emamian

emamian

الأحد, 11 تموز/يوليو 2021 02:12

إرادة الإعتدال وتجنب الغلو

 

 بدور زكي محمد

◄يؤكد الإسلام على أهمية العمل الصالح، وقبول سائر العبادات وقد روى البخاري عن رسول الله (ص) في شهر رمضان قوله: "من لم يَدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه..". إنّ إلتماس الحق أن الصدق في القول من شأن النفوس القوية التي ترى في إيمانها جانب المحبة لا الخوف الذي قد ينطوي على الشك، كما إنّه دليل على إعتبار الخيار الإنساني في السلوك عاملاً حاسماً في حساب الأفعال، على خلاف القائلين بالتسيير المطلق لكل ما يصدر عن الإنسان. إنّ قول الزور وفعله من متعلقات المصالح، سواء في جلب المنافع أو درء المضار، فكم من الناس من يعنيه أمر الحقيقة لذاتها دون أن يكون في إظهارها فائدة له؟ ولو حاول البعض أن يضع نفسه في أجواء هذا الحديث، فإنّه بلا شك يسعى لأن يقوّم نفسه بما فيه صلاحها وصلاح مجتمعه. فالإسلام على عكس ما يراه البعض من نظرة أحادية قاتمة، دين السلام والرحمة والغفران، وإذا كان من أسماء الله الحسنى "المنتقم" فإنّ الإنتقام الإلهي هوعقاب الظالمين لتأديبهم وانصاف ضحاياهم، لا كما يفعل البعض حين يجعلوه سبباً لكره الحياة والبعد عن محاسنها المشروعة، رغم قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) (القصص/ 77). إنّ قول الحقيقة في الدين أصبح من أصعب الأمور في أيامنا هذه لأنّ البعض لا يستقيم له إلا تأصيل شريعة الخوف، لا الخير والرحمة والتسامح، ولعل هذا البعض وقع في قراءة خاطئة للآيات القرآنية الكثيرة أو للأحاديث النبوية الشريفة، التي تبشر بالغفران بخاصة في هذا الشهر الفضيل، منها ما نقل عن دارم بن قبيضة عن الامام علي بن موسى الرضا، عن آبائه (ع) من أنّ الرسول بسط فضائل شهر رمضان في شأن المغفرة فقال إنّ الله يغفر: "في كل ليلة لسبعين ألفا، فإذا كان ليلة القدر غفر الله لمثل ما غفر في رجب وشعبان ورمضان..."، لكن الحديث المذكور يستثني من تلك المغفرة العاجلة (للسبعين ألف و...): "رجلاً بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله عزّ وجلّ: إنظروا هؤلاء حتى يصطلحوا"، فالحديث يفتح النفوس على باحات المغفرة والتسامح، ويرشد في الوقت نفسه إلى أهمية العامل الأخلاقي وتلازمه مع الإيمان وقد ورد عن النبي محمد (ص) قوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ثمّ إنما الدين المعاملة وبقدر حسن المعاملة يكون حسن المرء. إنّ مشيئة العفو والغفران والتسامح تفسح المجال أمام إرادة الاعتدال ليتم تجنّب الغلو والتشدد الذي يهدد إستقرار المجتمعات. لقد كان بإمكان الرسول (ص) حين دخل مكة منتصراً في شهر رمضان ان يفتك بمن حاربه واذل المسلمين، لكنه أبى ذلك وحين سمع قول سعد بن أبي عبادة: "اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة" غضب وطلب من علي بن أبي طالب (ع) أن يدركه ففعل ونادى: "اليوم يوم المرحمة، اليوم تصال الحرمة". لقد حرص النبي على إستقرار المجتمع وصلاحه. وما يختص به الله شهره الكريم، إنّه يقيد الشياطين، وهذا ما تقوله مجموعة من الأحاديث بأنّ الله كفى الناس في شهر رمضان أعداءهم من الأنس والجن ووكل بكل شيطان مريد سبعة من ملائكته". إن تقييد الشياطين الأرضية ضرورة لبلوغ عالم أكثر أمناً وأوفر إنسانية وأسلم إيماناً، وهو أمر شديد الصعوبة، ويستطيع المعنيون الإسهام بصناعة بعض القيود التي تدر جانباً من الشرور من خلال الدعوة إلى إسلام يعلي من قيم التسامح ويدعو إلى المعاملة الحسنة ونشر مكارم الأخلاق.►

 

الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 19:41

هل يتغير الحكم الشرعي تبعاً لتغير الزمن؟


 
ولما كان هذا الفصل من بحثنا يمتاز بشيء من الدقة فإنّنا لا نؤكد عليه بل نقول إن الحكم قد تغيّر من حيث الثبوت بسبب تغير موضوعه المرتبط بالظرف الزمني فحين يتغير الظرف الزمني يتغيّر الحكم أيضاً، وهذا التغير في الحكم تغير في صفة الثبوت، ولدينا مثل هذه الأحكام في الشرائع السماوية المختلفة؛ فقد كانت هناك أحكام في شريعة سيّدنا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) وشريعة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) قد نسخت، ففي الشريعة الإسلامية مثلاً كان المسلمون يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس في البداية ولكن هذا الحكم نسخ فيما بعد وصدر الأمر إليهم بأن يتوجهوا في صلاتهم نحو الكعبة، هذا الحكم القطعي كان سائداّ في الإسلام ثم نسخ، ولكن هذا الحكم في الواقع هكذا:

إن الإرادة الإلهية انصبت من البداية على أن يتوجه الناس في صلاتهم نحو بيت المقدس حتى الزمن الفلاني ثم يتوجهوا بعد ذلك نحو الكعبة، ولكن لما كان ذلك الحكم هو الذي قيل لهم في البداية لذلك يعد تغييره الآن نسخاً.

على أية حال فإن هذا النوع من التغير في الحكم معقول وأمر واقع، أي أنه ممكن الحصول وحاصل أيضاً، وهذا يحدث حين يكون موضوع الحكم ذا ظروف متغيرة تماماً.

فلو كان لموضوع الحكم ظروف خاصة تتغير خاصة بتغير الأزمنة والأمكنة، فإن الحكم يتغير أيضاً تبعاً للظرف الذي يحصل للموضوع، وهنا أيضاً ليس الحكم تابعاً لتغير الزمان والمكان في الحقيقة، فالزمان والمكان دليلان على تغير الموضوع وإلا فليست لهما خصوصية لكي يصبحا مصدرين لتغير الحكم، واختلاف الأزمنة والأمكنة دليل على حدوث تغيير في موضوع الحكم يتضح بالزمان، وأن هناك مصلحة مستمرة حتى هذا الزمان، إذاً فأساس التغير في موضوع الحكم هو (المصلحة المعينة) وليس الزمان، وكذلك توجد مصلحة في مكان معين ولا توجد في مكان آخر. فالظرف الحقيقي لموضوع الحكم ليس الزمان والمكان بل وجود مصلحة معينة، ولكننا نقول تسامحاً إن هذا التغير حدث لتغير الزمان والمكان، والذين يدققون في العبارات يراعون هذه الأمور أيضاً، ولكن لما كان الناس لا يتنبّهون إلى هذه الدقائق فلا ضير في أن يقال وفقاً للمحاورات العرفية: إن لعامل الزمان أو عامل المكان تأثيراً في تغيير موضوع الحكم، وبتعبير آخر يعدّ الزمان والمكان من العوامل التي تقرر نوع الحكم.

وإذا قيل ذلك فهو من أجل تسهيل فهم الفكرة المقصودة وإلا فليس للزمان والمكان خصوصية بذاتهما لتكون منشأً لتغيير الحكم، فمنشأ تغيير الحكم ومنشأ الاختلاف هو (تعدد المصالح والمفاسد) في الأزمنة المختلفة أو في الأمكنة المتعددة.

على أية حال لما كان هذا الموضوع يدور حوله اليوم حوار كثير ويعدّ من القضايا الحيّة لمجتمعنا، فحري بنا أن نزيده توضيحاً، ونخرج بذلك من الأسلوب الإجمالي الذي اتبعناه في شرحه حتى الآن. ولتوضيح هذا الموضوع نبدأ بعرض مقدمة لا تخلو من الدقة، ومع أننا نخاطب هنا عامة الناس إلا أن طبيعة البحث تقتضي منا أن نطرح المواضيع بشيء من الدقة تزيد قليلاً عن مستوى المعلومات العامة.

وسوف نسعى بالطبع لشرح هذه المواضيع بلغة مبسّطة.

تغير الحكم تبعاً للظرف الموضوعي:
أحياناً يكون موضوع الحكم قضية موضوعية محددة، فنجد أن الله تعالى وضع قانوناً حول شيء موضوعي محدد وأنزل بشأنه حكماً وأوضحه بواسطة النبي والإمام، فنجد مثلاً حكماً حول ماء المطر.

