لا فرق بین الشیعة والسنة فی نهضة الصحوة الاسلامیة

قيم هذا المقال
(0 صوت)

قائد الثورة الاسلامیة:

لا فرق بین الشیعة والسنة فی نهضة الصحوة الاسلامیة واتباع جمیع المذاهب الاسلامیة هم فی ساحة النضال

أكد قائد الثورة الاسلامیة سماحة آیة الله العظمي السید علی الخامنئی لدي استقباله المئات من شباب 73 بلدا فی العالم بمن فیهم شبان مصر وتونس ولیبیا ولبنان والیمن والبحرین وفلسطین، ان بث الخلافات فی صفوف الامة الاسلامیة یعد من مكائد الاعداء، وقال ان نهضة الصحوة الاسلامیة لا تمیز بین الشیعة والسنة وان اتباع جمیع المذاهب الاسلامیة یتواجدون بوحدة وتكاتف فی ساحة النضال.

لا فرق بین الشیعة والسنة فی نهضة الصحوة الاسلامیة واتباع جمیع المذاهب الاسلامیة هم فی ساحة النضال

وقال سماحة القائد خلال اللقاء الذی جري فی اجواء ودیة وحافلة بالمشاعر الاسلامیة والثوریة وتحدث فیه ممثلو شبان عدد من البلدان الاسلامیة، قال ان انتفاضة الشعوب الاسلامیة ضد الدیكتاتوریات العمیلة ظاهرة مباركة ومهمة للغایة ومقدمة للانتفاضة ضد 'الدیكتاتوریة العالمیة للشبكة الصهیونیة والاستكباریة الفاسدة والخبیثة'.

واضاف سماحته، ان الامة الاسلامیة وفی الافاق الوضاءة لهذه الحركة المیمونة ستبلغ بحول الله وقوته ذروة العزة والاستقلال والاقتدار مرة اخري.

وفی مستهل اللقاء تحدث السید ضیاء الدین مورو من الشبان الثوریین التونسیین فاشار الي خصائص ثورة الشعب التونسی بوصفه من استهل الثورات فی المنطقة، وقال ان هذه الثورة هی ثورة مستقلة وشعبیة لم یكن لای حزب ومجموعة سیاسیة دور فی قیامها.

وقال، ان الاطاحة بحكم بن علی لا یعنی نهایة المطاف بل ان الشعب التونسی یؤكد علی التحقق التام لاهداف الثورة وان الشبان الثوریین یعتبرون القضیة الفلسطینیة وتحریرها بانها تشكل القضیة الرئیسیة لثورتهم.

ثم تحدث السید ضیاء الصاوی من الشبان الثوریین المصریین فاشار الی بعض الاجواء المفتعلة حول هویة ثورة الشعب المصری، وقال ان شعب مصر بدأ هذه الثورة من المساجد وكانت شعاراته هی الله اكبر وشعارات اسلامیة ومناهضة للصهیونیة، واضاف ان هدف الثورة المصریة لم یقتصر علی نیل الحریة والعدالة الاجتماعیة بل ان الهدف النهائی تمثل فی الاستقلال الحقیقی لمصر والتحرر من التحالف مع امیركا والصهیونیة.

واضاف الصاوی، ان الاطاحة بحكم مبارك شكل الخطوة الاولی فی الثورة المصریة وان الشعب المصری عازم علی تحقیق الاهداف الكاملة لهذه الثورة بما فیها الغاء معاهدة كمب دیفید المشؤومة وتطهیر الدولة من بقایا النظام السابق.

كما تحدث السید عبد الله عبدة علاو من الشبان الثوریین الیمنیین فشدد علی الدوافع الاسلامیة القویة فی ثورة الشعب الیمنی وقال: لقد جئنا الی ایران العلم والتكنولوجیا، ایران الحداثة وایران المقاومة والصمود، لكی نستفید من خبرات الثورة الاسلامیة فی مواجهة امیركا والظلم والاستبداد.

