emamian

emamian

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 07:26

ليلة القدر وفضائل إحيائها

 لليالي القدر مزايا كثيرة، منها ما ورد في القرآن الكريم، ونذكر منها ما يلي:

1ـ ليلة مباركة: قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾([1]).
 
2ـ مضاعفة الثواب: قال تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾([2]). وقد ذكرت النصوص أنّ العمل في هذه الليلة له أجر وثواب العمل في ألف شهر.
 
3ـ عرض الأعمال بين يدي صاحب العصر والزمان: وبالتالي فلينظر كلٌ منّا ماذا يقدّم بين يدي الحجّة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى أيّ حدّ ستساهم أعمالنا في تعجيل الفرج الذي هو واجب الأمّة في عصر الغيبة.
 
4ـ نزول القرآن: قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾([3])، ولا يخفى أنّ إنزال القرآن في هذه الليلة إنّما كان دفعةً واحدة على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم([4]) .
 
5ـ ليلة التقدير والإبرام: قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾([5]). ففي هذه الليلة تقدّر شؤون السنة كلّها من الأعمار والأرزاق والإبتلاءات وسوى ذلك.
 
6ـ نزول الملائكة: قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾([6]). وهي التي تتشرّف بالحضور بين يدي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وتعرض عليه ما قدّر الله لكلّ من المقدّرات.
 
7ـ ليلة سلام ورحمة: قال تعالى:﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾([7]).
 
فضيلة إحياء ليلة القدر
وهذه الليلة يستحبّ إحياؤها حتى مطلع الفجر بالأعمال الخاصّة والعامّة الواردة، وبالإكثار من الصلاة والإستغفار والدعاء لمطالب الدنيا والآخرة، والدعاء للوالدين والأقارب والإخوان المؤمنين والصلاة على النبيّ وآله، فقد ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: "من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار"([8]).
 
ما يستحبّ الدعاء به
روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قيل له: ماذا أسأل الله تعالى إذا أدركت ليلة القدر؟ قال: العافية([9]).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما سئل الله شيئاً أحبّ إليه من أن يُسأل العافية"([10]).
وفي الدّعاء: ونسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان([11]).
 


([1]) الدخان 3.
([2]) القدر، 3 .
([3]) القدر، 1 .
([4]) تفسير الامثل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج15، ص14.
([5]) الدخان 4.
([6]) القدر، 4 .
([7]) القدر، 5 .
([8]) فضائل الاشهر الثلاثة، الشيخ الصدوق، ص118.
([9]) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج7، ص458.
([10]) كنز العمال ج1 - ص 313
([11]) نهج البلاغةـ ج1، ص191.

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 07:25

لماذا الحثّ على تعلم القرآن؟

تعلّم كتاب الله ليس أمراً كمالياً أو علماً ثانوياً بل هو ضرورة، وأهميته تفوق أهمية أي علمٍ آخر، ولعله إلى ذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "من أُعطي القرآن فظن أن أحداً أُعطي أكثر مما أُعطي فقد عظّم صغيراً وصغّر كبيراً"([1]).
 
وحذّر الإمام الصادق عليه السلام من خلّو حياة المسلم من تعلّم القرآن فقال: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن، أو يكون في تعلمه"([2]).
 
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته"([3]).
 
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن عُلِّمَ في قبره ليرفع الله فيه درجته، فإن درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن فيقال لقارئ القرآن: إقرأ وارقَ"([4]).
 
ثواب تعليم القرآن
مجمع الفضائل: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أردتم عيشَ السعداء وموتَ الشهداء والنجاةَ يوم الحسرة والظلَّ يوم الحرور والهدَى يومَ الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنه كلامُ الرحمن وحِرزٌ من الشيطان ورجحانٌ في الميزان"([5]).
 
استنزال السكينة والرحمة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغَشِيَتهم الرحمة، وحَفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"([6]).
 
ثواب تعليم الأبناء القرآن
سبيل النجاة في الآخرة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا من تعلم القرآن وعلَّمه وعَمِل بما فيه فأنا له سائق إلى الجنة ودليل إلى الجنة"([7]).
 
أجمل الثواب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من علَّم ولداً له القرآن قلَّده الله قلادةً يعجب منها الأولون والآخرون يوم القيامة([8]).
 
حق من حقوق الأبناء: عن الإمام علي عليه السلام: حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويُحسن أدبه، ويعلّمه القرآن([9]).
 
وتؤكد الروايات على البدء بتعلم القرآن باكراً لما لذلك من أثرٍ في رسوخ هذه المفاهيم في النفس، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فقد أوتي الحكم صبيا([10]).
  


([1]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2520.
([2]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([3]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([4]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([5]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([6]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2521.
([7]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522
([8]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522.
([9]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522.
([10]) ميزان الحكمة، ج3، ص 2522.

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 07:22

ما معنى ليلة القدر؟

تمثل ليلة القدر عقدة القلب في شهر رمضان، وتبلغ فيها المكرمات قمّة نبوغها، وأمر الله تعالى عباده أن يحيوها بأكرم أعمالهم، ويبلغوا فيها أبلغ آماد الصفاء والخشوع ... ثمّ ردّدها في ليالٍ عديدة، كي ينصرف الناس فيها إلى الحسنات، وهم لا يخسرون المعروف إن وفّروه في غير ليلة القدر، بل يحتفظون بآثاراته في ركائزهم، مهما تقادمت العهود، وربما كانت الأخيرة ليلة القدر، فالسابقات ترهف تأهّبهم، واعتيادهم العبادة لليلة القدر....
 
