النفس على الإنسان وحقوق جوارحه عليه.

 وختاما نود أن نشير إلى أن المرحلة التي عايشها الإمام إبَّان إمامته كانت دقيقة وحرجة جدًا حيث لم يعد النظام الأموي يخشى من التعبير عن هويته بعد أن كشفت أحداثُ كربلاء عن طبيعتها، ولذلك أشاع الفساد في أرجاء الحواضر الإسلامية فأظهر الناس الفسوق وتعاطي الخمور وكانت بيوتات مكة والمدينة تضج بالغناء والرقص، هذا بالإضافة إلى أن المجتمع الإسلامي في هذه المرحلة قد انفتح على شعوبٍ وحضارات أخرى نتيجة الفتوحات الكثيرة التي كانت في تلك المرحلة.

 من هنا كان دور الإمام يتركز في محورين أساسيين:

الأول: تعئبة الأمة من أجل استئصال مادة الفساد اعني النظام الأموي، وقد استعان على ذلك بمجموعة من الأدوات والوسائل منها استعراض فاجعة كربلاء من اجل فصل الأمة معنويًا عن النظام الأموي وتحريضهم عليه وإلهاب شعورهم بالندم على تقاعسهم عن نصرة الحسين (عليه السلام). ومنها تشجيع الثورات وإعطاؤها الصبغة الشرعية.

الثاني: بذل الوسع من أجل تحصين الأمة عن الانحراف الفكري والخلقي وبتعبير آخر: إن الإمام لم يكن قادرًا على فصل الأمة عن الأجواء الموبؤة التي فرضتها ظروف انحراف الخلافة الإسلامية عن مسارها الصحيح ولذلك كان دوره يتمحض في تمديد أمد المقاومة للانحراف فكان دوره يشبه إلى حدٍ كبير دور العقاقير المضادة للفيروسات والتي تساهم في إعطاء المريض القدرة على المقاومة للمرض.

وقد نجح الإمام -وكذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام)- في ذلك حيث تمكنوا من إعطاء الأمة والهوية الدينية القدرة على الصمود أمام عوامل الانهيار التام.

 الصّلاة على الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام ):
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعابِدينَ الَّذىِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَ جَعَلْتَ مِنْهُ اَئِمَّةَ الْهُدىَ الَّذينَ يَهدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ ، وَ اصْطَفَيْتَهُ وَ جَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ حَتّى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ ، اِنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ .

المصدر: مواقع مختلفة بتصرف

 

الخميس, 10 آذار/مارس 2022 13:18

معاني التضحية في الحجّ

الشيخ الدكتور محمّد علي الزعبي

◄كيف يرتبط عيد الأضحى والحج؟ قال الله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) (النحل/ 120)، هذا الاسم يحمل معناه فيعني أب الكل، وأبو الكل هذا زار الأرض التي قامت عليها مدينة مكّة ودعى الله أن تصبح محجاً تهفو لها القلوب وتطمئن لها النفوس، فاستجاب الله دعاءه وأقامها محجاً عالمياً والهم الذين اصطفاهم لزيارتها أن يلبوا النداء قائلين "لبيك اللّهمّ لبيك" أي دعوتنا فأجبنا وبهذا صار الحج أحد أركان الإسلام موقفاً عالمياً تجتمع فيه أعضاء الجسد الذي يمثل مسلمي العالم كلّه، وجعل عيد الأضحى ممهداً لذلك الاجتماع حيث يستجيب المؤمنون للنداء، فيزور مكة القادر على الزيارة وإذا اجتمعوا رفعوا أصواتهم مهللين مكبرين مقدمين العبادة الخالصة للخالق العظيم الذي عبّد لهم طريق المنافع العالمية وأمرهم بسلوكه قائلاً: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) (الحج/ 28)، كان الحج حمام عالمي سنوي يقصده الذين انغمسوا أو انغمس مسؤولوهم في حطام الدنيا فاسود واقعهم وعميت بصائرهم. وكان الله يقول لهم هذا دواء عالمي اسلكوا طريق المنافع الذي يدفع عنكم لا سيّما العرب منكم غوائل التفرقة والانحراف وعدم الاتفاق حتى على ما يدفع عنكم هذا الهوان والذل العالمي الذي يذكركم بكلمة الإمام علي بن أبي طالب "ما غزي قوم في عقر دارهم إلّا ذلّوا وما أحب قوم الحياة إلّا ذلّوا". ولا ريب انّ القارئ الذي يشاهد واقعنا يتخيل الإمام علياً بندب هذا الواقع، ويعلمنا انّ الحج دواء مشاكلنا إذ هو مقدمة التضحية بل هو عيد التضحية، ويقول لنا "عليكم أن تضحوا بأنانياتكم التي جعلت مجتمعكم خجلاً حتى إذا قيس بجاهلية العرب". لقد تعددت الطرق التي تفضي لسلامة المجتمع، لكن السلامة العامة المضمونة هي أن تجعلوا الإسلام مستشاراً ورسول الله قائداً وموجهاً، وتتلوا قول الله (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء/ 65). حبذا لو وقف القارئ قليلاً واشغل مخيلته وأدرك انّ الله يقسم بنفسه انّ المسلمين لن يفوزوا بنعمة الأمن والسلام والاطمئنان حتى يستشروا كتاب الله وسنّة رسوله، بهذا وحده يطمئنون وتهدأ القلوب التي مزّقها الغزاة، ويدركوا انّ هذا الواقع أكثر شراً مما رأوا في تاريخهم السياسي، وعلى هذا فالحج دواء عالمي يلجأ له المرضى كأنهم يقفون مستجيبين لدعاء إبراهيم قائلين "ها نحن قد آتينا نادمين عازمين على أن لا نعود لحياة التفكك والخذلان الذي يذكرنا بقول الشاعر الذي وصفنا بهذا البيت: وتفرقوا شيعة فكل قبيلة *** فيها أمير المؤمنين ومنبر ولا ريب انّ قوماً كهؤلاء قتلهم سيف الأنانية قد احسوا بعد وقت طويل أو المفروض أن يحسوا ويزحفوا شطر بيت الله، ويلبوا طالبين ما يبدل واقعهم. ويقضي على مخاوفهم ويحرر قدسهم.   العبر: ما هي العبر التي نستخلصها من هذه المناسبة على صعيد حل مشكلات العرب والمسلمين؟ لقد استعصت مشاكلنا فاستغلها الذين يتقنون الاستغلال وارادوها كبش فداء، وكأن الآيات الكريمة تنادينا، لقد وجهت إلينا النداء منذ خمسة عشر قرناً ولا نزال نتلو من كتاب الله (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24)، ومعلوم انّ الاستجابة حياة، والذين يصرون على عدم الاستجابة اعرضوا عن مادة حياتهم فذكّرونا بكلمة الإمام جعفر الصادق (ع): "اعرضوا عن الله ما عرض عنهم وخلاهم لشيطانهم". ولو انصفنا لردّدنا مع الشاعر: لو انصف القاضي استراح الناس *** والجسم يفسد أن أصيب الرأس والجور في الأحكام سم قاتل *** والعدل للملك الوطيد أساس وقد فقدنا هذا الأساس لا سيّما في هذه الأيام فأخذنا نندب أياماً سالفة وسلبت الفاقة منا الفكر السليم.   كيف نفهم ظاهرة الحج حضارياً: لقد أعرضنا عن استجابة النداء الذي يحل مشاكلنا، بل نقضنا المواعيد التي أمرنا الله أن نرتبط بها حيث نقول في صلاتنا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5)، نسينا هذا وأخذنا نرجو السلامة من الناس وننتظر الغذاء من فتات المتصارعين، الذين يملكون ليس فدية لذبح البشر، بل يتسابقون حول امتلاك القنبلة التي تذكّرنا بهيروشيما وناغازاكي. وهكذا أحاطت بنا النوائب فأخذنا نفتش على ما ينقذنا وما تذكرنا انّ عامل حمص كتب إلى عمر يقول: "انّ حمص تحتاج حصنا فأجابه حصنها بالعدل". ونحن، واحسرتاه لم نعدل حتى مع أنفسنا ولو اتخذنا العدل مصباحاً لانحسرت هذه الظلمات، انقذنا أنفسنا من هذه الضلالات وفهمنا المعنى البعيد الذي ذكرنا بزيارة مكة وحملنا على القول: "لبيك اللّهمّ لبيك"، لقد تعلّمنا من رسولك إبراهيم التضحية وها نحن هرعنا لمكة قائلين "لقد ضحينا بأنانياتنا واستغفرنا من عبادة شهواتنا وجئنا طالبين قبول تضحياتنا التي سنصر على انقاذ أنفسنا من غوائبها فاغفر اللّهمّ انحرافنا واعدنا إلى الصراط المستقيم لا سيما بعد ان ضاقت بنا السبل وأخذنا نفقد حتى رغيفنا اليومي". لقد طرقنا أبواباً كثيرة، والتمسنا فتات موائد الشرق والغرب، ثمّ عدنا بخفي حنين مدركين أن بيتك الكريم هو الذي نجد به من يقبل دعاءنا، وينقذنا مما نحن فيه لا سيما وقد علّمنا التاريخ انّ جاهليتنا الأولى قدمتنا أضحية لقدماء المستعمرين من الفرس والروم ولكنّ جاهليتنا المعاصرة قدّمتنا أضحية لليهود.►

