
emamian
بعد العدوان الاسرائيلي على قطر.. ما دور القواعد الامريكية؟
وسط استياءٍ متصاعدٍ بين الشعوب العربية، تتكشف حقيقة الانحياز الأمريكي العلني لإسرائيل بعد العدوان على قطر، حيث ثبت أن قواعده العسكرية في الدول العربية ليست ضمانةً لحماية مجتمعاتها، بل لحماية مصالح واشنطن والإسرائيليين أولًا.
بعد العدوان الإسرائيلي السافر على قطر، ومع مواقف الولايات المتحدة المبرّرة للعدوان بل والداعمة له بذريعة أن «الهدف كان نبيلًا» وهو القضاء على قادة حماس، وإطلاق سراح الرهائن، وتمهيد الأرضية لعقد صفقة تنهي الحرب في غزة، يطرح السؤال نفسه: هل بقيت غشاوة على عيون بعض أبناء منطقتنا بشأن الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان الإسرائيلي وسقوط أكذوبة أن أمريكا وسيط محايد بين العرب والصهاينة؟
لقد أثار العدوان الإسرائيلي على قطر والغدر الأمريكي بها العديد من التساؤلات في أوساط شعوب منطقتنا، ولا سيما في البلدان العربية التي تحتضن قواعد أمريكية ضخمة على أراضيها. وفي مقدمة هذه الأسئلة: ماذا لو وقع عدوان إسرائيلي على هذه البلدان، على غرار ما حصل مع قطر؟ مع من ستقف القواعد العسكرية الأمريكية؟
لقد بات واضحًا بعد الهجوم على قطر أن القواعد الأمريكية في البلدان العربية ليست لحماية هذه البلدان، بل لحماية مصالح أمريكا وفي مقدمتها المصلحة الإسرائيلية. وقد ظهر ذلك بجلاء في التعامل المزدوج لهذه القواعد مع الصواريخ الإيرانية التي كانت في طريقها لدكّ الكيان الإسرائيلي، مقارنة بتعاملها مع الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة؛ إذ فُعِّلت جميع الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي في القواعد الأمريكية، وخاصة قاعدة العديد، ضد الصواريخ الإيرانية، بينما تعطّل كل شيء فجأة في تلك القواعد، ولا سيما في قاعدة العديد، عندما استهدفت الصواريخ الإسرائيلية الدوحة دون أي اعتراض.
اللافت أن الأسلحة التي تبيعها أمريكا للدول العربية لا يجوز أن تكون أحدث من الأسلحة التي تبيعها للكيان الإسرائيلي أو حتى مماثلة لها، بالإضافة إلى اشتراط عدم استخدامها ضد إسرائيل حتى في حال الدفاع عن النفس. فما الفائدة إذن من وجود كل تلك القواعد العسكرية والأسلحة الأمريكية التي تكلف الشعوب العربية مئات المليارات؟
بعد العدوان على قطر، كان السذّج يعتقدون أن أمريكا ستتخذ موقفًا صارمًا من الكيان الإسرائيلي، ولا سيما بعد فشل العملية وانكشاف الدور المخزي لواشنطن فيها، على الأقل لكسب ودّ قطر والدول العربية التي بدأت تشعر بالقلق من اعتمادها الكلي على أمريكا لحماية أمنها وسيادتها. إلا أن العالم رأى وسمع مواقف أمريكية أكثر تأييدًا للكيان الإسرائيلي ولمجرم الحرب نتنياهو، وأكثر تشددًا ضد العرب والفلسطينيين بعد العدوان على قطر.
فهذا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يزور الكيان ويعلن من هناك أن الاستمرار في دعم إسرائيل لن يتأثر بالحادثة القطرية، وأن بلاده «تتفهم» الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية التي تطلبت توسيع العملية العسكرية في مدينة غزة حاليًا، وأن حماس يجب أن تغادر المسرح بأقل كلفة وبدون ضجيج.
وهو موقف جاء تأييدًا لموقف الرئيس الأمريكي ترامب، الذي أعلن أنه ليس لديه الكثير ليقوله بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وقال: «سنرى ما يحصل»؛ دون أدنى اكتراث للإنسانية التي تُذبح في غزة أمام العالم أجمع.
وليس روبيو وحده؛ فهذا السفير الأمريكي لدى الكيان الإسرائيلي مايك هاكابي يعلن، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في «متحف أصدقاء إسرائيل» بالقدس الغربية، وفق صحيفة «معاريف» العبرية، وبصريح العبارة، أن «الولايات المتحدة لديها حلفاء ولها أصدقاء، لكن إسرائيل هي شريكها الحقيقي الوحيد».
وعندما سُئل هاكابي عن ردّ فعل واشنطن إذا اتخذت إسرائيل خطوات نحو ضمّ الضفة الغربية المحتلة، قال: «نحن نحترم إسرائيل كدولة ذات سيادة، ولن نملي عليها ما يمكنها فعله وما لا يمكنها فعله».
وذهب هاكابي إلى أبعد من ذلك عندما زعم أن «الضفة الغربية مصطلح حديث وغامض جدًا، والأدق أن نطلق عليها يهودا والسامرة، وهو مصطلح تعود بداياته إلى قبل ألفي أو ثلاثة آلاف عام»، مشددًا على أن الولايات المتحدة ترى القدس «عاصمة أبدية وغير قابلة للتقسيم للدولة اليهودية».
بعد ضرب الدوحة، علينا ألّا ندفن رؤوسنا في التراب، فالمجرم الرئيسي هو أمريكا، وما الكيان الإسرائيلي إلا أداة لتنفيذ جرائمها. فالأسلحة المستخدمة أمريكية، والطائرات أمريكية، والدعم اللوجيستي أمريكي، والدعم المالي أمريكي، والدعم في مجلس الأمن أمريكي، والحماية السياسية أمريكية، والدعاية والإعلام أمريكي. وقبل كل ذلك القواعد المزروعة في منطقتنا أمريكية في أغلبها. فهل بعد كل هذا يجب أن نستمر في التعامل مع أمريكا كوسيط في أي قضية تخص العرب والكيان الإسرائيلي؟ سؤال لا نعتقد أن الجواب عليه معقد، ولا سيما بعد الغدر بقطر.
الشيخ قاسم لجرحى جريمة "البيجر": أنتم في حالة نهوض ومستمرون على عكس ما أراد الاحتلال
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يتوجّه في كلمة إلى جرحى جريمة "البيجر"، ويقول لهم إنهم في حالة نهوض ومستمرون رغم الجراح على عكس ما أراد الاحتلال الإسرائيلي.
وجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، في كلمةٍ إلى جرحى جريمة "البيجر" في ذكراها الأولى، والتي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الشيخ قاسم للجرحى "أنتم تتعالجون من الجراح وتتعالون عليها، ونجحتم في الامتحان وأنتم في حالة نهوض مع سلامة الطريق".
وأضاف الشيخ قاسم "أنتم تسيرون ببصيرتكم الأعظم من البصر"، مشيراً إلى أنّ الاحتلال أراد أن يبطل دور هؤلاء الجرحى من المعركة، إلا أنهم مستمرون.
وشجّع الشيخ قاسم جرحى "البيجر" على الاستمرار في مسارهم، موضحاً أنّ قيمة ما يفعلونه على الرغم من الجراحات كبيرة جداً.
ووصف الشيخ قاسم أنّ هؤلاء الجرحى على درب سيد الشهداء الإمام الحسين، والقادة ولا سيما شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، مضيفاً "أنتم أعظم مقاومة".
وشدّد الشيخ قاسم في رسالته على أن يعلم الجرحى أنّ "إسرائيل" ستسقط لأنها عدوان وإجرام واحتلال، و"النصر لكم".
وفي 17 و18 أيلول/سبتمبر عام 2024 ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في لبنان من خلال تفجيره أجهزة "البيجر" والنداء اللاسلكي، ما أدى إلى إصابة الآلاف بجروح بالغة، ولا سيما في العيون والأطراف، وارتقى عدد من الشهداء
بركات ولادة الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله)
لولادة الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) وقدومه المبارك إلى هذه الدنيا بركات لا حصر لها، وسنذكر فيما يلي بعضاً منها:
تزلزل أعلام الشرك وعبادة الأصنام
إنّ ما جاء في الآثار والتواريخ حول تصدّع شرفات بلاط (قباب) كسرى وتزلزل أعلام عبادة الأصنام والشرك في كافّة أنحاء الدنيا - فيما إذا كانت هذه الآثار قطعية - لعلّه يكون ظهورًا للقدرة الإلهيّة، للإعلان الرمزي عن حضور هذه القوّة التي ستقضي على جذور الظلم والفساد وتطهّر العلم من الخرافة وتخلّص الحضارة من الفساد[1]. لقد أرسل الله تعالى إلى عالم الوجود الذخيرة الإلهيّة الكبرى أي الوجود المقدّس للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكان منطلقًا إلى مرحلة حسّاسة بداية مرحلة أساسيّة في مصير البشريّة. ولقد جاء في شأن آيات (علامات) ولادة الرسول أنّه عندما ولد ذاك العظيم، تهدّمت شرفات إيوان كسرى، وانطفأت نيران معبد آذركشسب الذي بقي مشتعلًا مدة قرون وجَفّت بحيرة ساوة التي كان يعتبرها بعض الناس في ذاك الزمان مقدّسة، وهُدِّمت الأصنام التي كانت معلّقة حول الكعبة[2].
إنّ هذه الإشارات الرمزيّة والظاهريّة بالكامل، تشير إلى اتّجاه الإرادة والسنّة الإلهيّتين في إسباغ خلعة الوجود على هذا الموجود العظيم، وهذه الشخصيّة الرفيعة والفريدة. معنى هذه الأحداث الرمزيّة هو أنّه مع هذا القدوم المبارك، هو حتميّة طيّ بساط الذلّ عن البشريّة، سواء كان ذلك (الذلّ) من خلال حاكميّة الجبّارين والحكّام المستبدّين - من قبيل ما كان يجري آنذاك في إيران وروما القديمة - أو كان وليد عبادة غير الله. وعلى يدي هذا المولود المبارك، لا بدّ أن تتحرّر البشريّة من قيود الظلم الذي فرضه حكّام الجور على المظلومين من البشر طوال التاريخ، ومن قيود الخرافات والعقائد الباطلة والمذلّة التي جعلت الإنسان خاضعًا ذليلًا أمام الموجودات الأدنى منه أو في مقابل أفراد البشر الآخرين. لذلك جاء في الآية القرآنيّة في باب بعثة النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾[3]
إنّ عبارة ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ ليست خاضعة لحدّ (لتحديد) زماني، بل تشير إلى الوُجهة. يجب أن تتحرّك البشريّة بعد هذه الحادثة نحو الحريّة المعنوية والاجتماعيّة والحقيقيّة والعقلانيّة. لقد بدأ هذا العمل، وإنّ استمراره يكون بأيدينا نحن البشر. وهذه سُنّة أخرى في عالم الخلق[4].
نزول الرحمة الإلهيّة على البشر
إنّ هذه الولادة العظيمة، هي ولادة أرقى نماذج الرحمة الإلهيّة للبشريّة، لأنّ وجود ذاك العظيم وإرسال هذا النبيّ الكبير، هو رحمة الحقّ تعالى على العباد. وينبغي على البشريّة إدراك أنّ هذه الرحمة، هي رحمة غير منقطعة، بل هي رحمة مستمرّة[5].
حركة المسلمين نحو التكامل
ليس بمقدور أيّ إنسان بيان أبعاد شخصيّة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بنحو ٍكامل وتقديم صورة قريبة من الواقع عن شخصيّة ذاك العظيم... إنّ ما نعرفه ونعلمه عن من اختاره واصطفاه إلهُ العالم وطليعة الأنبياء على امتداد التاريخ، هو ظلٌّ وشبحٌ للوجود المعنوي والباطني والحقيقي لذاك العظيم، إلّا أنّ هذا المقدار من المعرفة يكفي المسلمين لضمان استمرار حركتهم نحو الكمال ولصيرورة قمّة الإنسانيّة وأوجّ التكامل البشري أمامهم ويشجّعهم على التحرّك نحو الوحدة الإسلاميّة والاجتماع حول ذاك المحور. بناءً على ما تقدّم، نوصي كافّة المسلمين في العالم، بزيادة العمل حول أبعاد شخصيّة الرسول وحياته وسيرته وأخلاقه والتعاليم المأثورة والمنصوصة عن ذاك العظيم[6].
الميل إلى الإسلام
... هناك الكثير من البشر في العالم، ممّن إذا ما عرفوا رسول الإسلام بالقدر الذي عرفه المسلمون، أو حتّى أقلّ من ذلك - أي إذا ما تجلّى من تلك الشخصيّة النورانيّة في قلوبهم - فسيكون ذلك ضامنًا لعقيدتهم والتزامهم بالإسلام. يجب أن نعمل على هذه المسألة[7].
