مراسم تنفيذ الإمام الخامنئي لحكم رئاسة الجمهورية في دورتها الحادية عشرة

قيم هذا المقال
(0 صوت)

مراسم تنفيذ الإمام الخامنئي لحكم رئاسة الجمهورية في دورتها الحادية عشرة

أقيمت مراسم تنفيذ حكم رئاسة‌ الجمهورية للرئيس السابع لجمهورية إيران الإسلامية عصر يوم السبت بحفاوة و معنوية عالية‌ في حسينية الإمام الخميني (رض)، و بتنفيذه تصويت الشعب، نصب سماحة قائد الثورة الإسلامية، حجة الإسلام و المسلمين الدكتور الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي في حكم تنفيذ رئاسة جمهورية حسن روحاني، و الذي قرأه في المراسم حجة الإسلام و المسلمين الشيخ محمدي گلپايگاني رئيس مكتب سماحة قائد الثورة الإسلامية، اعتبر المشاركة الواسعة للجماهير في الانتخابات دليلاً على النضج السياسي للشعب، و بأنها تحمل رسائل وضاحة بخصوص الوفاء للثورة و الثقة و الأمل بالنظام الإسلامي و الثقة برجال الدين الشجعان، مصرّحاً: لقد ردّ الشعب رداً قاطعاً زاخراً بالمعاني على الأعداء الذين لم يدخروا أي جهد سياسي و إعلامي لتثبيط الناس.

و بعد قراءة حكم تنفيذ رئاسة جمهورية الدكتور حسن روحاني، ألقي سماحة الإمام الخامنئي كلمة‌ اعتبر فيها الرزانة و الهدوء و العظمة و الخلوص و الصميمية الجارية في مراسم تداول السلطة التنفيذية في البلاد ظاهرة جد قيمة و مهمة لها جذورها في الديمقراطية الدينية.

و أشار سماحته إلى غياب حكومة الشعب في عهد الدكتاتورية البهلوية و قبل ذلك مردفاً: بانتصار الثورة الإسلامية ذاق الشعب طعم الديمقراطية، و تولى زمام الأمور و الأعمال حول محور الإسلام العزيز.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الدور الذي مارسه الشعب في كل القضايا المهمة و المسؤوليات الأساسية في البلاد منوهاً: خلال الأعوام الـ 34 الأخيرة أقيمت انتخابات في كل عام تقريباً، و كان للناس مشاركتهم و إشرافهم على سياقات إدارة البلاد و اتخاذ القرارات فيها و البرمجة لشؤونها.

و أضاف سماحته في معرض شرحه لخصوصيات «الديمقراطية الدينية»: في هذا النظام الشعبي لا تنحصر علاقة الشعب بالمسؤولين في الأطر القانونية، إنما هي علاقة متينة و عاطفية و إيمانية تنبع من أعماق المعتقدات الدينية و التزام الشعب بأسس الثورة و أصولها، و تهدي المسؤولين إلى الطريق الصحيح.

و كنموذج للمعتقدات الإسلامية و الالتزام الثوري للشعب أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى المشاركة الملحمية للشعب في تظاهرات يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان مضيفاً: في هذا الجوّ الحار و الناس صيام، ما هو المحفز الذي دفع الشعب للخروج إلى الشوارع و الصمود بوجه أعداء الإسلام و إعلان موقفه بخصوص قضية فلسطين، سوى الإيمان الديني و الوفاء لأهداف الثورة؟

و نوّه سماحته بالتواجد الملحمي الحماسي لكل شرائح الشعب في مظاهرات يوم الثاني و العشرين من بهمن في كل سنة مؤكداً: في الانتخابات أيضاً كان الشعور بالالتزام و التكليف هو الذي أخذ الشعب بكل حماس و حيوية إلى ساحة التواجد السياسي و الاجتماعي، و هو الذي خلق الملاحم، و يجب على كل المسؤولين أن يتذكروا هذه الحقيقة دائماً.

و لفت قائد الثورة الأسلامية: الإمام الخميني الحكيم هو الذي فتح هذا الدرب أمام شعبنا، و قد واصله الشعب إلى اليوم بكل وفاء، و سيكون الحال كذلك في المستقبل أيضاً بفضل من الله سبحانه و تعالى.

و في جانب آخر من حديثه، عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي تقبل المسؤولية في النظام الإسلامي بمعنى تقبل جهود العمل والمساعي الثقيلة و الخدمة الدؤوبة للناس مضيفاً: لحسن الحظ و نتيجة الجهود المتراكمة‌ التي بذلها المسؤولون السابقون توجد في البلاد اليوم إمكانيات عالية يجب الاستفادة منها جميعاً.

و أوصى سماحته الناس و المسؤولين بالصبر و التحمّل و الأناة مردفاً: نسأل الله سبحانه أن تتقدم أمور البلاد بأسرع ما يمكن، و لكن ينبغي التنبّه إلى أن الأعمال و المشاريع الكبرى تستلزم وقتاً بطبيعتها، لذلك يجب عدم توقع أن تعالج المشكلات الاقتصادية و سائر المشكلات خلال مدة قصيرة.

و أوصى الإمام السيد علي الخامنئي رئيس الجمهورية‌ المحترم و هيئة الحكومة التي ستنال الثقة من مجلس الشورى الإسلامي بالسعي الدؤوب، و لكن اجتناب التسرّع، منوّهاً: يجب بالاعتماد على البشائر المتنوّعة الموجودة في البلاد، و استخدام كل الإمكانيات، قطع الخطوات برسوخ و ثقة أكبر.

