emamian

emamian

لا بدّ للدولة والقوى الحاكمة في المجتمع الإسلاميّ الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن إقامة دعائم الوحدة داخل البلاد وخارجها، لا بدّ لهم من الاستعانة ببعض الوسائل اللّازمة من أجل الوصول إلى هدفهم. وإذا سلّمنا بأنّ أُسس إيجاد الوحدة هي تلك التي أشرنا إليها آنفاً فمّما لا شكّ فيه أنّ العوامل والسُّبُل التالية ستكون مؤثّرة في إيجاد تلك الوحدة.
 
1- القانون والنظام
عندما تتّضح الأهداف المشتركة لأفراد المجتمع الإسلاميّ وتتبلور فإنّ أوّل عامل يمكنه أن يؤثّر باتّجاه خلق الوحدة هو القانون. فالقوانين والأنظمة تُعتبر ضروريّة للحفاظ على تضامن ووحدة المجتمع وإن كان محدوداً، بل وحتى داخل المجلس باعتباره صورة مصغّرة لذلك المجتمع. لهذا، وعلى الرغم من أنّ القوانين الإسلاميّة قد بيّنت الأُطُر العامّة والحقوق الاجتماعيّة المختلفة، فإنّه لا غنىً عن وجود المجالس التشريعيّة الخاصّة بسنّ القوانين وكذلك المجالس والمؤسّسات الدوليّة الإسلاميّة وضرورتها للحفاظ على الوحدة.
 
ولعلّ هذه النقطة المهمّة تمثّل أحد الأسباب التي دفعت الإمام إلى التأكيد على استحداث المؤسّسات القانونيّة الشعبيّة في الأيام القليلة التي سبقت انتصار الثورة على النظام الشاهنساهيّ. فعندما يتمّ وضع القوانين من قبل ممثّلي الأحزاب وطبقات المجتمع المختلفة فإنّ ذلك يُهيّئ أرضيّة مناسبة ومهمّة لخلق التضامن والائتلاف بين تلك الطبقات والأحزاب.
 
2- الوعي والتعليم والتّذكير
أمّا مهمّة إزالة العائق الثاني من طريق الوحدة، والمتمثّلة في جهل الأفراد وعدم امتلاكهم الوعي الكافي، فتقع على عاتق الحكومة الإسلاميّة. وغنيّ عن القول إنّ أفراد المجتمع الذين لا يدركون حاجاتهم المتبادلة في ما بينهم، هم في الواقع غافلون من عدوّهم المشترك، وعندما يكونون عاجزين عن التمييز بين محاسن الوحدة وأضرار الاختلاف نتيجة افتقارهم للتطوّر الاجتماعيّ والوعي اللازم لذلك، فمن الطبيعيّ أن لا يكونوا قادرين على تحديد طريق الوحدة. ومن هنا، فباستطاعة الحكومة الاستعانة بكلّ الوسائل الضروريّة الخاصّة بنشر الوعي والإرشاد.
 
ولا شكّ في أنّ الإمام الخمينيّ ظلّ يؤكّد على أهميّة هذه المسألة مشيراً إلى النتائج الطيّبة للوحدة والعواقب السيّئة للفُرقة والاختلاف، ومذكّراً الجميع بالهدف المشترك والعدوّ المشترك لهم. ولطالما نبّه البلدان الإسلاميّة إلى الآثار الإيجابيّة التي تجنيها من الوحدة والتضامن، معتبراً أنّ قوّة تلك الأقطار تكفي لاستعادة أرض (فلسطين) وأنّ بإمكانها الاستغناء عن أيّة قوّة أخرى في العالم ومنها الولايات المتحدة الأميركيّة إذا ما اتّحدت وأصبحت قوّة رادعة واحدة[1]. وكان يشير إلى العديد من الشواهد التاريخيّة للوحدة وآثارها الطيّبة كانتصار (خالد بن الوليد) على جيوش الرّوم[2].
 
ولا تقف تعاليم ووصايا الإمام عند الآثار الماديّة للوحدة والاختلاف، بل تعدّتها إلى التذكير والاهتمام بالآثار المعنويّة التي تكمن في حثّ المجتمع على التحرّك نحو الوحدة، وفي إشارة له إلى رواية "يد الله مع الجماعة" قال: فلنسعَ لإبقاء يد الرحمة الإلهيّة على رؤوسنا من خلال الحفاظ على الوحدة إذ إنّ يد الرحمة تلك ستُرفع مع ظهور الاختلافات بيننا[3].
 
وقد نوّه سماحته كذلك إلى تطبيق الأحكام الشرعيّة مبيّناً أنّ الخلاف وعدم الاتّحاد يمثّلان معصية[4].
 
3- التباحث والمصالحة
بعد قضية اكتساب الوعي اللازم بشأن القانون، فإنّ الوسيلة الأخرى التي يمكن أن تؤثّر في طريق إيجاد الوحدة هي التصرّف أو التعامل الخاصّ مع كلّ مسألة موضع الاختلاف. وهنا، يمكن للحكومة مثلاً دعوة المعارضين والتباحث معهم بشأن عوامل الاختلاف وسُبُل إزالتها. وكان الإمام الخمينيّ يقوم بإرسال أحد ممثّليه من أجل التباحث والمصالحة ورفع الخلافات التي كانت تظهر في حياته. ومن أهمّ الأمثلة على ذلك إرساله ممثّلاً عنه إلى الجلسة التي كانت قد عقدتها اللجنة المكوّنة من ثلاثة أشخاص لمناقشة وبحث الخلافات التي برزت بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وذلك عام (1980م). وعلى الرغم من أنّ اللجنة المذكورة لم تستطع التوصّل إلى النتيجة المرجوّة بسبب الاعتراضات الواهية لرئيس الجمهورية آنذاك (أبي الحسن بني صدر) إلّا أنّ ذلك يشير بوضوح إلى السيرة التي كان الإمام ينتهجها إزاء تلك الأمور.
 
وقد بيّن سماحته كذلك شروط التباحث، مطالباً ممثّلي الشعب بطرح المسائل ومناقشتها على أُسس أخويّة، واتّباع حسن النيّة في ذلك بدلاً من المنازعة والتخاصم، بقوله: إذا كانت هناك أيّة اختلافات بيننا على صعيد الأسلوب أو الرؤية فعلينا الجلوس والتحدّث في أجواء هادئة لمناقشة القضايا من خلال التفاهم لا بالمواجهة والتخندُق ضدّ بعضنا البعض، فيقف أحدنا في طرف مع جماعته ومناصريه. ويقف الآخر في الطرف المقابل وسط مواليه وأتباعه، ويسعى كلّ منهما إلى إضعاف الآخر بالنتيجة إضعاف البلد الإسلاميّ[5].
 
