emamian

emamian

الجمعة, 26 أيلول/سبتمبر 2025 06:32

كيفية غيبة الإمام المهدي (عليه السلام)

إن ظاهرة اختفاء الأشخاص أو الأشياء، واختفاء أفعال الإنسان عن أعين الناظرين، ليست أمرًا مستجدًا في سجل معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء والصالحين، بل لها سوابق متكررة.

ودليل ذلك ما ورد في تفسير الآية الكريمة: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾ (الإسراء: 45).

فإلى جانب الدلالة الظاهرة للآية على أن الله تعالى كان يحجب رسوله الأعظم (صلى الله عليه وآله) عن أنظار الكفار الذين كانوا يعتزمون إيذاءه أثناء تلاوته للقرآن، يذكر بعض التفاسير أن الله كان يُخفي النبي (صلى الله عليه وآله) عن أشخاص مثل أبي سفيان والنضر بن الحارث وأبي جهل وأم جميل (حمالة الحطب)، فكانوا يمرون بجواره دون أن يروه. (الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص645؛ السيوطي، الدر المنثور، ج4، ص186)

ويروي ابن هشام في "السيرة" حكاية عن اختباء النبي (صلى الله عليه وآله) عن نظر أم جميل، منتهيًا بقول النبي: «لقد أخذ الله ببصرها عني». (ابن هشام، ج1، ص238)

كما تذكر المصادر التاريخية الموثقة أنه أثناء الهجرة من مكة إلى المدينة، لم يتمكن المشركون - الذين تجمعوا أمام باب دار النبي (صلى الله عليه وآله) لاغتياله - من رؤيته حين خرج، بعد أن أمر الإمامَ عليًا (عليه السلام) بالنوم في فراشه، حيث نثر على رؤوسهم حفنة من التراب وتلا آيات من سورة "يس" حتى ﴿فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾، فمرّ من بينهم دون أن يلحظه أحد. (ابن هشام، ج2، ص333؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص227-228؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص103)

ويضيف تفسير "الدر المنثور" رواية مطولة بهذا الشأن، ينقلها الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن آبائه المعصومين.

كما تورد كتب التفسير، لدى شرحها للآية ﴿وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (يس: 9)، روايات عديدة تؤكد هذا المعنى. (الطوسي، التبيان، ج8، ص446؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص649–650؛ السيوطي، الدر المنثور، ج5، ص258–259)

ويشهد تاريخ الأئمة (عليهم السلام) على وقائع مماثلة، كاختفاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن عمّال عبد الملك بن مروان، وهي حادثة يرويها علماء الفريقين، بما فيهم ابن حجر الهيتمي. (الصواعق المحرقة، ص200)

وبناء عليه، فإن قضية اختفاء الأشخاص هي قضية واقعية وموثقة.

أما إخفاء الهوية وعدم القدرة على التعرف على الشخص دون اختفاء جسده، فهو أمر شائع وبسيط، ولا يتطلب عادةً معجزة أو خرقًا للعادة، إذ كثيرًا ما نرى أشخاصًا دون أن نعرف هوياتهم.

وبالعودة إلى السؤال الرئيس، يمكن القول: إن غيبة الإمام (عليه السلام) تحقق أهدافها وفلسفتها - من إخفاء أمره وحمايته من التعرض له - في كلتا الحالتين. بيد أن استقراء مجموع الروايات وحكايات اللقاء به (عليه السلام) يشير إلى أن غيبته تجمع بين الشكلين: تارة يختفي جسده عن الأنظار، وتارة أخرى يكون حاضرا ولكن غير معروف الهوية. بل قد يجتمع الأمران في وقت واحد، حيث يراه أحدهم دون أن يعرفه، بينما لا يراه آخر على الإطلاق، كما حصل مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض الوقائع السابقة.

والملاحَظ أن اختفاء الجسد يتطلب بالضرورة خرقًا للعادة ومعجزة إلهية، بينما إخفاء الهوية يمكن أن يحدث بطريقة طبيعية، وإن كانت استمراريته أحيانًا تتطلب تدخلًا إلهيًا لحماية الإمام من الفضول والاكتشاف. والله القادر على كل شيء يوفر جميع السبل - العادية وغير العادية - لحفظ وليه، بما يحقق المشيئة الإلهية والمصلحة العليا.

وللحديث بقية ستأتي في الأجزاء التالية إن شاء الله.. والجدير بالذكر أن هذا الجزء مُقتبس من كتاب "پاسخ به ده پرسش پیرامون امامت" (الإجابة على عشرة أسئلة حول الإمامة) لآية الله لطف الله صافي الكلبايكاني مع بعض التعديلات.

يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقحام الدول العربية عسكريا في قطاع غزة بعدما عجزت إسرائيل عن تحقيق أهدافها بعد عامين من الحرب المدمرة، التي اعتبرتها الأمم المتحدة إبادة جماعية.

فقد عقد ترامب مساء الثلاثاء، اجتماعا وصفه بالمهم جدا مع قادة ومسؤولين من دول عربية وإسلامية، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وبحث الاجتماع ما يمكن فعله لوقف الحرب في القطاع، بينما تتزايد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين المستقلة، وهي اعترافات تراها الولايات المتحدة مضرة بهذا النزاع.

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– مواصلة العمليات العسكرية في غزة حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، و"إحلال السلام في المنطقة".

توريط العرب في غزة

ورغم انتهاء الاجتماع، إلا أنه لم يعرف بعد ما الذي بحثه ترامب بالضبط مع قادة ومسؤولين في دول عربية وإسلامية، منها السعودية وقطر وتركيا ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، لكنّ محللين يعتقدون أنه سيطلب من هذه الدول التدخل لإنهاء الحرب.

وقد يتمثل هذا التدخل في رأي محللين بإرسال قوات من هذه الدول لكي تحل محل قوات الاحتلال جزئيا وتعمل على نزع سلاح المقاومة، قبل الحديث عن إنهاء الحرب.

ويتوقع المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك أن يكون ترامب "فظا في خطابه"، وأن يطلب من هذه الدول إرسال قوات لإنهاء وجود المقاومة و"دفع أموال لسد حاجة الفلسطينيين الذين تجوعهم إسرائيل".

وحسب ما قاله واريك خلال برنامج "مسار الأحداث"، فإن ترامب لن يقبل بأي تحرك لإنهاء الحرب ما لم تقبل الدول العربية بإرسال قوات ودفع أموال والعمل على إنهاء وجود حماس في غزة، وهو أمر يظل محل تساؤلات.

ومع ذلك، فإن ترامب يستمع لمستشارين يبدو أنه يثق فيهم وهؤلاء لا يعتقدون أن الدول العربية سترسل قوات إلى غزة، كما يقول واريك، الذي أكد أن الاعترافات الدولية بفلسطين كدولة والحديث عن حقوق الفلسطينيين تظل مجرد كلام ما لم تقترن بفعل.

