Super User

Super User

مع اقتراب موعد الإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والمعروفة باسم "صفقة القرن" لحلّ القضية التاريخية للصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، زادت جهود وتحركات السلطة الفلسطينية، برئاسة "محمود عباس"، لكسب الدعم الدولي لإفشال هذه الخطة المشؤومة، ولإدانة الدعم السخي الذي تقدّمه واشنطن لحكومة "نتنياهو" الناكثة للمواثيق والأعراف الدولية. ولهذا فلقد حضر رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" اجتماع وزراء خارجية العرب الذي عُقد يوم الأحد في جامعة الدول العربية في القاهرة تحت عنوان "القضايا الفلسطينية - العملية السياسية والأزمة المالية"، وفي ذلك الاجتماع قال "عباس" في كلمته إنه ينبغي إيجاد اتفاق بين الدول العربية لرفض "صفقة القرن"، وأضاف قائلاً: "يجب أن يتحرّك العرب ويشاركوا بنشاط في هذه الفترة الحرجة."

الجامعة العربية تعلن في بيانها الختامي بأنه يجب دعم القضية والشعب الفلسطيني

لقد خرجت مناقشات ومشاورات وزراء الخارجية العرب من قمة القاهرة في نهاية المطاف بإصدار بيان لدعم الشعب الفلسطيني وإدانة أعمال واستفزازات الكيان الصهيوني ومؤامرة "ترامب" الموسومة بـ"صفقة القرن" وأكد البيان الختامي أن الدول التي قدّمت مبادرة السلام العربية في العام 2002، لا يمكنها أن تقبل أي خطة أو صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية وشددت الدول العربية على التزامها باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مدينة القدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، والحفاظ على هويتها العربية وطالبت الدول العربية المجتمع الدولي بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 ضد الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي.

وفي سياق متصل حذّرت الدول العربية في بيانها الختامي من خطورة النهج الإسرائيلي باعتماد قوانين عنصرية لشرعنة نظام الاستيطان والفصل العنصري، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، ونهب أرضه ومصادر عيشه. 

وأكد البيان الختامي على التزام الدول العربية بدعم موازنة دولة فلسطين وتنفيذ قرار قمة تونس بتفعيل شبكة أمان مالية بمبلغ مئة مليون دولار شهرياً، دعماً لدولة فلسطين لمواجهة الضغوط السياسية والمالية التي تتعرّض لها. 

ودعا البيان الختامي إلى احترام شرعية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، برئاسة "محمود عباس"، ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية إلى سرعة إتمام المصالحة الوطنية، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمّل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وإجراء الانتخابات العامة في أقرب وقت ممكن.

آراء متباينة في جامعة الدول العربية.. هل ستصبح مصر العرّاب الجديد لصفقة القرن؟

أشار العديد من المحللين السياسيين إلى ضرورة عمل إصلاحات هيكلية في جامعة الدول العربية وذلك بسبب عدم قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة وقوية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حدوث الكثير من الأزمات.

ويعتقد المحللون أنه في ضوء الآراء المتضاربة بين الأعضاء المشاركين في جامعة الدول العربية، إلا أنه نادراً ما يتم تنفيذ قرارات هذه الجامعة العربية وعلى سبيل المثال، فإن السعودية والبحرين والإمارات، ومصر على الرغم من حضورهم في هذه القمة العربية التي ركّزت على دعم القضية والشعب الفلسطيني وقبولهم بالبيان الختامي لهذه القمة، إلا أن الأحداث الميدانية تؤكد بأنهم لم ولن يعملوا في مصلحة الشعب الفلسطيني، وأنهم يتسابقون لتطبيع علاقاتهم مع الكيان الصهيوني وتنفيذ "صفقة القرن" المشؤومة.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "رأي اليوم"، بأن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وافق على طلب تقدّم به رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، يتمثّل في نقل مهمة الترويج لصفقة القرن من ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، إلى الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، وبهذا فإنه يمكن القول هنا بأن "السيسي" أصبح العرّاب الجديد لهذه الصفقة المشؤومة.

وعلى الرغم من أن هذه الأخبار لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن، إلا أنه يجب الإشارة هنا إلى أن مصر كان لها تاريخ حافل في هذا المجال.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن مصر وخمس دول عربية قاموا بتأسيس جامعة الدول العربية في مارس 1945 ولقد استخدمت مصر هذا الاتحاد، خاصة في الستينيات والسبعينيات تحت قيادة "جمال عبد الناصر"، لتوحيد العرب ومع ذلك، بعد وفاة "عبد الناصر"، قام "أنور السادات" بتوقيع معاهدة سلام مع "إسرائيل" في مارس 1979 وهذه القضية أدّت إلى تراجع موقف ومكانة مصر في جامعة الدول العربية وبعد ذلك تم نقل مقرّ الاتحاد من القاهرة إلى تونس، وفي أبريل 1979، دعا عدد من أعضاء هذه الجامعة إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على مصر، بسبب تعاونها مع الكيان الصهيوني في بعض المجالات الاقتصادية والتجارية وهذه العقوبات وجّهت ضربة قاسية للسادات. ونظراً لزيادة الخلافات بين أعضاء هذه الجامعة وانعدام الثقة بينهم، قامت أمريكا بالاستعانة بهذه الثغرة لتوجيه البيانات الختامية التي تخرج بها اجتماعات هذه الجامعة العربية، بما يخدم مصالحها في المنطقة ومصالح الكيان الصهيوني.

وفي هذا الصدد، صرّح "محمود عباس" يوم الاثنين الماضي بأن "إسرائيل" لم تنفّذ أي قرارات دولية منذ عام 1948، على الرغم من إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة 721 قراراً يدين الأعمال غير القانونية التي قامت بها "إسرائيل" منذ ذلك الوقت وحتى الآن. ولفت "عباس" إلى أن السبب في حدوث ذلك، يرجع إلى أن أمريكا تقدّم الدعم لهذا الكيان الصهيوني وتحميه في جميع الساحات والمحافل الدولية، ولهذا تساءل "عباس" قائلاً: إن "إسرائيل" لا تكترث بالقرارات الدولية ولا تلقي لها بالاً، فكيف يمكن أن نصل مع هذا الكيان الغاصب إلى حلول للقضايا الشائكة بيننا وبينهم؟، وأضاف: نظراً إلى أن أمريكا لا يمكن لها أن تعلب دور الوسيط المحايد، فماذا يجب أن نفعل في هذه الظروف؟ لقد جئنا إليكم لنستمع منكم ماذا نعمل؟.

بالتأكيد، وعلى الرغم الجهود التي يبذلها "محمود عباس" لتعبئة العالم العربي بأسره ضد تنفيذ "صفقة القرن"، إلا أنه ينبغي على الشعوب العربية، وخاصة الفلسطينيين، الاهتمام والتركيز ودعم نهج المقاومة الإسلامية الذي يبذل الكثير من الجهود لإفشال جميع المخططات الصهيوني والغربية في فلسطين.

توفي المعارض الإسلامي الجزائري عباسي مدني، الأربعاء، بمنفاه الاختياري بدولة قطر، عن عمر ناهز 88 سنة، حسب مصادر متطابقة.