4- التخلّي عن الذاتية
كان الإمام الخمينيّ يُعير جُلّ اهتمامه ويبذل قصارى جهده للمحافظة على الوحدة وهو أمرٌ تجلّى بشكل واضح في سيرته ونهجه العملي، حتى أنّه كان يتنازل عن حقّه في سبيل الوصول إلى الوحدة. ولعلّ عبارته التالية تمثّل خير دليل على ذلك: إنّني أُعلنها بوضوح أنّه إذا قام أحدهم بسبّي وشتمي أو مزّق صُوري، فليس من حقّ أحد التعرّض له. يُحرم التعرّض لأيّ شخص يقوم بسبّي أو شتمي أو تمزيق صورتي أو ضربي، أو أيّ عمل يقوم به (ضدّي)، لا يحقّ لأيّ كان التعرّض لذلك الشخص وإحداث صراع أو فتنة أو عصيان في هذا الوقت العصيب الذي نعيش فيه وهذه المصيبة الكبرى التي نمرّ بها.
 
خاتمة
في ضوء ما تقدّم حتى الآن، تتّضح الزوايا في رأي الإمام حول الوحدة. لكنّ السؤال الرئيسيّ الذي يطرح نفسه هو: هل كانت الوحدة في رأيه تمثّل فكرة ثابتة وراسخة، أم أنّها خضعت للتغيير والتطوّر طيلة حياته السياسيّة؟
 
الأمر المؤكّد هو أنّ جوهر رؤية الإمام حول وحدة العالم الإسلاميّ والأُمّة الإسلاميّة بل وحول الوحدة والتضامن بين مستضعفي العالم لم يشهد أيّ تغيير أو تحوّل. فقد كان سماحته، ومنذ انطلاق النهضة الإسلاميّة، أحد المدافعين عن الوحدة السياسية للعالم الإسلامي في مقابل الكفر في العالم وخاصّة إسرائيل، غير أنّ تلك الوحدة لم تعنِ بالنسبة إليه على الإطلاق التخلّي عن أصول المذهب.
 


[1] صحيفة النور، ج 15، ص 272.
[2] م.ن، ج 6، ص 49.
[3] راجع: صحيفة النور، ج 7، ص 66 - 67.
[4] م.ن، ج 20، ص 74.
[5] م.ن، ج 14، ص 38.

الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2023 19:06

كيف تمنعك الغفلة من الرجوع إلى الله؟

يُشير سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في حديثه عن موانع الاستغفار إلى مسألة الغفلة، ويعتبرها من أهمِّ موانع الاستغفار، موجِّهاً خطاباً شاملاً لكلِّ المكلّفين، محذِّراً إيّاهم من الوقوع في فخِّ الغفلة، يقول سماحته دام ظله:
 
"إذا أردنا أنْ نحصل على الاستغفار وعلى هذه النعمة الإلهيّة، علينا أنْ نبتعد عن خصلتين: الغفلة والغرور. فالغفلة هي أنْ لا يلتفت الإنسان كليّاً إلى أنّه يُذنب، كبعض الناس، لا أقول الكثير منهم، لا أُركِّز هنا على قلّتهم وكثرتهم، فقد يكونون قلائل في بعض المجتمعات، على أيِّ حال هذا النوع من الناس موجود في الدنيا بين الناس، هم غافلون ويرتكبون الذنوب دون أنْ يلتفتوا إلى أنّهم يرتكبون مخالفة، تراه يكذب ويتآمر ويغتاب ويُلحق الضرر ويعمل شرّاً ويُدمِّر ويقتل ويسحق مختلف الناس الأبرياء، وعلى صعيدٍ أكبر وأوسع يجعل الشعوب تعيش الهلع، يُضلّ الناس، كلّ ذلك ولا يحسّ بأنّه يرتكب مخالفة. وإذا قال له أحدٌ: إنّك ترتكب ذنباً، فقد يقهقه ويسخر ويقول: ذنب؟ أيّ ذنب؟
 
بعض أولئك الغافلين لا يعتقدون أساساً بالثواب والعقاب، وبعضهم يعتقد بالثواب لكنّه غارق في الغفلة لا يلتفت إلى ما يفعل مطلقاً. إذا دقّقنا في ذلك في حياتنا اليوميّة سنجد أنّ بعض حالات حياتنا شبيهة بحالات الغافلين. فالغفلة شيءٌ عجيب جدّاً وخطرٌ كبير. لعلّ الإنسان لا يواجه خطراً أكبر ولا عدوّاً أشدّ من الغفلة. هذا هو حال بعض الناس.
 
فالإنسان الغافل لا يُفكِّر بالاستغفار أبداً، بل لا ينتبه إلى أنّه يُذنب رغم أنّه غارق في الذنوب، لكنّه في سكر ونوم حقيقةً كالإنسان الّذي يتحرّك خلال نومه. لذلك فإنّ أهل السلوك الأخلاقيّ عندما يُبيّنون منازل السالكين في مسلك الأخلاق وتهذيب النفس، يُطلقون على المنزل الّذي يُريد الإنسان فيه أنْ يخرج من الغفلة يُسمّونه منزل اليقظة.
 
وفي المصطلحات القرآنيّة، فإنّ النقطة المقابلة لهذه الغفلة هي التقوى، والتقوى تعني اليقظة والرقابة الدائمة للنفس. فإذا غفل الإنسان ارتكَبَ عشرات الذنوب، ولا يحسّ مطلقاً بأنّه مذنب. والإنسان المتّقي في النقطة المقابلة، فإذا بدر منه أيّ ذنب طفيف يتذكّر فوراً أنّه قد أذنب، ويسعى إلى جبران ذلك "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا"([1]). فبمجرد أنْ يمرّ الشيطان من جنبهم ويلفحهم ريحه، يُدركون فوراً أنّ الشيطان قد أصابهم وأنّهم قد أخطأوا وغفلوا، لذلك "تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"([2]).
 