وحدة المسلمين
لقد كان وجود نبيّ الإسلام الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، أكبر عامل للوحدة في كافّة العصور الإسلاميّة واليوم يمكنه أن يكون كذلك، لأنّ عقيدة آحاد المسلمين بذاك الوجود الأقدس العظيم، توأم للعاطفة والعشق، لذلك كان ذاك العظيم، مركز ومحور العواطف والعقائد عند كافّة المسلمين. وهذه المحوريّة، من إحدى موجبات استئناس قلوب المسلمين وتقريب الفرق الإسلاميّة بعضها من بعض[8].
[1] من كلام للإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في لقاء مختلف أبناء الشعب (14/6/1372)(5/9/1993).
[2] من كلام له في لقاء مسؤولي النظام (9/3/1381)(30/5/2002).
[3] القرآن الكريم،سورة الفتح، الآية 28.
[4] من كلام له في لقاء مسؤولي النظام (9/3/1381)(30/5/2002).
[5] من كلام له في لقاء الضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة (13/5/1375)(3/8/1996).
[6] من كلام له في لقاء الضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة (24/7/1368)(16/10/1989).
[7] من كلام له في لقاء الضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة (24/7/1368)(16/10/1989).
[8] م.ن.
موقف الإسلام من الوحدة بين المسلمين الوحدة الإسلامية
لا شك في أن الاختلاف في الرأي موجود بين فئات المسلمين، وهذا لا يشكل خطورة بنفسه، وإنما الخطورة في أن يتحول الاختلاف إلى عداوة والحوار إلى حرب، فحقيقة الحوار تختصر بأن لا يتحول الإختلاف بيننا وبين الآخر إلى عداوة، وهذا لبُّ الأمر الذي يغفل عنه الكثيرون في هذه الأيام، فينجر بعض الناس من هذا المذهب أو ذاك للتعنيف أو التكفير خلافاً لما أراده الإسلام من غرس الأخوة بين المؤمنين به، وما المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار إلا نموذج إنساني حضاري شاخص في تاريخنا يقول لنا تعالوا إلى سعة صدر الإسلام ورحابته التي تسع المسلمين على اختلاف وجهات نظرهم وفكرهم وطرقهم، ولهذا يؤكد الإمام الخميني (قدس سره) على أن مسألة الوحدة بين المسلمين ليست مسألة نستنسبها أو نراها مفيدة لنا في الظرف الحالي، بل هي أمر إلهي بكل ما للأمر الإلهي من معنى، يقوله: "يجب أن نكون يقظين، وأن نعلم أن هذا الحكم ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[1]، هو حكم إلهي، إنهم إخوة، وليست بينهم حيثية غير الأخوّة، وإننا مكلفون جميعاً بالتعامل كالإخوان. إن هذا حكم سياسي، فلو كانت الشعوب الإسلامية البالغ عدد أفرادها مليار مسلم تقريباً، لو كانوا إخوة في ما بينهم، ويتعاملون بأخوّة، فإنه سوف لا يلحق بهم أي ضرر، ولا تتمكن أي قوة عظمى من الاعتداء عليهم. فانتبهوا لهذا المعنى أيها الأخوة.
توجد مجموعة من المسلمين شيعة وأخرى سنة، مجموعة حنفية وأخرى حنبلية وثالثة إخبارية، أساساً لم يكن صحيحاً أبداً طرح هذا المعنى منذ البداية؛ يجب أن لا تطرح مثل هذه المسائل في ذلك المجتمع الذي يهدف فيه الجميع إلى خدمة الإسلام، وأن يكونوا لأجل الإسلام. كلنا جميعاً إخوة، ويقف بعضنا إلى جانب بعض. غاية الأمر أن علماءكم، مجموعة منهم أعطوا فتوى لشيء، وأنتم قلّدتموهم، فأصبحتم حنفيين، بينما عمل قسم آخر بفتوى الشافعي وعمل قسم ثالث بفتوى الإمام الصادق(عليه السلام)، وصار هؤلاء شيعة. فهذه ليست دليلاً على الاختلاف، يجب أن لا نختلف مع بعضنا، وأن لا يكون بيننا تضاد؛ فكلنا إخوة.
يجب أن يحترز الأخوة السنة والشيعة عن أي اختلاف. إن اختلافنا اليوم هو فقط لصالح أولئك الذين لا يعتقدون بالمذهب الشيعي ولا بالمذهب الحنفي ولا بسائر الفرق الأخرى. إنهم يريدون أن لا يكون هذا ولا ذاك، ويعتقدون أن السبيل هو في زرع الفرقة بيننا وبينكم.
يجب أن ننتبه جميعاً إلى هذا المعنى، وهو أننا جميعاً مسلمون، وكلنا من أهل القرآن ومن أهل التوحيد، وينبغي أن نبذل جهدنا من أجل القرآن والتوحيد وخدمتهما"[2].
مراكز التوحّد في الإسلام
هناك نقاط تجمع المسلمين، نقاط يتفق عليها كل المذاهب: الله سبحانه تعالى، والنبي الأكرم، والقرآن الكريم، والحج وو.....
تتفق المذاهب الإسلامية جميعا حول الكثير من المسائل، وما يجمعها أكثر مما يفرقها، ولو أرادت الاجتماع حول ما يجمع لوجدت نفسها أقوى الأمم على الإطلاق. إن إثارة نقاط الخلاف في ما بينها هي العمل الأكبر الذي تقوم بها القوى الكبرى المسيطرة، وتسخر له الكثير من الوسائل الدعائية والإعلامية، والأبواق والأقلام المأجورة، فلماذا نترك هذا الكم الهائل مما يجعلنا الأمة الأكثر تماسكا لنتلهى ببعض ما يشتتنا ويجعلنا أمماً متفرقة؟
يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن الذين يدّعون الإسلام، ويسعون من أجل زرع الفرقة والتنازع لم يجدوا ذلك الإسلام الذي كتابه القرآن، وقبلته الكعبة، ولم يؤمنوا بالإسلام. إن الذين آمنوا بالإسلام إنما هم الذين يقبلون القرآن ومحتوى القرآن الذي يقول ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[3] فيلتزمون بكل ما تقتضيه الأخوّة. تقتضي الأخوة أن يتأثر جميع الإخوان أينما كانوا إذا ألمّت بكم مشكلة، وأن يفرحوا جميعاً لفرحكم"[4].
ويقول حول وسائل الإعلام التي تروج للمسائل الخلافية بين المذاهب الإسلامية: "إنهم يحاولون عبثاً زرع الفرقة. إن المسلمين أخوة في ما بينهم ولا يتفرقون من خلال الإعلام السيئ لبعض العناصر الفاسدة. أصل هذه المسألة وهي الشيعة والسنة، أن السنة في طرف والشيعة في طرف آخر، قد وقعت بسبب الجهل والإعلام الذي يمارسه الأجانب، مثلما نلاحظ بين الشيعة أنفسهم وجود أشخاص مختلفين في ما بينهم، يحارب أحدهم الآخر، ووقوف طائفة ضد أخرى بين نفس الإخوة أهل السنة.