ومن فضل الله سبحانه، أن جعل تصريف الأقدار في هذه الليلة المباركة، التي يخلص الناس فيها لله، وينـزعون من صدورهم الأحقاد، والنوايا السوداء، ويحاولون إشاعة المعاني النبيلة في نفوسهم، فيكون أقرب إلى الأقدار الخيّرة، عمّا لو كانت الأقدار توزّع وتأخذ مقرّراتها ومراكزها والناس منهمكون في اشتباك مستميت حول جيفة الدنيا....
 
وقد قيل: إنّ شهر رمضان هو ليلة القدر.
 
أحاديث في فضلها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله عزَّ وجلَّ اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر"[1].
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: "آمنو بليلة القدر، إنها تكون لعليّ بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعدي"[2].
 
وعن الإمام عليّ عليه السلام قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قدَّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدّر عزَّ وجلَّ ولايتك، وولاية الأئمّة من ولدك إلى يوم القيامة"[3].
 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ ... ليلة القدر خُصّصنا ببركتها ليست لغيرنا"[4].
 
قال الإمام الباقر عليه السلام: "من وافق ليلة القدر فقامها غفرالله له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر"[5].
 
وعن الإمام الباقر عن آبائه عليه السلام: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن تغفل عن ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين أو ينام أحد تلك الليلة"[6].
 
سأل رجل الإمام الصادق عليه السلام عن ليلة القدر، قال: أخبرني عن ليلة القدر، كانت أو تكون في كلّ عام؟
 
فقال الإمام عليه السلام: "لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن"[7].
 
وعنه أيضاً عليه السلام: "صبيحة يوم ليلة القدر مثل ليلة القدر، فاعمل واجتهد"[8].
 
ليلة القدر ليلة لا يضاهيها في الفضل والمنزلة سواها من الليالي على الإطلاق، والعمل فيها خير من عمل ألف شهر، وفيها من الكرامات والفيوضات الإلهية ما لا يحصى.
 
سِرُّ خفائها
وتعمدت النصوص إبقاء هذه الليلة مرددة بين ثلاث ليالٍ، وقد سئل أبو جعفر عليه السلام في عدّة أحاديث عن ليلة القدر، أيّ الليلتين هي؟ فلم يعيّن، بل قال: "ما أيسر ليلتين فيما تطلب، أو قال ما عليك أن تفعل خيراً في ليلتين"[9].
 
وقد ورد في سرّ خفائها أنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه:
أحدها: أنه تعالى أخفاها، كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات، حتى يرغبوا في الكلّ، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كلّ الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظّموا كلّ الأسماء، وأخفى في الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكلّ، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلّف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلَّف، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظِّموا جميع ليالي رمضان.
 
ثانيها: كأنه تعالى يقول: لو عيّنت ليلة القدر، وأنا عالم بتجاسركم على المعصية، فربما دعتك الشهوة في تلك الليلة إلى المعصية، فوقعت في الذنب، فكانت معصيتك مع علمك أشدَّ من معصيتك لا مع علمك، فلهذا السبب أخفيتها عليك. رُوي أنه عليه السلام دخل المسجد فرأى نائماً، فقال: "يا عليّ نبهه ليتوضّأ، فأيقظه عليّ، ثم قال عليّ: يا رسول الله إنك سبّاق إلى الخيرات، فلِمَ لم تنبهه؟ قال: لأنّ ردّه عليك ليس بكفر، ففعلت ذلك لتخفَّ جنايته لو أبى". فإذا كان هذا رحمة الرسول، فقس عليه رحمة الربّ تعالى، فكأنه تعالى يقول: إذا علمت ليلة القدر فإن أطعت فيها اكتسبت ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها اكتسب عقاب ألف شهر، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب.
 
ثالثها: أني أخفيت هذه الليلة حتى يجتهد المكلّف في طلبها، فيكتسب ثواب الاجتهاد.
 
رابعها:
أنّ العبد إذا لم يتيقّن ليلة القدر، فإنه يجتهد في الطاعة في جميع ليالي رمضان، على رجاء أنه ربما كانت هذه الليلة هي ليلة القدر، فيباهي الله تعالى بهم ملائكته، يقول: "كنتم تقولون فيهم يفسدون ويسفكون الدماء".
 


[1] كمال الدين واتمام النعمة، الشيخ الصدوق.
[2] الوافي، الكاشاني، ج2.
[3] معاني الأخبار، الصدوق.
[4] بصائر الدرجات.
[5] دعائم الإسلام، القاضي النعمان المغربي، ج1.
[6]  بحار الأنوار، ج94.
[7] تذكرة الفقهاء، العلامة الحلي، ج6.
[8] الأمالي، الصدوق.
[9] مشارق الشموس، المحقق الخوانساري، ج2، ص446.

الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث عن مجمع الفضائل ومنتهى الكمال البشري، فهو راية الهدى وإمام المتّقين ووصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووليّ الأمّة من بعده، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ عليّاً منّي وأنا منّه وهو وليّ كلّ مؤمن[1]، وإنّ الحقّ معه يدورمعه كيفما دار[2] وهو باب مدينة العلم[3]، ولولاه لم يعرف المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي لا يبغضه مؤمن ولا يحبّه منافق[4]، فحبّه علامة إيمان تأكل الذنوب كما تأكل النّار الحطب، وبغضه علامة نفاق تحبط الأعمال فلا يقيم الله لها يوم القيامة وزنا".
 
ونحن هنا سنقتصر على رواية واحدة يشير فيها ضرار بن حمزة إلى بعض مزايا أمير المؤمنين عليه السلام وسجاياه الكريمة.
 
إنّ معاوية سأل ضرار بن حمزة بعد موت الإمام علي عليه السلام عنه فقال صف لي عليّاً، فقال: أو تعفيني؟ فقال: صفه، فقال: أوتعفيني؟ فقال: لا أعفيك، قال: أمّا إذا لا بدّ فأقول ما أعلمه منه:

- تحمل المسؤوليّة: "كان بعيد المدى شديد القوى"[5].

