emamian

emamian

 

توفي رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

ونعاه عدد من أفراد العائلة عبر مواقع التواصل، قبل صدور الاعلان الرسمي عن الوفاة من قبل المجلس الشيعي الأعلى.

وساءت حال الشيخ قبلان الصحية في الفترة الماضية، ما استدعى دخوله مراراً الى المستشفى.

وقد غاب الشيخ قبلان عن الأضواء في السنوات الأخيرة بسبب حالته الصحية.

من هو؟

ولد عام 1936 في بلدة ميس الجبل الجنوبية، والتي عرفت بحوزاتها الدينية وعلمائها.

أسند إليه منصب المفتي الجعفري الممتاز في العام 1974، حين كان رفيقاً لمسيرة الامام موسى الصدر.

وفي العام 1994، انتخب الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كما انتخب الشيخ قبلان بالإجماع نائباً للرئيس.
على اثر إصابة الإمام شمس الدين بمرض عضال ودخوله إلى المستشفى في العام 2000، تولى المفتي قبلان مهام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

 

اعرب قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي في بيان اصدره عن شكره الخالص للبعثة الايرانية المشاركة في الالعاب الباراولمبية في طوكيو.

وافاد الموقع الاعلامي لمكتب قائد الثورة الاسلامية ان سماحة اية الله السيد علي خامنئي اصدر بيانا اعرب فيه عن شكره للبعثة الايرانية المشاركة في الالعاب الباراولمبية في طوكيو.

وجاء في بيان قائد الثورة الاسلامية "اقدم خالص شكري للبعثة الشامخة التي شاركت في الالعاب الباراولمبية والتي بثت من جديد عبر الميداليات التي حصدتها السرور في اوساط الشعب الايراني .

يذكر ان البعثة الرياضية الايرانية المشاركة في دورة الالعاب البارالمبية في طوكيو والتي ضمت 62 رياضيا ورياضية حصدت 12 ميدالية ذهبية و 11 فضية و 1 برونزية. لتتبوا المركز الـ12 في الترتيب العام للدول المشاركة.

المصدر:العالم

عزى قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي في برقية برحيل آية الله السيد محمد سعيد الحكيم ، أحد مراجع التقليد في النجف الأشرف وقال ان الفقيد كان له مؤلفات قيّمة في الفقه والأصول ، وغيابه يعد خسارة علمية لحوزة النجف المباركة. .

ان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بعث برقية عزى فيها برحيل آية الله الحاج السيد محمد سعيد الحكيم أحد مراجع التقليد  في النجف أشرف.

وجاء في نص برقية قائد الثورة الاسلامية "أقدم التعازي برحيل العالم المحقق الفقيد آية الله الحاج السيد محمد سعيد الحكيم رحمه الله ، إلى حوزة النجف الكبرى ومراجع التقليد وعلماؤها الاعلام ، وإلى اسرة الطبطبائي الحكيم الرفيعة، ولا سيما ابنائه وذويه ، انه كان من مراجع التقليد وله مؤلفات قيمة في الفقه والأصول ، وان فقدانه يعد خسارة علمية لهذه الحوزة المباركة ، أسأل البارئ الرضوان الالهي لهذا الفقيد ."

 

الموت يغيب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بعد صراع مع المرض استدعى دخوله مراراً الى المستشفى في الفترة الماضية حيث ساءت حالته الصحية. وقد غاب الشيخ قبلان عن الأضواء في السنوات الأخيرة بسبب حالته الصحية.

من مواليد عام الف وتسعمئة وستة وثلاثين في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان إحدى قرى جبل عامل التي تميزت بحوزاتها الدينية ونبوغ علمائها.

أسند إليه منصب المفتي الجعفري الممتاز في العام 1974، حيث كان رفيقاً لمسيرة الامام موسى الصدر.

وفي العام 1994، انتخب الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كما انتخب الشيخ قبلان بالإجماع نائباً للرئيس.

وفي عام 2000 وعلى اثر إصابة الإمام شمس الدين بمرض عضال ودخوله إلى المستشفى، تولى المفتي قبلان مهام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

كان سماحته من أوائل الداعين لمقاومة المشروع الصهيوني ومحاربة الاحتلال الإسرائيلي للبنان ودعا إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية فعلاً لا قولاً، مشدداً على ضرورة تحويل هذه الانتفاضة إلى مقاومة مسلحة ينضوي تحت لوائها الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه السياسية.

وناشد سماحته أكثر من مرة رؤساء وزعماء العرب والمسلمين إنقاذ القدس والحفاظ على هويتها العربية.

ولعب سماحته دوراً مميزاً في بث روح المقاومة بين اللبنانيين، فكان تلامذته وأبناؤه في طليعة المقاومين للاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وأدرك سماحة المفتي قبلان أن صناعة الإنسان المسلم لا تنحصر في التثقيف والتبليغ الدينيين فحسب، إنما هي بحاجة إلى مؤازرة ومتابعة مستمرة، وحرصاً على إتمام هذه الرسالة الإنسانية والإيمانية بادر ببناء العديد من المؤسسات التي تصب في تعزيز مكانة الإنسان وخدمته.

