ما الذي دفع أوباما الى إعادة حساباته؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)

ما الذي دفع أوباما الى إعادة حساباته؟

في الساعات المتأخرة من مساء السبت الحادي والثلاثين من شهر آب/ اغسطس كانت وكالات الأنباء العالمية تنقل خبر تراجع الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن تنفيذ ضربة عسكرية كانت ستنفذ في غضون ساعات حسب الوكالات ذاتها.

اوباما برر تراجعه عن الضربة الوشيكة بضرورة الحصول علي تفويض من الكونغرس قبل تنفيذ اي عمل عسكري ضد سوريا ، وهو مايعني ان الضربة ستؤجل عشرة ايام على الاقل نظرا الي ان الكونغرس الامريكي في عطلة حاليا ولن يلتئم قبل التاسع من سبتمبر/ أيلول.

قرار أوباما هذا جاء بعد اجتماعه يوم السبت مع فريق الأمن القومي في البيت الأبيض، وبعد لقاء كبار مستشاريه مع أعضاء مجلس الشيوخ، وهو ما يعكس حالة التردد داخل الادارة الامريكية ، التي كانت تتحدث قبل ايام بلغة حازمة عن عملية عسكرية ضد سوريا قد تنفذ في أية لحظة ، فإذا بأوباما يتذكر ان عليه ان يستشير الكونغرس قبل أي تحرك.

اما رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر فقد أعلن أن المجلس سيدرس مشروع قانون العمل العسكري في سوريا في الأسبوع الذي يبدأ في التاسع من سبتمبر أيلول لاعطاء اوباما فسحة من الوقت لعرض مبرراته على الكونغرس والشعب الأمريكي. تصريحات بينر هذه تأتي في الوقت الذي أعلن فيه 60 بالمائة من الشعب الامريكي رفضه لأي إجراء عسكري ضد سوريا وفقا لمراكز استطلاع امريكية مرموقة.

التراجع التكتيكي !! للادارة الامريكية عن قرار الضربة العسكرية الوشيكة، تزامن مع إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية انها بحاجة الى ثلاثة اسابيع لتقييم الأدلة التي جمعها مفتشو الأمم المتحدة في سوريا ، لانها ستخضع للتحليل المعملي والتقييم الفني طبقا للاجراءات والمعايير المحددة والمعترف بها ، وهو ما قد يمهد الأرضية أمام تأجيلات أخرى محتملة للضربة التي لم تعد وشيكة !.

يرى الكثير من المراقبين أن تهافت الأدلة الأمريكية في اتهام الحكومة السورية بأنها وراء مجزرة الغوطة الدمشقية التي اُرتكبت بالسلاح الكيميائي، وفشل أوباما في إقناع أقرب حلفائه من الأوروبيين ولا حتى شعبه، بأدلته المتهافتة، التي زودته بها أجهزة استخبارات عربية واسرائيلية، وما قد يسفر من نتائج عن تقرير مفتشي الامم المتحدة، والرفض الدولي والشعبي لاصرار اوباما على إشعال حرب في منطقة مشتعلة اصلا، وذهاب امريكا الى حرب سوريا منفردة عارية عن أي غطاء شرعي دولي.

وقبل كل هذا وذاك الخوف على إسرائيل من ردة الفعل السورية التي ستكون قاسية جدا على ضوء تصريحات كبار المسؤولين السوريين الذين هددوا أن رد سوريا سيفاجىء الجميع هذه المرة، والموقف الداعم لمحور المقاومة ومن ورائها الشعوب العربية والاسلامية لسوريا في نزاعها مع امريكا واسرائيل والرجعية العربية، هذه الأسباب وغيرها هي التي أجبرت الرئيس الامريكي اوباما، وليس الايمان بمباديء الديمقراطية، أن يرمي الكرة في ملعب الكونغرس، كما رماها من قبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في ملعب مجلس العموم البريطاني ولم ترتد اليه ثانية.

بقلم: ماجد حاتمي

قراءة 1510 مرة