- الحزم في المواقف: "يقول فصلاً ويحكم عدلاً"[6].
 
- العلم: "يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه"[7]. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعليّ بابها[8]، ولطالما كان علي عليه السلام يخاطب أصحابه: "سلوني قبل أن تفقدوني"[9].
 
- الخشوع: "يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة"[10].
 
- التفكّر ومحاسبة النفس: "طويل الفكرة، يقلّب كفيه، ويخاطب نفسه"[11].
 
- الأسوة والقدوة في الحياة: "يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب"[12]. وقد قال مبيّناً زهده: "ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من لباسه بطمريه ومن طعامه بقرصيه"[13].
 
- التواضع: "كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، ويبتدأنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه"[14].
 
- الهيبة والوقار: "ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً، ولا نبتدأه عظمةً"[15].
 
- الإهتمام بالمظهر: "إن تبسّم فعن اللؤلؤ المنظوم"[16].
 
- علاقته بأهل الدين والإيمان: "يعظّم أهل الدين"[17]، فقد روي: من عظّم دينه عظّم إخوانه ومن استخفّ بدينه استخفّ بإخوانه[18].
 
- علاقته بالفقراء والمساكين: "ويحبّ المساكين"[19]، وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عليّ إنّ الله...... وهب لك حبّ المساكين، فرضوا بك إماماً ورضيت بهم أتباعاً"[20].
 
- العدل وعدم التحيز:
"لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله"[21].
 
- عزوفه عن الدنيا: "وكأنّي أسمعه وهو يقول: يا دنيا أبي تعرّضت، أم إليّ تشوّقت، هيهات هيهات غرّي غيري قد باينتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كثير"[22].
 
- إشعار المرء نفسه بالتقصير أمام أهوال الآخرة: "آهٍ من قلّة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق"[23].
 


[1] مقام الامام علي عليه السلام، نجم الدين العسكري، ص29.
[2] خلاصة عبقات الانوار، السيد حامد النقودي، ح7، ص166.
[3] مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني، ج1، ص529.
[4] شرح الاخبار، القاضي المغربي، ج1، ص153.
[5] مناقب الامام أمير المؤمنين عليه السلام، ج2، ص51.
[6] ن.م. ج2، ص51.
[7] ن.م. ج2، ص51.
[8] الأمالي، الشيخ الصدوق، ص425.
[9] نهج البلاغة، ج2، ص130.
[10] ن.م. ج2، ص51.
[11] ن.م. ج2، ص51.
[12] ن.م. ج2، ص51.
[13] مختصر بصائر الدرجات، ح154.
[14] من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله، ص 158.
[15] اضواء على عقائد الشيعة الامامية، ص126.
[16] ن.م. ج2، ص51.
[17] ن.م. ج2، ص51.
[18] الأمالي، الشيخ الطوسي، ص98.
[19] نهج البلاغة، ج2، ص130.
[20] الأمالي، الشيخ الصدوق، ص655.
[21] ن.م. ج2، ص51.
[22] ن.م. ج2، ص51.
[23] ن.م. ج2، ص51.

قائد الثورة الإسلامية قال اليوم الاربعاء في كلمة بمناسبة السنة الايرانية الجديدة، لقد حاول الأعداء منذ سنوات تركع اقتصاد البلاد. وبجهود الشباب وجهود كثيرة لم ينجح العدو ولن ينجح بقدرة الله.

وبارك قائد الثورة الاسلامية لجميع ابناء الشعب الإيراني حلول عيد النيروز وتزامنه مع شهر رمضان وقال ان شعار العام الجديد الهدف منه اثارة الهمم والافكار وللاهتمام بهذا الشعار الستراتيجي ولنكسب توجهات المسؤولين.

وأوعز قائد الثورة الاسلامية لمسؤولي الحكومة باقامة العلاقات مع دول العالم واكد ضرورة ابدال كافة مذكرات التعاون لايران مع البلدان وتحويلها الى اتفاقيات ثنائية.

وأضاف ان الاقتصاد من القضايا الرئيسية في ايران واذا وصل الى المستوى المطلوب سيؤثر على الدين والدنيا في البلاد، لافتا الى ان إحدى نقاط ضعفنا هو الاقتصاد لأسباب مختلفة وتمت السيطرة على التضخم لكنه بعيد عما نريد.

وتابع: يجب خفض التضخم إلى نسبة 1% وزيادة الانتاج لتغطية 90 % من احتياجات البلاد وزيادة الاستفادة من المياه في الزراعة

واضاف: علينا العمل من اجل تعبئة المشاركة الشعبية لانجاح شعار العام الجديد وتحقيق هذه الاهداف لن يتم دون حضور الشعب الايراني، لافتا الى ضرورة وضع كافة الحلول للحضور الجماهيري في ساحات العمل كما تم في سنوات الدفاع المقدس.

وأشار سماحته الى ان الاختلاف السياسي موجود بكل الدول ولا مشكلة في ذلك لكن لا يجب ان تكون هذه القضية عاملا للتفرقة، مؤكدا: ينبغي المحافظة على الوحدة ونبذ الفرقة والكراهية لمواجهة اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفي الشأن الفلسطيني قال: ان قضية غزة أظهرت حجم الظلم، فهناك أكثر من 30 ألف شهيد في فترة وجيزة والمجتمع المتحضر يقف مكتوف الأيدي، لافتا الى ان الالاف قتلوا وشردوا من مساكنهم امام مرأي العالم في قطاع غزة لكن العالم المتحضر لم يقف فقط مكتوف الأيدي بشأن غزة بل أرسل الأسلحة إلى "إسرائيل".