كما تلا السید احمد حسن الحجیری من الشبان الثوریین البحریین ابیاتا شعریة فی وصف المشاعر الجیاشة والثوریة لشعب البحرین وغربة شبان وشهداء هذه الثورة.

وتحدث السید محمد علی محمد عوض من حركة المقاومة الاسلامیة (حماس) فاشار الی اعتبار القضیة الفلسطینیة محور المؤتمر الدولی للشبان والصحوة الاسلامیة، وقال انه مع انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران وتسمیة الیوم العالمی للقدس، فقد تم ضخ دماء جدیدة فی جسد القضیة الفلسطینیة.

وتحدث السید خالد السالم من الشبان الثوریین اللیبیین فاعتبر الثورة اللیبیة بانها ثورة التكبیر، وقال ان هذه الثورة بدات بالتكبیر وستستمر بالتكبیر ایضا.

وشدد علی ضرورة ان یعتمد الشعب اللیبی، خبرات الثورة الاسلامیة فی ایران فی مواجهة امریكا، وقال ان ثورة الشعب اللیبی تشبه كثیرا الثورة الاسلامیة للشعب الایرانی من حیث كونها ثورة شعبیة.

وكانت السیدة فاطمة مغنیة ابنة الشهید عماد مغنیة القیادی فی حزب الله اخر من تحدث فی اللقاء فقالت، ان انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران بقیادة الامام الخمینی الراحل (رض) شكل البدایة والانطلاقة للصحوة الاسلامیة والثورات الحالیة فی المنطقة.

وفی اللقاء وبعد الكلمات التی القاها ممثلو شباب تونس ومصر والیمن والبحرین وفلسطین ولیبیا ولبنان، اعتبر قائد الثورة الاسلامیة فی كلمته، شباب الدول الاسلامیة بانهم حملة بشارات كبري لمستقبل الامة الاسلامیة واضاف، ان صحوة شباب العالم الاسلامی كله قد عززت الامل بالصحوة العامة للشعوب الاسلامیة.

واعتبر سماحته تاریخ البشریة بانه الان فی منعطف تاریخی كبیر وعلي اعتاب تطور عظیم واكد قائلا، ان البشریة عبرت من جمیع المدارس والایدیولوجیات المادیة سواء الماركسیة او اللیبرالیة الدیمقراطیة والقومیة العلمانیة، وهی الان فی بدایة عهد جدید من اكبر مؤشراته توجه الشعوب الي الباری تعالي واستعانتها بالقدرة الالهیة اللامتناهیة واعتمادها علیه سبحانه.

واشار الي هیمنة الشبكة الدكتاتوریة والمعقدة والخطیرة والفاسدة والشیطانیة للصهیونیة والاستكبار علي العالم واضاف، ان ثورات شعوب المنطقة ضد الدكتاتوریات العمیلة هی جزء من نضال البشریة ضد الدكتاتوریة الصهیونیة العالمیة وان المجتمع البشری بعبوره من منعطف تاریخی كبیر سیتحرر من هذه الدكتاتوریة الخطیرة وان هذا التطور العظیم سیؤدی بناء علي الوعد الالهی الصادق الي تحرر الشعوب وسیادة القیم المعنویة والالهیة.

واشار آیة الله الخامنئی الي الذین یعتبرون الانتصار علي شبكة الدكتاتوریة الصهیونیة العالمیة امرا غیر ممكن وقال، انه لو كان احد یتحدث فی السابق عن انتصار شباب حزب الله المؤمنین علي جیش الكیان الصهیونی او عن ذلة وهوان طاغوت مصر والتطورات المدهشة فی شمال افریقیا لم یكن الكثیرون لیصدقوا هذا الامر كما ان ثبات وانتصار وتقدم الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لم یكن قابلا للتصور الا ان القدرة الالهیة الفائقة برزت فی هذه الانتصارات والتطورات المذهلة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامیة المشاركة الواعیة للشعوب وصمودها وثباتها فی الساحة وفرت الارضیة بلا شك لتحقیق النصر الالهی واضاف، انه فی ظل تحقق الوعد الالهی یشعر الصهاینة والشیطان الاكبر امیركا والقوي الغربیة الیوم بالعجز امام الصحوة الاسلامیة وان هذا الشعور لدیهم بالضعف والفشل یزداد كل یوم.