أعزّائي، أيُّها الإخوة والأخوات، كائناً من تكون، التفتْ، فهذا الكلام ليس موجّهاً لجمع من الناس لأقول: على قليلي الإطلاع أو الأمّيين أو الشبّان أو الصغار أنْ يلتفتوا، كلّا على الجميع أنْ يلتفتوا، من علماء ومفكِّرين وكبار وصغار ومتموّلين وفقراء، على الجميع أنْ يلتفتوا إلى أنّ أدنى غفلة تلمّ بهم قد توصلهم لارتكاب الذنوب دون أنْ يلتفتوا إلى أنّهم يُذنبون، فذلك أمرٌ عظيم جدّاً.
 
فالذنب الّذي نرتكبه أنا وأنتم ولا نلتفت له، ولأنّنا لم نلتفت إلى أنّنا قد أذنبنا فلن نتوب من ذلك الذنب ونستغفر منه، ثُمّ في يوم القيامة تنفتح أعيننا، عندها نتعجّب من وجود أشياء في صحيفة أعمالنا. يتعجّب الإنسان ويتساءل: متى قمت بتلك الأعمال؟ ولا يتذّكر أبداً، ذلك هو ذنب الغفلة وإشكاله. إذاً، فالغفلة هي أحد موانع الاستغفار"([3]).
 


([1]) سورة الأعراف، الآية: 201.
([2]) سورة الأعراف، الآية: 20
([3]) أخلاق ومعنويت (فارسي)، ص172.

قال قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، لدى استقباله اليوم الثلاثاء جمعا من مسؤولي النظام وسفراء الدول الإسلامية وضيوف مؤتمر الوحدة ، ان الرسول الأعظم قدم للإنسانية وصفة لعلاج لكل الآلام الكبرى للبشرية .

 

واضاف قائد الثورة الاسلامية ان لساني ولسان امثالي عاجز حقا عن الحديث عن النبي الاعظم، ويعجز عقلي وقلبي وعقل وقلب امثالي عن فهم الشخصية النبيلة لتلك الشخصية الرفيعة. ولكنني سأذكر اليوم باختصار كلمة واحدة من كتاب "فضائل الرسول الاعظم (ص)، وهي أن نبي الرحمة (ص) هو شمس الكون الساطعة التي لها الحق في عنق جميع أفراد البشرية. جميع أفراد البشرية، سواء كانوا يؤمنون بهذا الدين أم لا، مدينون للرسول العظيم وينتمون حرفيا إلى ذلك الدين الكريم. وقد قدم النبي الاعظم وصفة لعلاج جميع الآلام الكبرى للبشرية .

صرح قائد الثورة الاسلامية ان الكيان الصهيوني الغاصب آيل الى الزوال وعلى الحكومات التي خاضت قمار التطبيع أن تعلم أنها تراهن على حصان خاسر، كما يقول الأوروبيون.

وتابع قائد الثورة قائلا : حسب تقييمنا فان الحكومات التي اعتمدت مقامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجاً لنفسها سوف تخسر، والخسارة بانتظارها، وهي مخطئة. وكما يقول الأوروبيون، فإنهم يراهنون على الحصان الخاسر. لان وضع الكيان الصهيوني اليوم ليس وضعاً يشجع على التقرب منه، فلا ينبغي لهم أن يقعوا في هذا الخطأ.

واضاف : الكيان الغاصب إلى زوال، اليوم الحركة الفلسطينية أكثر نشاطا من أي وقت مضى خلال هذه الثمانين عاما، اليوم الشباب الفلسطيني والحركة الفلسطينية، حركة مناهضة الاغتصاب ومناهضة الاستبداد ومناهضة الصهيونية، أكثر نشاطا، وأكثر استعدادا من أي وقت مضى، كما ترون إن شاء الله، وستنتهي هذه الحركة، وكما وصف الإمام الراحل (ره) الكيان الغاصب بالسرطان، فسيتم استئصال هذا السرطان بالتأكيد بأيدي الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة برمتها ان شاء الله .

أصبح العداء للإسلام أكثر وضوحا من أي وقت مضى

وتابع سماحته مستطردا بآن العداء للإسلام اليوم قد اصبح أكثر وضوحا من أي وقت مضى، واصفا اهانة القران الكريم بنموذج جاهل لهذه العداوات، موضحا بأن ما يفعله أحمق جاهل وتدعمه حكومة یبین أن هذه المسألة لیست مسرحا لإهانة للقرآن فقط.

إن مخططي جريمة إهانة القرآن البشعة یدمرون أنفسهم

وأشار الامام الخامنئي (دام ظله العالي) الى أن مخططي الجرائم وأعمال الإهانة البغيضة لا يستطيعون إضعاف القرآن بل يدمرون أنفسهم بذلك.

الکیان الصهیوني سيموت غيظا

وفي اشارة الى أن الكيان الصهيوني مليء بالكراهية والحقد والغضب، اكد اية الله الخامنئي بأن هذا الكيان يكره باقي الدول البعيدة والقريبة منه مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والخ.. كما يكره ايران لأن هذه الدول منعته من تحقيق هدفه واقامة كيانه من النيل إلى الفرات.

واستطرد سماحته في هذا السياق مستشهدا بالاية القرانية " وموتوا في غيظكم" ، مضيفا بان هذه الاية تتحقق في الكيان الصهيوني الذي و بالفعل يموت بغيظه.

مقامرة التطبيع خسارة فادحة

وفي اشارة الى ان الكيان الصهيوني الغاصب الى زوال ، اكد قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي بان مقامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني خسارة فادحة، وبأن الحكومات التي تتخذ من هذه المقامرة قدوة لنفسها فهي ترتكب خطأ و تراهن على حصان خاسر .

واضاف بان الكيان الصهيوني زائل والشباب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية أكثر حيوية واستعدادا من أي وقت مضى، لافتا الى ان هذه المقاومة ستؤتي ثمارها قريبا بإستئصال الكيان الصهيوني من المنطقة برمتها و الذي شبهه الامام الخميني (قدس سره ) بالغدة السرطانية .

وأكد سماحته أن وحدة الدول الإسلامية في غرب آسيا وشمال أفريقيا ستمنع نهب الثروات والغطرسة والتدخل من قبل أمريكا، وقال: إن أمريكا اليوم تضرب دول المنطقة سياسياً واقتصادياً، وتسرق نفط سوريا، وتبقي تنظيم داعش الهمجي في معسكراتها لتخرجه إلى الميدان مرة أخرى يوم الحاجة ويتدخل في شؤون الدول، ولكن إذا قمنا جميعا، إيران والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ومصر والأردن ودول الخليج الفارسي باتخاذ سياسة واحدة في القضايا الأساسية والعامة، لن تستطيع قوى الغطرسة ولن تجرؤ على التدخل في شؤون هذه الدول الداخلية وسياستها الخارجية.