وقال سماحته ان قضية فلسطين ابرزت الحق في تشكيل جبهة المقاومة في غرب اسيا ويجب تعزيز هذه الجبهة، قائلا: البعض قال ما فائدة تشكل محور المقاومة واليوم أثبتت غزة أهمية هذا المحور ويجب تقويته أكثر وأكثر.

واضاف: يجب على الجميع التفكير بالمقاومة لمواجهة الظلم وهذا المحور هو لمحاربة الجرائم الصهيونية على الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان جبهة المقاومة اظهرت حقيقتها وقدراتها خلال الهجوم الاخير على غزة.

وتابع: أنظروا إلى المقاومة لدى حماس وفصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان، فهي كشفت عن قدراتها وأربكت أميركا، قائلا: الأميركيون كانوا يسعون للسيطرة على سوريا والعراق لكن حساباتهم خاطئة وهم لا يمكنهم البقاء في المنطقة.

واضاف ان أميركا اتخذت أسوأ القرارات بشأن غزة وباتت غير مقبولة على مستوى العالم معتبرا دخول الكيان الصهيوني إلى غزة أوقعه في مستنقع لا يمكنه الخروج منه وإذا خرج فسيخرج مهزوماً.

وتابع سماحته: نحن نؤيد وندعم فصائل المقاومة الاسلامية لكن التحركات والقرارات تعود الى تلك الفصائل.

ان سماحة قائد الثورة الاسلامية اشاد خلال استقباله اليوم الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" اسماعيل هنية  والوفد المرافق له  بالصمود المثالي لقوى المقاومة الفلسطينية وكذلك اهالي غزة مؤكدا  " ان الصبر التاريخي لاهالي غزة في مواجهة جرائم ووحشية  الكيان الصهيوني والتي تتم بدعم كامل من الغرب، هو ظاهرة عظيمة منحت العزة للاسلام حقا وحولت القضية الفلسطينية الى القضية الاولى للعالم رغم أنف العدو".

وأكد سماحة قائد الثورة الاسلامية ان ارتكاب المجازر والابادة الجماعية بحق اهالي غزة  في هذه المنطقة، تؤلم قلب كل انسان صاحب ضمير وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتردد في مجال دعم القضية الفلسطينية واهالي غزة المظلومين والمقاومين.

وقيم  سماحته موضوع دعم الراي العام الدولي وكذلك الراي العام في العالم الاسلامي خاصة العالم العربي لاهالي غزة  بالهام وقال: ان الاجراءات الاعلامية والدعائية للمقاومة الفلسطينية كانت جيدة لحد الان ومتقدمة على العدو الصهيوني ويجب العمل أكثر فاكثر في هذا المجال.

وحيا قائد الثورة  ذكرى الشهيد العاروري أحد قيادات حماس والذي أستشهد على يد الكيان الصهيوني وقال : ان هذا الشهيد الكبير كان شخصية بارزة اذ كانت الشهادة المباركة، مكافأة الهية لجهاده.

من جانبه أعرب  رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في اللقاء عن شكره وتقديره للدعم الشعبي والحكومي الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية للقضية الفلسطينية خاصة اهالي غزة، مقدما شرحا عن أحدث التطورات الميدانية والسياسية لحرب غزة وقال : ان الصبر والصمود المثاليين لاهالي غزة وقوات المقاومة خلال الاشهر الـ 6 ، والناجم عن ايمانهم الراسخ أدى الى عدم تحقيق العدو الصهيوني لاي من اهدافه الاستراتيجية في حرب غزة.

واكد هنية ان عملية "طوفان الاقصى" حطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر وقد تكبد العدو الصهيوني اليوم و بعد مضي 6  أشهر خسائر فادحة وقتل واصيب  الالاف من القوات العسكرية لهذا الكيان، واضاف: ان حرب غزة هي حرب عالمية وان الهيئة الحاكمة في امريكا هي شريكة رئيسية لجرائم الصهاينة لانها تتولى مباشرة التوجيه الحربي للكيان الصهيوني.

وفي ختام اللقاء قال رئيس المكتب السياسي لحماس: نطمئن سماحتكم انه رغم  الممارسات الوحشية والجرائم والابادة الجماعية التي ترتكب في غزة، فان اهالي غزة وقوى المقاومة صامدون بقوة ولن يسمحوا للعدو الصهيوني بتحقيق ذرة من أهدافه.

وفي الجمعة الثانية من رمضان وبزخم جماهيري متواصل لم يفتر على الرغم من الحر والعطش في نهار صنعاء، امتلأ أكبر ميادين العاصمة بالطوفان البشري المليوني الـ 24 على التوالي، تلبية لنداء قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

وأكد السيد القائد في دعوته، أمس الخميس، أن الخروج الشعبي الواسع جزء من الجهاد، مشددا على أهمية أن يكون إلى جانب العمليات العسكرية اليمنية، تحرك شعبي، وفي مواساة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الموقف الشعبي والأنشطة الشعبية ذات أهمية كبيرة جدا مع المواقف العسكرية وغيرها.

وبالتزامن مع المسيرة المركزية الميلونية في العاصمة صنعاء تواصل الخروج المليوني في أكثر من 147 ساحات دعما للشعب الفلسطيني في مدن ومديريات 15 محافظة حرة، حتى في المناطق الريفية البعيدة على الرغم من الحر والعطش في نهار رمضان.

ورفع المحتشدون رايات الحرية والعلمين اليمني والفلسطيني واللافتات الرافضة والمنددة بالمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة في ظل صمت عربي ودولي متواطئ مع كيان العدو، مؤكدين الوقوف مع غزة، ومواصلة الخروج إلى الساحات حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة.