المصدر:العالم

منذ الاعلان عن وفاة المرجع الديني البارز آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم رضوان الله عليه، يوم الجمعة الماضي، حتى تناول الكتاب حياة الراحل الكبير، وهي حياة تمتد على مدى 86 عاما من تاريخ العراق، ومازالت المقالات والتصريحات تتوالى، حيث تناول كل كاتب جانبا من حياة المرجع الراحل،  وهي جوانب زاخرة بالعطاء دون استثناء .بدورنا سنتوقف قليلا في هذه السطور، امام بعض مواقفه من القضايا والاحداث السياسية، لاسيما ان غلب حياته المباركة كانت تحت تاثير هذه القضايا والاحداث، حتى انه سُجن في عهد الطاغية صدام 8 سنوات.

البعض وصف المرجع الراحل بانه "تاريخ" ، فالراحل عاش كل المراحل المهمة من تاريخ العراق المعاصر، فقد قارع المد الشيوعي نظريا، من خلال الكلمة والخطابة ، وقارعه عمليا، من خلال توزيع منشورات "جماعة العلماء"، التي كانت تقارع الفكر الشيوعي بالبينة والبرهان، وهو في ريعان الشباب.

العراق إبتُلي بخطر اكبر من الخطر الشيوعي وهو خطر البعث الصدامي، الذي كان المرجع الراحل من الاشخاص الذين استشعروا هذا الخطر على العراق والعراقيين، فعصابة البعث ناصبت، منذ اليوم الاول، العداء لاتباع اهل البيت عليهم السلام والشعائر الحسينية، وفي مقدمة من ناصبتهم العداء كانت المرجعية الدينية ومراجع التقليد.

كان للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم، موقفا حازما من الحكم البعثي الصدامي للعراق، ورفض مسايرته واضفاءه الشرعية ، فنقمت عصابة البعث على المرجع الراحل وحاربته ومنعته من السفر خارج العراق حتى انها حرمته من زيارة بيت الله الحرام عدة مرات، ومنعته ايضا من زيارة الامام الحسين عليه السلام .

ومن المواقف الشجاعة لاية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، والتي ستبقى في ذاكرة العراقيين، موقفه من المؤتمر الذي دعا اليه الطاغية صدام ابان الحرب التي فرضها على الجمهورية الاسلامية الفتية في ايران، المعروف بـ"مؤتمر علماء المسلمين" والذي رفض حضوره وشارك فيه اشباه العلماء وعلماء السوء، لاضفاء المشروعية على عدوانه ضد الشعب الايراني المسلم، حيث وصفوا ايران بانها "مجوسية وكافرة"!!.

هذا الموقف الشجاع للمرجع الراحل من الطاغية صدام، كلفه وكلف اسرة آل الحكيم العشرات من الشهداء ، فقد انتقم الطاغية من هذه الاسرة العريقة والعلمية والمجاهدة، حيث اعتقل اغلب اعضائها وقام باعدام افرادها فردا فردا، فيما بقي المرجع في السجن من عام 1983 الى عام 1991.

مواقف السيد الحكيم لم تكن غريبة عن سادات اهل الحكيم، فهذه الاسرة معروفة في مواقفها المناهضة للمستعمر والمستبد، فقد قارعت المستعمر البريطاني والانحراف الشيوعي والاستبداد البعثي، والعصابات التكفيرية وعلى راسها "داعش" الوهابية، وقدمت في مقارعتها للارهاب التكفيري الشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم.

من اكثر بيانات التعزية التي عبرت افضل تعبير عن دور المرجع الراحل، كان بيان هيئة الحشد الشعبي، حيث جاء في جانب من هذا البيان: "لقد كان للمرجع الكبير سفر خالد في ميادين الحوزة العلمية وحلقات تدريس العلوم الدينية ورعاية المنظمات الاجتماعية التكافلية، فضلا عن مقارعته النظام المقبور ودعمه وإسناده للحركة الجهادية في العراق خلال معاصرته المراحل الصعاب الشداد التي مر بها بلدنا الصابر، ومنها محنة الإرهاب الدموي وما رافقها من تداعيات حتى تأسيس الحشد الشعبي الذي نال دعمه المؤثر ووصاياه المهمة الى جانب بقية المراجع العظام في النجف الأشرف".

الحشد الشعبي، وليد الفتوى المباركة للمرجع الديني سماحة السيد السيستاني، حظي برعاية واهتمام خاص من لدن المرجع الحكيم الراحل، فهناك تصريح مشهور لسماحته قال فيه:"ان الحشد الشعبي هو مصدر قوتنا، فهو الذي هزم داعش"، ومن اكثر الكلمات المؤثرة للسيد المرجع بحق الحشد الشعبي، والتي تبين كيف كان ينظر سماحته الى الحشد ودوره في حفظ العراق من الفتن والاطماع الخارجية، هي عندما قال:" اتمنى ان اكون بين الحشد، ولكن وضعي اصبح اعجز من اخطو بخطوات فضلا عن ان امشي مسافات طويلة".

