emamian

emamian

الجمعة, 30 أيلول/سبتمبر 2022 08:27

سيماء المصلحين في القرآن الكريم

د. إحسان الأمين

 للعمل الصالح والذين يعملون الصالحات شرائط وصفات، نجدها مبثوثة في مواضع مختلفة من القرآن الكريم، نذكر من أهمّها: 1- شرائط ذاتية، منها: الإيمان (النساء: 124)، والتوبة (مريم: 60)، وطلب رضا الله تعالى (النمل: 19)، والإخلاص له وعدم الشِّرك به (الكهف: 110)، والصبر والإستقامة في العمل (طه: 82). 2- شرائط عملية: وأهمّها: أكل الحلال وتجنّب الحرام (المؤمنون: 51)، وردّ المظالم وحقوق الناس إلى أهلها (المائدة: 39)، والإلتزام بالعبادات (البقرة: 277)، والتصدُّق (التوبة: 75). 3- شرائط وضعيّة تتعلّق بكيفيّة أداء العمل وظروفه، ومنها: العمل بالتكليف وفي حدود القدرة والإستطاعة (الأعراف: 42)، واستخدام الكلمة الطيِّبة (فاطر: 10)، والقول السديد (الجاثية: 21)، والدعوة إلى الله (فُصِّلت: 33)، والتواصي بالحقّ والصبر (العصر: 5)، والإفتراق عن سبيل المُفسدين والفُجّار (ص: 28)، والإبتعاد عن كل سوء ومُسيء (غافر: 58). وللمُصلحين صفات الذين يعملون الصالحات وزيادة، ذلك أنّهم لم يكتفوا بالعمل الصالح لأنفسهم وإنما توجّهوا لإصلاح المجتمع، بالكلمة والعمل، ويتطلّب منهم ذلك أن يكونوا في موضع القدوة والريادة، ومن السبّاقين إلى الخيرات والباقيات الصالحات. قال تعالى: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا) (مريم/ 76). فإنّ هذه الصفات يجب أن تتوكّد وتتحقّق في الإنسان المُصلح حتى يكون صادقاً في دعوته، مُحقّاً في قضيّته، فيؤمن به الناس ويتبعوه.. وإلا كان من الذين يقولون ما لا يفعلون، وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف/ 2). وفيما يلي نذكر بعض الشرائط الإضافية المطلوبة في المُصلحين وحاملي راية الإصلاح، بالإهتداء بآيات القرآن الكريم، وهي: 1- الاهتمامُ الدائم بإصلاح الذات والأهل والأولاد، وفي القرآن آيات كثيرة تُذكِّر بذلك، منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم/ 6)، وقوله تعالى: (وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) (الأحقاف/ 15)، وقوله تعالى: (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 224). وجلّ آيات القرآن، بل كلُّها جاءت لتذكير الإنسان ووعظه لكي يكون صالحاً، يعمل الصالحات، ويدعو إليها. 2- إرادةُ الصُّلح والصلاح للمجتمع وللأفراد، فإنّ المُصلح ينطلق في عمله، من باب الحبّ والحرص على سلامة الآخرين وصلاح المجتمع وصفائه ونشر المودّة والمحبّة والإلفَةِ والأخوّة بين أفراد المجتمع، لا بدافع الخصومة وإثارة الفتنة، أو نشر الحقد والبغضاء، وتدلُّ على ذلك آيات كثيرة، منها قوله تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) (هود/ 88). وقوله تعالى: (وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) (النساء/ 129). 3- طِيبُ النفس وإنشراحُ الصدر وحُسنُ الخُلق، فإنّ ذلك لازم للمُصلح، إذ لابدّ أن تكون نفسه سمحةً منفتحةً، بعيدةً عن الغلِّ والبُخلِ، متوشِّحةً بالعفوِ ومكارمِ الأخلاق، لكي تنفتحَ له قلوبُ الناسِ فيؤثِّر فيهم. يقول تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (الشورى/ 40). ويقول تعالى: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 128). 4- العملُ على إصلاح ذات البين، بِفَضِّ النزاعات وإزالة النفرات والخلافات، وإرساء الأخوّة والمودّة كهدف دائم يسعى له المُصلحون، على طول الخط، من مستوى الأسرة، وحل الخلافات الزوجية، فالإصلاح بين المتنازعين، من الجماعات والكتل والطوائف والقبائل المسلمة، حتى الإصلاح بين المؤمنين، فالإصلاح بين عموم الناس وسائر أفراد المجتمع. فالمُصلح، إسم على مُسمّى، وهو عنوان صلح وسلام مُتحرِّك في المجتمع الإنساني، يجلب معه الخير أينما حلّ، ولازم ذلك أن يتجنّب الخصومة والعداء إلّا في موقع الدفاع عن الحق وصدّ العدوان. وفي ذلك آيات كثيرة، منها قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) (الأنفال/ 1)، وقوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات/ 9)، وقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات/ 10)، وغيرها من الآيات: (النساء: 128) و(النساء: 114). 5- إقامةُ القسط وإحقاق الحق، فإنّه هدف لكلِّ إصلاح وشرط في كل صلاح، بل هو الهدف الأساس من إقامة الشرائع الإلهية، بل إنّه الهدف المعلن لسائر الدساتير والقوانين الوضعيّة، قال تعالى: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات/ 9). نعم، في مواقع معيّنة للطرف الذي له الحق أن يعفو ويصفح عن المُسيء – عند المقدرة – لغرض دفع الفتنة وإرساء الصُّلح وزيادة في الفضل، وله من الله الأجر والعوض.. رغم أنّ الله تعالى لا يُحبّ ظلم مَن ظلم وعليه الإستغفار والإعتذار وإزالة آثار الظلم. يقول تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (الشورى/ 39-41). ولكن إذا كان العفو يدفع المُسيء إلى زيادة عدوانه، فلا عفو، بل يُحاسب لكي يرتدع عن فعله. وكذلك في النزاعات العائلية، فإنّه يتطلّب الصُّلح أحياناً أن تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها، حفاظاً على أسرتها وزوجها.. وحتى يرجع الزوج ويستفيق من غفوته ويعاملها بالمعروف، يقول تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) (النساء/ 128-129). 6- الإهتمامُ ببيان الحقائق وتعريف الناس بواجباتهم وحقوقهم، لأنّ (الناس أعداء ما جهلوا)، وفي القرآن آيات كثيرة تشير إلى جهل أكثر الناس بالحقائق الإلهيّة، منها قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الأعراف/ 187). ويدفعهم ذلك إلى نكران الحق ومعارضته: (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنبياء/ 24)، بل تكذيب حامليه: (قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل/ 101). وكان الهدف من الوحي بيان الحق للناس، قال تعالى واصفاً القرآن: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ) (آل عمران/ 138). وكذلك جاء الرسول الكريم مُوضِّحاً وشارحاً ومُبيِّناً لآيات الله وما نزل معه من الوحي، كما قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل/ 44). وهكذا يكون الإصلاح، إمتداداً لعمل المُصلحين الأوائل، في بيان الحقائق للناس وإزالة الغموض والإبهام عمّا التبَسَ عليهم وإراءتهم الطريق الصحيح، كما فعل المُصلح شعيب مع قومه، حين بَيَّن خطأ فعلهم وأرشدهم إلى ما يصلح حالهم (هود: 88)، وكذلك سائر الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين. وفي آية من القرآن، نقرأ إشتراط بيان الحقائق على مَن كتمها كشرط لقبول توبته ودليل على إصلاحه، وذلك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة/ 159-160)، لأن في كتمان الحقائق إضاعة للحقيقة وإضلالاً للناس وفي بيانها هداية وإرشاداً لهم.. قد يُصحِّحُ ما صدر من الإنسان من خطأ سابق، فيكفر عنه وتشمله الرَّحمة الإلهيّة. 7- تجنُّبُ سُبُل المفسدين وأساليب عملهم الفاسدة: للمفسدين أساليب ووسائل عمل غير مشروعة، قائمة على الكذب والخداع وإثارة الفتنة وإلقاء الشبهات، والمكر والحيلة والغدر، وإستغفال الناس، والإنحراف بأنظارهم عن رؤية الحق.. هذه الأساليب قد تختلف بين الماضي والحاضر من حيث التطوّر والإمكانات الهائلة التي تمتلكها الدول والحكومات ووسائل الإعلام وشركات الدعاية، ولكنّها تمارس نفس الأدوار في تشويه الحق وتزويق الباطل لكي تجعل من الضحية جلاداً ومن الظالم مظلوماً. والإسلام، يُجيزُ إستخدام وسائل الإعلام والدعاية المحايدة لإراءة الحق وكشف الباطل وبيان الحقائق، ولكن لا يُجيز إستخدام الكذب والخداع والمكر والحيلة والباطل، تحت عنوان (الغاية تُبرِّر الوسيلة)، فالمبدأ في الإسلام هو: (لا يُطاع الله من حيث يُعصى). لذا كان من شرائط المُصلحين التي عرضها القرآن تجنُّبُ سُبُل المُفسدين.. قال تعالى في بيان وصيّة النبي المصلح موسى لأخيه هارون: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (الأعراف/ 142). وفي موقع آخر، يُحدِّد موسى موقفه من السِّحر، وهو خداع البصر، الذي كان شائعاً ورائجاً أيّامه، وله أثر كبير في توجيه الرأي العام ومواقف الناس، يقول تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس/ 80-81). فالله تعالى لا يكتب لهذه الأساليب الفاسدة النجاح والصلاح، حتى لو كان لها تأثيرٌ مؤقّتٌ على الناس، فيجب على المُصلحين تجنّبها وتجنّب: سبيل المفسدين. 8- محاربةُ الفساد والتصدِّي للفاسدين: الصلاح والفساد متقابلان ومتضادّان، ولا يمكن أن يحلّ الإصلاح بلا إزاحة للفساد ومواجهة له، وإلا إنتشر الفساد وجاء على البقية الباقية من جوانب المجتمع ليُخرِّبها ويُحرقها حتى يأتي على البلد كلّه فيُدمِّره ويُهلكه، يقول تعالى: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود/ 116-117). وتحتاج مواجهة الفساد إلى النصرة بين الناس المصلحين ومؤازرة بعضهم البعض في مواجهة الفاسدين ليكونوا جبهة قويّة لا تنثني أمام تيار الفساد والكفر والنفاق، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال/ 72-73). ومن الطبيعي أنّ الفاسدين لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيقاومون دفاعاً عن منافعهم ومكاسبهم غير المشروعة، وقد يحاولون الإضرار بالمُصلحين، والذين سيقاومونهم بكل شرف وصلابة ويُقدِّمون التضحيات في هذا السبيل، كما هو حال المُصلحين الكبار من الأنبياء والمرسلين ومَن سار على خطاهم، والذين كانت في قصصهم وسيرتهم عبرة للمعتبرين، ويتطلّب ذلك الصبر وتحمّل الأذى في سبيل الله والمجتمع. قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) (الأحقاف/ 35). وقال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) (النساء/ 75). 9- التمسُّك بالكتاب: لكل قوم شرعة ومنهاج، ومنهاج المُصلحين في الإسلام ودستور عملهم هو القرآن، ففيه ما يحتاجه المسلم في طريق تكامله نحو الله، وفيه تبيان كل شيء مما هو متعلق بأمر دينه وسبيل هدايته ومعالم كفاحه وجهاده من أجل إصلاح المجتمع وتغييره. ولذا لابدّ للمُصلح أن لا يكتفي بقراءة القرآن وتلاوته حقّ تلاوته فقط، بل عليه أن يتمسّك ويعتصم به في سَيرِ حياته وخطوات إصلاحه، لذا يقول تعالى: 0 وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف/ 170). وإقامة الصلاة، أولى ثمرات الإهتداء بالكتاب والإلتزام به، لقوله تعالى: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة/ 1-3).