وأعلن علي بن حاج، نائب رئيس حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، التي أسسها برفقة مدني، خبر وفاة الأخير بقطر، كما نقلت وسائل إعلام جزائرية الخبر.

وكتب بن حاج على صفحته بموقع فيسبوك "انتقل إلى الرفيق الأعلى، الشيخ المجاهد عباسي مدني، نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية في فقدان أحد رجالها".

وعباسي مدني، سياسي إسلامي جزائري، أسس وترأس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، التي تصدرت بداية التسعينيات نتائج الانتخابات البلدية ثم التشريعية، قبل أن يوقف الجيش المسار السياسي للجبهة، وأدخله السجن مع رفقاء آخرين، وأفرج عنه لاحقا.

وولد مدني في 28 فبراير/شباط 1931 في سيدي عقبة قرب ولاية بسكرة (جنوب شرق)، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1988 أعلن تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ برفقة علي بلحاج والهاشمي سحنوني.

وفي 15 يوليو/تموز 1997 وبعد سنوات قضاها داخل السجن، أطلقت السلطات الجزائرية سراحه مع الرجل الثالث في الجبهة عبد القادر حشاني (اغتيل لاحقا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1999).

وفي الأول من سبتمبر/أيلول 2000 وُضع عباسي قيد الإقامة الجبرية حتى أفرج عنه هو ونائبه علي بلحاج.

ومنعت السلطات الجزائرية قياديي الجبهة مدني وبلحاج من ممارسة أي نشاط سياسي، بما في ذلك حق التصويت أو الترشيح في أي انتخابات.

وفي 23 أغسطس/آب 2003 سُمح لمدني بمغادرة البلاد لتلقي العلاج في ماليزيا ثم قطر التي عاش بها حتى وفاته.

السبت, 27 نيسان/أبريل 2019 04:36

هل يذهب ترامب إلى الحرب مع إيران؟

بعد تصنيف "حرس الثورة الإسلامية" إرهابياً في أوائل الشهر الجاري، فإن إعلان واشنطن وقف الإعفاءات من العقوبات على استيراد النفط الإيراني يجرّم الجمهورية الإسلامية بشكل فعال.

كتب كيرت ميلز، مراسل الشؤون الخارجية في موقع "ذا ناشيونال إنترست" مقالة عن أبعاد الخطوة الأميركية بإلغاء الإعفاءات من العقوبات على استيراد النفط الإيراني، معتبراً أنها خطوة تأتي في سياق هدف الإدارة الأميركية تغيير نظام الجمهورية الإسلامية في إيران. والآتي ترجمة نص المقالة:

عززت إدارة ترامب - وهي الفصيل المتشدد بقيادة مستشار الأمن القومي جون ر. بولتون - تجريمها الفعلي لإيران يوم الاثنين، وأعلنت وقف إعفاءات العقوبات عن كبار مستوردي النفط.

وقالت سارة ساندرز ، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض قالت إن "هذا القرار يهدف إلى جعل صادرات النفط الإيرانية تصل إلى الصفر". هذا التطور هو تكملة لوصف حرس الثورة الإسلامية  (IRGC) ، القوة الأمنية البارزة في إيران، منظمة إرهابية ؛ وقد قدمت وزارة الخارجية التصنيف في وقت سابق من هذا الشهر.

على نحو غير معتاد، في خطوة إجرائية، أعلن الرئيس ترامب نفسه الإجراء يوم الاثنين، ومثّل المناورة، كما هو معتاد على القيام بها، بعبارات أكثر شخصية مغرّداً: "المملكة العربية السعودية وغيرها في أوبك ستعوض فرق تدفق النفط بسبب العقوبات الكاملة على النفط الإيراني. يتم تقديم نصيحة سيئة جداً لإيران من قبل جون كيري والأشخاص الذين ساعدوه في قيادة الولايات المتحدة إلى اتفاق إيران النووي السيئ للغاية".

وأضاف الرئيس "أن مكائد الوزير السابق كيري يمكن أن تكون "انتهاكًا كبيرًا لقانون لوغان"، وهو قانون من القرن الثامن عشر تجدد في عهد ترامب.

وقال ريان كوستيلو من المجلس القومي الأميركي الإيراني للكاتب إنه "إذا أراد ترامب أن يتجنب أخطاء جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط، فهو يتبع القواعد الخاطئة مع إيران. مع قلة النتائج والوقت الذي ينفد في مسار ضغوط ترامب، فإن (جون) بولتون ومؤيديه يحرقون جميع خيارات العقوبات التي لديهم، والنتيجة الملموسة الوحيدة هي إيران أكثر صعوبة."

بالنسبة لإدارة ترامب، كما قال وزير الخارجية مايك بومبيو في وقت سابق من هذا العام، فإن أميركا عادت إلى الشرق الأوسط – وهي تأخذ جانب فريق. وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين في القاهرة في خطاب تاريخي في كانون الثاني – يناير الماضي: ""إنها حقيقة لا يتم التحدث بها في كثير من الأحيان في هذا الجزء من العالم، لكنني رجل عسكري عن طريق التدريب، لذلك سأقولها بصراحة: أميركا قوة من أجل الخير في الشرق الأوسط.

من الناحية اللوجستية، كانت رؤية بومبيو تعني تفضيل فصيل مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد، القيادة الحادة لمحمد بن زايد في أبو ظبي، بالإضافة إلى القادة الأكثر إثارة للجدل مثل محمد بن سلمان في الرياض والجنرال عبد الفتاح السيسي في القاهرة. لاحظ البيت الأبيض من هم أصدقاؤه يوم الاثنين، وردد تأكيدات الرئيس بأن أسواق الطاقة العالمية لن تتعرض للهز. وقالت ساندرز: "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ثلاثة من أكبر منتجي الطاقة في العالم، إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا، ملتزمون بضمان استمرار تزويد أسواق النفط العالمية بالقدر الكافي".

هذا وضع دقيق للرئيس، الذي فرض بالفعل خلال أكثر من عامين مقداراً غير عادي من الضغط على منتجي الطاقة العالميين للحفاظ على الأسعار منخفضة. هذه السياسة تجاه إيران تبدو وكأنها تسير في وجه هذه البراعة. ارتفع النفط الخام إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر يوم الاثنين. روسيا والسعودية، من بين دول أخرى ، سعيدتان.

لكن إعلان يوم الاثنين لم يكن انتصاراً واضحاً لبومبو. بدلاً من ذلك، كان انتصاراً غير محدود لبولتون، الصقر بامتياز. وقد أفيد على نطاق واسع أن بومبيو كان يدفع وراء الكواليس ضد خطوة من هذا القبيل، ويفضل بدلاً من ذلك مساراً متدرجاً. لكنه خسر. يقول كوستيلو: "إذا استمرت الإدارة في تنفيذ خطط بولتون من دون رقابة، فإن تجدد الأزمة النووية أو المواجهة العسكرية المباشرة قد يصبح أمراً لا مفر منه".

