"الشهيد سليماني": بارجة إيرانية بمميزات "شبح عائم"

قيم هذا المقال
(0 صوت)
"الشهيد سليماني": بارجة إيرانية بمميزات "شبح عائم"

دخول سفينة الفريق "الشهيد سليماني" إلى عداد أسطول البحرية الإيرانية الذي يضم 142 وحدة بحرية يشكّل قفزة نوعية، خاصة وأنها مصنّعة بقدرات محلية وتتمتع بمميزات هجومية ودفاعية وهيكل قادر على التخفيّ.

دخلت سفينة الفريق "الشهيد سليماني" إلى عداد أسطول القوات البحرية الإيرانية، وهي سفينة حربية محلية الصنع ذات مقطع راداري منخفض يمنحها قدرات شبحية.

وكان قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، أعلن في أيار/ مايو الماضي أنّ هنالك العديد من السفن الحربية قيد التصنيع  من ضمنها  سفن فئة "الشهيد سليماني" وسفينة "الشهيد أبو مهدي المهندس" الحربية.

ويومها، قال الأدميرال تنكسيري في تصريح: "هنالك سفن عديدة يتم الآن تصنيعها بالاستفادة من الخبرات المحلية، ذات القدرات الهجومية والدفاعية وهيكلها على شكل حرف W ويبلغ طولها 47 متراً".

وتمتلك إيران أسطولا ًحربياً يضم 142 وحدة بحرية، يصنّف في المرتبة رقم 3 في الشرق الأوسط بعد الأسطولين المصري والتركي، بينما يصنّف في المرتبة رقم 21 عالمياً.

ومن المتوقّع أن تُدخل القوات البحرية لحرس الثورة هذا العام منظومات دفاعية وسفناً وزوارق جديدة إلى الخدمة واستخدام أجهزة رادار وأجهزة معلوماتية وقتالية كالطائرات المسيرة والغواصات الذكية في استفادة من الخبرات المحلية.

هيكل قادر على التخفيّ

 بناء سفينة "الشهيد سليماني" راعى أحدث التجارب العالمية في التصميم وتخصيص الأماكن وتركيب الأجهزة وتنسيق الألوان واختيار المعدات من أجل المساعدة على التركيز الذهني والنفسي للطاقم على أداء المهام.

ما يميّز سفينة الشهيد سليماني في النظرة الأولى هي تصميم هيكلها الخاص، ونحن الأن أمام سفينة من نوع "كاتاماران" أي ذات هيكل مزدوج وأن هذا النمط من التصميم يساعد على منح ثبات أكثر للسفينة أمام قوة الأمواج الكبيرة وكذلك يمنحها القدرة على بلوغ سرعة أكبر، وكما يقول قائد القوات البحرية فإن هذه السفينة المزوّدة بـ 4 محركات يمكنها بلوغ سرعة 45 عقدة بحرية أي ما يوازي اكثر من 80 كيلومتراً في الساعة .

3 سفن حربية بينها سفينة الشهيد سليماني تنضم لبحرية الحرس الثوري

انضمت صباح اليوم الاثنين 3 سفن حربية بينها سفينة "الشهيد سليماني" الدورية القتالية للقوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية.

ومن خصائصها الظاهرية أيضاً استخدام الخطوط المتقطعة في تصميم هيكلها الخارجي وبزوايا حادة تستخدم في مثل هذا النوع من التصميم في العالم لإيجاد مقطع عرضي منخفض للغاية لجعل كشفها بواسطة الرادارات المعادية أكثر صعوبة وهذا الأمر اهتم به المصممون في صنع هذه السفينة والذين استخدموا أيضاً غلافاً جاذباً للأمواج الرادارية في صنع الهيكل الخارجي للسفينة.

مهبط مروحيات وأبعاد كبيرة

وهناك أيضاً مهبط للمروحيات على ظهر هذه السفينة وقد تمّ تصميمه  بقياسات أكبر نسبياً من مهابط المروحيات الأخرى المستخدمة في باقي السفن الحربية، لكي يكون قادراً على استقبال مروحيات "بيل 412" و "بيل 206" التي تملكها القوات البحرية الإيرانية.    

