الإمام الخامنئي يستقبل المشاركين في الملتقى الوطني السابع للشباب النخبة

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الإمام الخامنئي يستقبل المشاركين في الملتقى الوطني السابع للشباب النخبة طباعة

زار أكثر من ألف من الشباب النخبة الجامعيين في إيران صباح يوم الأربعاء 09/10/2013 م سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية، و تحدثوا عن تصوراتهم و همومهم، و استمعوا منه لضرورات و دقائق «استمرار التقدم العلمي الذاتي المتسارع» باعتباره العامل الأصلي لصعود إيران إلى قمم «التقدم و الاقتدار و العمران» الشامخة.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي اللقاء بالشباب الأعزاء النخبة كما هو دائماً طيّباً جداً و ملهماً و ممهداً لخطوات و أعمال في السياسات و التخطيط، و أضاف مؤكداً: النخبة الشباب في البلاد هم مصممو و مهندسو تقدم البلاد في المستقبل.

و أكد سماحته على أن سياسة التقدم العلمي المتسارع هي السياسة الأساسية للنظام الإسلامي مضيفاً: توصلت مجموعة العقول المفكرة في البلاد و النظام إلى نتيجة أنه لو كان اجتياز الصعاب و الأخطار و المزالق بحاجة إلى عدة أسباب و أركان، فإن التقدم العلمي هو يقيناً أحدها.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى المواهب و القدرات العالية في البلاد منوّهاً: النخبة الإيرانيون الشباب قادرون على إيصال البلاد و الشعب إلى قمم التقدم الشامل.

و أضاف سماحة الإمام الخامنئي قائلاً: مواهب النخبة الإيرانيين في مستوى يخوّلهم تحقيق أي هدف علمي و تقني تتوفّر بناه التحتية في البلاد.

و تابع يقول: السبب في أن «التقدم العلمي» غدا الخطاب الأصلي في البلاد هو أن التقدم الواقعي غير متاح من دون تقدم علمي و تقني.

و لفت قائد الثورة الإسلامية: طبعاً يجب أن يكون هذه التقدم العلمي ذاتياً داخلياً و معتمداً على المواهب الوطنية، لأن الحركة و القفزات و التنمية العلمية من الداخل تمهّد الأرضية لرفع سمعة البلاد و ثقل وزنها و اعتبارها و قيمتها و هيبتها.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن ذاتية التقدم العلمي يوفر المجال للتعامل العلمي و التقني المحترم و المتكافئ مع سائر البلدان، مردفاً: ليعلم النخبة الشباب و كل المسؤولين و الشعب الإيراني أن التركيز الأصلي للجبهة التي تقف اليوم بوجه النظام الإسلامي منصبّ على الحيلولة دون اقتدار إيران علمياً و تقنياً.

و أكد سماحته: في تحليل كل الأحداث و القضايا السياسية و الاقتصادية و الإقليمية و الدولية يجب أن تسود هذه النظرة الواقعية العامة و هي أن هناك في العالم جبهة قوية لا تريد تحوّل إيران الإسلامية إلى بلد و شعب مقتدرين في شتى المجالات، و خصوصاً المجالات العلمية و التقنية.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مقالات بعض المفكرين و الشخصيات البارزة في أمريكا و الغرب مطلع انتصار الثورة الإسلامية مردفاً: في تلك المقالات جرى تحذير الأجهزة السياسية الغربية و إلفاتهم إلى أن الثورة الإسلامية الإيرانية لا تعني تغيير هيئة حاكمة، إنما يعني انتصار الثورة الإسلامية ظهور قوة جديدة في منطقة غرب آسيا قد تخرج هذه المنطقة الحساسة و الثرية من هيمنة الغرب، أو تزلزل هيمنته عليها، مضافاً إلى تحدّيها العالم الغربي من الناحية التقنية و العلمية.

و أكد سماحته يقول: بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود تحوّل كابوس الغربيين و الأمريكان اليوم إلى واقع، و ظهرت قوة وطنية و إقليمية كبرى لم تستطع مختلف الضغوط السياسية و الاقتصادية و الأمنية و الإعلامية أن تسقطها، بل إن هذه القوة الكبرى مهّدت للتأثير في شعوب المنطقة و استعادة المسلمين لهويّتهم.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أحداث المنطقة و شمال أفريقيا بالغة الأهمية خلال العامين الماضيين، و ردود أفعال أمريكا و الغرب حيالها، مؤكداً: صحوة الشعوب و وقوفها بأيد خالية مقابل السلوك المهين للغرب و أمريكا، حدث كبير لم ينته بعد خلافاً لتصور الغربيين.

و أضاف سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي: كانت هذه الأحداث منعطفاً تاريخياً لا تزال المنطقة تمرّ به، و لم تُكتب النهاية بعد لمصيره، و الغربيون قلقون من هذه الأحداث.

و لفت سماحته قائلاً: جاءت هذه الأحداث بفضل الثورة الإسلامية التي بشّرت منذ البداية بظهور قوة وطنية عميقة مؤمنة راسخة ذات مواهب و سائرة نحو النمو و الرفعة.

و في معرض بيانه لعوامل استمرار هذه القوة الوطنية، اعتبر الإمام الخامنئي الحفاظ على سرعة البلاد العلمية ضرورة جد أساسية موضّحاً: تحقيق الرسالة التاريخية للثورة الإسلامية بحاجة إلى عدم توقف المسيرة العلمية المتسارعة للبلاد، و أن لا تعتريها حالات المراوحة أو التردّد أو الكسل.