 

المصدر:العالم

بدأت في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الخميس، قمة ثلاثية تجمع كل من الرئيس محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

و يشار إلى أنه يأتي انعقاد القمة في إطار التشاور المكثف في مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة الخطوات المقبلة فيما يتعلق بمساندة القضية الفلسطينية في مختلف المحافل وعلى كافة الصعد.

وأوضحت المصادر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار مصر لمناقشة ملف المصالحة الفلسطينية، حيث تعمل القاهرة حالياً على صياغة مصالحة غير مشروطة وبجدول زمني بين حركتي فتح وحماس.

وأشارت المصادر أن المشاورات ستتناول ضرورة أن تكون الهدنة مع الاحتلال في كافة المناطق الفلسطينية، كما ستتناول ادخال الأموال اللازمة خلال الفترة المقبلة لسلطة الفلسطينية والتي تعطل "اسرائيل" دخولها.

ولفتت المصادر إلى أن زيارة أبو مازن للقاهرة تأتي لحشد الدعم الدولي لخطة إعادة الإعمار.

وقالت:"إن الحوارات ستتناول ملف وقف التراشقات الاعلامية بين الفصائل الفلسطينية والعودة إلى طاولة واحدة".

وجدير ذكره أنه سبق القمة الثلاثية اجتماعان منفصلان، جمع الأول الرئيس عباس ونظيره المصري، فيما جمع الثاني الرئيس المصري والعاهل الأردني.

 

الخميس, 02 أيلول/سبتمبر 2021 19:24

الزكاة.. ضرورة من ضرورات الحياة

كلمة زكاة أصلها زَكَا ومعناها الخلوص، ويقال لها: عشر الغلّات، أو الصدَقة، وهي واجبة بحسب الشريعة، ويُعتبَر أداءُ هذه الفريضة بمنزلة إشراك الفقراء والمحتاجين في قسم من النعم والمواهب الإلهية التي وهبها الله للإنسان، وهي وسيلة لتطهير تلك المواهب والنعم، ويتمّ عادة إعطاءُ أموال الزكاة إلى حساب بيت المال لصرفها في المنافع والمصالح العامة من بناء المدارس والمستشفيات ودُور الأيتام، وأمثال ذلك.

إنّ من يعرف الآدابَ والرسوم اليهودية والمسيحية يدرك جيداً الشَّبَهَ الواضح والكبير بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية) في استفادتهم من عُشر الغلّات كلمة (tithe) التي تستعمل في المسيحية مأخوذة من كلمة إنكليزية قديمة بمعنى عشر، لكنّ هذه الرسوم ترجع إلى دين اليهودية في شريعة (mosaic) إذ يفرض عشر الغلّات لأجل دعم اللاويين ودوُرِ العبادة.

جاء في العهد القديم: (لقد أعطيتُ عُشْرَ مالِ إسرائيلَ لبني لاوي بدلاً عن الخدمة التي يُسدُونها).

وبعد ذلك أصبحَت الكنيسةُ الكاثوليكية تتبنّى هذا النوع من الرسوم، وتصرّفه في دعم الفقراء والشخصيات الروحية في الكنيسة، ففي القرن السادس الميلادي دخل هذا الرسم في قوانين الكنيسة وأصبح مؤيداً من قِبَلها.

إنّ أكثر ما كان يُصرف في القرون الوسطى من تزيين وترتيب للكنائس كان يؤمَّن من ذلك المورد، وكان مارتين لوثر مؤيداً لدفع عشر المال إلّا أنّ الثورة الفرنسية ألغَت ذلك، وفي أمريكا أيضاً لم يفعّل هذا الإجراء إلّا على يد (المُوْرمون)[1].

وعلى العموم إنّ من ينظر إلى المسيحية الغربية في دفع عشر المال يكتشف أنّ ذلك يناظر إلى حدّ ما الزكاة عند المسلمين، وإن كان مقدار ذلك يختلف في اليهودية والمسيحية والإسلام.

إنّ الشريعة وعلاوةً على دفعهم الزكاةً عندهم ضريبة دينية أخرى باسم الخُمْسِ، ومن جهة أخرى، فإنّ خيرات كثيرة أخرى اعتاد المسلمون على إعطائها ودفعها، من ضمنها الصدقة والفطرة، إلّا أنّه لا يجب الخلط هنا بينها وبين الزكاة الواجبة، الأمر الذي يُعدّ ركناً من أركان الإسلام.

إنّ الشريعة عموماً تشجّع على الإيثار والبذل في سبيل الله، والمسلمون متفقون مع حكم الأناجيل الذي يقول: (إنّ الإعطاء والبذل أيمنُ وأفضلُ من الأخذ).

