ترامب يعلن بدء سحب القوات الأميركية من سوريا و"قسد" تعتبرها "طعنة في الظهر

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ترامب يعلن بدء سحب القوات الأميركية من سوريا و"قسد" تعتبرها "طعنة في الظهر

 أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء في تغريدة له على "تويتر" أن "الحرب ضد المجموعات الإرهابية كانت الهدف الوحيد من بقاء القوات الأميركية في سوريا".

وقال ترامب "نقاتل منذ فترة طويلة في سوريا أنا رئيساً منذ قرابة عامين حيث أنجزنا المهمة بالفعل وانتصرنا على داعش".

وأضاف "لقد ضربناهم بشدة واستعدنا الأرض.. حان الوقت لقواتنا العودة إلى ديارهم".

وتابع "أشعر بالحزن الشديد عندما أضطر إلى كتابة رسائل أو الاتصال بالآباء أو الزوجات أو أزواج الجنود الذين قتلوا وهم يقاتلون من أجل بلدنا.. إنه شرف عظيم نحن نعتز بهم لكن لا شك أن الوضع مفجع الآن فزنا حان الوقت للعودة إنهم يستعدون سوف تشاهدونهم قريباً هذه أبطال أميركية حقيقية  هم أبطال العالم لأنهم قاتلوا من أجلنا ولكنهم قتلوا داعش الذين يؤذون العالم  نحن فخورون بما فعلناه وسأخبركم إنهم في مكانهم ينظرون إلينا، ولا يوجد أحد أكثر سعادة أو فخر من أسرهم لأنهم فعلوا الخير للكثير من الناس إذا أولادنا وشاباتنا ورجالنا كلهم سيعودون الآن  لقد فزنا وهذه هي الطريقة التي نريدها".

المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز قالت في بيان إن الولايات المتحدة ألحقت الهزيمة بـ "داعش" في سوريا ، لكنها لاتؤشر على نهاية دور التحالف الدولي أو حملته ضدهم.

وقال البيان "بدأنا بإعادة القوات الإميركية لبلادنا في سياق التحوّل إلى الوجه الآخر من الحملة (ضد داعش)".

وأردف "الولايات المتحدة وحلفاءنا جاهزون لإعادة انخراطهم على المستويات كافة للدفاع عن المصالح الأميركية أينما تطلّب الأمر، مؤكداً "مواصلة العمل سوية لحرمان الإرهابيين الاسلاميين المتشددين من أرضية ارتكاز وتمويل ذاتي وتأييد واي وسائل لاختراق حدودنا".

مسؤول أميركي أوضح أنه سيتم سحب كل القوات الأميركية من سوريا عند اكتمال المراحل الأخيرة من آخر عملية ضد داعش،  وأنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأميركية من سوريا بين 60 و100 يوماً.

وفي وقتٍ سابق قال مسؤولون أميركيون إنهم يبحثون "انسحاباً كاملاً للقوات الأميركية من سوريا".

بالتوازي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار الانسحاب الرسمي من سوريا قد يتخذ اليوم لكن قيادات البنتاغون تسعى لثنيّ ترامب عن ذلك.

وكشفت الصحيفة أن وزير الدفاع الأميركي وكبار المسؤولين في البنتاغون حاولوا ردع ترامب عن قرار الانسحاب من سوريا.

وقالت إن "ترامب سعى جاهداً للوفاء بوعوده الانتخابية لسحب القوات الأميركية من سوريا، ووافق متردداً في شهر نيسان/ أبريل الماضي على عرض البنتاغون لاعطاءها مزيد من الوقت لانجاز المهمة".

وقالت إن "ترامب حذّر قياداته العسكرية من الغزو التركي للشمال السوري لما له من مخاطر على القوات الأميركية".

وكان ترامب قد أعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي، أن الولايات المتحدة ستتخذ قراراً قريباً بشأن وجود قواتها في سوريا، بعد القضاء على تنظيم داعش.

