جدل في البرلمان:نواب متّهمون بالتطبيع مع الصهاينة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
جدل في البرلمان:نواب متّهمون بالتطبيع مع الصهاينة

عاد ملف «التطبيع مع الصهيونية » ليطفو من جديد على الساحة الوطنية بكل ارتداداته المعهودة لكن هذه المرة أصبح نواب البرلمان طرفا في الموضوع.

التطبيع مع الكيان الصهيوني من الملفات التي تثير الجدل في تونس فعبر مراحل تاريخية قبل سنة 2011 وبعدها سال الحبر الكثير في مقاربة هذا الملف خاصة عند صياغة الدستور وحذف الفصل 27 من مسودته الاولى والذي ينص على تجريم التطبيع , إضافة الى تقديم عدد من مقترحات القانون التي تروم تجريم التطبيع مع الصهيونية ..وبالتالي فإن التعاطي مع هذا الملف عادة ما يكون مرفوقا بضجة كبرى.
انسحابات
أُعيد طرح الملف مرة أخرى في الفترة الاخيرة بسبب زيارة وفد نيابي (11 نائبا ) للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط المنعقدة في روما ..الجمعية عقدت جلسة انسحب منها نائبتين من حركة النهضة ( زينب البراهمي ومنية ابراهيم ) في حين بقي النواب الآخرون ( هدى تقية ونجلاء السعداوي ويوسف الجويني وإبتسام الجبابلي وعبير عبدلي من نداء تونس وريم محجوب من آفاق تونس وإيمان بن محمد من حركة النهضة) ..انسحاب النائبتين كان بسبب حضور وفد من الكيان الصهيوني.
النواب الباقون في الجلسة تعرضوا الى هجمة شرسة من عدد من السياسيين والمواطنين كما تعرضوا الى «نيران صديقة» من قبل بعض النواب على رأسهم النائب رياض جعيدان (نائب عن نداء التونسيين بالخارج ) الذي انتقد الاتحاد من أجل المتوسط معتبرا انه من انجازات نيكولا ساركوزي منذ كان وزيرا للداخلية الفرنسية سنة 2005، الذي أعلن في فيفري 2007 صراحة هذا المشروع مستعرضا «فوائد» التعاون والاتحاد بين ضفتي المتوسط وخاصة بين الدول العربية والكيان الصهيوني.
على نفقة البرلمان
جعيدان أضاف ان الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط في موت سريري منذ خروج الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ..كما طالب بفتح تحقيق مع الوفد المشارك ..متسائلا ان كان البرلمان قد أعطى الضوء الأخضر للتطبيع مع الكيان الصهيوني ...جعيدان تحدث أيضا عن جدوى تحول وفد مكون من 11 نائبا على نفقة مجلس نواب الشعب وعلى عاتق الشعب التونسي ناهيك وان جزء مهم من الأموال مبوب في ميزانية البرلمان تدفع سنويا للاتحاد من أجل المتوسط في هكذا زيارات فاقدة للأهداف الواضحة والاستراتيجية الديبلوماسية سوى «الراحة والاستجمام» ..
النواب الذين واكبوا الجلسة ولم ينسحبوا علّقوا على بعض الهجمات التي تعرضوا لها حيث قالت نائبة حركة النهضة إيمان بن محمد «فقط للتوضيح .. كل الوفود من كل الدول العربية والاسلامية وعلى رأسهم فلسطين كانت حاضرة .. و قد صادقنا أيضا على المقترح التونسي والذي دافعت عليه المغرب في اصدار موقف وتحرك حول سجن زميلاتنا البرلمانيات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ..هي اجتهادات وانا لست مع سياسية الكراسي الشاغرة في هذه المحافل الدولية .. الأولى البقاء والدفاع عن القضية ..بالإضافة الى ان الانسحاب لم يكن موقفا موحدا بل كان اجتهادا فرديا احترمه .»
الكراسي الفارغة
أما نائبة حركة نداء تونس ابتسام الجبابلي فقالت ان «التعاطي مع القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون بسياسة الكراسي الفارغة».. مشيرة الى انه للأسف الشديد القضية الفلسطينية يقع استغلالها بطريقة مبتذلة والرد على التصريحات المبتذلة لا يعنيها وانه على كل حال المتاجرة بالقضية الفلسطينية لطالما كانت خيار بعض السياسيين واستغربت ان تصدر التصريحات ممن يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي على حد قولها. وأضافت الجبابلي بكونها منسقة عامة عن حركة نداء تونس للمبادرة العالمية لفلسطين خالية من الاحتلال وان نداء تونس بادر باستقبال المستشار الخاص للرئيس محمود عباس والوفد المرافق له للنقاش حول تفاصيل المبادرة ودعمهم لها وأنه كان لهم لقاء مع سفير فلسطين إثر ذلك. ..وأفادت الجبابلي بأن البرلمان التونسي ممثل في جميع اللجان ويترأس لجنة المرأة مضيفة بانها وخلال خلال مشاركتها في اشغال اللجنة التي وقع بثها بصفة مباشرة في القناة البرلمانية الايطالية قدمت مداخلة مساندة القضية الفلسطينية ومساندة الاسرى وخصوصا البرلمانيين الفلسطينيين الذين يخوضون إضراب في السجون الإسرائيلية موضحة بأن مشاركة الوفد البرلماني التونسي لم تشوش على ثوابت الديبلوماسية الداعمة للقضية الفلسطينية وأن الوفد المشارك التقى سفير تونس في ايطاليا قبل الجلسة العامة وبعد انعقادها.
انفصام
لكن ما يلفت الانتباه ان الرأي العام التونسي الذي أبدى تسامحا كبيرا مع عدد من اليهود ومعظمهم قادم من اسرائيل الى جربة لاداء طقوسهم الدينية في معبد «الغريبة» هو ذاته الرأي العام الذي جلد النواب بأبشع التهم باعتبار أنهم جلسوا في مكان واحد مع اسرائيليين وهو ما يفضي الى انفصام في التعاطي مع اليهود والصهاينة فاذا ما تعلّق الامر بالمعطى السياسي يصبح هذا الملف مثيرا للانتقاد واذا تعلّق بالمعطى الاقتصادي السياحي يُأُخذ الملف في سياق التسامح والانفتاح على باقي الاديان.

قراءة 1306 مرة