كما ان الأبعاد الكبيرة نسبياً لهذه السفينة ( طولها 65 متراً وعرضها 20 متراً ) أدّت إلى وجود فضاءات داخلية أكبر للطاقم ولحمل القوات والقدرة على حمل منظومات وأسلحة أكثر على متنها وهذه هي أكبر ميزة للسفينة.

صواريخ دفاعية وهجومية

ومن أكبر ميزات سفينة الشهيد سليماني في مجال التسليح هي القدرة على حمل صواريخ الدفاع الجوي والقدرة على إيجاد مظلة للدفاع الجوي أمام هجوم محتمل عليها وعلى الوحدات والقطع البحرية التي ترافقها.

وحسب إعلان المسؤولين العسكريين فان سفينة الشهيد سليماني تحمل صواريخ مضادة للطائرات يبلغ مداها 150 كيلومتراً وهذا يعني مظلة دفاعية قطرها 300 كيلومتراً .

ومن الميّزات الأخرى لسفينة الشهيد سليماني هي كيفية استخدام صواريخ الدفاع الجوي حيث أصبحت السفن الحربية الايرانية تستخدم لأول مرة الصواريخ عمودية الإطلاق ومن ميّزات استخدام هذا النوع من الصواريخ العمودية الإطلاق ، تخصيص فضاء أقل لها في السفينة وارتفاع عدد الصواريخ التي يمكن حملها ما يمنح السفينة قدرة أكبر على الصمود في ساحة المعركة.

هذا ما يميّزها عن المدمرات الإيرانية

ومن الملفت أن المدمرات الإيرانية الأخرى من فئة "موج" والتي هي أكبر حجماً ووزناً من سفينة الشهيد سليماني لا تحمل إلا صاروخين للدفاع الجوي لإنها غير مزوّدة بمنصات إطلاق عمودية، فيما تعتبر "سفينة الشهيد سليمان"ي قادرة على حمل 14 صاروخاً للدفاع الجوي.   

ومن ميًزات استخدام الصواريخ عمودية الاطلاق للدفاع الجوي هي امكانية اطلاقها نحو الاهداف المعادية من دون تغيير مسار ووجهة السفينة، لأن الصواريخ عمودية الاطلاق مزودة باجهزة تمنحها القدرة على الاستدارة نحو أهدافها والتحليق نحوها أين ما كانت تلك الاهداف.

 

وحسب تصريحات رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية والذي أعلن بأن مدى صواريخ الدفاع الجوي لهذه السفينة هو 150 كيلومتراً فانه من المحتمل جداً ان تكون هذه الصواريخ من طراز "صياد 3" التي يبلغ وزنها طناً واحداً وطولها 6 أمتار وبامكانها إصابة الأهداف على ارتفاع 27 الف متر .

وحسب ما هو معلن فان هذه السفينة مزودة أيضاً بصواريخ دفاع جوي قصير المدى إلى جانب الصواريخ طويل المدى ، وهذه الصواريخ قصيرة المدى للدفاع الجوي هي من طراز "عقاب" وهو الطراز البحري من منظومة صواريخ "نواب" للدفاع الجوي.

قدرة عالية على الاشتباك

 سفينة الشهيد سليماني مزوّدة بنوعين من صواريخ الدفاع الجوي الطويل والقصير المدى يمنحها القدرة على الاشتباك مع الطائرات المقاتلة والقاذفة المعادية بالاضافة الى القدرة على التصدي للطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ التي تطلق من الجو والأهداف الأخرى التي تجوب الأجواء باستخدام صواريخ قصيرة المدى .

وإلى جانب أسلحتها الدفاعية فإن "سفينة الشهيد سليماني" مزودة أيضاً بأسلحة هجومية هامة ومنها سلسلتين من صواريخ كروز المضادة للسفن تم تركيبها على جانبي قمرة القيادة وفي كل سلسلة 3 منصات لصواريخ كروز .