  المصدر: مجلة الموقف/ العدد 39 و40 لسنة 1986م

 

فارس الصرفندي

 

 

 

يبدو ان زيارة الرئيس "الاسرائيلي" لتركيا بعد اعوام من البرود السياسي بين تل ابيب وانقرة فتح شهية الاعلام والمسؤولين الاسرائيليين لما ستقدمه الاخيرة مقابل مزيد من العلاقات الحميمة والتنسيق والتعاون الاقليمي بين الكيان وتركيا.

صحيفة جيروزاليم بوست قالت ان اختبار جدية ‫أردوغان بشأن التقارب مع ‫"إسرائيل" مرهون بانهاء نشاط ‫حماس العملياتي في ‫تركيا، بينما كتبت القناة الثانية عشر الاسرائيلية عن زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا تحت عنوان "لكي نفهم أردوغان، كيف تحول قادة إسرائيليين من قتلة أطفال لشركاء محتملين" ، في السنوات الأخيرة لم يوفر الرئيس التركي اردوغان الكلمات لمهاجمة "إسرائيل"، ولكن اليوم استقبل أردوغان هيرتصوغ بصورة ليس فيها أدنى شك بأن أردوغان يريد تعزيز العلاقات مع "إسرائيل"، وذلك على خلفية استمرار الانهيار في الاقتصاد التركي، ولا يخفي الرئيس التركي رغبته في التعاون في مجال الطاقة، هذا ما يقف خلف عقد القمة الإسرائيلية التركيـة .

في تل ابيب يريدون للعلاقة مع تركيا ان تكون علاقة مثمرة في كافة الاتجاهات فمن جهة الواقع الاقتصادي التركي الصعب من الممكن ان يستغل اسرائيليا عبر توسيع النشاط التجاري بين الجانبين والمصلحة هنا مشتركة والاهم اقناع انقرة بمد انبوب الغاز من الاراضي المحتلة نحو اوروبا وهو مشروع سيمنح تركيا الكثير من الميزات الاقتصادية واهمها حصولها على حاجتها من الغاز لاسيما انها تستورد ٨٥ بالمائة من احتياجها من الخارج، ويظنون في كيان الاحتلال انه من خلال الصفقات الاقتصادية هناك امكانية لعقد صفقات امنية وسياسية فاما السياسية فتتمثل بضم تركيا الى الحلف الخليجي الاسرائيلي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران - كما يعتقدون - واما الصفقة الامنية فهي اكبر بكثير من تعهد انقرة بوقف نشاط حماس على الارض التركية وتمتد الى تفعيل الحلف العسكري التركي الاسرائيلي القائم منذ عقود من خلال العودة الى العمل المشترك في البحر المتوسط ، في تل ابيب يتهامسون بانهم من الممكن ان يكونوا جسرا للتقارب بين انقرة وواشنطن بعد سنوات من التوتر بين الجانبين نتيجة دعم تركيا للاخوان وحركة حماس -سياسيا طبعا - واتخاذها قرارات في سوريا تتناقض مع الرؤية الامريكية هناك ، ولكن لكل ذلك مقابل كما ذكرنا اقتصادي وسياسي وامني ويبدو ان احتياج انقرة لاستعادة علاقة جيدة مع واشنطن عرابتها تل ابيب يستحق هذا الثمن اذا ما علمنا ان اردوغان يقترب من انتخابات مصيرية لن تنافسه فيها فقط الاحزاب القومية واليسارية بل وايضا احزاب خرجت من عباءته واشخاص كانوا يوما يجلسون بجانبه ويتحدثون باسمه ويحاربون بسيفه وهؤلاء هم الاخطر وفي ظل تراجع الاقتصاد التركي وانهيار الليرة التركية فان السلطان العثماني من الممكن ان يفقد راسه في هذه الانتخابات وعليه فان جسرا للعبور ستضعه عليه تل ابيب نحو واشنطن من الممكن ان يمر عليه للوصول الى مبتغاه ، لكن ذلك لا يعني ان ما يحدث قدرا فقد تنقطع الجسور في اللحظات الاخيرة وقد تاتي الرياح بما لا تشتهي سفن اردوغان وتتحول حالة التقارب مع الاحتلال الى وصمة في جبينه وجبين من نصحوه .