وحتى لو قبل العرب بإرسال قوات لتوفير الأمن بدلا من إسرائيل، فإن وقف الحرب سيحل ثالثا في أولويات ترامب بعد وصول هذه القوات وانسحاب إسرائيل من مناطق محددة بالقطاع، بحسب رأي المسؤول الأميركي السابق الذي قال إنه لا يفهم طبيعة السياسة الأميركية الحالية.

وخلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حمل ترامب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب وفشل المفاوضات ولم يتطرق إلى وضع المدنيين في غزة ولا إلى مسؤولية إسرائيل عن هذه الأوضاع.

وكان حديث ترامب في الجمعية العامة دليلا على عدم وجود عملية سياسية حالية وتأكيد أن ما يحدث هو طرح خيارات تصب كلها في خانة ترسيخ المعادلة الصفرية التي تريدها إسرائيل، برأي الباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر.

وقد أكد محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، في مقابلة للجزيرة الاثنين عدم وجود أي مقترحات جديدة، وقال إن واشنطن ليست جادة في وقف الحرب وتتنصل حتى من المقترحات التي تقدمها هي.

لذلك، يعتقد شاكر أن اجتماع ترامب بقادة الدول العربية والإسلامية يستهدف توريط هذه الدول في اليوم التالي للحرب ومنح إسرائيل مزيدا من الوقت لمحو غزة، بينما تبدو الولايات المتحدة أمام العالم وكأنها تبحث عن حلول.

فترامب، كما يقول شاكر، ليس معنيا إلا بما تريده إسرائيل وليس منشغلا إلا بتحقيق أهدافها التي تمثل خسارة لكل الفلسطينيين وليس للمقاومة وحدها، بما فيها التهجير.

نتنياهو سيفشل أي مقترح

وبما أن إسرائيل لا تريد رؤية مفاوض فلسطيني أساسا، فإن الولايات المتحدة لا تقول ما تريده بوضوح وتسير خلف تل أبيب أينما سارت، وتستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع تنفيذ الإرادة الدولية ضدها، حسب شاكر.

ومع ذلك، يعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن نتنياهو سيعمل على إفشال هذا المقترح حتى لو قبلت به الدول العربية، لأن وقف الحرب يمثل خسارة سياسية وإستراتيجية له ولليمين المتطرف الذي يريد احتلال القطاع واستيطانه وتهجير سكانه.

ولأنه لا يستطيع رفض طلب أميركي جاد بوقف الحرب، فسيعمل نتنياهو على قبول المقترح عموما لكنه سيحاول إدخال بنود لا يمكن لأي طرف قبولها، كرفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وبقاء إسرائيل عسكريا في مناطق عازلة داخل القطاع، وحريتها في العمل، حتى ينتهي إلى الفشل كما فعل مع كل المقترحات السابقة، في رأي مصطفى.

فإنهاء الحرب، حتى لو بتدخل قوات عربية في قطاع غزة، ووجود حكم محلي دون مشاركة حماس، يعني فشل نتنياهو في تحقيق كل ما وعد بتحقيقه قبل عامين، وهذا ما سيدفعه -وفق مصطفى- لإقناع ترامب بتبني مخططات إسرائيل العسكرية والزمنية التي تفسد أي مقترح.

فإسرائيل تعيش عزلة تاريخية على المستوى الدولي، واليمين فيها بنى خططه على التهجير والاستيطان، ومن ثم فإن الحديث عن تدخل عربي في غزة سيحقق أهداف إسرائيل في الحرب، لكنه لن يحقق أهداف نتنياهو.

ولهذا السبب تحديدا، يعتقد مصطفى أن نتنياهو "سيعمل بكل الطرق على قطع الطريق أمام هذه الخطة التي ستلحق به هزيمة سياسية ثقيلة حتى لو أخرجت حماس من الحكم، لأنه معني بإطالة الحرب حتى لو انتهى بخسارة إستراتيجية لإسرائيل".

المصدر: الجزيرة

أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أن الشهادة هي ثمرة الجهاد، سواء في حرب الأعوام الثمانية، أو في معركة الأيام الاثني عشر البطولية، أو في لبنان وغزة وفلسطين، مشدداً على أن الشعوب ترتقي وتنمو عبر هذه التضحيات.

أن سماحته أشار في رسالته بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس إلى أن الشهادة تمنح المجتمعات الإسلامية البهاء والسمو، مؤكداً أن الأمم تنمو بمثل هذه المجاهدات وتزداد إشراقاً بهذه التضحيات.

وجاء في نص الرسالة التي تليت بالتزامن مع مراسم إزالة الغبار وتزيين قبور الشهداء بالورود والعطر في مختلف أنحاء البلاد، والتي ألقاها حجة الإسلام موسوي مقدم، ممثل الولي الفقيه في مؤسسة الشهيد وشؤون المضحين، في مقبرة روضة الزهراء بطهران:

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أضفى أسبوع الدفاع المقدس هذا العام رونقاً خاصاً ببركة استشهاد نخبة من رموز مسيرة المقاومة الإسلامية، إلى جانب كوكبة من الشباب الشجعان في مختلف الساحات.

إن الشهادة جزاء الجهاد، سواء في حرب الأعوام الثمانية، أو في المعركة البطولية ذات الأيام الاثني عشر، أو في لبنان وغزة وفلسطين. فالشعوب تنمو بهذه المجاهدات، وتكتسب الشهادة لها بهاءً وإشراقاً.

المهم أن نتيقن بوعد الله في انتصار الحق وزوال الباطل، وأن نلتزم بواجبنا في نصرة دين الله.

السيّد علي الخامنئي

24 سبتمبر 2025

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الأربعاء، أن ایران لن تسعى لتصنيع أسلحة نووية ولن تسعى لامتلاكها أبداً.

قرار نهائي بدعم القيادة الدينية

وشدد بزشكيان على أن هذا القرار نهائي ويستند إلى أوامر القادة وسلطتها الدينية، معتبراً أن إيران ترفض أي سباق تسلح نووي بشكل قاطع.

الهجمات والاعتداءات على إيران والدول الأخرى

وأكد الرئيس الإيراني أن كل ذلك حدث بدعم من أقوى قوة عسكرية في العالم تحت ذريعة الدفاع عن النفس، مضيفًا أن إيران تعرضت لاعتداءات خطيرة واغتيال العلماء والقادة، مؤكدًا أن الأطفال والنساء يُقتلون يوميًا في غزة وتُدمر الممتلكات بشكل منهجي.

تهديد الاستقرار الدولي

وتابع بزشكيان أن استمرار هذا الوضع يهدد استقرار كل الدول، مشيرًا إلى أحداث مأساوية شهدها العالم خلال العامين الماضيين، منها الإبادة الجماعية في غزة، وتدمير البنى التحتية في سوريا، بالإضافة إلى الهجمات على اليمن والاستهداف المباشر لقادة الشعوب.