وأضاف آية الله الخامنئي: كما قلنا مراراً، نحن لا نشجع أحداً على الحرب والعمل العسكري، ونتجنبه أيضاً، فالدعوة إلى الاتحاد والتوحد هي لمنع دعاة الحرب الأمريكيين، لأنهم هم من يبدأون الحرب وهم سبب كل الحروب في المنطقة.

وبدأ اعمال المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية برعاية رئيس الجمهورية اية الله "ابراهيم رئيسي"، وحضور الامين العام للمجمع العالمي للتقريب حجة الاسلام "حميد شهرياري" ومشاركة نحو 500 شخص من ابرز العلماء المسلمين والشخصيات الثقافية والسياسية في ايران و41 دولة من انحاء العالم.

وبدأ الجزء الافتراضي الخاص بالمؤتمر في الفترة من 28 ایلول /سبتمبر الى 30 ایلول/سبتمبر، اما الجزء الحضوري بدأ أمس الاحد ويستمر حتى غدا الثلاثاء.

أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد، أنّ بلاده "لم تعد تنتظر شيئاً" من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد "انتظرت على بابه 40 عاماً".

وفي خطاب خلال افتتاح البرلمان التركي دورته  الجديدة، شدّد إردوغان على أنّ أنقرة "وفت بكل الوعود التي قطعتها للاتحاد الأوروبي"، إلا أنّ الأخير "لم يفِ بأي من وعوده تقريباً".

كذلك، أعلن إردوغان أنّ تركيا "لن تقبل متطلّباتٍ جديدةً أو شروطاً في مسار الانضمام إلى التكتل"، مؤكداً في الوقت نفسه "ضرورة الاهتمام بالسياسة الخارجية".

وشدّد إردوغان على أنّ الأوروبيين "سيفقدون بالكامل حقَّهم في انتظار توقعات سياسية، اجتماعية، اقتصادية أو عسكرية من قِبلنا، في حال عدم تراجعهم عن بعض المظالم، مثل فرض تأشيرات الدخول التي يستخدمونها كعقوبة مستمرة".

وأضاف: "في حال كانت لدى الاتحاد الأوروبي النية لوضع حدّ لمسار انضمام تركيا غير الموجود سوى على الورق، سيكون هذا شأنه".

يُذكر أنّ هذه التصريحات تأتي بعد أيام من إدانة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا "لاعتبارها أنّ استخدام مدرّس تطبيقاً للمراسلات المشفّرة على صلة بالمخططين المفترضين للانقلاب الفاشل الذي شهدته البلاد في 2016، دليل كافٍ للحكم عليه بالحبس".

ويمكن للقرار الذي خلص إلى أنّ حقوق المدرّس يوكسيل يالتشنكايا قد انتُهكت، أن يمثّل سابقةً مهمّةً، مع آلاف القضايا المماثلة العالقة أمام المحكمة، التي تتّخذ من ستراسبورغ مقراً لها.

 

قضية كافالا

ويُشار إلى أنّ محكمة الاستئناف العليا في تركيا أيّدت الحكم على رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا، بالسجن مدى الحياة، بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة، في محاكمة تبدي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا اهتماماً بها.

وحُكم على 4 متهمين آخرين بالسجن 18 عاماً، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية، بينما ينفي جميع المشتبه بهم الاتهامات الموجّهة إليهم.

وقد رفضت تركيا دعوات واشنطن والعواصم الأوروبية إلى إطلاق سراح كافالا ومتهمين آخرين، بمن فيهم جان أتالاي، الذي انتُخِب عضواً في البرلمان في أيار/مايو الماضي، إلا أنّه مُنع من مغادرة السجن من أجل تولّي منصبه.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن العام الماضي تنفيذ إجراءات ضد تركيا، بسبب رفضها تنفيذ حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 2019، بالإفراج الفوري عن عثمان كافالا.

كما تطرّق الرئيس التركي خلال كلمته إلى صياغة دستور جديد للبلاد أيضاً، داعياً "كل أحزاب المعارضة والقوى السياسية والمواطنين" إلى المشاركة في هذه العملية.

 

"الإرهابيون لن يحقّقوا أهدافهم"

وفيما يتعلّق بمحاربة الإرهاب، قال إردوغان إنّ تركيا "تتّخذ كل الإجراءات من أجل محاربة التنظيمات الإرهابية"، مشيراً إلى أنّ "الإرهابيين لن يحقّقوا أهدافهم أبداً، وأنّ أنقرة استطاعت التصدّي لجميع الشبكات الإرهابية، بما فيها جماعة فتح الله غولن".

وجاء كلام إردوغان بعد ساعات على التفجير الذي ضرب وسط العاصمة أنقرة، وأُصيب خلاله عنصران من الشرطة.

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد شهدت، صباح اليوم الأحد، هجوماً بالقنابل، وقع قرب المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية وسط العاصمة أنقرة، وقد وصل أفراد من الحرس الرئاسي إلى مكان الحادث.

وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يارلي كايا، أنّ "أحد الإرهابيَين قام بتفجير نفسه، بينما حيّدت فرق الأمن الإرهابي الثاني".

وفور سماع دوي الانفجار وإطلاق النار، سارعت قوات الأمن بالتوجّه إلى المنطقة واتخذت تدابير أمنية واسعة،كما أُغلِق شارع أتاتورك أمام حركة المرور.

وأفادت وسائل إعلام تركية، بأنّ مكتب المدعي العام في أنقرة فتح تحقيقاً بشأن الهجوم.

الذنوب وقساوة القلوب
قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً...﴾[1]. إنّ قسوة القلب وذهاب اللين والرحمة والخشوع مرض خطيرٌ جداً، قد ذمّ الله عليه بعض الأمم السابقة كبني إسرائيل، وإنّ صاحب القلب القاسي أبعد ما يكون عن الله تعالى، وصاحبه لا يُميِّز بين الحقّ والباطل، ولا ينتفع بموعظة ولا يقبل نصيحة.
 
فالقلب إذا صَلُح استقام حال العبد، وصحَّت عبادته، وصار يعيش في سعادة وهناء، وذاق طعم الأنس ومحبّة الله ومناجاته، ولكن إذا قسا القلب وأظلم، فسُد حال العبد، وخلت عبادته من الخشوع، وغلبت عليه مظاهر وآثار متعدِّدة، فتراه لا يخشع في صلاته وعبادته ولا يتأثّر بقراءة القرآن، ولا تنفعه المواعظ ولا يتأثَّر بها، ويحسّ بضيقٍ شديدٍ وفقرِ نَفْسٍ رهيب، حتَّى لو ملك الدُّنيا بأسرها. روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: "ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إنّ القلب ليواقع الخطيئة، فما تزال بهحتَّى تغلب عليه، فيصير أعلاه أسفله"[2].
 