المصدر:العالم

 

إعداد: سناء ثابت

 

 الأشياء الصغيرة التي تجعل من زوجك شخصاً مختلفاً عنك وعن الآخرين، قد تتحول بعد الزواج إلى مصدر للعديد من المشاكل، لكنها أيضاً قد تكون مصدر سعادة. قد يكون تقبُّل الاختلاف أمراً صعباً، لكن عليك أن تعرفي أن لا غنى لك عنه إن أردت النجاح في حياتك الزوجية.

تَقبُّل الأشياء التي يختلف فيها زوجك عنك ميزة ذهبية لا تُقدّر بثمن، إن امتلكتها امتلكت مفتاحاً من مفاتيح سعادتك الزوجية. فتقبل هذه الاختلافات لا يحمي العلاقة الزوجية فقط، بل إنه يغنيها ويطورها.   - صعب.. لماذا؟ "أحياناً تكون الاختلافات، التي تُفرّق بين الزوجين، هي الأساس الذي بدأت منه قصة حبهما". تقول المحللة النفسية صوفي كادالين، وتضيف: "الأشياء التي يختلف فيها الرجل والتي تميّزه عن الآخرين، هي التي تجعل المرأة تنجذب إليه في بداية قصة حبهما، لأنّها هي الأشياء التي تجعله فريداً من نوعه، ألا نقول مثلاً "أحبّه لأنّه مثل غيره من الرجال"؟ لكن ما إن تمرّ الفترة الأولى من الزواج، فترة الحماس المتقد، والمشاعر الصاخبة التي تغطي كل ما حولها، حتى ينقلب مفعول الاختلافات إلى العكس، وتتحول تلك الخاصيات التي جعلت كلاً من الزوجين ينجذب إلى الآخر، إلى أشياء تجعله لا يحتمل. لكن، لماذا؟ حسب المحللة النفسية، الجواب هو "لأن كلاً منّا يقول لنفسه:" إذا كنت سأبني مع شريكي أو شريكتي شيئاً صلباً ومتيناً في هذه الحياة، فعلينا أوّلاً أن نكون متفقين على كل شيء"، وهذا ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً.   - الصورة الأبويّة: "يبحث المرء أحياناً، عن وعي أو عن لا وعي، عن شريك الحياة الذي يشبه الوالدين أو أحدهما، أو ذلك الذي يختلف تماماً عن الوالدين (يختلف ذلك بحسب العلاقة مع الوالدين جيِّدةً كانت أم سيِّئة. لكن في كلتا الحالتين، الأمر سيّان). ويمكن أن يصاب الشخص بالإحباط، عندما يكتشف أنّ الأمر ليس كما يعتقد وأنّ الشريك المختار يختلف عما كان يتوقعه". هكذا يشرح المحلل النفسي صامويل لوباسيتي، الأمر في علاقته مع الصورة التي يحملها كل منا لوالديه. وتضاف إلى هذه الصورة الأبوية، صورة الشريك المثالي، أو فارس الأحلام الذي تكون الفتاة قد رسمت ملامح شخصيته في خيالها قبل أن تقابله، والذي قد تكشف اختلافات الحياة الزوجية، أنّه لا يتطابق مع صورة فارس الأحلام المثالي "اكتشاف اختلافات الزوج الحقيقي عن الزوجة، تعني الاعتراف بأنه لا يُطابق صورة فارس الأحلام، الذي كان في خيال الزوجة، والنتيجة أن بعض الزوجات يعشن خيبة الأمل هذه، على أنها نهاية الحب، والحقيقة أنها ليست بالضرورة كذلك".   - وجه الأهمية: "يُولَد الحُب عندما يعترف كل واحد من الزوجين باختلافات الطرف الآخر عنه في الآراء، في الأذواق والميول أو غيرها، حينها يمكن القول إنّ فلاناً يحب فلانة لما هي عليه فعلاً، أو فلانة تحب فلاناً لحقيقته وليس لما يدّعيه، أي تحبه بعيوبه" هذا ما يوضح صامويل لوباستي. وهذا ما يُسمّيه المتخصصون "الحب الناضج". عندما يترك الزوجان وهم تكوين الزوجين المثاليين، جينها فقط يصبحان جاهزين ليكونا زوجين فريدين لا يشبهان أحداً، وهذا يحدث طبعاً بفضل الإصابة النوعية التي تحملها لهما الفروق، التي تُميّز كلاً منهما عن الآخر. قال عالم النفس جانغ: "شعلة الحياة تتقد نتيجة احتكاك الأضداد ببعضها بعضاً".   - تقبل الاختلاف: تَقبُّل الاختلاف يعني أيضاً احترام استقلالية الطرف الآخر، وهو أمر مهم للإفلات من الشعور بالاختناق الذي قد يسبّبه الزواج. وهنا، تسوق لنا صوفي كادالين في كتابها "كيف يخترع الزوجان حياتهما الزوجية"، حالة السيدة فلورانس، التي تبلغ من العمر 35 عاماً، حيث تقول هذه الأخيرة "في بداية زواجي أنا وسباستيان، كنت أتضايق كثيراً من شغفه الكبير برياضة الركبي، كان يخصص كل أيام السبت للتدريب، ولم أكن أتفهّم ذلك. بالنسبة إليّ كان ذلك يعني أنّه يفعله لكي يهرب من قضاء نهاية الأسبوع معي. بقي الأمر كذلك، إلى أن قررت ذات سبت أن أذهب معه إلى الملعب، وعندما ذهبت ورأيت كيف يكون سعيداً مع أصدقائه، وكيف يمرح ويقضي وقتاً ممتعاً، وكيف أنّه كان منزعجاً قليلاً لأني موجودة هناك، على الرغم من أنه لم يقل لي ذلك بلسانه، أدركت أنني مخطئة وأنني أخنقه عندما أتضايق من تخصيصه يوم السبت لرياضته المفضّلة، أدركت أن تلك اللحظات هي لحظاته الخاصة التي يقضيها مع نفسه، وليس لحظاتنا المشتركة". منذ ذلك الوقت، قررت فلورانس أن تلتحق بناد للمسرح، وأصبحت تستغل فرصة ذهاب زوجها إلى رياضة الركبي، لكي تذهب هي أيضاً إلى نادي المسرح لكي تمارس هواية تحبها، ولكي تترك زوجها يستمتع قليلاً بوقته بعيداً عنها.   - كيف ذلك؟ معرفة النّقاط التي يختلف فيها الزوج عن الزوجة أمرٌ مفيد، وقد يكون وضع لائحة بهذه الأشياء أمراً مفيداً. مثلاً، "هو يحب السهر إلى وقت متأخر من الليل، وأنا أحب الإجازة على الجبل". معرفة هذه الأشياء تجعلك ترين زوجك كما هو في الحقيقة وليس كما تخيلته أو كما أردته. وهذه المعرفة الجيِّدة والصحيحة بالآخر، تُساعد الزوجين على حل مشاكلهما وخلافاتها الزوجية بطريقة أسهل بكثير.   - حددي مزاياه: تقول الأخصائية صوفي كادالين "لكي يدوم الزواج ويكون متيناً، ليس عليك فقط أن تتقبّلي كون زوجك مختلفاً عنك في أشياء عديدة، بل عليك أن تحبي اختلافه عنك، لأن هذه الاختلافات والتباينات تُبقي شعلة الحب متقدة". يجب أيضاً أن تعرفي ما النقاط التي يمكن لزوجك أن يتنازل فيها، وما تلك التي يمكنك أنت أن تتنازلي فيها، إذ لا يجوز أن يتنازل طرف واحد عن ميوله طوال الوقت لكي يرضي الطرف الآخر. يجب أن تُطوّري مع الوقت أنت وزوجك أدواتكما الخاصة، التي يمكنكما بها أن تُنَسّقا مع بعضكما بعضاً، وبدل أن تكون نقاط الاختلاف بينكما سبباً للتضاد والخصام أو الشجار، اجعلاها سبباً للتكامُل والانسجام. وانتبهي إذا ما توصلتما إلى اتفاق، فاعلمي أنه ليس ثابتاً يجب الالتزام به حرفياً إلى الأبد، بل إنّ في إمكانكما أن تُطورا الاتفاق الذي توصلتما إليه بين الفينة والأخرى، حسب تغيّر ظروفكما. اكتشافك أنّ الآخر مختلف، رغم كل الوقت الذي أمضيته معه، قد يجعلك تخافين من أن يتغير أكثر في المستقبل، بحيث يتوقف عن حبك، لكن لا تخافي، هناك حَلّ. إذ عليك أن تنصتي، وأن تفتحي عينيك، وأن تتقبّلي المفاجآت، وأن تستمتعي بالجديد، تَقبّلي الآخر كما هو، وتقبّلي أن يحتفظ لنفسه ببعض الغموض، لأن رغبتك الدائمة في اكتشاف الآخر وكشف غموضه، أمر جميل يحافظ على نار الحب مشتعلة.