يقول مسؤول كبير سابق في الإدارة قريب من بومبيو إنه بحلول عام 2024، سيترشح الوزير إلى الرئاسة. يظل بولتون وبومبيو حليفين لكن مصالحهما ليست متطابقة. وكما لاحظ توماس رايت من مؤسسة "بروكينغز" في العام الماضي: "بالنسبة لبولتون، هذه هي فرصته الأخيرة والأفضل لتحقيق هدفه الأيديولوجي المتمثل في إظهار أن الولايات المتحدة خالية من القيود القانونية والمؤسسية. بالنسبة لبومبيو، إنها وسيلة لتحقيق مستقبل سياسي مشرق".

في الواقع، تم كشف ذلك إلى العلن عن العلاقة بين الاثنين في تعليقات مسرّبة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال بومبيو لمجموعة من المنفيين الإيرانيين في تكساس، بحسب موقع "أكسيوس": "دعونا لا نتغلب على الأدغال. تحدث السفير بولتون في تجمع لمنظمة "مجاهدي خلق".  الرئيس ترامب وأنا لم نتحدث ".

كان بومبيو، بالطبع، يلمح إلى منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المثيرة للجدل. أخبرني محامي الرئيس ترامب، رودولف جولياني في الخريف الماضي في حدث مرتبط بجماعة "مجاهدي خلق" أن سياسة الإدارة هي بشكل فعال تغيير النظام الإيراني.

من جانبها، احتفلت زعيمة "مجاهدي خلق"، مريم رجوي، بقرار إلغاء الإعفاءات الاثنين. وأشارت إلى أن "مقاومتها تطالب بفرض حظر على النفط والأسلحة على نظام الملالي المناهض للإنسان والمناهض لإيران منذ 4 عقود مضت."

وختم الكاتب أن "مجاهدي خلق" على القائمة. هكذا كان أحمد الجلبي منذ أكثر من عقد، في إشارة إلى الدعم الأميركي للمعارضة العراقية في إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 عبر الغزو.

 كيرت ميلز

ترجمة: د. هيثم مزاحم

صرح قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان محاولات اميركا الاخيرة لحظر بيع النفط الايراني لن تجديها نفعا، مؤكدا بان ايران ستصدّر النفط قدر ما تشاء.

جاء ذلك في تصريح لسماحة القائد خلال استقباله صباح اليوم الاربعاء الالاف من العمال من مختلف انحاء البلاد.

واشار قائد الثورة خلال اللقاء الى محاولات الاعداء الفاشلة التي استهدفت ايران سابقا وقولهم بانهم يريدون اركاع الشعب الايراني عبر القضايا الاقتصادية "ولكن عليهم ان يعلموا بان الشعب الايراني لن يركع امامهم".

واكد قائد الثورة ضرورة متابعة قضايا مثل امن العمل والاجور واحترام العمال وقال، ان العدو قد ركز ضغوطه الاقتصادية لاركاع الشعب الايراني ولكن عليه ان يعلم بان هذا الشعب لن يركع ابدا وسيستفيد من فرصة الحظر لتحقيق النمو والازدهار ولن يدع ممارسات اميركا العدائية تمر بلا رد.

واعتبر سماحته العمل الجهادي والاستثنائي بانه من عوامل تحقيق ازدهار الانتاج واضاف، ان ازدهار الانتاج يعد من الاركان الرئيسية للاقتصاد المقاوم ولو تحقق الاقتصاد المقاوم فان قرارات القادة الاميركيين والصهاينة حول النفط والقضايا الاقتصادية سوف لن تكون مؤثرة.

واعتبر ازدهار الانتاج ودعم السلع الوطنية الايرانية والتحرك العملي والاقتصاد المقاوم، بانها من شانها توفير الارضية للعزة الوطنية والوقوف امام قرارات الاجانب.

واكد بان العزة الوطنية تعد من الاولويات والقضايا الاساسية لاي شعب واضاف، ان الشعوب لن ترضى ابدا بان تكون تحت تاثير ونفوذ قرارات الاعداء.

واشار سماحته الى مزاعم المسؤولين الاميركيين والصهاينة واضاف، انهم يقولون بانهم معادون للدولة في الجمهورية الاسلامية وليسوا اعداء للشعب الايراني، الا ان العداء للجمهورية الاسلامية هو عداء للشعب الايراني لانها قائمة بدعم وارادة الشعب وان لم يكن الدعم من الشعب لما كانت الجمهورية الاسلامية قائمة.

واشار قائد الثورة الى المؤامرات المختلفة التي حاكها اعداء الشعب الايراني على مدى الاعوام الاربعين الماضية ومنها التركيز على موضوع العمل والعامل وفشل هذه المحاولات قائلا، ان الشعب الايراني خاصة العمال قد وجهوا الصفعات للعدو في جميع الحالات وفرضوا اليأس عليه.

وتابع سماحته، رغم ان الحظر يخلق المشاكل في بعض الحالات ولكن لو تمت مواجهته بصورة منطقية وصحيحة فانه سيصب في مصلحة البلاد لان الحظر من شانه ان يؤدي للاعتماد على الطاقات والقدرات والابداعات الداخلية.

واشار آية الله الخامنئي الى مختلف مؤامرات الاعداء الفاشلة على مدى الاعوام الاربعين الماضية ضد الشعب الايراني والثورة الاسلامية والدولة في الجمهورية الاسلامية واكد قائلا، ان الاميركيين بتركيزهم على القضايا الاقتصادية يسعون لاركاع الشعب الايراني ولكن عليهم ان يعلموا بان تحركهم الاخير سيفشل ايضا وان هذا الشعب العظيم والابي لن يركع ابدا امام الشيطان الاكبر.

وحول محاولات اميركا لغلق طرق صادرات النفط الايراني قال قائد الثورة، ان الشعب الايراني الحيوي والمسؤولين اليقظين   اثبتوا بانهم لو اعتزموا سيفتحون جميع الطرق المغلقة ومن المؤكد ان محاولة الاميركيين هذه لن تحقق شيئا وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستصدر النفط بالقدر اللازم والذي تشاءه.

وخاطب سماحته اعداء الشعب الايراني قائلا، اعلموا بان عداواتكم سوف لن تبقى بلا رد وان الشعب الايراني ليس شعبا يستكين ويتفرج لو عملوا ضده وتآمروا عليه.

وبشان تصعيد الضغوط النفطية الاميركية قال، اننا نعتبر خفض الاعتماد على بيع النفط فرصة سانحة وسنستفيد منها للمزيد من الاعتماد على الطاقات الداخلية.

واعتبر سماحته؛ "رخاء الشعب" و"النمو الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي" الى جانب "القيم المعنوية والسمو الاخلاقي" من الاهداف الاساسية للجمهورية الاسلامية واضاف، ان تحقيق هذه الاهداف بحاجة الى العمل وبذل الجهود المستمرة.

واوضح بان الهدف من "اعلان الخطوة الثانية" (الذي اصدره سماحته في الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية والذي يشكل خطة عمل للعقود القادمة للثورة) هو التحرك الحماسي للوصول الى القمم العالية للتقدم والعزة بذات الدوافع والهمم السامية التي اخرجت البلاد من هيمنة المستكبرين.

