الإمام الخامنئي يستقبل جماعة من النساء المثقفات في البلاد

قيم هذا المقال
(0 صوت)

الإمام الخامنئي يستقبل جماعة من النساء المثقفات في البلاد

على أعتاب شهر رجب، التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم السبت 11/05/2013 م لمدة ساعتین و نصف الساعة المئات من النساء المميزات و الناشطات في القطاعات الجامعية و الحوزوية، و في شؤون العائلة و المرأة، و الأجهزة و المؤسسات التنفيذية، و النشاطات القرآنية، و الإعلام، و المؤسسات الاجتماعية و الشعبية.

و أكد قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء على ضرورة طرح الخطاب الإسلامي بخصوص المرأة على نحو هجومي و على شكل مطالب على الصعيد الدولي و العالمي، و اعتبر «تعزيز المؤسسة العائلية» و «احترام و تكريم المرأة في البيئة البيتیة» حاجتان مهمتان و فوريتان للمجتمع، منوّهاً: النساء الناشطات و الكفوءات في جبهة الثورة الإسلامية یجب أن یعززن تواجدهن فی ساحة الدفاع عن الثورة أکثر.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى حالات التخلف الموجودة بخصوص نقل الأسس الفكرية للإسلام في شؤون المرأة إلى الصعد الدولية و العالمية، مضيفاً: أنجزت أعمال جيدة بفضل نظام الجمهورية الإسلامية و اسم الإمام الخميني (رض) في خصوص قضايا المرأة، لكننا بحاجة إلى أعمال أكثر و تشكيل جبهة هجومية منيعة من تطاولات الآخرين.

و أكد سماحته على أنه لا ينبغي بحال من الأحوال التعلل أو التوقف في ما يتعلق بنهضة الصحوة الخاصة بالمرأة، ملفتاً: مع وجود الخطاب الكامل و المقنع للإسلام بخصوص المرأة لماذا يجب أن تكون مواقفنا انفعالية مقابل خطاب الغرب؟

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية خطاب الغرب بخصوص المرأة خطاباً سياسياً محسوباً بدقة، مردفاً: مع أن هذا الخطاب يبدو في الوقت الحاضر في ذروته، لكن مسيرة خطاب الغرب في ما يتعلق بالمرأة سائر نحو منحدر السقوط و الانحطاط و الخزي.

و أوضح الإمام الخامنئي أن تشبيه المرأة بالرجل و التذاذ الرجل جنسياً من المرأة هما الجانبان الأصليان في خطاب الغرب بخصوص المرأة، قائلاً: يسعى الغربيون لتعميم المشاغل و المهن المناسبة للوضع الجسمي و الفكري للرجال على النساء، و إظهار ذلك على أنه ميزة و فخر.

و أكد قائد الثورة الإسلامية على أنه لا إشكال في تواجد النساء في المهن و المشاغل و المناصب التنفيذية، ملفتاً: الجزء الذي فيه إشكال و هو في الواقع امتداد للخطاب الغربي، هو الفخر بالعدد الكبير للنساء العاملات في المناصب التنفيذية.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية في معرض شرحه لهذه النقطة: أن نفخر بالعدد الكبير للنساء العاملات في المناصب التنفيذية فهذه رؤية خاطئة، و هي في الواقع انفعال أمام الخاطب الغربي.

و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: ما يجب أن يكون موضع فخر و اعتزاز هو العدد الكبير للنساء المستنيرات و المجاهدات و الناشطات في مجالات الثقافة و السياسة.

و ألمح سماحته إلى نظرة الإسلام المتساوية للمرأة و الرجل من الناحية الإنسانية، مردفاً: من وجهة نظر الإسلام، كل واحد من المرأة و الرجل له من حيث الخلقة خصوصيات و مميزات، و لكن من حيث الحقوق الإنسانية و الاجتماعية و القيم المعنوية و المسيرة التكاملية المعنوية فلا فرق بينهما على الإطلاق.

و أكد قائد الثورة الإسلامية: النظرة الصحيحة للمرأة هي نظرة تتعامل مع المرأة في إطار جنسها و قيمها السامية.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي النظرة الالتذاذية للمرأة من أكبر البلايا ملفتاً: في الوقت الحاضر يشعر بعض المفكرين الغربيين أيضاً بالخطر في هذا الخصوص، فقضايا نظير المثلية الجنسية من نتائج مثل هذه النظرة، و هي بلا مراء من عوامل سقوط الحضارة الغربية.

و شدّد سماحته على ضرورة التحلي باليقظة و الوعي في المجتمع حيال الجاذبيات الجنسية للرجال و النساء، مردفاً: طبعاً في بلادنا و بسبب ظاهرة الحجاب، هناك صيانة و مناعة، و لكن ينبغي الاهتمام اهتماماً جدياً بقضايا الحجاب و حدود المعاشرة بين الرجل و المرأة.

و أكد قائد الثورة الإسلامية: يجب عدم الانفعال و الانهزام إطلاقاً مقابل الخطاب الغربي حول قضايا المرأة، إنما ينبغي طرح خطاب الإسلام حول المرأة بأسلوب هجومي و على شكل مطالبات.

و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: كما ينبغي عدم الخوف إطلاقاً من تهديدات الغربيين.

و عدّ سماحته كرامة المرأة و عزتها و لطافتها الفطرية و وظائفها من خصوصيات خطاب الإسلام حول المرأة منوّهاً: خلق الله تعالى جنس المرأة بالشكل الذي لا يمكن إنجاز بعض الأمور العاطفية و التربوية و حتى الإدارية في البيت إلّا باللطافة و الروح النسوية.