فالمطر أمر موضوعي محدد وكل الناس يعرفون على مر الزمان ماذا يعني ماء المطر وبالإمكان أن نريهم إياه ونصفه لهم وهو معروف تماماً، وحقيقة ماء المطر لا تتغير لأنها محددة وقابلة للوصف وقابلة لمعرفتها من قبل عامة الناس، وهناك حكم بشأنها يقول: (إن ماء المطر طاهر).

ولنضرب مثالاً آخر فنقول: هناك بعض الأعيان النجسة أو بعض الحيوانات النجسة نجاسة عينية مثل الكلب والخنزير، والله تعالى ذكر حكماً حول هذين الكائنين الموضوعين اللذين يمثّلان حقيقة محددة ومعروفة، وذلك الحكم هو: (إن لحم الكلب والخنزير حرام ولعابهما نجس) وتبرز بعد حرمة لحمهما أحكام اجتماعية أيضاً، حيث يحرم التعامل بهما، كذلك يعتبر إتلاف هذين الحيوانين مما لا يوجب الضمان إن لم تأت منهما منفعة محلّلة أو يتوقع منهما منفعة محللة، لأنهما لا يعدّان من الأموال، إضافة إلى عشرات القضايا الاجتماعية والحقوقية الأخرى التي تترتب على ذلك. كل هذه الأحكام تخص أمراً خارجياً محدداً، فالموضوع والحكم ثابتان هنا، أي لا يحدث أي تغيير على مر الزمن لا على حقيقة هذين (أي الكلب والخنزير) ولا على حكمهما، فخنزير اليوم هو خنزير ما قبل ألف سنة نفسه، ولحمه كان حراماً قبل ألف سنة وهو حرام الآن أيضاً، وفي ذلك الزمان كان نجساً وهو اليوم نجس أيضاً، والتعامل به كان باطلاً في ذلك الزمان وهو اليوم باطل أيضاً.

لكن الأحكام الشرعية تتعلق بالموضوعات مع ظرف خاص أحياناً، أي لا يكون شيء موضوعي محدد موضوعاً للحكم لوحده بل يرتبط بظرف معين أيضاً، ومثال ذلك ماء العنب حين يغلي فلو أصبح مسكراً فهو نجس والتعامل به باطل وشربه حرام أيضاً والذي يشربه ينبغي أن يقام عليه الحد... وهكذا نلاحظ أن هذا الحكم تترتب عليه أحكام عبادية وحقوقية ومعاملاتية وجزائية مختلفة.

كل هذه الأحكام تأتي بعد ثبوت النجاسة، والموضوع هو ماء العنب والكل يعرفه لكنه يترافق مع ظرف معين وهو (الإسكار)، فلو زالت صفة الإسكار منه فسوف ينطبق عليه حكم آخر. ومثال ذلك لو كان سائل ما في زمن ما مسكراً ثم تحول إلى سائل آخر، أي حصل فيه تحوّل كـ (تحوّل الخمر خلاًّ) ففي هذه الحال يتغير حكمه، لأن حكم الحرمة لم يكن حكماً مطلقاً لهذا السائل بل كان ينطبق عليه مع ظرف معين، فما دام الظرف باقياً فحكمه باق، فإن تغير ظرفه فسوف يتغير حكمه أيضاً.

الظروف الموضوعية والتعاقدية:
حين يكون الموضوع مقيداً بظرف معين فهو على قسمين: فأحياناً يكون الظرف المخصص للموضوع ظرفاً غير موضوعي بل تعاقدي.

فالموضوع شيء موضوعي لكنه ينطبق عليه حكم شرعي خاص مع ظرف ليست له صفة موضوعية خارجية، ففي المثال الذي ذكرناه بقولنا: (إنماء العنب لو غلي فأصبح مسكراً فهو نجس) يعد (الإسكار) صفة موضوعية أي أن بالإمكان أن نجرب (إسكار ماء العنب)، فهذه صفة موضوعية في الخارج ذات أثر طبيعي وقابلة للتجربة أيضاً. لكن ظروف موضوع معين تكون أحياناً ظروفاً تعاقدية لا يمكن رؤيتها وتجربتها، بل يتعاقدون عليها عقلياً في ظرف خاص، فيقولون مثلاً:
(إن الشيء الطاهر بحد ذاته ويمكن أن ينتفع به منفعة محلّلة، يمكن تملّكه بأسباب معينة) ونحن لسنا الآن في معرض البحث حول أسباب الملكية.

فيقال إن هذا الشيء المتصف بصفة المملوكية لهذا الشخص له حكم خاص، أي إنه يحمل عنوان (المملوك) ولا يحق للآخرين التصرف به دون إذن المالك، فحرمة التصرف في هذا الشيء الخارجي تخص هذا الشيء فقط ولكن لا بشكل مطلق بل حين يكون المالك شخص آخر، أما لو لم يكن له مالك فيحق للآخرين التصرف فيه أيضا. وهكذا فحكم حرمة التصرف في ظرف معين تخص هذا الشيء، لكن ذلك الظرف ليس صفة موضوعية كصفة الإسكار التي يكتسبها سائل معين، بل هو ظرف تعاقدي، بمعنى أن العقلاء تعاقدوا في المجتمع على أن هذا الشيء للشخص الفلاني لأنه ورثه عن أبيه، أو أنجز عليه أعمالاً أو لأي أمر آخر يكون سبباً في الملكية، فهذه الأمور تؤدي إلى أن يكتسب هذا الشيء صفة تعاقدية تمسى (الملكية).

ولنضرب مثالاً آخر فنقول: لو أن رجلاً وامرأة قرآ صيغة عقد القران وحصل بينهما إيجاب وقبول فسيكونان زوجين، ولا يحق لهما قبل ذلك ممارسة الجنس ولكنه يصبح جائزاً بعد العقد الشرعي وتترتب عندئذٍ أحكام اجتماعية عديدة على قولهما: (زوّجتُ وقبلتُ)، فنرى في هذ االمثال أن هذا الرجل وهذه المرأة لم تتغير صفتهما الموضوعية، أي لم يحصل تغيير في لونهما وشكلهما وطولهما.. وهما نفساهما اللذان كانا قبل ساعة، وإن مقولة (أنكحتُ وقبلتُ) ـ برضى الطرفين طبعاً ـ هي وحدها التي تسببت في أن نتعاقد على أن هذا الرجل وهذه المرأة زوجان، فتكون هذه المرأة التي اكتسبت صفة (الزوجة) محلّلة على ذلك الرجل وتجب نفقتها عليه، وكذلك الأحكام المتعددة الأخر التي تترتب على ذلك.

هذه الأحكام تنطبق على موضوع خارجي (الرجل والمرأة) ولكن في حال تعاقدي، أي حين يتصفان بصفة الزوجية، فهذه الصفة إذاً ليست شيئاً موضوعياً بل هي شيء تعاقدي.

والأشياء التعاقدية قابلة للتغيير أيضاً، فمادام هذان الاثنان زوجين فلهما أحكامهما الخاصة بهما، فلو طلق الرجل امرأته فسوف تنطبق عليهما أحكام أخر.

لقد كانت هذه المرأة حتى الأمس محرّمة على هذا الرجل، لكنها صارت محلّلة عليه اليوم، أي أن الحكم تغير تجاه هذا الشخص، فلماذا حدث ذلك؟

لأن صفته التعاقدية قد تغيرت لا ذاته، فهو إنسان الأمس نفسه، لكنه لم يكن بالأمس يتصف بصفة الزوجية فصار يتصف بها اليوم.

وهذه الصفات تؤخذ أحياناً كظرف موضوعي، أي ظرف الزوجية مثلاً، لكننا لو دققنا في الأمر أكثر ـ في كثير من الحالات في الأقل ـ نجد أن الحكم يختص بالظرف نفسه، وفي الاصطلاح الفلسفي يختص الحكم في الجوهر بالظرف وينسب في العرض إلى المظروف، وبعبارة أخرى ينسب الحكم في الجوهر إلى الصفة وفي العرض إلى الموصوف، فالحكم الشرعي إذاً ينطبق على الصفات بشكل انتزاعي وتعاقدي.

فلو انطبقت هذه الصفة على الشيء في أي زمان ومكان وفي أية ظروف فسيكون لذلك الشيء حكم معين، ولو لم تنطبق هذه الصفة عليه فسيكون له حكم آخر، فالموضوع هو نفسه، لكنه يكون في مكان ما مصداقاً لصفة معينة ويكون في مكان آخر مصداقاً لصفة أخرى، ويكون كذلك في زمان معين مصداقاً لصفة معينة وفي زمان آخر مصداقاً لأخرى.

