ماذا بعد العدوان ’الاسرائيلي’ على قطر؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ماذا بعد العدوان ’الاسرائيلي’ على قطر؟

 شنت الطائرات الاسرائيلية عدوانا غاشما مساء اليوم الثلاثاء استهدف قيادات سياسية من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في الوقت الذي كانت هذه القيادة تناقش مقترح الرئيس الامريكي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة.

وسائل اعلام في كيان الاحتلال كشفت عن ان الكيان ابلغ الادارة الامريكية بالهجوم على الدوحة. فيما نقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مسؤول في كيان الاحتلال قوله ان ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم، وان طائرات استطلاع أميركية وبريطانية حلقت في سماء قطر قبل الهجوم. اما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فكتبت تقول ان الهجوم تم بالتنسيق مع دول أخرى.

رغم ان الاخبار لم تكشف المزيد عما حدث مساء اليوم في الدوحة لحد الان، الا ان ما حدث حمل في طياته رسائل في غاية الاهمية والخطورة نشير الى بعضها:

-لا التطبيع و لا الحياد ولا الوساطة ولا ابداء الضعف يمكن ان يجنب دول وشعوب المنطقة الاطماع والارهاب الصهيوني، فالجميع بدون استثناء، مستهدف، والاستهداف قادم وفقا للظروف التي يراها الكيان الاسرائيلي مواتية.

-الكيان الاسرائيلي لا يؤمن بالسلام بل بالاستسلام، والا كيف يمكن ان يقوم الكيان بمحاولة قتل اشخاص قرروا ان يتفاوضوا معه لانهاء الحرب اذا كان يؤمن بالسلام؟. وعلامة الاستفهام هذه تكبر لو علمنا، كما كشف الاعلام الصهيوني، ان مخطط الهجوم تم الاعداد له منذ اشهر، اي ان كل ما قيل عن المقترحات والمفاوضات ليس سوى ذر للرماد في العيون.

-ان امريكا هي التي جعلت هذا الكيان المجرم والسفاح يتمادى بهذا الشكل المنفلت ويعتدي على سيادة دول المنطقة ، حتى تلك التي لا تناصبه العداء، و ترتبط معه باتفاقيات سلام، وتغتال مسؤولين كبار فيها ، وتستهدف حكومات وافراد ، وتجوع اكثر من مليوني انسان، بهدف تهجيرهم، وتعلن ان حدودها غير محددة وانها تتمدد على حساب الدول الاخرى، دون ان يخشى من مساءلة او عقاب.

-العدوان على الدوحة كشف لكل ذي عين، ان القواعد العسكرية الامريكية المنتشرة في المنطقة كالغدد السرطانية، لم توجد الا من اجل امن"اسرائيل" ، وكل ما يقول غير هذا هو عبارة عن اكاذيب.

ترى ماذا كانت تفعل قاعدة العديد في قطر، وباقي القواعد الامريكية والاساطيل البحرية الامريكية في المنطقة، عندما دخلت 10 طائرات اسرائيلية الاجواء القطرية ، قاطعة مسافة 1800 كيلومتر ، بعد ان تزودت بالوقود في الجو، وتطلق 12 صاروخا مستهدفة مناطق سكنية في قلب الدوحة؟ لماذا لم يتم تحذير قطر؟ لماذا لم تمنعها القواعد الامريكية؟. من المؤكد ان جميع القواعد الامريكية في المنطقة كانت على علم بالهجوم، بل وفرت له ما يلزم لينجح.

اقرأ وتابع المزبد:

-بات واضحا كيف تنظر امريكا الى دول المنطقة التي تعتبر نفسها حلفاء لامريكا، وكيف تضحي امريكا بالجميع من اجل "اسرائيل"، فلا المليارات التي اخذها ترامب ولا الهدايا الضخمة التي حصل عليها خلال زيارته لدول المنطقة، غيرت من نظرت امريكا لهذه الدول، التي صدقت اكاذيب امريكا بان هناك عدو غير "اسرائيل" يتربص بها.

-على مسؤولي دول المنطقة ان يتحسسوا رؤوسهم بعد استهداف الدوحة، التي كانت تعتبر نفسها وسيطا محايدا، فمن الذي يضمن ان يتكرر ها الامر مرة اخرى في الدوحة والرياض ودبي والكويت والمنامة والقاهرة و..، ما دامت ادارة ترامب المتصهينة هي الراعي الاول لهذه العربدة والارهاب الاسرائيلي.

-اخيرا نوجه كلامنا الى المطبعين، وابواق امريكا واسرائيل من ابناء منطقتنا، ماذا تقولون بعد اليوم، هل مازلتم مصرين على ان التطبيع ومهادنة اسرائيل كفيلان بتجنب شرها؟ هل مازالتم مصرين على مهاجمة محور المقاومة والدعوة الى نزع سلاحها؟.

لو كنتم على عنادكم القديم، نرجو الى تتابعوا اخبار ما يحدث في سوريا يوميا رغم ان حكومة الجولاني تتفاوض مع اسرائيل للتطبيع معها، وانظروا الى ما حدث اليوم في الدوحة، عندها ستدركون ان المقاومة هي الجهة الوحيدة في منطقتنا التي تفهم اللغة التي يتقنها العدو الارهابي.

قراءة 10 مرة