واعتبر آیة الله الخامنئی تطورات الدول الاسلامیة بدایة طریق الخلاص والسعادة واضاف، ان المهم هو ان لا نعتبر الانتصارات الحاصلة نهایة الطریق وان نستمر فی النضال ضد قوي الغطرسة العالمیة واذنابها عبر مواصلة الجهاد والاعتماد علي عزیمة وارادة الشعوب والتوكل وحسن الظن بالله تعالي.

واشار الي التطورات العلمیة اللافتة التی حققتها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی المجالات النوویة والتكنولوجیا البیئیة والطبیة وسائر المجالات واضاف، ان الشاب الایرانی المؤمن وفی ذروة عدم تصدیق الاعداء ورغم كل العراقیل التی اختلقوها توصلوا الي انجازات یمكنها ان تكون ملهمة لجمیع الشعوب الاسلامیة.

واشار آیة الله الخامنئی الي محاولات قوي الاستبداد العالمی الرامیة الي الایحاء فی اذهان الرای العام للشعوب الاسلامیة بعدم القدرة علي تحقیق الانجازات، واضاف، ان اعداء الامة الاسلامیة ومن خلال شحن الشعور بالعجز لدي الشعوب الاسلامیة والایحاء بعدم هزیمة القوي العالمیة، قد فرضت التخلف منذ نحو قرنین من الزمن علي هذه الشعوب الا ان الامة الاسلامیة تعیش الیوم الصحوة وادركت بان التصورین هذین خاطئان مائة فی المائة وانها قادرة علي استعادة مجد وعظمة الحضارة الاسلامیة مرة اخري.

ووصف قائد الثورة الاسلامیة القرن الحاضر بانه قرن الاسلام والقیم المعنویة واضاف، ان الاسلام یمنح العقلانیة والمعنویة والعدالة مع بعضها بعضا للشعوب وان تعالیم الباری تعالي تؤكد علي اسلام العقلانیة والفكر والتدبر، اسلام التوكل علي الله، اسلام الجهاد واسلام العمل والاقدام.

واشار آیة الله الخامنئی الي محاولات الاستكبار للتعویض عن الاضرار والضربات الناجمة من ثورات الشعوب فی مصر وتونس ولیبیا وسائر الدول الاسلامیة واضاف، ان العدو منهمك بحیاكة المخططات والتآمر لذا فانه علي الشعوب الاسلامیة خاصة شبابها الذین یعتبرون بمثابة المحرك للصحوة الاسلامیة، وفی ظل التحلی بالیقظة والحذر التام والاستفادة من خبرات الاخرین، ان لا یسمحوا بان تقوم شبكة الاستبداد العالمی بخطف الثورات منهم وتحرف طریق الحاضر والمستقبل.

واشار سماحته الي خبرات الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة علي مدي 32 عاما فی مواجهة مختلف اشكال مؤامرات امیركا وسائر اعداء الاسلام واضاف، ان المستكبرین نفذوا كل ما امكنهم القیام به لدحر الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الا انهم لحد الان وفی كل المراحل تلقوا الصفعات من الشعب الایرانی وسوف لن یحصدوا من الان فصاعدا ایضا سوي الفشل والاحباط.

واعتبر آیة الله الخامنئی اثارة التفرقة فی صفوف الامة الاسلامیة من ضمن مكائد الاعداء واضاف، ان نهضة الصحوة الاسلامیة لا تمیز بین الشیعة والسنة وان اتباع جمیع المذاهب الاسلامیة متواجدون فی ظل الوحدة والتكاتف فی ساحة النضال.