ودعوا القوات المسلحة اليمنية إلى المزيد من العمليات المنكلة بكيان العدو وبسفنه في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة ويدخل الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني.

وهتفوا بالشعارات المناصرة والداعمة للشعب الفلسطيني والمؤيدة لجبهة المقاومة والجهاد في مواجهة العدو الصهيوني، مشددين على الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني حتى النصر، وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود.

وردد المشاركون هتافات من بينها (باسم الله باسم الله.. نتقدم على خط النار)، (بالله الملك الجبار نهزم دول الاستكبار)، (لا بد أن تزول أمريكا من الوجود)، (لابد أن تزول إسرائيل من الوجود)، (أمريكا رأس العدوان.. أكبر غازي للأوطان)، (أمريكا أكبر شيطان.. وأكبر قاتل للإنسان)، (قل للذين استكبروا.. لن تعبروا لن تعبروأ)،(يا عرب يا عرب.. أين النخوة والغضب)، (يا شعوب العرب.. ثورة ثورة وغضب)، (غزة تنادي ياعرب.. أين الغضب أين الغضب)، (أين الحمية ياعرب.. غضب غضب غضب).

كما هتفوا بعبارات (معكم معكم يا القسام.. لا تراجع لا استسلام)، (معكم معكم يا الجهاد.. سوف نزلزل بالأوغاد)، (يا عرب يا مسلمين.. أين النخوة أين الدين)، (يا عرب يا فلسطين.. قضيتنا فلسطين)، (أمتنا يا أمتنا.. الأقصى في ذمتنا يا غزة)، (يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (يا غزة واحنا معاكم.. أنتم لستم وحدكم)، (يا جيش البأس الشديد.. نحن نطالب بالتصعيد)، (في البحر الأحمر والعربي عملياتك مطلب شعبي)، (كل الشعب على استعداد.. الجهاد الجهاد).

بيان مسيرة (عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم)

وحيا بيان مليونية "عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم" صمود الشعب الفلسطيني، معبرا عن أحر المواساة لما يتعرضون له من جرائم غير مسبوقة.

وشدد البيان على أهمية استمرار الأنشطة والمسيرات الجماهيرية المؤيدة والمناصرة والداعمة للشعب الفلسطيني ومعركته المقدسة ضد الكيان الصهيوني المجرم.

وأكد ضرورة استمرار عملياتنا العسكرية المساندة لمعركة طوفان الأقصى حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

وباكر بيان المليونية العمليات النوعية والمستمرة للمجاهدين في محور الجهاد والمقاومة والعمليات البطولية للمجاهدين في فلسطين وقطاع غزة، والتي أعجزت كيان العدو والأمريكي بكل إمكانته الضخمة.

وطالب قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها بالمزيد من العمليات النوعية ضد العدو الصهيوني المجرم، وكذلك ضد العدوان الأمريكي والبريطاني على شعبنا.

وجدد الدعوة الإيمانية والأخلاقية إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهم، مؤكدا أن سلاح المقاطعة مؤثر وفي متناول الجميع، مطالبا كل الهيئات والاتحادات الطبية والصحية لسرعة التحرك لوقف التدمير المهول للمرافق الطبية وتصفية الأطباء والعاملين الصحيين والمرضى.

24 مليونية بالعاصمة صنعاء نصرة لغزة منذ انطلاق طوفان الأقصى

تجدر الإشارة إلى أن هذا الطوفان البشري هو الـ 24 الذي تشهده العاصمة صنعاء نصرة لفلسطين، حيث شهدت صنعاء طوفانها الشعبي الأول في الـ 7 من أكتوبر بعد ساعات قليلة من الإعلان عن معركة طوفان الأقصى.

وكان الطوفان الثاني بصنعاء في الـ 13 من أكتوبر، في حين كان الطوفان الثالثفي الـ 18 من أكتوبر عقب المجزرة الإجرامية التي ارتكبها العدو الصهيوني بمستشفى المعمداني في غزة، فيما كان الطوفان الرابع في الـ 20 من أكتوبر.

وفي الـ 27 من أكتوبر، أدى مئات الآلاف صلاة الجمعة في ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء، تضامنا ونصرة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة العدو الصهيوني.

وفيالـ 3 من نوفمبر، جابت أكثر من 23 مسيرة حاشدة شوارع وساحات مختلف مديريات العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة، تضامنا ونصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة.

وفي الـ 10 من نوفمبر شهدت العاصمة صنعاء طوفانها البشري الخامس، فيما كان الطوفان السادس في الـ 18 من نوفمبر الماضي، في حين كان الطوفان السابع في الـ 24 من نوفمبر المنصرم.

وفي الأول من ديسمبر احتشد اليمانيون في طوفان بشري ثامن بالعاصمة صنعاء، فيما كان الطوفان التاسع في الـ 8 من ديسمبر، والطوفان العاشر في الـ 15 ديسمبر.

وكان الطوفان الحادي عشر في 22 ديسمبر، والطوفان الـ 12 في التاسع والعشرين من ديسمبرالفائت، والطوفان الـ 13 في 5 يناير الجاري، والطوفان الـ 14 في الثاني عشر من يناير، فيما كان الطوفان الـ 15 في التاسع عشر يناير أيضا.

وفي 26 يناير 2024 شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الطوفان الـ 16 في مسيرة جماهيرية مليونية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونصرة لأهل غزة، تحت شعار (اليمن وفلسطين خندق واحد).

وفي الثاني من فبراير شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 17 في مسيرة مليونية نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (مع غزة مستمرون حتى النصر).

وخرج الطوفان البشري الـ 18 إلى ميدان السبعين في التاسع من فبراير تحت شعار (ثابتون على الموقف.. مع غزة حتى النصر).

وشهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في الـ 16 فبراير، الطوفان البشري الـ 19 نصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار (ساحاتنا جهاد.. ثابتون مع غزة حتى النصر)

وفي الـ 23 فبراير شهد ميدان السبعين الطوفان الـ 20 في مسيرة حملت عنوان (مسارنا مع غزة.. قُدماً حتى النصر).

وفي الأول من مارس 2024 م خرج الطوفان البشري الـ 21 نصرة للشعب الفلسطيني إلى ميدان السبعين في مسيرة مليونية حملت شعار (لستم وحدكم.. صامدون مع غزة).

وخرج الطوفان البشري الـ 22 تحت شعار (رمضان اليمن.. طوفان ينتصر لغزة) في ميدان السبعين في الثامن من شهر مارس.

وشهد ميدان السبعين في الجمعة الأولى من رمضان الطوفان البشري الـ23 تحت شعار (رمضان اليمن.. طوفان ينتصر لغزة) في الخامس عشر من مارس.

يذكر أن عشرات الآلاف من المسيرات والتظاهرات والوقفات الشعبية في مختلف المحافظات اليمنية خرجت نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم على مدى الأسابيع الماضية منذ الإعلان عن معركة طوفان الأقصى.

وفي كلمة لسماحته اليوم الاربعاء بمناسبة العام الهجري الشمسي الجديد بارك قائد الثورة الاسلامية لجميع ابناء الشعب الإيراني حلول عيد النيروز وتزامنه مع شهر رمضان وقال ان شعار العام الجديد الهدف منه اثارة الهمم والافكار وللاهتمام بهذا الشعار الستراتيجي ولنكسب توجهات المسؤولين.
واوعز قائد الثورة الاسلامية مسؤولي الحكومة باقامة العلاقات مع دول العالم واكد ضرورة ابدال كافة مذكرات التعاون لايران مع البلدان وتحويلها الى اتفاقيات ثنائية.
واضاف سماحته ان الاقتصاد من القضايا الرئيسية في ايران واذا وصل الى المستوى المطلوب سيؤثر على الدين والدنيا في البلاد، لافتا الى ان إحدى نقاط ضعفنا هو الاقتصاد لأسباب مختلفة وتمت السيطرة على التضخم لكنه بعيد عما نريد.
واكد الامام الخامنئي : يجب خفض التضخم إلى نسبة 1% وزيادة الانتاج لتغطية 90 % من احتياجات البلاد وزيادة الاستفادة من المياه في الزراعة .
واضاف سماحته: علينا العمل من اجل تعبئة المشاركة الشعبية لانجاح شعار العام الجديد وتحقيق هذه الاهداف لن يتم دون حضور الشعب الايراني، لافتا الى ضرورة وضع كافة الحلول للحضور الجماهيري في ساحات العمل كما تم في سنوات الدفاع المقدس.
واشار سماحته الى ان الاختلاف السياسي موجود بكل الدول ولا مشكلة في ذلك لكن لا يجب ان تكون هذه القضية عاملا للتفرقة، مؤكدا: ينبغي المحافظة على الوحدة ونبذ الفرقة والكراهية لمواجهة اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وكانت لقاءات قائد الثورة بمناسبة النوروز تقام في السنوات الماضية في العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد شرق البلاد لكن هذا العام وبسبب تزامن بدء السنة الايرانية الجديدة 1403 مع شهر رمضان المبارك اقيمت في العاصمة طهران.
الحرب على غزة أثبتت أهمية محور المقاومة
وفي الشأن الفلسطيني قال الامام الخامنئي: ان قضية غزة أظهرت حجم الظلم، فهناك أكثر من 30 ألف شهيد في فترة وجيزة والمجتمع المتحضر يقف مكتوف الأيدي، لافتا الى ان الالاف قتلوا وشردوا من مساكنهم امام مرأي العالم في قطاع غزة لكن العالم المتحضر لم يقف فقط مكتوف الأيدي بشأن غزة بل أرسل الأسلحة إلى "إسرائيل".
وقال سماحته ان قضية فلسطين ابرزت الحق في تشكيل جبهة المقاومة في غرب اسيا ويجب تعزيز هذه الجبهة، قائلا: البعض قال ما فائدة تشكل محور المقاومة واليوم أثبتت غزة أهمية هذا المحور ويجب تقويته أكثر وأكثر.
واضاف  الامام الخامنئي: يجب على الجميع التفكير بالمقاومة لمواجهة الظلم وهذا المحور هو لمحاربة الجرائم الصهيونية على الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان جبهة المقاومة اظهرت حقيقتها وقدراتها خلال الهجوم الاخير على غزة.
وتابع قائد الثورة الاسلامية: أنظروا إلى المقاومة لدى حماس وفصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان، فهي كشفت عن قدراتها وأربكت أميركا، قائلا: الأميركيون كانوا يسعون للسيطرة على سوريا والعراق لكن حساباتهم خاطئة وهم لا يمكنهم البقاء في المنطقة.
واضاف سماحته ان أميركا اتخذت أسوأ القرارات بشأن غزة وباتت غير مقبولة على مستوى العالم معتبرا دخول الكيان الصهيوني إلى غزة أوقعه في مستنقع لا يمكنه الخروج منه وإذا خرج فسيخرج مهزوماً.
واكد قائد الثورة الاسلامية: نحن نؤيد وندعم فصائل المقاومة الاسلامية لكن التحركات والقرارات تعود الى تلك الفصائل.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم،
يا مُقلّبَ القُلوبِ والأبصار، يا مُدبِّرَ اللَّيلِ والنّهار،
يا مُحَوّلَ الحَولِ والأحوال، حَوّل حالَنا إلى أحسَنِ حال
أبارك لأبناء الشعب الإيراني العزيز حلول عيد النوروز، والعام الجديد الذي اقترن هذه السنة بشهر رمضان المبارك؛ ربيع القلوب وربيع الروحانيّة. كما أبارك، على نحوٍ خاصّ، لعائلات المضحّين وجميع الشعوب الأخرى التي تحتفي بالنوروز.
