مجموعة الخمس الإسلامية: الإمكانات والقيود

قيم هذا المقال
(0 صوت)
مجموعة الخمس الإسلامية: الإمكانات والقيود

- منذ عدة ايام، استضافت ماليزيا وماهتير محمد الدول الإسلامية لمناقشة مشاكل العالم الإسلامي في العاصمة كوالالمبور. وفي هذا الصدد ، عقدت قمة كوالالمبور في 18 ديسمبر 2019 بمشاركة قادة العديد من الدول الإسلامية، ومن ضمنهم رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية حسن روحاني.

الغرض الرئيسي للقمة هو مناقشة المشكلات المزمنة التي تواجه الدول الإسلامية. ومع ذلك، إلى جانب هذا الاجتماع ، أعلن رئيس الوزراء الماليزي ماهتير محمد عن خطة لإنشاء "المجموعة الإسلامية الخمسة" ذات أهداف اقتصادية بعضوية خمس دول - ماليزيا وإندونيسيا وقطر وتركيا وباكستان. يمكن الآن تقييم المشروع كحدث هام للبلدان الإسلامية وبحث هيكليته وقدراته وقيوده.

مجموعة الخمس الإسلامية، المنبثقة من رماد مجموعة الثماني الإسلامية

وفقًا لاعلان رئيس الوزراء الماليزي ماهتير محمد ، فإن المجموعة ليست بديلاً لمنظمة التعاون الإسلامي ولكنها تضم أيضاً إيران وماليزيا وقطر وتركيا وباكستان. يمكن وصف إعلان المجموعة بأنه تجربة "مجموعة الثماني الإسلامية" ، التي بدأت في النصف الثاني من التسعينيات بمبادرة من رئيس الوزراء التركي نجم الدين أربكان. وقد مثلت المجموعة ، التي لم تكن لديها تجربة ناجحة ، إندونيسيا وبنغلاديش وباكستان وإيران وماليزيا ونيجيريا ومصر وتركيا. ومن ثم تم تغيير اسم المجموعة إلى "مجموعة الثامني للتنمية " بعد الانقلاب العسكري على أربكان ، لكنها لم تكن قادرة رسميًا على توفير أرضية للتعاون التجاري والاقتصادي بين أعضائها.

ولكن في الظروف الجديدة، وفي ضوء التطورات الإقليمية والدولية ، يتحدث رئيس وزراء ماليزيا عن الحاجة إلى إنشاء مؤسسة اقتصادية لزيادة التعاون الإسلامي. بدأت مجموعة الخمس الإسلامية أعمالها في 19 ديسمبر 2019 ، مع 450 شركة من بينهم رجال أعمال ومسؤولون حكوميون وشخصيات إسلامية في ماليزيا. ومع ذلك ، ينبغي ارتقاب نتائج الاجتماع وإلى أي مدى سيتم التنسيق بين الأعضاء في المستقبل.

إمكانات مجموعة الخمس الإسلامية

الميزة الأكثر أهمية للأعضاء الحاليين هي وجود عضوين من أعضاء هذه المجموعة الإسلامية في مجموعة العشرين أو الـ 20 دولة الصناعية في العالم ، وهما إندونيسيا وتركيا. بالإضافة الى تعداد السكان في إندونيسيا وباكستان وتركيا يبلغ 562 مليون نسمة، مما يمكن أن يكون بمثابة دعم كبير للتجارة والاستثمار بين الأعضاء. وأيضا من بين أعضاء تعتبر تركيا كدولة صناعية وماليزيا كمركز اقتصادي مهم مع قدرة إنتاج تكنولوجيا عالية. وعلى مستوى آخر، تعد باكستان أيضًا قوة نووية ، وقطر بقدراتها المالية الهائلة، يمكن أن تكون قوة داعمة لإنتاج واستثمار المجموعة الخمسة الإسلامية.