أعلنت الدكتورة يوليا شاروفا خبيرة التغذية الروسية، أن مضغ القرنفل المجفف على الريق، يساعد الجسم على مكافحة الطفيليات الكيسية ويخفض من الحموضة وينعش التنفس.

وفي حديث لوكالة نوفوستي الروسية نصحت الخبيرة بضرورة مضغ 3-4 قطع من القرنفل المجفف جيدا على الريق.

وأضافت : "بما أن الطفيليات موجودة في جسم كل إنسان، لذلك يجب منع تكاثرها. والقرنفل المجفف يساعد جيدا في هذه الحالة ويزيل أكياسها".

وتابعت : إن خليط القرنفل المجفف ومنتجات الحليب يحمي الأطفال من تراكم المخاط في جسمهم. ويفضل طحن القرنفل المجفف ومن ثم خلطه بمنتجات الألبان ومن ثم تناولها.

واستطردت قائلا :"تسبب منتجات الألبان تراكم المخاط. والمخاط أرضية خصبة لتكاثر الفيروسات والطفيليات والبكتيريا. فمثلا في الصيف عادة يتناول الصغار والكبار الآيس كريم ( البوظة) ما يؤدي إلى تراكم المخاط في الجسم خلال فصل الصيف، وفي الخريف تنشأ بيئة جيدة لإفراز المخاط المتراكم، ما يؤدي إلى ظهور السعال والزكام وما إلى ذلك. وهنا من المهم أن نعلم أن لمنتجات الألبان ترياقا. والقرنفل المجفف هو هذا الترياق. لذلك أنصح بطحنه وإضافته لهذه المنتجات ليبدأ الترياق عمله داخل الجسم".

ويذكر أن علماء أمريكيين، أثبتوا أن للقرنفل المجفف خصائص مطهرة وأن الزيوت الطيارة الموجودة فيه تؤثر إيجابيا في الجهاز الهضمي وتمنع انتشار الفيروسات والبكتيريا المسببة للاتهابات الحلق واللثة والفم وأمراض أخرى.

 

يقال ان السعودية ودول عربية اخرى تجمح بشدة لتطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي لكنها تضع شروطا تبغي من خلالها حفظ ماء وجهها الذي من المؤكد انه سيراق خلال الولوج بهذه الخطوة المذلة وكما تراها عيون الشعوب العربية والاسلامية وحتى الدولية الناشدة للحقوق المضيعة في العالم.

قبل هذا وذاك فان التطبيع يلحق أفدح الأضرار بالشعوب العربية وبالخصوص الشعب الفلسطيني لما يرافقه من تضييع لحقوقه العادلة، وكما اسلفنا فان تداعيات التطبيع والتحالفات العربية مع الكيان الاسرائيلي لا تقتصر على الفلسطينيين اصحاب الارض الذين عانوا على مدى عقود من الاحتلال والقتل والتهجير والابادة والمعتقلات وحتى التصفية البشرية.

في كانون الاول/ديسمبر 2021، أعلن المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، استعداد المملكة لتطبيع العلاقات مع حكومة الاحتلال شرط تطبيق تل أبيب لمبادرة التسوية التي طرحتها الرياض عام 2002، مشيرا الى انه "بمجرد حدوث ذلك فإنه ليست المملكة العربية السعودية وحدها ولكن العالم الإسلامي بأكمله، والأعضاء الـ57 بمنظمة التعاون الإسلامي سيتبعوننا في ذلك، أي في الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها".

إن "الموقف السعودي الرسمي (حسب قول المعلمي في تصريح له لموقع "عرب نيوز" السعودي)هو أننا على استعداد لتطبيع العلاقات مع 'إسرائيل' إذا طبقت عناصر مبادرة التسوية التي قدمتها السعودية في 2002، والتي تدعو لإنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير".

اذن من خلال الشروط السعودية يتضح انها لا مانع لها من التطبيع (الذي يعني بحد ذاته الاعتراف الرسمي بالكيان المحتل والمغتصب لارض ليست بارضه)من خلال تحقيقه لثلاثة شروط اولها (حال انتهاء احتلال "اسرائيل" لكل الاراضي العربية المسيطرة عليها منذ 1967) وثانيها (تطبيق مبادرة التسوية العربية التي قدمتها السعودية 2002)، وثالثها (اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير).

لا يخفى ان قمة بيروت عام 2002، تضمّنت التنازل العربي عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم والاعتراف بـ"إسرائيل" وتطبيع العلاقات معها، وأدخال تعديلات عربية خطرة عليها منها تبادل الأراضي لضم حوالي 85% من كتل المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية إلى الكيان الاسرائيلي.