جميع طوائف المسلمين تواجه اليوم قوى شيطانية تريد اقتلاع جذور الإسلام. هذه القوى التي أدركت أن الشيء الذي يهددها هو الإسلام، وأن الشيء الذي يهددها هو وحدة الشعوب الإسلامية.
على جميع المسلمين في كل بلدان العالم أن يتحدوا اليوم في ما بينهم، لا أن تقف طائفة هنا وتطرح نفسها، وتقف طائفة أخرى في مكان آخر وتطرح نفسها أيضاً"[5].
[1] القرآن الكريم، سورة الحجرات، الآية 10.
[2] من خطاب للإمام السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) حول اتحاد الأمة الإسلامية ودعم فلسطين.
[3] القرآن الكريم، سورة الحجرات، الآية 10.
[4] من خطاب له (قدس سره) حول اتحاد الأمة الإسلامية ودعم فلسطين.
[5] ن.م.
الظروف التي أحاطت بإمامة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
يُعتبر عهد الإمام الصادق (عليه السلام) عهد الانفراج الفكريّ لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، طبعاً قياساً بالعهود السابقة التي مرّت بها الأمّة الإسلاميّة. وأسباب هذا الانفراج كثيرة أهمّها ضعف الحكم الأمويّ وانهياره سنة 132هـ. والبداية الضعيفة لدولة بني العبّاس. ومن الطبيعيّ أن ينشغل الحكّام عن رموز أهل البيت (عليهم السلام). لذلك كان الإمام (عليه السلام) بعيداً عن المواجهة السياسيّة العلنيّة. ولذا سُمّي هذا العصر بعصر انتشار علوم آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
"وكان فضلاء الشيعة ورواتهم في تلك السنين آمنين على أنفسهم مطمئنّين متجاهرين بولاء أهل البيت (عليهم السلام) معروفين بذلك بين الناس، ولم يكن للأئمّة عليهم السلام مزاحم لنشر الأحكام، فكان يحضر شيعتهم مجالسهم العامّة والخاصّة للاستفادة من علومهم"[1].
ولقد بلغ الازدهار العلمي والفكري غايته في عهد الإمام الصادق (عليه السلام) فازدهرت المدينة المنوّرة وزخرت بطلاب العلوم ووفود الأقطار الإسلامية، وانتظمت فيها حلقات الدرس، وكان بيته كجامعة إسلامية يزدحم فيه رجال العلم وحملة الحديث من مختلف الطبقات ينتهلون من معين علمه. ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان[2].
وإلى هذا أشار الجاحظ - وهو من شاهد علماء القرن الثالث "جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه"[3].
قبس من علمه ومناقبه
"أمّا مناقبه وصفاته فتكاد تفوق عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتّى إنّ من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تُدرَك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها تُضاف إليه وتُروى عنه"[4].
وقال كمال الدين محمّد بن طلحة: هو - "أيّ الإمام الصادق (عليه السلام) - من عظماء أهل البيت (عليهم السلام)، وساداتهم ذو علوم جمّة وعبادة موفورة وأوراد متواصلة وزهادة بيّنة وتلاوة كثيرة يتتبع معاني القرآن الكريم، ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ويقسّم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه. رؤيته تذكّر بالآخرة واستماع كلامه يزهّد في الدنيا والاقتداء بهداه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنّه من سلالة النبوّة، وطهارة أفعاله تصدع بأنّه من ذريّة الرسالة، نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من أعيان الأئمّة وأعلامهم مثل: يحيى بن سعيد الأنصاريّ وابن جريح ومالك بن أسد والثوريّ وابن عيينة وأبي حنيفة وأيوب وغيرهم، وعدّوا أخذهم منه منقبة شُرّفوا بها وفضيلة اكتسبوها"[5].
إذاً، قد شهد القاصي والداني والمؤالف والمخالف أنّ الإمام (عليه السلام) صاحب المقام العلميّ الرفيع الّذي لا ينازعه أحد. حتّى توافدت كلمات الثناء والإكبار والإعجاب عليه من قبل الحكّام، وأئمّة المذاهب، والمؤرّخين وأصحاب السير... وقد أجمع العلماء مثل: المفيد، والطبرسيّ، والفتّال النيسابوريّ، والشهيد الثاني، وابن شهر آشوب، وغيرهم أنّه نُقل عن الإمام من الروايات ما لم يُنقل عن أحد غيره.
وهناك شواهد كثيرة على عظمة الإمام الصادق (عليه السلام) العلمية، وهو أمر متفق عليه من قبل علماء الشيعة والسنّة، فالفقهاء والعلماء الكبار يتواضعون أمام عظمته العلمية ويمدحون تفوقّه العلمي، فأبو حنيفة إمام المذهب الحنفي الشهير كان يقول: "ما رأيت أعلم من جعفر بن محمد"[6].
ويقول أيضاً: لما أقدمه (جعفر بن محمد) المنصور بعث إليّ فقال: "يا أبا حنيفة إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من مسائلك الشداد فهيّأت له أربعين مسألة، ثمّ بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلّمت عليه، فأومأ إليّ فجلست.
ثمّ التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة.
قال عليه السلام: نعم أعرفه.
ثمّ التفت إليّ فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله من مسائلك.
فجعلت أُلقي عليه فيجيبني، فيقول أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا، فربما تابعنا وربما تابعهم وربما خالفنا جميعاً، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخل منها بشيء.
ثمّ قال أبو حنيفة وبعد ما بلغ إلى هذا الوضع: "أليس أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟"[7].
وقال مالك إمام المذهب المالكي: "اختلفت إلى جعفر بن محمد زماناً، فما كنت أراه إلاّ على إحدى ثلاث خصال: إمّا مصلياً، وإمّا صائماً، وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيته قط يحدّث عن رسول الله إلاّ على طهارة[8]. ولا يتكلم بما لا يعنيه. وكان من العلماء العبّاد والزهّاد الذين يخشون الله، وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً"[9].
وكتب الشيخ المفيد: "ونقل الناس عنه -الصادق (عليه السلام)- من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، ولم ينقل عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من العلوم"[10].
[1] الطهراني، آغابزرك، الذريعة، ج2، ص 132.
[2] ابن حجر، الصواعق المحرقة، ص 199.
[3] الجاحظ، رسائل الجاحظ، ص 106، عن مجلة تراثنا، ج 47.
[4] الأربلي، أبو الفتح، كشف الغمة، ج2، ص 368.
