emamian

emamian

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وسمي"#اسبوع_الوحدة_الإسلامية" و "#محمد_يجمعنا" مع انطلاقة الدورة الـ 34 من المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في العاصمة الايرانية طهران والذي جاء هذا العام تحت عنوان "التعاون الإسلامي في مواجهة الكوارث والبلايا".

وأعلن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الشيخ حميد شهرياري اطلاق مؤتمر الوحدة الإسلامية بمشاركة 167 شخصية بارزة في العالم الإسلامي ومفكرين وخبراء التقريب بين المذاهب الاسلامية من 47 دولة و120 شخصية محلية سيلقون كلمتهم في المؤتمر خلال أسبوع واحد.

وانطلاقا من ما اسماها المؤتمر "خيانة القرن" المتمثلة بتطبيع بعض الدول علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي وصولا إلى الاساءة لشخصية نبي الوحدة والسلام محمد "صلى الله عليه وآله" يتباحث العلماء المشاركين عن سبل لمواجهة هذه التحديات على المستويين الشعبي والعلمائي.

هذا ويتضمن المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى الثلاثاء دراسة عدد من التحديات التي تهم الأمة بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور الشهيد الفريق قاسم سليماني في وحدة وأمن العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ازاحة الستار عن عدد من الكتب القيمة مثل فلسطين في وجدان علماء الإسلام لتكون كلمة الاختتام لقائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي.

وأسبوع الوحدة الإسلامية نادى به مفجر الثورة الاسلامية الامام روح الله الخميني (قدس) وإحدى طروحاته حيث جعل من تاريخي ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، المشهورين عند أهل السنة والشيعة، وهما 12 و17 ربيع الأول، منطلقا إلى الوحدة بين المسلمين، فأعلن بينهما أسبوع الوحدة الإسلاميّة.

والإمام الراحل بهذا الطرح استثمر الخلاف ليكون عامل قوة، ونقطة التقاء فكري وحضاري، وهو رد منه لنبي الرحمة على هواة الفتنة، الراغبين في شق صف المسلمين، فقد تحول التاريخ محل الخلاف، إلى فرصة تجمع عشاق النبي الخاتم (ص)، مع محاولة شذاذ من المتأسلمين؛ قطع العلاقة الروحية والمعنوية بجد الحسنين عليهم جميعا الصلاة والسلام.

وهذه السنة يتزامن احتفال المسلمين حول العالم بذكرى مولد فخر الكائنات، نبي الأمة والرحمة المهداة للبشرية جمعاء محمد بن عبدالله صل الله عليه وآله سلم، مع اساءات بعض وسائل الاعلام الغربية (خاصة فرنسا ورئيسها) لنبي الاسلام، حيث يطالب المسلمون بوقفة واحدة لنصرة نبي الرحمة والسلام.

وكتب "محمد" في تغريدة على حسابه الخاص تحت هاشتاغ #اسبوع_الوحدة_الإسلامية "وفي إحدى كلمات الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي اعتبر "أنّ إحدى الصدقات الجارية للثورة الإسلاميّة والتي تحقّقت ببركة عبقريّة الإمام الراحل رضوان الله عليه هي تخصيص أيام ذكرى ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بالوحدة الإسلاميّة".

 

دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي الحكومة الايرانية لتخصيص حزم الدعم للمتضررين بسبب تفشي فيروس كورونا.

وخلال استقباله اليوم السبت، رئيس الجمهورية حسن روحاني واعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، اشاد سماحته باداء هذه اللجنة وقدم توصيات مهمة واكد ضرورة اتخاذ قرارات حازمة وسيادية واقناع الراي العام وتعاون جميع الاجهزة وكل المواطنين لمواجهة الاوضاع المؤسفة لتفشي جائحة كورونا التي تعم العالم كله.

وانتقد قائد الثورة الاسلامية بشدة وصراحة تصرف بعض الافراد تجاه الحكومة ورئيس الجمهورية والاساءة اليه قائلا: ان انتهاك الحرمة حرام شرعا، والانتقاد  يختلف عن انتهاك الحرمة، خاصة وان البلاد الان بحاجة الى التعاون والوحدة والتلاحم اكثر من اي وقت مضى.

وفي مستهل حديثه اعتبر الهدف من هذا اللقاء الذي جرى بدعوة منه، هو الوضع المؤسف لتفشي مرض كورونا في البلاد وضرورة بذل جهود مضاعفة واستخدام مبادرات جديدة لمواجهة الفيروس واضاف: بطبيعة الحال فان القضية اساسا وكذلك الذروة الخريفية للفيروس تعم العالم كله وليست مختصة بايران فقط.  

واشار آية الله الخامنئي الى كيفية ادارة مواجهة هذا الفيروس في الدول المختلفة واضاف: هنالك في بعض الدول مثل اميركا اسوأ سبل الادارة للمرض الا انه علينا العمل للعبور بافضل ادارة ممكنة من هذا الحدث المتعلق بارواح وصحة الشعب وامنه واقتصاده.

واعتبر "اتخاذ القرارات السيادية الحازمة" و"اقناع الراي العام" و"تعاون جميع الاجهزة وكذلك تعاون المواطنين" ضرورة للادارة الصحيحة والمناسبة واضاف: بطبيعة الحال فان هذا التعاون لا يختص بمكافحة كورونا فقط بل ينبغي ان يكون قائما في جميع القضايا خاصة السياسية منها لان البلاد التي تمتلك شعبا مقتدرا ونظاما حديث الظهور وخطابا جديدا تواجه بصورة طبيعية قضايا مهمة على الصعيدين العالمي والداخلي.

واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة الوحدة والتلاحم الداخلي في البلاد، واشار الى تصرف البعض في مواجهة الحكومة ورئيس الجمهورية شخصيا قائلا: هنالك بين هؤلاء الاخوة افراد جيدون الا ان هذا العمل خاطئ وهو امر اعلنه صراحة.

واعتبر آية الله الخامئني الانتقاد بانه يختلف عن انتهاك الحرمة واضاف: ان انتهاك الحرمة بين الناس حرام شرعا وتجاه المسؤولين هي اشد خاصة بين كبار مسؤولي البلاد.

واضاف: من الممكن ان يكون انتقادكم صائبا. انتقدوا فلا اشكالية في ذلك الا ان الانتقاد يختلف عن الاساءة وانتهاك الحرمة، لان مثل هذه التصرفات وانتهاك الحرمة هو اسلوب الاميركيين الذين فضحوا انفسهم في العالم في المناظرات والانشطة الاعلامية بحيث ان احد شخصياتهم السياسية البارزة يقول بان العالم ينظر الينا بهلع واستخفاف.

واكد قائد الثورة الاسلامية: ان اسلوبنا اسلامي وقرآني، اي انه يتم اعلان الانتقاد وليس انتهاك الحرمة، ولا بد من الحفاظ على حرمة رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي البلاد الذين يقدمون الخدمات للشعب.  

واشاد سماحته باجراءات اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا واللجان الفرعية التابعة لها، ووصف اداء الكوادر الصحية والطبية بانها باهرة جدا وجهاد في سبيل الله وقدم توصيات مهمة في هذا الصدد، اولها "ضرورة التدشين الفوري لمقر عملاني لتنفيذ قرارات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا ومراقبة التنفيذ".  

واعتبر التوصية الثانية هي "محورية وزارة الصحة في تحديد حالات القيود"  واضاف: انه حينما تحدد وزارة الصحة حالات القيود فانه على الاجهزة الاخرى الالتزام بذلك وتنفيذه دون الاخذ بنظر الاعتبار الامور الاخرى.

واعتبر سماحته السيطرة الدقيقة على منافذ الدخول الى البلاد وقيود السفر غير الضروري بين المدن مع اقناع المواطنين وتنفيذ الضوابط بصرامة في اسطول النقل في المدن والاجواء العامة، بانها من حالات القيود التي تقع المسؤولية الرئيسية للتنفيذ والمراقبة فيها على عاتق مجلس امن البلاد وقوى الامن الداخلي.

كما اكد ضرورة التعليم العام حول تفشي الفيروس وسبل الوقاية منه والاستفادة من طاقات المساجد والتعبئة بمحورية وزارة الصحة وتعاون وزارة الارشاد ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون وكذلك المصادقة على فرض غرامات صارمة على الافراد الذين يرتكبون مخالفات كبيرة تجاه الضوابط الصحية.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى الظروف المعيشية الصعبة لبعض الافراد بسبب تفشي فيروس كورونا واكد ضرورة تخصيص حزم دعم معيشية لهم من قبل الحكومة، واضاف: انه كذلك على الافراد المحسنين والمواطنين الاخرين الدخول الى الساحة والمسارعة بدعم اولئك الافراد، لان مثل هذا العمل يعد من افضل الاعمال وافضل سبل التقرب الى الباري تعالى.  

ولفت الى اهمية الكشف عن الاصابة في الايام الاولى للتقليل من الاضرار والضحايا، مؤكدا ضرورة خفض مراجعات المواطنين للاجهزة التنفيذية من خلال زيادة الخدمات الالكترونية، داعيا القوى الايمانية والشبابية المخلصة للدخول الى الساحة ثانية من خلال اجراءاتها وخدماتها الطوعية في دعم كوادر التمريض وتعقيم الشوارع والساحات والاماكن العامة وارشاد الاسر ومساعدة المسنين.

واكد سماحته في الختام الاهمية الاعجازية للدعاء والتوسل الى الباري تعالى والاستغفار لدفاع البلايا، وقال: ان اعمالا كبرى جارية في البلاد حاليا وبتوفيق من الباري تعالى لم تستطع اي حادثة ايقاف الجمهورية الاسلامية ولكن يجب ازالة هذه العقبات التي تؤدي الى ابطاء الحركة.