العدوان الإسرائيلي على إيران

وأكد الرئيس الإيراني أن العدوان الإسرائيلي على ايران يشكل خيانة للدبلوماسية واعتداءً على السلام والأمن الدوليين، وخاطب قادة الدول مباشرةً قائلاً: "هل تقبلون أن تُهاجم منشآتكُم، ويُستهدَف صحفيوكم، ويُقتَل علماءكم؟"

مشروع "إسرائيل الكبرى" وخطورة التوسع العدواني

ثم قال بزشكيان إن طرح "إسرائيل الكبرى" هو مشروع وهمي يكشف عن الأهداف الحقيقية للكيان الصهيوني، مشددًا على أن لا أحد في العالم بأمان من النوايا التوسعية والعدوانية لهذا النظام.

دعوة المجتمع الدولي للتحرك

وشدد بزشكيان على خطورة هذه السياسات، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين قبل فوات الأوان، وطالب مساءلة الدول التي تسند سياسات العدوان باسم الأمن والدفاع، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيقوض أي أمل في حل سلمي ومستنير للنزاعات الإقليمية.

برنامجنا النووي سلمي بحت

رد بزشكيان على الخطوات الأوروبية الأخيرة قائلاً: "الإجراء غير القانوني الذي اتخذته الدول الأوروبية بتفعيل آلية الزناد لا يمتلك أي شرعية دولية، ولا يمكن القبول به"، مجدداً التأكيد على أن إيران لم ولن تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأن برنامجها النووي سلمي بحت.

واكد ان الكيان الاسرائيلي يزعزع استقرار العالم، لكن الاوروبيون يفرضون العقوبات على إيران، مشددا على ضرورة احترام القانون الدولي والابتعاد عن سياسات الكيل بمكيالين، داعياً إلى تحرك دولي عادل يمنع الانزلاق نحو مزيد من الفوضى والنزاعات.

التزام إيران بالقانون الدولي

وصرح الرئيس الإيراني أن هذه الاعتداءات تستهدف تقويض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية، مؤكداً أن إيران ملتزمة بمبادئ القانون الدولي وتسعى للحفاظ على الأمن والسلام.

دعوة للسلام وحقوق الإنسان

وأوضح بزشكيان أن شعار هذا العام، "ثمانون عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، يمثل دعوة للتضامن ونظرة مشتركة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

وأضاف أن الإيمان الديني ودعوة جميع الأنبياء تقوم على أساس المساواة في حقوق البشر، وأن ما يجعل الإنسان أكثر كرامة هو التقوى، بما في ذلك الصدق والحكمة والنقاء وحب الخير للآخرين.

كما شدد على القاعدة الذهبية التي تقوم عليها جميع الأديان الإلهية والضمير البشري: "ما لا تحبه لنفسك، لا تفعله بالآخرين".

واختتم كلمته بالقول إن "العالم بحاجة اليوم إلى توحيد الجهود لمواجهة الممارسات الظالمة، والوقوف صفاً واحداً ضد العدوان والإرهاب".

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس بزشكيان:

بِسْمِ اللَهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ

السيد الأمين العام،

السيدة الرئيسة،

أيها المندوبون المحترمون،

السيدات والسادة،

شعار هذا العام "ثمانون عامًا، والمزيد من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان" هو في الحقيقة دعوة للتضامن ونظرة مشتركة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. إن اعتقادنا وديننا ودعوة جميع الأنبياء (ع) تقوم على أساس مساواة جميع البشر في الحقوق. ما يجعل الإنسان أكثر جدارة هو التقوى: أي الصدق، والحكمة، والنقاء، وحب الخير للآخرين. إن أساس جميع الأديان السماوية وضمير البشرية هو هذه القاعدة الذهبية: "لا تُحِبَ لِغَيْرِكَ مَا لَا تُحِبُهُ لِنَفْسِكَ". قال السيد المسيح (عليه السلام): "عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك"؛ وقال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَى يُحِبَ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُ لِنَفْسِهِ"؛ والحكيم هيلل لخص جوهر التوراة بقوله: "ما كرهته لنفسك فلا تفعله بغيرك"؛ وفي تقاليد الشرق أيضًا يكون هذا المبدأ هو التعليم المركزي؛ كما أن المدارس الأخلاقية العلمانية توصلت إلى نفس النتيجة عبر العقلانية القائمة على الضمير.

ايها السادة، هل عالمنا هكذا؟ لننظر إلى العامين الماضيين؛ العالم كان شاهدا خلال العامين الماضيين على الإبادة الجماعية في غزة؛ كان شاهدا على تدمير المنازل وانتهاك السيادة ووحدة الأراضي في لبنان؛ كان شاهدا على تدمير البنى التحتية في سوريا؛ كان شاهدا على الهجوم على شعب اليمن؛ كان شاهدا على التجويع القسري لأطفال هزيلين بين أحضان أمهاتهم؛ كان شاهدا على الغدر الخاطف بحق سيادة الدول، والاعتداء على وحدة أراضي البلدان، واستهداف قادة الشعوب بشكل صريح؛ وكل هذا بدعم كامل من أكثر الحكومات تسليحا في العالم وبذريعة الدفاع عن النفس! هل ترضون هذه الأفعال لأنفسكم؟من هو مخل الاستقرار في المنطقة والعالم؟ من هو التهديد ضد السلام والأمن الدولي؟ من هو المنتهك للقاعدة الذهبية الأخلاقية للإنسان؟

ايها السيدات والسادة، لقد شاهدتم جميعًا كيف تعرضت بلادي في شهر يونيو الماضي لعدوان وحشي يناقض المبادئ الراسخة للقانون الدولي. إن الغارات الجوية التي شنها كل من كيان الاحتلال الإسرائيلي واميركا على مدن إيران وبيوتها وبناها التحتية - وذلك بالتحديد في وقت كنا نتقدم فيه على طريق المفاوضات الدبلوماسية - مثلت خيانة عظيمة للدبلوماسية وعامل إضعاف للجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار والسلام. هذا العدوان الصارخ، إضافة إلى استشهاد عدد من القادة والمواطنين والأطفال والنساء والعلماء والنخب العلمية في بلدي، تسبب بضربة قاصمة للثقة الدولية وآفاق السلام في المنطقة.

إذا لم نقف في وجه هذه الخروقات الخطيرة للقواعد، فإن هذه السوابق الخطيرة ستمتد إلى العالم أجمع: الهجوم على المنشآت النووية الخاضعة للضمانات والرقابة الدولية، والمحاولات العلنية لاغتيال قادة ومسؤولي حكومات دول أعضاء في الأمم المتحدة، والاستهداف المنهجي للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، وقتل البشر لمجرد امتلاكهم المعرفة والتخصص وتحويلهم إلى "أهداف عسكرية". هل ترضون هذه الأفعال لأنفسكم؟

على أولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم أن يعلموا أن إيران، هذه الحضارة الأقدم المستمرة في العالم، قد صمدت دائمًا بثبات أمام عواصف التاريخ. لقد أثبتت هذه الأمة مرارًا بروح عظيمة وإرادة خالدة أنها لا تخضع للمعتدين؛ واليوم أيضًا تقف شامخة أمام المعتدين، معتمدة على قوة الإيمان والتماسك الوطني.