[5] م. ن، ص368.
[6] الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج1، ص166.
[7] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج47، ص217؛ الشيخ أسد حيدر، الإمام الصادق عليه السلام والمذاهب الأربعة، ج4، ص335.
[8] ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج1، ص88.
[9] الشيخ أسد حيدر، الإمام الصادق عليه السلام والمذاهب الأربعة، ج1، ص53.
[10] الشيخ المفيد، الإرشاد، ص270.
لقاء القاهرة بين عراقجي وغروسي.. وتداعيات العدوان على ايران
في هذا الاثناء تتوجه انظار المراقبين الى العاصمة المصرية القاهرة، لاحتضانها لقاء مرتقبا بين وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي، التي وصلها اليوم، وبين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، برعاية وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بهدف استكمال المفاوضات الخاصة بالصياغة النهائية لآلية جديدة لتنظيم تعامل إيران مع الوكالة.
رغم ان ايران تدرك جيدا حساسية الوقت و الظروف، حيث تتعامل مع مثلت تتالف اضلاعه من التهديدات الامريكية والاسرائيلية لايران، وتهديد الاوروبيين بتفعيل الية الزناد واعادة "عقوبات" الأمم المتحدة ضد ايران خلال اقل من شهر من الان، والضلع الثالث المتمثل بالاداء المنحاز لغروسي، الذي استغل الثنائي الامريكي الاسرائيلي تقاريره لتبرير عدوانهم الغادر على ايران، ورفضه التنديد بالعدوان وقتل العلماء النوويين الايرانيين مع عوائلهم ، وتعريض المنطقة لخطر الاشعاع النووي، بذريعة متهافتة مفادها انه لا يريد ان يلقي باللوم على طرف دون اخر. رغم ادراك ايران بضغط هذا الضلاع الثلاثة، الا ان على الجهات التي تمثل هذه الاضلاع الا تتوقع ان ترفع ايران الراية البيضاء وتتنازل عن حقوقها المشروعة والقانونية في امتلاك برنامج نووي سلمي، كحق تمتلكه بوصفها عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، وتخضع منشاتها النووية لمراقبة مفتشي الوكالة الدولية، وهي الية تفتيش لم تشهدها اي دولة عضو في الوكالة على مدى تاريخها، فايران ليس لديها ما تخفيه عن انظار العالم.
قد يعتقد غروسي ان الضلعين الاول والثاني في مثلث الضغط قد يضطر ايران لتقديم تنازلات في اللقاء الذي سيجري اليوم في القاهرة، وهو اعتقاد خاطىء ، فعلى الوكالة ان تعلم أن أسلوب وآلية تنفيذ التعهدات النووية (الضمانات ( من جانب إيران لم يعد بالإمكان أن يكون كما كان قبل العدوان الامريكي الاسرائيلي، و من الطبيعي والمنطقي ان ياخذ المفاوض الايراني بالاعتبار الوقائع الميدانية الناجمة عن الهجمات غير القانونية التي شنها الكيان الصهيوني وأمريكا ضد المنشآت النووية الإيرانية، إضافة إلى قانون البرلمان الإيراني وملاحظات المجلس الأعلى للأمن القومي، من اجل التوصل الى بروتكول ينظم العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اي بلد اخر كان سيتعامل مثل ايران مع الوكالة لو تعرض الى عدوان غادر وهو يتفاوض مع امريكا، فالعدوان حصل مباشرة بعد نشر غروسي تقريره الذي اتهم ايران بعدم الالتزام بتعهداتها، الامر الذي على ضوئه أصدر مجلس الشورى الإسلامي قرارا بتعليق التعاون بين إيران والوكالة والوكالة الدولية، التي كانت ملزمة بالتنديد بالهجوم منعا لتكراره مستقبلا.
رغم الطعنة الغادرة التي وجهت لايران بالظهر، الا انها لم تترك اي فرصة دبلوماسية دون استثمار، فقد التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في قطر، لاقناع الاوروبيين بان قرار تفعيل الية الزناد قرار خاطىء، وعليهم ان يغيروا اساليبهم بالتعامل مع ايران. فالقرار الاوروبي بتفعيل الية الزناد يحمل الكثير من الصلف والوقاحة والحقد، فالاوروبيون يتهمون ايران بالتهرب من المفاوضات ، متناسين ان ايران كانت الطرف الذي تعرض لهجوم عسكري في قلب العملية الدبلوماسية.، والطرف الذي شن العدوان هو الذي انسحب من المفاوضات وقبل ذلك انسحب من الاتفاق برمته. والانكى من ذلك ان الاوروبيين الذين يتهمون ايران لم ينفذوا الاتفاق النووي، بينما نراهم يعلنون وبغطرسة انهم مازالوا ملتزمين بالاتفاق من دون ان يقدموا دليلا واحدا على زعمهم هذا، وهو ما يحرمهم من اي حق قانوني يسمح لهم بتفعيل آلية الزناد.
ايران تدرك جيدا ان الية الزناد ليست أمرا جيدا ولا ينبغي لأحد الاستهانة بعواقبها السياسية، ولكن في المقابل ايضا تدرك ايران انه لا ينبغي تضخيم الأمر أكثر من اللازم، فـ "العقوبات" الامريكية المفروضة على ايران اكبر بكثير من العقوبات الاممية. كما ان ايران اعدت العدة لكل السيناريوهات الاقتصادية والسياسية لضمان إدارة شؤون البلاد بأقل الأضرار إذا ما فُعلت هذه الآلية وأعيد فرض "العقوبات" عليها. لذلك امام الاوروبيين خيارين، إما أن يسلكوا طريق المواجهة، والكل فيها خاسر، أو أن يدخلوا في طريق التفاعل والتعاون.
على الوكالة الدولية أن تلتزم بمسؤوليتها الخطيرة، ومن بينها حماية حقوق الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي، وان تغتنم فرصة اللقاء الذي ترعاه مصر بين عراقجي وغروسي، لتصحيح جانب من خطائها السابقة والتي كادت ان تؤدي الى قوع كارثة لا تحمد عقباها، لاسيما بعد ان اعلن وزير الخارجية الايراني في لقاء مع نظيره المصري اليوم، استعداد إيران لصياغة دليل (بروتوكول) للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوضع الجديد الناتج عن الهجمات الاميركية والصهيونية غير القانونية، والتي مثلت ضربة قاصمة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. من اجل سد الطريق على الجهات التي ترى في الاستقرار، عدوها اللدود، وفي مقدمة هذه الجهات الكيان الاسرائيلي الارهابي.