واشار الى غضب الاعداء من جهود وتلاحم الشعب الايراني واضاف، انه في قضية السيول الاخيرة (التي اجتاحت مناطق في البلاد) ورغم ان احدا لم يدع الشعب للحضور في الساحة الا انه حضر كالسيل لمساعدة المنكوبين وسارع الشباب من مختلف انحاء البلاد لمساعدة المواطنين والشباب المحليين حيث ان هذه مشاعر الوحدة والتعاطف والجهود الوطنية هذه مهمة جدا وتبشر بمستقبل وضاء.

وقال قائد الثورة في ختام حديثه، انه مثلما قيل اخيرا فان محاولات الاعداء تمثل انفاس عدائهم الاخيرة وسيتعبون من العداء ضد الشعب الايراني الا ان هذا الشعب سوف لن يتعب من العمل وبذل الجهد والثبات والتقدم ابدا.

قال الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق شمس الدين الكباشي، مساء الأربعاء، إن المجلس اتفق على تشكيل لجنة مشتركة مع قوى الحرية والتغيير لحل نقاط الخلاف.

وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع "قوى الحرية والتغيير"، أن المجلس والقوى يكملان بعضهما بعضا، مشيرا إلى أن الطرفين يعملان سويا على الخروج من الأزمة وبناء السودان.

وصرح الفريق شمس الدين الكباشي بأن الحوار مع "قوى الحرية والتغيير" قاد إلى نقاط مشتركة كثيرة ونقاط خلاف قليلة.

وقال المتحدث إن المجلس بحث الوثيقة التي قدمتها "قوى الحرية والتغيير"، مبينا أنه لا حسابات خسارة وربح في الحوار وأن الهدف مستقبل السودان.

وشدد في كلمته على أن المجلس يسعى لتأسيس نظام ديمقراطي خال من العيوب.

من جهتها أكدت "قوى الحرية والتغيير" خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المجلس العسكري الانتقالي، أن الاجتماع كان إيجابيا جدا.

وثمنت في السياق دور القوات المسلحة السودانية في حماية المدنيين.

 

السبت, 27 نيسان/أبريل 2019 04:25

الرئيس الايراني: لن نتفاوض مع البلطجي

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، يوم الاربعاء، اننا لن نتفاوض مع البلطجي ولا صيغة البلطجية، لأن القبول بهكذا مفاوضات يعني الذلة والاستسلام.

وفي حديثه خلال اجتماع مجلس الوزراء الاربعاء، أكد حسن روحاني ان لا سبيل سوى الصمود والمقاومة في مواجهة المعتدي، مصرحا: ان الاميركان وطيلة 40 عاما الماضية، خططوا ونفذوا مؤامرة جديدة كل يوم ضد الشعب الايراني العظيم، وقد باؤوا بالفشل دوما، وسيبوئون بالفشل أيضا.

ولفت روحاني الى ان الاميركان بدأوا منذ يوم الاثنين دعايات جديدة لممارسة الضغوط على الشعب الايراني، وقال: بالطبع فإن الاميركان كانوا قد بدأوا اجراءاتهم الجادة منذ العام الماضي، وبدأوا بتهيئة الترتيبات منذ كانون الثاني/يناير 2018، وفي كل يوم يتخذون اجراءا مخالفا للقانون على الصعيد الدولي والسياسي والاعلامي وخاصة الاقتصادي لممارسة مزيد من الضغوط على الشعب الايراني.

ولفت الى ان اميركا لم ولن تحقق اهدافها في الميدان الاقتصادي، ومن الطبيعي ان تتسبب ضغوطها بمشكلات في معيشة المواطنين، ولكن الشعب الايراني يدرك جيدا انه لا سبيل امامه سوى الصمود والمقاومة في مواجهة الاجراءات غير القانونية للمعتدين.

وصرح: اننا كنا ومازلنا دوما رجال للتفاوض والدبلوماسية، كما اننا رجال الحرب والدفاع ايضا، ويكون التفاوض ممكنا فيما اذا رفعت كل الضغوط، وقدموا الاعتذار عن اجراءاتهم غير القانونية وان لديهم الاحترام المتبادل. فلا شك ان قبول طلب فرد بلطجي يريد ان يتفاوض بالقوة والدجل، لن يصل مؤكدا الى نتيجة، فنحن لن نتفاوض مع الشخص البلطجي وضمن الصيغة البلطجية، لأن قبول هكذا تفاوض يعني الذلة والاستسلام.

وأوضح روحاني ان الشعب يدرك جيدا ان اميركا غير مستعدة مطلقا للتفاوض، وانما ما تقوم به هو من اجل هزيمة الشعب الايراني والعودة مرة اخرى الى ايران.

وأردف: ليس امامنا سوى الصمود والمقاومة امام المعتدين، وعلينا ان نُفهم المعتدي الذي يريد ان يمارس الضغوط المتسلسلة على الشعب الايراني، انه اختار المسار الخاطئ.

دعا الاتحاد الأوروبي مصر إلى الالتزام بسيادة القانون واستقلال القضاء، غداة إعلان الموافقة على تعديلات بالدستور تسمح لرئيس البلاد عبد الفتاح السيسي، البقاء في الحكم حتى 2030.

وقال مكتب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس، في بيان الأربعاء: "نذّكر مصر بتعهداتها الدولية والإقليمية بشأن سيادة القانون واستقلال القضاء، وحرية التجمع والتعبير، وننتظر منها الالتزام بهذه التعهدات".

والثلاثاء، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات بمصر، موافقة 88.8 بالمئة من المشاركين في الاستفتاء على تعديلات الدستور، الذي جرى داخل وخارج البلاد خلال الفترة من 19-22 أبريل/نيسان الجاري.

والأسبوع الماضي، وافق البرلمان المصري بأغلبية مؤيدة للنظام على تعديلات الدستور في البلاد.

وانقسمت قوى المعارضة بمصر جراء الاستفتاء على فريقين أحدهما التصويت بلا، والآخر المقاطعة التامة، غير أنهم اتفقوا على عدم دستورية تلك التعديلات.

ومن أبرز تعديلات الدستور المقترحة زيادة الولاية الرئاسية إلى 6 سنوات بدلا من 4، وإضافة مادة انتقالية تسمح للسيسي، بزيادة ولايته الحالية عامين لتنتهي في 2024 بدلا من 2022، وإعادة انتخابه لمدة ثالثة ولايتها 6 سنوات، ما يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030.

كما تضمنت تعديلات الدستور أيضا تعميق دور الجيش وإنشاء مجلس للشيوخ (غرفة برلمانية ثانية).

الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2019 08:00

فلسفة الحجّ وأسرار مناسكه

إنَّ البحث في مسألة الحجّ ومكانته في الشريعة الإسلامية وإن بدا مختصراً وموجزاً، وكذلك البحث في موقعه من الأحكام والفرائض الإسلامية والاهتمام البالغ الذي أبداه الوحي والقرآن والسنّة تجاه الحجّ، ودراسة ماهية وعمق أحكام الحجّ وشعائره

والقدم التأريخي الذي يتمتّع به الحجّ، والعلاقة الوثيقة والصّحيحة الّتي تربط الحجّ بأصل التوحيد، كلّ ذلك يمكنه أن يوضّح لنا الخلفيّة لأفق الفلسفة الواسعة الّتي يمتلكها الحجّ، وبحور أسراره العميقة والأغوار المكنونة في مضمون هذه الشعيرة والعبادة.

