emamian

emamian

حسني محلي

القضية ليست قضية شيعة – سنة بقدر ما هي قضية الدفاع عن الحق والمبادئ والقيم والأخلاق التي تضع النقاط على الحروف في كلّ ما عاشته وتعيشه المنطقة من مؤامرات وخيانات.

بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس المحتلّة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977، دعا العقيد القذافي زعماء الدول العربية التي أعلنت رفضها مبادرة السادات، واعتبرتها مؤامرة خطيرة تستهدف فلسطين والقضايا القومية العربية برمتها، إلى قمة عاجلة في العاصمة طرابلس، حضرها رؤساء الجزائر وسوريا وليبيا واليمن الجنوبي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وممثل شخصي عن الرئيس العراقي أحمد حسن البكر.

وقد تبعت هذه القمة 3 قمم أخرى في الجزائر (2 شباط/فبراير 1978)، ودمشق (20 أيلول/سبتمبر 1978) وطرابلس (15 نيسان/أبريل 1978)، لينتهي هذا المسار بالقمة العربية في بغداد في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، والتي تقرّر فيها تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية، ونقل مقر الجامعة إلى تونس.

ولم يمنع كلّ ذلك السادات ومن معه من الاستمرار في التآمر، بعد أن طرد كلّ الخبراء السوفيات، إذ تعرّضت سوريا لإرهاب الإخوان المسلمين، واجتاحت "إسرائيل" جنوب لبنان (1978)، الذي كان يعيش حرباً أهلية خطيرة، إضافة إلى تطورات أخرى عانت منها دول جبهة الصمود والتصدي.

وإذا تجاهلنا المؤامرات التي عاشتها المنطقة مع "سايكس بيكو" و"وعد بلفور" وبعدهما، فإنَّ السنوات اللاحقة أثبتت أن خيانة "كامب ديفيد" كانت "أم المؤامرات" التي تعرضت لها دول الممانعة والمقاومة التي رفضت الاستسلام، ولم يبقَ منها سوى سوريا، التي عانت، وما تزال، الويلات، بسبب مواقفها المعروفة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد والآن.

ومن دون الدّخول في التفاصيل والعودة إلى حكايات التآمر خلال السَّنوات الماضية، يعرف الجميع أنَّ الثورة الإسلامية في إيران "غير العربية" غيّرت موازين القوى الإقليمية لصالح دول الصمود والتصدي التي تعرَّضت للعديد من الانتكاسات، إلا أنها أثمرت بميلاد المقاومة الإسلامية، أي حزب الله، في لبنان، والتي استنفرت كل إمكانياتها لدعم المقاومة الفلسطينية الوطنية والحقيقية، وتحولت إلى مصدر حقيقي، وربما وحيد، للرعب الذي يعيشه الكيان الصهيوني عسكرياً ونفسياً.

ولهذا السّبب، سعت قوى الخيانة والتآمر إلى سدّ الطريق أمام الثورة الإسلامية والقضاء عليها منذ أيامها الأولى، وذلك بتحريض صدام حسين المدعوم خليجياً لشنّ حربه المعروفة على إيران، بعد إيصاله إلى السلطة في تموز/يوليو 1979، وكان انقلاب "الديكتاتوري الإسلامي" ضياء الحق، وإعدامه رئيس الوزراء السابق "الشيعي اليساري" ذو الفقار علي بوتو في 4 نيسان/أبريل 1979 في باكستان، ومن بعده انقلاب الجنرالات الأتراك المدعومين من واشنطن (أيلول/سبتمبر 1980)، ودعم المجاهدين الأفغان بالمال والسلاح الوهابي والإماراتي، كان كل ذلك ضمن حلقات التآمر ضد الثورة الإسلامية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ورفعت العلم الفلسطيني في طهران فوراً، وهو ما كان كافياً بالنسبة إلى "إسرائيل"، ومن معها في الغرب والمنطقة عموماً، للعمل معاً بهدف التخلّص من هذه الثورة، وهم جميعاً ما زالوا يسيرون على هذا الطريق.