 كما أن هناك امكانية لاستخدام صواريخ يبلغ مداها بين 90 و700 كيلومتر على ظهر هذه السفينة، والمعلوم ان المدى 90 كيلومتر هو لصواريخ "نصير" الذي يبلغ وزن راسه الحربي 130 كيلوغراماً،  لكن الصاروخ الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر لازال ضمن الصواريخ غير المعلن عنها لدى القوات البحرية للحرس الثوري ويبدو أنها ضمن نطاق المعلومات السرية لهذا المشروع.

كما زوّدت هذه السفينة بنوعين من المدافع للقيام بالدفاع الجوي القريب، فهي تحمل 4 مدافع من عيار 20 ميليمتر متعددة الفوهات يتم التحكم بها من داخل السفينة ، بالاضافة الى مدفع من عيار 30 ميليمتر ذو فوهة واحدة تم تركيبه على ظهر السفينة.

صواريخ مضلِّلة

كما تم تجهيز "سفينة الشهيد سليماني" بمنصتي إطلاق للصواريخ المضلّلة لحرف صواريخ العدو اثناء الاشتباك المحتمل وقد تم تركيبها على جانبي قمرة القيادة. وكل واحد من الصواريخ المضللة هذه بامكانه خلق هدف وهمي ذو مقطع عرضي بمقدار 2500 متر مربع امام العدو ما يوفر حماية جيدة للسفينة امام الصاروخ المعادي.

وفي الجهة الخلفية لهذه السفينة هناك الزوارق السريعة التي تحملها هذه السفينة على ظهرها وهناك رافعات تستخدمها القوات الخاصة ومشاة البحرية لتنزيل وانتشال هذه الزوارق من المياه، وتبلغ سرعة هذه الزوارق اكثر من 100 عقدة بحرية (180 كيلومترا في الساعة) وهي الورقة الرابحة الرئيسية للقوات البحرية لحرس الثورة في أي معركة قادمة.

وفي مجال إدارة ساحة الاشتباك تم تزويد السفينة بأول منظومة اطلاق مركبة للصواريخ طويلة وقصيرة المدى المضادة للسفن (اس اس ام) ، كما جهزّت السفينة بغرفة عمليات تعمل وفق نظام برمجي محلي للقيادة الموحدة لساحة الاشتباك، قادرة على تشخيص نوع الهدف أو الخطر واحالته على المنظومات الهجومية والدفاعية للتعامل معه.

إبحار لمسافات طويلة

وتستطيع هذه السفينة الإبحار لمسافة 5 آلاف ميل بحري وهي مسافة طويلة جداً لسفينة بهذا الحجم والوزن ، ونظراً إلى قيام القوات البحرية للحرس بالتخطيط للاستفادة من سفينة الشهيد رودكي (سفينة عملاقة تعتبر قاعدة بحرية عائمة) للتواجد في المياه البعيدة والالحاق القريب لسفينة الشهيد مهدوي (هي أيضا قاعدة بحرية عائمة) الى هذه المهمة فسيصبح بإمكان سفينة الشهيد سليماني زيادة مسافة ابحارها الى أبعد بكثير من 5 الاف ميل بحري اذا ترافقت مع سفينتي الاسناد هاتين.

وبالإضافة إلى التواجد طويل الأمد في المياه الدولية فبامكان هذه السفينة أن توفر مظلة حماية جيدة جداً للسفن الحربية التي ترافقها.

ويجب اعتبار سفينة الشهيد سليماني، سفينة خارقة في مجال تصميم وبناء السفن الحربية الايرانية ، وهي سفينة شكّل بناؤها قفزة في تصميم سفن ذات هيكل مميز وخاص، كما أن الحجم الواسع للاسلحة المتنوعة التي تحملها يشكّل قفزة في القدرات القتالية للقوات المسلحة الإيرانية في المياه الإقليمية والدولية.

 

 

قراءة 438 مرة