وهنا لا بدّ من أن نستذكر الشهداء الأعزّاء وإمام الشّهداء (الإمام الخميني) الذي شرّع هذا السّبيل أمام الشّعب الإيراني، آمل أن ينتفع الشّعب الإيراني من كِلا الرّبيعين؛ ربيع الطّبيعة وربيع الروحانيّة.
لنُلقِ نظرة على العام 1402 هـ. ش. الذي اختُتِم في هذه اللحظة، ونظرة أخرى على العام الذي ندخله. كان العام 1402 هـ. ش. كغيره من سائر الأعوام؛ حافلاً بالمسرّات والمرارات، والأمور المرغوبة والمكروهة. هذه هي طبيعة الدُّنيا وطبيعة الحياة. فقد جرى فيه تحقيق تقدّم ملحوظ في قضايا البلاد المحليّة على المستويات العلميّة والتكنولوجيّة وإنتاجات البنية التحتيّة في أرجاء البلاد، وكان هذا ضمن الأخبار السّعيدة. من ناحية أخرى، كانت مشكلات الناس الاقتصاديّة والمعيشيّة ضمن الأخبار المريرة، فيما كانت المشاركة الملحميّة للنّاس في مسيرات «يوم القدس» و«22 بهمن» ، وإقامة المسيرات الضّخمة في أجواء آمنة، وإجراء الانتخابات أواخر العام في ظل أجواء آمنة وسليمة، وسائر أنواع المشاركات الشعبيّة الأخرى، كلّها ضمن الأخبار السعيدة والأمور المحبّبة والعذبة في العام المنصرم.
ومن بين الأحداث المريرة كانت «حادثة كرمان» في الذكرى السنويّة للشهيد سليماني، و سيل بلوشستان في أواخر العام، وكل ما تعرّض له عناصر الأمن والمدافعون عنه في الأشهر الفائتة، والأمرّ منها كلّها كانت حادثة غزّة التي تُعدّ من قضايانا الدوليّة المهمّة، فلم نشهد هذه السنة حادثةً أمرّ منها. في القضايا الخارجيّة، كان تحرّك الحكومة على الصعيد الدولي في شتّى الساحات الاقتصاديّة والسياسيّة في عداد الأخبار العذبة والأحداث المحبّبة، وكانت حادثة غزّة – كما أسلفنا القول من بين أمرّ الأحداث، بل أمرّها في قضايانا الخارجيّة. نسأل الله المتعالي أن يجبر المرارات ويَمُنّ على الشّعب الإيراني والشعوب المسلمة باستمرار المسرّات ويتلطّف عليهم بما هو مدعاة خير وبركة للأمّة الإسلاميّة ومدعاة خير وبركة للشّعب الإيراني.
في ما يرتبط بشعار العام 1402 هـ. ش. الذي كان «كبح التضخّم، نموّ الإنتاج»، أُنجزت أعمالٌ جيّدة. ثمة أعمال جرى إنجازها في كِلا القسمين، وجرى تحقيق بعض التقدّم أيضاً، طبعاً لم يكن ذلك بالقدر المنشود، وسوف أعرض تفاصيله للشعب الإيراني في خطاب اليوم، إن شاء الله. إنّ ما تمّ إنجازه كان جيّداً، لكن ينبغي أن يستمرّ، وهذا الشّعار ليس شعاراً يمكننا توقّع تحقيقه بالنّحو المرجوّ في غضون عام واحد ، [بل] سيظل هذا الشّعار مستمراً.
في العام الذي دخلناه، هناك أعمالٌ كثيرة يجب أن تُنجز، ولا بدّ من أن نلزم أنفسنا تجاهها، سواء مسؤولو البلاد وأعضاء الحكومة و«مجلس الشورى الإسلاميّ» والسلطة القضائيّة وغيرهم وكذلك آحاد النّاس؛ يجب علينا جميعاً أن نُلزم أنفسنا بتلك الأعمال في مختلف المجالات. وفي هذا العام أيضاً، يُعدّ الاقتصاد القضيّة الأساس للبلاد، إذْ إنّ نقطة الضعف الرئيسة هي قضيّة الاقتصاد. يجب أن نعمل بشكل فعّال في هذه المجالات. وقد خلصتُ - أنا العبد - بعد مطالعتي آراء الخبراء في هذه القضيّة إلى نتيجة مفادها أنّ المفتاح الأساس لحلّ مشكلات البلاد الاقتصادية هو قضيّة الإنتاج؛ الإنتاج المحلّي والوطني. لهذا السّبب أيضاً ركّزنا خلال هذه الأعوام القليلة الماضية على الإنتاج. وفي حال تحقّق نموّه والتقدّم في الإنتاج الوطني بالنّحو المرجوّ، فإنّ كثيراً من المشكلات الاقتصاديّة المهمّة من قبيل قضيّة التضخّم، وتوفير فرص العمل، وقيمة العملة الوطنيّة، ستتّجه هذه القضايا الأساسيّة في الاقتصاد إلى الحلّ بنحو جيّد. إذاً، إنّ قضيّة الإنتاج قضيّة مهمّة، وهذا ما يجعلني أشدّد هذا العام على هذه القضيّة أيضاً، وأتوقّع أن تتحقّق هذا العام طفرة في الإنتاج، كما إنني أعتقد بنحو جادّ أنّ هذه الطّفرة لن تتحقّق من دون مشاركة النّاس، وبعيداً عن حضورهم. إذا أردنا أن نحقّق طفرة في الإنتاج، ينبغي لنا أن نجعل الاقتصاد شعبيّاً، وأن نفسح المجال بنحو ملموس أمام مشاركة النّاس لخوض ميدان الإنتاج، وأن نزيل عقبات حضورهم.
تتوفّر في القطاع الشعبي طاقات كُبرى - سأوضح هذا الأمر إن شاء الله - يجب أن تُفعّل ويُستفاد منها بما يخدم مصلحة الناس والبلاد. عليه، وبهذه المناسبة، جعلتُ شعار هذا العام: «الطّفرة الإنتاجيّة بمشاركة شعبيّة». هذا هو شعار العام. نأمل أن يتحقّق على أكمل وجه، إن شاء الله. فليعدّ المخطّطون في البلاد الخطط، وليُجرِ الخبراء تعاوناً على المستوى الفكري، وليشارك الناشطون الاقتصاديّون في هذا الصدد بنحوٍ عمليّ، إن شاء الله.
أسأل الله المتعالي أن يوفق الشعب الإيراني العظيم والعزيز، وأقدّم - بخضوع - سلاماً لمحضر بقيّة الله – أرواحنا فداه –، وأسأل الله التعجيل في فرج ذلك العظيم، فهو فرجُ البشريّة.
والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته 

