الإمام الخامنئي يستقبل حشداً من المعلمين من شتى أنحاء البلاد بمناسبة يوم المعلم في إيران

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئي يستقبل حشداً من المعلمين من شتى أنحاء البلاد بمناسبة يوم المعلم في إيران

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 06/05/2015 م وزير التربية و التعليم و حشداً كبير من المعلمين و المعلمات القادمين من مختلف أرجاء البلاد، و أوضح في كلمته لهم المكانة الفذة للتربية و التعليم و كذلك الدور البالغ الأهمية للمعلم في تربية الأجيال المؤمنة العالمة المستنيرة المتحلية بالثقة بالذات و الحيوية و الأمل، و قال إن تحقيق مثل هذه الأهداف السامية رهن بتنفيذ متناسق و كامل لميثاق التحول الجذري في التربية و التعليم مؤكداً: مسؤولو الحكومة و خصوصاً المسؤولین الاقتصاديین يجب أن تكون لهم نظرتهم الخاصة، الممتازة عن نظرتهم لسائر الأجهزة و المؤسسات، للتربية و التعليم و القضايا المعيشية للمعلمين، و ليعلموا أن أية تكاليف يوظفونها في هذه المنظومة هي استثمار للمستقبل و إيجاد لقيمة مضافة.
و أشار سماحته إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها بعض الساسة الأمريكان الرسميين تزامناً مع إقامة جولة جديدة من المفاوضات النووية مؤكداً: إنني لا أوافق على المفاوضات في ظل شبح التهديد، و على مسؤولي السياسة الخارجية و المفاوضين أن يراعوا الخطوط الحمراء و الأصلية بدقة، و أن يدافعوا تزامناً مع الاستمرار في المفاوضات عن عظمة الشعب الإيراني و هيبته، و لا يخضعوا لأية أشياء مفروضة أو منطق قوة أو تهديد.
و حيّى قائد الثورة الإسلامية في مستهل حديثه ذكرى الشهيد آية الله الشيخ مطهري الذي تصادف ذكرى استشهاده من كل سنة يوم المعلم في إيران، و اعتبر أن أهم خصوصيات ذلك الشهيد أنه كان معلماً مخلصاً مجداً لا يعرف التعب، و أشار إلى الدور الفذ للتربية و التعليم في بناء مستقبل البلاد قائلاً: المعلم له أكبر و أهم الأدوار في التربية و التعليم من أجل تكوين الشخصية الفكرية و الروحية للتلاميذ و الأجيال الصاعدة في البلاد، إلى درجة لا يرقى لها حتى دور الأب و الأم و البيئة الحياتية من حیث تأثيرها على الطالب.
و أضاف آية الله العظمى الخامنئي: بالنظر لمكانة التربية و التعليم و المعلمين في مستقبل البلاد، فإن أية تكاليف تصرف لهذا القطاع تعد استثماراً.
و شدد سماحته على أنه ينبغي التخطيط لاقتصاد التربية و التعليم بهذه النظرة، و أشار إلى دور المعلم في تربية و إعداد الشخصيات الكبرى الممتازة قائلاً: واجب المعلم إعداد الأجيال المؤمنة المتدينة العالمة ذات الثقة بالذات و الأمل بالمستقبل و الحيوية و الاستنارة و الإرادة و السلامة الجسمية و الروحية.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: واجب المعلم في الواقع إيجاد مجتمع إنساني أفضل و أرقى، و هذا الواجب يأتي في امتداد واجبات الأنبياء أي التعليم و التزكية.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن تحقيق الرسالة الحقيقية للمعلمين بحاجة إلى لوازم، مضيفاً: من هذه اللوازم الاهتمام بقضية معيشة المعلمين، و على المسؤولين الحكوميين و خصوصاً المسؤولین الاقتصاديین، و على الرغم من النواقص و القيود الموجودة، أن تكون لهم نظرتهم الخاصة للتربية و التعليم و المعلمين، و أن يجعلوا قضاياهم ضمن الأولويات.
و أكد سماحته على أنه لو حصلت غفلة عن قضية معيشة المعلمين فإن العدو سيستغل ذلك، مردفاً: طبعاً المعلمون أشخاص متدينون و ذوو نجابة و وعي و متفطنون لمؤامرات الأعداء و الحاقدين على النظام الإسلامي الذين يرومون بذريعة معيشة المعلمين إطلاق شعارات تثير الفتن و الخطوط و الفئويات السياسية، و خلق متاعب للنظام الإسلامي.
و لفت قائد الثورة الإسلامية إلى الأهمية البالغة لموضوع جامعة المعلمين من حيث قدرتها استقطاب المعلمين و إعدادهم، مؤكداً: جميع العمليات في هذه الجامعة، و خصوصاً دراسة الأهليات لاستقطاب المعلمين و محتوى الدروس و اختيار الأساتذة و أعضاء الهيئة العلمية، يجب أن تكون نزيهة و سليمة و متطابقة مع معايير الإسلام و الثورة.