إنّ تراكم المعاصي وظلمتها على قلب الإنسان يُصيّره طبعاً له، لأنّ الذّنوب لها ظلمات إنْ تراكمت صارت ريناً، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[3].
 
وإذا صارت هكذا، طُبع على قلب الإنسان، وهذا ما قد يُعبّر عنه بالقلب الأسود أو المنكوس وغير ذلك. إذ يُصبح هذا القلب قابلاً لكلّ أنواع الضلالة والانحراف، فلو فرضنا أنّ فيه نوراً ما، فإنّ ارتكابه الذّنوب ينزع من قلبه النّور، ولا يعود قابلاً لتلقِّي الحقّ أبداً، بل يخرج منه ما كان فيه من الحقّ فيصبحُ خالياً قابلاً لكلِّ ضلالةٍ وانحراف، لأنَّها من سنخه المظلم. لذا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: إذا "أذنب الرجل خرج من قلبه نكتة[4] سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت. حتَّى تغلب على قلبه، فلا يُفلح بعدها أبداً"[5]. وروي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذّنوب"[6].
 
الذنوب وزوال النعم
"النِّعمة هي الحال الحسن والعيش الرَّغيد، ونعمة العيش حسنه ونضارته، وزوالها عقوبة إلهية لمن لا يشكر الله على النِّعمة والعطاء، وارتكاب الذّنوب بشكلٍ عام يؤدِّي إلى زوال هذه النِّعمة، وإن كان هناك ذنوبٌ خاصَّة توجب تغيير النِّعمة، مثل البغي على النَّاس، وترك اصطناع المعروف وكفران النِّعم وترك الشّكر"، وهو ما أشار إليه الإمام علي عليه السلام في دعاء كميل: "اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ"[7]. فالله تعالى بمقتضى عدله المطلق وقصده في حكمه لا يُغيِّر نعمةً أنعمها على أحدٍ، ولا يسلبها أحداً إلا بسبب ذنبٍ ارتكبه، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[8].[9]
 
قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾[10].
 
روي عن الإمام علي عليه السلام: "فما زالت نعمةٌ ولا نضارةُ عيشٍ إلا بذنوب اجترحوا، إنّ الله ليس بظلّامٍ للعبيد، ولو أنّهم استقبلوا ذلك بالدّعاء والإنابة لم تزل"[11].
 
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فسلبها إيّاه حتَّى يُذنب ذنباً يستحقّ السَّلب"[12].
 
الذنوب ونقصان العمر
لقد تحدّثت بعض الرّوايات عمّا يوجب زيادة العمر والرِّزق ونقصانهما وعدم البركة فيهما، كبرِّ الوالدين وعقوقهما، وصلة الرحم وقطيعتها، روي عن الإمام الصّادق عليه السلام: "من يموت بالذّنوب أكثر ممّن يموت بالآجال، ومن يعيش بالإحسان أكثرممّن يعيش بالأعمار"[13].
 
فالله تعالى إذا أنعم على مجتمع أو فرد نعمة زيادة العمر، فذلك من أجل التكامل المعنوي والاستفادة من نعمة الحياة. فالحياة على قسمان: حياة الأبدان، وحياة القلوب، وعمر الإنسان الحقيقي ليس إلا أوقات طاعته وارتباطه بالله تعالى، وبالتقوى تزيد هذه الساعات التي هي عمره الأصلي، وإذا أعرض عن الله واشتغل بمعاصيه ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية، فالمعاصي تؤثّر على حياة الأبدان كما تؤثّر على حياة القلوب.
 
هُدىً وبشرى، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] سورة البقرة، الآية 74.
[2] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص268.
[3] سورة المطففين، الآية 14.
[4] النكتة، النقطة، وكلّ نقطة في شيء بخلاف لونه فهي نكتة.
[5] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص271.
[6] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج16، ص45.
[7] الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص 269، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، لا.مط، لا.ط، 1379 - 1338 ش.
[8] السيد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج3، ص332، جواد القيومي الاصفهاني، مكتب الإعلام الإسلامي، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى، رجب 1414.
[9] سورة الانفال، الآية 53.
[10] سورة الأعراف، الآية 96.
[11] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج5، ص178.
[12] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص274.
[13] الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص140.

جاء ذلك في كلمة رئيس الجمهورية الاسلامية، اليوم الاحد، خلال مراسم افتتاح المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، الذي بدا اعماله اليوم الاحد تحت عنوان "التعاون الاسلامي من اجل بلورة القيم المشتركة".

واحيا الرئيس الايراني، في مستهل كلمته بالمناسبة، ذكرى رواد التقريب بين المذاهب الاسلامية في ارجاء العالم الإسلامي، كما ثمن جهود الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، الهادفة الى لم شمل المسلمين.

واكد رئيس الجمهورية، بان الهدف من عقد المؤتمر الدولي للوحدة سنويا باستضافة ايران الاسلامية، هو تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، وتقريب وجهات نظر العلماء في المجالات العلمية والثقافية، وكذلك دراسة وتقديم الحلول العملانية من اجل بناء الأمة الواحدة، ومعالجة مشاكل المسلمين عبر تقديم الحلول المناسبة في هذا الشأن.

ولفت الى ان العام الماضي عقد المؤتمر لنسخته الـ 36 بحضور 200 مفكر اسلامي من 60 دولة، و100 شخصية سياسية وثقافية محلية تحت عنوان "الوحدة الإسلامية والسلام وتجنب الانقسام والصراع في العالم الإسلامي..حلول تنفيذية وتدابير عملية "، كما عقدت مؤتمرات إقليمية على مدار السنة في عدد من محافظات البلاد مثل كلستان وسيستان وبلوشستان وخراسان وكردستان، فضلا عن مؤتمرات على مستوى بعض الدول الاقليمية.

وأوضح اية الله رئيسي : إن سر انتصار المسلمين عبر التاريخ يكمن في وحدتهم وتآزرهم القائم على القرآن والرسول الاعظم (ص)، وعدم تحقيق رغبات الاعداء؛ مشيرا الى ان قوى الهيمنة اليوم تدرك بان الأمة الإسلامية تشكل اهم عائق في طريقها ؤمن بالديناميكية في حياتها وتعتبر الركود موتها.