في الواقع إنّ الكثير من نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الإسلامي تؤمَّن من المشاريع الخيرية المختلفة كالمؤسسات الوقفية ذات الأحكام الخاصة في الشريعة الإسلامية، وقد أدّى وجودُ مثل هكذا مؤسسات على مدى تاريخ الإسلام إلى إيجاد الدوائر التربوية والصحية كالمدارس والمستشفيات، واليوم، وإن كان الوقف بيدِ الحكومات الإسلامية إلّا أنّ استمرار هذا الوقف من ناحية تراثية كالصدقات في أمريكا جهة معيّنة خارج الحكومات مع وجود فارق، وهو أنّ الوقف في العالم الإسلامي ذو صبغة دينية دائماً.

الهامش:

 

[1]- أتباع فرقة دينية باسم (Mormonism) أسسها جوزيف سمث حوالي سنة 1830م.

المصدر: كتاب قلب الإسلام (قيم خالدة من أجل الإنسانية)

 

اعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي رفع مستوى العلاقات والتبادل التجاري والاقتصادي مع الدول الجارة من اولويات الحكومة، مؤكدا بان الدبلوماسية الاكثر فاعلية للحكومة ستكون مع دول الجوار.

وقال الرئيس رئيسي في تصريحه خلال اجتماع الحكومة الیوم الاربعاء: ان الدبلوماسية الاكثر فاعلية للحكومة يجب ان تكون مع الجيران ولابد من بذل كل الجهود لرفع مستوى التجارة والتعاون الاقتصادي معهم نظرا لتوفر ارضيات مناسبة لتعزيز هذه العلاقات وزيادة حصة ايران في التبادل على الصعيد الاقليمي.  

وفي الاشارة الى الاحداث الاخيرة في افغانستان اعتبر آية الله رئيسي ما حدث فيها خلال العقدين الاخيرين على الاقل لوحة ناطقة للعدوان والانتهاك الصارخ لحقوق الانسان في العصر الراهن وقال: لو اخذنا بالاعتبار فقط عدد النساء والاطفال الذين قُتِلوا او جُرِحوا او اصيب بعاهات خلال هذه الاعوام في افغانستان سنرى عمق الكارثة التي مرت بها بصمت.  

واكد رئيس الجمهورية بان تجربة التواجد الاميركي في مختلف دول ومناطق العالم تثبت بان هذا التواجد لم يخلق الامن اطلاقا بل كان على الدوام مخلا بالامن والاستقرار واضاف: ان الاميركيين بهذا الماضي والاداء وبدلا من ان يتحملوا المسؤولية في محكمة الراي العام العالمي يبادرون بذرائع مختلفة لاثارة الاجواء ضد الدول الاخرى.

واضاف: ان الاميركيين اليوم يثيرون الاجواء ضد بلادنا بذريعة بعض القضايا الا ان الردود عليها متاحة وانني هنا اطلب من الاجهزة المسؤولة ومنها الاذاعة والتلفزيون للرد بصورة مناسبة على هذه الاتهامات الفارغة.

وفي جانب اخر من تصريحه اشار الى الهواجس التي كانت موجودة بشان احتياطيات السلع الاساسية في البلاد وقال انه تم رفع هذه الهواجس من خلال المتابعات التي اجريت، مجددا التاكيد على الوزارات بالرصد الدقيق لاوضاع السوق وعدم السماح بوقوع اي تعد على حقوق المنتجين والمستهلكين في سلسلة توفير السلع من الانتاج حتى الاستهلاك.

وفيما يتعلق بقضية كورونا اعتبر رئيس الجمهورية زيادة التطعيم باللقاح ضد المرض بانها جديرة بالتقدير لكنها غير كافية وقال: ان الوصول الى المستوى المطلوب من التطعيم العام يعد احد التمهيدات الضرورية لازدهار الاعمال واعادة فتح المدارس والمراكز العلمية والجامعية في البلاد.

واكد رئيس الجمهورية قائلا: لقد تلقينا اخبارا جيدة حول زيادة واردات اللقاح والانتاج الداخلي للقاح بالتزامن معا وهو امر يبعث على السرور.

وصرح انه وفي ظل جهود وزارة الصحة وتعاون الاجهزة المعنية فقد تضاعف عدد مراكز التطعيم 2 او 3 اضعاف وقال: نامل من خلال توفير اللقاحات اللازمة عبر الواردات والانتاج الداخلي باعادة فتح المراكز التعليمية على وجه السرعة ولو تاخر الوصول الى الحد المطلوب فان اعادة فتح المدارس ستتاخر ايضا.

 

الخميس, 02 أيلول/سبتمبر 2021 19:21

الاحترام في مدرسة القرآن

في مدرسة القرآن دروس كثيرة وغنيّة في تعليم التالي للكتاب (المتتلمِّذ على يديه) كيف يحترم الآخر (موالفاً) أم (مخالفاً).