و اعتبر سماحته مجتمع النخبة المتوثب، و وزارة العلوم و البحث العلمي و التقنية (وزارة التعليم العالي) و وزارة الصحة و العلاج و التعليم الطبي، و المعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية، الأركان الأربعة لاستمرار الحركة العلمية المتسارعة في البلاد، و أشار إلى الأهمية الكبيرة للمعاونية العلمية لرئاسة الجمهورية مردفاً: هذه المعاونية و مؤسسة النخبة التابعة لها تتحمّل واجبات حساسة جداً في سياق التقدم العلمي لإيران.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى خدمات السيد واعظ زاده و السيدة سلطان خواه المسؤولين السابقين في هذا القطاع، و تعيين السيد ستاري لهذه المعاونية مضيفاً: المسؤولون الجدد في المعاونية العلمية يجب أن لا يبدأوا الأعمال من الصفر ، إنما ينبغي الانطلاق من الأعمال الجيدة التي تم إنجازها و نقاط القوة الموجودة لرفع النواقص و ملأ الفراغات و الثغرات.

و أوصى الإمام الخامنئي مؤسسة النخبة بمواصلة العمل بشكل جاد و توفير مزيد من النشاط و الحراك العلمي مردفاً: إذا تحقق هذا الهدف سيكتسب النخبة و المتخصصون في خارج البلاد و داخلها تشوّقاً أكبر للتواجد في إيران و العمل أكثر من أجل التقدم العلمي لوطنهم.

كما عدّ قائد الثورة الإسلامية الإبداع العلمي مؤثراً جداً في السياق المتسارع لتقدم البلاد، مضيفاً: ليركّز المسؤولون في وزارتي العلوم و الصحّة و المعاونية العلمية لرئيس الجمهورية كل هممهم على تنمية الإبداع العلمي.

و اعتبر سماحته الرصد الدائم للحركة العلمية في البلاد بهدف المعرفة الدقيقة للعُقد و المشكلات و رفعها، الممهّد لمضاعفة الحيوية و الإبداع العلمي مردفاً: لترفع المؤسسات المعنية على شتى المستويات اللجانية و العلمية و التنفيذية حالات عدم التنسيق، و لتعمل بواجباتها بشكل منسجم و منسّق.

و جعل قائد الثورة الإسلامية إطلاق سباق جدي و كبير و حقيقي في الإبداع العلمي و التقني ضمن جدول أعمال المؤسسات المعنية مردفاً: في الرسائل الجامعية لمستوى الدكتوراه، اجعلوا الإبداعات موضع اهتمام جدّيّ و أحد ملاكات التقييم و منح الدرجات.

و كان عدم القناعة بالنمو العلمي الموجود نقطة أخرى ذكرها قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء.

و أضاف يقول: النمو و السرعة العلمية لإيران جيدة جداً في مقاييس المنطقة و العالم، لكن هذا لا يعني الوصول أو حتى الاقتراب من الهدف، إذ أننا تأخّرنا كثيراً عن قافلة العلم في العالم خلال الفترات الماضية، مضافاً إلى أن باقي البلدان تتقدم باستمرار.

و استنتج قائد الثورة انطلاقاً من هذه الحقائق: يجب بالحفاظ على السرعة الحالية أن نوصل أنفسنا إلى الخطوط الأمامية للعلم في العالم، لنتحوّل بعون الله تعالى و بهمم الشباب و النخب ذوي المواهب الممتازة و المتوثبين في البلاد إلى مرجع علمي للعالم خلال أربعة أو خمسة عقود.

و أردف سماحته قائلاً: لنفكر بالمستقبل المشرق الممكن التحقيق حيث تتحوّل إيران إلى قمة العلم في العالم، و كل من يريد التعرف على الإنجازات العلمية الجديدة يجب عليه إتقان اللغة الفارسية.

و انتقد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في جانب آخر من حديثه عدم التحقق الكامل للتواصل بين العلم و الصناعة مردفاً: على الرغم من عمومية هذا المطلب المهم جداً و الحاجة الحقيقية للجامعات و المراكز الصناعية إلى بعضها، لم تقم لحد الآن حالات تواصل كاملة و منطقية بين مراكز البحث العلمي و المعامل و المراكز الإنتاجية.

و أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة مضاعفة المراجعات المتبادلة بين الشركات و المعامل و المراكز العلمية و الجامعية مردفاً: إذا شهدنا في الجامعات كل عام تنفيذ مئات المشاريع البحثية الداخلية و التي تحتاجها المراكز الصناعية، فسوف يتحقق النمو العلمي و التقني الحقيقي.

و في هذا الصدد أشار قائد الثورة الإسلامية إلى نقطة ضعف مهمة تتمثل في تنفيذ مشاريع تحتاجها المراكز الخارجية في بعض الجامعات الإيرانية، موضحاً: إننا لا نمنع الأعمال العلمية التي ترفع احتياجات الأجانب، لكن الميزة الأفضل هو أن ينصب العمل العلمي و البحثي على حل المشكلات الداخلية و تأمين الاحتياجات المحلية.

و في ختام حديثه أوصى سماحته شريحة النخبة بالتقوى و الاهتمام أكثر بالروح المعنوية مردفاً: صفاء قلوب النخبة الشباب و نورانية أرواحهم مقدمة لاستجلاب الرحمة الإلهية و تسهيل طريق التقدم و الارتقاء العلمي.

في بداية هذا اللقاء تحدّث تسعة شباب من النخبة الجامعيين معربين عن تصوراتهم و أفكارهم و اقتراحاتهم في شتى القضايا العلمية.

قراءة 1486 مرة