في الدفاع ذي الاثني عشر يومًا، كشف الشعب الإيراني الوطني الشجاع للمعتدين المتغطرسين عن وهم حساباتهم. لقد عزز أعداء إيران - دون قصد - الوحدة الوطنية المقدسة. فعلى الرغم من أشد العقوبات الاقتصادية وأطولها وأثقلها، والحرب النفسية والإعلامية، والجهود المستمرة لبث الفرقة، تحول الشعب الإيراني بمجرد إطلاق أول رصاصة على أرضه إلى جسد واحد داعم لقواته المسلحة الشجاعة، وهو اليوم يحافظ على دماء شهدائه.

أتقدم هنا باسم الشعب الإيراني بخالص الشكر لجميع الشخصيات والشعوب والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية التي وقفت إلى جانب إيران في هذه الحرب.

السيدات والسادة، اليوم، بعد ما يقرب من عامين من الإبادة الجماعية والتجويع الجماعي واستمرار نظام الفصل العنصري داخل الأراضي المحتلة والاعتداء على الجيران، يتم الترويج لخريطة "إسرائيل الكبرى" الوهمية والمهزأة بوقاحة من قبل أعلى المستويات في هذا الكيان.

هذه الخطة تشمل العديد من أراضي المنطقة. هذه الخريطة تمثل الأهداف والنوايا الحقيقية للكيان الصهيوني التي تم تأكيدها مؤخرًا من قبل رئيس وزرائه. لا أحد في العالم في مأمن من النوايا العدوانية لهذا الكيان.

من الواضح أن الكيان الصهيوني وأنصاره لم يعودوا راضين حتى عن التطبيع السياسي؛ إنهم يفرضون وجودهم بالقوة العارية ويسمون ذلك "سلام من خلال القوة". لكن هذا ليس سلامًا ولا قوة؛ بل هو عدوان قائم على الاستبداد والبلطجة...

أما نحن، فنريد إيراننا القوية إلى جانب جيران أقوياء في منطقة قوية بمستقبل مشرق. نحن ندافع عن رؤية مشتركة ومفعمة بالأمل في مواجهة المشروع العملاق الذي يفرض الإبادة الجماعية والتدمير وعدم الاستقرار على المنطقة؛ رؤية تضمن الأمن الجماعي من خلال آليات حقيقية للتعاون الدفاعي والاستجابة المشتركة للتهديدات؛ رؤية تحافظ على الكرامة الإنسانية والتنوع الثقافي كقيمة أساسية؛ رؤية تحول التنمية الجماعية إلى حقيقة من خلال الاستثمار المشترك في البنى التحتية والمعارف الحديثة؛ رؤية ترى أمن الطاقة والاستخدام العادل للموارد الحيوية كركن لاستقرار اقتصادي؛ رؤية تحمي البيئة للأجيال القادمة؛ رؤية تعتبر سيادة الدول وسلامة أراضيها مبادئ غير قابلة للتفاوض؛ رؤية لا تبحث عن سلام يعتمد على القوة، بل تقوم على "قوة من خلال السلام".

في هذه المنطقة القوية، لا مكان للقتل وسفك الدماء. لذلك لطالما كان بلدي من أشد الداعمين لإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. لكن أولئك الذين يمتلكون أكبر الترسانات النووية، والذين ينتهكون معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية انتهاكًا فاضحًا، يجعلون أسلحتهم أكثر فتكًا وتدميرًا يومًا بعد يوم، لطالما عرضوا شعبنا للضغوط باتهامات واهية لأعوام.

في الأسبوع الماضي، حاولت ثلاث دول أوروبية، بعد أن فشلت في إخضاع الشعب الإيراني الصامد بخيانة استمرت 10 أعوام ثم بدعم العدوان العسكري، بناءً على أوامر من اميركا، من خلال الضغط والاستعراض بالقوة والإكراه وإساءة الاستخدام الصارخة، إعادة قرارات مجلس الأمن الملغاة ضد إيران.

في هذا المسار، تخلوا عن النوايا الحسنة، وتجاوزوا المتطلبات القانونية، وصوروا الإجراءات التعويضية القانونية الإيرانية تجاه انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وخيانة وفشل أوروبا المطلقين بأنه "انتهاك فاضح"، وقدموا أنفسهم كاذبين كـ"أطراف ذات سجل حسَن" في الاتفاق، ووصفوا الجهود الصادقة لإيران بأنها "غير كافية". وكل هذا كان من أجل تدمير نفس الاتفاق النووي الذي كانوا يعتبرونه أكبر إنجاز للدبلوماسية متعددة الأطراف.

هذا الإجراء غير القانوني، الذي واجه معارضة من بعض أعضاء مجلس الأمن أيضًا، لا يملك شرعية دولية ولن يلقى قبولًا من المجتمع الدولي.

أعلن مرة أخرى في هذه الجمعية أن إيران لم تكن ولن تسعى أبدًا لصنع قنبلة نووية.

السيدات والسادة، ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالسلام والاستقرار. نحن نؤمن بأن مستقبل المنطقة والعالم يجب أن يُبنى على أساس التعاون والثقة والتنمية المشتركة. في هذا الإطار، تدعم إيران عملية السلام بين جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا، وتأمل أن تكون هذه النتيجة مستدامة وأساسًا لتحسين العلاقات بين هذين البلدين الجارين؛ وتأمل إيران أن تؤدي الجهود لإنهاء الحرب في أوكرانيا إلى اتفاق عادل ودائم بين روسيا وأوكرانيا.

ترحب إيران بالاتفاق الدفاعي بين البلدين الشقيقين المسلمين، المملكة العربية السعودية وباكستان، كبداية لنظام أمن إقليمي شامل بالتعاون بين دول غرب آسيا الإسلامية في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية.

وأخيرًا، تدين إيران العدوان الإجرامي لكيان إسرائيل على قطر الذي أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين الفلسطينيين والقطريين، وتعلن دعمها وتضامنها مع حكومة وشعب قطر.

السيدات والسادة،

لا يتحقق الأمن الحقيقي من خلال القوة، بل من خلال بناء الثقة والاحترام المتبادل والتكامل الإقليمي والتعددية القائمة على القانون الدولي. على هذا الأساس، أدعو الجميع إلى: ممارسة "الاستماع" لبعضنا البعض بدلاً من رفع الأصوات؛ ومراجعة الأسس الفكرية للاستقطاب والعنف السياسي الذي لا يكتفي اليوم بإصابة المجتمع الدولي، بل يجر التوتر والاضطراب إلى داخل المجتمعات أيضًا؛ وبدلاً من التفسير المتحيز للمفاهيم والروايات، ألا نرضى للآخرين بما لا نرضاه لأنفسنا، كقاسم مشترك لجميع المعتقدات والثقافات.

دعونا نعيد بناء هيئات وآليات القانون الدولي ونتعهد بإنشاء نظام للأمن والتعاون الإقليمي في غرب آسيا.