وليس الزمان والمكان في الحقيقة موضوعاً للحكم بل دليلان على أن هذه الصفة هل تنطبق هنا على الموضوع أم لا تنطبق، أو هل الصفة الفلانية تصدق في هذا المكان أم الصفة المخالفة لها، وهنا نكرر الملاحظة الدقيقة التي قلناها سابقاً، فنقول تسامحاً:
إن الزمان والمكان أمران متغيران يتغير الحكم تبعاً لهما، لكن المتغير الحقيقي في المواقع هو المصالح والمفاسد وليس الزمان والمكان.

الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه، محمد تقي مصباح اليزدي

 

الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 19:30

هل أحرزنا الهدف من حياتنا؟

إن كان الإنسان يعاني في حياته من «نواقص وعقد نفسانيّة»، فهو عادة لا يسأل عن الهدف من حياته، وإنّما يفتش عن احتياجاته ولذائذه وحسب دون أن يفكّر بالهدف من حياته. أمّا إذا أعطى اللّه الإنسان «السّكينة»، فهو يبدأ يفكّر شيئا فشيئا ويسأل نفسه أن: لماذا أعيش وما الهدف من حياتي؟! وحتى قد يسأل نفسه: لماذا يجب أن ألتذّ وأتمتّع وما الداعي إلى ذلك؟ طبعا، النزهة هي غايةٌ بحدّ ذاتها لذوي النفوس الضعيفة، ولكن بشكل عام بعد ما يتمتّع الناس بمختلف اللذات ويشبعون منها نوعا ما، يسألون أنفسهم أن: «لماذا وبأيّ حبّ نتمتّع في حياتنا؟» فمثل هذا الإنسان إن لم يجد هدفا أعلى، سيجد هذه اللذّات تافهة بلا قيمة.

إن انشغل الناس دائما بمقارنة أنفسهم مع غيرهم، وأخذوا على أنفسهم أن لا يسبقهم الآخرون في إمكانات حياتهم وكانوا ينظرون إلى نواقصهم دائما وظنّوا أن حياة جارهم أفضل من حياتهم، فمثل هؤلاء لن يصلوا إلى التفكير في هدف الحياة أبدا. أما إن ترفّع الإنسان عن هذه المقارنات واطمأنّ قلبه، يواجه هذا السؤال بجدّ، وهو: «لماذا أعيش؟» يعني يبدأ يفكّر في الهدف من حياته بكلّ عمق.
 
لابدّ للإنسان أن يواصل حياته بهدف وحبّ ما؛ بحيث يكون هذا الحبّ أسمى من جميع الحياة بأسرها وقيّماً بحيث يستحقّ أن يجعل الإنسان حياته من أجله ويفديها في سبيله. وبالتأكيد لا يصل الكثير من الناس إلى هذه النقطة. فإنها تعبّر عن بلوغ روحي لدى الإنسان ولا يبلغ الكثير من الناس إلى هذا المستوى. إن أحد الأعمال المؤدّية إلى اطمئنان القلب وبلوغ الروح هو «الشكر». فإنّ شكرنا مدّةً سنحصل على سكينة واطمئنان لا يجدها المعقدون والحسّاد وأهل اللهو واللعب والهيجانات الكاذبة أبدا.
والعمل الآخر الّذي يطمئن قلب الإنسان ويعطيه فرصة التفكير في هدف الحياة هو «الصلاة». فإنّ اللّه وعبر فرض الصلاة علينا كأنّه يسحب الكابح اليدوي في حياتنا ويذيقنا السكينة ثلاث مرّات في اليوم، وذلك في سبيل أن يتسنّى لنا التفكير في أصل الحياة والهدف منها. لقد فرضت الصلاة من أجل أن تلفت نظرنا إلى الهدف السامي في الحياة وتفهّمنا سخافة انشغالاتنا الدنيوية وتحرضنا على التفكير في حقيقة أننا «طيور بستان الملكوت ولسنا لعالم التراب، وإنما قد سجنّا في قفص أبداننا في أيّام قليلة».
إن أولي القلوب المطمئنة الذين يحظون بساعات السكينة والاطمئنان، هؤلاء يفكرون بهدف الحياة، بينما أولئك الذين يفقدون هذا الاطمئنان ولا يفكرون بهدف الحياة، فإنّهم مشغولون بشؤون حياتهم وحسب ولا يطمحون إلّا لرفع نواقص حياتهم. وحري بالذكر أن مشاكل هؤلاء أكثر من الفئة الأولى، وحياتهم أصعب غالبا. فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْری فَإِنَّ لَهُ مَعیشَةً ضَنْک﴾([1]) فمن يصرف وقتا لذكر الله، يحلّ الله كثيرا من مشاكله.

مهما كان شغلكم فبإمكانكم أن تتخذوا معاونا رائعا يشخّص احتياجاتكم ويعدّ مقدّمات عملكم. إنّ هذا المعاون الرائع هو ربّ العالمين! فإن كنتم مع الله، سيكون الله معاونكم وبدلا من أن تصبّ قدرة الله في إفشال أعمالكم وتثبيط عزائمكم، ستكون في مسار تعبيد الطريق لشؤونكم وأموركم. طبعا لا يعني ذلك أن من كان مع الله، فلا تواجهه مشكلة، سيواجه مشاكل لا محالة، ولكن هذه المشاكل، سوف لا تحطّم أعصابه ولا تربك سكينته، بل ستكون سببا في رشده وارتقائه. فإن أصبحت على وشك الانهيار بسبب ما تعانيه من مشاكل، فاعرف أنك قد أعرضت عن الله في بعض شؤون حياتك، فورّطك الله بهذه المصائب لعلك تنتبه وترجع إليه.
 
كلّ يجب أن يرى هل قد أحرز الهدف من الحياة؟ هل عرف ما هو الهدف من تكوين الأسرة؟ فلابدّ للإنسان أن يصل إلى شيء من البلوغ الروحي حتى يصل إلى هذه النقطة. لما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ و الْإِنْسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ﴾([2]) فمعنى ذلك هو أن الهدف من جميع ما وفّره للإنسان من نعم هو العبوديّة. إذن فالهدف من اختيار الزوج وتكوين الأسرة هو عبادة الله أيضا. وكذلك الهدف من إنجاب الأطفال وتربية الأولاد وكسب الجاه الاجتماعي هو العبودية أيضا. ولكل هذه الأعمال أجزاء وشؤون وظروف وهي من أجل عبادة الإنسان أيضا. فإذا تحببتم إلى زوجاتكم فلابدّ أن يكون ذلك من أجل تحقق هذه العبودية.

فإذا اعتبرنا جميع شؤون حياتنا كأجزاء ومعدّات لعبادة الله، سنعرف عند ذلك أنه «لا يطوّر عبودية الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة». فإنكم إذا جعلتم العبادة هدفا لتكوين الأسرة، لن تستطيعوا أن تجسّدوا عبادة الله عبر حسن الخلق في الرأفة في الشارع ومع الآخرين، كما لو فعلتم ذلك في داخل أسرتكم. لقد اشتهر على الألسن أن: «ليست العبادة سوى خدمة الخلق»، ولکن كان الأحرى أن يقال: «ليست العبادة سوى خدمة الأسرة». ترى أخلاق بعض الناس حسنة مع الآخرين، فيخدمون الغريب ويتعاملون معه بوجه بشوش، ولكنهم لا يتعاملون مع أمهاتهم وآبائهم وأزواجهم هكذا، فكأنهم أصبحوا تكراريّين لديهم! فإن هؤلاء إن لم يكونوا عطوفين مع أسرتهم، فلا قيمة لابتساماتهم وبشاشة وجههم مع الغير، ولا يستطيعون أن يخدعوا الله بهذه الأعمال. فمن لم يعطف على أقربائه، فعطفه بالغير كذب وخداع بالطبع.
 
سماحة الشيخ علي رضا بناهيان

([1]) سورة طه: 124.
([2]) سورة الذاريات: 56.

 

 

محمد علال

"يا فرنسا قد مضى وقت العتاب

وطويناه كما يُطوى الكتاب

يا فرنسا إن ذا يوم الحساب

فاستعدي وخذي منا الجواب

إن في ثورتنا فصل الخطاب

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر".

أبيات لقصيدة من أقوى القصائد لشاعر الثورة الجزائرية الراحل مفدي زكريا، وهو مقطع هام جدا من النشيد الوطني الجزائري الذي لطالما أثار حفيظة الفرنسيين بعد إعلان استقلال الجزائر يوم 5 يوليو/تموز 1962، والذي يُبرز وحشية المستعمر وهشاشة واحدة من أكبر القوى العسكرية في التاريخ الحديث.

 

سقوط الجزائر.. الهزيمة النكراء

قبل نحو قرنين من الزمن وتحديدا عام 1830، كان تاريخ 5 يوليو/تموز يشكل للشعب الجزائري عنوانا للهزيمة والخذلان، وذلك بحكم الروايات التاريخية التي تحكي كيف قام الجنرال الفرنسي "دي بورمن" بالإنزال التاريخي لقوات "جيش أفريقيا الفرنسي" في ميناء سيدي فرج بالجزائر في 14 يونيو/حزيران 1830.

