على ترامب ألا يتوّقع أن يكون الأردن في خدمته من دون مقابل

قيم هذا المقال
(0 صوت)
على ترامب ألا يتوّقع أن يكون الأردن في خدمته من دون مقابل

أيام قليلة أمضاها الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد أغناطيوس في الأردن التقى خلالها مسؤولين في المخابرات العامة ليخرج بنصيحة إلى الإدارة الأميركية مفادها بأن على دونالد ترامب ألا يعتبر الموقف الأردني الذي لطالما صبّ في مصلحة واشنطن أمراً مفروغاً منه لا ثمن في مقابله.

في مقالة له في "واشنطن بوست" يقول ديفيد أغناطيوس "إن المخابرات العامة الأردنية لعبت على مدى عقود الدور الأكبر في جعل الأردن الصديق العربي المميز لأميركا مشيراً إلى أن أجيالاً من ضباط الـ"سي آي ايه" قادوا من الأردن عمليات مشتركة ضدّ التنظيمات الفلسطينية والقاعدة وداعش" كما أن "أن الجهاز الاستخباراتي الأردني قام بتجنيد عملاء في الأماكن التي لم يكن بإمكان الجواسيس الأميركيين الوصول إليها".

لا تزال المخابرات الأردنية شريكاً رئيسياً في مكافحة الإرهاب بنظر الولايات المتحدة ولا يزال الأردن منصة رئيسية للعمليات الأميركية في المنطقة لكن ثمّة توترات جديدة تشوب العلاقة.

يتحدث مسؤول رفيع في المخابرات الأردنية عن حاجة الأردن الملحة إلى التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على المساعدة المالية واصفاً الوضع بأنه "غير مسبوق".

وفق "واشنطن بوست"، فإن الجانب العسكري يبقى أساساً لهذه العلاقة مشيرة نقلاً عن مصادر إلى أن البنتاغون يعتزم إنفاق أكثر من 300 مليون دولار لتوسيع قاعدة موفق السلطي الجوية في وسط الأردن وبناء أخرى عند الحدود بالقرب من سوريا. في غضون ذلك يتواصل التعاون الاستخباراتي الوثيق مع الـ"سي آي ايه" حيث قال مسؤولو مخابرات أردنيون إنهم أجهضوا 45 مخططاً إرهابياً خارج البلاد العام الماضي بالتعاون مع الوكالة الأميركية.

بالرغم من كل ذلك فإن العلاقة تواجه تحدياً جديداً متمثلاً بالسعودية وفق اغناطيوس، في ظل التقارب مع ولي العهد محمد بن سلمان الذي يلعب في المساحة السياسية التي لطالما شغلها الأردن ما جعل بعض الأردنيين يشعرون بأن واشنطن نسيت شريكها الوفي.

ما تخشاه عمّان تتابع "واشنطن بوست" هو أن تتسبب دبلوماسية ترامب المتهورة التي ترجمها بقراره بشأن القدس بمشاكل داخل الأردن الذي يضمّ شريحة واسعة من الفلسطينيين.

وتأتي حماسة البيت الأبيض تجاه بن سلمان في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الأردن والرياض برودة.

وفي هذا السياق ينقل الكاتب عن مسؤول أردني رفيع ثلاثة أسباب رئيسية للخلاف وهي: عدم إرسال الأردنيين قوات برية للمشاركة في اجتياح اليمن منذ ثلاث سنوات. تردد عمّان في المشاركة في الحملة السعودية ضدّ قطر حيث يعمل ما لا يقل عن 500 ألف عامل أردني. والسبب الأخير رفض الأردنيين مطالب السعودية لشنّ حملة على الإخوان المسلمين لاعتقادهم أن الاحتواء الذي تقوم به المخابرات لهم أكثر فعالية.

ويخلص أغناطيوس إلى أنه من السهل اعتبار الموقف الأردني المؤيد لواشنطن أمراً مفروغاً منه في ضوء الدور الذي لعبته عمّان دائماً لكن في حال باتت المملكة الهاشمية مفككة كما حال الكثير من جيرانها سيكون لذلك نتائج كارثية ليس أقلها على إسرائيل.

قراءة 1006 مرة