ففي حين ينتقد القرآن أهل الكتاب الذين لا يحترمون بعضهم بعضاً، ويرى كلُّ أهل كتاب أنّهم أرقى وأفضل ديناً ومقاماً عند الله من غيرهم، وأنّهم (أي الطرف الآخر) ليس على شيء، كما في اتّهام اليهود للنصارى أنّهم ليسوا على شيء، وكما في اتّهام النصارى اليهود أنّهم ليسوا على شيء، وفي حين ينهى القرآن عن السخرية والاستخفاف بالآخر عسى أن يكون خيراً من الساخر عند الله، وأن لا ينظر نظرة دونية أو ازدرائية إلى مَن هم (بُسطاء) أو ما يصطلح عليهم وجهاء قوم نوح بــ(الأراذل)، وأن لا يرى أهل الأديان السابقة أن لا سبيل عليهم في الأُمّيين (أهل مكّة)، فيعمدون إلى انتهاك حقوقهم، أو يبيحون الاعتداء عليهم والسرقة منهم، أو التجاوز عليهم بأي نحو من أنحاء التجاوز والافتراء..

وفي حين يُحدِّثنا القرآن عن استغراب (شُعيب (ع)) احترام قومه لبعض الأشخاص الذين كانوا معه، من دون أن يحترموا موقعه كــ(نبيّ)، وشأنه باعتباره ممثلاً للسماء، ومقامَهُ بصفته داعيةً إلى الله وإلى ما ينفعهم..

وفي حين يُعلِّمنا القرآن أنّ مخاطبة النبيّ (ص) ومناداته، ومسارّته (مناجاته) يجب أن تكون بشكل لائق محترم يتناسب ومقام النبوّة، فلا يُنادى من وراء الحجرات، وأن تُحترَم خصوصيته البيتية، فلا يُطيل المدعوون إلى ضيافته الجلوس عنده، وأن لا يحادثوه في ما يجمل وما لا يجمل، وبما يستحقّ وما لا يستحقّ من أحاديث تشغله أو تصرفه عن اهتماماته وشؤونه النبويّة والمجتمعية والتعليمية الأُخرى.

في مقابل كلّ ذلك، يُلفت القرآن النظر إلى احترام المقام والشأن والدرجة، وتعظيم مَن حقّهُ التعظيم: ﴿مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلهِ وَقَارًا﴾ (نوح/ 13)، لا بمعنى التوقير البينيّ أي بين بني الإنسان نفسه، بل بما يستحقّه مقام الربوبية من تعظيم، وإجلال، واحترام، وإكبار، بحيث لا يعيش الإنسان المعصية في حضرة (الشاهد) و(الحاكم) معاً، ويجعل الله تعالى أهونَ الناظرين إليه، وأخفَّ المطّلعين عليه.

ويلفت الانتباه إلى احترام مقامات النبوّة كلّها، بل احترام وصايا الأنبياء في (المودّة في القربى)، واحترام مقام (الوصيّ) و(الوليّ)، كما احتُرِم مقامُ النبيّ.

بل، إنّ القرآن يُلفت العناية إلى احترام الحيوان،كما في احترام سليمان (ع) للنمل فلم يُحطِّم مساكنها، واحترام الكتاب (الرسالة) الواردة من شخص مرموق، كما في احترام (بلقيس) ملكة سبأ لرسالة سليمان (ع) واهتمامها البالغ بها، بالتعاطي معها على أنّها (كتابٌ كريم).

وكما في احترام الوقت والموسم والحال، قال تعالى في صيد المُحرِم: ﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ (المائدة/ 96)، وقال سبحانه في الهدنة: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا﴾ (التوبة/ 37)، وقال جلّ جلاله في الصوم: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ (البقرة/ 187)، وقال عزّوجلّ في حُرمة معاشرة النِّساء في المساجد لأنّها أماكن مخصوصة للعبادة: ﴿وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ (البقرة/ 187)، وفي احترام المال وعدم إعطائه للسفيه الذي لا يُحسِن التصرُّف به (أيّ إنّه لا يحترمه)، يقول تعالى: ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ (النِّساء/ 5).

وهكذا في عدم مقاربة النِّساء في المحيض، وفي كتابة الدَّين وتوثيقه، وفي أي حكم إلهيّ أو تشريعيّ.. وبمعنى آخر، فإنّ للحلال والحرام - كما في الكتاب الكريم - حرمتهما، وأي تجاوز عليهما يعدّ اعتداءً أو تعدّياً على حدود الله (شريعته)، والمراد بالحُرمة في أحد أهم معانيها الاحترام: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ (الحجّ/ 30).

وإذا كان القرآنُ - كما في خطاب الله تعالى – يُعلِّم موسى (ع) أن يخلع نعليه لأنّه في الوادي المقدّس (طوى) احتراماً للموقع الذي تجري فيه مكالمة الله، فإنّ في ذلك درساً لاحترام المواقع المقدّسة الأُخرى أيضاً في أن لا ندخلها منتعلين.

وكما أنّ من آداب احترام التلاوة لآيات الله في كتابه المجيد أن يتطهَّر الإنسان: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة/ 79)، فإنّ التزام الطهارة في عموم العبادات، وإن لم يكن واجباً في بعضها، فهو من باب احترام العمل الذي يُقبلُ الإنسان عليه، زيارةً للكعبة المشرَّفة، أو المسجد النبويّ، أو أي مرقد مُبجَّل ومُحترم عند المسلمين، أو لأي عمل صالح عبادياً كان أم غير عبادي.