سقطت مدينة الجزائر في 5 يوليو/تموز 1830، وذلك بعدما قام داي الجزائر "الداي حسين" بمقاومة شعبية لم تستمر أكثر من 21 يوما، لتنهي في ذلك اليوم أسطورة مدينة كانت تُوصف بالقلعة الحصينة، وكان يُضرب بها المثل في القوة، وذلك منذ أن فشلت البحرية الإسبانية بقيادة كارلوس الخامس في اقتحامها عام 1541.

الهزيمة النكراء التي أحاقتها قوات الجيش الفرنسي بأسطول الداي في شهر يوليو/تموز تحولت إلى حكاية طويلة من العذاب والقهر في حياة الشعب، والتي رسمت فيما بعد ملامح وحشية المستعمر القديم، فلم يكن هناك أحد يتخيل بأن تتغير الأحوال يوما ما، أو أن تتحقق نبوءة تلك الأبيات التي كتبها مفدي زكريا خلف القضبان، وكأنه كان على يقين تام بأن يوم النصر سيأتي لا محالة، وسيضطر المُستعمِر في النهاية للاستسلام حتى ولو طال الزمان.

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد لمدة 20 عاما

 

استعمار ناهب للبلاد

جثم الاستعمار الفرنسي على صدر الجزائر مدة 132 عاما، متخذا حجة "سخيفة" لاحتلال الجزائر. فقد كانت فرنسا الاستعمارية تبحث عن أدنى سبب لتبرر دخولها في حرب مع الجزائر، وذلك بعدما تحولت هذه الأخيرة إلى قوة إقليمية من الناحية الاقتصادية والعسكرية، حيث نجحت في بسط سيطرتها على جزء كبير من التجارة في البحر الأبيض المتوسط، ولم يكن بإمكان فرنسا وعدد كبير من الدول الأوروبية التحرك في مياه البحر دون دفع الإتاوات للجزائر.

ظلّت باريس تتحين فرصة الهجوم على الجزائر، وقد جاءت على طبق من ذهب، لا سيما وأن أسطول الجزائر تعرض للتحطيم قبل ذلك بثلاث سنوات في معركة نافرين، وأرسلت فرنسا قنصلها العام في مهمة روتينية إلى الجزائر من أجل الحديث مع داي الجزائر في مسألة تمديد مهلة الديون. حينها استشاط الداي غضباً، وأشار بمروحته إلى القنصل العام بضرورة مغادرة القصر، وهو ما بات يُعرف بحادثة المروحة التي اعتبرتها فرنسا السبب المباشر لاحتلال الجزائر، ليغادر آخر دايات الجزائر العثمانيين قصره إلى منفاه بمدينة ليفورنو الإيطالية، ثم إلى الإسكندرية إلى أن وافته المنية عام 1838، لتبدأ حينها فرنسا في تنفيذ خطتها الجهنمية لنهب ثروات البلاد.

صورة تجمع ضباط الجيش الجزائري في أحد معاركه ضد الاستعمار الفرنسي

 

تاريخ دامٍ قاد إلى التحرير

شتان بين حال الجزائر في 5 يوليو/تموز عام 1830 وبين حالها في ذاك اليوم من عام 1962، حيث تفنّن المستعمر على مدار 132 عاما في فرض أبشع أشكال التعذيب والتنكيل على الشعب الجزائري.

مخطئ من يعتقد أن كفاح الجزائر استمر فقط بين عام 1954 و1962، فالشعب الجزائري انطلق في وقت مبكرا جدا نحو حركة التحرير، ولم تكن الثورة التحريرية الكبرى "ثورة أول نوفمبر" إلا فصل الخطاب بعد حوالي مئة عام من الثورات التي تعاقبت بعناوين مختلف؛ "مقاومة الأمير عبد القادر" عام 1832 و"مقاومة لالة نسومر" عام 1854، و"مقاومة المقراني" عام 1871، و"مقاومة الشيخ بوعمامة" عام 1881، وغيرها من المقاومات التي تحركت في السنوات الأولى التي أعقبت حادثة "المروحة" الشهيرة.

نتيجة لذلك بات الشعب الجزائري في خانة أبرز شعوب العالم التي قدمت تضحيات كبيرة من أجل الحرية، ويكفي الإشارة إلى المجازر التي ارتكبها المستعمر بحق الجزائريين، ومنها مجازر 8 مايو/أيار 1945 التي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بعد أن ارتكبت قوات المستعمر الفرنسي جرائم بشعة جدا ضد الشعب الجزائري الأعزل، حيث راح ضحيتها أكثر من 45 ألف جزائري تعرضوا حينها لأبشع أنواع التعذيب والقتل الجماعي في أسبوع واحد من قبل القوات البرية والجوية والبحرية للمستعمر الذي قام بتدمير القرى والمداشر والمدن.

كانت تلك المجازر حلقة أساسية ليفجر الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني 1954 المجيدة، والتي جاءت بعد أن كذبت فرنسا على الشعب الجزائري وخالفت وعدها بمنحهم الاستقلال عقب نهاية الحرب العالمية الثانية في شهر مايو/أيار 1945 نظير مشاركة عدد كبير من أبناء الشعب الجزائري في حربها على دول المحور.

لقد اختارت "جبهة التحرير الوطني" الطريق الصحيح بإعلان ثورة نوفمبر، ونجح رفاق الشهيد العربي بن مهيدي والعقيد لطفي وزيغوت يوسف وديدوش مراد بإلحاق عدة هزائم بقوات المستعمر الفرنسي، واستنزاف المستعمر عسكريا وسياسيا، لتجد فرنسا نفسها في النهاية ملزمة بالرضوخ لمطلب الشعب الجزائري، وذلك بعد أن حققت الدبلوماسية الجزائرية مكاسب دولية وحصلت على اعتراف دبلوماسي من الأمم المتحدة لتأسيس دولة الجزائر.

نساء جزائريات يضعن علم بلادهن على ظهورهن استكمالا لمسيرة البناء بعد رحيل المستعمر القديم

 

استقلال 1962 وحراك 2019

بدأت تباشير استقلال 5 يوليو/تموز تلوح في الأفق عام 1959، وذلك عندما اضطر الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول إعلان حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، لتبدأ محادثات إيفيان بين الحكومة الفرنسية وجبهة التحرير، والتي أسفرت عن اتفاقيات إيفيان التاريخية، وذلك بعدما عبّد كفاح الشعب الجزائري طريقها بالتضحيات.

تقرر اختيار يوم 5 يوليو/تموز 1962 تاريخا رسميا لإعلان استقلال الجزائر، وذلك في رمزية لمحو آثار الاحتلال ومسح هزيمة 5 يوليو/تموز 1830 بسيدي فرج، حيث قامت الجزائر بتوقيع مرسوم الاستقلال رسميا يوم 3 يوليو/تموز 1962.

في ذلك اليوم تتذكر الجزائر كل تلك التفاصيل، ولا يزال الشعب يحلم بإعادة مجد البلاد المغتصبة، فتاريخ 5 يوليو/تموز لم يكن أبدا يوما عاديا بالنسبة للجزائر، فهو محور قصة أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة بين حدود الهزيمة والنصر، وقد جاءت الذكرى الـ57 لاستقلال بلد المليون ونصف المليون شهيد عام 2019 ومعها أسئلة أخرى عن نصف ثورة يريد الشعب إكمالها ضد قهر آخر اسمه نظام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد 20 عاما (من 1999 إلى 2019).

بعد رحيل المستعمر القديم قرر الشعب الجزائري الثائر استكمال مسيرة البناء، ليتحول تاريخ 5 يوليو/تموز من يوم للاحتفال بالنصر إلى موعد جديد للحراك الشعبي الذي ظل يتجدد كل يوم جمعة منذ 22 فبراير/شباط 2019، وقد شاءت الأقدار أن تحلّ ذكرى الاستقلال في يوم جمعة، والذي بات يوصف في الجزائر بأنه "يوم مقدّس للحراك" بعد عشرين أسبوعا (أي تقريبا خمسة شهور يتوسطها شهر رمضان) لم يتعب فيها الشعب من الخروج كل جمعة للمطالبة بحقوقه.

صورة لامرأة كبيرة في السن تُشارك في تظاهرات الحراك الجزائري المناهض لكل أشكال الدكتاتورية

 

حراك شعبي في حضن شوارع الشهداء

يقف تاريخ 5 يوليو/تموز 2019 بين محطتين هامتين في تاريخ الجزائر، فكما يقول النشيد الوطني الجزائري "عقد الشعب الجزائري العزم على أن تحيا الجزائر"، والمعنى هنا لا يعني التحرر فقط من بطش الاستعمار، وإنما بناء دولة ديمقراطية شعبية حديثة، وذلك بعدما دفعت الجزائر ثمنا غاليا من أجل الحصول على الحرية.