فالمُصلح يسعى لكي يُنوِّر بالقرآن مجالس الإصلاح، فيُباركها ويُضيءَ بيوتَ الناس فيسعدها، ويهدي المجتمع فَيَصلُحَ به ويُفلح.

المصدر: كتاب نظرية الإصلاح من القرآن الكريم

 

قال الرئيس الايراني اية الله "ابراهيم رئيسي" انه أكد ضرورة تقديم ضمانات لتنفيذ أي اتفاق واعلن استعداد ايران لابرام اتفاق قوي خلال لقائه بالرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في نيويورك.

وفي سابع مقابلة تلفزيونية لآية الله رئيسي مع الشعب الإيراني منذ بداية رئاسته للحكومة، اضاف في مقابلة خاصة مع التلفزيون الايراني حول المستجدات الداخلية والخارجية،ان من الضمانات التي طالبنا بها بأن تكف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اصدار قرارات تشكك بالبرنامج النووي الايراني.

وأكد الرئيس أنه في لقائه مع الرئيس الفرنسي، تمت مناقشة قضية حقوق الإنسان بشكل عام وتم التأكيد على قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في الغرب وأوروبا وازدواجية معاييرها في قضية حقوق الإنسان.

واضاف: أعلنت لماكرون عن استعداد ايران لابرام اتفاق قوي، وأخذت على ماكرون تبعية أوروبا للولايات المتحدة.

وقال رئيسي: كلمتي في الأمم المتحدة تناولت مواقف ايران والتقيت 10 رؤساء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واكد انه بحث مواقف الجمهورية الاسلامية خلال اللقاءات التي أجراها :وشدد على أن ايران تحترم حقوق الانسان ليس من أجل ارضاء الآخرين وانما لأن ذلك من صميم مبادئها.

وقال الرئيس رئيسي: بحثت مواقف الجمهورية الاسلامية خلال اللقاءات التي أجريتها، وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة العمل على أن تكون الأمم المتحدة مستقلة وليست تابعة لأحد.

واشار رئيسي الى ان من الضمانات التي طالبنا بها انهاء الحظر لتتمكن ايران من تحقيق المكاسب الاقتصادية والتجارية وتركزت الأسئلة التي طرحت خلال اللقاءات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الموقف الايراني من برنامجها النووي.