ماذا بعد العدوان ’الاسرائيلي’ على قطر؟
شنت الطائرات الاسرائيلية عدوانا غاشما مساء اليوم الثلاثاء استهدف قيادات سياسية من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في الوقت الذي كانت هذه القيادة تناقش مقترح الرئيس الامريكي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة.
وسائل اعلام في كيان الاحتلال كشفت عن ان الكيان ابلغ الادارة الامريكية بالهجوم على الدوحة. فيما نقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مسؤول في كيان الاحتلال قوله ان ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم، وان طائرات استطلاع أميركية وبريطانية حلقت في سماء قطر قبل الهجوم. اما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فكتبت تقول ان الهجوم تم بالتنسيق مع دول أخرى.
رغم ان الاخبار لم تكشف المزيد عما حدث مساء اليوم في الدوحة لحد الان، الا ان ما حدث حمل في طياته رسائل في غاية الاهمية والخطورة نشير الى بعضها:
-لا التطبيع و لا الحياد ولا الوساطة ولا ابداء الضعف يمكن ان يجنب دول وشعوب المنطقة الاطماع والارهاب الصهيوني، فالجميع بدون استثناء، مستهدف، والاستهداف قادم وفقا للظروف التي يراها الكيان الاسرائيلي مواتية.
-الكيان الاسرائيلي لا يؤمن بالسلام بل بالاستسلام، والا كيف يمكن ان يقوم الكيان بمحاولة قتل اشخاص قرروا ان يتفاوضوا معه لانهاء الحرب اذا كان يؤمن بالسلام؟. وعلامة الاستفهام هذه تكبر لو علمنا، كما كشف الاعلام الصهيوني، ان مخطط الهجوم تم الاعداد له منذ اشهر، اي ان كل ما قيل عن المقترحات والمفاوضات ليس سوى ذر للرماد في العيون.
-ان امريكا هي التي جعلت هذا الكيان المجرم والسفاح يتمادى بهذا الشكل المنفلت ويعتدي على سيادة دول المنطقة ، حتى تلك التي لا تناصبه العداء، و ترتبط معه باتفاقيات سلام، وتغتال مسؤولين كبار فيها ، وتستهدف حكومات وافراد ، وتجوع اكثر من مليوني انسان، بهدف تهجيرهم، وتعلن ان حدودها غير محددة وانها تتمدد على حساب الدول الاخرى، دون ان يخشى من مساءلة او عقاب.
-العدوان على الدوحة كشف لكل ذي عين، ان القواعد العسكرية الامريكية المنتشرة في المنطقة كالغدد السرطانية، لم توجد الا من اجل امن"اسرائيل" ، وكل ما يقول غير هذا هو عبارة عن اكاذيب.
ترى ماذا كانت تفعل قاعدة العديد في قطر، وباقي القواعد الامريكية والاساطيل البحرية الامريكية في المنطقة، عندما دخلت 10 طائرات اسرائيلية الاجواء القطرية ، قاطعة مسافة 1800 كيلومتر ، بعد ان تزودت بالوقود في الجو، وتطلق 12 صاروخا مستهدفة مناطق سكنية في قلب الدوحة؟ لماذا لم يتم تحذير قطر؟ لماذا لم تمنعها القواعد الامريكية؟. من المؤكد ان جميع القواعد الامريكية في المنطقة كانت على علم بالهجوم، بل وفرت له ما يلزم لينجح.
اقرأ وتابع المزبد:
-بات واضحا كيف تنظر امريكا الى دول المنطقة التي تعتبر نفسها حلفاء لامريكا، وكيف تضحي امريكا بالجميع من اجل "اسرائيل"، فلا المليارات التي اخذها ترامب ولا الهدايا الضخمة التي حصل عليها خلال زيارته لدول المنطقة، غيرت من نظرت امريكا لهذه الدول، التي صدقت اكاذيب امريكا بان هناك عدو غير "اسرائيل" يتربص بها.
-على مسؤولي دول المنطقة ان يتحسسوا رؤوسهم بعد استهداف الدوحة، التي كانت تعتبر نفسها وسيطا محايدا، فمن الذي يضمن ان يتكرر ها الامر مرة اخرى في الدوحة والرياض ودبي والكويت والمنامة والقاهرة و..، ما دامت ادارة ترامب المتصهينة هي الراعي الاول لهذه العربدة والارهاب الاسرائيلي.
-اخيرا نوجه كلامنا الى المطبعين، وابواق امريكا واسرائيل من ابناء منطقتنا، ماذا تقولون بعد اليوم، هل مازلتم مصرين على ان التطبيع ومهادنة اسرائيل كفيلان بتجنب شرها؟ هل مازالتم مصرين على مهاجمة محور المقاومة والدعوة الى نزع سلاحها؟.
لو كنتم على عنادكم القديم، نرجو الى تتابعوا اخبار ما يحدث في سوريا يوميا رغم ان حكومة الجولاني تتفاوض مع اسرائيل للتطبيع معها، وانظروا الى ما حدث اليوم في الدوحة، عندها ستدركون ان المقاومة هي الجهة الوحيدة في منطقتنا التي تفهم اللغة التي يتقنها العدو الارهابي.
قائد الثورة الاسلامية يجيز بصرف جزء من اموال الخمس لأهالي غزة
ردا على استفتاء بشان جواز صرف جزء من اموال الخمس لاهالي غزة المظلومين، اصدر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد على خامنئي، اجازة شرعية بصرف جزء من اموال الخمس لهذا الامر.
وفي تفاصيل الخبر فقد صدر عن قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي أخيرا إجازة شرعية بجواز إعطاء جزء من أموال الخمس إلى الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، وذلك في معرض إجابته على استفتاء وُجّه لسماحته.
وفيما يلي نص السؤال والإجابة كما نشرها موقع KHAMENEI.IR:
هل تجيزون دفع جزء من الخمس إلى أهالي غزة المظلومين؟
يجوز للمؤمنين دفع نصف سهم الإمام المبارك عليه السلام (أي ربع الخمس) لمساعدة أهالي غزة المظلومين.

الشيخ قاسم للدول العربية: إذا أزال الاحتلال المقاومة فسيكون دوركم التالي
توجه الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إلى الدول العربية محذراً من الوقوف في وجه المقاومة الفلسطينية، وقال: "طالما أن مشروع "إسرائيل الكبرى" قائم، فلماذا لا تدعمون المقاومة، محذرا إذا أُنهيت المقاومة، فلن يستطيع أحد مواجهة كيان الاحتلال.