إنَّ كل ما تشهده المنطقة الآن، اعتباراً من قمة مشروع الشرق الأوسط الكبير (2004)، ومن بعده ما يسمى بـ"الربيع العربي"، ليس إلا انتقاماً من إيران، التي لم تتراجع عن نهجها، وما زالت تمضي عليه، رغم كلّ ما تعرَّضت طيلة 41 عاماً من عمرها، كما أنه انتقام من دول الصمود والتصدي، وفي مقدمتها سوريا، التي وقفت إلى جانب إيران ضد العدوان الصدامي، فرد الإيرانيون الجميل لها، بدعمهم الشعب السوري في تصديه البطولي للحرب الإمبريالية والصهيونية والرجعية الإرهابية.

وبعد أن فشلت "إسرائيل" ومن معها في إجهاض الثورة الإسلامية، استنفرت كل إمكانياتها لمحاصرتها في الخارج، وبشكل خاص في لبنان وسوريا، المجاورتين للكيان الصهيوني، وهو ما فشلت فيه، رغم حجم التآمر على سوريا والعراق ولبنان بعد ما يسمى بـ"الربيع العربي"، فقد استغلّت القوى المذكورة الواقع العربي الحالي، فسعت من خلال ما يسمى "صفقة القرن" إلى محاصرة إيران، وهذه المرة عبر دول الجوار الخليجي، وهي الإمارات والبحرين وعمان، ولاحقاً السعودية، التي ستتحول معاً إلى قواعد استخباراتية وعسكرية للكيان الصهيوني.

وستستفيد الدولة العبرية من هذا التواجد والقواعد الأميركية الموجودة أساساً في دول المنطقة التي تجاور إيران، وهي باكستان وتركيا والعراق وشرق الفرات والهند وأفغانستان والأردن والسعودية والكويت وقطر، حليف تركيا الوحيد في المنطقة، وفيها مقر قيادة القوات الأميركية الشرق أوسطية.

ويبدو أنّ كلّ هذه القواعد والإمكانيات لم تكن كافية لتحقيق الهدف الإمبريالي والصهيوني في التخلّص من الثورة الإسلامية "الشيعية الفارسية"، التي استنفرت كل إمكانياتها لدعم سوريا ولبنان واليمن، وهو ما أزعج وأحرج كل الأنظمة "السنية"، العربية منها وغير العربية، والتي ساومت، وما زالت، على القضية الفلسطينية، ووفق مزاجها، أي مزاج أسيادها في واشنطن ولندن وباريس، أي تل أبيب!

وقد تآمر الجميع على المقاومة بعد أن فشلوا في التأثير في موقف دمشق الصامد خلال السنوات الأربعين الماضية، فاغتالوا رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وشنّوا حرب تموز، وأرادوا أن يحتلّوا اليمن، كما قسموا السودان، ودمّروا ليبيا والعراق وسوريا والصومال، ونهبوا ثروات شعوب الخليج المغلوبة على أمرها.

ولم يكتفوا بكل ذلك، فقد أرادوا اختراق الشارع العربيّ إعلامياً وثقافياً ونفسياً، لوضعه تحت الهيمنة والعبودية الفكرية التي ستسلب منه إيمانه وضميره وشعوره القومي والديني الحقيقي، الذي يرفض أي كيان استعماري إمبريالي صهيوني، لا في فلسطين فقط، بل في أي مكان من هذه الجغرافيا، فقد تعرضت شعوب المنطقة طيلة السنوات الأربعين الماضية بعد "كامب ديفيد" لأبشع أنواع التآمر السياسي والعسكري والفكري والثقافي والأخلاقي، الذي يهدف إلى إقناع المواطن العربي بأن عليه أن ينسى فلسطين، بل والديموقراطية والحرية والعيش الكريم، ويكتفي بما سيقدمه الزعماء له يوماً بيوم، ليتحول إلى إنسان آلي، من دون أي عواطف ومشاعر وقيم إنسانية، وهو ما سيساعد "إسرائيل" لتحويلهم جميعاً إلى عبيد يخدمون المشروع الصهيوني في إقامة الدولة العبرية من النيل، حيث التآمر الإثيوبي ضد مصر، إلى الفرات، حيث التدخل التركي في المنطقة، وهذا ما يفسر ما تتعرض له الآن كل من سوريا ومصر والعراق ولبنان، باعتبار أنها ضمن هذه الخارطة التي وضعت من أجلها القوى الصهيونية العالمية وملوك الخليج وأمراؤه العديد من الخطط والمشاريع الدموية.