فتاريخ 5 يوليو/تموز يعود ومعه ثورة جديدة لا تشبه الأولى، لكنها تحمل نفس الروح التي حرّكت الشعب عندما سعى الفرنسيون لاستعادة هيبة الملكية والتوسع الاستعماري.

جاء طعم الاحتفال بالاستقلال هذه السنة مختلفا وحاملا معه عدة أسئلة؛ فماذا يعني الاستقلال؟ وكيف تبدو ملامح البلاد في وسط رحلة البحث عن الشخصية التوافقية لقيادة البلاد؟ ومن هي تلك الشخصية التي تستحق فعلا أن تحكم بلد المليون شهيد؟ وقد تجدد السؤال لأول مرة بشكل مختلف تماما، وقد تربع على عرش قصر الرئاسة بالمرادية حتى الآن أحد عشر رئيسا بين مُنتخب ومعين ومؤقت، وكانت نهاية كل واحد منهم مختلفة تماما عن سابقه.

عندما حاول الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة توسيع نفوذه بعهدة خامسة جلبت العار للجزائر وأفاضت كأس غضب الشعب؛ وجد نفسه محاصرا في قصره بحراك شعبي أصبح ظاهرة جميلة ومضرب مثل في العالم، وذلك لما عكسه من وعي شعبي.

بعد 57 عاما من الاستقلال خرج أحفاد الشهداء في مسيرات ضخمة رافعين شعارات ساخرة ومناهضة لكل أشكال الدكتاتورية، ولم ينسوا في مسيرتهم صور المقاومين الذين سقطوا خلال حرب التحرير، وذلك في رمزية للتأكيد أن سعيهم اليوم هو خطوة لاستكمال رسالة الشهداء.

هكذا تقف الجزائر اليوم بين ثورة تحريرية كبرى وحراك شعبي لا يزال يحشد الملايين من الجزائريين كل يوم جمعة، وقد وصل عددهم في الجمعة الثالثة من الحراك يوم 8 مارس/آذار 2019 إلى أكثر من 17 مليون جزائري -بحسب الأرقام التقريبية- انتشروا في 48 ولاية جزائرية، وارتموا في حضن "موريس أودان" و"ديدوش مراد" و"حسيبة بن بوعلي" و"كريم بلقاسم" و"العربي بن مهيدي" أودان، وهي اليوم أسماء لأبرز شوارع الجزائر العاصمة، كانت بالأمس أسماء لرجال ونساء شرفاء هزمت قوات الاستعمار الفرنسي.

تحول اسم "أودان" من مناضل شيوعي حارب الاستعمار وقُتل تحت تعذيب المظليين الفرنسيين إلى عنوان للحرية والنضال يحجّ الناس إلى شارع يحمل اسمه قرب ساحة البريد المركزي وسط الجزائر كلما ضاقت بهم سبل الحرية، وكل تلك الشوارع أصبحت عنوانا يلتقي فيها الناس اليوم من أجل بناء دولة ديمقراطية، منهم شباب قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى "أودان" ليردد ما كان أودان يردده بالأمس "جزائر حرة ديمقراطية".

متظاهرون جزائريون يشاركون في "مليونية الخامس من يوليو" التي تزامن الإعلان عنها مع إحياء عيد استقلال

 

فخر بالحراك وخوف من المفاجآت

تزامن الإعلان عن "مليونية الخامس من يوليو" مع إحياء عيد استقلال، ولم يغادر الحراك الشعبي الجزائري فكرة الحرية، حيث قرر الحفاظ على المطالب المرفوعة، وقد تنوعت أشكال النضال لتداعب مشاعر الفخر بما حققه الحراك حتى الساعة. (أبرز المطالب التي تحققت استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بتايخ 2 أبريل/نيسان 2019، ومحاكمة أبرز رموز نظامه منه شقيقه سعيد بوتفليقة).

رغم كل ذلك فإن الشعب لا يزال يشعر بالخوف على ما تم تحقيقه، ففرحة الاحتفال بعيد الاستقلال لم تنسهم أبدا وصايا الشهداء وسط العديد من المفاجآت التي تعترض طريق "الحراك" بين الحين والآخر، ومنها اعتقال المجاهد لخضر بورقعة الذي يعتبر أحد قادة الولاية التاريخية الرابعة خلال ثورة التحرير. وقد جاءت الصدمة بالتزامن مع عيد الاستقلال، ليجد مجاهد الأمس نفسه خلف القضبان في السجون الجزائرية في ذكرى عيد الاستقلال، بعدما قرر قاضي التحقيق الجزائري إيداعه الحبس المؤقت تحت ذريعة تصريحات له صُنفت في خانة "محاولة لإحباط معنويات الجيش الجزائري" الذي ساهم في تأسيسه عندما كان شابا مجاهدا في صفوف ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني.

المصدر:الجزیره

أكد الرئيس الايراني المنتخب ورئيس السلطة القضائية السابق آية الله سيد ابراهيم رئيسي، ان الرئيس الجديد للقضاء حجة الاسلام محسني ايجئي كان له دور كبير في تطوير الجهاز القضائي.

اقيمت اليوم الاثنين مراسم تكريم رئيس القضاء السابق آية الله سيد ابراهيم رئيسي وتقديم الرئيس الجديد للسلطة القضائية حجة الاسلام غلام حسين محسني ايجئي.
وأكد آية الله سيد إبراهيم رئيسي، في هذه المراسم على أهلية حجة الإسلام والمسلمين محسني إيجئي في رئاسة القضاء وقال: عملت عن كثب مع حجة الإسلام والمسلمين محسني. لمدة 36 عامًا، وفي هذه المدة رأيت فيه الكفاءة العملية وإتقان المبادئ والحقوق، وهو قاض مقتدر لديه روح ثورية وظل ملتزما بالمبادئ الثورية.
وأضاف: خلال فترة اكثر من عامين تحملت مسؤولية السلطة القضائية، كان دوره في إدارة الملفات الوطنية والمهمة من الأمور التي اعادت الهدوء الى القضاء، لقد كان مستشارًا أمينًا لجميع القضاة ولي شخصيا ، وأود أن أشكر جميع زملائي في جميع أنحاء البلاد.
ولفت رئيسي الى ان خطاب القائد خلال استقباله مسؤولي الجهاز القضائي يوم 28 يونيو /حزيران، يعتبر وثيقة فخر للسلطة القضائية.
وشدد الرئيس الايراني المنتخب على أن استمرار التغيير أمر ضروري للسلطة القضائية، وقال: إن القضاء بحاجة إلى التغيير في سياق الخطوة الثانية للثورة الاسلامية، وسيتم شرح هذا التغيير في سياق الوثيقة التي تم تقديمها وسيتم تحديثها كل عام.
واشار الرئيس السابق للسلطة القضائية الى جهود نائبه الرئيس الجديد، وقال: ان محسني ايجئي كان له دور في العديد من التغييرات التي حصلت (في الجهاز القضائي)، حتى انه كان يسعى الى عدم ذكر اسمه في العديد من الملفات.

 

وكتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية امس السبت في تحليل لها حول رسالة التهنئة التي بعثها الملك الاردني عبدالله الثاني الى الرئيس الايراني المنتخب آية الله ابراهيم رئيسي:

على نحو مفاجئ وبعد ايام فقط من انعقاد قمة بغداد الثلاثية وظهور العاهل الاردني في مقامات واضرحة الصحابة جنوبي بلاده تم الاعلان عن برقية تهنئة ارسلها ملك الاردن الى الرئيس الايراني الجديد المنتخب وسط حالة لتسليط الضوء اعلاميا.

يبدو ان العاهل الاردني أرسل برقية تهنئة للرئيس الايراني المنتخب الجديد اعرب فيها عن تهنئته شخصيا بفوزه بالانتخابات الرئاسية الايرانية كما تمنى التقدم والازدهار للشعب الايراني الصديق.