و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه بالتأكيد على أن «تعزيز المؤسسة العائلية» و «تكريم و احترام المرأة في البيت» هما القضيتان الفوريتان و المهمتان في المجتمع مؤكداً: على صعيد القوانين و الأخلاق و التقاليد، يجب توفير الظروف على النحو الذي لا تتعرّض معه المرأة للجور و الظلم في شؤون المعاشرة و الشؤون الجنسية و الفكرية و العائلية.

و أضاف الإمام الخامنئي في هذا الخصوص: يجب على كل أفراد العائلة التعامل مع المرأة دوماً من منطلق التكريم و الاحترام، و يجب أن تكون أجواء العائلة بالشكل الذي يقبّل فيه الأبناء أيدي أمهاتهم.

و لفت سماحته قائلاً: إذا تكرست ثقافة النظر باحترام للمرأة فإن كثيراً من مشكلات المجتمع سوف تُعالج، و سوف تُرفع حالات الظلم عن النساء.

و أوضح السيد علي الخامنئي أن موضوعات الزواج و اللباس و المعاشرة و الدعم المالي و الحقوقي للمرأة و عمل المرأة و حدوده من القضايا الأخرى التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى النشاطات الواسعة و المتنوعة بخصوص قضايا النساء في البلاد، و قدّم اقتراحاً.

و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: يجب السعي لأن تكتسب هذه النشاطات نظاماً منسجماً و هندسة عامة صحيحة، و ينبغي أن يتأسس مركز عال و ثابت بكوادر قوية و آفاق طويلة الأمد لهذا الغرض.

و قال سماحته أيضاً: تفريعاً على هذا المركز العالي يمكن تأسيس مؤسسات و مراكز متنوعة، و تكوين بنك معلومات قوي و واسع بالأعمال المنجزة.

و ذكّر قائد الثورة الإسلامية جميع النساء الناشطات في جبهة الدفاع عن الثورة الإسلامية بنقطة.

فأشار سماحته إلى التواجد الواضح و الجدّي للنساء في تكوين الثورة و مراحلها المختلفة مردفاً: يجب أن يكون للنساء الناشطات و الكفوءات و العالمات و الكاتبات و المفكرات حضورهن الجاد و الواضح في جبهة الدفاع عن الثورة الإسلامية.

كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى دور مؤسسة الإذاعة و التلفزيون في عرض نموذج صحيح للمرأة المؤمنة الناشطة الفعالة المجاهدة و المحجّبة، ملفتاً: على مؤسسة الإذاعة و التلفزيون أن تمارس في هذا المضمار دورها بالكامل.

و أضاف الإمام الخامنئي: على الإذاعة و التلفزيون أن تكون تماماً في خدمة الفكر الإسلامي بخصوص قضية المرأة، و تقدّم للرأي العام خصوصيات المرأة المسلمة.

و أكد سماحته في ختام حديثه: لقد شهدنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدماً و تطوراً على صعيد قضايا المرأة، بيد أن هذا التطور لا يتناسب مع الاحتياجات و التوقعات التي يريدها الإسلام، و ينبغي مضاعفة الجهود و المساعي.

في بداية هذا اللقاء تحدثت السيدة خزعلي رئيسة الشورى الثقافية الاجتماعية للمرأة، و السيدة صفاتي مسؤولة المؤسسة العليا للاجتهاد، و السيدة خديوي رئيسة مكتب شؤون النسوة في محافظية خراسان الرضوية، و السيدة آيت اللهي أستاذة و باحثة في الحوزة و الجامعة، و السيدة رهبر رئيسة تحالف المرأة و العائلة في مجلس الشورى الإسلامي، و السيدة ناظم بكائي أستاذة مساعدة في قسم الأحياء بجامعة الزهراء (ع)، و السيدة روح أفزا أستاذة جامعية، و السيدة مجتهد زاده رئيسة شؤون المرأة و العائلة في رئاسة الجمهورية، حیث طرحن وجهات نظرهن بخصوص قضايا المرأة و العائلة في أبعادها الداخلية و الدولية.

و كانت أهم المحاور التي تطرقت لها المتحدثات في هذا اللقاء:

- ضرورة الاهتمام بمكانة المؤسسة العائلية و تعزيز هذه المؤسسة على أساس التعاليم الدينية و القرآنية.

- الاهتمام الجاد للأجهزة المسؤولة و وسائل الإعلام بالسياسات التشجيعية لزيادة عدد السكان.

- إعادة النظر في كتابات العلوم الإنسانية و خصوصاً ما يتعلق منها بالدراسات حول المرأة.

- تأسيس شورى عليا لفقه المرأة و أقسام تخصصية فيها.

- تصميم نموذج بحثي للعائلة المتماسكة، و تعيين واجبات الأجهزة ذات الصلة بالموضوع.

- ضرورة الاهتمام بالأبعاد المختلفة لقضايا تربية الأطفال في إطار الأساليب التربوية للإسلام بعيداً عن الأطر غير الدينية لمعاهدة حقوق الأطفال.

- عدم وجود مسؤول خاص في البلاد عن حقوق الأطفال.

- ضرورة تدوين مجموعة فقهية خاصة بالأطفال و تأسيس فرع علمي لدراسات الأطفال في الجامعات.

- ضرورة الاهتمام الخاص بموضوع العفاف و الحجاب في الأبعاد المختلفة و بعيداً عن النظرات السياسية.

- اقتراح عضوية النساء في مجمع تشخيص مصلحة النظام الإسلامي.

- ضرورة تنمية الجامعات الخاصة بالنساء.

- الشرح العلمي و الحقوقي للأحكام المتعلقة بالنساء في مواضيع الميراث و الحضانة في المجامع و الأروقة الدولية.

- الاستفادة من الآراء و القدرات التنفيذية لاستشاريات شؤون المرأة في المؤسسات المختلفة.

قراءة 1483 مرة