وربما لهذا السبب سوّق الجميع منذ البداية لفكرة "تصدير الثورة الخمينية الشيعية" أو "خطر القنبلة النووية الشيعية"، لأنهم يعرفون أن مقولة "التصدير" تحمل في طياتها خدمة المشروع الصهيوني، ومساعدة "إسرائيل" على تنفيذ أجندتها في المنطقة، التي تعرَّضت، وما زالت، لأكثر من مؤامرة، لأن هذه الثورة عرقلت كلّ المشاريع والمخطَّطات.

ولم يتذكَّر أحد أنَّ باكستان الإسلامية "السنية" أيضاً تملك سلاحاً نووياً، كما أن الشاه الذي وقف إلى جانب آل سعود في حرب اليمن للفترة 1963-1968، كان شيعياً، ولكنه كان حليفاً لـ"إسرائيل" وأميركا، حاله حال إثيوبيا وتركيا للفترة 1950-1960.

إذاً، القضية ليست قضية شيعة – وسنة بقدر ما هي قضية الدفاع عن الحق والمبادئ والقيم والأخلاق التي تضع النقاط على الحروف في كلّ ما عاشته وتعيشه المنطقة من مؤامرات وخيانات بأحجامها وأشكالها المختلفة، والتي تعتمد دائماً على الأكاذيب بمختلف أشكالها، شرط أن تكون دائماً ملفَّقة وكبيرة جداً، وهو ما أوصى به داهية البروباغاندا النازية غوبلز، حين قال: "كلَّما كبرت الكذبة كان تصديقها أسهل"، ولم يهمل دور الإعلام الموالي، فقال: "أعطني إعلاماً بلا ضمير، أُعطك شعباً بلا وعي"، لأنه يعرف أنَّ الذي يبيع ضميره سوف يتخلّى بكلّ سهولة عن وطنه وشعبه، بل ودينه أيضاً، إن كان له دين، لينتهي المطاف بقوله: "إذا نزعت من الشعب تاريخه، فسوف يتحوّل بعد جيل إلى جمهور من الدهماء، وبعد جيل آخر سوف تستطيع أن تحكمه وكأنَّه قطيع".

هذا هو لبّ الموضوع بكلّ تفاصيله الدّقيقة التي لا تحتاج إلى مزيد من التعب والتّحليل، بل تتطلَّب موقفاً واضحاً وموحداً وواعياً وعملياً وجدياً ومحترفاً، يساعد مثقّفي المنطقة، ومن خلاهم شعوبها، للتصدي لكلّ المخاطر التي تستهدفهم، وهي على وشك أن تقضي عليهم جميعاً، لولا ما تبقى من جبهة الصمود والتصدي، واسمها الآن قوى الممانعة والمقاومة، التي ما زال الجميع يخافون منها، لأنها الحق بحد ذاته!

والسّؤال بسيط جداً، وهو إما أن نكون مع الحقّ وإما ضده، والحقّ هو الوطن، ومن دونه لن يكون للحديث أي معنى، لأنّ حبّ الوطن من الإيمان، والإيمان يفرض علينا أن نكون دائماً وأبداً، وحتى يوم القيامة، ضدّ "إسرائيل" ومن معها قولاً وقالباً!

 

الأربعاء, 02 أيلول/سبتمبر 2020 14:42

مدرسه عاشوراء

مدرسه عاشوراء

1- مَن يظنّ أنّ العمل الذي قام به الإمام (عليه السلام) لم يكن واجباً على أيّ شخص آخر سواه، فهو مخطئ.
2- لو بقي معاوية سنوات أخرى على قيد الحياة، ولم يأتِ ابنه يزيد إلى الحكم، لكان الإمام الحسين (عليه السلام) قام بهذه الثورة.
3- نتعلّم من الحسين بن عليّ (عليهما السلام) أنّه لا ينبغي ترك الجهاد في سبيل الله بسبب الضغوط والغربة، في أيّ ظرف كان.
4- عندما تدعو الحاجة إلى الدفاع عن الإسلام، يجب إعداد الأنفس للتضحية والقربان وترخص حتّى أعزّ الأرواح والأنفس.