اکد سماحة قائد الثورة الاسلامیة ایة الله العظمی السيد "علی الخامنئی" ان تضحیات الشهداء انحفرت فی اذهان الشعب الایرانی ولن يطويها ويمحوها مرور الزمن. سماحة قائد الثورة الاسلامية وجه رسالة بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس ويوم إحياء ذكرى الشهداء والمضحين قال فيها : ان مرور الزمن لم ولن يمحو ابدا الذكري الكريمة للشهداء الاعزاء من ذاكرة الشعب الايراني لانها لوحة مشرقة ومزينة بعنوان الشهادة وذكرى الشهداء.

واضاف ان ذكري الشهداء وتضحياتهم تمثل كنزا تاريخيا يبعث علي الامل والطمانينة و الشجاعة عند اجيالنا لاتخاذ خطوات ثابتة نحو تحقيق اهداف سامية ولا يخيفهم الشياطين الذين ينصبون العداء لنا.

واختتم قائلا: ان جبهة العدل والحق ستحقق بعون الله وبفضل القدرات التي تتمتع بها الانتصارات الكبرى ان شاء الله.

.................

 

 

وُلد الامامُ الحسنَ العسکریُّ علیه‌السلام  فی الیوم الثامن من شهر ربیع الثانی عام مائتین واثنین وثلاثین هجریة فی المدینة المنورة.

 

إِسمه: حسن وإسم أبیه: علیُّ بن محمد وإِسم أُمه: حدیث أوسوسن.

 

کنیته: أبو محمد، وألقابه: الصامت والهادی والرفیق والزکیّ والنقی والخالص والعسکریّ.

 

وتوفی (شهیداً) فی الیوم الثامن من شهر ربیع الاول عام مائتین هجریة فی مدینة سامرّاء، ودفن الی جانب والده الکریم.

 

کان قد انقضی من عمره‌الشریف ،یوم استُشهدَ ثمانی وعشرون سنة، وکانت مدة إمامته منها حوالی ستة أعوام علیه‌السلام .

 

النصوصُ علی إمامته

 

إن الادلة والبراهین  علی الإمامة - کما اسلفنا - تنقسم إلی قسمین: القسم الاول هی الأدلة العامة التی یمکن الإستفادة منها لإثبات إمامة کل واحد من الأئمة وقد سبق البحث فی هذا النوع من الأدلة تفصیلاً.

 

القسم الثانی، الأدلة الخاصة باثبات إمامة کل واحد من الأئمة بخصوصه

مثل النصوص التی صدرت من کل إمام علی الامام الذی یلیه، ونحن هنا نکتفی بادراج هذه النصوص:

 

قال عبدالعظیم الحسنی: دخلت علی سیدی علی بن محمد فلما بُصر بی قال لی: مرحباً بک یا أبا القاسم أنت ولینا حقاً.

 

قال: فقلت له : یا ابن رسول اللّه إنی أُرید أن أعرض علیک دینی فإن کان مرضیاً، ثبت علیه حتی ألقی اللّه عزوجل.

 

فقال: هات یا أبا القاسم.

 

فقلت: إنی أقول: إن اللّه تبارک وتعالی واحد، لیس کمثله شئٌ، خارجٌ عن الحدین: حدِّ الابطال وحدِّ التشبیه، وإنه لیس بجسم ولا صورة، ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسِّم الاجسام، ومصوِّر الصور، وخالق الأَعراض والجواهر، وربُّ کلِّ شئ ومالکُه وجاعلُه ومحدثُه، وإن محمداً علیهماالسلام عبدُه ورسولُه، خاتمُ النبیین فلا نبیَّ بعده إلی یوم القیامة، وإن شریعتَه خاتمةُ الشرائع فلا شریعةَ بعدها إلی یوم القیامة.

 

وأقول: إن الامام والخلیفة وولیّ الأمر بعده أمیرُ المؤمنین علیُّ بن أبی طالب، ثم الحسنُ، ثم الحسینُ، ثم علیُّ بن الحسین، ثم محمدُ بن علی، ثم جعفرُ بن محمد، ثم موسی بن جعفر، ثم علیُّ بن موسی، ثم محمد بن علی، ثم أنت یا مولای.

 

فقال علیه‌السلام : « ومن بعدي الحسنُ ابني، فكيف للناس بالخلَف من بعده »؟

 

قال: فقلت: وکیف ذاک یا مولای؟

 

قال: « لأنه لايُرى شخصُه ولايحلُّ ذكره باسمه حتى يخرجَ فيملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملِئت جورا وظلماً ».[714]

 

وقال ابوهاشم الجعفریّ قال: سمعتُ أبا الحسن العسکریَ علیه‌السلام  یقول: «الخَلَفُ

من بعدِ الحَسَن إبنى، فكيف لكم بالخَلَفِ من بعدِ الخَلَف؟»

 

قلت: ولِمَ جَعَلَنی اللّه فداکَ؟

 

فقال: «لأنّكمْ لاترونَ شَخصَهُ، ولايحلُّ لكم ذِكرُهُ بإسْمِهِ».

 

قلتُ: فکیفَ نَذْکرُهُ.

 

فقال: قولوا: «الحجةُ ابنُ الحُجّة».[715]

 

وقال الصقرُ بن أبی دُلف قال: لما حمل المتوکِّل سیدَنا أبا الحسن علیه‌السلام  جئتُ لاسأل عن خبره، قال: فنظر إلیَّ حاجب المتوکل  فأمر أن أَدخل إلیه، فأُدخلت إلیه، فقال: یا صقر ما شأنُک؟

 

فقلت: خیر، أیها الاستاذ.

 

فقال: أُقعد،

 

قال الصقر: فأخذنی ما تقدم وما تأخر، وقلتُ فی نفسی: أخطأت فی المجیء.

 

ثم قال: ما شأنک وفیم جئت ؟

 

قلت: لخبرٍ مّا.

 

قال: لعلک جئتَ تسألُ عن خبر مولاک ؟

 

فقلت له: ومَن مولای؟ مولایَ أمیرُ المؤمنین ،

 

فقال: أُسکت مولاک هو الحق، لا تتحشمنی فإنی علی مذهبک.

 

فقلت: الحمد للّه.

 

فقال: أتحب أن تراه؟

 

فقلت: نعم.

 

فقال: إجلس حتی یخرجَ صاحبُ البرید.

 

قال: فجلستُ فلما خرج قال لغلام له: خذ بید الصقر فأدخِله إلی الحجرة

التی فیها العلویُّ المحبوس وخلِّ بینه وبینه.

 

قال: فأدخلَنی الحجرة وأومأ إلی بیتٍ، فدخلتُ فإذا هو علیه‌السلام  جالسٌ علی صدر حصیر وبحذاه قبرٌ محفورٌ،

 

قال : فسلَّمت فردَّ  علی السلام  ثم أمرنی بالجلوس فجلست ، ثم قال لی : یا صقر ما أتی بک؟

 

قلت : یا سیدی جئتُ أتعرف خبرک.

 

قال: ثم نظرتُ إلی القبر وبَکیتُ، فنظر إلیَّ وقال: «يا صقر لا عليك لن يصلُوا إلينا بسوء».

 

فقلت: ألحمد للّه.

 

ثم قلت: یا سیدی حدیث یروی عن النبی  صلی‌الله‌علیه‌وآله  لا أعرف معناه،

 

قال: فما هو؟

 

قلت: قوله  صلی‌الله‌علیه‌وآله : «لا تعادُوا الأيام فتعاديكم» ما معناه؟

 

فقال: «نعم، الأَيام نحن، بنا قامتِ السماواتُ والارض، فالسبت اسم رسول اللّه‏  صلى‌‏الله‌‏عليه‏‌و‏آله‌‌  والأحد أمير المؤمنين، والإثنين الحسن والحسين، والثلاثاء عليُّ بن الحسين ومحمدُ بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق والأَربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق، وهو الذي يملأُها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فهذا معنى الأَيام ولا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة».

 

ثم قال علیه‌السلام : «ودِّعْ واخرج فلا آمَنُ عليك».[716]

 

وعن الصقر بن أبی دلف قال: سمعت علی بن محمد بن علی الرضا علیه‌السلام  یقول: «الامامُ بعدي الحسن إبني وبعد الحسن إبنه القائم الذي يملأ الارض قسطاً و عدلاً

كما ملئت جوراً و ظلماً».[717]

 

عن یحیی بن یسار العنبری قال: أوصی أبو الحسن علی بن محمد إلی إبنه الحسن علیه‌السلام  قبل مضیه بأربعة أشهر، وأشار إلیه بالامر من بعده وأشهدنی علی ذلک وجماعة من الموالی.[718]

 

عن علیِّ بن عمرو النَوفلی قال: کنت مع أبی الحسن علیه‌السلام  فی صحن داره فمرَّ بنا محمدٌ إبنه، فقلت :جعلت فداک، هذا صاحبنا بعدک؟

 

فقال: لا صاحبکم بعدی الحسنُ.[719]

 

وعن عبد اللّه بن محمد الاصبهانی قال قال أبو الحسن علیه‌السلام : «صاحبُكم بعدي الذي يصلّي عليَّ».

 

قال: و لم نکن نعرف أبا محمد قبل ذلک.