وفي الجملة، فإنّ القرآن كتابُ الاحترام بامتياز، يدعو إلى احترام القيم والأخلاق والعلاقات البينية المبنية على رباط مقدّس، كالزوجية، والأخوّة الإيمانية، واحترام أصحاب الديانات الأُخرى ممّن لا يناهضون ويعادون ويضطهدون المسلمين، بل يدعو القرآن إلى التعامل بالبرّ والعدل معهم: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ (الممتحنة/ 8).

ومن خلال هذا الاستعراض السريع وغير المستوفي لكلِّ إشارات القرآن للاحترام، نخلص إلى أنّ القرآن يعتبر (الاحترام)، وإن لم يرد فيه تعبيرٌ باللفظ، قيمةً من القيم الأساسية التي تُشادُ عليها الحضارات والمجتمعات الإنسانية الربّانية، والأمثلة التي استللناها من مدرسة القرآن ومنهجه العظيم، للدلالة لا للحصر، وبإمكان كلّ قارئ للقرآن أن يجد احترامات القرآن مبثوثة في كلّ مكان، سواء في خطاب الأنبياء لأقوامهم، أو خطاب الأبناء لآبائهم، أو خطاب الآباء لأبنائهم، أو في مخاطبة أهل الكتاب، أو المختلف والمخالف الآخر عموماً لاسيّما من خلال قاعدة الانطلاق من المساواة مع المُحاوَر أو المُخاطَب: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (سبأ/ 24)، وليس بين أيدينا احترامٌ للمختَلِف أشدَّ من احترام القرآن لهما.

إلّا أنّ القرآن يُقرِّر أيضاً قواعد للخيرية والأفضلية واحترام الأكثر علماً وعملاً وتقوىً وأخلاقاً: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات/ 13)، وما دعوةُ القرآن المفتوحة لــ(التعارف) إلّا دليلٌ آخر على أنّ منطق القرآن هو احترام الاختلافات لما يترتَّب عليها من فوائد ومردودات طيِّبة على المجتمع الإنساني عموماً.

تمر اليوم 25 محرم الحرام ذكرى استشهاد رابع ائمة اهل البيت عليهم السلام الإمام علي بن الحسين زين العابدين على يد الخليفة الاموي الوليد بن عبدالملك حين دس اليه السم عام 95 للهجرة.

-الإمام علي بن الحسين عليه السلام، هو رابع ائمة اهل البيت (سلام الله عليهم) وجدَه الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وصيِّ رسول الله صلی الله عليه وآله واول من اسلم وآمن برسالته وكان منه بمنزلة هارون من موسی كما صح في الحديث عنه، وجدته فاطمة الزهراء بنت رسول الله(صلی الله عليه وآله) وبضعته وفلذة كبده وسيدة نساء العالمين، كما كان ابوها يصفها، وابوه الامام الحسين(ع) احد سيدَي شباب اهل الجنة سبط الرسول وريحانته.

لحكمة الهية باللغة، بقي الامام علي بن الحسين(ع) حيا بعد المجزرة الدموية الاموية التي حلت ببيت الرسالة في كربلاء، في وضع مأساوي وصفه الامام السجاد(ع) ذاته في جوابه (للمنهال بن عمر) حين سأله، كيف امسيت يا أبن رسول الله؟ قال (سلام الله عليه): (أمسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون، يذبَحون أبناءهم ويستحيون نساءهم). ولقد نجا عليه السلام بقدرة الله تعالی، في حين كان عمره يومها ثلاثا وعشرين سنة، فقد كان المرض الذي استبدَ به لاسقاط واجب الجهاد بالسيف عنه.

وقد قدر للإمام زين العابدين أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه عليه السلام، فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول، في مرحلة من أدق المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذ، وهي المرحلة التي اعقبت مرحلة الفتوح الاولى، فقد امتدّت هذه المرحلة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي، فزلزت عروش الأكاسرة والقياصرة، وضمت شعوبا مختلفة وبلادا واسعة الى الدعوة الجديدة، واصبح المسلمون قادة الجزء الاعظم من العالم المتمدن وقتئذ خلال نصف قرن.

وجاء دور الإمام السجاد عليه السلام بعد استشهاد أبيه الامام الحسين (سلام الله عليه) مباشرة، ليقوم بما عليه في هذه المرحلة، والتي تمثلت بدوره الإعلامي من خلال إظهار الجانب المفجع والمأساوي لما حدث في كربلاء وما صنع الأعداء بأهل البيت (سلام الله عليهم) من ذبح وسبي، والإمام لم يقم بذلك من اجل العبرة فقط ولكن لكي يستطيع بعمله هذا ترسيخ الفاجعة في أذهان الناس ومن خلال ذلك يثير لدى الناس نتائج الطف السامية وترسيخ القيم الاسلامية التي جاهد من اجلها الامام الحسين عليه السلام.

