على بايدن ان يقرأ جيداً الدرس الإيراني الذي سقط فيه ترامب

قيم هذا المقال
(0 صوت)
على بايدن ان يقرأ جيداً الدرس الإيراني الذي سقط فيه ترامب

خسر الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب "رسميا" الانتخابات بعد ان أكد المجمع الانتخابي فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة أمريكا في انتخابات 2020. إلا ان خسارة الرجل المهووس بالاضواء الى حد الجنون، يجب ان تكون درسا لخلفه، الذي يجب ان يتوقف امامها ملياً

هذه الخسارة، كانت لها اسبابا كثيرة، ومن بين تلك الاسباب، فشله الذريع في السياسة الخارجية، والتي ارتدت الى الداخل الامريكي، بعد ان تحولت "قائدة العالم الحر"! الى دولة معزولة ومنبوذة.

من بين اهم الاسباب وراء فشل السياسة الخارجية الامريكية، كان قرار ترامب، الارعن والغبي بالانسحاب من الاتفاق النووي، واعادة فرض العقوبات الامريكية الاحادية الجانب على ايران، والتمادي الى حد الجنون في هذه السياسة غير الانسانية والارهابية التي طالت حتى الغذاء والدواء، بهدف تجويع الشعب الايراني، بذريعة الضغط على الايرانيين لدفعهم الى التفاوض على اتفاق جديد، بينما الحقيقة كانت دفع ايران الى رفع الراية البيضاء والاستسلام للبلطجة الامريكية.

مقاومة الشعب الايراني امام الضغوط الامريكية غير المسبوقة، اقنعت حلفاء امريكا من الاوروبيين، بعدم مسايرة ترامب في سياسته الطائشة ازاء ايران بشكل كامل، وحاولوا الابتعاد عن هذه السياسة قدر الامكان، الامر الذي ترك امريكا وحيدة في مواجهة ايران التي ساهم صمودها الاسطوري امام اكبر حظر في التاريخ المعاصر، في ان تتجرع امريكا مرارة اكبر هزيمة دبلوماسية في تاريخها المعاصر، عندما تركها العالم وحيدة في مجلس الامن، حين رفضت جميع الدول مشاريع قرارات امريكا ضد ايران، ولم تجد من يقف الى جانبها الا الدومنيكان!!، بينما كان المجلس يضم حلفاءها التقليديين، فرنسا وبريطانيا والمانيا. واللافت ان هذا الامر حصل ثلاث مرات وخلال فترة قياسية.

ان السياسة التي اعتمدها ترامب ازاء ايران، كانت مبنية بالكامل على اوهام، زرعها في رأسه الفارغ الثنائي البائس نتنياهو وابن سلمان، الاول عبر اللوبيات الصهيونية واليمين الامريكي المتصهين، والثاني عبر فتح خزائن السعودية لترامب لينهل منها مايشاء. فانسحب من الاتفاق النووي وفي ظنه ان ايران ستركع امامه، خلال اسابيع او في اشهر قليلة.

جهل ترامب المطبق بقدرات وامكانيات طهران المادية والانسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، ساهم ايضا في اعتماد تلك السياسة الخرقاء ازاء ايران، وهو ما ظهر جليا من تصريحاته المضحكة والسخيفة خلال السنوات الماضية عن انتظاره اتصالا هاتفيا من طهران في اي لحظة من اجل التفاوض على اتفاق جديد. وظهر ايضا في الشروط البلهاء الاثني عشر لوزير خارجية امريكا الثرثار مايك بومبيو.

اليوم وبعد الاعلان الرسمي عن فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الامريكية، على الاخير ان يقرأ جيدا الدرس الايراني الذي سقط فيه ترامب، ويصحح أخطاء سلفه، ويعود فورا الى الاتفاق النووي مع ايران دون قيد او شرط، وان يرفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب والبلطجي المفروض على الشعب الايراني، والا يقع تحت تأثير الثنائي نتنياهو وابن سلمان، وان يحيط نفسه بمستشارين لهم معرفة حقيقية بإيران، هذا لو كان حقا يسعى لإخراج الدبلوماسية الامريكية من غيبوبتها، وإخراج امريكا من عزلتها.

نجم الدين أمين - العالم

 

قراءة 733 مرة