تم الاعلان عن تلك البرقية في عمان بعد ظهر السبت وتؤطر لحالة قد تسمح قريبا وسط بعد توقعات الدبلوماسيين باستئناف العلاقات الدبلوماسية المعلقة منذ سنوات طويلة بين الاردن وايران.
وتكشف اوساط متابعة لملف علاقات الاردن مع العراق وايران ومعادلات الاقليم بان عمان تخطط لارسال سفيرها الى دمشق وقد تعمد الى تسمية سفير جديد في ايران في اطار مواجهة حالة التموقع الجديدة وفي ظل اتجاهات عمان الواضحة لدعم رئيس الوزراء العراقي الدكتور مصطفى الكاظمي.
ومن المرجح ان وزارة الخارجية الاردنية تدرس حاليا اتخاذ خطوة متأجلة منذ عدة سنوات و منذ وقت طويل بتسمية سفير اردني في طهران خلفا للسفير الذي لم يذهب الى دوامه منذ اكثر من خمس سنوات وهو الوزير السابق عبد الله ابو رمان.
ويبدو ان وفدا من الخارجية الاردنية يشرف بنفس الوقت على اعادة ترتيب اوراق التبادل والعلاقات الدبلوماسية بين عمان ودمشق حيث لا يوجد منذ اكثر من عامين سفير اردني في مقر السفارة الاردنية في العاصمة السورية ويبدو ان النية قد تتجه ايضا لتفريغ سفير علما بان السفارة الاردنية في دمشق مفتوحة وتعمل على مستوى القائم بالاعمال .
ومن المرجح في الاطار السياسي ان علاقات الاردن بدول محور المقاومة قد تذهب باتجاه التحسن ولو قليلا وبالتدريج البطيء في الوقت الذي يبدو فيه غياب التواصل رفيع المستوى في العلاقات والاتصالات بين الاردن والسعودية قد يؤدي الى شكل من اشكال الانفتاح الدبلوماسي والسياسي الاردني في العمق السوري و في العمق العراقي خصوصا وان المصالح التجارية والاقتصادية الاردنية مع العراق نصح بان تأخذ بالاعتبار ضرورة تلبية مطلب ايراني قديم بعنوان تسمية سفير اردني في طهران .
وهو أمر قد تمهد له الحوارات الصاخبة الجارية في عمان تحت عنوان احتمالية اعلان او تاسيس او الاتجاه نحو برنامج يسمح بالسياحة الشيعية والدينيه الى جنوب الاردن حيث اضرحة ومقامات من الشريحة التي يقدسها الشيعة الايرانيون والعراقيون.
بنفس الوقت كان عاهل الاردن قد تحدث في اجتماعات مغلقة عن نيته توفير دعم خاص لكل من العراق وسورية في مباحثاته التي سيجريها بعد اسبوعين مع الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن على اساس ان الاردن سيتحدث في العديد من الملفات و القضايا مع الادارة الامريكية وباسم زعماء المنطقة.
في تلك الاحاديث المسربة تحدث عاهل الاردن عن ضرورة عودة سورية الى حضن الجامعة العربية و عن ضرورة توفير الدعم والمساندة والتمكين لحكومة رئيس الوزراء العراقي حاليا الدكتور مصطفى الكاظمي.
تصدر البرقية الملكية على تهنئة الرئيس الايراني الجديد في الوقت الذي تخوض فيه عمان بجدل حول برنامج تفعيل السياحة الدينية والشيعية.

”رأي اليوم”

 

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر تجديد الخطاب الاعلامي وإدارة المواجهة الاثنين “نعوّل على هذا المؤتمر وعلى نقاشاته ونتائجه في معركتنا الاعلامية التي هي جزء جوهري من المعركة الكبرى والمواجهة الشاملة”، وتابع “نشكر القائمين على هذا المؤتمر وبذلوا الجهد حتى اكتملت عناصره وللمشاركين فيه”.

ورأى السيد نصر الله ان”أهمية الاعلام والخطاب الاعلامي واضحة جدا ولا تحتاج الى ان نوضح ذلك للاعلاميين، كما ان أهمية تطوير وتجديد الخطاب الاعلامي ايضا من الواضحات والآن بالتحديد سواء من حيث المبدأ وهذه سُنة الحياة كي لا يكون هناك اي جمود، وايضا سواء من حيث أدوات المواجهة“، وتابع ”كما نطور أدوات المواجهة العسكرية والامنية والسياسية يجب ان تتطور المواجهة الاعلامية لانها جزء أصيل في المعركة“، واضاف ”يجب ان نطور الخطاب لمواكبة التطور في الساحات الاخرى لان الاعلام هو الذي يبين ما يجري في الميادين الاخرى السياسية والعسكرية والامنية “.

وقال السيد نصر الله ”الحاجة ملحة ايضا لتطوير الخطاب الاعلامي نتيجة ما مرّ على ساحتنا من عواصف شديدة الاثر ومن أهدافها ان تضييع فلسطين التي كادت ان تنسى لولا صمود المقاومة وهذا المحور بمواجهة الفتنة الكبرى“، واضاف ”يجب التجديد ايضا بسبب صمود محور المقاومة وانتصاره خلال الـ10 سنوات في مختلف الجبهات“، وتابع ”عندما نقول صمود محور المقاومة نشير الى انه قدم كم هائل من الشهداء والجرحى والتضحيات ومعارك الوجود“، ولفت الى انه ”من جملة الدواعي لتجديد الخطاب الاعلامي هو انتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة سيف وما فرضته من معادلات جديدة“، وأكد ان ”المعركة مستمرة بل هي في تصاعد وامام مخاطر ومعادلات جديدة“.

وأوضح السيد نصر الله ان الخطاب الاعلامي الذي نريد ان نطوره يجب ان نعرف بمواجهة من؟ فهنا لا نتكلم عن الامور الداخلية او القطرية بل عن المشروع الاسرائيلي الصهيوني الاميركية والهيمنة في المنطقة وايضا الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وأكد ان الهيمنة الاميركية في المنطقة هي الاساس والاخطر لانها هي مشكلة بحد ذاتها وقائمة على سلب الخيرات ومنع شعوبنا من تقرير مصيرها”، وشدد على ان هذه الهيمنة هي التي تحمي اسرائيل ولا يمكن تحرير فلسطين بمعزل عن مواجهة الهيمنة الاميركية في منطقتنا لانها هي التي حولت الجيوش الى هياكل ميتة وهذه الهيمنة هي التي تقدم كل عناصر البقاء للكيان الغاصب.

وقال السيد نصر الله اعلام المقاومة يتميز بنقل الخبر بصدق ويجب ان يستمر لان هذا الامر راكم مصداقية حقيقية، وتابع ان العدو والمستوطنون يصدقون اعلام المقاومة اكثر مما يصدقون قادتهم واعلامهم، واضاف ان الصدق بالوعد ما ميز المقاومة لانها منذ انطلاقتها كانت صادقة وواقعية في كل وعودها ضمن امكاناتها وظروفها، المقاومة عندما وعدت بالتحرير حققته في العام 2000 وعندما وعدت بعد ترك الاسرى في سجون خاضت الحروب لتحريرهم، والمقاومة الفلسطينية وعدت بتحرير الاسرى الذي بقوا على رأس اولوياتها والمقاومة في غزة بدأت معركتها بالدفاع عن القدس لتصنع معادلة جديدة، واشار الى ان صدق المقاومة فيما ترتبه من آمال فالمقاومة لا تعد بالاحلام فهي عندما تتحدث عن معادلات الحماية فهي تصنعها وتثبتها، وأشار الى انه عندما نتحدث في محور المقاومة عن تحرير فلسطين وإزالة العدو الاسرائيلي نحن لا نتحدث عن أحلام وخيالات وآمال كاذبة وعندما نقول القدس أقرب نحن هي أقرب ومعركة سيف القدس جعلت القدس أقرب من أي وقت مضى، وأكد نحن لا نبالغ في نقل الوقائع والاحداث وبتوصيف الانتصارات والآمال البعيدة.

ولفت السيد نصر الله الى ان اعلام المقاومة يتميز بتأييد شعبي كبير وهو تأييد متنوع وليس من لون واحد سواء من حيث الفكر والعقيدة والقومية والاعراق وتجمعها القدس ومقدسات فلسطين ومظلومية الشعب الفلسطيني وهذه تجعل كل هذه القاعدة تجتمع على الحق بمواجهة الظلم، وتابع هذه القاعدة الشعبية تتفاعل بشتى الطرق مع وسائل الاعلام المقاومة ويعبر عن نفسه بمختلف الطرق وصولا للتعبير عن الجهوزية للتضيحة والشهادة وعلى مواصلة الطريق رغم فقدان الاولاد والممتلكات.