ولفت اية الله رئيسي الى ان المؤشر المهم لمعرفة ما يبحث عنه العدو هو أن ندرك بأنه لا يريد للأمة الإسلامية أن تكون موحدة، معتبرا من يتحرك في اتجاه الوحدة فهو يتحرك ضمن استراتيجية الإسلام ومن يحاول الانقسام والتفرقة فقد يتحرك في اتجاه استراتيجية العدو.

وعلى صعيد اخر نوه الرئيس الايراني الى القضية الفلسطينية؛ مؤكدا الى أن الاهتمام بحرية القدس الشريف وفلسطين يشكل اهم دليل على وحدة الأمة الإسلامية، وموضحا بأن السعي الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو مؤشر في مسار الرجعية والتقهقر بالنسبة للانظمة المطبعة وسيضعها تحت سطوة هذا الكيان  الغاصب.

واشار اية الله رئيسي الى ان اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بإمتياز واقتداره على ازاحة خيار المساومة والاستسلام، وقد ارغم العدو على التراجع والهزيمة.

واستطرد رئيسي : ان مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي بدا اعماله اليوم، يعد اجتماعا مناهضا للصهيونية وهيمنة الاستكبار العالمي؛ مؤكدا على استراتيجية الوحدة اليوم يمكن أن تعزز اركان الأمة الإسلامية في مواجهة العدو المشترك.

وختم رئيس الجمهورية بالقول : ان الرسول الاكرم (ص) باعتباره افضل خلق الله، هو قدوة للبشرية جمعاء، لان الله انعم عليه بصفات سامية، اسماها سعة ورحابة صدره وعليه فقد حقق صلوات الله عليه وعلى اله، النصر والفوز لقاء صبره وايمانه وتضحياته في سبيل الله عز وجل؛ داعيا امة الاسلام للتاسي بسيرة واخلاق نبي الرحمة محمد ابن عبد الله (ص).
الأحد, 01 تشرين1/أكتوير 2023 14:16

هل تقيّد التقوى حريتنا؟

لا ينبغي أن نراقب الآخرين وأفعالهم، بل علينا أن نعرف ما علينا نحن القيام به. ومنذ بداية الثورة وهذه عقيدتنا، حيث كنا نقول أننا لا نأخذ الأوامر ممن لا نرضى بأفعالهم. نحن نتبع في أفعالنا أوامر عقائدنا وتشخيصنا. يجب أن تحمل أفعالنا طابعًا دينيًا، وأن نراعي فيها التقوى والاعتدال والمداراة، بحيث يكون ﴿أُسّس على التقوى﴾[1] حقاً، فيكون مبنى وملاك العمل هو التّقوى. فإن صادف وعلمنا أن هناك في المجتمع من لا يراعي التقوى ولا يجعلها الملاك في أعماله، أفنقول ولم هو يخالف التقوى (وعلينا نحن الالتزام بها)؟ إن ترك هو التقوى وكان عمله خلافها، فهذا لا يعني أن نجيز لأنفسنا مخالفتها[2].

إن مفردة التّقوى المقدّسة وكذلك مفردة التّزكية، والتي كثيراً ما أوصى الإسلام بها، هي في الواقع تخطّي العوائق الذّاتية للحريّة. التقوى تعني أن يصون الإنسان نفسه بوعي، وأن يحول دون تأثير الأهواء والرّغبات، والشطحات، والمنعطفات في طريقه في سبيل الله والإنسانيّة فلا ينحرف عنه. والتّزكية تعني تطهير النّفس من الفساد، والتلوّث، والتعلّقات النّفسية والقلبية. فيطهر نفسه من كل دناءة، ورذالة، وانحطاط. فمن يزكِّ نفسه ويتّقِ ربّه يكنْ في الحقيقة حراً، يمكنه التفوق على القوى العالمية الكبرى. وكذلك الشعب إذا ما وُجدت التقوى والتزكية في أفراده، ولو بشكل نسبي (بنسب متفاوتة) يمكنه التّغلب على القوى المهددة لحرياته بنفس تلك النسبة. ولربما قد سمع الكثير منكم بالقصة التي ينقلها “ديوجانس” الحكيم الشهير، فيقول: أراد الإسكندر المقدوني، الذي يعدّ فاتحاً عظيماً في زمانه، عبور طريق ما متبختراً، وكان الجميع يقعون له إجلالاً وتعظيماً، وينهالون عليه بالمدائح. صادف أن رأى رجلاً عجوزاً مرتدياً ثياباً رثة يظهر الفقر عليه جالساً على قارعة الطريق، ولا يبالي بقدوم الإسكندر، فسأل عنه، اقتربوا منه، ووجدوا أنه عجوز فقير لا يهتم بقدوم الإسكندر، فطلب إحضاره، فسأله: لماذا لم تحترمني؟ فأجاب: ليس من واجبي أن أحترمك، فأنت عبد لعبيدي. تعجّب الإسكندر وقال: وهل جننت، أتقول لمن هو مثلي عبد؟ بل عبد العبيد؟ فأجابه العجوز: لا تعجب يا إسكندر! فأنت أسير وعبد لشهواتك وغضبك، وأما أنا فقد أسرتُ الشهوة والغضب وقيّدتهما.

... الخطوة الأولى، هي التحرر من الأهواء والرّغبات النّفسانية، وهذه هي التقوى، وأنا أوصي أخوتي وأخواتي المصلّين الأعزاء، أن يسعوا لتحرير أنفسهم من قيود الأهواء، والرغبات، والشهوات، والرذائل، والأنانيات والغرور والتشاؤم. وأطلب من الرب المتعال، التوفيق لنا جميعاً كي نستطيع أن ننقذ وننجي أنفسنا، ونفسي، من المستنقع الذي تنبع منه الأهواء، والرّغبات النّفسانية[3].
 


[1] سورة التوبة، جزء من الآية 108.
[2] في لقاء مع أعضاء جامعة «فرهنكيان» الإسلامية في 9/1/1990
[3] خطبة صلاة الجمعة في طهران في تاريخ 9/1/1987

الأحد, 01 تشرين1/أكتوير 2023 14:13

اتفاق المسلمين وأهداف الاستعمار

كان من طليعة أهداف الاستعمار أوائل نفوذه في البلاد الشرقية والإسلامية هو إيقاع الفرقة بين المسلمين، لقد سلك وسائل مختلفة في إيجاد الفرقة بين الأخوة المسلمين في الأقطار الإسلامية، بدءا من ترسيخ المشاعر الوطنية وإذكاء دوافعها على نحو غير طبيعي (متطرف) وانتهاءا بتسعير نار الاختلافات المذهبية وغيرها.
 
