الإمام الخامنئی یستقبل مسؤولی الدولة و یشیر إلی نقاط بالغة الأهمیة بخصوص المفاوضات النوویة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئی یستقبل مسؤولی الدولة و یشیر إلی نقاط بالغة الأهمیة بخصوص المفاوضات النوویة

ستقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة عصر یوم الثلاثاء 23/06/2015 م مسؤولی الحکومة و مدراء الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لقائه السنوی بهم بمناسبة شهر رمضان المبارک، و أوضح فی کلمته فی هذا اللقاء الآثار الإیجابیة للاقتصاد المقاوم و التحدیات التی یواجهها و سبل تحقیقه، و أشار إلی نقاط حاسمة و بالغة الأهمیة فی خصوص المفاوضات النوویة، و أعلن عن الخطوط الحمراء لإیران فی الملف النووی و شرحها مؤکداً: الأمریکان یسعون لتدمیر الصناعة النوویة الإیرانیة، و فی المقابل فإن کافة المسؤولین الإیرانیین یشددون علی الخطوط الحمراء و یسعون فی الوقت نفسه لإبرام إتفاق جید، أی اتفاق منصف و عادل یحفظ العزة و یتطابق مع المصالح الإیرانیة.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی أن نموذج الاقتصاد المقاوم قد طبق فی بعض بلدان أخری و ظهرت تأثیراته الإیجابیة، و اعتبر المحور الرئیسی فی الاقتصاد المقاوم التدفق الداخلی و النظرة إلی الداخل مضیفاً: هذا التدفق الداخلی لا یعنی المیل للعزلة بل یعنی الاعتماد علی الإمکانیات و القدرات الذاتیة بالنظر فی الوقت نفسه إلی الخارج.
و تابع قائد الثورة الإسلامیة یقول: قد یتصور البعض أن نموذج الاقتصاد المقاوم نموذج جید لکنه غیر ممکن التطبیق، لکننی أقول بکل تأکید أن تطبیق نموذج الاقتصاد المقاوم ممکن تماماً فی الظروف الحالیة للبلاد و بالنظر للإمکانیات و الطاقات المتوافرة.
بعد ذلک استعرض آیة الله العظمی السید الخامنئی الإمکانیات الکبیرة التی تتمتع بها البلاد و التی یمکن أن تکون أساساً لتطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم، و منها الطاقات الشبابیة و الإنسانیة الکفوءة الهائلة و المکانة الاقتصادیة لإیران فی العالم (المرتبة العشرون) و احتیاطیات النفط والغاز الضخمة و الموقع الجغرافی و مجاورة 15 بلداً عدد سکانها 370 ملیون نسمة مضافاً إلی البنی التحتیة للبلاد فی مجالات الطاقة و النقل و الاتصالات و محطات الطاقة و السدود، و التجارب الإداریة المتراکمة.
و أکد الإمام الخامنئی علی أن بعض المشکلات ناجمة عن تحدیات داخلیة قائلاً: التحدی الکبیر الذی تواجهه البلاد هو التساهل و التماهی فی العمل و النظرة التبسیطیة السطحیة للأمور.
و فی جانب آخر من کلمته أدلی الإمام الخامنئی بنقاط بالغة الأهمیة حول الملف النووی الإیرانی و ذکر ثلاث نقاط قبل الخوض فی شرح بعض تفاصیل المفاوضات النوویة و الإعلان الصریح عن المطالب و الخطوط الحمراء الإیرانیة.
النقطة الأولی هی أن کل ما تقوله القیادة فی الجلسات العامة هو بعینه ما تقوله فی الجلسات الخاصة لرئیس الجمهوریة و سائر المسؤولین المعنیین.
النقطة الثانیة هی التأکید علی أمانة و غیرة و شجاعة و تدین أعضاء الفریق الإیرانی المفاوض.
و کانت النقطة الثالثة موجهة لمنتقدی المفاوضات النوویة حیث قال: لا أعارض النقد بل أراه ضروریاً و مساعداً و لکن من الواقع أیضاً أن النقد أسهل من العمل لأن مشاهدة عیوب الطرف المقابل أسهل لکن استیعاب الصعوبات و حالات القلق التی یواجهها أمر صعب.