واليوم جددت السعودية رغبتها في التطبيع واقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان المحتل، اثر توجيه ولي العهد محمد بن سلمان إشارات جديدة بشأن قرب التطبيع مع "إسرائيل" عبر تصريحات مثيرة لوزير خارجيته فيصل بن فرحان الذي اكد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية يوم 24 شباط الماضي، ان اتفاقيات التسوية التي أبرمت بين دول عربية و"إسرائيل" بانها تشكل "تطورا إيجابيا للغاية".

إبن فرحان اكد لصحيفة “معاريف” الاسرائيلية بأن “اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط له فائدة كبيرة ليس فقط لإسرائيل نفسها ولكن للمنطقة بأسرها”، لكن السعودية لن تطبع العلاقات مع "إسرائيل" إلا بعد "حل عادل" للقضية الفلسطينية، مضيفا ان "هذا بالتأكيد سيسهل الطريق لجميع الدول العربية الأخرى التي لم تتوصل بعد إلى علاقات مع 'إسرائيل'، ولكن لكي يحدث ذلك، يجب أن يكون التركيز على القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل لها"، والحل العادل الذي تراه السعودية هو النقاط الثلاث التي اشرنا اليها سابقا.

اولا (انتهاء الاحتلال لكل الاراضي العربية المسيطرة عليها منذ 1967)، والسؤال هو هل هناك اراض عربية محتلة واخرى ليست عربية ليست محتلة من قبل هذا الكيان اللقيط والمعروف محليا وعربيا ودوليا ان اي شبر تحتله هذه الغدة السرطانية هو ارض عربية ليست بارضها، او بصيغة اخرى، هل ان الاراضي العربية المحتلة قبل 1967 ليست عربية؟ لتغض السعودية والدول المطبعة النظر عنها؟

ثانيا ( تطبيق مبادرة التسوية العربية التي قدمتها السعودية "مبادرة تسوية القمة العربية بدورته الـ14 في بيروت 2002")، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وهدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع "إسرائيل"، وكما هو واضح انها تسوية انصاف الحلول وليست حلا جذريا يرجع الحق لاصحاب الارض. انما هي اساسا مداهنة ومراوغة تبقي اعترافا دوليا بكيان اسرائيل المحتل مع بعذ الرتوش الجزئية التي لا تقدم ولا تؤخر من الامر شيئا.

ثالثا (اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصيروهي مسالة اعتبارية لا قيمة لها مع بقاء الاحتلال والاغتصاب ومع بقاء الكيان المحتل لارض فلسطين والذي سيكسب بهذه الخطوة اعترافا سعوديا عربيا اكبر من حجم كيانه اللقيط، اي ان ما سيكسبه هو اطار قانوني شرعي غير قابل للنقض مادامت جميع الدول العربية قد اعترفت به (حسب راي السعودية).

تزعم السعودية إنّ تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرط مسبق لتطبيع العلاقات، انه موقف يحظى بأهمية كبيرة اقليميا ودوليا باعتبار أن المملكة تقدّم نفسها على انها قائدة العالم العربي والاسلامي، غبر ان العلاقات مع الكيان الاسرائيلي تحسنت ضمن نهج سياسي استحدثه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يُنظر إليه بوصفه الحاكم الفعلي إنما من خلف الستارة.

الواضح الن السعودية والدول العربية المطبعة الاخرى تحاول جعل التطبيع امرا واقعا معترفا به عربيا واقليميا وهو مهمة حيوية عربية يسابقون بها التطورات العسكرية للمقاومة الشرعية العاملة على تقويض هذا الكيان الاسرائيلي ووجوده غير الشرعي بالمنطقة، انهم يسابقون ليس على مستوى اقامة العلاقات الدبلوماسية فحسب انما يتسع الامر ليصل الى تحالفات عسكرية خصوصا وان بقاء الكثير من الدول والمحميات الكانتونية مرهون ببقاء "اسرائيل" بالمنطقة، وقد كشفت وسائل إعلام عبرية مؤخرا ومنها أوردت “القناة 12” الاسرائيلية عن انشاء تحالف عسكري جديد بين الإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي يضم المملكة العربية السعودية ضمن مؤامرة أبوظبي لفرض التطبيع العلني إقليميا.

يستهدف التحالف المشار اليه تهديدات الصواريخ والطائرات المسيّرة "الانتحارية" واكتشافها واعتراضها، وحسب القناة أن "تشكيل التحالف جرى في الأيام الماضية مع دول قريبة وبعيدة من "إسرائيل"، بعد يوم فقط من نجاح الطائرة المسيرة اللبنانية “حسان”، بتنفيذ عمليه داخل الأراضي المحتلة لمدة 40 دقيقة، وعودتها بسلام.

المتوقع ان يستعر مسلسل التنازلات السعودية والعربية عن فلسطين وعروبتها بزعم تشجيع الكيان الاسرائيلي على التسوية بموافقة معظم الدول العربية المطبعة ومحاولة جر غير المطبعة الى مستنقعه التطبيعي هو محاولة فاشلة مقدما لإلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 3379 الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية، وذلك لتشجيع الاسرائيليين على حد زعمهم على حضور مؤتمر مدريد، في وقت ألغت مملكتي السعودية والبحرين المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة، وكان مجلس التعاون الخليجي قد ألغى مقاطعة الكيان الاسرائيلي في عام 1996 كخطوة ضرورية نحو التسوية، مما ألحق أفدح الأضرار بالشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.

السيد ابو ايمان

المصدر:العالم

الأحكام في التشريع الإسلامي خمسة: الحلال، والحرام، والواجب، والمستحب، والمكروه؛ ولكن معرفة الواجب والحرام هي عماد المعرفة الشرعية، لأنّنا إذا عرفنا الحرام، عَلِمنا أنّ ما عداه هو الحلال، إذ يكفي أن نَتعرَّف على قائمة المحرَّمات والممنوعات ليصفو لنا ما تبقّى حلالاً هنيئاً مريئاً مباحاً طيِّباً.. وأمّا الواجب، فهو الفرائض (المسؤوليات التي نُسألُ عنها من قِبَل الله: أدَّينا أم قصَّرنا؟ لبَّينا أم تخلَّفنا؟ وهي في الحقيقة رعاية مصالح الحياة وفق نظام ربّاني لا تصلح حياة الناس إلّا به).

إنّ التحليل والتحريم ليس من مهمّاتنا، بل هي من اختصاص الله تعالى، وحقّه وحده. يقول عزّوجلّ: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾ (النحل/ 116)، معتبراً التحليل والتحريم الكيفي غير القائم على دليل، كذباً عليه جلّ جلاله. ولقد فَصَّل تعالى وبَيَّن في كتابه المحرَّمات: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾ (الأنعام/ 119)، فقال عزّ مَن قائل: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ (البقرة/ 173)، كما حَرَّم الرِّبا والقتل إلّا بالحقّ، وحَرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ودعا إلى تعظيم حرماته، أي الالتزام بأحكامه لأنّ فيها نظام الخير والسعادة للناس، وبناءً على ذلك قال الإمام عليّ (عليه السلام): «ومَن أشفق من النار اجتنب المحرَّمات»[1].