تحذير الدول العربية من الوقوف في وجه المقاومة الفلسطينية
وأوضح الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال المهرجان المركزي في لبنان إحياءً لذكرى ولادة النبي محمد (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع)، أن الدول العربية يجب أن تدعم المقاومة الفلسطينية ماليًا أو إعلاميًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا أو في المحافل الدولية. وقال: "طالما أن مشروع 'إسرائيل الكبرى' قائم، فلماذا لا تدعمون المقاومة؟ إذا أُنهيت المقاومة، فلن يستطيع أحد مواجهة كيان الاحتلال".
وأضاف سماحته: "كفوا عن الحديث بحصرية السلاح، ومن يتصور أنه يسحب الذرائع من العدو فهو واهم لأن العدو مستمر بمشروعه".
نصرة فلسطين كأعلى درجات الوحدة الإسلامية
وأكد الشيخ قاسم أن نصرة فلسطين تمثل أعلى درجات التعبير عن الوحدة الإسلامية، مشددًا على وقوف الجمهورية الإسلامية في إيران إلى جانب فلسطين ومقاومتها. وأضاف: "قضية فلسطين هي أبرز قضية تعبّر عن الوحدة الإسلامية، ونحن وقفنا إلى جانبها وضحيّنا من أجلها".
دعم أهل غزة والضفة الغربية
وأشار سماحته إلى ضرورة الوقوف مع أهل غزة والضفة الغربية في وجه العدوان الإسرائيلي الأميركي المجرم، مشيرًا إلى صمود الشعب الفلسطيني واستمرارية المقاومة على الرغم من كل الصعوبات.
الإشادة بعملية "راموت" قرب القدس
ووصف الشيخ قاسم عملية "راموت" بأنها عملية جريئة وشجاعة، مؤكداً أن الفلسطينيين يمتلكون إرادة الحياة والمقاومة، منوهاً إلى وقوع أعداد كبيرة من الشهداء في جباليا وحي الشيخ رضوان، ومؤكدًا أن الفلسطينيين شعب قوي يستحق الدعم والمساندة.
إدانة العدوان على قادة حماس في قطر
وأدان سماحته عدوان الاحتلال الذي استهدف قادة حماس في قطر، واصفًا إياه بأنه عدوان خطير ومدان ولا يمكن السكوت عنه. وقال: "نقف إلى جانب قطر في مواجهة هذا العدوان، وهو ليس عدوانًا استثنائياً بل هو جزء من مشروع 'إسرائيل الكبرى' ويمارس بضوء أخضر أميركي".
وأضاف أن العدو يعمل منذ سنتين على تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى" خطوة بخطوة من غزة والضفة وحتى قطر، وأن استمرار المقاومة هو ما يعرقل هذا المشروع.
المقاومة صمام أمان لبنان
وشدد امين عام حزب الله على أن المقاومة كانت وما زالت صمام أمان لبنان وحمت سيادته وأرضه، مضيفًا: "أعلى مراتب الوطنية هي الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض، وكل من دافع عن لبنان منذ تأسيسه ساهم في حماية واستقلال البلاد، وهذا ما قامت به المقاومة الإسلامية التي قدّمت خيرة قادتها وشبانها وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله".
وأشار إلى أن المقاومة استطاعت إحباط أهداف تل أبيب ومنعتها من احتلال الأرض في معركة "أولي البأس"، مؤكدًا أن العدو اليوم مردوع ولا يجد مستقرًا في لبنان.
اتفاق وقف إطلاق النار لم يحقق أهدافه
وأكد سماحته أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يحقق أهدافه، وأن استمرار خروقات العدو هو جزء من محاولة دفع لبنان نحو الانهيار نتيجة الفساد وعدم تطبيق اتفاق الطائف، مشيرًا إلى دور المقاومة في دعم استقرار البلاد عبر تعزيز انطلاق العهد الرئاسي للرئيس ميشال عون ومواجهة العدوان الإسرائيلي.
التحذير من نزع سلاح حزب الله
وحذر الشيخ قاسم من محاولات نزع سلاح حزب الله قبل مواجهة أي عدوان، سواء كانت الخطوة سلمية أو عسكرية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي يسعيان لتجريد لبنان من قوته وتحويله إلى لقمة سائغة أمام مشروع "إسرائيل الكبرى".
الحكومة اللبنانية وأولوية السيادة الوطنية
وأكد امين عام حزب الله أن أولوية الحكومة يجب أن تكون تحقيق السيادة عبر إخراج كيان الاحتلال من لبنان قبل أي شيء آخر، محذرًا من الوساطة الأميركية المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن جلستي الحكومة في 5 و7 آب لم تكونا ميثقيتين وكان المقصود منهما أخذ البلد نحو المجهول، بسبب عدة عوامل كبحت تنفيذ الحكومة للقرارات.
وأضاف سماحته: "الغرب لا يأبه بلبنان بل بأمن كيان الاحتلال، لكن بالنسبة لنا لبنان هو أرضنا وأجبالنا ومستقبلنا، ولن نستسلم مهما بلغت الضغوط. نهضة لبنان تمر عبر تحقيق السيادة وطرد العدو ومنع أي وصاية عربية أو أميركية، وضمان انتظام عمل الدولة ومؤسساتها والانطلاق بإعادة الإعمار ومواجهة الفساد الذي أدى للانهيار السابق".
تحية إلى اليمن لدوره في الوحدة الإسلامية
وجّه الشيخ قاسم تحية خاصة إلى اليمن، مشيدًا بصبره وتحمله الأعباء الكبيرة من أجل التعبير عن الوحدة والوقوف إلى جانب فلسطين: "اليمن العظيم والشجاع يتحمل أعباءً كبيرة من أجل التعبير عن الوحدة والوقوف إلى جانب فلسطين".
إيران تحدد شرط استمرار الاتفاق مع الوكالة الذرية
أشار وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي إلى أن استمرار الاتفاق الجديد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة مشروط بعدم اتخاذ أي إجراء عدائي ضد جمهورية إيران الإسلامية بما في ذلك تفعيل "آلية الزناد".
شرطية الاتفاق ضد أي إجراء عدائي
وأشار عراقجي في ختام زيارته لمصر، في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى وجود نقطة بالغة الأهمية في هذا الاتفاق يجب التأكيد عليها؛ وأوضح: "كما ذكرتُ في المؤتمر الصحفي، فإن هذه الوثيقة واستمرار وجودها مشروطان بعدم اتخاذ أي إجراء عدائي ضد جمهورية إيران الإسلامية. على سبيل المثال، إذا تم تفعيل ما يُعرف بـ"آلية الزناد"، فسيتم تعليق تطبيق هذه الوثيقة بالتأكيد. سيتم تحديد رد فعل إيران وكيفية تصرفها على الفور".