 

فخرج أبو محمد بعد وفاته فصلّی علیه.[720]

 

وعن علی بن جعفر قال: کنت حاضراً أبا الحسن علیه‌السلام  لما توفی ابنُه محمد فقال للحسن:«يا بنيّ أحدث اللّه‏ شكراً فقد أحدثَ فيك أمراً».[721]

 

وعن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن مروان الأَنباری قال : کنت حاضراً عند مضیّ أبی جعفر محمد بن علی علیه‌السلام  فجاء أبو الحسن علیه‌السلام  فوُضع له کرسیٌّ فجلس علیه و حوله أهل بیته ، و أبو محمد ابنُه قائمٌ فی ناحیة، فلما فرغ من أمر أبی جعفر التفت إلیَّ أبی محمد علیه‌السلام  فقال:«يا بنيَّ أحدِث لله شكراً، فقد أحدث فيك أمراً».[722]

 

 

و عن علی بن مهزیار قال قلت لأبی الحسنعلیه‌السلام : إن کان کونٌ وأعوذ باللّه‌فإلی مَن؟

 

قال: عهدی إلی الأَکبر من وُلدی یعنی الحسنَ  علیه‌السلام .[723]

 

وعن علیِّ بن عمرو العطار قال: دخلتُ علی أبی الحسن  علیه‌السلام  و ابنُه أبو جعفر یحیاو أنا أظن أنه هو الخلف من بعده فقلت له: جعلت فداک من أخصُّ من ولدک؟

 

فقال: لا تخصوا أحداً حتی یخرج إلیکم أمری.

 

قال: فکتبت إلیه بعد فیمن یکون هذا الأَمر؟

 

قال: فکتب إلیَّ «في الأَكبر من ولدي».

 

قال: و کان أبو محمد  علیه‌السلام  أکبرُ من جعفر.[724]

 

وعن سعد بن عبد اللّه عن جماعة من بنی هاشم منهم الحسن بن الحسین الأَفطس أنهم حضروا یوم توفیِّ محمد بن علی بن محمد فی دار أبی الحسن [الهادی] علیه‌السلام  وقد بُسِط له فی صحن داره والناس جلوسْ حوله، فقالوا: قدَّرنا أن یکون حوله من آل أبی طالب وبنی العباس و قریش مائة وخمسون رجلاً سوی موالیه و سائر الناس إذ نظر إلی الحسنِ بن علی علیه‌السلام  وقد جاء مشقوقَ الجیب حتی قام عن یمینه و نحن لا نعرفه فنظر إلیه أبو الحسن علیه‌السلام  بعد ساعة من قیامه، ثم قال له:«يا بنيّ أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً».

 

فبکی الحسنُ علیه‌السلام  واسترجع، فقال: «الحمد لله رب العالمين وإياه أسأل تمام نِعمه علينا، إنا للّه‏ وإنا إليه راجعون».

 

فسألنا عنه، فقیل لنا: هذا الحسن ابنُه، فقدّرنا له فی ذلک الوقت عشرین سنة ونحوها، فیومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إلیه بالإِمامة وأقامه مقامه.[725]

 

وقال  محمد بن یحیی: دخلتُ علی أبی الحسن [الهادی] علیه‌السلام  بعد مضیِّ أبی

جعفر إبنه فعزَّیته عنه وأبو محمد جالس فبکی أبو محمد فأقبل علیه أبو الحسن علیه‌السلام  فقال: «إن اللّه‏ تعالى قد جعل فيك خلفاً منه فاحمد اللّه‏ عزوجل».[726]

 

وعن شاهویه بن عبد اللّه: کتب إلیَّ أبو الحسن علیه‌السلام  فی کتابٍ: «أردتَ أن تسأل عن الخلف بعد أبی جعفر وقلقتَ لذلک فلا تقلق فإن اللّه لا یضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتی یتبین لهم ما یتَّقون، صاحبک أبو محمد إبنی وعنده ماتحتاجون إلیه، یقدم اللّه مایشاء ویؤِّر ما یشاء «وما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها»».[727]

 

 

 

فضائله ومکارم اخلاقه

 

کتب الشیخ المفید  رحمه اللّه فی هذا المجال یقول :کان الامامُ بعد أبی الحسن علیِّ بن محمد علیه‌السلام  ابنَه أبا محمد الحسن بن علی لإجتماع خلال الفضل فیه وتقدمه علی کافة أهل عصره فیما یوجب له الإمامة، ویقتضی له الرئاسة من العلم والزهد، وکمال العقل والعصمة، والشجاعة والکرم، وکثرة الاعمال المقرّبة إلی اللّه ثم لنص أبیه علیه‌السلام  علیه وإشارته بالخلافة إلیه.[728]

 

وعن الحسین بن محمد الأشعری ومحمد بن یحیی وغیرهما قالوا: کان أحمد بن عبید اللّه بن خاقان علی الضیاع والخراج بقُم فجری فی مجلسه یوماً ذکر العلویّة ومذاهبهم وکان شدیدَ النصب والانحراف عن أهل البیت علیه‌السلام  فقال: ما رأیتُ ولاعرفت بسرِّ من رأی من العلویة مثلَ الحسن بن علی بن محمد بن الرضا فی هدیه وسکونه وعفافه ونبله وکبرته عند أهل بیته وبنی هاشم کافة، وتقدیمهم إیاه علی ذوی السنِّ منهم والخطر، وکذلک کانت حاله عند القُواد والوزراء وعامة الناس، فأذکر إننی کنت یوماً قائماً علی رأس أبی وهو یوم مجلسه للناس إذ دخل

حُجّا به فقالوا: أبو محمد إبن الرضا بالباب.

 

فقال بصوتٍ عالٍ: إئذنوا له فتعجبْت مما سمعت منهم ومن جسارتهم أن یُکَنُّوا رجلاً بحضرة أبی ولم یکن یکنّی عنده إلا خلیفة أو ولّی عهد أو من أمَر السلطان أن یُکنّی.

 

فدخل رجلٌ أسمرٌ حسنُ القامة، جمیلُ الوجه، جید البَدَن، حدیثُ السن، له جلالة وهیئة حسنة، فلما نظر إلیه أبی قام فمشی إلیه خطیً ولاأعلمه فعلَ هذا بأحد من بنی هاشم والقُواد، فلمادنا منه عانقه وقبَّل وجهه وصدره وأخذ بیده وأجلسه علی مصلاه الذی کان علیه وجلس إلی جنبه مقبلاً علیه بوجهه وجعل یکلِّمه ویفدیه بنفسه وأنا متعجب مما أری منه إذ دخل الحاجبُ فقال الموفق: قد جاء، وکان الموفق إذا دخل علی أبی یقدمه حُجابه وخاصة قُواده، فقاموا بین مجلس أبی وبین باب الدار سماطین إلی أن یدخل ویخرج، فلم یزل أبی مقبلاً علی أبی محمد یحدِّثه حتی نظر إلی غلمان الخاصة فقال حینئذ له: إذا شئتَ جعلنی اللّه‌ُ فداک.

 

ثم قال لحجّابه: خُذوا به خلف السماطین لا یراه هذا یعنی الموفق، فقام وقام أبی فعانقه ومضی.

 

فقلتُ لحجّاب أبی وغلمانه: ویلَکم من هذا الذی کنَّیتموه بحضرة أبی وفعل به أبی هذا الفعل؟

 

فقالوا: هذا علویٌّ یقال له الحسن بن علی یعرف بإبن الرضا.

 

فازددتُ تعجباً ولم أزل یومی ذلک قلقاً مفکراً فی أمره وأمر أبی و ما رأیته منه حتی کان اللیل وکانت عادته أن یصلی العتمة ثم یجلس فینظر فیما یحتاج إلیه من المؤمرات وما یرفعه إلی السلطان.

 

فلما صلی و جلس جئتُ وجلست بین یدیه ولیس عنده أحدٌ فقال لی: یا أحمد أ لک حاجة؟

 

 

فقلت: نعم یا أبه، فإن أذنتَ سألتُک عنها.

 

فقال: قد أذنتُ.

 

قلت : یا أبه مَن الرجل الذی رأیتُک بالغداة فعلتَ به ما فعلتَ من الإِجلال و الکرامة والتبجیل، و فدیته بنفسک وأبویک؟

 

فقال: یا بُنیّ ذاک إمام الرافضة الحسنُ بن علی المعروف بابن الرضا، ثم سکت ساعةً وأنا ساکتٌ، ثم قال: یا بنیَّ لو زالت الإمامة عن خلفائنا بنی العباس ما استحقها أحدٌ من بنی هاشم غیره لفضله وعفافه وهدیه وصیانته وزهده وعبادته وجمیل أخلاقه وصلاحه، ولو رأیتَ أباه رأیت رجلاً جزلاً نبیلاً فاضلاً.

 

فازددتُ قلقاً وتفکراً وغیظاً علی أبی وما سمعتُ منه فیه ورأیت من فعله به فلم یکن لی همَّةٌ بعد ذلک إلا السؤل عن خبره والبحث عن أمره، فما سألتُ أحداً من بنی هاشم والقُواد والکُتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عنده فی غایة الإجلال والإعظام، والمحلّ الرفیع، والقول الجمیل والتقدیم له علی جمیع أهل بیته ومشایخه فعظم قدرُه عندی إذ لم أر له ولیاً ولا عدواً إلا وهو یحسن القول فیه والثناء علیه.[729]

 

و عن محمد بن إسماعیل العلوی قال :حُبس أبو محمد علیه‌السلام  عن علی بن أوتامش و کان شدید العداوة لآل محمد غلیظاً علی آل أبی طالب و قیل له: إفعل به وإفعل.

 

قال: فما أقام إلاّ یوماً حتی وضع خدیه له و کان لا یرفع بصره إلیه إجلالاً له وإعظاماً وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصیرةً وأحسنهم قولاً فیه.[730]

 

وعن محمد بن إسماعیل بن إبراهیم بن موسی بن جعفر قال: دخل العباسیون علی صالح بن وصیف عند ما حبس أبو محمد علیه‌السلام  فقالوا له: ضیِّق علیه

ولا توسع.