بديهي أن دور الأنظمة الفاسدة التابعة للاستعمار، كان كبيرا جدا ومؤثرا الى أبلغ حد إذكاء هذه الفرقة.
 
إننا اليوم نشكل مجموعة تصل الى المليار مسلم، هي تعيش في مختلف النقاط التي يحتاج إليها العالم. بيد أننا نلاحظ أن المسلمين يعيشون مع ذلك أوضاعا غير طبيعية على الصعيد الاجتماعي السياسي دون المستوى المطلوب سواء، في البلاد التي يشكل المسلمون فيها ألأكثرية الغالبة، أو في البلاد التي يعيشون فيها كأقلية. يحصل ذلك في الوقت الذي يحث فيه الإسلام والقرآن المسلمين ويسوقهم نحو بلوغ أنواع الكمالات البشرية، ويدفعهم الى العالم والفضائل الاخلاقية العدالة الاجتماعية والعزة والقوة والاتفاق والوحدة وعدم الاستسلام أمام الضعوطات وأمثال ذلك مما إذا عملت به أمة من الأمم فإنها لن ترضى أن تعيش بمثل الوضع الذي يعيش فيه المسلمون اليوم.
 
يتضح إذا أن الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم في العالم الإسلامي وفي مختلف أنحاء العالم هو وضع غير طبيعي، كما انه لم يظهر نتيجة الصدفة، وإنما فرض على المسلمين.
 
منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه النهضة في إيران بقيادة إمامنا الكبير (الإمام الخميني) كان في طليعة الأهداف الأصلية التي تدعو إليها هي وحدة المسلمين في أنحاء العالم، قطع دابر القوى الظالمة عن ديار المسلمين، ولا زال هذا الهدف هو رسالة ثورتنا.
 
دأبت أجهزة الدعاية الصهيونية على إثارة الضجيج حولنا وهي تنسبنا الى الأصولية والأصولية إذا كانت بمعنى العودة الى الأصول والقواعد الإسلامية الأساسية، فهي تعد أعظم مفاخرنا. وعلى المسلمين في أي مكان من العالم يخشوا من اسم الأصولية أو يتجنبوه، ذلك أن أصول إسلام المقدسة هي ضمان سعادة الإنسان.
 
لقد دأب الاستعمار على تضعيف ارتباطنا الحياتي بالأصول. ذلك نحن نفخر بالعودة الى أصول الإسلام والقرآن([1]).
 
حين ننظر الى الساحة العالمية نحسّ أن هناك حركة إسلامية عظيمة تتنامى وتقوى على الأيام، فالمسار الزماني (العصر) يتحرك صوب القيم الإسلامية والمعنوية، ومسلموا العالم استيقظوا ولا زالت اليقظة تزداد، سواء أذعن الجبابرة المستكبرون لذلك أم لم يذعنوا، وسواء رضيت امريكا أم لم ترض. فهذه هي الحقيقة التي تقع في عالم اليوم. لذلك علينا أن نرصد أخطار هذه المرحلة.
 
على مدى قرون ترك المستبدون والمستعمرون والحكومات التابعة واعداء الإسلام، المسلمين في ذل وضعف حيث تتحرك القافلة باتجاه عزة المسلمين ويقظتهم علينا أن نكون على ثقة بأنّ الأعداء سينصبون كمائن خطيرة في الطريق، علينا أن نكون منها على حذر. واحدة من هذه الأخطار هي اختلاف الكلمة بين المسلمين.. الاختلاف بين الطوائف والمذاهب الإسلامية.. والاختلاف بين القوميات التي يتشكل منها المسلمون.
 
هل توجد في الدنيا المسلمين بقعة تخلو من أيادي الخونة وسعيهم لايجاد الفرقة وبث الاختلاف؟ وهل يوجد في العالم الإسلامي مكان لم توظف فيه العقول الاستكبارية النتنة، البسطاء والضعاف لخدمة أهدافها ؟
 
هدفنا القريب وخطوتنا الكبرى التي علينا أن نخطوها تتمثل بإيجاد الوحدة بين الطوائف والمذاهب الإسلامية، وبين مختلف جماعات المسلمين، بيد أنّ البعض اختار ان تكون رسالته هي ضرب طريق العزة الإسلامية من خلال إيجاد الفرقة.
 
علينا أن نتعرف على هؤلاء ونواجههم بذكاء وحكمة.
 
العالم الإسلامي والغزو الثقافي، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) حديث قائد الثورة في مراسم بيعة مجموعة من أبناء الشعب لسماحته، 22/4/1368.

الأحد, 01 تشرين1/أكتوير 2023 14:10

لماذا يمنع الاغترار من الاستغفار؟

أحد الموانع التي يُركِّز عليها سماحة الإمام الخامنئي دام ظله، وهي من الموانع التي تمنع من الاستغفار، هي الاغترار بالله تعالى، حيث يتحدّث سماحته أوّلاً عن معنى الغرور، وكيفيّة حصوله في قلب الإنسان، ويستشهد على كلامه بدعاء من الصحيفة السّجاديّة يُبيّن مدى الخطر الكبير على أخلاق الإنسان الّذي يُسبّبه الاغترار بالله تعالى، يقول دام ظله: "المانع الثاني هو الغرور، فما أنْ يؤدّي الإنسان عملاً صغيراً حتّى يُصاب بالغرور، لدينا في تعابير الدعاء والرواية عبارة (الاغترار بالله) وفي الدعاء (64) من الصحيفة السجّاديّة والّذي يُقرأ في أيّام الجمعة هذه (أي شهر رمضان المبارك) ، توجد عبارة مؤثّرة جدّاً وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "وَالشَّقاءُ الأشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ. مَا أكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ، وَمَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِيْ عِقَابِكَ، وَمَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ، وَمَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ".

فالمغرور حسب تعبير هذه الرواية مبتلى بحالة (الاغترار بالله) والغُرور يجعل المغرور بعيداً جدّاً عن العمران، ويده قاصرة جدّاً عن الخلاص والسلامة. لماذا؟ لأنّه بمجرّد أنْ يؤدّي أيّ عملٍ صغير، فيُصلّي مثلاً ركعتي صلاة، أو يُقدّم خدمة للناس، أو يودع مالاً في صندوقٍ ما، أو يؤدّي أيّ عملٍ في سبيل الله، فإنّه يُصاب بالغرور فوراً، ويقول في نفسه قد صلح عملي ووضعي عند الله وقد سوّيت حسابي وسدّدته ولم أعد بحاجة لشيء! لا يذكر ذلك بلسانه، بل يُردّده في قلبه.