لاشكّ في أنّ الحجّ هو أحد أكبر الفرائض الإسلامية( 1)، وأعظم شعائر الدين( 2)، وأفضل الأعمال التي يُراد بها التقرّب إلى الله تعالى( 3)، وهو ركنٌ من أركان الدين( 4)، وتركه ارتكابٌ لكبيرة من الكبائر( 5)، ممّا يتسبّب في خروج المرء عن جادّة الإسلام والمسلمين( 6)، ويؤدّي إلى كفره( 7).

ذلكم هو الحجّ الذي يكافح ويناضل المسلم في سبيل أداء مناسكه، ويتمرّغ على تراب الذُلّ ويُحمِّلُ نفسه مشقّة وتعباً عظيمين، ويعاني مرارة الغُربة والهجران، ويمسك عن جميع ميوله ولذّاته، ويمتنع عن كثير من عاداته وطبائعه، باذلا القدر الأكبر من مصاريفه لذلك، ويتحمّل أعباءَ حجّة مهما بلغت صعوبتها من أجل تنفيذ أمر من أوامر الباري عزّوجلّ( 8).

ومع أنَّ الحجَّ يبدو وكأنّه عبادة من العبادات الأخرى، إلاّ أنَّ هذه العبادة تجمع في جنباتها- في الواقع- عبادات كبيرة عِدّة( 9)، ولايمكن لأيّ عبادة أن توازيه في ذلك( 10)، ولا ثواب لهذه الفريضة سوى حيازة رضوان الله ودخول جنّته( 11)، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «لو أنفقتَ في سبيل الله بحجم جبل أبي قُبيس ذهباً، فإنّك لن تصل مرتبة الحاجّ وما يحوزه من القَدر»( 12).

إنّه الحجّ الذي يُزيح عن كاهل المؤمن الكثير من المعاصي الكبيرة بأدائه هذه الفريضة، يمحو عن قلبه كلّ صَدإ سبّبته سيئاته فيكون كمن ولدته أمّه توّاً( 13)، ولا تكتب ضدّه سيئة أخرى حتّى مرور أربعة أشهر ما دام الحاجّ لم يرتكب كبيرة إثر ذلك، وتكتب له عوضاً عن ذلك حسنات كثيرة( 14).

لقد كان الحجّ فريضة مفروضة في أولى الشرائع الإلهيّة، وأدّاه الملائكة وآدم وحوّاء وأنبياء الله جميعاً على أكمل وجه( 15) وأدخَلَ إبراهيم إمام الموحّدين تعديلات عليه وَجدَّده( 16) وأُمِرَ إسماعيل بالتمهيد لإقامة تلك الشعيرة المقدّسة( 17)، وقد أدّى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) شعائر هذه الفريضة مرّات عديدة رغم كلّ الصعوبات الّتي واجهته( 18) وسعى مدى سنوات طوال لتثبيت هذه الفريضة، وتهيئة المسلمين لإقامة الحجّ الحقيقي. ووُفّق أخيراً وبعد الحوادث المريرة، والغزوات المتعدّدة. وبعد جهاد بالنّفس والمال والرّوح، وبذل أغلى الشهداء والأعزّاء، وقادة وروّاد الإسلام، وُفِّقَ بالدخول إلى مكّة في السنة الثامنة من الهجرة، وتمّ فتحها من قِبَلِ المسلمين، فأدّى (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع بعد ذلك في السنة التاسعة للهجرة بصحبة آلاف مؤلّفة من المسلمين والصحابة( 19)، بكلّ إجلال وأبّهة في جوٍّ تملأه المعنويات الطاهرة، والإخلاص التامّ ممزوجاً بالقُدرة والسلطان الكبيرين للإسلام( 20).

ومع وجود نفي الإكراه في الدّين( 21)، وطبقاً لسيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) المبيّنة على أساس ترك إجبار النّاس على فعل يكرهونه( 22)، وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) الواضح في هذا المجال وهو «لستُ أرى أن أجبر أحداً على عمل يكرهه»( 23)، فإنّ الوالي والحاكم بإمكانه اجبار جماعة بالفعل; ذلك من أجل إحياء حجّ بيت الله الحرام( 24).

حقّاً إنَّ الحجَّ اختبارٌ كبير لعباد الله( 25)، إذ يتعامل الإنسان في الحجّ مع الحجارة والصحراء والصخور والحصى الّتي لاتضرّ ولاتنفع( 26) وظلّت الأعمال الّتي يمارسها الحاجّ موضع دهشة الكثير من العقائد الضالّة( 27).

الحجّ هو زيارة بيت الله الحرام( 28)، البيت الذي يبدو وكأنّه يُعبد كما تلوح به الأعمال في الحجّ( 29)، ومثابة للناس وأمناً وقبلةً يتوجّه نحوها الجميع في عباداتهم( 30)، وشعبة من جنّة الرضوان( 31)، والطريق المؤدّي إلى غفران الله( 32) ومجمع عظمته وجلاله( 33)، وأوّل بقعة خُلقت في الأرض( 34).

وكان إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) المنادي للحجّ( 35) حيث لبّت نداءَه كلّ النّطف الطاهرة عبر التأريخ( 36) وكانت الملائكة تؤدّي ذلك قبل آدم أبي البشر بآلاف السنين الطويلة( 37).

ويجذب الحجّ نحوه، كما هو الحال مع متشابه آي القرآن مقارنة مع محكمه، كلّ الأفكار عِبْرَ زوايا ومنعطفات وأبعاد مختلفة، فيخلّف وراءه الخلود والأثر البالغ والتهذيب والحداثة الدائمة في بؤر التأريخ المندثرة.

وليس الحجّ لغةَ عقيدة معيّنة، أو دستوراً مُحدّداً أو قيماً متفرّقة فحسب، بل هو مرآةٌ تعكس وجهات النظر لكلّ المدارس والمذاهب، وصورة مُصغّرة لكلّ ما يحتويه الإسلام، ذلك الإسلام الذي خرج بشكل قرآن مجيد مُبيّن الكلمات، وواضح الأسلوب، وتجلّى في قالب الإمام والإمامة فصار حركات وملامح تمثّلت في الحجّ. ويبدو أنّ كلَّ ما أراد الله تلقينه للبشر وتفهيمه إيّاه، قد صبّه في قالب يُدعى الحجّ.

ذلكم هو الحجّ الذي يسير فيه مخلوق في منتهى الصِغر نحو اللاّنهاية عِبر سَفَر لاينتهي، فتجسّد خلاله فلسفة خَلق بني آدم فيصوغه مشابهاً للتاريخ والعقيدة والأمّة، والُمخرج لكلّ تلك الأحداث هو الله سبحانه، ولغة التمثيل هي الحركة، وشخصياتها وأبطالها هم آدم وإبراهيم الخليل وهاجر وابنها إسماعيل، ومن ثمّ إبليس الذّليل، والماكياج والملابس هما الإحرام، والممثل في المشهد الفردي ذاك الذي هو قطرة في وسط اليمّ هو أنتَ أيّاً كنتَ( 38).

