غواصات بحرية بأيادٍ إيرانية تضع طهران في مقدمة الدول المتفوقة عسكرياً

قيم هذا المقال
(0 صوت)
غواصات بحرية بأيادٍ إيرانية تضع طهران في مقدمة الدول المتفوقة عسكرياً

إن يوم الـ 28 فبراير، يعدّ بلا شك واحداً من أهم الأيام في التقويم العسكري لإيران وذلك لأنه في هذا اليوم انضمت غواصة "فاتح" شبه الثقيلة إلى القوات البحرية الإيرانية، وقامت على الفور بأول مهمة لها في مياه البلاد الجنوبية وذلك لكي تؤكد للعالم أجمع بأنها جاهزة للخدمة.

يذكر أن غواصة "فاتح" تعتبر الغواصة الأولى ذات الحجم المتوسط والمصنّعة محلياً مئة بالمئة والمجهزة بتقنيات فريدة، والتي جرى تصميمها وتصنيعها من قبل كوادر الصناعات البحرية بوزارة الدفاع وتتمتع بأحدث التكنولوجيات في العالم.

غواصة "فاتح": قفزة نوعية للصناعات الإيرانية تصل إلى 5 أضعاف في مجال الغواصات

سعت جمهورية إيران الإسلامية، كدولة ذات خطوط ساحلية طويلة، وخاصة في الجنوب إلى تطوير قواتها البحرية خلال السنوات التي تلت نهاية الحرب التي كانت مفروضة عليها مع العراق. وقبل انتصار الثورة الإسلامية، كان الإيرانيون على وشك استلام غواصة القرش من أمريكا، وفي ذلك الوقت لم يكن بمقدور حكومة طهران الانتقالية تصنيع مثل تلك الغواصات الحربية وبعد انتهاء حرب الثماني سنوات مع العراق، بدأت الحكومة الإيرانية بالعمل الجاد على برنامج إعادة التسلح وقامت بشراء ثلاث غواصات من طراز "كيلو" من روسيا. وترجع أول محاولة جدية لإيران في مجال تطوير الغواصات الحربية إلى مشروع تطوير الغواصة "غدير"، التي تعتبر من الغواصات الحربية خفيفة الوزن، والتي تم تطويرها للقيام بعمليات في المياه الضحلة.

يبلغ وزن غواصة "فاتح" تحت الماء 593 طناً، وسرعتها تحت الماء تصل تقريباً إلى 26 كيلومتراً في الساعة، فيما تبلغ سرعتها فوق سطح الماء 11 عقدة بحرية وأهم ميزة لغواصة "فاتح" تتمثل في تجهيزها بمنظومة إطلاق وتوجيه صواريخ كروز البحرية. ومن الميزات الأخرى التي تتمتع بها غواصة "فاتح" وجود منظومات سونار متطورة، محركات دفع كهربائية، القدرة على إدارة الحروب المركبة بما فيها الحرب الالكترونية وتوفر منظومة اتصالات آمنة ،وفضلاً عن صواريخ كروز البحرية، فإن غواصة "فاتح" يمكن تجهيزها بـ4 طوربيدات و8 ألغام بحرية وطوربيدين احتياطيين، حيث توفر الطوربيدات الأربعة سرعة إطلاق مناسبة للغواصة القادرة على الإبحار 35 يوماً.

لماذا يعتبر تدشين الغواصة "فاتح" مهماً للغاية؟

إن غواصة "فاتح" يمكن اعتبارها أحد أكبر الإنجازات الدفاعية التي قامت بها إيران منذ قيام الثورة الإسلامية فيها وبالطبع إن إلقاء نظرة على البلدان التي لديها تكنولوجيا صناعة الغواصات، ولديها القدرة على تطوير وإطلاق صواريخ كروز من تحت الماء، يعدّ هو الجواب على هذا السؤال ولهذا فإننا سوف نتطرق هنا إلى بعض الأمثلة المثيرة للاهتمام حول هذا الصدد.