واشار قائد الثورة الاسلامیة الي المبادئ المشتركة الكثیرة بین الشعوب الاسلامیة واوضح قائلا، ان الشعوب الاسلامیة لها خصائص تمیزها والواحدة عن الاخري وفی ضوء التفاوت من النواحی الجغرافیة والتاریخیة والاجتماعیة فلیس هنالك انموذج واحد لجمیع الدول الاسلامیة الا ان المهم هو ان الجمیع یعارضون السیطرة الشیطانیة للصهاینة والامیركیین ولا یطیقون وجود الغدة السرطانیة الاسرائیلیة.

وفی رسمه لمؤشر واحد للحكم بشان الاحداث والوقائع قال سماحته، اینما كانت هنالك فعالیة ومشروع لمصلحة الكیان الصهیونی وامیركا، فانه علینا التحلی بالیقظة والحذر ازاء ذلك وان نعتبره تحركا مناقضا لمصالح الشعوب واینما كانت هناك حركة اسلامیة مناهضة للصهیونیة والاستكبار والاستبداد والفساد فان جمیع الشعوب الاسلامیة ستكون مواكبة ومتضامنة فی تاییدها وتعزیزها.

وكانموذج علي ذلك اشار قائد الثورة الي محاولات بعض اجهزة الاعلام فی العالم لفرض العزلة علي الشعب البحرینی واضاف، ان وسائل الاعلام الغربیة او التابعة للغرب ترید عبر اثارة الخلافات الایحاء بان قضیة البحرین هی قضیة طائفیة بین الشیعة والسنة ولكن الحقیقة هی انه لا فرق بین حركات الصحوة الاسلامیة فی مختلف الدول.

واعتبر آیة الله الخامنئی التوكل وحسن الظن بالله وصون الوحدة سر الانتصار واستند الي ما امر الله تعالي به النبی (ص) بالثبات والصمود واضاف، ان الامة الاسلامیة وفی ظل هذا الامر الالهی، تمضی قدما الي الامام دون توقف.

واعتبر سماحته مستقبل الامة الاسلامیة بانه وضاء للغایة واشار الي الامكانیات البشریة والمادیة وغیر المادیة للعالم الاسلامی واكد قائلا، ان الشعوب الاسلامیة ومع الحفاظ علي نواحی التفاوت والتمایز متواجدة تحت مظلة الدعوة الي الله وان شباب الامة الاسلامیة سیشهدون باذن الله تعالي عهد المجد والعزة والاقتدار لهذه الامة وسینقلون هذه المفاخر العظیمة الي الاجیال القادمة.

وفی مستهل اللقاء القي الامین العام للمجمع العالمی للصحوة الاسلامیة علی اكبر ولایتی كلمة اشار فیها الي حضور 1200 من الشباب الثوریین من 73 دولة فی العالم فی المؤتمر الدولی للشباب والصحوة الاسلامیة فی طهران، وقال، ان المشاركین فی المؤتمر سیتناولون فی اطار 6 لجان تخصصیة هی؛ 'المبادئ النظریة والفكریة وعوامل تطور الصحوة الاسلامیة'، 'سیادة الاسلام، النماذج، المنجزات والشباب'، 'الاستكبار العالمی، امیركا والصهیونیة فی مواجهة الصحوة الاسلامیة'، 'الشباب، المقاومة الفلسطینیة والصحوة الاسلامیة'، 'دراسة الفرص والتهدیدات القائمة امام الصحوة الاسلامیة'، 'الآفاق المستقبلیة للصحوة الاسلامیة'.

واضاف ولایتی، ان المشاركین فی مؤتمر الشباب والصحوة الاسلامیة اكدوا علي ضرورة مواجهة مؤامرات الاستكبار العالمی خاصة الدعایات الكاذبة التی تبثها وسائل الاعلام الاستكباریة حول اهداف الحركات الاسلامیة وكذلك المساعی المبذولة لتوسیع حوار سیادة الشعب الدینیة والمناداة بالعدالة والحریة.

 

قراءة 1761 مرة