نعم، إنَّ الحجّ هو انموذجٌ مصغّر من هيكل الإسلام ككلّ، كما سمّـاه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ووصفه بأنّه الممثّل الوحيد لكلّ شريعة الإسلام( 39).

ومعَ أنَّ كلا مسؤولٌ عمّا انفق( 40)، وصرف في يوم يُحاسبُ فيه حتّى الأنبياء( 41)، إلاّ أنّه لايُسئل عن المال المصروف في سبيل تأدية الحج وإقامة شعائره( 42)، ذلك لأنَّ ترك هذه الفريضة يؤدّي إلى بروز الفِتن وتسعيرها( 43) وإيجاد المهلكة والفجائع بصورة عامّة( 44).

فالحجّ تفسيرٌ( 45) لآية ﴿ففرّوا إلى الله إنّي لكم نذيرٌ مبين﴾ ( 46) وبيانٌ ومصداقٌ( 47) لـ﴿ربّ لولا أخّرتني إلى أجل قريب فاصَّدَّق﴾ ( 48) وأخيراً فهو ﴿قياماً للناس﴾ ( 49) ورمز قوّتهم وعزّتهم( 50).

وهكذا، فلا يمكن للحجّ أن يكون مجرّد عمل عاديّ، وعبادة بسيطة، وشعيرة ظاهرية بحتة. إنَّ سبر أغوار ما ذكر من الأمور سابقاً يُجسّد لنا هذه الحقيقة وهي: أنَّ الحجّ يمتلك روحاً وعقلا وفلسفة عميقة وراقية، وله أسرارٌ وحكمٌ ولطائف قيّمة جمّة وأهد

اف وفوائد ونتائج حياتية كبيرة، ألقت بظلالها على حياة الإنسان في البعدين المادّي والمعنويّ، وبالنفوذ ببصيرة إلى أعماق تلك الأعمال الظاهرية. وبالوصول إلى باطن تلك الأعمال يمكننا تفهّم إشاراتها والمشار إليه فيها على السّواء. ﴿إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد﴾ ( 51).

مصادرنا في الحصول على فلسفة الحجّ وأسراره:

إنَّ ميزة التفكّر والتعقّل اللتين هما رسول الإنسان في باطن وجوده، وإن كانتا غير عاجزتين عن البحث في فلسفة الحجّ وأسراره المعقدة والعميقة، والآثار الحياتية الكبيرة له وأهدافه في مختلف أبعاده، وكذلك بواسطة تحليل منطقي بعد التنبّه إلى ماهية هذه المراسيم والمناسك والعناصر الأساسية المُشَكِّلة لها، والعلائق والكنايات والإشارات الخاصّة به، كلّ ذلك سوف يمكّننا حتماً من التعرّف على الكثير من هذه الحكم والأسرار. ولكن ونظراً لكون المعطيات والنتائج الحاصلة من ذلك هي عقلية بحتة، لاتخلو أن تكون تلك المعطيات ملوّثة بالإشكالات والهفوات و«دين الله لا يصابُ بالعقول»( 52)، ولذا فإنّنا اتّبعنا خطّ سير أكثر أماناً للحصول على فلسفة الحجّ وأسراره، وسنقوم ببحث وتقصّي أحكام وأسرار الحجّ بالاعتماد على نفس المصادر الّتي استخرجنا منها أحكامه ومناسكه.

 ولحسن الحظّ فإنّ الوحي (الكتاب والسنّة) لم يتركانا سدًى في هذا المجال، حيث وضّحا لنا قسماً كبيراً من أسرار هذه العبادة وآثارها وأهدافها السامية في الحياة الإنسانية.

ولن نستند في بحثنا هنا- فيما يتعلّق بفلسفة الحجّ وأسراره- على النظرة العقلية والتفسير والتوجيه العقلانيّين، بل سنسعى إلى توضيح جزء من بحر لطائف وأسرار وأهداف ونتائج الحجّ الواسع مستفيدين من النّصوص الّتي بحوزتنا والمستخرجة

من آيات الكتاب، ومتون الأحاديث ونتعرّف على جانب من روح وعقل هذه العبادة الجماعية.

عباس علي عميد الزنجاني

________________________________________

 1 «ليس شيء أفضل من الحجّ إلاّ الصلاة، وفي الحجّ هنا صلاة»، علل الشرايع: 156، وسائل الشيعة 8: 77، الحديث2.

 2 جواهر الكلام 17: 214.

 3 جواهر الكلام 17: 214.

 4 قال الباقر (عليه السلام) : «بُني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة و

الحجّ والصوم والولاية». وسائل الشيعة 1: 7 و8، أُصول الكافي 1: 315، المحاسن للبرقي: 286.

 5 تحرير الوسيلة 1: 370، وسائل الشيعة 8: 19، 21.

 6 المصدر نفسه.

 7 «قال الصادق (عليه السلام) في تفسير قول الله عزّوجلّ: (ومن كفر فإنّ الله غني عن العالمين) يعني من ترك»، وسائل الشيعة 8: 20.

 8 جواهر الكلام 17: 214.

 9 جواهر الكلام 17: 214.

 10 «قال الصادق (عليه السلام) : ما يعدله شيء»، وسائل الشيعة 8: 77 و

78، الحديث 3 و7.

 11 مستدرك الوسائل كتاب الحجّ، الباب 24، الحديث 22 و24، صحيح مسلم 4: 107.

 12 وسائل الشيعة 8: 79، الحديث1، التهذيب 1: 451.

 13 ثواب الأعمال: 27، وسائل الشيعة 8: 83، الحديث 15.

 14 المصدر نفسه: 79، الحديث1.

 15 من لا يحضره الفقيه 1: 159، علل الشرايع: 399- 406.

 16 (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم)، البقرة: 127.

 17 (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطائفين والعاكفين والركّع السجود)، البقرة: 125.

 18 في صحيح البخاري: «حجّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قبل النبوّة وبعدها، ولم يعرف عددها ولم يحجّ بعد الهجرة إلاّ حجّة الوداع». وفي الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرين حجّة مستقرة.

 19 سفينة البحار 2: 306.

 20 نقل الكليني في الكافي والطوسي في التهذيب والشيخ العاملي في وسائل الشيعة خبر حجّة الوداع عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، وكذلك نقله مسلم وأبو داود وابن ماجه والدارمي والنسائ والترمذي في صحاحهم وسننهم عن الجابر عن الإمام ال

صادق (عليه السلام) .

 21 (لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغيّ)، البقرة: 256.

 22 فروغ أبديّت (باللغة الفارسية): 388.

 23 نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة 5: 359.

 24 فروع الكافي 1: 237- 241، علل الشرايع: 138، التهذيب 1: 452.

 25 و نهج البلاغة، الخطبة رقم 192.

 26 علل الشرايع: 403.

 27 وسائل الشيعة 8: 6، سورة الحجّ: 27.

 28 وسائل الشيعة 8: 6، سورة الحجّ: 27.

 29 (وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس وأمناً)، البقرة: 125. (فلنولينّك قبلةً ترضاها)، البقرة: 144.