والحرام، الذي هو كلُّ ما نهت عنه الشريعة بدليل، لا يُقابل الحلال في التكليف، بل يُقابل الفريضة (الواجب) لأنّ الحلال مُباحٌ لا يدخل في التكليف، وإنّما المسؤولية تترتّب على العمل بالحرام وترك الواجب.

وقد يكون التحريم منصوص العلّة، أي تحريم الشيء بسبب خُبثه والمفاسد المترتِّبة عليه، وقد يأتي التحريم ليرى الله تعالى مَن يمتثل ومَن يعصي، وقد يُحرِّم - عزّوجلّ - أُموراً عقوبةً على الظلم ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ﴾ (النِّساء/ 160).

مسؤوليتي الأُولى بصفتي مُكلَّفاً ومسؤولاً مسؤولية شرعية أن أتعرَّف على خطوط الحرام لئلّا أدخل فيها فأُعاقب نفسي بتناول أو تعاطي الضارّ، قبل أن أنال عقاب الله على العصيان، ولِمَ الأخذ بالحرام - على ما فيه من خبائث ومفاسد وأضرار - ومساحة الحلال واسعة جدّاً وطيِّبة جدّاً؟ يقول الإمام عليّ (عليه السلام): «وما أُحلَّ لكم أكثر ممّا حُرَّم عليكم»[2].

وعلى أيّة حال، فإنّ معرفة الحرام تكفي لمعرفة الحلال، فما دون الحرام حلالٌ طيِّبٌ مباحٌ أكله، وشربه، ولبسه، وسُكناه، وتعاطيه.

وأمّا الواجبات في الشريعة فليست الفرائض: الصلاة، الصوم، الحج، والزكاة فقط، بل كلّ ما أوجبه الله تعالى على الإنسان المسلم في كتابه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كقاعدتين تجمعان بين جناحيهما كلّ ما هو (صالح) فيُشجِّعان عليه، وكلّ ما هو (فاسد) فيُحذِّران ويُنفِّران منه.

وكما أنّ إجازة السوق لا تُمنح لسائق إلّا بعد أن يكون قد أحاط علماً بالمحظورات أو الممنوعات في السير، وتَعرَّفَ معرفة تفصيلية على علامات المنع والتوقُّف، وبعد أن يُختبر بها فيُرى كم هو ملتزمٌ بها، فإنّ إجازة الإيمان لا تُمنح للإنسان المسلم إلّا بعد أن يعرف المحرَّمات، فلا يخترقها أو يتجاوزها لأنّها خطوط حمراء، إلّا بعد أن يُلمّ بمعرفة ما يتوجَّب عليه عمله، ولا عملَ في الإسلام إلّا بعِلم 

 

[1]- نهج البلاغة، قصار الحكم، الحكمة30، ص655.

[2]- نهج البلاغة، الخطبة 114، ص274.

المصدر:البلاغ

 

الحجّ بما هو عبادة وفريضة على الناس يهدف فيما يهدف إليه إلى تأكيد حقيقة الإيمان بالله تعالى في قلوب عباده وتجديد لحركة المشاعر في النفوس لجهة معايشة هذا الإيمان وتعميقه في القلوب وتركيزه في العقول.

ومن انعكاسات هذا التأكيد والتجسيد تعزيز روح الأُمّة في اجتماعها ووحدتها، وترسيخ معاني المحبّة والرحمة والأخوّة بين أفرادها ومذاهبها وطوائفها، والسعي إلى إصلاح ذات البين والتعاون على رفض الفتن والعصبيات والإثم والعدوان والبغث.

والحجّ يعلِّم الناس أن يتلاقوا وينتفعوا من كلّ الغِنى والتنوّع الذي أودعه الله تعالى في الأُمّة، وأن يتعالوا على كلّ الفروقات والحواجز بينهم، والتي تعقّد حياتهم، فإذا ساروا في خطّ الإيمان فلن يكون لأي فروقات من معنى واعتبار. وعندما يجتمع الناس في الحجّ يجب أن تسقط كلّ الحواجز المادّية والنفسية التي تضعها الفواصل العرقية واللونية والقومية بين الناس، ليلقوا على صعيد واحد هو الإيمان بالله والسير على نهجه والالتزام بدينه والجهاد في سبيله طلباً لرضاه، ممّا يوفّر لهم الخروج من الدوائر الضيِّقة التي يحبسون حياتهم فيها لينطلقوا إلى الدائرة الكبيرة التي تحتويهم جميعاً، والتي تؤسّس لقضاياهم الإسلامية وارتباطها بالهدف الكبير الذي يتحرّك فيه الإسلام في الحياة.

فالحجّ إلزام إلهيّ للمؤمنين المخلصين بما عاهدوا عليه الله من الانقياد لطاعته والانتفاع من اجتماعهم بما يقوّي وحدتهم ويؤسّس لعلاقات وروابط جديدة على مستوى التعاون والتعارف والتشاور في حل مشاكلهم، فتتحوّل النداءات في طقوس الحجّ إلى امتثالات والتزامات تنعكس بتجلياتها على الواقع برمّته، لتضخّ به الحياة في عروق المجتمع لتبعده عن الرتابة.

يقول تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) (الحجّ/ 27)، وأعلن ذلك في نداءاتك كتشريع تقرره، لا مجرّد صوت تطلقه ليشعروا من خلال ذلك بأنّ هناك إلزاماً إلهيّاً يدفعهم إلى الامتثال ويقودهم إلى الطاعة يأتوك سائرين على أقدامهم أو على بعير مهزول من شدّة التعب من أي طريق بعيد ليحصلوا على منافع الحجّ الدنيوية التي يحقّقها لهم اجتماعهم على مستوى التعارف والتبادل والتعاون والتشاور في حلّ المشاكل التي يعيشونها.

إنّ كلمة (لبيك) تعني إنّنا ـ يا رب ـ نلتزم في موقفنا هذا بكل نداءاتك بالإسلام كلّه، في عباداته وفي أخلاقه وفي جهاده، وفي سياسته واقتصاده، وفي مواجهة كلّ التحدّيات التي يواجهها الإنسان من الشيطان الداخلي في عمق نفسه أو من الشيطان الخارجي في عمق واقعه وفيما يحيط بحياته.

إنّها الحركة الصارخة في النداء الذي تنطلق به كلّ حناجر الحجّاج لتؤكّد موقفهم الذي يريد أن يلتزم بالإسلام من جديد، في مسيرتهم إلى مركز الدعوة الإسلامية في مكّة، لتكون مسيرة الحجّاج من سائر أقطار العالم هي مسيرة الإسلام التي تقول ـ من خلال تلك الكلمات الخاضعة الهادرة ـ يا رب إذا كان الناس قد تركوا الإسلام فلم يؤمنوا به ولم يرتبطوا به، وإذا كان المسلمون قد انحرفوا عن خطّه وتركوا الكثير من تعاليمه وانتموا إلى الاتجاهات الأُخرى التي تختلف عن خطّه المستقيم.