و ألمح الإمام السيد علي الخامنئي إلى ميثاق التحول الجذري في التربية و التعليم و تأييده من قبل الخبراء المبرّزين مضيفاً: الشيء الضروري لكي يكون هذا الميثاق منتجاً و مجدياً هو تنفيذ مواده بشكل متناسق و كامل، و إذا تم تنفيذ جانب من ميثاق التحول الجذري في التربية و التعليم و لم ينفذ جانب آخر، فإن هذا الميثاق لن يكون مؤثراً و لن يحصل تحول.
و شدد سماحته على ضرورة تعريف هذا الميثاق للعاملين في التربية و التعليم و المعلمين قائلاً: في هذا الخصوص يجب أن تعمل الأجهزة الإعلامية و خصوصاً مؤسسة الإذاعة و التلفزيون على مساعدة التربية و التعليم.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الاستفادة من إمكانيات الخطة التنموية السادسة التي سوف تدون في المستقبل على أساس السياسات العامة، و تكون فيها نظرة خاصة لميثاق التحول الجذري في التربية و التعليم، أمراً ضرورياً و خاطب المسؤولين في التربية و التعليم مؤكداً: احذروا من أن تحل الخطط السطحية و اليومية محل التحول الجذري في التربية و التعليم.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي ظروف البلاد مهيئة و جاهزة لتحول أساسي في التربية و التعليم قائلاً: الحمد لله، يتمتع البلد اليوم باستقرار و أمن و المسؤولون الحكوميون يزاولون عملهم برغبة، وفي مثل هذه الظروف تتوفر الأرضية اللازمة لرفع مستوى جودة التربية و التعليم و إيصالها إلى الدرجة المنشودة.
و في ختام هذا الجانب من حديثه أثنى سماحته على المعلمين ثانية و قال: إنني أبعث من هنا التحية و السلام لكل المعلمين في كل أنحاء البلاد.
و خصص قائد الثورة الإسلامية الجانب الثاني من كلمته لقضية أسلوب التعامل الأخير للساسة الرسميين الأمريكيين مع شعب إيران تزامناً مع المفاوضات النووية، مشيراً إلى نقاط مهمة.
في البداية أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى واقع لا ينكر قائلاً: طوال الـ 35 عاماً الماضية تنبه أعداء النظام الإسلامي على الرغم من إرعادهم و إزبادهم الكثير، تنبهوا دوماً إلى عظمة الشعب الإيراني و هيبة نظام الجمهورية الإسلامية.
و أكد سماحته قائلاً: هذه الهيبة و العظمة ليست وهمية بل واقعية لأن بلد إيران الكبير بسكان يزيدون على السبعين مليون نسمة له سوابق ثقافية و تاريخية أصيلة و عميقة و شجاعة و عزيمة تضرب بها الأمثال.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن هذا الشعب دافع دوماً عن هويته و شخصيته، منوهاً: خلال ثمانية أعوام من الدفاع المقدس حاولت كل قوى العالم تركيع هذا الشعب لكنها لم تستطع، لذلك يجب الحفاظ على هذه العظمة و الهيبة.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: حسب الاعترافات العلنية و الخفية للكثير من المسؤولين السياسيين من مختلف البلدان، لو مورست هذه الضغوط و الحظر الراهن الذي يمارس ضد شعب إيران، على أي بلد آخر لتحطم ذلك البلد، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف مقاومة صامدة.
و أكد سماحته قائلاً: هذه القضايا ليست بالأمور الصغيرة بيد أن الإعلام العالمي حاول دائماً أن تبقى شعوب البلدان المختلفة غير مطلعة على حقائق إيران، لكن الكثير من الشعوب رغم ذلك تعرف هذه الحقائق، و المسؤولون السياسيون في العالم يعلمون هذه الحقائق جيداً، رغم أنهم لا يذكرونها بألسنتهم بل يتحدثون بطريقة أخرى.
بعد عرضه لهذه المقدمة خاطب قائد الثورة الإسلامية مسؤولي البلاد و خصوصاً مسؤولي السياسة الخارجية و كذلك النخبة في المجتمع قائلاً: اعلموا أن الشعب إذا لم يستطع الدفاع عن عظمته و هويته مقابل الأجانب فإنه سيُذلّ حتمياً، لذلك يجب معرفة قدر هوية الشعب و شخصيته.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى التهديدات العسكرية التي أطلقها مؤخراً أثنان من المسؤولين الرسميين الأمريكان تزامناً مع المفاوضات النووية، قائلاً: لا معنى للتفاوض في ظل شبح التهديد، و شعب إيران لا يطيق المفاوضات في ظل التهديد.
و أشار سماحته مجدداً إلى تصريحات المسؤولين الرسميين الأمريكان في الأيام الأخيرة حيث قالوا إنه لو حدث كذا و كذا من الظروف فإننا سنهاجم عسكرياً، و قال مخاطباً الساسة الأمريكان: أولاً سترتكبون بذلك حماقة، و ثانياً كما قلتُ في زمن رئيس جمهورية أمريكا السابق فإن زمن توجيه الضربات و الهروب من ردود الأفعال قد ولى، و شعب إيران لن يترك الذي يريد التطاول عليه لحاله.