 30 «فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدّي إلى غفرانه منصوب على اسواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام». فروع الكافي 1: 219.

 31 «فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدّي إلى غفرانه منصوب على اسواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام». فروع الكافي 1: 219.

 32 «فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدّي إلى غفرانه منصوب على اسواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام». فروع الكافي 1: 219.

 33 «فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدّي إلى غفرانه منصوب على اسواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام». فروع الكافي 1: 219.

 34 سورة الحجّ: 27.

 35 وسائل الشيعة 8: 5، الحديث9.

 36 المصدر نفسه، الحديث6.

 37 نقلا عن كتاب الحجّ، للدكتور علي شريعتي.

 38 «والخامسة الحجّ وهي الشريعة». علل الشرايع.

 39 (ولنسئلنَّ المرسلين)، الأعراف: 67.

 40 (ثمّ لتسئلنّ يومئذ عن النعيم)، التكاثر: 8.

 41 بحار الأنوار 99: 5.

 42 المصدر نفسه.

 43 «قال عليّ (عليه السلام) : لا تتركوا حجّ بيت ربّكم فتهلكوا»، ثواب الأعمال: 212.

 44 تفسير القمّي: 448، معافي الأخبار: 222، بحار الأنوار 99: 6.

 45 الذاريات: 50.

 46 تفسير القمّي: 682، بحار الأنوار 99: 6.

 47 المنافقون: 10.

 48 المائدة: 97.

 49 «قال الصادق (عليه السلام) : لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة»، الكافي 4: 271، الحديث24، «فرض الله الحجّ تقوية للدين»، نهج البلاغة، المواعظ والحكم، رقم 244.

 50 سورة ق: 37.

 51 بحار الأنوار 3: 303، الحديث41.

 52 مستدرك الوسائل 2: كتاب الحجّ، الباب 17، الحديث5، سفينة البحار 2: 71.

لا يبدو أن طوابير الانتظار التي فاضت عن طاقة محطات الوقود السورية ، ستستمر مدة طويلة بحسب مصدر دبلوماسي رفيع أكد للميادين أن ضمن ما تم نقاشه مع وزير الخارجية الإيراني الذي زار دمشق قبل أيام هو أزمة الوقود وإعادة تشغيل الخط الائتماني بين طهران ودمشق ، المتوقف منذ أشهر ، ودمشق لم ترسل رسائل إلى أنقرة.

لن ينتظر السوريون وحلفاؤهم تبلور أي وجهة سياسية اقليمية أو دولية جديدة  لزيادة الضغط والحصار الذي تراهن عليه واشنطن لإضعاف  دمشق  اقتصادياً بما يهدد الانتصارات التي راكمتها مع حلفائها في أي عملية سياسية مقبلة أولا، ودفع الحليف الإيراني ثانياً للانسحاب من سوريا.

ويقول المصدر السوري  إن الوقت يداهم الجميع ، ولا بد من التحرك بسرعة لتقويض مساعي واشنطن  ، ولن ننتظر أحدا  لكي نباشر الحلول مع حلفائنا "الذين نثق بهم بشدة".

ويضيف المصدر أن التنسيق بدأ وعلى أكثر من مستوى لاحتواء الحصار الاقتصادي وأن دمشق التي سبق أن واجهت حصاراً مشابهاً في ثمانينيات القرن الماضي لا تزال تتملك الكثير من الأوراق لمواجهة جديدة.

 خلال الأيام الماضية، ازدحمت أجندة الزيارات في القصر الرئاسي بدمشق ، وعكست التصريحات احتلال الازمة الاقتصادية  المحل الاول في كل النقاشات. ومن اللقاءات الدمشقية ــ الروسية ــ الإيرانية لم يجد الإعلام ما يشبع نهمه، في البيانات  الرئاسية المتقشفة ، فملأ فراغ أسئلة الاعلام ما تحدث به نائب رئيس الحكومة الروسية يوري بوريسوف بأن موسكو ستوقع عقد استئجار ميناء طرطوس لـ ٤٩ عاماً  من أجل استخدامه من قبل قطاع الأعمال الروسي، معتبرا  أن القرار سينعكس إيجاباً على التبادل التجاري بين البلدين، وسيخدم الاقتصاد السوري.

حرب أخرى  توشك أن تستعر في الشرق السوري لإعادة بناء توازن بين الولايات المتحدة وروسيا . وبقايا "داعش" لم  تعد هدف الحشد العسكري الوحيد المتزايد حول شرق الفرات من الأطراف كافة، بل السباق على منع الروس والإيرانيين  من الإمساك بالممر البري الشرقي ، والحل السياسي والعسكري . كما يهدف السباق إلى استنزافهم، وتحميلهم المزيد من اعباء حشد عسكري جديد في سوريا.

 اذ بدأ الاميركيون  بنقل  الآليات والسلاح التي دخلت الشرق السوري، منذ معركة الباغوز، وتضم معدات لوجستية وآليات مصفحة وأسلحة، إلى القواعد الامريكية في ريفي دير الزور والحسكة، من أجل تجهيز مجموعات محلية في المنطقة، لتنفيذ هجمات على مواقع سورية وإيرانية في منطقة البوكمال بأقصى ريف دير الزور الشرقي بحسب مصادر مطلعة للميادين.

وتلفت المصادر أنه بعد أن وضعت الولايات المتحدة الأميركية، حرس الثورة الإيرانية على لائحة الإرهاب، باتت واشنطن ترى أن الأجواء  مناسبة لمهاجمة أهداف إيرانية في شرق الفرات، ودفع مجموعات تابعة لها لقطع طريق بغداد ــ دمشق، لاستكمال الحصار برياً وعزل الشرق السوري عن العراق وإيران بتعزيزات تحافظ على التوازنات الجوية بين القواعد التركية في أنجيرلك وأضنة  من جهة، وقواعد حميميم والشعيرات الروسية السورية من جهة أخرى، بانتظار أن تتبلور وجهة التدخل البري، التي يزعم الجميع حتى الآن، أن ترامب لن يقدم عليه ، مفضلاً المنافسة في السماء ، وترك الأرض إلى "فصائل العشائر العربية المتحالفة مع قسد  كما جرت عليه العادة" على ما قاله رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ، في نفيه أي نيّة لإرسال قوات تدخل بري الى المحرقة  السورية.

وتكشف المصادر أن المخطط الأميركي لم يلق دعم وقبول من الوحدات الكردية التي تريد الحفاظ على علاقات جيدة مع الإيرانيين، خاصة في ظل عدم انقطاع التنسيق في الحسكة على الأقل. وأنهم يفضلون القيام بعملية ضد قوات "غصن الزيتون" في عفرين، لافتةّ إلى أن البديل هو مجلس دير الزور العسكري وفصائل عربية تقاتل ضمن تحالف "قسد". لكن لم يتم اتخاذ القرار النهائي بعد، في ظل صعوبة حشد قوات كافية لتنفيذ العملية وعدم وجود أي طريق بري يربط شرق الفرات بغربه.