ثم عمد آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی استعراض موجز لتاریخ المفاوضات مع الأمریکیین مما یساعد علی استیعاب سیاق المفاوضات أکثر.
و قال سماحته: قضیة التفاوض مع الأمریکیین تعود إلی الحکومة الإیرانیة السابقة و إلی إرسال واسطة إلی طهران لطلب التفاوض.
و أوضح قائد الثورة أکثر فقال: فی ذلک الحین جاء أحد الشخصیات المحترمة فی المنطقة للقائنا و قال بصراحة إن رئیس جمهوریة أمریکا ترجاه بزیارة طهران و طرح طلب الأمریکان بالتفاوض مع إیران. و کان الأمریکان قد قالوا لهذا الوسیط إننا نروم إلی جانب الاعتراف بإیران کقوة نوویة معالجة الملف النووی و إلغاء الحظر خلال ستة أشهر. و قد قلنا لذلک الوسیط إننا لا نثق بالأمریکان و کلامهم، و لکن بإصرار الوسیط وافقنا علی اختبار هذه القضیة مرة أخری و هکذا بدأت المفاوضات.
و لفت سماحة السید القائد إلی نقطة مهمة فی النزالات العالمیة قائلاً: فی أیة مواجهة دبلوماسیة هناک ساحتان یجب الاهتمام بهما الساحة الأصلیة هی ساحة الواقع و العمل و إنتاج الأرصدة، و الساحة الثانیة هی ساحة المدراء الدبلوماسیین و السیاسة و هی ساحة تبدیل الأرصدة إلی امتیازات و تأمین المصالح الوطنیة.
و أضاف سماحته: الید الخالیة لأی بلد فی الساحة الأولی تقلل من قدرته علی العمل والمناورة فی الساحة الثانیة و فی ضوء هذا المنطق دخلت إیران ساحة المفاوضات بمکاسب و أرصدة مهمة و قویة منها قدرتها علی إنتاج الوقود النووی المخصب بنسبة 20 بالمائة.
و أردف سماحته قائلاً: فضلاً عن الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة کانت لنا مکاسب واقعیة و میدانیة أخری و الواقع أن استراتیجیة إیران فی الصمود بوجه الضغوط کانت مجدیة و توصل الأمریکان إلی نتیجة أن الحظر لا یفضی إلی نتائجهم المرجوة و ینبغی علیهم سلوک طریق آخر.
و أشار الإمام السید الخامنئی إلی النظرة المرتابة لإیران بالطرف الأمریکی قائلاً: علی الرغم من ذلک کنا علی استعداد إذا بقی الأمریکان عند وعودهم و أقوالهم لذلک الوسیط الإقلیمی، بأن ندفع التکلفة، ففی المفاوضات یمکن علی أساس العقل والحسابات أن تکون هناک حالات تراجع، لکنهم بعد فترة وجیزة من المفاوضات بدأوا جشعهم و نکثهم للعهود.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی أن الاتفاق الجید من وجهة نظر إیران یعنی الاتفاق العادل و المنصف مردفاً: فی سیاق المفاوضات غیر الأمریکان مدة الشهور الستة التی وعدوا بها لرفع الحظر إلی سنة، و بعد ذلک راحوا یمارسون جشعهم و طمعهم فأطالوا المفاوضات بل و هددوا بمزید من الحظر و تحدثوا عن النزعة العسکریة و الخیارات علی الطاولة و تحت الطاولة.
و لخص الإمام الخامنئی سیاق المفاوضات مؤکداً: التأمل و الدراسة فی سیاق مطالبات الأمریکان تدل علی أن هدفهم استئصال الصناعة النوویة الإیرانیة و القضاء علی الماهیة النوویة للبلاد و تبدیلها إلی کاریکاتیر و لوحة دون محتوی.
وأشار سماحته إلی الحاجة الحقیقیة و المؤکدة للبلاد إلی 20 ألف میغاواط من الکهرباء النووی مردفاً: إنهم إلی جانب سعیهم للقضاء علی الصناعة النوویة و حرمان الإیرانیین من المنافع العدیدة لهذه الصناعة یهدفون إلی مواصلة الضغوط و الإبقاء علی الحظر بشکل من الأشکال.