و عاد قائد الثورة الإسلامية و أكد مرة أخرى على أن جميع المسؤولين الإيرانيين و خصوصاً المفاوضین النوويین، يجب أن يركزوا على هذه القضية مردفاً: على المفاوضين النووين أن ينتبهوا دوماً للخطوط الحمراء و الأساسية و سوف لن يتجاوزوا هذه الخطوط إن شاء الله.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: ليس من المقبول أن يعمد الطرف المقابل إلى التهديد دوماً تزامناً مع المفاوضات.
و أضاف سماحته: حاجة الأمريكان إلى المفاوضات إذا لم تكن أكبر من حاجتنا لها فإنها ليست بأقل. إننا نرغب في أن تفضي المفاوضات إلى نتيجة و يُرفع الحظر، بيد أن هذا لا يعني أنه إذا لم يرفع الحظر فإننا لن نستطيع إدارة البلاد و تدبير شؤونها.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: لقد ثبُت الآن للجميع في الداخل أن حلّ المشكلات الاقتصادية للبلاد غير منوط برفع الحظر، إنما يجب حل المشكلات الاقتصادية بالتدبير و الإرادة و القدرات الذاتية، سواء رفع الحظر أم لم يرفع.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: طبعاً إذا لم يكن الحظر لربما كان حل المشكلات الاقتصادية أسهل، و لكن في حال استمرار الحظر أيضاً فإن معالجة المشكلات ممكن.
و شدد سماحته على أن هذا هو موقف الجمهورية الإسلامية من المفاوضات النووية، و قال حول سبب حاجة الحكومة الأمريكية الماسة للمفاوضات: إنهم من أجل أن يسجلوا في ملفهم فقرة أساسية، يحتاجون بشدة لأن يقولوا: جئنا بإيران لطاولة المفاوضات و فرضنا عليها بعض الأمور.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إنني لا أوافق المفاوضات في ظل شبح التهديد. و خاطب الإمام الخامنئي الفريق المفاوض الإيراني قائلاً: واصلوا المفاوضات بمراعاة الخطوط الأصلية و إذا وصلتم في هذا الإطار إلى اتفاق فلا بأس في ذلك، و لكن لا تخضعوا أبداً لمنطق القوة و التهديد و الإهانة و ما يريدون فرضه.
و أكد سماحته على أن الحكومة الأمريكية في الوقت الحاضر أسوء حكومة في العالم من حيث السمعة و ماء الوجه، و أحد أسباب ذلك الدعم الأمريكي الصريح لجرائم حكومة آل سعود في اليمن، مضيفاً: حكومة آل سعود مشغولة بذبح الناس الأبرياء و النساء و الأطفال في اليمن من دون أي مبرر، و فقط بذريعة أن شعب اليمن لا يريد فلاناً لرئاسته، و الأمريكان يدعمون هذه الجرائم المروعة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن أمريكا ليس لها بين شعوب المنطقة أي ماء وجه، مردفاً: الأمريكان يدعمون تقتيل شعب اليمن دون خجل، أما إيران التي تسعى لإيصال الأدوية و الغذاء للشعب اليمني فتتهم بالتدخل في هذا البلد و إرسال السلاح له.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: الشعب اليمني الثوري المناضل لا يحتاج للسلاح، لأنه يسيطر على كل المراكز العسكرية و المقرات، و هو بسبب الحصار الدوائي و الغذائي و الوقودي الذي فرضتموه عليه يحتاج لمساعدات إنسانية، لكنكم لا تسمحون حتى بدخول الهلال الأحمر.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الدرب الذي اختاره الشعب الإيراني درب قويم و مستقيم و حسن العاقبة قائلاً: سيفضي هذا الدرب بتوفيق من الله و على رغم أنوف الأعداء إلى نتائجه الطيبة، و سيرى الجميع أن الأعداء لن يستطيعوا تنفيذ أهدافهم المشؤومة بخصوص الشعب الإيراني.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء السيد فاني وزير التربية و التعليم الإيرانية فحيّى ذكرى الشهداء رجائي و باهنر و مطهري و بارك أسبوع المعلم منوهاً: من جملة الخطوات التي قامت بها وزارة التربية و التعليم في دورتها الجديدة تشكيل لجنة تنفيذية و إعداد خارطة طريق لتطبيق ميثاق التحول الجذري في نظام التربية و التعليم الإيراني، و زيادة مخيمات «السائرون إلى النور» الطلابية، و تطبيق الحفظ الموضوعي للقرآن الكريم في المدارس، و زيادة المخيمات التربوية بهدف تعليم أسلوب الحياة الإيراني - الإسلامي، و إقامة أولمبيادات رياضية داخل المدارس باعتماد المبادئ الثلاثة: «الدراسة و التهذيب و الرياضة»، و الاهتمام الخاص بالطلاب في المناطق الفقيرة، و إصلاح منحى المواد الدراسية القائمة على السياسات السكانية و الاقتصاد المقاوم، و زيادة مشاركة الخيّرين من بناة المدارس، و رفع مستوى قدرات المعلمين و تأهليهم.

قراءة 1748 مرة