 

فقال لهم صالح: ما أصنع به قد وکلتُ به رجلین شرَّ من قدرت علیه فقد صارا من العبادة والصلاة والصیام إلی أمر عظیم، ثم أمر بإحضار الموکَّلین فقال لهما: ویحکما ما شأنکما فی أمر هذا الرجل؟

 

فقالا له: ما نقول فی رجلٍ یصومُ النهار ویقوم اللیل کله، لا یتکلم ولا یتشاغل بغیر العبادة، فإذا نظر إلینا ارتعدتْ فرائصنا، وداخَلَنا ما لا نملکه من أنفسنا.

 

فلما سمع ذلک العباسیّون انصرفوا خاسئین[731].

 

وقال أبو هاشم الجعفری قال: شکوت إلی أبی محمد علیه‌السلام  ضیق الحبس وکَلَب القید فکتب إلیَّ أنت مصلی الیوم الظهر فی منزلک، فأُخرجت وقت الظهر فصلَّیت فی منزلی، کما قال، وکنت مضیَّقا فأردت أن أطلب منه معونةً فی الکتاب الذی کتبته فاستحییت، فلما صرت إلی منزلی وجَّه لی بمائة دینار، وکتب إلیَّ إذا کانت لک حاجة فلا تستح ولا تحتشم واطلبها تأتِک علی ما تحب إن شاء اللّه.[732]

 

وعن محمد بن أبی الزعفران عن أمّ أبی محمد علیه‌السلام  قال: قالت لی یوماً من الأَیام:«تصيبني في سنة ستين ومائتين حزازةٌ أخاف أن أُنكبَ منها نكبة».

 

قالت: وأظهرتُ الجزعَ وأخذنی البکاء.

 

فقال:«لا بدّ من وقوع أمر اللّه‏ لا تجزعي».[733]

 

فلما کان فی صفر سنة ستین أخذها المقیمُ والمقعد وجعلت تخرج فی الأحایین إلی خارج المدینة و تتجسس الأخبار حتی ورد علیها الخبر حین حبسه المعتمد فی یدی علی بن جریر و حبس جعفراً أخاه معه، وکان المعتمد

یسأل علیاً عن أخباره فی کل وقت فیخبره أنه یصوم النهار ویصلی اللیل، فسأله یوماً من الأیام عن خبره فأخبره بمثل ذلک.

 

فقال له: إمض الساعة إلیه و أقرئه منی السلام، وقل له: إنصرف إلی منزلک مصاحباً.

 

قال علی بن جریر: فجئت إلی باب الحبس فوجدت حماراً مسرجاً، فدخلت علیه فوجدته جالساً و قد لبس خُفه وطیلسانه وشاشته، فلما رآنی نهض فأدیت إلیه الرسالةَ، فرکب فلما استوی علی الحمار وقف، فقلت له: ما وقوفک یا سیدی؟

 

فقال لی: حتی یجیء جعفر.

 

فقلت: إنما أمرنی بإطلاقک دونه.

 

فقال لی: ترجع إلیه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جمیعاً، فإذا رجعتُ ولیس هو معی کان فی ذلک ما لا خفاءَ به علیک.

 

فمضی و عاد فقال له: یقول لک قد أطلقتُ جعفراً لک، لأنی حبسته بجنایته علی نفسه، وعلیک وما یتکلم به، وخلّی سبیله فصار معه إلی داره.[734]

 

وقد نقل انه وقع لبهلول أنه رآه وهو صبیٌّ یبکی والصبیان یلعبون فظن أنه یتحسر علی ما بأیدیهم، فقال له: أشتری لک ما تلعب به؟

 

فقال: «يا قليل العقل ما لِلّعب خُلقنا».

 

فقال له: فلماذا خُلقنا؟

 

قال: «للعلم والعبادة».

 

فقال له: من أین لک ذلک؟

 

فقال : من قوله تعالی: «أفحَسبتم أنما خَلقناكم عَبثاً وأنكم إلينا لا تُرجَعون».

 

 

ثم سأله بهلول أن یعظَه، فوعظه بأبیاتٍ، ثم خرَّ الحسن رضی اللّه عنه مغشیاً علیه فلما أفاق قال له: مانزل بک وأنت صغیرٌ ولا ذنبَ لک.

 

فقال: إلیک عنی یا بهلول، إنی رأیت والدتی توقد النار بالحطب الکبار فلا تتقد إلا بالصِّغار، وإنی أخشی أن أکونَ من صغارِ حَطَب جهنم.[735]

 

عَن مُحمدِ بن علیِّ بنِ إبراهیم بن موسی بن جعفرٍ قال: ضاقَ بِنا الامرُ.

 

فقالَ لی أبی: امضِ بِنا حتَّی نَصیرَ إلی هذا الرَّجل یعنی أبا محمدٍ فإِنهُ قد وصف عنه سَماحةٌ.

 

فقلتُ: تعرفُه؟

 

فقال: ما أعرفه و لا رأیتُه قَطُّ.

 

قال: فقصدْناهُ، فقال لی أَبی وهو فی طریقه: ما أحْوَجَنا إلی أن یأمر لنا بخمسمائة درهمٍ مائتا درهمٍ للکسوةِ ومائتا درهمٍ للدَّینِ ومائةٌ للنَّفقة.

 

فقلتُ فی نفسی: لیتهُ أَمر لی بثلاثمائةِ درهمٍ مائةٌ أشتری بها حماراً ومائةٌ للنّفقةِ ومائةٌ للکِسوةِ وأخرُجَ إلی الجبل.

 

قال : فلمَّا وافَینا البابَ خرجَ إلینا غلامُه فقال: یدخُل علیُّ بن إبراهیم ومحمد إبنه، فلما دخلنَا علیه و سلمنا قال لابی: یا علی ما خلَّفکَ عنا إلی هذا الوقت؟

 

فقال: یا سیدی استحییتُ أن ألقاک علی هذه الحال.

 

فلما خرجنا من عِندهِ جاءَنا غلامُه، فناوَل أَبی صُرَّةً، فقال: هذه خمسمائة درهمٍ مائتان للکسوةِ ومائتان للدین ومائة للنفقة، وأعطانی صرة، فقال: هذه ثلاثمائة درهمٍ، إجعلْ مائةً فی ثمن حمارٍ و مائة للکسوةِ ومائة للنّفقةِ ولا تخرجْ إلی الجبَلِ، وصِر إلی سوراء.

 

 

فصار إلی سوراء، وتزوج بامرأة فدخله الیوم ألف دینار.[736]

 

 

 

علمُه

 

کان الامامُ الحسن العسکری علی غرار آبائه العظام عارفاً بجمیع العلوم والمعارف المرتبطة بالدین وأحکامه وقوانینه، وکانت منابعُ علوم الدین متوفرةٌ لدیه جمیعاً، کما کان یتمتّع بالعصمة والحصانة الالهیة الموهوبة له، وکان یعتبر نشر علوم الدین وحفظها من أهم وظائفه وواجباته، ولم یکن یمتنع عن أداء رسالته أبداً.

 

علی أن الأَئمة لم یکونوا متساوین من حیث الأَوضاع والظروف، ولقد کان کل إمام یعمل بوظائفه من نشر أحکام الدین ومعارف الشریعة حسب ظروفه وفی حدود إمکاناته.

 

إن العلوم والمعارف المنقولة عن إِلامام الحسن العسکری لیست - وللأَسف - بالقدر الذی روی عن الإمام الباقر والإمام الصادق، ویمکن إرجاع ذلک إلی سببین:

 

الأول: ان فترة إمامة الإمام الحسن العسکری کانت قصیرة لم تتجاوز ستة أعوام.

 

ثانیا: أنه کان یعیش هذه الفترة فی سامراء فی محلة العسکر وقد کان العیون السِّریون والعلنیون المکلفون من جانب الخلفاء یراقبونه بشدة، ولهذا کان محدوداً فی قوله وفعله ومراجعیه.

 

لقد کان تحت الرقابة الشدیدة، ولهذه الأسباب وغیرها لم یؤثَر عنه علیه‌السلام  من

الروایات بمقدار ما أُثر من آبائه.

 

ومع ذلک فقد نُقلت عنه أحادیث فی مختلف مجالات التوحید والمعاد والإمامة والاخلاق والمواعظ وشتی مجالات الفقه وهی موجودة فی کتب الحدیث، ومع کل هذا نحتمل بقوة أن یکونُ کثیر من الاحادیث الصادرة عن ذلک الإمام وغیره من الأئمة قد ضاع طوال التاریخ ولم تصل الینا.

 

ولقد ربّی الإمام الحسن العسکری علیه‌السلام  فی أثناء ستة أعوام ورغم کل تلک الضغوط والمحدودیات جملة من الشخصیات ورواة الأَحادیث وقد ذکرت أسماؤهم فی الکتب المرتبطة.[737]

 

 

[714]  کفایة الاثر ص282

[715]  کفایة الاثر 284

[716]  کفایة الاثر ص 285

[717]  کفایة الاثر ص 318

[718]  الإرشاد ج 2 ص 314

[719]  الإرشاد  ج 2 ص 314

[720]  الإرشاد ج 2 ص 315

[721]  الإرشاد ج 2 ص 315

[722]  الارشاد ج 2 ص 316

[723]  الإرشاد  ج 2 ص 316

[724]  الإرشاد ج 2 ص 316

[725]  الإرشاد ج 2 ص 317

[726]  الإِرشاد ج 2 ص 318

[727]  الارشاد  ج 2 ص 219

[728]  الارشاد ج 2 ص 313

[729]  الإرشاد ج2 ص321

[730]  الإرشاد ج2 ص329

[731]  الارشاد ج2 ص 334

[732]  الارشاد ج2  ص313

[733]  الارشاد ج2 ص 329

[734]  بحار الانوار ج 50 ص 313

[735]  نور الابصار ص138 والصواعق المحرقة ص207

[736]  الکافی ج 1 ص506

[737]  وقد جمع أحد المحققین أحادیث ذلک الإمام فی المجالات المتنوعة، ونشره تحت کتاب أسماه مسند الامام العسکری کما جمع أسماء رواته فی هذا الکتاب وبلغ عددُهم مائة وتسعة وأربعین شخصاً

غضب شعبي عارم يجتاح الشارع السوداني انعكس بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان الحكومة السودانية موافقتها على تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الاسرائيلي برعاية امريكية.