 
 
خطاب القائد
 
بسم الله الرحمن الرحيم

* عاشوراء وأهمّيّة مواجهة فساد المجتمع
حادثة عاشوراء هي عبارة عن حركة جهاديّة عظيمة على كلتا الجبهتين:
الأولى: جبهة المواجهة مع العدوّ الخارجيّ والذي هو جهاز الخلافة الفاسد نفسه والملتصقون به من طلّاب الدّنيا، الذين أرادوا استخدام السلطة - التي استخدمها الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لإنقاذ النّاس - في الاتجاه المعاكس لمسير الإسلام ونبيّ الإسلام المكرّم. الثانية: وكذلك على الجبهة الداخليّة والعدوّ الداخليّ، حيث كان المجتمع في ذلك اليوم يتحرّك عموماً باتجاه ذلك الفساد الداخليّ نفسه. وهذه الجبهة الثانية برأيي هي الأهمّ.

* القيام والتغيير: تكليف إسلاميّ
تولّى الحكمَ في عصر الإمام الحسين (عليه السلام) نظامٌ فاسدٌ بكلّ معنى الكلمة، فألحق الظلم بالضعفاء، ودمّر القيم الإنسانيّة، وتجاهل دين الله كلّيّاً، الدّين الذي يمثّل الإطار الأفضل والأمثل لتحقيق العدالة الاجتماعيّة، وداس على إنجازات النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتضحياته، وأدخل المجتمع بتمامه في الضياع. في ظلّ ظروف كهذه، برزت وظيفة كبيرة وثقيلة في طريق كلّ إنسان حرّ وشريف ومسلم حقيقيّ، وهي استنهاض النّاس وتوعيتهم، من خلال الوقوف والصمود في وجه ذلك النظام المتسلّط الجبّار المتعطّش للظلم والبعيد عن المعنويّات والقيم الأخلاقيّة ومواجهته، كانت هذه هي القضيّة الأساس في عصر الإمام الحسين (عليه السلام).

لذا، كانت وظيفة الإمام الحسين (عليه السلام) وظيفة إسلاميّة. مَن يظنّ أنّ هذا العمل الذي قام به الإمام (عليه السلام) لم يكن واجباً على أيّ شخص آخر سواه، فهو مخطئ، فقد كان على الجميع التصدّي والقيام بهذه المهمّة، وأن ينصروا ويؤازروا الحسين بن عليّ (عليهما السلام). «أيّها النّاس، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلّاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أن يُدخله مُدخله». وهذا يعني أنّه وظيفة الجميع، وهو التكليف الإسلاميّ.

* عاشوراء والتصدّي لنظام الظلم
قبل مجيء يزيد إلى الحكم، وقبل أن يبلغ الظلم والطغيان والانحراف ذروته، كان الحسين بن عليّ (عليهما السلام) ساكتاً، ولم يقم في زمن معاوية وخلال السنوات العشر بأيّ حركة كفاحيّة اعتراضيّة كالتي قام بها في كربلاء، إلّا أنّي أرى -وهذا رأيي الشخصيّ، وهو نتيجة أُنسي بالمسائل المرتبطة بحياة الأئمّة العظام (عليهم السلام)- أنّه لو بقي معاوية سنوات أخرى على قيد الحياة، ولم يأتِ ابنه يزيد إلى الحكم، لكان الإمام الحسين (عليه السلام) قام بهذه الثورة، ولم يكن نهوض الإمام (عليه السلام) مرتبطاً فقط بمجيء يزيد إلى الحكم؛ لا، المسألة كانت أعلى من ذلك، لم تكن المشكلة مع يزيد، إنّما مع نظام الظلم.

* حرمة القَبول بالذلّة
لا ينبغي للمؤمن القبول بالذلّة بأيّ نحو كان، فالإمام الحسين (عليه السلام) قال: «هيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك». يأبى الله لنا الذلّ، لا يحقّ للمؤمن القبول بذلّ الاستسلام أمام الكفار، أو أن يرضخ لضغوطهم وإملاءاتهم.