وصرح رئيس الجمهورية: لم يكن للمسؤولين الذين التقيتهم رد مقنع حول انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وتابع السيد رئيسي: دعوت الى ضرورة محاسبة ومعاقبة الذين اغتالوا الشهيد قاسم سليماني، معتبرا ان الهدف من رفع صورة الشهيد قاسم سليماني في الأمم المتحدة هو التأكيد أن الأميركيين قتلوا بطل الانتصار على داعش.

واكد ان انضمام ايران الى منظمة شانغهاي قضية في غاية الأهمية، معتبرا ان الفضل في ارتفاع مستوى العلاقات مع دول الجوار يعود الى اعتماد سياسة توثيق العلاقات مع هذه الدول.

وفي موضوع وفاة الشابة مهسا اميني قال رئيسي : اتصلت بعائلة أميني وأطلعتهم بأننا قد مسنا الحزن إذ سمعنا بهذا الخبر المؤلم، مؤكدا : أول ما سمعت عن قضية وفاة مهسا أميني أمرت بمتابعة القضية بدقة.

واضاف: ان المتابعة هي من واجبنا الإنساني وأكدت لعائلة الراحلة أميني أننا سنتابع بدقة ونقيم العدالة، لافتا الى ان السلطة القضائية هي من تقرر الحكم النهائي ونحن بانتظار تقرير هذه السلطة.

واشار الى ان الهدف من معظم المؤامرات التي حيكت ضد ايران هو ايقافها عن التقدم، معتبرا ان هناك اختلاف بين الاعتراض والشغب.

واوضح الرئيس رئيسي: هناك وجهات نظر طرحت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تطبيق القانون ولا خشية من اختلاف الآراء، قائلا: لا يوجد أي دولة في العالم ترضى بأعمال الشغب التي تؤدي إلى زعزعة استقرار وأمن الناس.

واكد الرئيس رئيسي: ان التعرض لأرواح المواطنين وأموالهم خط أحمر لدى الجمهورية الإسلامية، مضيفا: من يحرض على أعمال الشغب هذه هو من يتصنع الدفاع عن حقوق الإنسان وقتلت الكثير من النساء.

وتابع الرئيس رئيسي: 43 عاما ويسعى العدو الأميركي لانهيار الجمهورية الإسلامية وراهن على إفشالها خلال 6 أشهر ولكن أميركا فشلت، لافتا الى ان أعداء الثورة الإسلامية يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد ولكن الشعب لم ينخدع ولطالما يفشل مخططاتهم.

وتابع: ان الشعب يدرك أن العدو لا يريد له الخير ويسعى لزعزعة استقرار وأمن البلاد، مجتمعنا اليوم مجتمع نشط وحذق ويدرك جميع المؤامرات التي تحاك حوله، مؤكدا ان اليوم يئس الأعداء من حذاقة وكياسة الشعب الإيراني.

واضاف رئيسي: أردت هذا المساء أن أبين ثلاق نقاط وهي قضية مهسا أميني والفرق بين النقد والاعتراض وبين إثارة أعمال الشغب، قائلا: ينبغي التمييز بين وفاة مهسا أميني وقضية الحوار وأعمال الشغب..من الممكن مناقشة قضية أساليب تنفيذ القوانين.. على الجميع الاذعان بضرورة ارساء الحوار ونبذ العنف والشغب.

اشار الى ان العدو يستهدف الوحدة والانسجام الوطني في ايران ويسعى الى اثارة الخلافات بين الجميع، مقترحا ايجاد مراكز للحوار والاعتراض في كافة المدن الايرانية.

من جهة اخرى اشار الرئيس الايراني اية الله "ابراهيم رئيسي" الملف النووي وانه أكد ضرورة تقديم ضمانات لتنفيذ أي اتفاق واعلن استعداد ايران لابرام اتفاق قوي خلال لقائه بالرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في نيويورك.

و اضاف ،ان من الضمانات التي طالبنا بها بأن تكف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اصدار قرارات تشكك بالبرنامج النووي الايراني.

وأكد الرئيس أنه في لقائه مع الرئيس الفرنسي، تمت مناقشة قضية حقوق الإنسان بشكل عام وتم التأكيد على قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في الغرب وأوروبا وازدواجية معاييرها في قضية حقوق الإنسان.

واضاف: أعلنت لماكرون عن استعداد ايران لابرام اتفاق قوي، وأخذت على ماكرون تبعية أوروبا للولايات المتحدة.

وقال رئيسي: كلمتي في الأمم المتحدة تناولت مواقف ايران والتقيت 10 رؤساء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واكد انه بحث مواقف الجمهورية الاسلامية خلال اللقاءات التي أجراها :وشدد على أن ايران تحترم حقوق الانسان ليس من أجل ارضاء الآخرين وانما لأن ذلك من صميم مبادئها.

وقال الرئيس رئيسي: بحثت مواقف الجمهورية الاسلامية خلال اللقاءات التي أجريتها، وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة العمل على أن تكون الأمم المتحدة مستقلة وليست تابعة لأحد.

واشار رئيسي الى ان من الضمانات التي طالبنا بها انهاء الحظر لتتمكن ايران من تحقيق المكاسب الاقتصادية والتجارية وتركزت الأسئلة التي طرحت خلال اللقاءات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الموقف الايراني من برنامجها النووي.

وصرح رئيس الجمهورية: لم يكن للمسؤولين الذين التقيتهم رد مقنع حول انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وتابع السيد رئيسي: دعوت الى ضرورة محاسبة ومعاقبة الذين اغتالوا الشهيد قاسم سليماني، معتبرا ان الهدف من رفع صورة الشهيد قاسم سليماني في الأمم المتحدة هو التأكيد أن الأميركيين قتلوا بطل الانتصار على داعش.

واعتبر إبراهيم رئيسي أن "انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون موضوعا مهما، وتسعى ايران للارتباط بالبنية التحتية الاقتصادية لدول المنظمة".

وأكد الرئيس الإيراني أن تعاون بلاده مع روسيا مستمر في مجالات مختلفة، تشمل مشاريع الطرق والنفط والاقتصاد والتجارة.

وقال رئيسي: "في لقائي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قررنا متابعة تنفيذ اتفاق التعاون طويل الأمد بين البلدين، ومشاركة الصينيين في مشاريع كبرى بإيران".

وأضاف: "تابعنا مع الهند موضوع تطوير ميناء تشابهار، ودعم النقل التجاري وعلاقاتنا مع دول آسيا الوسطى تطورت، وتضاعف حجمها خلال العام الأخير، وتعاوننا مع هذه الدول يأتي في إطار سياسة حسن الجوار والاهتمام بدول المنطقة".

واشار الرئيس الايراني في بداية المقابلة الى حدثين ثقافيين مهمين احدهما زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) والتي جرت بمشاركة اكثر من 20 مليون زائر، موجها جزيل الشكر والتقدير للعراق حكومة وشعبا لاستضافة الزوار السخية، والحدث الاخر هو زيارة الامام الرضا (ع) حيث بلغ عدد الزوار اكثر من 3.5 مليون شخص.