لقد مر الامام السجاد(ع) بعد واقعة الطف الاليمة بفترة وصفت بالحرجة، حيث انه عاش حياة الحصار والتكتم الاعلامي من قبل الامويين، فكان لا مجال للإمام لإبلاغ رسالته والسير على النهج الذي خطّه جده النبي(ص) وآباؤه (سلام الله عليهم)، ولذلك قاد الامام السجاد(ع) وبعد حوادث الطف مباشرة، حركته الاصلاحية للأمة ويمكن المتتبع في هذا المجال، ان يلمح في قيادة الإمام عليه السلام ظاهرتين اثنتين، الاولى: استكمال الشوط الرسالي الذي بدأه الإمام الحسين(ع)، حيث ان كان بنو أمية والضالعون في ركابهم مدركين تماما ما للحسين عليه السلام وآل البيت من مكانة لاتضاهيها مكانة في نفوس المسلمين وكانوا يعلمون ان قتل الحسين(ع) واصحابه في كربلاء سيثير سخط المسلمين عليهم، ومن أجل ذلك خططوا للتعميمه وبذلوا كل وسعهم لاثارة الضباب، لكي يمتصوا ايَ ردَ فعل متوقع، لاسيما في بلاد الشام حصنهم القوي.

وهكذا سخروا اجهزة اعلامهم المتاحة يومذاك حتی اوصلوا الناس إلی حد القناعة بان الحسين(ع) وصحبه انما هم من الخوارج. وقد كان مقدرا لتلك الدعاية ان تنجح في الشام إلی اقصی حدَ ممكن، مما كان يفرض القيام بما من شأنه ان يفشل الدعاية الاموية واهدافها المسعورة ويكشف بحزم عن اهداف ثورة الحسين(ع) وعن مكانته بالذات في دنيا المسلمين وهكذا كان. بالتالي تبنی الامام السجاد(ع) وكرائم اهل البيت كزينب وام كلثوم وغيرهما، سياسة اسقاط الاقنعة التي يغطي الامويون وجوه سياستهم الكالحة الخطيرة بها وتحميل الامة كذلك مسؤوليتها التأريخية أمام الله والرسالة.

ويمكن في هذا الصدد مراجعة خطب وكلمات الامام السجاد وعمته العقيلة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب في الشام، ومن اجل كسر التعتيم الاعلامي الاموي وفضح جرائم يزيد، وقف الإمام السجاد(ع)، في الحكم الاموي وبحضور يزيد بن معاوية وكل معاونيه من رؤوس التحريف والضلال والقی ببيانه الخالد معريا سياسة الامويين الضالة الدموية ومبينا من هم السبايا واي مقام رفيع يمثلون في دنيا الاسلام وقد جاء في بيانه:

ايها الناس: اعطينا ستاً وفضلنا بسبع، اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين. وفضلنا: بأن منا النبي المختار والصديق والطيار واسد الله واسد رسوله ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول وسبطا هذه الامة.

ايها الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

ايها الناس: أنا ابن مكة ومنی، أنا أبن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء، أنا أبن خير من ائتزر وارتدی وخير من طاف وسعی وحج ولَبّی، أنا أبن من حُمل علی البراق وبلغ به جبريل سدرة المنتهی، فكان قاب قوسين أو أدنی، أنا من صلی بملائكة السماء، أنا ابن من أوحی اليه الجليل ما أوحی. أنا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، وابن خديجة الكبری، انا ابن المرمل بالدماء أنا ابن ذبيح كربلاء.

وحين بلغ هذا الموضع من خطابه استولی الذعر علی الحاضرين وضج اغلبهم بالبكاء حين فوجئوا بالحقيقة مما اضطر يزيد ان يأمر المؤذن للصلاة ليقطع علی الإمام عليه السلام خطبته، غير ان الامام عليه السلام سكت حتی قال المؤذن (اشهد ان محمدا رسول لله) التفت الإمام السجاد عليه السلام إلی يزيد قائلا: (هذا الرسول العزيز الكريم جدك ام جدَي؟) فان قلت جدَك، علم الحاضرون والناس كلهم انك كاذب، وان قلت جدي، فلم قتلت أبي ظلما وعدوانا وانتهبت ماله وسبيت نساءه؟ فويل لك يوم القيامة إذا كان جدَي خصمك.

اما عقائل آل الرسول(ص) فقد مرَغن أنوف بني أمية في الوحل واسقطن كبرياءهم عمليا أمام الأمة التي يحكمونها، تجد ذلك بوضوح في خطبة العقيلة زينب الكبری، التي القتها في مجلس يزيد في دمشق وفي المناقشات الحادة التي دارت هناك.

الثانية: تبني منعطف جديد للحركة الاصلاحية في الأمة. ان المتتبع لطبيعة دور الإمام السجاد(ع) في الحياة الاسلامية بعد عودته، يلمح انه عليه السلام قد رسم منهجه العملي بناء علی دراسة الاوضاع العامة للامة بعد ثورة الإمام الحسين(ع)، وتشخيص نقاط ضعفها ومقومات نهوضها.