إذا كان الواقع هو ذلك، فها نحن قادمون إلى بيتك المحرّم لنقول من كلّ قلوبنا ومن كلّ عقولنا ومن كلّ مواقعنا ومواقفنا وتطلّعاتنا «لبيك اللّهُمّ لبيك» فقد جعلت الإسلام لنا بكلّ عمقه وامتداده رسالة الحياة، ونحن نريد أن ننطلق إلى الحياة من خلاله. ولا يمكن للإيمان أن يتأكد أن يخرج إلى العلن فعلاً وممارسة إلّا إذا خرج من دائرة الاستغراق بالغيب في حالة وجدانية ملتهبة معزولة عن إدارة وتحريك شؤون الحياة بما ينفع الفرد والجماعة، وهنا تأخذ العلاقة بالله أبعاداً أصيلة ومعيوشة.

وفي جولة في آفاق الحجّ وما يتصل بذلك، فإنّ القيمة الكبرى للعبادات الإسلامية أنّها لا تمثّل مجرّد حالة وجدانية ذاتية غارقة في ضباب المحبّة وغيبوبة الخشوع ليبقى الإنسان بعيداً عن حركة الحياة عندما يقف بين يدي الله، بل هو تعبير عن الخطّ الإسلامي العملي في علاقة العبد بربّه، حيث يلتقي الجانب الروحي بالحياة في أوسع مجالاتها وأرحب آفاقها، ليتصوّر معها حياته التي تضجّ فيها الحركة، فنجد في الصلاة.. التصوّر الإسلامي لله في صفاته المتصلة بحركة الحياة في مخلوقاته من التربية والرعاية والرحمة، وبطبيعة العلاقة التي تشدّ الإنسان إلى الله وبالتوجه إليه في مجال الصراع الذي تزدحم فيه التيارات الضالة والجاحدة في مقابل الخطّ المستقيم.

فإذا التقينا بالحجّ، فإنّنا نلتقي بالعبادة الزاخرة بأكثر من معنى، فهي تلتقي بالصلاة في أجواء الطواف والسعي، والوقوف بعرفات والمزدلفة والمبيت بمنى، حيث يعيش الإنسان أعمق حالات التأمّل وأصفى مشاعره وأرفع درجاته.

أمّا الإحرام، فإنّه يمثّل الالتقاء بالصوم، حيث يفرض على الإنسان الالتزام الطوعي الاختياري بكثير من الأشياء التي تتّصل بشهواته وعاداته وأخلاقه، فتمثل مرحلة تدريبية صعبة يتعلّم فيها الصبر والخشونة واحترام مشاعر الآخرين، واحترام كلّ شيء محترم حوله حتى الحيوان والنبات.. إلى جانب دقّة الملاحظة عندما يراقب كلّ حركة من ركاته حتى سقوط الشعر وحلّ البدن والنظر في المرآة، أمّا رمي الجمار فإنّه يمثّل الرمز العملي للصراع مع الشيطان في ما تمثّله الجمرات من رمز.

وهكذا يتحرّك الإنسان من عمل إلى عمل ليحقّق لنفسه البناء الروحي والفكري والعملي في أجواء العبادة التي يعيش في داخلها اللقاء بالله، وبذلك لا تشارك العبادة في عزل الإنسان عن الحياة، بل هي على العكس من ذلك، تدفعه دفعاً إليها بكلّ قوّة من موقع الروحية التي تعطي المادّة معناها دون أن تفقدها صفاتها المادّية، وقد لا يكتفي الإسلام في تحقيق معنى العبادة بما افترضه وشرّعه من أشكالها، بل يمتد بها حتى يجعل كلّ عمل محبوب لله عبادة إذا قام به الإنسان لوجه الله.

وفي ضوء ذلك كلّه نجد في كلمة: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِ) (البقرة/ 196) إيحاءً بالإتمام من الناحية الروحية التي يعيش الإنسان فيها أجواء الحجّ، بالمستوى الذي يرتفع فيه إلى الآفاق العالية التي تمثّلها هذه الفريضة، ويتحرّك معها بأخلاقية إسلامية كاملة، فلا يكتفي بالشكل ويبتعد عن المضمون، لأنّه يمثّل ـ في هذه الحالة ـ الإتمام الشكلي إلى جانب النقص الواقعي المضموني، ممّا يجعل العمل غير مقرّب لله وغير مقبول عنده، لأنّ الله لا يقبل من الأعمال إلّا ما أقبل الإنسان فيها بكلّ كيانه وروحيته.

فالحجّ تجربة عبادة ترفع من إحساس المؤمن بمسؤولياته في الحياة، فعندما يعود إلى موطنه ومجتمعه عليه واجب العمل بهذا الإحساس، وعندما نريد أن نحدّق بالحجّ في إيحاءاته وفيما يرمز إليه لنخرج من الاستغراق في ذاتية الأعمال إلى الانفتاح على الآفاق الواسعة التي بلور فيها شخصية الإنسان المسلم ليعود من حجّه إنساناً منفتحاً على كلّ مسؤوليته إنساناً منفتحاً على كلّ مسؤوليته في الحياة منطلقاً من الساحات الواسعة التي كلّما عاش فيها مسؤوليته كلّما اتّسعت أكثر.

وأخيراً وليس آخراً، إنّ الإنسان في الحجّ يقف بين يدي ربّه عارياً من كلّ شكليات الواقع الفردي والاجتماعي ليؤكّد أنّه لن يستجيب له استجابة واحدة، ولكن إجابة ممّا يوحي أنّ الإجابة تظل تتحرّك في خطّ الحياة، فكلّ الإجابات تؤكّد أن يكون كلّه في حركة مع الله يتحوّل الإنسان إلى تجسيد لاستجابة الله من خلال دعوته سبحانه وتعالى للناس (اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24).

 

الخميس, 10 آذار/مارس 2022 13:10

عاداتك الصحية تعكس شخصيتك

آخر صيحة في عالم الدراسات النفسية، التعرف على شخصية الإنسان وطباعه وتصرفاته اليومية من عاداته الصحّية، أي العادات البيولوجية.

حيث إنّ العادات بصفة عامة والعادات الصحّية بصفة خاصة، هي جزء لا يتجزأ من سمات الشخصية بعضها وراثي حيث تنتشر نفس العادة بين أفراد متعددين في الأسرة الواحدة، والبعض الآخر مكتسب تفرضه طريقة التنشئة وظروف البيئة، ومخاوف الوالدين والخبرات السابقة.