 

الجمعة, 30 أيلول/سبتمبر 2022 08:25

خمس نصائح لتطوير النمو اللغوي لطفلك

أميرة مصطفى

 

لعل اللحظات التي ينطق فيها الطفل كلماته ونداءاته المبكرة على أمه وأبيه هي من أسعد الذكريات في حياة الوالدين. وعندما يحرز الطفل تقدماً في نموه اللغوي، لا يعني هذا شعور الوالدين بالسعادة فحسب، بل يعني أيضاً أن طفلهم أصبح قادراً على التواصل الاجتماعي بشكل يمكنه من التعبير عن احتياجاته ومشاعره بوضوح.

يتوقف النمو اللغوي للطفل على عوامل عدة، منها العوامل الفسيولوجية مثل جنس الطفل.

فعلى سبيل المثال، فإنّ البنات يتفوقن تفوقاً بسيطاً على الذكور في المحصول اللغوي وفي صحة بناء الجمل، وفي القدرة على التعبير عن المعاني.

وللعوامل البيئية المحيطة بالطفل دور مهم في نموه اللغوي، فزيادة الوقت الذي يقضيه الوالدان مع أولادهما، ومشاركتهم اللعب أو قص الحكايات أو الغناء معهم -مثلاً- يؤدي إلى إثراء قدراتهم على التعبير. كما أن وجود وسائط متنوعة لنقل الرسائل اللغوية مثل الراديو والتلفزيون يثري من محصولهم اللغوي.

إن وعي الوالدين بدور العوامل البيئية في الارتقاء بالمحصلة اللغوية سيجعلهم يتابعون التطور اللغوي للطفل، وبالتالي يقدمون له الدعم الاجتماعي الذي يحتاج إليه، مما يدفعه بدوره إلى إتقان الكلام، وإدراك أن الصور البسيطة من الاتصال مثل الصراخ والإيماءات ليست مقبولة اجتماعياً، وأن عليه أن يستخدم الكلمات في استجابته لأسـئلة الآخرين أو تعليماتهم.

من ناحية أخرى، فإنّ متابعة الوالدين لنمو طفلهم اللغوي يجعلهم يتوقفون عند أول ظهور لاضطرابات الـكلام التي تلعب العوامل البيئية دوراً في نشـأتها، بل وتطورهـا للأسوأ.

فالتهتهة واللجلجة وإبدال الحروف وكلّ صور الحبسة التي تظهـر عند الطفل في مراحل نموه قد تظل كما هي بمرور الوقت، ما لم تُبذل جهود علاجية مبكرة لتصحيحها.

إن نجاح الوالدين في جعل المنزل بيئة تعليمية سليمة وممتعة هو العامل الحاسم في نمو قدرات أطفالهم اللغوية. ولا تتطلب تنمية القدرات اللغوية مجرد التدرب على استخدام الكلمات فحسب، بل تعتمد أيضا على الربط بين استعمال هذه الكلمات من ناحية ومختلف الوظائف الذهنية من ناحية أخرى.

وسوف أقدم فيما يلى خمسة أنشطة لتنمية القدرة اللغوية للطفل تعتمد على التكامل بين الوظائف الذهنية:

1- إعادة صياغة كلام الطفل باستخدام المفردات نفسها التي قالها، فعلى سبيل المثال، عندما نسأل الطفل: ماذا يحدث للطعام في المبرد؟ ويرد الطفل بأن الطعام يصبح بارداً، يمكننا الرد عليه: هذا صحيح، يصبح الطعام بارداً في الثلاجة. إن تكرار العبارات يساعد الطفل على النمو الفكري، إذ إنّه يسمع الكلام مجدداً فيرسخ في عقله وبتنويعات مختلفة.

۲- شجعوا أطفالكـم على النظر إليكم دون إجبار عندما تتحدثون معهم، حيث يساعد هذا على شعورهم بالراحة، ومن ثم يسهل التفاعل اللغوي ليس معكم فحسب، بل مع الآخرين في حياتهم الاجتماعية.

۳- اسألوا طفلكم عن تجاربه اليومية، فقـد يتحول أي سؤال إلى حوار ممتع بين أحد الوالدين أو كليهما مع الطفل.

قد تسأل الأم طفلها مثلاً: هل تريد تناول البطاطس أم البيض؟ فإذا رد الطفل: أريد البطاطس، تسأل الأم مثلاً: هل تحب البطاطس أكثر من البيض؟ فإذا أجاب بنعم، يمكن تقديم سؤال آخر عن سبب حب البطاطس أكثر من البيض.. وهلم جرا.

إن هذه الأحاديث القصيرة، تعزز نمو الأقسام اللغوية في الدماغ، كما أنّها تصبح أحاديث أطول مع الوقت.

٤- تشجيع الأطفال على استخدام الكلمات منذ الصغر. إن تلبية الوالدين لاحتياجات أولادهم عندما يكتفون بالإشارة إليها دون استخدام الكلمات، لا يحفز الأطفال على استخدام الكلمات في المواقف التالية، طالما أن ما يحتاجون إليه سوف يحصلون عليه بسهولة ودون مجهود.

فالطفل الذي يشير إلى فمه أو إلى المطبخ تعبيراً عن حاجته إلى الطعام، سوف يكون من الأفضل ألا تحضر له الأم طعامه مباشرة.

بل إن حواراً صغيراً يتناسب مع عمر الطفل قد يكون مفيداً ومثيراً للطفل نفسه، إذ يمكن أن تقول له الأم حين يشير إلى الثلاجة: هل أنت جائع؟ فإذا أجاب بنعم يمكن أن تقول له: إذن أنت تحتاج إلى الطعام، ثم تمسك بيده وتقول له: هيا نذهب إلى المطبخ، ونحضر الطعام، علينا أولا أن نحضر الطبق، هيا أمسك الطبق من فضلك، ثم نضع فيه الأرز ونحضر ملعقتك الخاصة.

وهكذا من الممكن أن يتحول كلّ موقف صغير إلى حوار يدور بين الأم وطفلها بهدف تنمية حصيلته اللغوية.

5- استخدام أوراق لاصقة قطع من الكرتون لكتابة أسماء الأشياء على ما يوجد في أرجاء المنزل كالطاولة والكرسي والباب والنافذة والألعاب. ومن الممتع تصبح عملية وضع الأسماء على الأغراض لعبة يشترك فيها الأبناء.

من الممكن أن تخبروه شفهياً بالأسماء، بينما يقوم الطفل بلصقها فـي الأماكن المناسبة وعند إنجازه المهمة قوموا بتهنئته، وتصحيحه عند الحاجة، ثم اطلبوا منه جمع الأوراق وخلطها ثم معاودة اللعب. كلما تحسنت مهارات الطفل اللغوية يصبح بإمكانكم إضافة أوراق لأشياء جديدة.