العالم - نبض السوشيال

واتفقت "إسرائيل" والسودان أمس الجمعة على تطبيع العلاقات، بالتزامن مع الإعلان عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوما برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث توسطت الولايات المتحدة في الاتفاق بين الطرفين، ليصبح السودان خامس بلد عربي يقيم علاقات مع كيان الاحتلال، وثالث بلد عربي يلتحق بقطار التطبيع معها في غضون شهرين.

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني- أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وأعلن حزبا "المؤتمر" و"البعث" السودانيان رفضهما قرار الحكومة السودانية توقيع اتفاق التطبيع، حيث قال حزب "المؤتمر" السوداني الذي يتزعمه حسن الترابي، إنه "يرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يرحب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب". من جهته، أعلن حزب "البعث" السوداني العضو في قوى التغيير، أنه شرع "في اتصالات سياسية ومجتمعية لتشكيل جبهة وطنية ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

وجاء أول رد فعل خارجي على إعلان التطبيع بين السودان والاحتلال من فلسطين، حيث قال رئيس السلطة محمود عباس إن الفلسطينيين يرفضون ويدينون خطوة السودان لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بوساطة أميركية، مضيفا "لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن انضمام السودان إلى "المطبعين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يشكّل طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة لقضيته العادلة، وخروجا عن المبادرة العربية". كما وصفت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تطبيع السودان بالخيانة ووصمة عار،بدورها دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قائلة: "هي خيانة لثورة شعب السودان الشقيق الذي دفع الغالي والنفيس من أجل التحرّر من التبعيّة، ومن أجل سودانٍ حر ومستقل".

واطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعية والنشطاء العديد من الهاشتاغات التي وصلت الى نصاب الترند في السودان نذكر منها "#سودانيون_ضد_التطبيع"، "#التطبيع_خيانة"، و#السودان_ضد_التطبيع"، معبرين من خلالها عن رفضهم وادانتهم لاي شكل من اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني المجرم.

وقال "ahmed" في تغريدة على حسابه الخاص، "هل من المنطقي ألا يتم إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إلا بعد التطبيع مع إرهابيين؟ أرفض قرار التطبيع مع إسرائيل لما فيه من إنتهاك لسيادة السودان ولأنه ليس من مهام الحكومة الإنتقالية ولا يجب أن يتم إلا عن طريق حكومة منتخبة وبعد إستفتاء شعبي #سودانيون_ضد_التطبيع".

المصدر:العالم

عقد علماء اليمن اليوم الأحد، بالعاصمة اليمنية صنعاء، مؤتمرا تحت شعار "محمد رسول الله الأسوة الحسنة" بحضور واسع للعلماء من كل محافظات اليمن.

وخلال المؤتمر ألقى العلامة محمد مفتاح كلمة أكد فيها أن التطبيع يعني هيمنة الصهاينة على جيلنا ومستقبلنا كل مقدرات أمتنا.

وأشار إلى أن ذكرى مولد خاتم الأنبياء - محمد صلى الله عليه وآله وسلم - تأتي والأمة قد مزقها حكام الجور بأشعال الحروب والفتن في كل أرجائها.

ونوه إلى أن ذكرى مولد رسول الله يجب أن تكون العيد الأكبر والأعظم لهذه الأمة، مؤكدا أن الشعب اليمني يوجد من هذه الذكرى صوتاً وشعاراً وتضحيةً يوقظ الأمة

وخاطب مفتاح العلماء المجتمعين قائلا: لقد كرمكم الله بأن يكون لكم هذا الموقف مع رسول الله في زمن الصمت والخنوع، مضيفا الأمة تنتظر موقفكم الكريم وموقفكم صادح وواضح تعبر عنه جبهات القتال في مواجهة فراعنة العصر.

وأضاف، لكم الشرف العظيم بأن منكم الشهداء ونحن اليوم نتذكر علماءنا الشهداء الذين استهدفهم العدوان واستهدفهم مخابرات أمريكا والصهاينة.

من جهته قال العلامة فؤاد ناجي نائب وزير الأوقاف في مؤتمر العلماء: إن الأمة تنتظر بياناً من أهل البيان والحكمة فهم من يمسحون العار من على جبين الأمة، مشيرا إلى أن اجتماعنا من مختلف المحافظات والتوجهات هو لنبرئ ذمتنا بإيضاح الحق لمن أراده.

وأضاف: أيها العلماء الأجلاء إن من نعمة الله علينا بفضل هذه المسيرة ودماء الشهداء أن نجتمع ونقول الحق بكل شجاعة وقوة

بدوره أكد العلامة الحبيب حسين الهدار مفتي محافظة البيضاء في كلمة له خلال مؤتمر العلماء، أن إحياء مناسبة مولد رسول الله تعتبر من صلب الدين.

وقال إن من الواجب علينا في إحياء مناسبة مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم استلهام الدروس والعبر، مضيفا لا يخفى علينا ما يجري في بلدنا من حرب ظالمة وحصار جائر وأمام ذلك يجب علينا أن نفعل ما نستطيع.

وفي كلمة علماء السلفية قال الشيخ علي العكام: إننا نحتفي بمولد رسول الله ونستقبل مولده بشوقٍ ولهفة في ظروفٍ يستهزئ فيها بالرسول من قبل منافقين ومرتدين ومنبطحين.

ونوه إلى أن احتفالنا بالمولد يعتبر سلاحاً للرد على الإساءات التي تحاول النيل من رسول الله، مضيفا نحتفل بمولد رسول الله في زمن الانبطاح والتطبيع في زمن سقوط أنظمة عربية في أحضان الصهاينة والأمريكان.

وختم الشيخ العكام بقوله نحن نعظم رسول ونوقره في زمن تُعظم فيه أنظمة الأعراب ودولة الشر السعودية الراقصات والمغنيات.

المصدر:العالم

حیاة الإمام الحسن العسکري(ع) ملیئة کغیره من أئمة أهل البیت(ع) بالدروس والعبر، بالرغم من شح المصادر التی تتحدث عن الأئمة(ع) منذ إمامة الإمام محمد الجواد(ع). واتصفت حیاة الإمام العسکری بالغموض على وجه الخصوص، فقد عاش(ع) -بسبب الظروف السیاسیة المتأزمة آنذاک- بصورة یملؤها التکتم والسریة، وهی ما یعبر عنها المرجع الدینی السید محمد تقی المدرسی فی أحد کتبه بـ(التقیة الشدیدة) أو (أقسى حالات التکتکم).

 

الدفاع عن القرآن الکریم

کان الإمام العسکری(ع) مدافعاً بقوة عن مکانة القرآن الکریم، حتى نُسِبَ إلیه تفسیر فی القرآن الکریم. ویروى عنه (ع): "إنّ القرآن یأتی یومَ القیامة بالرّجل الشّاحبِ یقولُ لربّه: یا ربّ، هذا أظمأتُ نهارَه، وأسهرتُ لیلَه، وقوّیت فی رحمتک طمعه، وفسحتُ فی رحمتک أمله، فکن عند ظنّی فیک وظنّه. یقول الله تعالى: اُعطوه المُلکَ بیمینه والخُلد بِشماله، واقرِنوه بأزواجه من الحور العین، واکسُوا والدیه حلّة لا تقوم لها الدّنیا بما فیها، فینظر إلیهما الخلائق فیعظّمونهما، وینظران إلى أنفسهما فیعجبان منهما، فیقولان: یا ربّنا، أنّى لنا هذه ولَم تَبلُغْها أعمالُنا ؟! فیقول الله عزّ وجلّ: ومع هذا تاج الکرامة، لم یَرَ مثلَه الرّاؤون ولم یسمع بمثله السّامعون، ولا یتفکَّر فی مثله المتفکّرون، فیقال: هذا بتعلیمکما ولدَکُما القرآن، وبتبصیرکما إیّاه بدین الإسلام، وبریاضتکما إیّاه على حُبّ محمّد رسول الله وعلیّ ولیّ الله صلوات الله علیهما، وتفقیهکما إیّاه بفقههما".

 

 

ومما یذکر فی هذا الصدد أن یعقوب بن إسحاق الکندی المعروف بفیلسوف العرب، کان قد بدأ فی تألیف کتابٍ یدعی فیه وجود تناقضات فی القرآن الکریم، فوصل الخبر إلى الإمام (ع)، فصادف أن دخل على الإمام أحدُ تلامذة الکندی فقال له (ع): أما فیکم رجلٌ رشید یرَدَعُ أستاذکم عمّا أخذ فیه من تشاغله بالقرآن؟ فقال التلمیذ: نحنُ من تلامذته، کیف یجوز منّا الاعتراض علیه فی هذا أو فی غیره؟! فقال له (ع): أتؤدّی إلیه ما اُلقیه إلیک ؟ قال: نعم .قال: فصِرْ إلیه، وتلطَّفْ فی مؤانسته ومعونته على ما هو بسبیله، فإذا وقعتِ الأُنسَةُ فی ذلک، فقل: قد حَضَرتْنی مسألة أسألکَ عنها. فإنّه یستدعی ذلک منک، فقل له: إن أتاکَ هذا المتکلم بهذا القرآن، هل یجوز أن یکون مرادُه بما تکلَّم به منه غیر المعانی التی قد ظننتَها أنک ذهبتَ إلیها؟ فإنه سیقول: إنَّهُ من الجائز؛ لأنه رجلٌ یفهمُ إذا سمعَ، فإذا أوجب ذلکَ فقلْ له: فما یُدریک لعلَّهُ قد أرادَ غیر الذی ذهبتَ أنتَ إلیه، فتکون واضعاً لغیر معانیه!