وأوضح عراقجي: لقد طرحتُ هذه المسألة بوضوح وصراحة، سواءً في المفاوضات مع غروسي، أو في اللقاء مع الأصدقاء المصريين، أو في المؤتمر الصحفي، حيث أكدتُ أن صلاحية هذا الاتفاق ستبقى قائمة طالما لم يُتخذ أي إجراء عدائي ضد إيران؛ بما في ذلك مسألة تفعيل آلية الزناد.
توافق الاتفاق مع القانون الإيراني
وأوضح قائلاً: "لذلك يُمكن القول إن هذا الاتفاق الإطاري الجديد، أو "الآلية"، يتوافق تمامًا مع قانون مجلس الشورى الإسلامي، ويسير في نفس الاتجاه الذي حدده القانون. يأخذ هذا الاتفاق في الاعتبار المخاوف الأمنية لإيران، ويعترف بحقوقها، ويُحدد شكلًا جديدًا للتعاون مع الوكالة؛ وجميعها كانت مطالب إيران الرئيسية، وهي الآن مُدرجة في هذا الاتفاق".
وفيما يتعلق بتفاصيل الاتفاق الجديد مع الوكالة، قال وزير الخارجية: "يجب أن أؤكد أنه بموجب هذا الاتفاق، لن يُسمح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى أي موقع، باستثناء محطة بوشهر للطاقة، التي بدأ العمل فيها بالفعل ويستمر بفضل استبدال الوقود، ووفقًا لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي".
عدم إنشاء إمكانية وصول جديدة
وتابع عراقجي: "هذا الاتفاق بحد ذاته لا يُنشئ أي إمكانية وصول جديدة. ستتفاوض إيران بشأن نوع الوصول في وقتها، بناءً على التقارير التي ستقدمها مستقبلاً. لا يتضمن هذا الاتفاق أي ذكر لشكل عمليات التفتيش والوصول التي ينبغي أن تجريها الوكالة، وقد أُجّل هذا الأمر إلى مفاوضات منفصلة في المستقبل؛ وذلك بعد تقديم إيران لتقريرها. بشكل عام، يمكن القول إن خطوة جديدة في الاتجاه الصحيح قد اتُخذت؛ خطوة تُزيل تمامًا الأعذار وتُجرّد من سعوا إلى إساءة استخدامه لأغراضهم الخاصة".
الاتفاق يعترف بالظروف الجديدة والمخاوف الأمنية الإيرانية
إن أهم ما يميز هذا الاتفاق هو اعترافه بالظروف الجديدة وضرورة تعاون إيران مع الوكالة في إطار جديد؛ كما أنه يُقر بأن المخاوف الأمنية الإيرانية مشروعة ويجب أخذها في الاعتبار.
وأضاف: بدأت مفاوضاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إطار التعاون الجديد بتفويض من المجلس الأعلى للأمن القومي، ووصلت إلى مرحلة تتطلب سلسلة من المفاوضات رفيعة المستوى لوضع اللمسات الأخيرة على نص الاتفاقية.
موافقة الوكالة على الإطار الجديد
وتابع رئيس السلك الدبلوماسي: "أخيرًا، وافقت الوكالة على هذه المسألة، ودخلنا في مفاوضات، وكانت نتيجتها الاتفاق الأخير. وكما ذكرنا سابقًا، فقد راجع المجلس الأعلى للأمن القومي بداية المفاوضات وتفاصيل بنود الاتفاق، وأقرّها. وأهم ما يميز هذا الاتفاق والوثيقة الموقعة هو اعترافها بالظروف الجديدة الناشئة، وضرورة أن يتم تعاون إيران مع الوكالة بصيغة جديدة؛ كما أنها تُقرّ بأن مخاوف إيران الأمنية مشروعة ويجب أخذها في الاعتبار".
وأكد عراقجي مجددًا أن مخاوف إيران الأمنية مشروعة ويجب معالجتها، قائلاً: "لقد تم قبول قانون مجلس الشورى الإسلامي الموقر صراحةً في نص هذا الاتفاق؛ أي أن على إيران التحرك في إطار هذا القانون، وقد تم الاعتراف بالمسار الذي حدده القانون - أي التنسيق الكامل من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي - في هذه الوثيقة. وبناءً على ذلك، سيتم تنفيذ تعاون إيران في هذا الإطار وبتنسيق المجلس الأعلى للأمن القومي".
دور مصر في تسهيل المفاوضات
وبناءً على اقتراح وزير الخارجية المصري، تقرر عقد هذا الاجتماع في القاهرة، ولذلك، وفي طريقي إلى تونس، توقفت في القاهرة.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى جولة مفاوضات استمرت أكثر من ثلاث ساعات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتوصل إلى اتفاق بشأن النص.
وتابع: بالإضافة إلى هذه المناقشة، عُقد اجتماع ثنائي مع كل من وزير الخارجية ورئيس مصر. لقد تقدمت علاقاتنا مع مصر بشكل ملحوظ، وتمت إزالة العديد من العقبات، وهناك تفاهم جيد للغاية في العلاقات.
واضاف: أرى من الضروري أن أشكر وزير الخارجية والرئيس المصري على دعمهما السياسي لهذا الاتفاق وإسهامهما في إنجاحه. والآن، أُبرم هذا الاتفاق بين إيران والوكالة بحضور ودعم مصر، مما منحه مزيدًا من المصداقية.
المشاورات الإقليمية
وتابع عراقجي: مشاوراتنا الإقليمية مستمرة أيضًا ونتبادل وجهات النظر. حاليًا، أُضيف بُعدٌ جديد، وقد أدّت جهود وزير الخارجية المصري إلى التوصل إلى هذا الاتفاق بشكلٍ أفضل وأسرع، وهو ما نشكره عليه شخصيًا للحكومة المصرية ولوزير الخارجية.
وأكد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه جاء في ضوء الظروف الجديدة التي برزت بعد الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، وقال: "بصفتنا عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، تعاونّا دائمًا مع الوكالة بناءً على اتفاقيات سابقة، وكان برنامجنا سلميًا أيضًا وتحت إشراف الوكالة. ومع ذلك، بعد الهجوم، تغيرت الظروف، وخلال مناقشاتنا مع الوكالة، أكّدنا أن التعاون لم يعد ممكنًا كما كان من قبل، ويجب تحديد إطار عمل جديد له".
وأضاف عراقجي: "نأمل أن يُمهد هذا الاتفاق الطريق لحل دبلوماسي، شريطة أن يكون الطرف الآخر صادقًا وجادًا في ادعائه بالرغبة في حل دبلوماسي". وقال: "أعتقد أن التوجهات والمواقف التي سيتخذها مجلس المحافظين بشأن هذه القضية حاسمة للغاية وستحدد مسار المضي قدمًا".