 

الجمعة, 30 أيلول/سبتمبر 2022 08:22

تنمية حُب القراءة في نفوس أطفالنا

سهام الفضل

 إنّ ظاهرة بُعد أطفالنا عن القراءة، وعدم اكتراثهم بها تستدعي التأمل وتستوقف الانتباه، وقد أثبتت الحقائق العلمية والبحوث الميدانية وأيدتها الملاحظة أنّ الولد الذي يشب بعيداً عن القراءة في صغره يظل عازفاً عنها، كارهاً لها... ويمكن ملاحظة ذلك عند أولادنا الذين تكدّس لهم مدارس العصر، البرامج الدراسية المكثفة، بشكل لا يستطيع معها الطفل أن يجد وقتاً للقراءة، وبالتالي أن يحب القراءة وتصبح نوعاً من الهواية لديه.. أضف إلى ذلك أنّ الطفل إذا ما بقي لديه بعض الوقت ولو كان قصيراً، فإنّه يسرع إلى التلفزيون أو الكمبيوتر أو غيرها من الوسائل الترفيهية الحديثة، التي قضت على أي أمل بأن يتوجه الطفل إلى القراءة.. ومع ذلك نجد أنفسنا أمام بعض التساؤلات:   - ما هو الغرض من القراءة؟ وما هو دورها في حياة أطفالنا، وإلى أي مدى تسهم في نموهم؟ إنّ القراءة ضرورة حققها الإنسان الذي ميزه الله عن سائر المخلوقات بنعمة العقل والبيان ليتيسر له تبادل الأفكار مع أفراد مجتمعه وسائر الناس، ويعتبر الجاحظ إنّ القراءة هي: "الأداة الأقدم والأفضل بين كل ما أنتجته عبقرية الإنسان من وسائل التلقين. "لذا كان اهتمام المسلمين بالقراءة والكتابة تلبية للأمر الإلهي في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/ 1-5)، وعلى هذا إنّ القراءة خير ما يتيح للعقل من أن يقارن ويوازن، ثمّ يستنبط ويستدل ويستخلص، ومن ثمّ يكون لهذا أثره في السلوك بالقول والكتابة والعمل... ويؤكد ذلك قول بعض المربين عن الغرض من الكتابة أنه: "هو اقتباس الأفكار عن اللغة المكتوبة.. كذلك فإنّ الغرض من الإصغاء هو اقتباس الأفكار عن اللغة المحكية.. والقراءة على نوعين: قراءة جهرية وقراءة صامتة.. ولعل المتعلم أحوج إلى القراءة الصامتة على اعتبار أنها أكثر شيوعاً أو استعمالاً في الحياة اليومية، وأدعى إلى سرعة الفهم من القراءة الجهرية..". لقد تناول الباحثون العلماء القراءة من نواحيها المختلفة بالدراسة والبحث من حيث أنواعها، ومن ثمّ توصلوا إلى عدة نقاط: إنّ القراءة لا يمكن أن تصبح عادة بالضغط والإكراه، ولا ينبغي أن تكون تحت أي ظرف من الظروف، ولا ربط هذه العادة بأشكال من العقوبات إن لم تمارس، كأن تقول له: إن لم تقرأ هذا الكتاب سنحرمك من كذا وكذا. كما لا ينبغي جعل القراءة للأطفال شرطاً لقيام الأهل بأداء شيء يريدونه. إن إتباع هذا الأسلوب قد يولد إحساساً لدى الطفل بالعداء نحوها.. وهذا ينافي القول بأنّ القراءة هي استجابة طبيعية لاشباع حاجات نفسية تدفع الأطفال إلى القراءة، فما علينا إلا أن نضع بين أيديهم كتباً شائقة الموضوع، حتى تصبح القراءة لديهم عادة ومتعة ومحببة منذ الصغر، ننميها لديهم لما لها من دور في حياتهم. لنرى ما كتبه الأستاذ عباس محمود العقاد عن سبب حبه للقراءة يقول: "لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما فيّ من بواعث الحياة، والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة في مدى عمر الإنسان الواحد لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب. فكرتك أنت فكرة واحدة، وشعورك أنت شعور واحد، خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك، ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، أو لاقيت بشعورك شعوراً آخر، ولا قيت بخيالك خيال غيرك، فليس قصارى الأمر أنّ الفكرة تصبح فكرتين، أو أنّ الشعور يصبح شعورين، أو أنّ الخيال يصبح خيالين، كلا، وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات الفكر من القوة والعمق والامتداد". إنّ هذا الأمر يصدق إلى حد كبير مع أطفالنا، إنّ للقراءة دوراً في حياتهم لا يقل عن الدور الذي تلعبه في حياة الكبار.. والسؤال الذي نطرحه كيف نحبب ونشوق أطفالنا إلى القراءة؟   - كيف تجعل طفلك قارئاً؟ يبدأ المربي بتعويد طفله على القراءة الممتعة المتواصلة. فمهارة القراءة لا ترسخ في الذهن إلا بالمران والاستعمال.. وبالتالي تبدأ القراءة تؤتي أكلها، فمن خلالها يقول أحد المربين: "تدرس القيم، وتعمق المبادىء، وتكوّن الاتجاهات، وتوسع الميول، وترهف الإحساسات، وتنمي التذوق، وتشبع الحاجات النفسية المختلفة، وتوثق الصلة بين الطفل والصفحة المطبوعة، إنها باختصار تضيف إلى عمره عمراً، وإلى حياته حياة ما كان له أن يحظى بهما لو نشأ عزوفاً عن القراءة، بعيداً عن مصادر المعرفة والتثقيف..". نتوصل إلى أنّ للطفل حاجات نفسية متعددة يستطيع أدب الأطفال أن يسهم في إشباعها، وقبل أن نبين حاجات الطفل نتطرق إلى أهمية المكتبة المنزلية الصالحة.. وكيف نلبي حاجات الطفل النفسية.   - أهمية وجود مكتبة في البيت: إنّ وجود مكتبة في البيت يساهم بشكل كبير في بناء المادة الفكرية والعلمية للأطفال والسبب في ذلك يرجع إلى أهمية الكتاب والإستفادة منه لأنّه يشكل الدعامة الأولى للمعرفة لما تقدم لهم من مناهل الثقافة، وتهديهم إلى مصادر المعرفة في أقصر وقت وبأيسر جهد. لذا يجب إعداد مكتبة ذات رفوف قريبة من الطفل يستطيع أن يصل إليها بسهولة ليختار ما يشاء منها. لأنّ المكتبة تشكل جزءاً أساساً من أركان البيت، ولها غرض ثقافي ولأنها كما قلت تقدم للأبناء المعلومات العامة للإستزادة من المعرفة والثقافة العامة، فالطفل يجب أن يتعرف على أشياء كثيرة تحيط به يؤثر فيها أحياناً وتؤثر فيه أخرى نتيجة حاجة هامة من حاجاته العقلية وهي الحاجة إلى الاستطلاع. يقول أحد الكتاب: "كثير من الأسر التي لا توفر أجواء المطالعة والمكتبة يعاني أبناؤها من الفقر الفكري، ولذلك فإن بيوت العلماء والمفكرين تخرج علماء ومفكرين في حين بيوت الصناع تخرج صناعاً، فالجو العام في البيت له تأثيره الكبير في بناء الفكر المطلوب للأبناء بشكل متكامل". كذلك فإن أدب الأطفال إذا خصص صفحات للمسابقات، ولألعاب التسلية ينمي الذكاء والمعلومات وإثارة الرغبة في القراءة، ويمكن أن تتطور لتشجيع الأطفال ذوي المواهب في الأدب والفنون على تقديم انتاجهم في مسابقات أدبية أو فنية مناسبة يمكن نشر ما يفوز منها في مجلة مخصصة للأطفال. لذا يجب على المربي أن يختار لأطفاله الكتب التي تحتوي الفكرة والموضوع، والتشويق والألعاب والتسلية لتصبح القراءة لديه متعة يلجأ إليها في وقت فراغه.   - من حاجات الطفل النفسية: حاجته إلى الأمن: يقول أحد المربين: "فالقصص التي يشيع فيها حب الآخرين وحرص أفراد الأسرة بعضهم على بعض، والتآزر بينهم في مواجهة مواقف الحياة المعقدة ومشكلاتها المختلفة، نقول أن أمثال هذه القصص تشبع إلى حد كبير حاجة الطفل إلى الإحساس بالطمأنينة والأمن، إنّه يتابع باهتمام شديد أحداث القصة ليرى كيف يسلك كل من أفراد العائلة تجاه الآخرين، كما يتابع الخط الذي تنمو فيه هذه العلاقة". وكل ذلك له أثره الفعال في حياته داخل أسرته. شعوره بقيمته الذاتية: إنّ الطفل يريد أن يكون شخصاً هاماً معتنى به له مكانه في أسرته ومجتمعه وأن يعترف به كشخص له قيمة ومكانة، لذا يساهم أدب الأطفال من خلال قصص: يحترم فيها الأب ابنه والأُم ابنتها، وإن تقديم المدح والثناء للطفل على كل عمل يقدمه ينمي ثقته بنفسه. يضاف إلى كل ما سبق أن قراءة الكتب والقصص تنمي عند الأطفال ثروتهم اللغوية. كما تساعد على اتقان اللغة العربية وغير العربية. وكلما أتقن اللغة سهل عليه فهمها واكتساب الكنوز العلمية والأ>بية المدخرة فيها، كما أن إتقان اللغة العربية تساعدهم على التحديد الدقيق لمفاهيمها فضلاً عن تنمية بعض المهارات فيهم. فلنحرص على الدقة في تشكيل الكلمات ليلتفت الأطفال منذ البداية إلى الكلمة الصحيحة. فعلينا كمربين ومدرسين أن نجعل الطفل يألف هذه اللغة بجميع مفرداتها وتراكيبها واصطلاحاتها وقواعدها على أتم وجه..   - ما هو دور الأسرة في تنمية ميول الأطفال في القراءة وتشجيعهم عليها؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال يجب علينا أن نوضح أوّلاً مسؤولية الأسرة. لقد اهتم الإسلام بدور الأسرة لأنها كما يقول محمد لبيب النجحي: "هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبدأ فيها الطفل بتكوين ذاته والتعرف على نفسه عن طريق عملية الأخذ والعطاء والتعامل بينه وبين أعضائها.. وفي هذه البيئة الاجتماعية يتلقى أول إحساس بما يجب وما لا يجب القيام به". كذلك اهتم الإسلام بالبيئة التي تحتضن الطفل، لأنّه دائماً يحتاج إلى أحضان ملئوها الرعاية والعون، وبيئة ثقافية يعيش فيها ويتشكل لأنّه شديد التفاعل والاندماج مع البيئة المحيطة به، وقد قصد بالبيئة الاجتماعية بأنها: "المجتمع البشري وعلاقات أفراده وجماعاته بعضهم مع البعض الآخر. فالبشر والعلاقات البشرية على اختلاف أنواعها سواء أكانت اقتصادية أم سياسية أم مهنية أم ثقافية أم سيكولوجية أم غير ذلك يتألف منها البيئة الاجتماعية". إنّ بعض علماء النفس قام بتجارب على بعض الأطفال الذين يبلغ عمرهم أربع سنوات.. وجاءت النتائج مذهلة، ذلك أنّ الطفل الذي يبلغ عمره أربع سنوات، وقد نشأ في وسط عائلة مستقرة مادياً وأدبياً.. ويعيش في منزل تتوافر فيه الكتب والمجلات.. يستطيع أن يتعلم أي شيء بسهولة تامة.. ودرجة ذكائه عادة تكون أكبر من درجة الطفل الذي ينشا وسط الأحياء الفقيرة المعدمة ويعيش في منزل لا يهتم أحد فيه بالثقافة. نعود إلى دور الأسرة في تنمية ميول الأطفال في القراءة وتشجيعهم عليها، إن هنالك مجموعة من التوصيات التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك: 1- بما أنّ البيت يأتي في مقدمة المؤسسات الاجتماعية الأكثر تأثيراً في الطفل وتكويناً لشخصيته، لذا يجب أن يكون كل من فيه قدوة صالحة لها دورها الفعال. وقد ذهب بعض علماء النفس إلى أنّ الطفل مقلد لوالديه في كثير من أعماله، لأنّه النموذج الذي يجب أن يحتذي به ويؤكد ذلك قول أحد المربين: "بأنّ القراءة شأن أي سلوك آخر تلعب القدوة فيه دوراً كبيراً في تنميته، ولنتصور طفلين أحدهما يرى والده يتصفح قبل أن ينام مجلة أو يقرأ كتاباً، وثانيهما طفل لا يعرف الكتاب منزله ولا يطرق بابه، فلنشعر أطفالنا بأهمية الكتاب والقراءة لأنّ الكتاب عُرف على مر السنين أنّه الصديق الأمثل، وأنّ القراءة هي الهواية التي تغذي العقل والروح، والأسرة الناجحة هي التي تعتني بالكتاب وبنوعيته، وبإثارة اهتمام أطفالها نحوه وعنايتهم بنظافته وترتيبه... 2- من واجبات الأسرة كذلك إعطاء فرصة للطفل للاختيار في مجال اقتناء الكتب التي يريدها بما يتناسب مع رغبته وقدراته وميوله دون أن نفرض عليه كتاباً معيناً.. والسبب في مراعاة قدرات الأطفال وميولهم هو أن لا نرهقهم بقراءة كتاب يصعب عليهم فهمه وقراءته دون رغبة فيه. فعلى المربين أن يختاروا لأطفالهم من الكتب ما يتناسب وأعمارهم وثقافتهم وميولهم وقدراتهم حتى تكون الفائدة أكبر والقطاف أنضج ويكون بذلك تلبية لقول الإمام علي (ع): "حدّثوا الناس عما يعرفون". وبالتالي إذا أغري الطفل بمطالعة الكتب التي تلائم سنه وميوله ودُرب على القراءة في البيت وعلى مقاعد الدراسة رافقته هذه العادة الطيبة كل أيام حياته، ونكون بذلك قد أوجدنا به عادة وهواية ومنفعة يشكرنا عليها طيلة حياته. 3- ولتشجيع أطفالنا على القراءة ينبغي أن تخصص الأسرة جزءاً من ميزانيتها لشراء الكتب تثري بها المكتبة المنزلية.. كما أن عليها من فترة إلى أخرى أن تحرص على سماع ما يقرأ أطفالهم والإنصات إليهم لتحببهم بها وبيان اهتمامهم بالكتاب وبهم. كما ينبغي اصطحاب أولادنا إلى المكتبات العامة ومعارض الكتاب، لأن من شأنها أن تخلق رغبة قوية لدى الطفل في اقتناء الكتب، بل إنّ عملية ارتياد المكتبة العامة تصبح إحدى متعه اليومية حيث تنمى لديه الاستقلال في تحصيل المعرفة.. فضلا على خلق صلة طيبة بينه وبين أمين المكتبة لأنّه دائماً يلبي متطلبات ورغبات الطفل في اختياره للكتاب، فضلاً عن اطلاعه على كل جيد في عالم الكتب. وأخيراً.. إن أعظم تشجيع للطفل لتعلم القراءة يكون بخلق الإحساس لديه بأن قراءة الكتب والصحف والمجلات مهمة وممتعة ولها دورها الفعل في حياته الثقافية والاجتماعية... ونختم بقول أحد المربين أنّ "الأمة التي يحسن كل أبنائها القراءة والكتابة، ويستطيعون الاستفادة منهما، لي أفضل من حيث المستوى الاجتماعي، وأرقى حضارة وأسرع تقدماً، وأجدر بالاعتبار من أمّة عشرها علماء، وتسعة أعشارها أميون". فلنجعل الكتاب ثروتنا وحاجتنا، وصدق الإمام جعفر الصادق (ع) حين يقول: "احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها". وقال أيضاً: "إنّه سيأتي على الناس زمان هرج لا يستأنسون فيه إلا بكتبهم".