* الإصلاح صعب، لكنّه ممكن
هل ينبغي أن يحلّ اليأس عندما ينحرف القطار عن سكّته؟ هل بالإمكان إعادته إلى خطّه؟ الجواب: نعم، وإن كان أمراً صعباً حيث إنّه يحتاج إلى حركة كحركته ومسيره في المرّة الأولى، وقد كانت حركة الإمام الحسين (عليه السلام) كهذه الحركة، حيث أعاد الإمام (عليه السلام) من خلال ثورته ونهضته قطار دين الإسلام والمجتمع الإسلاميّ-الذي انحرف عن مساره وكان يتّجه نحو الماديّة والفساد التامّ- إلى حالته الأولى.

* الجهاد وعدم الخوف من الغربة والوحدة
لقد ثار هذا النور المشعّ (الإمام الحسين عليه السلام) وحيداً في صحراء لا متناهية من الظلمة. وحتّى لو بقي الإمام الحسين (عليه السلام) وحيداً في ذلك اليوم وتركه هؤلاء الـ72 نفراً، لم يكن مستعدّاً لترك ثورته.
نتعلّم من الحسين بن عليّ (عليهما السلام) أنّه لا ينبغي ترك الجهاد في سبيل الله بسبب الضغوط والغربة، في أيّ ظرف كان. إنّ الدرس الذي يقدّمه لنا الحسين بن عليّ (عليهما السلام) هو أنّه لا تترك هذه الفريضة وهذا الواجب بسبب الوحدة والقلّة والغربة وندرة الأصحاب ووجود المعارضين ووجود العدوّ. هذا واحد من دروس الحسين بن عليّ (عليهما السلام). لقد قاتل الإمام الحسين (عليه السلام) في غربة تامّة، ولم يكن أحدٌ ليجرؤ -خلال سنوات متمادية- حتّى على ذرف الدموع على الحسين بن عليّ (عليهما السلام). كان الإمام الحسين عليه السلام يعرف ذلك، لكنّ الغربة لم تستطع أن تلقي الرعب والوحشة في قلبه.

* أكبر الدروس التي قدّمها لنا شهر محرّم
شهر محرّم هو من عرّفنا على شخص بعظمة الإمام الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، صاحب النفس العزيزة، ذلك الإنسان الذي وُجدَت الدنيا بتمامها ببركته، هذا الإنسان بتلك العظمة وتلك البركات الكبرى، أخذ معه أفضل أهل زمانه: حبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة وبقيّة شهداء كربلاء، ومعهم أبناؤه وأعدّ نفسه وكلّ هؤلاء للتضحية. وأكثر من ذلك فهو أحضر نساءه وبناته وحرم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لتُسبى، ويُدار بهنّ من بلد إلى بلد.

كان الإمام الحسين (عليه السلام) يرى ذلك بوضوح في مرآة قلبه المشعّ بالضّياء وهو يعلم أنّه سيحدث ذلك، ومع ذلك أخذهم معه جميعاً إلى مصارعهم، حتّى الإمام السجّاد (عليه السلام) أخذه معه، بيد أنّ الله تعالى قد ادّخر الإمام السجّاد (عليه السلام) للإمامة. وهو أكبر درس من دروس شهر محرّم، أنّ على كلّ إنسان مؤمن بالله والإسلام أن يعرف تكليفه ووظيفته.

وعندما تدعو الحاجة إلى الدفاع عن الإسلام، يجب إعداد الأنفس للتضحية والقربان وترخص حتّى أعزّ الأرواح والأنفس.

* الشهادة في خطبة الإمام (عليه السلام) مقابل جيش الحرّ
عندما قطع الحرّ الطريق على الإمام الحسين (عليه السلام) وقال له: لن أدعك تمضي، أصرَّ الإمام، لكن الحرّ استمرّ أيضاً على موقفه، فقال (عليه السلام): إذاً، أَرْجِع. لكنّه لم يسمح له بالعودة. وفي ذلك الموقف خطب الإمام إحدى خطبه الثوريّة، المفعمة بالحماس.

