استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، سفراء ورؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي احتجاجًا على المواقف التدخلية للاتحاد في شؤون منطقة الخليج الفارسي.
وفي أعقاب ما ورد من مزاعم تدخّلية في البيان المشترك لوزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي والاتحاد الأوروبي — بما في ذلك دعم الادعاءات الباطلة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث: طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبوموسى، وكذلك التدخل في القضايا الدفاعية الإيرانية وتكرار المزاعم الكاذبة حول البرنامج النووي الإيراني — استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، ممثلة بنائب الوزير للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، سفراء ورؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى مقر الوزارة، وذلك احتجاجًا على ما ورد في البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي والاتحاد الأوروبي من مواقف وصفتها طهران بالتدخلية وغير المقبولة.
وأثار البيان الأخير الصادر عن مجلس التعاون الخليج الفارسي والاتحاد الأوروبي، والذي تضمن ادعاءاتٍ لا أساس لها من الصحة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث والملف النووي الإيراني، استياءً واسعا لدى وزارة الخارجية الإيرانية.
وكان مجلس التعاون الخليج الفارسي (السعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، وعُمان، وقطر) والاتحاد الأوروبي قد اصدروا بيانا يوم الاثنين في اجتماعهما المشترك التاسع والعشرين، حيث أكد البيان على ضرورة وقف برنامج إيران الصاروخي والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
* سيادة إيران غير المتنازع عليها والدائمة على الجزر الإيرانية الثلاث
وأكد تخت روانجي على سيادة إيران الثابتة والدائمة على الجزر الإيرانية تنب الكبرى وتنب الصغرى وبو موسى باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الخاضعة للسيادة الإيرانية، ووصف دعم الاتحاد الأوروبي للمطالبة الباطلة لدولة عضو في مجلس تعاون الخليج الفارسي بشأن هذه الجزر بأنه انتهاك لمبدأ احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للدول، وأدان بشدة الموقف السياسي والمتحيز للاتحاد الأوروبي.
*القدرات الدفاعية الإيرانية تضمن الاستقرار والأمن الإقليميين
كما اعتبر نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية الادعاءات الواردة في هذا البيان بشأن قضية الصواريخ الإيرانية تدخلا سافراً في الشؤون الإيرانية، رافضاً الروايات الكاذبة والمبالغ فيها حول برنامج الصواريخ الإيراني، مؤكداً: إن القدرات الدفاعية الإيرانية المحلية، بما في ذلك قدراتها الصاروخية، جزء من حق إيران الأصيل في الدفاع عن نفسها وضمان الاستقرار والأمن الإقليميين.
* تحملوا مسؤولية أدائكم المخرب
وانتقد تخت روانجي بشدة نقض الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا والمانيا) الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لالتزاماتها، وسوء نيتها في العمليات الدبلوماسية المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية، وقال: إن الاتحاد الأوروبي، بصفته منسق اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، إلى جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بالإضافة إلى فشله في الوفاء بالتزاماته بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، تسبب في اضطراب وجمود في الدبلوماسية من خلال إساءة استخدام آلية حل النزاعات (سناب باك) في الاتفاق النووي، لذلك، من الأفضل لهم أن يتحملوا مسؤولية أدائهم المخرب بدلا من تكرار الادعاءات النمطية والكاذبة تماما بشأن البرنامج النووي الإيراني.
يذكر في 28 أغسطس/آب، بدأت الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي عملية تفعيل آلية العودة التلقائية لعقوبات مجلس الأمن ضد إيران. وبعد 30 يوما، وعلى الرغم من تقديم روسيا والصين مشروع قرار لتمديد القرار 2231 وفشلهما في التصديق عليه، في صباح يوم الأحد 26 سبتمبر/ ايلول، عادت القرارات 1696 (2006) و1737 (2006) و1747 (2007) و1803 (2008) و1835 (2008) و1929 (2010) أخيرًا. وهي عملية أعلنت إيران أنها غير قانونية وغير شرعية.
كما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أمس الثلاثاء، الادعاءات التدخلية التي لا أساس لها في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس تعاون الخليج الفارسي والاتحاد الأوروبي، محذرا من التدخل المدمر في شؤون الخليج الفارسي، ومؤكدا للأوروبيين أنهم لا يملكون صلاحية التعليق على القدرات الدفاعية الإيرانية.