تونس.. مسيرة مناهضة للتمييز العنصري بحق المهاجرين

قيم هذا المقال
(0 صوت)
تونس.. مسيرة مناهضة للتمييز العنصري بحق المهاجرين

تونس تشهد توترا منذ قرار الرئيس سعيّد بحل البرلمان والانفراد بالسلطة في 2021 (رويترز-أرشيف)

شهدت العاصمة التونسية مسيرة مناهضة للتمييز العنصري وللدفاع عن حقوق المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بدعوة من ناشطين وحقوقيين احتجاجا على تعرض هؤلاء لما وُصف بتعامل عنصري في تونس.

وانطلقت المسيرة من أمام مقر نقابة الصحفيين باتجاه شارع الحبيب بورقيبة، تنديدا بما عدّه المشاركون فيها "تمييزا عنصريا وخطابا فاشيا" يستهدف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء.

وكان من بين المنظمات الداعية للمسيرة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى نقابة الصحفيين.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر قوله إن المسيرة تأتي لتأكيد أن تونس لن تكون عنصرية وفاشية، وستضمن الحقوق لكل المهاجرين بصرف النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم أو وضعيتهم الإدارية.

وأضاف بن عمر -على هامش المسيرة- أن خطاب الرئيس قيس سعيّد شكل خطرا كبيرا على المهاجرين غير النظاميين في تونس، وبإمكانه أن يهدد حياة المهاجرين التونسيين غير النظاميين في أوروبا. وتابع أنه لا بد أن تتحمل الدولة مسؤوليتها من أجل وقف حملات التضييق على المهاجرين.

تصريحات سعيّد

وكان سعيد دعا الثلاثاء الماضي -عقب ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن القومي (أعلى سلطة أمنية بالبلاد)- إلى وضع حد لما قال إنه تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، معتبرا الأمر ترتيبا إجراميا يهدف إلى تغيير تركيبة تونس الديموغرافية.

وبعد تنديد أحزاب ومنظمات حقوقية بهذا التصريح، ووصْفه "بالعنصري"، عاد سعيّد وصرح الخميس الماضي بأن من يتحدث عن تمييز عنصري في تونس هو طرف يبحث عن الفتنة، محذرا من المساس بالمقيمين في البلاد من دول أفريقيا بصفة قانونية.

وحسب الأناضول، فإن عشرات المهاجرين الأفارقة يقصدون تونس سنويا بهدف الهجرة منها نحو بلدان الاتحاد الأوروبي عبر البحر المتوسط.

في الأثناء، عبّرت وزارة الخارجية التونسية عن استغرابها من البيان الصادر عن مفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن وضعية الجاليات الأفريقية في تونس، وقالت إن موقف المفوضية بُني على فهم مغلوط لمواقف السلطات التونسية، كما رفضت الوزارة ما ورد بالبيان من عبارات واتهامات قالت إنه لا أساس لها من الصحة.

البيان الأفريقي

وكان بيان للاتحاد الأفريقي دان مواقف الرئيس التونسي قيس سعيّد بشأن المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، ودعا دوله الأعضاء إلى الامتناع عن أي خطاب كراهية له طابع عنصري قد يلحق أذى بأشخاص.

ودان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي -في بيان صدر الجمعة الماضي- "تصريحات السلطات التونسية الصادمة ضد مواطنينا الأفارقة، التي تتعارض مع روح منظمتنا ومبادئنا التأسيسية".

وذكّر جميع البلدان -لا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي- بأن عليها الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، أي معاملة جميع المهاجرين بكرامة، والامتناع عن أي خطاب كراهية له طابع عنصري قد يلحق الأذى بأشخاص، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الأساسية.

وكرر موسى فكي "التزام المفوضية بدعم السلطات التونسية لحل قضايا الهجرة بهدف جعل الهجرة آمنة وكريمة ونظامية".

من جهتها، قالت سفارة مالي في تونس الجمعة الماضي -في بيان- إنها تتابع "باهتمام بالغ وضع الماليين" في البلاد، متحدثة عن "لحظات مقلقة جدا". ودعت الماليين إلى "الهدوء واليقظة"، و"مَن يرغبون في التسجيل إلى العودة الطوعية".

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

قراءة 228 مرة