إيّاك والكسب الحرام

قيم هذا المقال
(0 صوت)
إيّاك والكسب الحرام

   نهى القرآن الكريم عن اتّباع الطرق غير المشروعة في الكسب نهياً شديداً، مثل أكل المال بالباطل، والرّبا، والظلم، والفساد... قال – تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ﴾[1].
 
   أمّا الأحاديث والروايات، فإنّها عدّت هذه الطرق من الكبائر، بل شبّهت بعضه، مثل: الاحتكار، والخيانة، والرّبا، بأقبح الذنوب، كالقتل، لأنّ هذه الأعمال تشلّ النشاط الاقتصاديّ للإنسان، وتسوقه إلى الهلاك التدريجيّ.
 
   وللإمام الرضا عليه السلام كلامٌ طويلٌ، ذكر فيه ما حرّم الله تعالى منه: "... واجتنابُ الكبائرِ، وهي قَتلُ النَّفسِ التي حرَّمَ اللهُ تعالى، وأكلُ الرِّبا بَعدَ البيِّنَةِ، والبَخسُ فِي المكيالِ والميزانِ، والإسرافُ، والتَّبذيرُ، والخيانَةُ"[2].
 
ما هي عواقب أكل الحرام؟
1- تضييع الأعمال وعدم قبولها
قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن أكَلَ حَراماً، لَم يَقبَلْ اللهُ مِنهُ صَرفاً ولا عَدلاً"[3].
 
2- يمنع استجابة الدعاء
قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن أحبَّ أن يُستجابَ دُعاؤهُ، فليُطَيِّب مَطعَمَهُ ومَكسَبَهُ"[4].
 
3- يوجب لعنة الملائكة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا وَقَعت اللُّقمَةُ مِن حرامٍ فِي جَوفِ العَبدِ، لَعَنَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ والأرضِ"[5].
 
4- الكفر والضلال
وخطاب الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء الذي وجّهه إلى عسكر عمر بن سعد، خيرُ دليلٍ على هذه الحقيقة، حيث قال عليه السلام: "فَقَدْ مُلِئتْ بُطونُكُم مِن الحرامِ، وطُبِعَ عَلَى قُلُوبِكُم، وَيْلَكُم ألا تنصتُونَ؟! ألا تسمعُونَ؟!"[6].
 
الإنسان والمجتمع، دار المعارف الإسلامية الثقافية

[1] سورة النساء، الآية 29.
[2] الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ بن بابويه، عيون أخبار الرضا عليه السلام، تصحيح الشيخ حسين الأعلميّ، مؤسّسة الأعلميّ للمطبوعات، لبنان - بيروت، 1404ه - 1984م، لا.ط، ج2، ص125.
[3] ابن فهد الحلّيّ، عدّة الداعي ونجاح الساعي، تصحيح أحمد الموحّديّ القمّيّ، مكتبة وجداني، إيران - قم، لا.ت، لا.ط، ص140.
[4] الحلّيّ، عدّة الداعي، مصدر سابق، ص128.
[5] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج63، ص314
[6] المصدر نفسه، ج45، ص8.

قراءة 1131 مرة