تحديات مجموعة الخمس الإسلامية

على الرغم من القدرات المميزة لأعضاء مجموعة الخمس الإسلامية، يمكن ملاحظة عدد من القيود التي تعرقل تنفيذ استراتيجية وبرامج المجموعة ، ومن أهمها:

1- عدم التوازن في الناتج المحلي الإجمالي للبلدان وأنواع الإنتاج والاحتياجات الاقتصادية المختلفة:

هناك ثلاثة من بين الأعضاء الخمسة في المجموعة ، وهم تركيا وماليزيا وإندونيسيا يرتكز اقتصادهم على الإنتاج ذي القيمة المضافة ، لكن في المقابل يعتمد الاقتصاد الباكستاني والقطري على المواد الخام. ووفقًا لبيانات البنك الدولي أيضاً، يصل إجمالي الناتج المحلي لبلدان مجموعة الخمسة إلى 2.66 تريليون دولار. حققت هذه الدول أعلى ناتج محلي إجمالي حيث حصلت إندونيسيا على 1042 مليار دولار في المقام الأول ، ومن ثم تركيا بـ 766 مليار دولار ، وماليزيا بـ 354 مليار دولار ، وباكستان بـ 312 مليار دولار ، وقطر بـ 192 مليار دولار على التوالي،. وباختصار ، تؤدي الاحتياجات الاقتصادية المختلفة والاختلاف في الأهداف الاقتصادية إلى دفع كل بلد إلى الاستثمار في اتجاه مختلف ، وربما تسبب هذه الاختلافات على المدى المتوسط، إحباط الأعضاء من توسيع التعاون بينها.

2-عدم التوازن في مجال التجارة الخارجية

بلغ إجمالي التجارة من قبل الدول الإسلامية الخمس مع العالم وفقًا للإحصاءات المقدمة من البنك الدولي 1.42 تريليون دولار في عام 2018 ، حيث تداولت ماليزيا بمبلغ 464.7 مليار دولار ، تليها تركيا. بمبلغ 391 مليار دولار ، ثم اندونيسيا بـ 369 مليار دولار ، تليها قطر بنحو 121 مليار دولار ، تليها باكستان بنحو 84 مليار دولار. ومع ذلك ، تواجه هذه البلدان العديد من القضايا الأساسية في هذا الصدد.

في بادئ الامر، يتعين على الدول الأعضاء السعي للحفاظ على التجارة مع البلدان الأخرى خارج مجموعة الخمسة ، دون المساس بالتجارة مع الشركاء التجاريين الآخرين ، الأمر الذي يبدو صعباً بعض الشيء.

اما التحدي الكبير فهو مكونات التقنية العالية لتصدير البضائع إلى بلدان المجموعة, حيث تتمتع دول المجموعة بأداء متوسط في هذا المجال باستثناء ماليزيا. حيث تبلغ حصة ماليزيا وحدها حوالي 90 مليار دولار وبقية الأعضاء 100 مليار دولار.

المملكة العربية السعودية خارج مجموعة الخمس الإسلامية

واحدة من النقاط البارزة في تشكيل "مجموعة الخمس الإسلامية" هي عدم دعوة المملكة العربية السعودية لتكون أحد أعضاء هذه المجموعة. في الواقع ، فإن الحدث المفضل في المملكة العربية السعودية هو أن يكون لها الريادة في جميع الاجتماعات الإسلامية، ولكن في المجموعة الاقتصادية الخمسة لم تتمكن من رئاسة هذه المجموعة فحسب بل لم تنجح في ان تكون احد أعضاء هذه المجموعة ايضاً. يشير هذا إلى أن السعوديين لم يعودوا محوراً في العالم الإسلامي ولا يمكنهم تعيين وظائف الدول إسلامية الأخرى بعد الان.

بالإضافة إلى ذلك ، يمكن اعتبار مجموعة الخمس الإسلامية رمزاً لفشل محمد بن سلمان الاقتصادي ولي العهد السعودي الشاب في الاستثمار في شرق آسيا ، وخاصة بين الدول الإسلامية. ففي خلال رحلاته إلى شرق آسيا ، قام بن سلمان باستثمار هائل من الفعاليات الاقتصادية في دول شرق آسيا ، لكن يبدو أن دولارات النفط هذه لم تعد فعالة بالقدر الذي كانت عليه سابقاً، ولم يعد بإمكانها تحقيق مكانة للرياض. وفي هذا السياق، يمكن اعتبار المملكة العربية السعودية عدواً لهذه المجموعة، هذا مع وجود شائعات بأن المملكة العربية السعودية ضغطت بشدة على باكستان لكي لا تكون موجودة في هذا الاجتماع.

قراءة 692 مرة