أربعة أسباب تخيف أصحاب القوة والثروة في الولايات المتحدة من بيرني ساندرز

قيم هذا المقال
(0 صوت)
أربعة أسباب تخيف أصحاب القوة والثروة في الولايات المتحدة من بيرني ساندرز

مع اقتراب 3 نوفمبر 2020، أي توقيت انتخاب رئيس الولايات المتحدة، تتجه الأنظار بشكل متزايد نحو المرشحين الديمقراطيين المحتملين للتنافس مع دونالد ترامب.

وتأتي الانتخابات الرئاسية التاسعة والخمسون للولايات المتحدة في وقت لا تزال هناك منافسة شديدة بين المرشحين الديمقراطيين لاختيار مرشح الحزب النهائي. والشيء الأكثر أهميةً هو أنه على الرغم من أن بيرني ساندرز احتل الصدارة في سباق حزبه داخل ثلاث ولايات، ولکن سهام انتقادات المرشحين الديمقراطيين ترکز عليه بشكل غير مسبوق.

لقد تعرض ساندرز البالغ من العمر 78 عامًا، من ناحية، لانتقادات شديدة من قبل خصومه الديمقراطيين في السباق داخل الحزب، ومن ناحية أخرى، بدأ دونالد ترامب والجمهوريون مؤخرًا موجة تشويه ضده بقوة.

في غضون ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو، ما سبب المعارضة المتزامنة للديمقراطيين ودونالد ترامب نفسه تجاه بيرني ساندرز؟ ولماذا يخافون من رئاسته للبيت الأبيض؟

للإجابة على هذا السؤال، يمكن الإشارة إلی أربعة أسباب أساسية کما يلي.

ساندرز عنصر تفكيكي

السبب الأكبر وراء اعتراض كل من الحزبين السياسيين المهيمنين في الولايات المتحدة على بيرني ساندرز، يمكن أن يعزى إلى مناهضته للنظام بالمعنى الواسع.

فعلى الرغم من أن ساندرز كان سيناتورًا في مجلس الشيوخ والنظام السياسي الأمريكي لسنوات، ولکنه أظهر مرارًا وتكرارًا في قراراته وآرائه، أنه يتعارض بشكل أساسي مع النظام السياسي والاقتصادي الأمريكي المهيمن.

في الواقع، إن ما يريده ساندرز للنظام السياسي والاجتماعي الأمريكي، إذا وصل إلى البيت الأبيض، يمكن أن يمهد الطريق لتغييرات جذرية في هذا البلد. وعلى الرغم من سيطرة الكونغرس على تصرفات الرئيس وقراراته، فإن الواقع هو أن رئيس البيت الأبيض لديه قدرة كبيرة على إصدار أوامر تنفيذية وقرارات رئيسية.

ولهذا السبب يشعر الديمقراطيون أنفسهم بالقلق حيال ساندرز، بأنه إذا وصل إلى الرئاسة، فسيمضي قدماً في خطة لتحقيق تغييرات جذرية في مجمل الخطاب السياسي والاقتصادي الأمريكي السائد.

ساندرز أول يهودي مناهض للصهيونية في البيت الأبيض

السبب الآخر للمعارضة الواسعة للمجتمع السياسي الأمريكي، الديموقراطي والجمهوري على حد سواء، لترشيح ساندرز لمنصب الرئاسة، وإمكانية وصوله إلی البيت الأبيض، هو أفكاره المعادية للصهيونية.

في الحقيقة، من المهم أن نلاحظ أن ساندرز نفسه يهودي أمريكي ولكنه يعارض بشدة الصهيونية واللوبي العالمي للکيان الصهيوني، وقد دافع مرارًا وتكرارًا عن حقوق الفلسطينيين المضطهدين في المناظرات الانتخابية.

والأهم من ذلك أن ساندرز أوضح أنه لن يحضر الاجتماع السنوي لـ "أيباك" أكبر جماعة ضغط صهيونية في الولايات المتحدة، ووعد بإعادة السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب مرةً أخرى. وقد زاد هذا الأمر إلى حد كبير غضب اللوبيات الرأسمالية والسياسية الكبيرة التي يؤثر عليها االصهاينة. لأنهم خائفون بشدة من أن ساندرز، بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية، سيتخذ إجراءات عقابية قوية ضد الکيان الصهيوني.

إشتراكي في قلب العالم الرأسمالي

مستوى آخر لمعارضة نواب الحزب الديمقراطي لساندرز، يمکن تقييمه بأنه مرتبط بخوفهم من رفض المجتمع الأمريكي لشعاراته وشخصيته الاشتراكية.

في الواقع، خلال السنوات التي تلت الحرب الباردة في عام 1945 بين الكتلتين، أي الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي، والرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة، كانت واشنطن زعيمة العالم الغربي والكتلة الرأسمالية.

وخلال عقود الحرب الباردة، كانت هناك حساسية كبيرة تجاه الأفكار والأشخاص ذوي الطابع الاشتراكي في الولايات المتحدة، وقد تعرضوا للعقاب والملاحقة في بعض الأحيان.

والآن يری الديمقراطيون أنه في مهد الرأسمالية وقادة العالم الديمقراطي الليبرالي، من غير المرجح أن يفوز ساندرز، الذي لديه أفكار اشتراكية بوضوح، بأصوات الشعب.

ومع ذلك، من الضروري الآن النظر في أنه في السنوات التي تلت انهيار الكتلة الشرقية عام 1991 وحتى الآن، شهد المجتمع الأمريكي تطورات فكرية كبيرة، وربما قد تكون الشعارات والبرامج التي يطرحها اشتراكي ديمقراطي مثل ساندرز، مصدر جذب لمعظم المجتمع الأمريكي.

صوت المهمشين والمحرومين

على مستوى آخر، إن سبب هجمات دونالد ترامب الأخيرة ومخاوفه من ساندرز، هو نوع من التشابه بين الطرفين في الحصول على أصوات المواطنين.

في عام 2016، أطلق ترامب شعارات شعبوية وعارض صراحةً المديرين التنفيذيين الفاسدين والمنافقين والکاذبين، ووعد الجماهير بتطهير البيت الأبيض من السياسيين الفاسدين. وفي الواقع، إن تركيزه على المجتمع الأمريكي المهمش والمضطهد، هو الذي قاده إلى البيت الأبيض.

والآن رکب ساندرز موجة الشعبوية الأمريكية بطريقة أكبر وأكثر جديةً. ومثل ترامب في السباق الرئاسي السابق، يهتف أيضًا بشعارات حول إعادة الهيكلة السياسية الفاسدة والاهتمام بالمجتمع المغمور.

وعلى الرغم من أن هذا المجتمع، أي المحرومين والمشردين والفقراء، لم يكن لهم تأثير يذكر على معادلات الرئاسة حتى الآن، ولكن حالياً ووسط صراع منافسين يحملان مطالب شعبوية، وهما نوعان مختلفان بالطبع، من المرجح أن تسجل انتخابات عام 2020 أعلى نسبة المشاركة.

في هذه الأثناء، يخشى ترامب أن ينتهي تحريض المجتمع ذي المستوى الأدنى على حسابه، وأن انتفاضة المهمشين هي التي ستوصل ساندرز إلى البيت الأبيض في نهاية المطاف.

قراءة 662 مرة