السيدات والسادة، نحن الإيرانيين قمنا بتوسيع قوتنا في عالم؛ ليس بإنتاج واستخدام الأسلحة النووية وقتل مئات الآلاف من البشر في القرن العشرين، وارتكاب الإبادة الجماعية وتجويع أطفال غزة في القرن الحادي والعشرين؛ وليس حتى بالإمبراطوريات التاريخية لإيران، بل بثقافة محبة الآخر ورسالة التعاطف العالمي التي نشرها عظماء مثل مولوى وحافظ وسعدي الذي قال منذ 800 عام:

"بني آدم أعضاء جسد واحد

هم في الخلقة من جوهر واحد

إذا أصيب عضو تداعت سائر الأعضاء

وإن لم تأسَ على ألم الآخرين

لا يستحق أن يطلق عليك اسم إنسان"

المجرمون الذين يتفاخرون بقتل الأطفال لا يستحقون اسم الإنسان، وبلا شك لن يكونوا شركاء موثوقين. إيران، مستندة إلى تقاليدها العريقة في محبة الآخر، هي شريك دائم ورفيق موثوق لجميع الدول المحبة للسلام؛ صداقة وشراكة لا تقوم على المصلحة العابرة، بل على الكرامة والثقة ومستقبل مشترك.

نحن أهل إيران الأبطال، بصمودنا في وجه العابثين خارجين عن القانون، تجاوزنا بفخر الظلم والتمييز والمعايير المزدوجة وسنواصل تجاوزها، واليوم نحول الأزمات إلى فرص، ونحول هذا الإنجاز التاريخي للشعب الإيراني إلى منصة للانطلاق نحو مستقبل مفعم بالأمل. هلموا معنا لنحول التهديد إلى فرصة.

وشكرا .

المصدر: العالم

وخلال استقباله "شاهين مصطفى ييف"، نائب رئيس وزراء جمهورية أذربيجان، امس الاثنين في طهران، وصف الرئيس بزشكيان العلاقات بين طهران وباكو، أنها أخوية وقائمة على القواسم الثقافية والدينية المشتركة والعميقة بين الحكومتين والشعبين، وأنها لا تنفصم.

واضاف : نحن مهتمون بتوسيع هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية؛ لا توجد أي عقبات أمام تطوير التفاعلات والتعاون بين البلدين.

واشار الرئيس الايراني الى زيارته الأخيرة لجمهورية أذربيجان و"اللقاءات والاتفاقيات الإيجابية والبناءة" بين كبار مسؤولي البلدين، مصرحا "اننا نعتقد بأن توظيف الطاقات المتنوعة والمتعددة الموجودة في إيران وجمهورية أذربيجان لتوسيع التعاون، سيضمن أقصى قدر من المصالح للبلدين والشعبين الصديقين والشقيقين".

من جانبه، نقل نائب رئيس وزراء جمهورية أذربيجان، تحيات رئيس جمهورية بلاده الحارة إلى الرئيس بزشكيان، قائلاً : يولي الرئيس إلهام علييف أهمية بالغة لتطوير العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية، والعلاقات الأخوية مع فخامتكم، وسنستغل هذه الفرصة الثمينة، فضلًا عن الأسس الثقافية والدينية المتينة للعلاقات بين البلدين، لتوسيع آفاق التعاون والتفاعل.

وأضاف مصطفى ييف خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية الاسلامية بطهران، أن "زيارة بزشكيان الأخيرة إلى باكو فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين"؛ لافتا إلى تقديم تقرير مفصل عن التطورات التي شهدتها العلاقات بين البلدين بعد هذه الزيارة.

وتابع : مباشرة بعد زيارة فخامتكم إلى أذربيجان، وبناءً على أوامر رئيس الجمهورية، وُضع تنفيذ الاتفاقيات على جدول أعمالنا، ويجري تنفيذها بجدية وحرص.

وصرح نائب رئيس الوزراء الاذربيجاني بأن التعاون بين باكو وطهران مستمر في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة وتنفيذ المشاريع المشتركة في مختلف القطاعات؛ مؤكدا : إن جمهورية أذربيجان مهتمة بتعزيز وتوسيع هذا التعاون، وفي هذا الصدد، فإن البعثات الدبلوماسية للبلدين على اتصال دائم.

كما أشار مصطفى ييف إلى الشائعات التي أثيرت في بعض الأوساط السياسية والإعلامية بعد حرب الـ 12 يومًا التي فرضها الكيان الصهيوني على إيران، واردف : انطلاقًا من التزامها بحسن الجوار واحترام وحدة أراضي جيرانها، فإن جمهورية أذربيجان لم ولن تسمح أبدًا لأي طرف باستخدام أراضيها لمهاجمة جمهورية إيران الإسلامية، ونعتبر أي شائعات أو ادعاءات في هذا الصدد باطلة ونرفضها.

انطلقت في مدينة نيويورك، اليوم الثلاثاء، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يشارك فيها المئات من القادة والدبلوماسيين والمسؤولين رفيعي المستوى من مختلف دول العالم.

 ان هذا الاجتماع يأتي على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة نحو 200 رئيس دولة وحكومة، ومئات الوزراء، وآلاف الدبلوماسيين، فضلا عن أعداد كبيرة من الصحفيين وممثلي منظمات المجتمع المدني من شتى البلدان.

وشهدت نيويورك تدابير أمنية مشددة واستثنائية، بالتوازي مع انعقاد الجلسات حيث تصنف السلطات الأميركية هذا الحدث ضمن فئة "حدث أمني وطني خاص"، وهي الفئة الأعلى من حيث متطلبات الأمن في البلاد، والمطبقة أيضا خلال مراسم تنصيب رؤساء الولايات المتحدة.

وأغلقت شرطة نيويورك بشكل كامل حركة المرور في الجهة الشرقية الوسطى من مانهاتن، وأحاطت جميع الشوارع القريبة من المبنى بحواجز معدنية ضمن طوق أمني مشدد.

وخلال أسبوع الاجتماعات، لا يقتصر الأمر على كثافة التحركات الدبلوماسية، إذ تنظم أيضا منظمات المجتمع المدني ومجموعات مختلفة مظاهرات في الأماكن المخصصة لها قرب مقر الأمم المتحدة، بهدف إيصال رسائلها إلى المجتمع الدولي.

ومن المتوقع هذا العام أن يشهد محيط الأمم المتحدة ومناطق مختلفة من نيويورك احتجاجات ضد حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي خلال كلمة تلفزيونية أنّ ما تريده الولايات المتحدة من إيران "ليس تفاوضًا بل فرض وإملاء"، مشددًا على أن التفاوض مع واشنطن بشأن الملف النووي "طريق مسدود تمامًا"، ومحذرًا من أن الاستسلام للتهديدات الأمريكية يقود إلى مطالب متغطرسة لا تنتهي.