تعدّ ألمانيا والسويد، من أشهر الدول المصنعة للغواصات في العالم. ولقد حقق الألمان نجاحاً كبيراً في صادرات الغواصات خلال الفترة الماضية، لكنهم افتقروا إلى تكنولوجيا تركيب الصواريخ المضادة للسفن على غواصاتهم وتستخدم معظم الغواصات الألمانية الصاروخ الأمريكي "هاربون" المضاد للسفن. وفيما يخص الدول القريبة من إيران، فتعتبر الهند وباكستان من بين الدول التي تمتلك الغواصات الحربية. ولقد طور الباكستانيون صواريخ كروز وركبوها على غواصاتهم، ولكنهم لا يملكون أي غواصات محلية الصنع بالكامل. كما تفتقر الهند إلى القدرة على بناء غواصة حربية، كالنماذج الروسية والفرنسية والألمانية وبطبيعة الحال، لقد طوّر الهنود غواصة تحمل صاروخاً باليستياً يمكن إطلاقه من تحت الماء، لكنهم حتى الآن لم يتمكنوا من تركيب صواريخ كروز على غواصاتهم البحرية. وفي شرق آسيا، تعتبر اليابان واحدة من أهم الدول المصنعة للغواصات الموثوق بها، ولكنها لا تزال تفتقر إلى تكنولوجيا صناعة قاذفات الصواريخ من تحت الماء. وبالنسبة للبريطانيين فإن المساعدة الأمريكية هي التي وضعتهم على قائمة الدول المصنعة للغواصات ولسنوات عديدة، استخدم البريطانيون صواريخ كروز الأمريكية من طراز "هاربون" و"تاماهوك".

وفيما يخص الفرنسيين فهم يملكون العديد من الغواصات الحربية التي لها القدرة على إطلاق صواريخ كروز والصواريخ الباليستية من تحت الماء. وتعتبر صواريخ كروز الفرنسية، من عائلة الصواريخ الغريبة الشهيرة "اغزوست" التي يصل مداها إلى حوالي 70 كيلومتراً.

وأما فيما يتعلق بالجيش الأمريكي، فإنه يملك نوعين من صواريخ كروز، أحدهما من طراز "هاربون" والآخر من طراز "توماهوك" ويمكن للغواصات الأمريكية إطلاقهما من تحت الماء ويصل مدى صواريخ كروز الأمريكية الصنع والمضادة للسفن إلى 2000 كم.

وبالنسبة للروس، فإن لديهم مجموعة متنوعة من صواريخ كروز البحرية، كالنماذج المضادة للسفن التي تعتبر من فئة "كلاب" و"خونت". كما أن الروس يملكون العديد من الغواصات مثل "كيلو" و"أكولا" و"أوسكار" و"ياسين" التي يمكنها حمل وإطلاق صواريخ كروز.

والصين تعدّ بلداً آخر يتابع بنشاط التطوّر البحري ولقد قامت بكين خلال السنوات الأخيرة بتطوير العديد من الصواريخ البحرية المضادة للغواصات وفي الوقت نفسه، طوّرت أيضاً نماذج مختلفة من الغواصات النووية والإلكترونية، ونجحت أيضاً في تصدير العديد منها.

وفي النهاية نصل إلى كوريا الجنوبية التي دشنت في سبتمبر 2018 أول غواصة لها من فئة "جنغ بونغ 3" في ميائها الإقليمية وتزن هذه الغواصة حوالي 3500 طن وهي في الواقع أول غواصة تقوم كوريا الجنوبية بصناعتها بالكامل.

وأخيراً، يمكننا القول إنه لا يوجد سوى ستة بلدان في العالم لديها تكنولوجيا إنتاج وصناعة غواصات لها القدرة على إطلاق صواريخ "كروز" ويمكننا القول أيضاً بأنه في 17 فبراير 2019 ، انضمت جمهورية إيران الإسلامية كعضو جديد ورسمي إلى هذه القائمة الصغيرة والاستراتيجية.

قراءة 964 مرة