واكد السيد نصرالله ان إعلام المقاومة أسهم في صنع الانتصار عبر استناده إلى الوقائع والحقائق والدراسات والأبحاث، وأشار الى ان من عناصر قوة خطابنا الإعلامي أنه مستند إلى إدراك لنقاط ضعف العدو، ولفت الى ان المقاومة في فلسطين وعدت بالدفاع عن القدس وصدقت في وعدها، و ذكر ان إعلام المقاومة اليوم لا ينشد قصائد شعر على الاطلال بل قصائد انتصارات”، وشدد على “ضرورة التكامل والتعاون الاعلامي بين وسائل اعلام محور المقاومة والاستفادة من الايجابيات والخبرات كما هو الحال في الميدان العسكري، ودعا للاستفادة بالتحديد من شبكات التواصل الاجتماعي وتحويل التهديد المعادي الى فرصة، وبعض الدراسات تحدثت ان العالم تفاعل مع الشعب الفلسطيني خلال معركة سيف القدس بسبب شبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح السيد نصر الله ان بعض وسائل الاعلام الخليجية بات ينظر لأحقية العدو بفلسطين وللتركيز على قوته وايضا العمل على تشويه صورة المقاومين، بإلصاق بعض التهم بهم وتسميتهم بتسميات غير حقيقية، بالقول ان المقاومين أذناب او انهم يتبعون ايران وايضا يركزون على آلام الناس والصعوبات التي تواجهمم مع العلم ان هؤلاء الناس يؤكدون باعتقادهم بالنصر، وتابع ان العدو الذي عجز عن صنع صورة النصر تأتي وسائل اعلام عربية معادية لتصنع له هذه الصورة بدماء الاطفال في قطاع غزة، وأكد نحن يجب ان تكون ثقتنا عالية بالله وبأنفسنا وبأخواننا ومقاومينا وان حركات المقاومة تتمتع بالاخلاص وبالوفاء وهذا لا يمنع ان فيها من يرتكب الاخطاء والذنوب وهذا ما يجب ان نعمل على معالجتها، وأضاف أنتم في هذا المؤتمر مدعوون لتطوير الخطاب بما يتناسب مع ما يجري في المنطقة وبما يتناسب مع امكاناتنا ومع التحديات والفرص المتاحة والعمل على تحويل التهديدات الى فرص ونحن بحاجة الى مراجعة أدبياتنا والمصطلحات اي مراجعة المضمون والشكل، بالاستناد الى الثوابت وان نبني على الكم الكبير من الانجازات في محور المقاومة ومنها الانجاز الاعلامي.

وقال السيد نصر الله أنا أطلب شخصيا جهدكم الخاص لتكريس المعادلة الاقليمية الجديدة لحماية المدينة المقدسة، وتابع ان المقاومة في غزة ارادت ان تضع غزة بمقابل القدس، نحن نريد ان نضع المنطقة كلها بمقابل القدس وهذا ليس كلاما للاستهلاك الاعلامي وانما هذا كلام جدي، واكد انه عندما يعلم الصهاينة ان تهديد المدينة المقدسة سيؤدي الى حرب كبرى سيعيدون النظر وسيطلق هذا معادلة ردع ونحن نعمل على تشبيك عناصر القوة لهذه المعادلة.

وعن الأزمات الداخلية والمعيشية، قال السيد نصر الله المطلوب ممن يتآمر في هذه المنطقة ان ينشغل كل شعب ولد بمشاكله الداخلية من الخبز الى الغاز وراتبه وحليب الاطفال وغيرها من الامور كي لا يبقى اي فكر للمتابعة والتخطيط بما يعني الامة وبالتحديد فلسطين هذا بالاضافة الى الحروب الداخلية وتمزيق الامة وغيرها من الفتن، العقوبات الاقتصادية على دول وشعوب محور المقاومة هو ان نصل الى نقطة لا مكان فيها لفلسطين، وتابع هم ينجحون نسبيا وهذا ما يجب ان نواجهه، وراى يجب ان نعمل على مسارين، الاول الخط الاساسي بمواجهة الاعداء وان لا نهمله والثاني ان نعمل لمعاجلة ازماتنا الداخلية بأقصى جهد، وأكد ان هذا العمل على المسارين متعب ولكن يجب ان لا نترك قضيتنا الاساسية وان لا نغرق في مشاكلنا الداخلية مع العمل لمعالجتها، ولفت الى ان “ازمة الحكومة في لبنان هي نتاج ازمة النظام في هذا البلد وايضا يوجد فساد مستشري وسرقات واحتكارات بلا حدود.

وأشار السيد نصر الله الى ان البعض يأخذ البلد الى حيث يريد العدو ولا داعي للمشاكل والنزاعات على محطات البنزين وغيرها، ولكن هذه الازمات لها وجها آخر هي القرار الاميركي الذي يمنع اي دعم خارجي للبنان، وتابع ألا يستحي حلفاء أميركا من ذلك؟ أليست اميركا التي تمنع الدول من مساعدة لبنان بهدف تحقيق مصالح اميركا واسرائيل سواء من مشروع التوطين او سرقة الغاز والنفط، وتابع أليست الادارة الاميركية التي تهدد بالعقوبات على اللبنانيين وتمنعهم من الاستعانة بأي صديق من الشرق سواء الصين او غيرها ولدينا فرص حقيقة لانقاذ لبنان وهذا لا يحتاج الى كثير من النظريات لان البعض يخاف من اميركا وان تضعهم على لائحة العقوبات.

وسأل السيد نصر الله ألا يستحق انقاذ البلد ان يوضع البعض على لوائح عقوبات اميركا؟، ولفت الى ان هذه الامور يجب ان لا تغيب عن البال في الازمات الداخلية، واشار الى ان “اميركا سبق ان اتبعت هذه الاساليب في غزة وسوريا وقد فرضت اميركات قانون قيصر لمنع الاستثمار في سوريا للضغط عليها، وتابع انه نفس المنطق يمارس ضد العراق وايران واليمن، واوضح ان اميركا تهدف لاثارة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة عليها، لذلك الشريك الاساسي في ما يعيشه الشعب اللبناني من أزمات هي الادارة الاميركية، وأكد ان “اميركا ليست صادقة بالحديث عن محاربة الفساد لان الفاسدين هم حلفائها فلماذا اليوم تريد محاربة الفساد؟، ودعا الشعب اللبناني ان يتحلى بالصبر والعمل الجاد ويجب البحث عن الحلول الناجحة وهذا يحصل من خلال ارادة شجاعة وقادرة على التضحية.

وحول الملف الحكومي، قال السيد نصر الله “عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ويفترض ان تعقد لقاءات حاسمة خلال هذه الايام”.

وعن التسريبات التي حصلت في تحقيق انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله ان من المؤسف ان يعرف المدعى عليهم في قضية انفجار المرفأ من الاعلام بذلك، واعتبر ان هذا شكل من اشكال التوظيف السياسي الذي نعود ونرفضه، وتابع انه لن اعلق الان حتى تصل الاخبارات القضائية المطلوبة لنعرف هل ما تم تسريبه صحيح ام لا، وأكد ما نسعى اليه هو العدالة والحقيقة وحتى الساعة العدالة بعيدة والحقيقة ما زالت مخفية، واضاف انه سبق ان طالبنا المحقق العدلي لنشر التحقيق التقني لنعرف سبب هذه الجريمة وما الذي تسبب بهذا الانفجار الكبير ولنعرف هل يوجد وحدة معايير وهل يوجد اي استهداف سياسي.

 

الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 19:25

الاستقامة في القضايا السياسية



أقول لكم أيها الإخوة الثوريين الأعزاء: الاستقامة ضرورية؛ ليست الاستقامة أن نحفظ اسمها ]وظاهرها[! أبدًا، لذا نرى جماعة قد بقيت ]على الخط[، ولا ينقصها شيء في الظاهر إلا أنها خالية في الباطن! عندما يستيقظ الإنسان من الغفلة يرى ويشاهد هذا. أقول لكم هذا الكلام وأوجهه للجميع، خاصة الخواص منهم: اسعوا إلى حفظ هذا الركن وهذا العامود بقوة وصلابة، وثبتوا هذا السقف على هذا الوتد -سقف الثورة، سقف القيم وسقف المجتمع الإسلامي الحقيقي سمّوه ما شئتم - فإذا ما ابتعد الجميع عن هذا السقف بمعنى اذا ما نزعت حيطانه وبقيت أعمدته وأوتاده فلن يتزلزل، وليضرب مئة معول وأزميل جدرانه الآجرية ذات الطبقة الواحدة، فلن تكون هناك مشكلة. إلا أنه إذا ما اهتز عامود واحد فلا محال سيهتزّ ذلك السقف بذلك المقدار نفسه.
لا ترتعبوا لا تتخلوا عن القيم الثورية والإسلامية -شكلها وإطارها الصحيح- بأي قيمة وثمن، وهذا الكلام فوق المسائل السياسية والحزبية واليومية.

أبعدوا أنفسكم عن كل ما هو رائج في العرف السياسي في العالم، [وهؤلاء] من خلال وساوسهم لا يريدون أن تصل هذه القضايا ]الصحيحة[ إلى مسامعنا - الوساوس السياسية والوساوس الدولية. لنفترض أن عمل مجموعة خبيرة في أمريكا يتركز على حل مشاكل البلدان والحكومات التي لها علاقات وقضايا مع أمريكا، فإسم هذه المجموعة هو "الوسواس السياسي أو الوسواس الدبلوماسي".

مذكرات نيكسون، تشون لي:
على سبيل المثال، يقومون بحركة ما على سبيل إجراء مباراة في لعبة " بينغ بونك"، مع الصين في عهد "تشون لي". وكان ذلك بمثابة مقدمة لمد جسور العلاقات على نحو تدريجي ولا أحد يشعر بأن شيئا قد حصل. اقرؤوا مذكرات "نيكسون"، فقد ألف كتابًا أسماه "القادة" وقد ترجم إلى الفارسية وفيه كتب مذكراته مع "تشون لاي".

