دمشق تعلنها مدوية.. لا لإستغلال قضية اللاجئين سياسياً

قيم هذا المقال
(0 صوت)
دمشق تعلنها مدوية.. لا لإستغلال قضية اللاجئين سياسياً

حسنا فعلت الحكومة السورية، بدعم من روسيا وايران والعديد من الدول والمنظمات الدولية ، لعقدها المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي بدأ اعماله اليوم في العاصمة دمشق، بمشاركة  27 دولة و 12 منظمة دولية، بهدف وضع حد لمعاناة اللاجئين السوريين، و وقف الاستغلال السياسي لهذه القضية الانسانية من قبل الدول التي كانت وراء كل المآسي التي عانى منها الشعب السوري على مدى العقد الماضي.

احتضان دمشق لهذا المؤتمر، هو بحد ذاته انتصارا سياسيا كبيرا لسورية على امريكيا التي ناصبت هذا المؤتمر العداء وعملت على افشاله بشتى الطرق. وهو انتصار لايقل اهمية عن انتصارات سورية الميدانية على الارهابيين ومشغليهم، ومحاصرتهم في رقعة جغرافية ضيقة شمال البلاد.

امريكا، ومنذ ان دعت روسيا في 5 أيلول / سبتمر عام 2018، الى عقد "مؤتمر للاجئين السوريين"، رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، لانها ستجرد امريكا والغرب والرجعية العربية وتركيا من ورقة في غاية الاهمية لطالما استخدموها للضغط على القيادة السورية، واظهارها على انها غير قادرة على السيطرة على الاوضاع في البلاد.

اصرار الحكومة السورية على عقد المؤتمر بعد الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش السوري بدعم من روسيا ومحور المقاومة على الجماعات الارهابية المدعومة من امريكا واذنابها بالمنطقة، وتحرير اغلب الجغرافيا السورية من الارهاب وعودة الامن والامان اليها، دفع امريكا الى استخدام مخطط خبيث تمثل بفرض قانون "قيصر" لمحاصرة سورية وفرض العقوبات الظالمة عليها لحرمانها من الموارد المالية التي تحتاجها من اجل اعادة اعمار ما دمرته العصابات التكفيرية ومشغليها، وتوفير الارضية لعودة اللاجئين الى ديارهم.

في اجراء مضاد للاجراء الامريكي الظالم لمحاصرة سوريا، اقترحت ايران وعلى لسان كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي، إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار سورية، نظرا لاهمية اعادة الإعمار وتأثيرها المباشر على عودة النازحين واللاجئين السوريين، بهدف التقليل من مفاعيل قانون "قيصر" الامريكي.

بات واضحا ان مؤتمر اللاجئين السوريين، جاء ليؤكد على ان سورية ترفض الربط بين قضية انسانية كقضية اللاجئين، وضرورة عودتهم الى ديارهم باسرع وقت ممكن، وبين العملية السياسية التي تحاول بعض الدول فرض رؤيتها وهيمنتها ووصايتها على الشعب السوري من خلال فرض الجماعات الارهابية والتكفيرية، كمجموعات معارضة، على العملية السياسة، من خلال استغلال قضية اللاجئين.

اصرار الحكومة السورية لاعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم، الهدف منه ليس فقط منع امريكا والغرب وتركيا والرجعية العربية والكيان الاسرائيلي من استغلالهم بشكل غير انساني لمصالحهم غير المشروعة في سورية والمنطقة فحسب، بل من اجل منع محاولات الجماعات الارهابية، ايجاد اجيال من الشباب السوري يحمل افكارا تكفيرية هدامة، يكون من السهل على مشغليهم ان يستخدمونهم كقنابل موقوتة داخل المجتمع السوري، او يستخدمونهم وقودا في حروب ليس لسورية فيها من ناقة او جمل ، كما تستخدمهم تركيا الان في ليبيا وقره باغ.

 

المصدر:العالم

قراءة 558 مرة