توجّه الإمام (عليه السلام) إلى أصحابه، وهنا بالتأكيد كان أهل الكوفة يسمعون كلامه هذا. قال -بعد الحمد والثناء على الله تعالى-: «إنّه نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها»، «ولم يبقَ منها إلّا صبابة كصبابة الإناء»، لقد أدبر جمال الدنيا وحسنُها، وتغيّر حالها. ويظهر من الحديث، أنّ المتكلّم يشعر بأنّه لم يبق من عمره الكثير. لم يبق من الدنيا إلّا بقدر بقيّة ماء في كأس، أقلّ من قطرات سائلة في قعر كأس. ثمّ يقول (عليه السلام): «ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟!»، هذا هو بيت القصيد ولبّ المرام لدى الإمام الحسين (عليه السلام)؛ بمعنى أنّكم ألا ترون أنّ المجتمع الإسلاميّ قد ابتعد عن ونهجه الصحيح والحقيقيّ وترون الحقّ لا يُعمل به وأن الباطل لا يُتناهى عنه؟ وهنا ما العمل؟ عندما يرى الإنسان أنّ الحقّ لا يُعمل به وأنّه يُعمل بالباطل، عندما يرى الإنسان أنّ الدنيا قد امتلأت ظلماً وجوراً، فماذا يعمل؟
«ليرغب المؤمن في لقاء ربّه، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا بَرَماً».

هذا هو الاستعداد؛ أي أنّ الإمام عليه السلام بعد أن تحرّك، كتب رسالة وأعلن استعداده، وقال لأهل الكوفة عبر مسلم بن عقيل: أنا حاضر ومستعدّ، فهل تقاتلون؟. وها قد وُجد أمامه مانعٌ حال دون حركته وتوجّهه إلى الكوفة، وأنّه سيصل إلى النتيجة الثانية، شعر بأنّ النتيجة الأولى وهي الحكومة لن تتحقّق، وأنّ ما سيقع هو الشهادة ولقاء الله في هذا السبيل، وحالة المؤمن فيه أن يرغب في لقاء ربّه.

عندما يرى الإنسان أنّ دنيا الظلم في مواجهته، وأنّ الظالمين قد تسلّطوا على أغلب قضايا العالم، فعلى الإنسان أن يظهر استعداده لمواجهة ذلك. فالشهادة لائقة بالإنسان في وضع كهذا.

* قوّة القلب في ظلّ الدعاء والمناجاة
كان للإمام الحسين (عليه السلام) صباح يوم عاشوراء دعاءٌ، عندما اصطفّ بحرٌ من الجيوش في مواجهة الإمام (عليه السلام)، وهو يقف مع عدد ربّما لم يكن آنذاك يتجاوز الـ 50 أو الـ 60 نفراً من أصحابه، جرى على لسانه هذا الدعاء: «اللهمّ! أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت وليّي في كلّ أمر نزل بي ثقةً وعدّةً».

أي: إلهي! عندما أعتمد عليك لا يهزّني هجوم الأعداء، عندما أعقد قلبي عليك لا تلقي هموم وغموم موت الأعزّة والأحبّة والشدائد العديدة بظلالها عليّ.

إلهي، وربّي! في أصعب اللحظات التي يجلب فيها العدوّ كلّ نيران حقده وبغضه وخبثه وقساوته، أصنع لنفسي جنّةً من ذكرك. وقد جعل الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الجنّة محيطة به أيضاً، لذلك كلّما كان يوم العاشر يوشك على الاقتراب من الظهر -أو من العصر حسب بعض الروايات- كان الإمام الحسين (عليه السلام) يصبح أكثر سروراً وسكينة. ففي هذا الغمّ كلّه: موت الأحبّة، تهديد العدوّ القاسي، وذلك العداء الذي أبرزوه بقسوة وغلظة دونما فهم أو وعي -من الطبيعي أن يستولي الاضطراب على الإنسان- كان الإمام الحسين (عليه السلام) كلّما اقترب وقت العصر يزداد بهجة وسروراً، ويتألّق وجهه ويزهر وتتعالى روحه، ذلك كلّه بسبب الاعتماد على الله تعالى.