من الأمور التي يتحدّث عنها في الكتاب -وما أتذكره الآن- تلك اللقاءات التي عقدها مع "جوين لاى" نفسه وزيارته التاريخية إلى الصين التي أدت إلى فتح العلاقات مع الصين وكسب صداقتها! تأملوا في بداية نشوء هذه العلاقة وأين بدأت! لم يشعر أحد بذلك! بمعنى أن المخاطبين بهذه الوسوسة والأطراف الذين هم عرضة لها، يشعرون في نهاية الأمر أن ضرورات الحياة قد عرضت ولا سبيل لهم غير ذلك، لكن عملاء السياسة وأربابها في العالم يعلمون ذلك ويعرفون ماذا يفعلون وأن لدى هؤلاء خيارات ومجالات. لاحظتم؟ احذروا الوقوع في مطبّات وكمائن هذه الوساوس. وما قد يتصوّر أنّه من الضرورات الوقتية -ولعل لذلك ضرورة بمعنى من المعاني- فلا ينبغي أن يشتبه علينا الأمر ونخلطه مع الموانع الواقعية. لا، فهذه من بين الأمور والأشياء التي تضمحلّ وتذهب مع وجود الاستقامة. بالطبع ليس معنى كلامنا هنا أنه يوجد اليوم في بلادنا أشخاص تشبه حالتهم حالة "تشون لي" في ذلك الزمان! أبدًا ولحسن الحظ.. وهنا ذكرت هذه المسألة كمثال من بين عشرات المسائل والأمثلة.

أنتم تشكلون العناصر والجماعة الحاسمة. فأنتم أصحاب الإرادة والعمل الواقعي والتصميم الحقيقي، حتى لو كان هناك شخص مسؤول آخر في لحظة أخرى يتخذ القرار ويطبق وينفذ، إلا أنه في واقع الأمر أنتم من تصممون وتتخذون القرار.

المصدر: الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة

 

الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 19:23

‏أكل الحرام ووساوس الشيطان


قال تعالى: ﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلی‌ أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾([1]).

إشارات:
‏- لقد حرّم الإسلام تحريماً شديداً الأطعمة المحرّمة لأنّها تورث قسوة القلب وتمهّد لمعاصٍ أخری، وهو ما جاء أيضاً في خطبة الإمام الحسين عليه السلام للأعداء في يوم عاشوراء: "قد ملئت بطونكم من الحرام".
‏- لقد مرّ علينا في الآية ٥ من سورة المائدة حليّة طعام أهل الکتاب «وطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ». وهذه الآية الکريمة تقول: إنّ کلّ حيوان لم يذکر اسم الله عليه فأکله حرام. ولمّا کان أهل الکتاب لا يذکرون اسم الله علی ذبائحهم، من هنا نستنتج أنّ ذبائحهم حرام، وأنّ ما ذکرته الآية من حليّة طعامهم إنّما هو للحبوب وما شابهها، وليس اللحوم([2]).
‏- إنّ وساوس الشيطان تکون علی هذا النحو: إنّ الحيوان الميّت قتيل الله، وقتيل الله أفضل من قتيل الإنسان! إذن، کيف تُحرم الميتة بينما يحلّ الحيوان المذبوح علی يد الإنسان؟!هذا في الوقت الذي يتناسی فيه الإنسان أنّ تطبيق أحکام الله أهمّ من کلّ ذلک.

التعاليم:
‏1- لا بدّ للمسلم أن يحترم الالتزامات الدينية حتی في مسائل الطعام والتغذية، «ولَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ«.
‏2- ذکر اسم الله عند ذبح الحيوان ليس أمراً صورياً أو تشريفياً، بل حکماً واجباً، وفي ترکه فسق، «وإِنَّهُ لَفِسْقٌ«.
‏3- حيثما کان عدم الإيمان أشدّ، لزم التوکيد، ذلک أنّ قبول الناس في العصر الجاهلي بشروط حليّة الذبح کان أمراً عسيراً، ونلاحظ هنا بأنّ الله سبحانه وتعالی طرح المسألة في إطار تأکيدات متعدّدة. جملة «وإِنَّهُ لَفِسْقٌ» اسمية، والأداة "إنّ" وحرف اللام للتوکيد.
‏4- بسبب أکل الحرام، يصبح الإنسان أکثر استعداداً لتقبّل إغواءات الشيطان، «ولَا تَأْكُلُوا... وإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ«.
‏5- للشياطين القدرة علی إلقاء الوساوس، «وإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ«.
‏6- وساوس الشيطان نافذة في أوليائه فقط، وليس في أولياء الله، «لَيُوحُونَ إِلَی أَوْلِيَائِهِمْ«.
‏7- مجادلات الإنسان تستند إلی الوساوس والأهواء، «لَيُوحُونَ... لِيُجَادِلُوكُمْ«.
‏8- المجادلة في الأحکام الإلهية هي من أسلحة الشيطان وإلقاءاته، «وإِنَّ الشَّيَاطِينَ... لِيُجَادِلُوكُمْ«.
‏9- المجادلة في الأحکام الدينية تسوق الإنسان إلی الشرک، «لِيُجَادِلُوكُمْ... لَمُشْرِكُونَ«.
‏10- الموحّدون الذين يطيعون غير الله عملياً، هم مشرکون، «إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ«.

 سماحة الشيخ محسن قراءتي

 

الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 19:20

5 أمور مذهلة يقوم بها الجسم أثناء النوم

أثناء النوم، يرتاح الجهاز العصبي الودي ويصبح أقل توترا (غيتي)

النوم نشاط بيولوجي مهم جدا لصحة الجسم، ويؤدي دورا أساسيا في سلامة جميع أعضاء الجسم البشري، ونقدم هنا أنشطة مذهلة يقوم بها الجسم أثناء النوم.

وفي التقرير الذي نشرته مجلة "سانتي بلوس" (sante plus) الفرنسية، يتحدث الكاتب "لورنس. أو" عما يدور في أجسامنا عند الخلود إلى النوم، الذي يؤدي دورا مركزيا في الحفاظ على صحتنا، والضروري للتمتع بصحة جيدة؛ لكنه ليس عملية بسيطة كما يبدو.

والتالي 5 أشياء مذهلة يقوم بها جسمك أثناء نومك:

1- ينظم الدماغ الذكريات

أوضح التقرير بأنه أثناء نوم حركة العين السريعة، الذي يحدث بعد مرحلة النوم العميق، يصبح الدماغ أكثر نشاطا؛ إذ يختار ذكريات معينة، ويحلل المعلومات التي تعرض لها خلال اليوم.

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن نميز بين مرحلتين مختلفتين في النوم: نوم الموجة البطيئة، الذي يشار إليه عادة بالنوم العميق، ونوم حركة العين السريعة.

2- انخفاض درجة حرارة الجسم

أثناء النوم، يرتاح الجهاز العصبي الودي ويصبح أقل توترا، وبالتالي ينخفض ​​ضغط الدم، ويبطئ نسق التنفس، وتنخفض درجة حرارة الجسم. يؤدي النوم دورا لتحقيق التوازن الداخلي، ويساعد في الحفاظ على الطاقة. ويمكن أن تنخفض درجة حرارة الجسم إلى 36 درجة مئوية.الفيديو

3- إفراز الناقلات العصبية

يقول الكاتب إن الناقلات العصبية هي جزيئات تسمح للدماغ بإرسال رسائل بين الخلايا العصبية المختلفة، ويسبب عدم توازن الناقلات العصبية تقلبات مزاجية. يوضح أخصائي النوم تيري كرالي "يساعد النوم على تنظيم العديد من النواقل العصبية في أجسامنا، بما في ذلك النورإبينفرين والسيروتونين والدوبامين. حيث إن الحصول على قسط كافٍ من النوم يحافظ على استقرار مستويات النواقل العصبية، ويبقينا يقظين، ويمنع تقلبات المزاج".

 4- مساعدة البشرة

يساعد التمتع بقسط كاف من النوم في الحصول على بشرة نضرة، يفسر تيري كرالي أن "العديد من خلايا الجلد تمتلك ساعات بيولوجية، وتتأثر بشكل مباشر بقسط النوم، الذي نحصل عليه كل ليلة"، ووفقا للمقال أوضحت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأشخاص لم يخلدوا إلى النوم ليلة كاملة، انخفاضا في مرونة ورطوبة بشرتهم، كما كان مسامهم أوسع، وكان هناك انخفاض في تدفق الدم إلى خلايا الوجه.تشغيل الفيديو

 5- تقوية جهاز المناعة

بيّن الكاتب أنه أثناء النوم، تطلق خلايا الجسم السيتوكينات، وهي بروتينات تعمل وسيطا كيميائيا لتقوية جهاز المناعة، وهو ما يفسر ميلنا إلى النوم أثناء المرض أو التعب الشديد.

المصدر : الصحافة الفرنسية