 

فذهب التلمیذ إلى أستاذه وتلطَّفَ إلى أن ألقى علیه هذه المسألة. فقال له: أعِدْ علیَّ! فأعاد علیه، فتفکَّر فی نفسه، ورأى ذلک محتمَلاً فی اللغة، وسائغاً فی النظر. فقال: أقسمتُ علیكَ إلاّ أخبرتَنی مِن أین لکَ هذا ؟ فقال: إنّه شیء عَرَضَ بقلبی فأوردتُه علیک، فقال: کلاّ، ما مِثلک مَن اْهتدى إلى هذا ولا مَن بلغَ هذه المنزلة، فعرِّفْنی مِن أینَ لَکَ هذا ؟ فقال: أمَرَنی به أبو محمد (یقصد الإمام العسکري(ع))،

فقال: الآن جئتَ به وما کانَ لیَخرُجَ مثلُ هذا إلاّ مِن ذلكَ البیت.

ثم أمر الکندی بما ألفه ودعا بالنار فأحرف ما ألفه من الکتاب.

 

الإمام العسکری (ع) وعاشوراء

وهو کغیره من أئمة أهل البیت (ع)، یحیون ذکرى عاشوراء، ویذکرون الناس بالإمام الحسین (ع) وفضل البکاء علیه، وعقاب من رضى بما فعله بنو أمیة بالإمام الحسین وأصحابه (ع)، فیقول: "ألا وإنّ الراضیین بقتل الحسین (ع) شرکاء قتله، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشیاعهم والمقتدین بهم براء من دین الله، وإنّ الله لیأمر ملائکته المقرّبین أن یتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسین إلى الخزّان فی الجنان، فیمزجونها بماء الحیوان فتزید عذوبتها، ویلقونها فی الهاویة، ویمزجونها بحمیمها وصدیدها وغسّاقها وغسلینها فتزید فی شدّة حرارتها وعظیم عذابها ألف ضعفها، تشدّد على المنقولین إلیها من أعداء آل محمّد عذابهم".

 

الناس على طبقات

وإذ تختلف الناس فی طرقها ومناهجها الدینیة، فإن الإمام العسکری (ع) یبین أنه إلى جانب جبهة التمسک بالحق؛ هناک من ضاع فی فلک هذه الحیاة، فلا یعلم من أین یأخذ الحق، فابتعد عن مصدره المتمثل فی أهل البیت (ع)، لأنه اختار الحق من غیر بابه، وأراد النجاة من غیر سفینة النجاة، ونسی أن أهل البیت (ع) کما یقول عنهم الإمام العسکری (ع) نفسه: "الفقیر معنا خیر من الغنی مع غیرنا، والقتل معنا خیر من الحیاة مع عدونا، ونحن کهف لمن التجأ إلینا، ونور لمن استبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا کان معنا فی السنام الأعلى ومن انحرف عنا فإلى النار". وهناک طبقة من الناس لا یهمهم إلا الرد على أهل الحق، وکیل الاتهامات لهم، وتشویه صورتهم، ومحاولة تسقیطهم بدافع الحسد أو المصالح الذاتیة..

إنه (ع) یقول: "إنما خاطب الله العاقل. والناس على طبقات: المستبصر على سبیل نجاة، متمسک بالحق، متعلق بفرع الأصل، غیر شاک ولا مرتاب، لا یجد عنی ملجأ. وطبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم کراکب البحر یموج عند موجه ویسکن عند سکونه. وطبقة استحوذ علیهم الشیطان، شأنهم الرد على أهل الحق ودفع بالباطل حسداً من عند أنفسهم. فدع من ذهب یمیناً وشمالاً، فإن الراعی إذا أراد أن یجمع غنمه جمعها بأهون سعی".

 

کیف تنتصر على عدوك؟

والانتصار على العدو فی نظر الإمام (ع) لیس بالسلاح أو سوء الخلق، بل یکون بالورع والکرم والحلم، حیث یؤدی إلى کثرة الأصدقاء الذین یثنون علیک، فالتقوى وحسن الطباع والسلم واللاعنف کلها سمات تسمو بالإنسان فتحبب الآخرین إلیه، وکلما ازداد حب الناس فی المجتمع إلیک زادت قوتک فی وجه أعدائک.. إنه یقول: "من کان الورع سجیته، والکرم طبیعته، والحلم خلّته، کثر صدیقه والثناء علیه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء علیه"، وورد عنه أیضاً: "من کان الورع سجیّته والأفضال حلیته، انتصر من أعدائه بحسن الثناء علیه، وتحصّن بالذکر الجمیل من وصول نقص إلیه".

 

من وصایاه الجمیلة

من جمیل وصایا الإمام الحسن العسکری (ع) حیث یوصی شیعته بأن یکونوا قدوات حسنة، مدافعین عن الإسلام وأهل البیت، بإثبات کل حسن لهم ودفع کل قبیح عنهم، ولا ینس المرء بأن فی تقواه وورعه واجتهاده لله وصدق حدیثه وأدائه للأمانة وکثرته للعبادة وحسنه للجوار علواً للإسلام وتکریماً لأهل البیت (ع).. إنه (ع) یقول: "أوصیکم بتقوى الله، والورع فی دینکم، والاجتهاد لله، وصدق الحدیث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنکم من برّ أو فاجرٍ، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمدٍ (ص)..

 

فإن الرجل منکم إذا ورع فی دینه وصدق فی حدیثه وأدّى الأمانة وحسّن خلقه مع الناس قیل: هذا شیعیّ فیسرّنی ذلك.

اتقوا الله وکونوا زیناً ولا تکونوا شیناً، جرّوا إلینا کل مودة، وادفعوا عنّا کل قبیح، فإنّه ما قیل فینا من حسن فنحن أهله، وما قیل فینا من سوء فما نحن کذلک، لنا حق فی کتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهیر من الله لا یدّعیه أحد غیرنا إلاّ کذّاب، اکثروا ذکر الله وذکر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبی (ص)، فإن الصلاة على رسول الله(ص) عشر حسنات، احفظوا ما وصیتکم به واستودعکم الله، واقرأ علیکم السلام".

ــــــــ

*عن: قطیفیات.

الكاتب: بشیر البحراني.

كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أنه على الرغم من ادعاء الصهاينة بأنهم ردعوا العديد من صواريخ المقاومة الفلسطينية وأنهم أخذوا زمام المبادرة في قطاع غزة، إلا أن الحقائق الميدانية تُظهر خلاف ذلك، ومن وقت لآخر تكشف المقاومة الفلسطينية بإنجازاتها العسكرية والصاروخية أكاذيب القادة الصهاينة. ولفتت تلك التقارير الاخبارية أنه يوم الثلاثاء الماضي، التقى وزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس"، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة "أفيفوخاوي"، مع ممثلين عن المستوطنات الصهيونية حول قطاع غزة وممثلين عن المجالس البلدية. وخلال ذلك الاجتماع قال "بيني غانتس"، وزير الحرب الإسرائيلي، لممثلي ورؤساء المستوطنات: إن "الجيش الإسرائيلي يتحرك لدعم سكان المستوطنات حول قطاع غزة وذلك من أجل الحفاظ على أمنهم وحياتهم".

العمل الذكي للمقاومة الفلسطينية

وبعد أقل من ساعات على تصريحات "بيني غانتس" ووجوده هو ورئيس هيئة الأركان المشتركة للكيان الصهيوني في قطاع غزة، أطلق أبطال المقاومة الفلسطينية صاروخ من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية المحيطة والقريبة بقطاع غزة. وعلى الرغم من ادعاء الجيش الصهيوني أن الصاروخ الذي أطلقه أبطال المقاومة الفلسطينية قد تم اعتراضه من قبل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المتمركز في المستوطنات، إلا أنه لم يتم تأكيد ادعاء الكيان الصهيوني ولم يتمكّن "غانتس" من الإفلات من سيف إعلام الكيان الصهيوني وهذا الأمر أدى إلى قيام جيش الكيان الصهيوني باستهداف عدة نقاط في مدينة غزة، بدعوى القضاء على أهداف تابعة للمقاومة التي استهدفت جيش الكيان الصهيوني خلال الفترة الماضية.

وبعد إطلاق الصاروخ من قطاع غزة، وجهت موجة من الانتقادات الساخرة إلى "بيني غانتس"، حيث كتب "الموغ بوكر"، المراسل العسكري للقناة العبرية الثالثة عشرة: "يبدو أن غانتس يعني أن سكان البلدات المحيطة بقطاع غزة يجب أن يناموا بسلام في الملاجئ". ومن جهتها سخرت "ماندي رزل" مراسلة إذاعة الجنوب عن تصريحات "غانتس" وقالت: إن "يمكن للناس الذين يعيشون بالقرب من قطاع غزة النوم الجيد ليلاً". وتأتي هذه الانتقادات في إطار انتقادات الجالية الصهيونية التي تعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشأن الوضع الأمني ​​في الأراضي المحتلة، وتعتبر صواريخ قطاع غزة إحدى مشاكل سكان المستوطنات الصهيونية القريبة من قطاع غزة.