ويحدد علم النفس أنماط الشخصية إلى أنواع منها: الشخص الذي يغالي في تطبيق القواعد الصحّية، حتى يصبح أسيراً لها، ففي كلّ صباح يبدأ بحصر عدد ساعات نومه، وفي المساء يبدأ بحساب كلّ ما أكله وما شربه.. فكره دائماً متعلق بدقات قلبه. فإن أسرع قليلاً تملّكه الخوف، وإن أبطأ قليلاً خيّل إليه أنّ نهايته اقتربت. وهو لا يشرب من كوب في مطعم، ولا يستعمل أدوات غير أدواته مهما اضطرته الظروف إلى ذلك خشية المرض. وحديثه في معظم الأوقات في بيته وعمله يدور حول الظواهر الكثيرة التي ينفرد بها في رأسه وصدره وقلبه ومعدته، هذا النوع من الأشخاص يكون مضطرب النفس والأعصاب، يملكه الوسواس، عصبي المزاج، متقلب غير مستقر، علاقته الاجتماعية محدودة ومنطو على نفسه إلّا أنّ النوع الثاني على العكس، يضرب عرض الحائط جميع النصائح المتعلقة بالصحّة، يؤمن بالفلسفة القائلة "كل واشرب وامرح فقد تموت غداً" ويقضي حياته كلّها غارقاً في الملذات، ولا يستطيع السيطرة على حياته ولا يهتم بما يصيبه من آلام دون أن يسرع إلى علاجها.

هذا النمط من الشخصيات، فوضوي متهور مسرف لا يهتم كثيراً بالآخرين، كلّ اهتماماته تدور حول ذاته لدرجة تجعله لا يشعر بأقرب الناس إليه، لكنّه في نفس الوقت طيب القلب، مرح الطباع، اجتماعي إلى حد كبير.

النوع الثالث، هو الشخصية التي تعد من الناحية الطبية مثالية، أي يمثل صورة الشخص الذي يسير في جميع أطوار حياته بقدمين ثابتتين، وهو يؤمن بأنّ الاعتدال هو حجر الزاوية في الحياة الصحّية السعيدة وبأنّ "درهم وقاية خير من قنطار علاج". لذلك يتعرّف على نقط الضعف في جسمه ويتفادى ما يصيبه بسهولة، وهو يثق بأنّ الطبيعة كفيلة بتحقيق ما يهدف إليه من صحّة بدنية ونفسية وعقلية. ومثل هذا الشخص قد يقضي ليلتين ساهراً حتى ساعة متأخرة من الليل، لكنه يأوي إلى فراشه مبكراً في الأمسيات الخمس التالية من الأسبوع.. وإذا أفرط في تناول الطعام يوماً قلل منه في اليوم التالي، إيماناً منه بالحكمة القائلة: "خير الأمور الوسط".

وهذا النوع هادئ النفس والأعصاب متزن التصرفات والتفكير، يقدر الظروف المحيطة به، ناجح في حياته الخاصة والعامة وفي علاقاته مع الآخرين.

ولكن الاتجاه الحديث في علم النفس لم يعد يسجن كلّ شخص في نمط محدد بذاته من أنماط الشخصية، بل أنّ النمط المتكيف هو النمط الغالب في الدراسات الحديثة، بمعنى أنّ كلّ فرد يحمل الوساس حول صحّته وبعض الميل الفوضوي والإهمال وبعض التوسط والاعتدال، وهنا تسمى الشخصية حسب العادات الغالبة عليها.

كما يرى علماء النفس، أنّ الشخصية في تغيير مستمر، فلم يعد يقال: أنّ هذا موسوس، وذاك فوضوي الشخصية، إلّا في وصف مرحلة محدودة من حياة الشخص، فلو وعينا معنى الاختيار لأدركنا أنّ أية مرحلة لابدّ أن يعقبها تغير من نوع ما، وأنّ الإنسان في مرحلة نضجه ومعرفته لذاته وجذور عاداته، يستطيع تعديل هذه العادات باستمرار، حتى تظهر أبعاد شخصيته أكثر عمقاً في دائرة الوعي. حيث تتغير بالتالي نوعية كيان الإنسان، وتتبدل السمات والعادات فيه.

لذا علينا قبول أنفسنا كما هي، والفخر بضعفنا وأنانيتنا في هذه اللحظة، ما دمنا نعمل جاهدين للتخلص منها بوعي واختيار وصبر واستمرار، والسعي بعد ذلك إلى البحث عن البديل في داخلنا لئلا نكون صورة مشوهة عن الآخرين.

 

وصل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، الأربعاء، إلى البحرين لعقد لقاءات مع مسؤولين بحرينيين وقائد الأسطول الخامس الأميركي، ضمن زيارة هي الأولى من نوعها ولم يُعلن عنها مسبقا.

وقالت وكالة الأنباء البحرينية إن رئيس الأركان البحريني، الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي، استقبل كوخافي لدى وصوله المطار في زيارة رسمية. فيما وصف الجيش الإسرائيلي، في بيان، زيارة كوخافي للبحرين بـ"التاريخية". وأضاف أن كوخافي التقى نظيره البحريني، وكذلك مستشار الأمن الوطني، الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى في البحرين، ناصر بن حمد آل خليفة.

ومن المقرر أن يلتقي كوخافي "بمسؤولين آخرين في المؤسسة العسكرية والقيادة البحرينية، بالإضافة الى قائد الأسطول الخامس الأميركي، الأدميرال تشارلز براد كوبر، في مقر الأسطول في البحرين"، وفق البيان.

ويرافق كوخافي خلال الزيارة (غير معلنة المدة) مسؤولون عسكريون إسرائيليون، بينهم رئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، تال كالمان، ورئيس لواء العلاقات الخارجية، إفي دفرين، ورئيس الدراسات في شعبة الاستخبارات (العسكرية)، عميت ساعار.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، جرى نقل العلاقة بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي إلى القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، بعد أن كانت "إسرائيل "ضمن القيادة الأمريكية الأوروبية (يوكوم).

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "الزيارة المكوكية التي تم الإعلان عنها فقط بعد هبوط رئيس الأركان في البحرين، تأتي على خلفية الاتفاق النووي الجاري إعداده بين إيران والقوى الكبرى (في محادثات جنيف)، والذي يثير قلقا كبيرا في إسرائيل".

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في 14 فبراير/شباط الماضي، زيارة هي الأولى للمنامة، والتقى ملك البلاد، حمد بن عيسى آل خليفة، ومسؤولين آخرين بينهم وزراء الخارجية والصناعة والمواصلات.

وسبقت زياة بينيت إلى البحرين زيارتان لوزيري الخارجية يائير لابيد والدفاع بيني غانتس، خلال الأشهر الماضية.

وفي سبتمبر/أيلول 2020، وقعت "إسرائيل" والبحرين، في واشنطن، اتفاقية لتطبيع العلاقات بينها، برعاية الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب((02017-2021)

 

المصدر:القدس العربي