وكالة أنباء الحوزة - ألقى قائد الثورة الإسلامية مساء اليوم كلمةً موجّهةً إلى الشعب الإيراني، تناول فيها موضوعاتٍ مهمّةً من قبيل «وحدة الشعب الإيراني وتماسكه في حرب الأيام الإثنا عشرة»، و«شرح أهميّة تخصيب اليورانيوم»، و«تبيين المواقف الراسخة والحكيمة للشعب والنظام في مواجهة تهديدات أمريكا».

وأشار سماحته في القسم الأوّل من حديثه إلى «الاستخدامات المتنوّعة لليورانيوم المخصّب في الزراعة، والصناعة والمواد، والبيئة والموارد الطبيعيّة، والصحّة والعلاج، والتغذية، والبحث والتعليم».

وأوضح قائد الثورة الإسلاميّة في معرض شرحه لنشوء صناعة التخصيب في البلاد قائلاً: «لم نكن نملك هذه التكنولوجيا، ولم يكن الآخرون يؤمّنون احتياجاتنا أيضاً، ولكن بجهود عددٍ من المديرين ذوي الهمم، والمسؤولين والعلماء، بدأنا التحرّك قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وها نحن اليوم في موقعٍ متقدّم في مجال التخصيب».

ولفت سماحته إلى أنّ هدف بعض الدول من التخصيب بنسبة 90% هو تصنيع السلاح النووي، وقال: «نحن بما أنّنا لا نملك سلاحاً نووياً وقرارنا هو عدم تصنيع هذا السلاح وعدم امتلاكه، فقد رفعنا التخصيب إلى 60%، وهو أمرٌ جيّد للغاية».

كما وصف الإمام الخامنئي إيران بأنّها واحدة من بين عشر دولٍ في العالم تمتلك صناعة التخصيب النووي من أصل أكثر من مئتي دولة، وقال: «إلى جانب تطوير هذه التكنولوجيا المتقدّمة، فإنّ العمل الكبير الذي قام به علماؤنا هو إعداد الكوادر؛ بحيث يوجد اليوم عشرات العلماء والأساتذة البارزين، ومئات الباحثين، وآلاف الكوادر المدرّبة في التخصّصات المرتبطة بالشأن النووي يعملون ويجتهدون، بينما يتوهّم العدوّ أنّه عبر قصف بعض المنشآت أو التهديد بقصفها سيقضي على هذه التكنولوجيا في إيران».

وأكد قائد الثورة الإسلاميّة، مشيراً إلى عقودٍ من الضغوط العقيمة التي مارستها القوى المستكبرة لإجبار الشعب الإيراني على الاستسلام، ودفع البلاد إلى التخلّي عن التخصيب، قائلاً: «لم نستسلم في موضوع التخصيب ولن نستسلم، ولن نرضخ للضغط في أيّ قضيّةٍ أخرى أيضاً».

وقال سماحته: «الأمريكيون كانوا يقولون سابقًا لا ترفعوا مستوى التخصيب، وانقلوا المنتجات المخصّبة إلى خارج إيران؛ أما اليوم فإن الطرف الأمريكي أصرّ على موقف واحد وهو ألّا يكون هناك تخصيب لديكم أصلًا».

وأكد الإمام الخامنئي: «معنى هذه البلطجة هو أنّ هذا الإنجاز الكبير الذي حقّقتموه بالاستثمار والجهود المتواصلة يجب أن تذروه في الهواء! لكن الشعب الإيراني الغيور لا يقبل بهذا الكلام، ويصفع قائله».

وفي المحور الثاني من كلمته، بيّن قائد الثورة الإسلامية عبثية التفاوض مع أمريكا، وقال: «لقد حدد لنا الطرف الأمريكي سلفًا نتائج المفاوضات من وجهة نظره وأعلنها، فقال إنه يريد مفاوضات نتيجتها تعطيل الأنشطة النووية والتخصيب داخل إيران».

وأضاف سماحته: «إنّ الجلوس إلى طاولة مفاوضات كهذه معناه قبول إملاءات الطرف المقابل وتعسّفه. طبعًا، لقد تحدّثَ [ترامب] عن إيقاف التخصيب، ولكن أحد مسؤوليهم قال قبل أيام: يجب على إيران ألّا تملك حتى صواريخ متوسطة أو قصيرة المدى، أي أن تُكبّل أيدي إيران وتُفرغ، حتى إذا تعرّضت إلى اعتداء، فلا تستطيع أن تردّ ولو على قاعدة أمريكية».

ورأى الإمام الخامنئي أنّ هذه التوقّعات والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين هي دليل على جهلهم بالشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية، وجهلهم بفلسفة ومبادئ ونهج إيران الإسلامية، وقال: «هذه الأقوال أكبر من أفواه قائليها ولا تستحق الاهتمام».

وبعد أن شرح قائد الثورة الإسلاميّة عبثيّة التفاوض مع أمريكا، انتقل إلى شرح أضراره وقال: «هدّد الطرف المقابل قائلاً إن لم تتفاوضوا فسنفعل كذا وكذا، وبالتالي فإنّ قبول مثل هذا التفاوض يُعَدّ دليلاً على وجود قابليّة للرضوخ للتهديد، والخوف والارتعاد، واستسلام الشعب والبلاد أمام التهديد».

ووصف سماحته الاستسلام أمام تهديد أمريكا بأنّه سببٌ لاستمرار مطالبها المتغطرسة واللامتناهية، وأضاف قائلًا: «يقولون اليوم إذا واصلتم التخصيب سنفعل كذا وكذا، وغداً يتّخذون امتلاك الصواريخ أو إقامة علاقة أو عدم إقامتها مع بلدٍ ما ذريعةً للتهديد والإجبار على التراجع».

وأكّد الإمام الخامنئي: «يرفض أيّ شعبٍ شريف التفاوض تحت التهديد، ولا يؤيّده أيّ سياسيّ حكيم».

ووصف قائد الثورة الإسلامية وعود الطرف المقابل بمنح الامتيازات في حال القبول بمطالبه بأنّها كاذبة، مشيراً إلى تجربة الاتفاق النووي، وقال: «قبل عشر سنوات أبرمنا اتفاقاً مع الأمريكيين يقضي بإغلاق مركزٍ للإنتاج النووي، وإخراج المواد المخصّبة من البلاد أو تخفيفها، مقابل رفع الحظر وإعادة ملفّ إيران في الوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية إلى حالته الطبيعيّة، لكن اليوم وبعد انقضاء تلك العشر سنوات لم يُعَد ملفّنا النووي إلى طبيعته فحسب، بل ازدادت مشاكله في مجلس الأمن والوكالة الدولية للظاقة الذريّة».

وعدّ الإمام الخامنئي عدم نسيان التجارب أمراً ضروريّاً، مضيفاً: «الطرف المقابل، الذي هو حالياً محور حديثنا، أي أمريكا - لا أريد الآن أن أطرح مسألة أوروبا - هذا الطرف المقابل لنا يُخلف وعوده في كل شيء، ويكذب في كل شيء، ويمارس الخداع. يُطلق التهديدات العسكرية في كل حين، ومتى ما استطاع يغتال شخصيّاتنا كقائدنا العزيز سليماني أو يقصف مراكزنا، فهل يمكن التفاوض مع طرفٍ كهذا واللقاء به بثقة واطمئنان؟».