وعلى صعيد متصل، قالت مصادر عبرية أن انفجارات كبيرة سمعت في مستوطنات الغلاف بعد إطلاق الصافرات في عدة مناطق بمستوطنات "الغلاف". وأحدث سقوط الصاروخ غضباً داخل الاحتلال خصوصاً أنه جاء بعد تصريحات لوزير حربهم "بني غانتس" الذي قال إن المستوطنين بإمكانهم النوم، قبل أن تطلق المقاومة صاروخها. ومنذ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 أطلقت المقاومة عشرات الصواريخ والقذائف تجاه المدن المحتلة عام 1948 كان أبرزها صواريخ قصفت بها تل أبيب والقدس.

عمل ناتج عن الجهوزية والاستعداد الاستخباراتي والعملي

إن إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات الصهيونية القريبة من قطاع غزة أثناء تواجد وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الصهيوني في المنطقة، خلال تصريحاتهما بأنهما يعملان على توفير الأمن لسكان المستوطنات المذكورة، يدل على القدرات الاستخباراتية الفذة والعالية التي تمتلكها جماعات المقاومة الفلسطينية التي تعمل في تلك المنطقة وهذه الامر يعلمه جيداً القادة الصهاينة ولكنهم أنفسهم لا يريدون الاعتراف به علناً. وليست هذه هي المرة الأولى التي تُظهر فيها المقاومة الفلسطينية ذكاءها وجاهزية عملياتها العسكرية للصهاينة في الوقت المناسب. ففي العام الماضي، وخلال الحملة الانتخابية لـ"بنيامين نتنياهو"، حدث سيناريو مشابه، حيث أطلق أبطال المقاومة الفلسطينية عدة صواريخ من قطاع غزة، أثناء خطاب "نتنياهو" الانتخابي وهذا الامر أجبره على الفرار من المنصة الانتخابية.

ويُظهر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، قبل ساعات من ادعاءات كبار المسؤولين العسكريين الصهيونيين، أن الصهاينة وصلوا إلى طريق مسدود بشأن غزة. وعلى الرغم من ادعائهم أنهم أخذوا المبادرة في هذا القطاع الفلسطيني، إلا أن أيديهم لا تزال مقيدة في هذه المنطقة. والقضية التي دفعتهم إلى اللجوء بقطر ووسطاء آخرين لحل مشكلتهم، هي قضية رغم أهميتها الكبيرة إلا أنها واحدة من مشاكلهم، وهم لا يعرفون جيداً أنهم أصبحوا مثل الأسرى في زنزانة المقاومة.

وفي سياق متصل، اعترف العديد من القادة الإسرائيليين خلال الفترة الماضية، أن الجناح العسكري لحركة "حماس" التي تتخذ من قطاع غزة مقراً لها، تجّهز خلال السنوات الماضية بعد حرب عام (2014)، للمعركة المقبلة مع إسرائيل، وأنه يقيم علاقة متميزة مع باقي فصائل المقاومة بغزة. وأشار اولئك القادة الإسرائيليين إلى أن الجناح العسكري للحركة أجرى عمليات تطوير على المعدات القتالية لديه رغم الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ سنوات، إضافة إلى إقامة غرفة العمليات المشتركة التي جمعت فصائل المقاومة تحت راية واحدة هي مواجهة إسرائيل. وقال القادة الإسرائيليون إن المقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق إنجاز عسكري خلال جولة التصعيد الأخيرة، حيث جرى إطلاق نحو 700 صاروخ خلال يومين من القتال، في الوقت الذي أطلقت فيه المقاومة في حرب عام (2014) نحو 150 صاروخاً يوميًّا على مدار 51 يوماً من الحرب، أسفرت الحرب حينها عن ستة قتلى على مدار أيام القتال

المصدر:الوقت

دعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، المتظاهرين إلى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير ببغداد، التعاون مع الاجهزة الأمنية والابلاغ عن اي حالة سلبية او مشبوهة.

الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، دعا أيضاً، إلى عدم السماح لبعض "مدعين الانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية".

كما أعلن رسول، أن الأجهزة الأمنية لديها تعليمات صارمة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يحاول التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة او يعتدي على الأجهزة الأمنية والمتظاهرين.

وغرد رسول على تويتر، " ندعو ابناءنا المتظاهرين الى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير ببغداد كونها مؤمنة بالكامل، كما ندعوهم الى التعاون مع الاجهزة الامنية والابلاغ عن اي حالة سلبية او مشبوهة وعدم السماح لبعض مدعين الانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية المتواجدة لحمايتهم فهم أبناء بلدهم".

يذكر أنه، يمر اليوم عام على اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2019حيث شملت العاصمة بغداد ومحافظات أخرى.

لقد طرح الإمام العسکری قضیة الإمام المهدی (علیه السلام) وإمامته على مختلف الأصعدة، وأنه الخلف الصالح الذی وعد الله به الأُمم وأن یجمع به الکلم، کما اتخذ الإمام العسکری (علیه السلام) إجراءات تتناسب والظروف المحیطة بهما.

غیر أن النقطة الأُخرى التی تتلوها فی الأهمیة هی مهمة إعداد الأُمة المؤمنة بالإمام المهدی (علیه السلام) لتقبّل هذه الغیبة التی تتضمّن انفصال الأُمة عن الإمام بحسب الظاهر وعدم إمکان ارتباطها به وإحساسها بالضیاع والحرمان من أهم عنصر کانت تعتمد علیه وترجع إلیه فی قضایاها ومشکلاتها الفردیة والاجتماعیة، فقد کان الإمام حصناً منیعاً یذود عن أصحابه ویقوم بتلبیة حاجاتهم الفکریة والروحیة والمادیة فی کثیر من الأحیان.

فهنا صدمة نفسیة وإیمانیة بالرغم من أن الإیمان بالغیب یشکّل عنصراً من عناصر الإیمان المصطلح، لأنّ المؤمنین کانوا قد اعتادوا على الارتباط المباشر بالإمام (علیه السلام) ولو فی السجن أو من وراء حجاب وکانوا یشعرون بحضوره وتواجده بین ظهرانیهم ویحسّون بتفاعله معهم، والآن یُراد لهم أن یبقى هذا الإیمان بالإمام حیّاً وفاعلاً وقویّاً بینما لا یجدون الإمام فی متناول أیدیهم وقریباً منهم بحیث یستطیعون الارتباط به متى شاءوا.

إنّ هذه لصدمة یحتاج رأبها إلى بذل جهد مضاعف لتخفیف آثارها وتذلیل عقباتها. وقد مارس الإمام العسکری تبعاً للإمام الهادی(علیهما السلام) نوعین من الإعداد لتذلیل هذه العقبة ولکن بجهد مضاعف وفی وقت قصیر جدّاً.

الأوّل: الإعداد الفکری والذهنی.

الثانی: الإعداد النفسی والروحی.

أما الإعداد الفکری فقد قام الإمام تبعاً لآبائه (علیهم السلام) باستعراض فکرة الغیبة على مدى التاریخ وطبّقها على ولده الإمام المهدی (علیه السلام) وطالبهم بالثبات على الإیمان باعتباره یتضمن عنصر الإیمان بالغیب وشجّع شیعته على الثبات والصبر وانتظار الفرج وبیّن لهم طبیعة هذه المرحلة ومستلزماتها وما سوف یتحقق فیها من امتحانات عسیرة یتمخّض عنها تبلور الإیمان والصبر والتقوى التی هی قوام الإنسان المؤمن برّبه وبدینه وبإمامه الذی یرید أن یحمل معه السلاح لیجاهد بین یدیه.

فقد حدّث أبو علی بن همّام قائلاً: سمعت محمد بن عثمان العمری قدس الله روحه یقول: سمعت أبی یقول: سئل أبو محمد الحسن بن علی (علیهما السلام)

وأنا عنده عن الخبر الذی روی عن آبائه (علیهم السلام): إنّ الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى یوم القیامة وأن من مات ولم یعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیة فقال (علیه السلام): «إنّ هذا حقّ کما أنّ النهار حق»، فقیل له: یا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدک؟ فقال: ابنی محمّد هو الإمام والحجة بعدی. من مات ولم یعرفه مات میتة جاهلیة، أما إنّ له غیبة یحار فیها الجاهلون، ویهلک فیها المبطلون ویکذب فیها الوقّاتون، ثم یخرج فکأنی أنظر إلى الأعلام البیض تخفق فوق رأسه بنجف الکوفة» (1)

 

وحدّث موسى بن جعفر بن وهب البغدادی فقال: سمعت أبا محمد الحسن (علیه السلام) یقول: «کأنی بکم وقد اختلفتم بعدی فی الخلف منّی، أما إن المقرّ بالأئمة بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله) المنکر لولدی کمن أقرّ بجمیع أنبیاء الله ورسله ثم أنکر نبوّة رسول الله (صلى الله علیه وآله)، والمنکر لرسول الله (صلى الله علیه وآله) کمن أنکر جمیع الأنبیاء، لأن طاعة آخرنا کطاعة أوّلنا والمنکر لآخرنا کالمنکر لأوّلنا، أما إنّ لولدی غیبة یرتاب فیها الناس إلاّ من عصمه الله عزّ وجل»(2).

 

وحدّث الحسن بن محمد بن صالح البزّاز قائلاً: سمعت الحسن بن علی العسکری (علیهما السلام) یقول: «إنّ ابنی هو القائم من بعدی وهو الذی یُجری فیه سنن الأنبیاء بالتعمیر والغیبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد فلا یثبت على القول به إلاّ من کتب الله عزّ وجلّ فی قلبه الإیمان وأیّده بروح منه»(3).

 

إلى غیرها من الأحادیث والأدعیة التی تضمّنت بیان فکرة الغیبة وضرورة تحققها وضرورة الإیمان بها والصبر فیها والثبات على الطریق الحق مهما کانت الظروف صعبة وعسیرة.