 

الجواب مع باحثين من جامعة سيدني بأستراليا وجامعة جنوب الدانمارك، وجدوا أن انخفاض خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسرطان والوفاة يرتبط بتحقيق 10 آلاف خطوة في اليوم

ومع ذلك، فإن سرعة المشي أظهرت فوائد تتجاوز عدد الخطوات التي تم تحقيقها.وقال الدكتور ماثيو أحمدي باحث في كلية الطب والصحة بجامعة سيدني: "إن حجم ونطاق هذه الدراسات التي تستخدم أجهزة التتبع التي يتم ارتداؤها على المعصم، يجعلها أقوى دليل حتى الآن يشير إلى أن 10 آلاف خطوة في اليوم هي المقدار المثالي للفوائد الصحية، وأن المشي بشكل أسرع يرتبط بفوائد إضافية"يوفر المشي السريع فوائد كثيرة للجسم والعقل، أما فوائد المشي السريع لمدة ساعة يوميا فتكون مضاعفة بالمقارنة بفوائد المشي السريع لمدة نصف ساعة ولكنها قد تكون منهكة للجسم،

ويمكن أن تشمل فوائد المشي السريع لمدة نصف ساعة يوميا:

رياضة المشي السريع لحرق الدهون إذ يساعد المشي السريع على فقدان الوزن من خلال حرق السعرات الحرارية وزيادة كتلة العضلات.

تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تقليل مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة الضار في الجسم.

من فوائد المشي السريع لشد الجسم زيادة كتلة العضلات الضعيفة مما يساعد على شد الجسم وإعطائه قوام رشيق.

تخفيض ضغط الدم.

خفض سكر الدم من خلال تحسين زيادة حساسية الأنسولين في الخلايا.

تحسين صحة العقل وزيادة قوته.

تحسين جودة النوم والتخلص من الأرق.

زيادة الثقة بالنفس، والتقليل من خطر التقلبات المزاجية.

تحسين عملية الهضم، وحركة الأمعاء والتخلص من الإمساك.

 

الجمعة, 30 أيلول/سبتمبر 2022 08:14

الحياة.. نسائم أمل ورجاء

يمكن أن تكون الحياة مزرعة بأحد المعاني التالية:

أ) مزرعة مهمة متروكة بلا عناية ولا إهتمام، تكثر فيها الاشواك والطحالب والطفيليات والأمراض والنباتات الضارة.. صفراء.. هزيلة.. خاوية.. تبعث على الأسى والأسف.

ب) مزرعة مزدهرة، نظرة، مثمرة، خَضِرة.. ظلالها وارفة كثيفة، وأشجارها مهرعة عامرة، العناية بها دائمة متواصلة، فهي تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، يقول الشاعر في المقارنة بين المزرعتين:

إذا أنتَ لم تزرعْ وأبصرتَ حاصداً *** ندمت على التقصير في زمنِ البذر!!

وهذا هو معنى (التغابن) كاسم من أسماء القيامة.. لأنّ مَن جدّ وجد ومَن زرع حصد، ومَن لم يفعل ندم وافتقد، ومن استثمر الحياة - وهي أفضل رأس مال عرفه الإنسان- استحالت مزرعته من (جنينة) إلى (جنّة)، ومن أهملها -عامداً أو مقصّراً- عاش (الفقر) و(القفر) في نار لا تبقي ولا تذر.

هل هناك بين الصنفين صنف ثالث؟ نعم، هم الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فعسى أن يتوب الله عليهم.

- الحياة متجرٌ كبير:

يعرف التجّار قبل غيرهم أنّ السوق لا تحابي ولا تجامل أحداً، في قائمة ونشطة بنشاط أربابها وأصحابها والساعين لادامة حركتها، وانّ خير التجّار وأكثرهم ربحاً هم الذين يلتزمون بأصول التعامل في السوق، ويحرصون على اكتساب سمعة طيبة تتيح لهم الحظوة عند زملائهم من رفاق السوق وعند عملائهم وزبائنهم. الحياة يمكن أن تكون متجراً كبيراً لا تكاد حركة البيع والشراء تتوقف فيه لحظة: (البائع) فيها الإنسان نفسه، و(المشتري) هو الله تبارك وتعالى، و(البضاعة) أو (التجارة) هي الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان لكسب رضا صاحب السوق، المهيمن عليها، والمتصرّف بأحوالها وفق نوايا وأهداف وأساليب تعامل، ومقاصد تجّارها. هي تجارة من نوع خاص وفريد جدّاً، (المشتري) فيها هو (المانح) وهو (القابض) وهو (المكافئ).. والبائع فيها رابح في جميع صفقاته، فإذا باع بصدق وتعامل بإخلاص، فهو لن يخسر شيئاً على الاطلاق، فالتجارة مع الله رابحة.. ورابحة دائماً، والإيمان به والعمل في سبيله يحقق من درجات الربح أكلها وأعلاها.. هاتِ لي أيّة خسارة في الحياة الدنيا بالنسبة للعاملين في سوق الله، إنّها في حسابات التجارة الربّانية والصفقات الإلهيّة رابحة وإن بدت في أعين الناس خسارة.. هي رابحة ربحاً غير مرئيّ ولا منظور، أو انّه غير قابل للحساب عن طريق الرياضيات. المتاجرون مع الله يتحدثون وإنما عن شيء اسمه الألطاف الخفيّة، فإذا خسروا شيئاً، أو فقدوا شيئاً، التمسوا تعويضه أو (ربحه) في غيره.. وإليك بعض الأمثلة: هم يجدون -مثلا- في الخسائر الآنية ربحاً مستقبلياً أكبر.. أو قرباً إلهياً أكبر يتيح لهم أن يلجأوا إلى ملاذهم، ولذلك ترى أنّ شعارهم هو (الخير في ما وقع) حتى وإن بدا هذا الواقع للوهلة الأولى ليس خيراً، بل شرّاً ظاهر، الّا أنّهم ينظرون إلى (النصر المعنوي) إن فاتهم (النصر المادِّي)، ويستطلعون نحو الأفضل إن خسروا ما بين أيديهم من صفقات مادّية. ذات مرّة احترقت معامل مخترع الكهرباء (أديسون) وكان قد تقدّم به العمر.. كان يمكن أن يقول وهو واقف على أطلال معامله التي استحالت رماداً: لم يعد في العمر فسحة أو متسع لإعادة البناء من جديد.. أو يقول: لقد احترقت آمالي كلّها جميعاً.. أو يقول: يكفيني ما أنجزت وحققت.. لم يقل ذلك، بل قال: الحمد لله.. سيكون بامكاننا أن نعيد البناء من جديد وبلا أخطاء هذه المرّة!! تجّار السوق الإلهيّة لا يختنقون بسموم الحياة، تبت عليهم نسائم الأمل والرجاء على طول طريق الحياة.. هي (سيولتهم) إن فقدوا السيولة!!