و لفت قائد الثورة الإسلامية إلى التعامل الخصامي لجبهة الأعداء و على رأسها أمريكا مع الشعب الإيراني مضيفاً: كما أشار رئيس الجمهورية المحترم إلى الحظر و سلوكيات الأعداء، فإن هذه السلوكيات سببت مشكلات للشعب، لكنها في الوقت نفسه منحت المسؤولين و الشعب تجارب و دروساً قيمة.

و اعتبر سماحته السعي لتمتين البنية و الاقتدار الداخلي للبلاد درساً كبيراً مستمداً من الضغوط الاقتصادية التي يفرضها الأعداء مؤكداً: يجب أن نزيد من اقتدارنا في الداخل ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، و لا يكون اعتمادنا على الخارج، و كل من يعتمد على الخارج سوف يُنزع سلاحه عند مواجهة الضغوط.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي حلّ القضايا الاقتصادية و استمرار التقدم العلمي ذا أهمية بالغة في تمتين البنية الداخلية، و قال مؤكداً: يجب متابعة هاتين القضيتين بكل جدّ.

و أيّد قائد الثورة رأي الدكتور روحاني بشأن التعامل بحكمة في العلاقات الدولية و القضايا السياسية مضيفاً: القضايا السياسية بدورها مهمة و يجب بالتأكيد أن تكون الأعمال حكيمة و عقلانية، و طبعاً لنا أعداء لا يفهمون لغة العقل، لكن من واجبنا على كل حال أن نتعامل مع الأمور و القضايا بشكل حكيم و متانة و تنبّه إلى أهداف النظام.

و استشهد سماحته بآيات قرآنية و اعتبر السبيل الوسط هو سبيل الإسلام مردفاً: لقد شخّص الإسلام الواجبات و طريق النجاح، و يجب علينا جميعاً أن نسعى لكسب رضا الله و أداء الواجب.

و لفت قائد الثورة: بعض الأعداء و منذ اليوم الأول لانتصار الثورة جعلوا و بكل صراحة القضاء على الثورة‌ و محو النظام الإسلامي هدفهم المعلن، و لكن بعد مضي 34 سنة على ذلك اليوم لم يعجزوا عن زعزعة الجمهورية الإسلامية ‌و حسب بل لم يستطيعوا أيضاً الحيلولة دون تقدم النظام.

و عدّ قائد الثورة ‌الإسلامية الألطاف الإلهية و تواجد الشعب في الساحة و جهود المسؤولين الأرضية الممهدة لإخفاق العدو و تحقيق مزيد من النجاحات، منوّهاً: كل هذه النجاحات جاءت بفضل الالتزام بالإسلام و القيم الإسلامية و العمل بالتوجيهات و الخطوط الواضحة التي تركها الإمام الخميني الكبير للشعب.

و أوصى سماحته المسؤولين في السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية بالدرجة القصوى من التعاون لحل المشكلات مضيفاً: يجب بالاعتماد على الإمكانيات الكثيرة في البلاد عقد الهمم و العزائم على الأعمال الكبرى.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي في جانب آخر من حديثه إلى المشكلات الاقتصادية - السياسية في العالم الإسلامي و الأوضاع غير المستقرة في بعض بلدان المنطقة مردفاً: التواجد الظالم و الأجرامي للكيان الصهيوني الغاصب طوال الأعوام الـ 65 الأخيرة من جملة المشكلات التي استمرت بحماية بعض المستكبرين العالميين للأسف، و في مثل هذه الأوضاع التي تعيشها المنطقة و العالم تواصل الجمهورية الإسلامية طريق تقدّمها بمواقف واضحة.

و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي رئيس الجمهورية‌ المنتخب شخصاً خرج ناجحاً من الاختبارات و من العناصر الخدومة القديمة للنظام الإسلامي منوّهاً: أنجز السيد روحاني في فترة الدفاع المقدس و في مجلس الشورى الإسلامي و المجلس الأعلى للأمن القومي أعمالاً و خدمات كبيرة، و اليوم حيث زادته أصوات الشعب فخراً سيكون بفضل و عون من الباري عزّ و جلّ باعث كثير من الخدمات الأخرى.

و طلب قائد الثورة الأسلامية من كل التيارات و الشخصيات السياسية‌ المتنوعة و العناصر المتنفذة، مساعدة الدكتور روحاني و حكومته مؤكداً: نتمنى أن ينهض رئيس الجمهورية بواجباته الثقيلة على نحو جيد، و يلبّي توقعات الشعب على أحسن وجه.

كما شكر آية الله العظمى السيد الخامنئي السيد أحمدي نجاد و حكومته التي قامت بخدمات كثيرة و أعمال مهمة مضيفاً: ثمة أعمال كثيرة أخرى سوف تنجز إن شاء الله بهمّة المسؤولين و الشعب بشكل يدلّ على أن سياق التقدم في إيران لا يتوقف.

و تحدث في هذه المراسم أيضاً الدكتور حسن روحاني معتبراً أصوات ثقة الشعب الإيراني الكبير و توقيع حكم رئاسة الجمهورية من قبل قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي فخراً له و شكر الباري عزّ و جلّ مؤكداً: الحدّ الأدنى لتوقّعات الشعب من الحكومة الجديدة هو توفير الهدوء و الاستقرار في كل المجالات و معالجة الهموم و الصعاب و خصوصاَ على صعيىد الشؤون الاقتصادية و المعيشية.

قراءة 1345 مرة