الجمعة, 15 آذار/مارس 2024 07:37

ما هي علاقة الصيام بالتقوى؟

يساهم الصيام بصناعة التقوى - كلٌّ بحسبه - بمعناها المتقدم سواء على المستوى الفرديّ أو المجتمعيّ، ونخصّ بالذكر هنا النقاط التالية:

1- السيطرة على الأهواء في شهر رمضان حيث الأجواء أكثر إتاحة والراحل إليه قريب المسافة، والانتصار في معركة الجهاد الأكبر في لحظةٍ أيدي الشياطين مغلولة وأبواب النيران مغلقة أكبر أملاً وفرصةً، فالصوم يساهم في الفوز في هذه المعركة التي هي حقيقة التقوى.
 
2- الربط بين أهوال يوم القيامة والجوع والعطش، وإلا فماذا ينتفع الصائم بصومه ما لم يتذكّر أهوال يوم القيامة، وما لم يكن هذا التذكّر معبراً لفعل الخيرات والإحجام عن الأفعال التي نهى الله عنها؟ بل إنّ هذا الجوع والعطش كما تشير الروايات ليس سوى حالة ظاهرية تقودك إلى ما هو أبعد من ذلك من الأبعاد النفسية والروحية.
 
3- إنّ الأداء الجماعيّ لهذه الفريضة يترك أثراً بالغاً في النفس، فتماماً كما أنّ الجو الجماعيّ للمعصية يشجّع المرء على استسهال ارتكابها ويخفّف في نفسه الورع والاجتناب عنها فكذلك فإنّ الجوّ الجماعيّ للعبادة يساهم في تقوية أدائها بأفضلصورها، فالإنسان بطبعه لا يأنس بفعلٍ ينفرد به أو لا يتفق مع الآخرين عليه، أمّا في الصوم فالجميع متساوون في هذا الجوع والعطش، وبالتالي فسوف يتضاعف سعي الإنسان لاغتنام فرصة أداء هذه الفريضة على مستواه الباطنيّ ودون الاقتصار على الظاهر.
 
الآثار المترتبة على التقوى
التقوى في حقيقتها لها آثار متعددة لكن يمكن اختصارها بمقام الولاية الحقّة لله تعالى، بحيث لا يكون بينه وبين الله حجاب، ويصبح مولى لله تعالى، والله وليه، والقرآن الكريم أبان الآثار المترتبة على التقوى نذكر أهمّها:
 
الأول: الفوز يوم القيامة: قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾[1]. فالصوم باب إلى التقوى التي بدورها باب لتكفير السيئات والفوز بجنات النعيم في الآخرة.
 
الثاني: التقوى غاية العبادة: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[2]. فالتقوى التي جعلها الله غاية العبادات جعلها في مكانٍ آخر غاية الصيام، وهذا يعني أنّ عبادة الصوم من العبادات الاستثنائية على مستوى صناعة باطن الإنسان وبناء سريرته وتخليصه من شوائب ما علق على أطراف قلبه ونفسه.
 
الثالث: البشرى في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[3].
 
فالتقوى بصريح القرآن نعيم في الدنيا والآخرة، وقد استخدم الله التعبير نفسه في الدنيا والآخرة وهو (البشرى) ليدلّل على عظيم البركات لهذه المنقبة والتي أطلق الله على مجموعهما تعبير (الفوز العظيم)، وهل بعد ذلك مقام وشأن ورفعة يبلغها المرء ببركة الصيام؟
 
الرابع:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾[4]: وهذا من أعظم بركات التقوى حين تصبح هذه الأعمال مقبولةً عند الله فلا يستصغر الإنسان عملاً بعد قبوله ولا يمتنع أو يتلكّأ عن عملٍ ما دام مقبولاً، وهذا من أكبر الغايات التي ننشدها جميعاً في أعمالنا التي ننظر إليها دائماً بعين الخوف من أن تكون غير محرزة لرضى الله وقبوله.
 
الخامس: العناية الإلهية: فالإنسان التقيّ يبقى في عين الله بحيث لا تُسد عليه كافّة أبواب حياته المادية والمعنوية، فيُهيِّئ الله تعالى له المخارج من حيث لا يحسب وييسّر له أبواب الرزق من حيث لا يحتسب، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾[5].
  


[1] سورة المائدة، الآية 65.
[2]  سورة البقرة، الآية 21.
[3]  سورة يونس، الآيتان 63 ـ 64.
[4]  سورة المائدة، الآية 27.
[5]  سورة الطلاق، الآيتان 2 ـ 3.