يأتي ذلك، في ظل تصاعد هجمات تنظيم "داعش" فيما اسماها التنظيم " معركة الثأر للشام"، والتي ينفذ خلالها عمليات يومية في كل من أرياف دير الزور والرقة والحسكة وصولاً إلى منبج، والتي طالت كذلك، دورية لـ"التحالف" بسيارة مفخخة على طريق الشدادي قرية 47، وأدت إلى مقتل عدد من مسلحي "قسد".

وتشهد أرياف دير الزور والرقة نشاطاً كثيفاً لخلايا التنظيم، بسبب عدم رضى الأهالي عن حكامهم الجدد، واستعجال "قسد" بالسيطرة على المناطق، والعمل على تطويع أبناء المناطق نفسها، لتحويلهم إلى قوات حماية محلية لها تحت رايتي "الأسايش" و "مجلس دير الزور العسكري"، ما يجعل تغلغل خلايا التنظيم ضمن صفوف "قسد" سائبة، واستثمار ذلك لشن عمليات عسكرية في المنطقة.

فيما بات واضحاً أن الجيش السوري قد يطلق عملية عسكرية قريبة تستهدف الحدود السورية ــ العراقية من محيط البوكمال وصولاً إلى منطقة 55 كم في محيط التنف من جهة، ومنطقة السخنة ومحيطها وصولاً إلى محطتي الـt2 و t3 ، بعد أن عاد النشاط لخلايا "داعش" الذين استغلوا المساحات الصحراوية الواسعة، والإمداد المفتوح من منطقة التنف لتنفيذ هجمات ضد مواقع الجيش، أدت لاستشهاد وإصابة عدد من ضباط وعناصر الجيش السوري والقوى الرديفة قبل أيام .

 الكرد قد  يدخلون المواجهة مع الروس والإيرانيين والجيش السوري  منفردين من دون حلفائهم كما يُقال ، ولا صحة عن تردد في صفوفهم بعد أن قرر الاميركيون خفض عديد قواتهم في سوريا ، فلا يزال الرهان الكردي على دفع الدول الأوروبية المشاركة ضمن تحالف "واشنطن"، لإقناع واشنطن برفع عدد قواتها المتبقية إلى ألفي عنصر كما وسبق أن طلب شاهين جيلو القائد العام لـ"قسد"، من الجنرال جوزيف فوتيل قائد القوات الأمريكية في الشرق الاوسط، وهو ما سعت "قسد" لنقاشه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقاء جمعهم معه في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس، بحضور رئيس اركان الجيش الفرنسي، وممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية وعدد من مستشاري الرئاسة، وفق ما نقلته وكالة هاوار، المقربة من "الإدارة الذاتية" الكردية.

وأكد الوفد، ان مطالبهم للرئيس الأميركي تلخصت بالضغط لأجل تمثيل "الإدارة الذاتية" في لجان صياغة الدستور وفق مسار أستانة، بالإضافة الى توفير الدعم المادي لتوفير الخدمات وتحقيق التنمية في ملف إعادة الإعمار، وإيجاد حل لمشكلة المعتقلين من "داعش" في سجون "قسد"، وعوائلهم الموجودين في مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي.

وتنقل مصادر مطلعة أن فرنسا ترفض الإبقاء على قواتها في حال دخل الانسحاب الأميركي حيّز التنفيذ، وأن كل محاولات واشنطن لإبقاء 200 عنصر من قواتها، مع الحفاظ على وجود قوات أخرى من "التحالف"، باءت بالفشل.

ديمة ناصيف

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لا تعترف بقانونية العقوبات عليها ولا تعطي أهمية وقيمة للإعفاءات.

وردّا على إنهاء الولايات المتحدة للإعفاءات، أشارت الخارجية الى أن طهران ستتّخذ القرار المناسب بعد التشاور مع المؤسسات المعنية الداخلية ومع العديد من الشركات الأجنبية الأوروبية والدولية والتابعة لدول الجوار نظراً إلى الآثار السلبية  للعقوبات التي ستزيد مع منع  الإعفاءات.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو رفض بلاده الإملاءات والعقوبات الأحادية الجانب، وذلك تعليقا على قرار إدارة ترامب بشأن إيران.

من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول وصفته بالرفيع في الإدارة الأميركية قوله إن أي خطوة من قبل إيران لإغلاق مضيق هرمز رداً على انتهاء سريان الإعفاءات الأميركية من العقوبات النفطية ستكون غير مقبولة.

المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته اضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قناعة بأن السعودية والإمارات ستنفذان التزاماتهما بالتعويض عن النفط الإيراني للمستهلكين الذين حصلوا سابقاً على إعفاءات من العقوبات الأميركية ضد طهران.

مسؤول مطلع في وزارة النفط الإيرانية قال أمس الإثنين لوكالة "تسنيم" الإيرانية إنّه "مثلما لم تتمكن أميركا في تحقيق ادعاءاتها وتصفير النفط الإيراني في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، فإنّه ليس في العشرة أيام القادمة وإنما في الأشهر والسنوات القادمة أيضاً لن تصل إلى هدفها".

في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقرار الاميركي، واعتبر أن "له أهمية كبيرة لتكثيف الضغط على إيران"، على حدّ قوله.

وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أعلن أن الرياض تراقب سوق النفط عن كثب بعد البيان الأميركي، مؤكداً أن السعودية ستعمل على ضمان توافر إمدادات النفط للمستهلكين وعدم اختلال توازن سوق النفط العالمية.

وفي الهند، أفاد وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي دارمندرا برادان، اليوم الثلاثاء، بأن الهند ستحصل على إمدادات إضافية من دول رئيسية منتجة للنفط وذلك لتعويض إمدادات النفط الإيراني

وتعتبر الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وأكبر مشترٍ للنفط الإيراني، بعد الصين، ومع دخول العقوبات الأميركية على النفط الإيراني حيّز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قلصّت الهند مشترياتها من الخام الإيراني إلى النصف تقريباً.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أعلن أمس الإثنين أنّ هدف الولايات المتحدة هو "وقف العائدات النفطية لإيران لمنعها من تمويل المنظمات الإرهابية"، مهدداً بأنّه "إذا لم تلتزم الدول بعقوباتنا على إيران فستتحمل مسؤولية ذلك".

وأعلن بومبيو في مؤتمر صحفي له، عن قرار بوقف كل الإعفاءات من العقوبات، وأضاف: "سنسعى للحفاظ على سوق النفط العالمي".

وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على صادرات النفط الإيرانية، بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست دول كبرى.

واشنطن: مكافأة مالية مقابل معلومات عن "مموّلين" لحزب الله

بالتوازي، أعلنت الخارجية الأميركية عن تخصيص مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تمكّنها من ملاحقة من وصفتهم بمموّلين لحزب الله هم محمد إبراهيم بزي وأدهم حسين طباجة  وعلي يوسف شرارة. 

ورداً  على سؤال التداعيات التي ستتركها التدابير الأميركية على الشعب اللبناني باعتبار أن الحزب جزءٌ من الحكومة اللبنانية، رأى كلٌ من مساعد وزير الخزانة لتمويل الإرهاب مارشال بيلينغزلي والسفير ناثان سيلز أن العقوبات ستعزز قوة الحكومة اللبنانية لحماية النظام المصرفي اللبناني.