* الأمل بنصر الله
في يوم عاشوراء، كان بعض أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) يتحادثون ويتمازحون! والمزاح أثناء الخطر يدلّ على أنّ قلوبهم كانت مسرورة وساكنة، ولم يستولِ عليهم الهمّ والغمّ، وهذا كلّه ببركة الاتكال على الله والاعتماد عليه، الذي بيّنه الإمام (عليه السلام) في هذا الدعاء وفي أدعية أخرى: «كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمّن سواك، ففرّجته وكشفته، وأنت وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حسنة، ومنتهى كلّ رغبة».

إلهي، أنا في كلّ حياتي قد أنزلت بك كلّ شدائدي وقلّة حيلتي، عندما يعجز أيّ شخص على مساعدتي وتقديم العون لي، عندما يفرح العدوّ ويشمت بشدائدي، وأنت الذي برحمتك وقدرتك تفرّجه عنّي. ولذلك فاليوم أنا لا أشكو من أيّ غمّ مع كلّ خصومة هذا العدوّ المدجّج بالحراب حتّى أسنانه. هذه هي روح الإمام الحسين (عليه السلام)، وهذه الشجاعة والقدرة المعنويّة قد حفظها الحسين بن عليّ (عليهما السلام).

 

 
 
من توجيهات القائد (دام ظله)
 
انعدام البصيرة فرصة للعدوّ وخسارة للشعوب

لم يكن لدى الكثير من المسلمين في الستّين عاماً الأخيرة بعد الهجرة قراءة صحيحة لما يجري. ولأنّهم افتقروا إلى القراءة الصحيحة لم يتّخذوا الموقف المناسب. لهذا كانت الساحة مفتوحة أمام كلّ الذين يريدون حرْف مسيرة الأمّة الإسلاميّة من دون أن يصدّهم أحد، ووصل الأمر إلى درجة أن يصبح رجل فاسق فاجر سيِّئ السمعة ومفضوحٌ أمام النّاس -شابّ لا تتوفّر فيه أيّ من شروط الحاكم الإسلاميّ وشروط خلافة الرسول، بل كان في الاتجاه المعاكس تماماً لسيرة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أعماله- أن يصبح هو قائد الأمّة الإسلاميّة والخليفة لرسول الله! لاحظوا كم يبدو هذا الشيء عجيباً في أنظاركم اليوم! لكنّه ليس عجيباً في أنظار النّاس في ذلك العصر. لم يشعر الخواصّ بالخطر. وبعضهم ممّن شعروا بالخطر ربّما، لم تسمح لهم مصالحهم الشخصيّة وطلبهم للعافية والراحة أن يُبدوا أيّ ردّ فعل.

لقد جاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالإسلام ليقود النّاس إلى التوحيد، والطهر، والعدالة، وسلامة الأخلاق، والصلاح العامّ للمجتمع الإنسانيّ، ثمّ يجلس محلّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شخص غارق في الفساد والفسق، ولا يعتقد بأصل وجود الله وتوحيده. بعد خمسين عاماً على رحيل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتولّى زمام الرئاسة شخص كهذا!

يا للعجب! لقد أصبح يزيد خليفة وقد نشر جنوده الغلاظ الشداد في أنحاء العالم الإسلاميّ ليأخذوا له البيعة من النّاس. وسار النّاس جماعات جماعات وبايعوا.. العلماء بايعوا، والزهّاد بايعوا، والنخب بايعوا، ورجال السياسة بايعوا.

 

 
 
استفتاء
 
المسح الثاني على الرأس أو القدم

س: عند مسح الرأس أو ظاهر القدم قد يحصل شكّ في صحّة المسح، ولا سيّما في مسح الرأس، فيعيد المسح مرّةً ثانية، فهل يكون الوضوء صحيحاً في مثل هذه الحالة؟
ج: اذا لم يكن الشكّ عن وسواس، يمكن إعادة المسح ثانية، مع التأكّد من جفاف موضع المسح.