وشدّد قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: «برأيي، إن التفاوض مع أمريكا بشأن القضية النووية، وربما بشأن قضايا أخرى، هو طريق مسدود تماماً».

وأوضح سماحته أنّ المفاوضات مع أمريكا في ظل الظروف الحالية لا تعود بالفائدة إلّا على الرئيس الأمريكي الحالي، إذ يستغلّها للاستعراض والإيحاء بأن تهديداته نجحت في إجلاس إيران إلى طاولة التفاوض.

وأكد الإمام الخامنئي أنّ السبيل الوحيد للعلاج وتقدّم البلاد إنّما يكمن في أن نصبح أقوياء في جميع الأبعاد؛ عسكريًا، علميًا، حكوميًا، وبنيويًا، وأضاف: «إذا أصبحنا أقوياء فلن يجرؤ الطرف المقابل حتى على التهديد».

ولفت قائد الثورة الإسلامية في محور آخر من كلمته إلى أنّ «اتحاد الشعب كان العامل الأساس في يأس العدو في الحرب الاثني عشر يومًا»، وأضاف: «إن اغتيال القادة وبعض الشخصيات المؤثرة كان وسيلة استخدمها العدو لارتكاب أعمال شغب وفوضى في البلاد، ولا سيّما في طهران، عبر عملائه، من أجل شلّ إدارة الدولة واستهداف أصل النظام، ثمّ التمهيد لاحقًا لاجتثاث الإسلام من هذه البلاد».

وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّ تعيين خلفاء للقادة الشهداء بسرعة، والصلابة والروح المعنوية العالية لدى القوات المسلّحة، وإدارة شؤون البلاد بانضباط وانتظام، كانت من العوامل المؤثرة في هزيمة العدو، مشدّدًا على أنّ العنصر الأكثر تأثيرًا في إفشال العدو كان وحدة الشعب وتماسكه.

وتابع الإمام الخامنئي: «النقطة المهمة هي أنّ تلك الوحدة المصيرية ما زالت قائمة، وهي فعّالة للغاية».

وأكد قائد الثورة الإسلامية أنّ إيران اليوم هي نفسها إيران يومي 13 و14 حزيران الماضي، وأضاف: «كانت الشوارع تعجّ بالحشود والشعارات الصاخبة ضد الصهيوني الملعون وأمريكا المجرمة، وهو ما عكس وحدة الشعب وتماسكه، وهذه الوحدة ما زالت موجودة وستبقى».

وفي بداية كلمته، أشار سماحته إلى الذكرى السنويّة لاستشهاد السيّد حسن نصر الله، واصفًا ذلك المجاهد الكبير بالثروة العظيمة للعالم الإسلامي وللتشيّع وللبنان، وقال: «إنّ الثروة التي أوجدها السيّد حسن نصر الله ـ بما فيها حزب الله ـ باقية»، وأردف قائلًا: «إنّ حكاية حزب اللّه في لبنان هي حكاية مستمرّة، فلا يجوز الاستهانة بحزب اللّه ولا الغفلة عن هذه الثروة المهمّة. فهو ثروة للبنان ولغير لبنان».

الإثنين, 22 أيلول/سبتمبر 2025 19:28

الصبر والتوكل: ثنائي الظفر والفلاح

لقد ورد في الآية السابقة وصف للصبر حينما يقول تعالى:﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ وورد أيضاً وصف في آيات أخر حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾[1].
 
﴿الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[2].
 
في كلا الآيتين تأكيد من الله تعالى على صفة الصبر التي تشكِّل شرطاً ضرورياً يجب أن يتحلَّى به الجهاديون والمقاتلون في سبيل الله، فبالصبر والثبات يرتفع المجاهدون إلى مستوى اللياقة المعنوية ليكونوا أهلاً لإرسال المدد الغيبي والنصر.
 
في موارد أعمّ من موارد الحرب، أصرّ القرآن الكريم على هذا العنوان وأكّد عليه كثيراً فيما يقرب من سبعين مورداً، لكن أوصى وكلّف بالصبر والثبات خاصة في الحرب والجهاد في سبيل الله لما لهما من الدور الفعال والأساسي في تحقيق النصر على الأعداء.
 
التوكّل على الله والثقة المطلقة به عزَّ وجل
لقد أعطى الله تعالى صفة التوكل عليه والثقة به اهتماماً خاصاً، برز من خلال العديد من الآيات التي تتحدث عن الجهاد.
 
وخلاصة القول، إنه يجب على المؤمن أن يتوجه إلى حقيقة واحدة وهي: أن النصر والفتح هو فقط من عند الله تعالى، فالمجاهدون وفي عرض استفادتهم من الأسباب والعلل المادية، يجب أن لا يغفلوا عن العون والمدد الإلهي، وأن لا تتعلّق قلوبهم بتلك الوسائل الماديّة بظن أنها تكفيهم وتغنيهم عن التوسّل بالله عز وجل، بل اللازم هو الاتكال على الله تعالى فقط مع استفادتهم من كل الإمكانات والقدرات المادية واستعمال الأسلحة والعتاد الحربي.
 
لكن الأهم في كل الأحوال: هو أن لا يَرَوْا مؤثِّراً حقيقياً غير الله تعالى، بل يبقى توكلهم معقوداً على الله تعالى فقط واعتمادهم على لطفه وعنايته، ثم فلينتظروا مدده ونصره لأنّ الأمور كلّها بيد الله.
 
وههنا نموذج تاريخي لأثر الغفلة عن الله تعالى، وهو ما حصل مع المسلمين في معركة حنين، ففي هذه المعركة وُجِّهتْ ضربة قاسية للمسلمين بسبب هذه المسألة ألا وهي غفلتهم عن العون الإلهي وغرورهم بكثرتهم وعديدهم كما صرّح بذلك القرآن الكريم.
 
لقد كان الانكسار نصيبهم لأنهم علّقوا قلوبهم بتلك القوى والقدرات الظاهرية واغتروا بكثرة العدة والعتاد وكان هذا الغرور قاتلاً وكانت الهزيمة هي النتيجة الطبيعية لهذه الغفلة وهذا الغرور، يقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾[3].
 
[1] القرآن الكريم،سورة الأنفال، الآية 65.
[2] القرآن الكريم،سورة الأنفال، الآية 66.
[3] سورة التوبة، الآية 25.

اكتشف باحثون في جامعة زيورخ أن زراعة الخلايا الجذعية يمكن أن تعالج الضرر الناتج عن السكتة الدماغية.

وتشمل آثارها المفيدة تجديد الخلايا العصبية واستعادة الوظائف الحركية، مما يمثل إنجازا بارزا في علاج اضطرابات الدماغ.

وأجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة زيورخ في سويسرا وجامعة جنوب كالفورنيا بالولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة نيتشر كوميونكيشنز في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

ويصاب واحد من كل 4 بالغين بسكتة دماغية خلال حياتهم، مما يخلف أضرارا صحية كبيرة مثل الشلل أو ضعف الكلام، لأن النزف الداخلي أو نقص إمدادات الأكسجين يدمر خلايا الدماغ بشكل لا رجعة عنه، ولا توجد حاليا علاجات لإصلاح هذا النوع من الضرر.

ويقول كريستيان تاكنبرغ، الرئيس العلمي لقسم التنكس العصبي في معهد الطب التجديدي بجامعة زيورخ والباحث المشارك بالدراسة "لهذا السبب، من الضروري اتباع أساليب علاجية جديدة لتجديد الدماغ المحتمل بعد الأمراض أو الحوادث".

ويضيف "تظهر نتائجنا أن الخلايا الجذعية العصبية لا تكوّن خلايا عصبية جديدة فحسب، بل تحفّز أيضا عمليات تجديد أخرى".

وقد استخدمت الدراسات خلايا جذعية عصبية بشرية، والتي يمكن أن تتكوّن منها أنواع مختلفة من خلايا الجهاز العصبي. واستخرجت الخلايا الجذعية من خلايا جذعية محفّزة متعددة القدرات، والتي يمكن تصنيعها من خلايا جسدية بشرية طبيعية.

وحفّز الباحثون سكتة دماغية دائمة لدى الفئران، تشبه خصائصها إلى حدّ كبير أعراض السكتة الدماغية لدى البشر.

وقد عدّلت الحيوانات وراثيا بحيث لا ترفض الخلايا الجذعية البشرية. وبعد أسبوع من تحفيز حدوث السكتة الدماغية، زرع فريق البحث خلايا جذعية عصبية في منطقة الدماغ المصابة، وراقبوا التطورات اللاحقة باستخدام مجموعة متنوعة من أساليب التصوير والكيمياء الحيوية.

ويقول تاكنبرغ "وجدنا أن الخلايا الجذعية بقيت على قيد الحياة طوال فترة التحليل الكاملة التي استمرت 5 أسابيع، وأن معظمها تحول إلى خلايا عصبية، والتي تواصلت بالفعل مع خلايا الدماغ الموجودة بالفعل".

وقد وجد الباحثون أيضا علامات أخرى للتجدد تشمل تكوين أوعية دموية جديدة، وتخفيف عمليات الاستجابة الالتهابية، وتحسين سلامة الحاجز الدموي الدماغي.

تناولت صحف ومواقع عالمية أصداء الاعتراف الغربي المتزايد بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة على أهميتها الرمزية، ستظل بلا معنى إذا لم تقترن بإجراءات عملية توقف الحرب على غزة وتفرض محاسبة على الكيان الإسرائيلي، معتبرة أن الاعتراف وحده لا يكفي لتغيير الواقع على الأرض.

وشددت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها على أن اعتراف لندن بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون بداية لتحرك فعلي، لا مجرد محاولة للتخفيف من تأنيب الضمير، وأكدت أن الأولوية تبقى لوقف القتل في غزة، لكن الهدف الأوسع هو ضمان الحقوق الوطنية للفلسطينيين.

كما دعت الصحيفة البريطانية حكومة بلادها ودول أوروبا إلى استخدام نفوذها لوقف تصدير السلاح للكيان الاسرائيلي، وتعليق التعاون العسكري والامتيازات التجارية والبحثية الممنوحة لها، والسعي لمحاسبتها أمام المحاكم الدولية، محذّرة من أن الترويج لفكرة الدولة الفلسطينية دون خطوات عملية يشكل "خداعا قاسيا وموقفا جبانا".

أما واشنطن بوست الأميركية، فاعتبرت أن اعتراف فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين يمثل تحولا جذريا في مواقف دول غربية كبرى لطالما ارتبطت بالتحالف الوثيق مع واشنطن وتل أبيب، مشيرة إلى أن هذه الدول كانت تمتنع سابقا عن الاعتراف قبل تسوية الصراع.

وربطت الصحيفة الموقف الجديد بالضغوط الشعبية والسياسية الداخلية، لا سيما في بريطانيا حيث واجه رئيس الوزراء كير ستارمر احتجاجات قوية من حزبه ومن الشارع الغاضب من الحرب على غزة، موضحة أن الخطوة قوبلت برفض إسرائيلي واسع وانتقاد أميركي لافت.

وبحسب واشنطن بوست، فإن الاعتراف يحمل قيمة رمزية بارزة ويعمّق عزلة الكيان الإسرائيلي الدولية، لكنه يظل خطوة ناقصة إذا لم يتبعها ضغط سياسي واقتصادي ملموس يمكن أن يؤثر على حسابات تل أبيب في استمرار الحرب.

من جهته، اعتبر موقع ميديابارت الفرنسي أن اعتراف باريس بفلسطين جاء متأخرا لكنه ضروري، مؤكدا أن غياب الإجراءات العقابية ضد الكيا الإسرائيلي سيجعل الاعتراف مجرد حبر على ورق، ولا يعفي فرنسا من المسؤولية والتواطؤ في ما وصفها بـ"حرب الإبادة الجماعية".

وأضاف الموقع أن هذا الاعتراف يشكل جزءا مما سماه "سلسلة من الوعود المنقوصة" في التاريخ السياسي، لكنه مع ذلك يمنح الفلسطينيين أدوات قانونية إضافية أمام الهيئات الدولية.

ورأى أن استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سياساته من أجل البقاء في الحكم سيبقي الاعتراف مجرد خطوة رمزية ما لم تُقرن بقرارات صارمة.

أما صحيفة لوموند الفرنسية فنقلت من القدس أن هناك إجماعا إسرائيليا على رفض قيام دولة فلسطينية، معتبرة أن هذه اللحظة من التوافق بين مكونات المجتمع الإسرائيلي المنقسم نادرة، لكنها تحققت بفعل الاعتراف الدولي المتنامي بفلسطين.

وأوضحت الصحيفة أن المعارضة الإسرائيلية، وكما كان متوقعا، اختارت الاصطفاف إلى جانب الحكومة في هذا الملف، وأن اقتراب موعد الانتخابات العامة المرتقبة خريف العام المقبل دفع قادتها إلى مهاجمة الاعتراف الغربي بفلسطين خشية خسارة القاعدة الانتخابية.

صحيفة التايمز البريطانية بدورها طرحت تساؤلات حول جدوى الاعتراف، مذكّرة بأن فلسطين تتمتع بالفعل بصفة دولة مراقبة في الأمم المتحدة بفضل أغلبية الجمعية العامة، لكن العضوية الكاملة تتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، وهو ما يعطله الفيتو الأميركي.

وبينت التايمز أن اعتراف فرنسا وبريطانيا لن يغيّر بحد ذاته من مكانة فلسطين الأممية، لأن منح العضوية الكاملة يحتاج إلى قرار من المجلس الذي تسيطر الولايات المتحدة على مخرجاته، مشيرة إلى أن واشنطن أعلنت بوضوح أنها ستعرقل أي اقتراح بهذا الخصوص.