مارس الإمام عليه السلام، دوره من خلال العلم علی انماء التيار الإسلامي الرسالي الاصيل في الامة وتوسيع دائرته في الساحة وقد ساعد في انجاح عمله عاملان اساسيان هما: الاضطراب السياسي والاجتماعي الذي تفجر في اكثر مراكز العالم الاسلامي اهمية وتأثيرا بعد مأساة الطف مباشرة والثانية التجاوب مع اهل البيت عليهم السلام من قبل قطاعات واسعة من الامة وذلك نتيجة لشعور اسلامي عام بمظلومية أهل البيت عليهم السلام خصوصا بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

كما واصل الإمام السجاد عليه السلام، حركته الاصلاحية للامة عن طريق الابلاغ والتبليغ بأسلوب الدعاء والتي جمعت بالصحيفة السجادية والتي عبّر عنها أهل البيت عليهم السلام، بإنجيل أهل البيت وزبور آل محمد عليهم السلام. فإن ما تمثّله هذه الأدعية من دور بنّاء ضروري في حياة الانسان وبناءه بناء انساني لما تحمله من أساليب ومعاني راقية في دعاء المولى سبحانه وبنفس الوقت هي دستور حياتي في المثل والأخلاق والفضائل يتربّى على مبادئها كل إنسان يريد الكمال وبلوغ الذروة في خط الإنسانية. فقد اعتبرت هذه الصحيفة المنهج الواضح لبيان الاسس الحقّة وطرق التقرب للمولى العزيز سبحانه وتعالى.

** قصيدة الفرزدق بحق الإمام زين العابدين (ع).. هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ

أنشد همّام بن غالب بن صعصعة، المكنّى بأبي فراس، والملقّب بالفرزدق قصيدة رائعة بحق الإمام علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب عليهم السلام أمام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك.

وفيما يلي قصة القصيدة الشعرية :

حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة ، بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز ، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له ، فقال شامي : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعرفه ، لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا : لكني أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟ فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الأغاني ، والحلية ، والحماسة ، والقصيدة بتمامها هذه :

يا سائلي أين حل الجود والكرم ؟ عندي بيان إذا طلابه قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي أحمد المختار والده صلى عليه إلهي ما جرى القلم
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه لخر يلثم منه ما وطئ القدم
هذا علي رسول الله والده أمست بنور هداه تهتدي الأمم
هذا الذي عمه الطيار جعفر والمقتول حمزة ليث حبه قسم
هذا ابن سيدة النسوان فاطمة وابن الوصي الذي في سيفه نقم
إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
وليس قولك : من هذا ؟ بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت عن نيلها عرب الاسلام والعجم
يغضي حياءا ويغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم
ينجاب نور الدجى عن نور غرته كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
بكفه خيزران ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم
ما قال : " لا " قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم
مشتقه من رسول الله نبعته طابت عناصره والخيم والشيم
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا حلو الشمائل تحلو عنده نعم
إن قال قال بما يهوى جميعهم وإن تكلم يوما زانه الكلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما وشرفه جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الأنبياء له وفضل أمته دانت لها الأمم
عم البرية بالاحسان وانقشعت عنها العماية والاملاق والظلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما يستو كفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه خصلتان : الحلم والكرم
لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته رحب الفناء أريب حين يعترم
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم ويستزاد به الاحسان والنعم مقدم
بعد ذكر الله ذكرهم في كل فرض ومختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم خيم كريم وأيد بالندى هضم
لا يقبض العسر بسطا من أكفهم سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
أي القبائل ليست في رقابهم لأولية هذا أوله نعم ؟
من يعرف الله يعرف أولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم
بيوتهم في قريش يستضاء بها في النائبات وعند الحكم أن حكموا
فجده من قريش في أرومتها محمد وعلي بعده علم
بدر له شاهد والشعب من أحد والخندقان ويوم الفتح قد علموا
وخيبر وحنين يشهدان له وفي قريضة يوم صيلم قتم
مواطن قد علت في كل نائبة على الصحابة لم أكتم كما كتموا

فغضب هشام ومنع جائزته وقال : ألا قلت فينا مثلها ؟ قال : هات جدا كجده وأبا كأبيه واما كأمه حتى أقول فيكم مثلها ، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال : اعذرنا يا أبا فراس ، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها وقال : يا ابن رسول - الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله ، وما كنت لأرزأ عليه شيئا ، فردها إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك ، فقبلها ، فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس ، فكان مما هجاه به قوله : أيحبسني بين المدينة والتي إليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأسا لم يكن رأس سيد وعينا له حولاء باد عيوبها فأخبر هشام بذلك فأطلقه ، وفي رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلى البصرة

اما في شأن استشهاد الإمام زين العابدين، فقد استشهد عليه السلام، في المدينة في الخامس والعشرين من شهر محرم للسنة الخامسة والتسعين للهجرة أو حسب روايات أُخرى في الثاني عشر من شهر محرم عن عمر يناهز السبعة والخمسين عاما ودُفن في جنة البقيع إلى جانب عمه الإمام الحسن عليه السلام.

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.