استشهد في ساعة مبكرة اليوم الخميس فتى فلسطيني وأصيب آخرون برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في بلدة كفر دان غرب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت مصادر طبية أن "عدي طراد هشام صلاح " استشهد من جراء إصابته برصاصة في الرأس في المواجهات الدائرة في بلدة كفر دان.

وأفادت مصادر محلية لوكالة "صفا" بأنّ مواجهات عنيفة اندلعت في كفر دان بعد اقتحام قوات الاحتلال البلدة ودهم منازل ذوي الشهيدين، أحمد وعبد الرحمن عابد، اللذين استشهدا أمس قرب حاجز الجلمة العسكري شمال جنين.

وقال شهود عيان إنّ قوات الاحتلال أخضعت ذوي الشهيدين إلى تحقيق ميداني، فيما اعتقلت الشاب أحمد عباد، ابن عم أحد الشهيدين.

كذلك، استهدف مقاومون فلسطينيون، مساء أمس الأربعاء، حاجز "دوتان" الإسرائيلي قرب بلدة يعبد جنوب غرب جنين بالرصاص، قبل أن ينسحبوا من المكان بسلام.

 وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس مقتل ضابط إسرائيلي بعد إطلاق مسلحين فلسطينيين النار قرب حاجز الجلمة في جنين. 

المصدر:المیادین

 

وقع وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان على مذكرة الزامات العضوية الدائمة لايران في منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، وذلك اثناء حضوره قمة رؤساء دول منظمة شنغهاي في مدينة سمرقند الاوزبكية برفقة الوفد الايراني عالي المستوى.

وقال الوزير أمير عبداللهيان في تغريدة له على تويتر مساء الاربعاء انه والامين العام لمنظمة شنغهاي قد وقعا هذا المساء في مدينة سمرقند التاريخية على الزامات العضوية الدائمة للجمهورية الاسلامية الايرانية في منظمة شنغهاي للتعاون.

واضاف وزير الخارجية "لقد دخلنا الان في مرحلة جديدة من شتى اشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والترانزيت والطاقة و غيرها" وتابع " لقد قدم الامين العام للمنظمة تهانيه بمناسبة الانضمام الدائم لايران والتوقيع على الوثيقة واعتبره تطورا هاما".

هذا وكان اعضاء منظمة شنغهاي قد وافقوا على الانضمام الدائم لايران، وذلك أثناء قمة رؤساء دول المنظمة التي عقدت في العاصمة الطاجيكية دوشنبة.

وقد وصل الرئيس الايراني آية الله السيد ابراهيم رئيسي يوم الاربعاء الى مدينة سمرقند على راس وفد رفيع المستوى للمشاركة في اجتماع قمة المنظمة، وكذلك للقيام بزيارة رسمية الى اوزبكستان.

وتعتبر منظمة شنغهاي للتعاون منظمة اقليمية كبرى انشأت في عام 2001 بهدف اطلاق التعاون المتعدد الاوجه، الأمني والاقتصادي والثقافي، بمبادرة من قادة الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان واوزبكستان .

وقد انضمت لهذه المنظمة فيما بعد دولة منغوليا في عام 2004 ، كما انضمت اليها ايران وباكستان والهند وافغانستان في عام 2005 بصفة مراقب، وانضمت اليها بيلاروسيا ايضا بصفة مراقب فيما بعد.

واصبحت الهند وباكستان عضوان دائميان في المنظمة في صيف عام 2016 فيما استمرت ايران ومنغوليا وافغانستان وبيلاروسيا في العضوية بصفة مراقب.

اما الاعضاء الدائمون فهم الهند وكازاخستان والصين ومنغوليا وباكستان وروسيا وطاجيكستان واوزبكستان، فيما تشكل ايران وافغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا الاعضاء المراقبون، الى جانب 6 دول أخرى هم شركاء الحوار في المنظمة وهم جمهورية أذربيجان وارمينيا وكمبوديا والنيبال وتركيا وسريلانكا.   

 

إجتمع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بأمين عام منظمة شانغهاي للتعاون " جانغ مينغ" اليوم الخميس، على هامش أعمال القمة الـ 22 لزعماء منظمة شانغهاي التي تستضيفها " سمرقند" في أوزبكستان.

ويزور رئيسي اوزبكستان ايضا، لاجراء لقاءات رسمية مع مسؤولي البلاد.

وتضم المنظمة الاعضاء الرئيسين، الهند وكازاخستان والصين وقرغيزيا وباكستان وروسيا وطاجيكستان واوزبكستان.

وتشارك ايران وبيلاروسيا وافغانستان ومنغوليا بصفة مراقب، فيما دول آذربيجان وأرمينيا وكبموديا النيبال وتركيا وسيرلانكا فتشارك بصفة شركاء حوار لمنظمة شانغهاي للتعاون.

 

مسلمو العالم توحدوا في كربلاء خلف راية الامام الحسين عليه السلام في مسيرات وتجمعات اختصرت شغف الانسانية جمعاء بالثورة الحسينية.

بدت كربلاء كما لو انها ملاذاً لكل المظلومين والمستضعفين في كل اقطاب الارض.

افواج تتلوا اخرى، الصغير والكبير والنساء والشيوخ يتسابقون لشرف زيارة المرقد المقدس، وعلى الرغم من كثافة الحشود الزائرة والاجراءات الامنية المكثفة، الا ان مراسم الزيارة تسير بانسيابية تامة يكاد لا يستشعرها الزائر.

وتشير توقعات السلطات المحلية في كربلاء الى ان اعداد المشاركين في ذكرى اربعينية الامام الحسين هذا العام قد تصل الى 20 مليون زائر من بينهم 3 ملايين زائر من جمهورية ايران الاسلامية.

وتواصل الحشود المليونية توافدها من جميع انحاء العالم باتجاه كربلاء المقدسة للمشاركة في مراسم زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام لتجديد البيعة والولاء للثورة الحسينية.