اما صحيفة "فورين بوليسي" فرأت أن "من شأن قرار ترامب تقويض النفوذ الأميركي الضعيف أصلاً في سوريا".

"وول ستريت جورنال" أكدت أن قرار الانسحاب من سوريا أثار قلق المسؤولين في البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون، معتبرةً أنه "سيؤثر على سلوك "إسرائيل" في سوريا".

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر وصف "قرار سحب القوات الأميركية من سوريا بانه أسوأ من قرار أوباما بالانسحاب من العراق".

زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قالت "يجب أن نسأل لماذا لم يتخذ الرئيس هذا القرار في سياق تعزيز مفاوضات السلام (في سوريا)، لا تزال الأزمة الإنسانية المتدهورة هناك تشكّل وصمة عار في ضمير العالم".

يذكرا أن تغريدة ترامب جاءت على خلفية تقارير نشرتها اليوم وسائل إعلام غربية بينها "رويترز" و"وول ستريت جارنال" و"سي إن إن" ونقلت عن مصادر أميركية مطلعة قولها إن الولايات المتحدة تستعد، وبقرار من رئيسها، لسحب قواتها بالكامل من سوريا في أسرع وقت ممكن.

وفي آذار/ مارس الماضي أكدت نشرة "ديفينس وان" الأميركية أن إعلان الرئيس دونالد ترامب نيّته الانسحاب من سوريا "قريباً جداً" أصاب الأوساط السياسية والعسكرية المختلفة بالذهول والصدمة، وفق توصيف القادة العسكريين.

المرصد السوري المعارض قال نقلاً عن قوات سوريا الديمقراطية إن الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سوريا "طعنة في الظهر".

وأمس قالت نائبة المتحدث الرسمي في الخارجية الأميركية، إريكا تشوسانو للميادين إن "هدف المهمة الأميركية في سوريا هي فقط هزيمة داعش بشكل كامل"، وختمت بالتأكيد على الالتزام ودعم الحل السياسي في سوريا.

كما أشارت إلى أن "مجالات التعاون مختلفة مع تركيا وعلاقتنا مستمرة ونساعد قوات (قسد) من أجل هزيمة داعش"، لافتة إلى استمرار بلادها "بتدريب قوات قسد وتقديم الدعم العسكري لها حتى تحقيق هدف هزيمة داعش".

 

وسائل إعلام إسرائيلية: مغزى القرار الأميركي أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة

وعقب تصريحات البيت الأبيض قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "خروج الولايات المتحدة من سوريا سيضر بالمحاولة الإسرائيلية لمعالجة حزب الله بشكل منهجي، وإخلاء الميدان لروسيا وإيران بشرى سيئة بالنسبة للمعركة الإسرائيلية".

كذلك، ذكرت أن هناك "خشية في (إسرائيل) من الخطوة الأميركية ومن تداعياتها على الصراع ضد إيران في سوريا، وهذه الخطوة ستعزز تأثير روسيا في الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة".

ورأى الإعلام الإسرائيلي أن "مغزى القرار الأميركي أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة، وهو ضربة قاسية لإسرائيل ويعقد مواجهة التمركز الإيراني هناك"، لافتاً إلى أن "ترامب ترك في سوريا هيمنة روسية كاملة وهذا سيء لـ (إسرائيل)".

وفي أول تعليق روسي، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي إن أميركا قد تنسحب عسكرياً من سوريا لكن تأثيرها سيستمر عبر حلفائها.

رئيس لجنة مجلس الدوما للدفاع فلاديمير شامانوف أكد أن على "روسيا أن تراقب عن كثب عملية انسحاب القوات الأميركية من سوريا".

وزير الدفاع البريطاني قال في تعليقٍ له "أختلف بشدة مع ترامب بشأن هزيمة داعش في سوريا".

من جهتها " نقلت صحيفة "لوموند" عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس لا تزال تعوّل على قدرة بولتون وماتيس على اقناع ترامب بالتراجع عن خطوته.

قراءة 1009 مرة