وأما الإعداد النفسی والروحی فقد مارسه الإمام (علیه السلام) منذ زمن أبیه الهادی (علیه السلام) فقد مارس الإمام الهادی (علیه السلام) سیاسة الاحتجاب وتقلیل الارتباط بشیعته إعداداً للوضع المستقبلی الذی کانوا یستشرفونه وکان یُهیئهم له، کما انّه قد مارس عملیة حجب الإمام الحسن العسکری(علیه السلام) عن شیعته فلم یعرفه کثیر من الناس وحتى شیعته إلاّ بعد وفاة أخیه محمد حیث أخذ یهتمّ باتمام الحجة على شیعته بالنسبة لإمامة الحسن من بعده واستمر الإمام الحسن(علیه السلام) فی سیاسة الاحتجاب وتقلیل الارتباط لضرورة تعوید الشیعة على عدم الارتباط المباشر بالإمام لیألفوا الوضع الجدید ولا یشکّل صدمة نفسیة لهم، فضلاً عن إن الظروف الخاصة بالإمام العسکری (علیه السلام) کانت تفرض علیه تقلیل الارتباط حفظاً له ولشیعته من الانکشاف أمام أعین الرقباء الذین زرعتهم السلطة هنا وهناک لیراقبوا نشاط الإمام وارتباطاته مع شیعته.

وقد عوّض الإمام الحسن العسکری (علیه السلام) الأضرار الحاصلة من تقلیل الارتباط المباشر بأمرین:

 

أحدهما: بإصدار البیانات والتوقیعات بشکل مکتوب إلى حدٍّ یغطی الحاجات والمراجعات التی کانت تصل إلى الإمام (علیه السلام) بشکل مکتوب. وأکثر الروایات عن الإمام العسکری (علیه السلام) هی مکاتباته مع الرواة والشیعة الذین کانوا یرتبطون به من خلال هذه المکاتبات.

 

ثانیهما: بالأمر بالارتباط بالإمام (علیه السلام) من خلال وکلائه الذین کان قد عیّنهم لشیعته فی مختلف مناطق تواجد شیعته. فکانوا حلقة وصل قویة ومناسبة ویشکّلون عاملاً نفسیّاً لیشعر أتباع أهل البیت باستمرار الارتباط بالإمام وإمکان طرح الأسئلة علیه وتلقی الأجوبة منه. فکان هذا الارتباط غیر المباشر کافیاً لتقلیل أثر الصدمة النفسیة التی تحدثها الغیبة لشیعة الإمام (علیه السلام).

 

وهکذا تمّ الإعداد الخاص من قبل الإمام الحسن العسکری (علیه السلام) لشیعته لیستقبلوا عصر الغیبة بصدر رحب واستعداد یتلائم مع مقتضیات الایمان بالله وبرسوله وبالأئمة وبقضیة الإمام المهدی (علیه السلام) العالمیة والتی تشکّل الطریق الوحید لإنقاذ المجتمع الإنسانی من أوحال الجاهلیة فی هذه الحیاة.

 

نظام الوکلاء فی عصر الإمام الحسن العسکری (علیه السلام)

 

إنّ نظام الوکلاء قد أسّسه الأئمة من أهل البیت (علیهم السلام) حین اتّسعت الرقعة الجغرافیة للقاعدة الموالیة لأهل البیت (علیهم السلام). وقد اختار الأئمة من بین أصحابهم وثقاتهم من أوکلوا إلیه جملة من المهام التی لها علاقة بالإمام (علیه السلام) مثل قبض الأموال وتلقی الأسئلة والاستفتاءات وتوزیع الأموال على مستحقّیها بأمر الإمام (علیه السلام). وبالإضافة إلى مهمة الإرشاد وبیان الأحکام.

کان الوکیل یقوم بتخفیف العبء عن الإمام وشیعته فی ظروف تشدید الرقابة على الإمام (علیه السلام) من قبل السلطة، کما کان یتولّى مهمة بیان مواقف الإمام السیاسیة حین لا یکون من المصلحة أن یتولّى الإمام بنفسه بیان مواقفه بشکل صریح ومباشر.

إنّ نظام الوکلاء یعتبر حلقة الوصل والمؤسسة الوسیطة بین الإمام وأتباعه فی حال حضور الإمام (علیه السلام) ولا سیّما عند صعوبة الارتباط به.

 

کما أنه أصبح البدیل الوحید للارتباط بالإمام (علیه السلام) فی دور الغیبة الصغرى. وحیث إنّ الأئمة (علیهم السلام) کانوا یعلمون ویتوقّعون الوضع المستقبلی للإمام المهدی (علیه السلام) کما أخبرت بذلک نصوص النبی (صلى الله علیه وآله) وأهل بیته الأطهار (علیهم السلام)، کان الخیار الوحید للإمام المعصوم فی عصر الغیبة الصغرى أن یعتمد على مثل هذه المؤسسة الواسعة الأطراف والمهامّ، ومن هنا کان الاعتماد على الثقات من جهة وتعوید الأتباع للارتباط بالإمام (علیه السلام) من خلال وکلائه أمراً لابد منه، وهذا الأمر یحتاج إلى سیاسة تعتمد السنن الاجتماعیة وتأخذها بنظر الاعتبار، ولا یمکن لمثل هذه المؤسسة البدیلة أن تستحدث فی أیام الغیبة الصغرى بل لابد من التمهید لذلک بإنشائها وإثبات جدارتها تاریخیاً من خلال مراجعة الوکلاء والتثبت من جدارتهم وتجذّر هذه المؤسسة فی الوسط الشیعی لیکون هذا البدیل قادراً على تلبیة الحاجات الواقعیة لأبناء الطائفة، ولئلا تکون صدمة الغیبة فاعلة وقویة. ومن هنا کان یتسع نشاط هذه المؤسسة ویصبح دورها مهماً کلّما اشتدت الظروف المحیطة بالإمام المعصوم (علیه السلام) وکلّما اقترب الأئمة من عصر الغیبة.

 

وعلى هذا یتّضح أن عصر الإمام الحسن العسکری (علیه السلام) الذی کان یشکّل نقطة الانتقال المهمّة والجوهریة من عصر الحضور إلى عصر الغیبة کان یستدعی الاعتماد الکبیر على الوکلاء ویستدعی إحکام نظامهم وکثرة مهامّهم واتّساع دائرة نشاطهم وتواجدهم اتّساعاً یمهّد للانتقال بأتباع أهل البیت (علیهم السلام) إلى دور الغیبة التی ینقطعون فیها عن إمامهم وقیادتهم المعصومة.

 

إنّ مقارنة عدد وکلاء الإمام العسکری (علیه السلام) بوکلاء الإمام الهادی (علیه السلام) ومناطق تواجد هؤلاء الوکلاء والمسؤولیات الملقاة علیهم وکیفیة الارتباط فیما بینهم تشهد على تمیّز الدور الکبیر للوکلاء فی هذه الفترة القصیرة جدّاً وهی ستّ سنوات، کما أن استقرار الوکلاء فی مناصبهم واعتماد الإمام (علیه السلام) علیهم وبیان ذلک لأتباعه قد حقق الهدف المرتقب من نظام الوکلاء فی مجال تسهیل الانتقال إلى عصر الغیبة بأقلّ ما یمکن من الأخطار والتبعات.

 

على أن انحراف بعض الوکلاء ـ طمعاً أو حسداً ـ وکشف انحرافهم من قبل الإمام (علیه السلام) وحذفهم وإخبار الأتباع بانحرافهم فی أول فرصة ممکنة دلیل على مدى حرص الإمام (علیه السلام) على سلامة عناصر هذا الجهاز الخطیر فی دوره ومهامّه الرسالیة، وهو دلیل على المراقبة المستمرة من الإمام (علیه السلام) لهم ومدى متابعته لأوضاعهم ونشاطاتهم.

 

وإلیک قائمة بأسماء بعض وکلاء الإمام الحسن العسکری (علیه السلام):

 

1 ـ إبراهیم بن عبدة النیسابوری من أصحاب العسکریین (علیهما السلام)، کان وکیلاً له فی نیسابور.

2 ـ أیوب بن نوح بن درّاج النخعی کان وکیلاً للعسکریین (علیهما السلام).

3 ـ أیوب بن الباب، أنفذه من العراق وکیلاً إلى نیسابور.

4 ـ أحمد بن إسحاق الرازی.

5 ـ أحمد بن إسحاق القمی الأشعری کان وکیلاً له بقم.

6 ـ جعفر بن سهیل الصیقل.

7 ـ حفص بن عمرو العمری الجمّال.

8 ـ عثمان بن سعید العمری السمّان (الزیّات) وهو أوّل السفراء الأربعة.

9 ـ علی بن جعفر الهمّانی من وکلاء أبی الحسن وأبی محمد (علیهما السلام) .

10 ـ القاسم بن العلاء الهمدانی من وکلائه ووکلاء ابنه الإمام المهدی (علیه السلام).

11 ـ محمّد بن أحمد بن جعفر (الجعفری) القمی العطّار.

12 ـ محمّد بن صالح بن محمد الهمدانی.

13 ـ محمد بن عثمان بن سعید العمری.

14 ـ عروة بن یحیى البغدادی النخّاس المعروف بالدهقان کان من وکلائه فی بغداد ثم انحرف وضلّ وأخذ یکذب على الإمام ویقتطع الأموال لنفسه وأحرق بیت المال الذی سُلّم إلیه من بعد ابن راشد وتبرّأ منه الإمام ولعنه وأمر شیعته بلعنه ودعا علیه حتى أخذه الله أخذ عزیز مقتدر (4).