ثم أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی نقطة مهمة أخری فی سیاق استعراضه لواقع الساحة المعقدة الخاصة بالمفاوضات مع الأمریکان و هی حاجة الحکومة الأمریکیة إلی الاتفاق النووی.
و قال سماحته: إذا استطاعوا التوصل إلی أهدافهم فی المفاوضات فقد حققوا نصراً کبیراً لأنهم جعلوا شعب إیران الطالب للاستقلال یستسلم و یکونوا قد هزموا البلد الذی بوسعه أن یکون نموذجاً لسائرالبلدان، و کل نکثهم للعهود و مماطلاتهم من أجل تحقیق هذه الأهداف.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی المطالبات المنطقیة الإیرانیة منذ بدایة المفاوضات إلی الآن قائلاً: لقد قلنا منذ البدایة إننا نروم رفع الحظر الظالم و مستعدون فی مقابل ذلک إلی إعطاء أشیاء شریطة أن لا تتوقف الصناعة النوویة الإیرانیة أو تتضرر.
و تابع الإمام الخامنئی کلمته بالإشارة إلی الخطوط الحمراء النوویة الإیرانیة قائلاً: إننا بخلاف الأمریکان لا نقبل القیود الطویلة لمدة 10 أو 12 عاماً، و قد ذکرنا لهم المدة التی نقبلها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة مواصلة البحث و التنمیة و البناء حتی خلال فترة التقید الخط الأحمر الثانی لإیران مضیفاً: إنهم یقولون لا تفعلوا أی شیء خلال مدة 12 عاماً لکن هذا منطق قوة مضاعف و حماقة مضاعفة.
و أکد الإمام الخامنئی فی إیضاحه للخط الأحمر الثالث: الحظر الاقتصاد و المالی و البنکی سواء المتعلق منه بمجلس الأمن أو الکونغرس الأمریکی أو الحکومة الأمریکیة یجب أن یلغی فوراً عند توقیع الاتفاق، کما یجب أن ترفع حالات الحظر الأخری خلال فترات معقولة.
وأضاف سماحته: یطرح الأمریکان بخصوص رفع الحظر معادلة معقدة و متعددة الطبقات و عجیبة غریبة لیس من المعلوم ما الذی ینتج عنها، لکننا نعلن عن مطالبنا بصراحة.
و تابع سماحته: إلغاء الحظر ینبغی أن لا یناط بتطبیق إیران لالتزاماتها، فلا یقولوا طبقوا أنتم التزاماتکم ثم تشهد الوکالة الدولیة للطاقة النوویة بذلک حتی یرفع الحظر، فنحن لا نوافق هذا الشیء علی الإطلاق. و أکد قائد الثورة الإسلامیة: تنفیذ إلغاء الحظر یجب أن یتناظر مع تنفیذ إیران لالتزاماتها.
کما أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی: إننا نعارض إیکال تنفیذ الطرف المقابل لالتزاماته بتقریر الوکالة لأن الوکالة أثبتت مراراً و تکراراً أنها غیر مستقلة و غیر عادلة لذا فنحن لا نثق بها.
و تابع یقول: یقولون ینبغی أن یحصل الاطمئنان لدی الوکالة. أی کلام غیر معقول هذا؟! و کیف یمکن للوکالة أن تطمئن إلا إذا فتشت أرض إیران شبراً شبراً.
و أعلن قائد الثورة الإسلامیة عن أن حالات التفتیش غیر المألوفة و استجواب الشخصیات الإیرانیة و تفتیش المراکز العسکریة خط أحمر آخر.
و أکد الإمام الخامنئی بصراحة: الجمیع فی إیران بما فی ذلک شخصی و الحکومة و مجلس الشوری الإسلامی و الجهاز القضائی و الأجهزة الأمنیة و العسکریة و کل المؤسسات تروم اتفاقاً نوویاً جیداً یمتاز بالعزة و الإنصاف و یتطابق مع المصالح الإیرانیة.

قراءة 1440 مرة