مفكر مغربي يدعو إلى حركة "تجديدية شاملة" في الدين والفكر

قيم هذا المقال
(0 صوت)
مفكر مغربي يدعو إلى حركة "تجديدية شاملة" في الدين والفكر

دعا المفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي، اليوم السبت، إلى "إطلاق حركة تجديدية شاملة تشمل الدين والفكر، لتجاوز حالة التأخر المزدوج (بالنسبة إلى الإنسانية المتقدمة وما كان عليه المسلمون في السالف) للأمة".

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في الدورة الثانية لجامعة مغارب، التي ينظمها مركز "مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني"، بالعاصمة الرباط، حول "أولويات الإصلاح بين السياسي والثقافي".

وحث العلوي وهو أكاديمي متخصص في الفلسفة، على ضرورة "استيعاب روح الحداثة حتى يكون التحديث حقيقيا، والعمل على الفصل بين الدين والسياسة".

واعتبر أن "التجديد الديني هو تجديد في الفقه والثورة على التقليد والرجوع إلى صحيح الإسلام واعتبار التراث قابلا للمراجعة".

وتابع أن "التجديد الديني يثير جملة من القضايا، في مقدمتها قضية الحرية التي تتفرع عنها مسألة حرية الاعتقاد".

ولفت إلى أن "الدولة العربية اليوم هي دولة حديثة ظاهريا لكنها بدون روح ينعدم فيها الحق في الاختلاف والمواطنة الذي كانت عليه أحوال الدولة في العصر الذهبي".

وأوضح أن "العصر الذهبي للمسلمين ليس له فترة زمنية محددة، إنما تركيب ذهني لما هو جميل وإيجابي في الثقافة العربية والإسلامية".

ودعا إلى "فتح الآفاق أمام باب الاجتهاد، خصوصا أن فكر التجديد مع المفكرين الإسلاميين في القرن 19 ابتدأ كبيرا وبنبرة عالية قبل أن يبدأ في التراجع".

وأكد "ضرورة ربط التجديد بـ 4 قضايا أساسية، أولها العلاقة بين الدين والسياسة التي ساهم فكر النهضة في ترتيبها قبل أن تصير اليوم فوضوية، وثانيها إعادة التفكير في الدين، وثالثها تطهير الدين الإسلامي من الشوائب من خلال إعادة النظر في منظومة من الاجتهادات، ورابعها إعادة الاعتبار للثقافة".

وبنسعيد العلوي، أستاذ في الجامعة المغربية، والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة محمد الخامس (حكومية)، وشغل منصب الأمين العام المساعد لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات (غير حكومي)، ويشغل حاليا منصب عضو مجلس الأمناء لمؤسسة مؤمنون بلا حدود (غير حكومية).

له 11 مؤلفا فكريا وإبداعيا، بينها كتابا "قول في الحوار والتجديد"، و"المسلمون والمستقبل".

وعلى مدار ثلاثة أيام، تناقش جامعة مغارب لمركز مغاربة للدراسات في الاجتماع الإنساني، موضوعات ترتبط بفكرة الإصلاح في العالم العربي الإسلامي، وحدود العلاقة بين الإصلاحين الثقافي والسياسي، والإشكالات المجتمعية الراهنة وآفاق الإصلاح، وتجربة الإصلاح السياسي في المغرب، وغيرها.

كما تعقد الجامعة 6 ندوات، بمشاركة علماء ومفكرين وجامعيين مغاربة ومن دول إسلامية، بينها تركيا.

قراءة 1222 مرة