التفتوا جيّداً، إنّ الله تعالى عندما فتح باب التوبة، وقال إنّي أغفر الذنوب، فليس معنى ذلك أنّ الذنوب أمرٌ هيِّنٌ وصغير، كلّا فالذنوب أحياناً تُضيّع الوجود الحقيقيّ للإنسان، تُنهيه، وتجعل من الإنسان الّذي كان في مرتبة عالية من الحياة الإنسانيّة، تجعله حيواناً مفترساً قذراً لا قيمة له، هكذا هو الذنب، فلا تتصوّروا أنّ الذنب أمرٌ بسيط، فالكذب والغيبة والاستهتار بشرف الإنسان والظلم ولو بكلمة واحدة ذنوبٌ غير بسيطة ولا هيّنة.

وإذا أراد الإنسان أنْ يحسّ بأنّه مذنب، ليس ضروريّاً أن يكون غارقاً في الذنوب لسنواتٍ طويلة، كلّا فالذنب الواحد ينبغي أنْ لا يُستصغر، ففي الروايات وفي باب استحقار الذنوب نجد أنّ استحقار الذنوب مذموم، وسبب قول الله تعالى إنّنا نغفر هو أنّ العودة إلى الله مهمّة جدّاً، وليس معناه أنّ الذنب صغير ولا قيمة له. الذنب أمرٌ خطير جدّاً، لكنّ العودة لله والتوجّه إليه وذكره أمور مهمّة لدرجة أنّ من يقوم بها بشكلٍ صادق وصحيح وحقيقيّ فإنّ مرضه المستعصي ذاك سيُشفى.

الإمام السّجاد صلى الله عليه وآله وسلم يُناجي ربّه في دعاءٍ آخر فيقول: "فأمّا أنت يا إلهي فأهلٌ أنْ لا يغترّ بك الصدّيقون". لاحظوا أيّ بيان وأيّة معرفة في هذا الدعاء، فهذا هو الطريق. إنّه يقول إنّ الصدّيقين الّذين ارتقوا إلى مقامٍ سامٍ من العبوديّة لا ينبغي لهم الاغترار -لأنّهم ساروا في الطريق الصحيح إلى الله-، يظنّون أنّهم لم يعودوا بحاجة للجدّ والجهد، كلّا "أنْ لا يغترّ بك الصدّيقون" لأنّ اغترارهم يمنعهم من الاستغفار، فالإنسان يستغفر عندما لا يكون غافلاً ولا يكون مغترّاً بالله ولا يكون مخدوعاً ومعجباً بنفسه"([1]).
 


([1]) خلاق ومعنويت (فارسي)، ص173.

نستمع الآن إلى كثيرٍ من النصوص الشرعية المؤكدة على وحدة الأمة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ...﴾ سورة آل عمران الآية: 103، ويقول ربنا سبحانه ﴿إن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون﴾ سورة الأنبياء الآية: 92، فإذاً نلاحظ من خلال هذه الآيات الكريمة وجوب وحدة الأمة الإسلامية وعدم تفرقها، ونلاحظ كذلك وجوب توحيد الله وعدم الإشراك به، وكذلك نلاحظ التقاء عقاب الله وغضبه عندما تفقد الأمة وحدتها والترابط، حيث يقول الله تبارك وتعالى ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ سورة آل عمران الآية: 105.


وقد جاء عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً من النصوص التي تفرض على الأمة وحدتها، فمن هذا القول قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام «عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد».

وقد هان أمر المسلمين على أعدائهم عندما تفرقوا وضيعوا أمرهم، وصاروا على الإسلام حجةً، كما أشار لذلك الإمام الشيخ أبو زهرة حيث قال على لسان أعداء الإسلام حيث ابتعدوا عن هذا الدين: "لو كان الإسلام به خيراً ما كان أهله على هذه الحال من الخلل والاضطراب والبعد عن أسباب القوة والتقدم". ونتيجته الضعف الذي صارت عليه الأمة الإسلامية بسبب تفرقها، وتحكم عدوها بها، وإذا حاولت أن تجمع شملها وتلم شعثها، وقفوا لها بالمرصاد، وسلكوا كل سبيلٍ يمنع ذلك حتى غدا الإسلام غريباً في أهله، وأي غربة أكثر من أن الذي يدعو إلى وحدة الأمة وعنفوانها أصبح غريباً وكأن فعله ردةً، وصوته منكراً، فلا ينبغي أن نضع أيها الأخوة تبعية ذلك على عدونا فحسب وعلى المستعمر، بل إننا نتحمل الجزء الأكبر في ذلك، لأن المستعمر مهمته أن يستغل وضع الضعف والتشتت فينا، لا أن يصنع الضعف والشتات والتمزق أصلاً. لذلك لا بد لنا أن نعمل جاهدين مخلصين على وحدة الأمة وأن نلتزم هذه المظاهر، وهذه المظاهر الوحدوية ممكن أن تكون على صعيد الفرد، وعلى صعيد المجتمع، على صعيد العلماء والزعماء وعلى صعيد رجال الفكر والآداب.

ومن ذلك، وعلى ذلك أن ننشر الوعي الإسلامي العام بين المسلمين لتحقيق الوعي من خلال اجتماعاتهم ولقاءاتهم ومساجدهم وصلواتهم وصومهم وعبادتهم، كذلك ينبغي علينا أن نعمل من أجل وحدة المسلمين بالتنسيق بين المؤسسات، سواء كانت هذه المؤسسات مؤسسات اجتماعية أو رعوية أو مؤسسات علمية أو ثقافية أو تعليمية. وكذلك علينا أن نوجه وسائل الإعلام على وحدة المسلمين، لا بين السنة والشيعة فحسب كما سبق بمطلع الحديث، إنما الوحدة يجب أن تكون بين أفراد الأمة كلها، وبين علمائها ومفكريها، وهذه الوحدة التي نعني بها لا وحدة جزئيات إنما وحدة تتعلق بالوحدة العقدية، والوحدة الاجتماعية، والوحدة السياسية، والوحدة الثقافية، على المرتكزات الأربع التي سبق الحديث عنها.