 

 
 
الأنشطة
 
1- الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه): سبب عداء المستكبرين للجمهوريّة الإسلاميّة هو ترويج النموذج الإسلاميّ لبناء المجتمع/ النموذج الأمريكيّ هُزم في إدارة المجتمع (2020/08/23)
تحدّث الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، في اتصال متلفز مع رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، أنّ سبب عداء المستكبرين للجمهوريّة الإسلاميّة هو ترويج النموذج الإسلامي لبناء المجتمع، قائلاً: «إنّ أسلوب عملكم يمكن أن يروّج لهذا النموذج المتميّز في نظر شعوب العالم، وهذه المسألة هي سبب عدواة وخوف المستكبرين من الجمهوريّة الإسلاميّة».

وكذلك تحدّث عن إخفاق المدارس الإنسانيّة كافّة، مقدّماً أمريكا كنموذج مهزوم فعلاً في ما يتعلّق بإدارة المجتمع، «فالقيم البشريّة كالسلامة والعدالة والأمن تُسحق في أمريكا أكثر من أيّ مكانٍ آخر».

وقال الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بشأن الفواصل الطبقيّة في أمريكا: إنّ الشروخ الطبقيّة هناك مرعبة، «وعدد ونسبة الجياع والمشرّدين في أمريكا أكبر من الدول المعروفة حول العالم»، مضيفاً أنّه بحسب التصريحات الصريحة في حملات المتنافسين للانتخابات الرئاسية، يوجد طفل أمريكيّ جائع من بين كلّ خمسة أطفال، وأيضاً «فقدان الأمن ومعدل الجريمة في أمريكا مرتفع جدّاً».

2- تعزية الإمام الخامنئي للشعب اللبناني إثر كارثة مرفأ بيروت الأليمة (2020/08/05)
أعرب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) عن تضامنه مع الشعب اللبنانيّ إثر وقوع كارثة مرفأ بيروت الأليمة، من خلال رسالة تعزية الإمام الخامنئي التي نشرها حساب موقع KHAMENEI.IR الإعلاميّ على تويتر: «نحن متضامنون مع الشعب اللبنانيّ العزيز، ونقف إلى جانبهم إثر وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت الأليمة، والتي أدّت إلى مقتل وجرح عدد كبير من الناس، ونجم عنها حجمٌ كبيرٌ من الأضرار. سيكون الصبر على هذه الحادثة صفحة ذهبيّة تُسطّر ضمن مفاخر لبنان».

عزّى قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، بوفاة حجة الاسلام والمسلمين محمد علي التسخيري، ولفت الى خدماته البارزة التي قدّمها في المحافل الاسلامية العالمية، واعتبره بانه كان اللسان الناطق عن الإسلام والشيعة.  

وجاء في بيان التعزية الذي اصدره سماحة قائد الثورة: لقد تلقينا بالاسى والاسف نبأ وفاة العالم المجاهد واللسان الناطق عن الاسلام والتشيع حجة الاسلام والمسلمين الحاج الشيخ محمد علي التسخيري رحمة الله عليه.
 
واضاف: ان سجل هذا الرجل الدؤوب الذي لم يعرف الكلل لامع حقا في تقديم مختلف انواع الخدمات البارزة في المحافل الاسلامية العالمية.
 
وتابع سماحته: ان عزمه الراسخ وقلبه الزاخر بالحوافز قد تغلب حتى على علله الجسدية خلال الاعوام الاخيرة واضفى الديمومة على حضوره المؤثر والمبارك في اي نقطة لازمة ومفيدة.
 
واعتبر قائد الثورة، مسؤوليات وخدمات عالم الدين الفاضل والملتزم حجة الاسلام التسخيري داخل البلاد بانها كانت فصلا آخر منفصلا وقيما من جهوده، معزيا اسرته وذويه المكرمين وكذلك جميع زملائه واصدقائه، وداعيا الباري تعالى بان يتغمده بالرحمة والمغفرة والرضوان.
 
المصدر: العالم

علق قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، على اتفاق التطبيع بين الامارات والكيان الصهيوني، قائلا، ان الامارات العربية المتحدة خانت العالم الإسلامي والشعوب العربية ودول المنطقة وفلسطين أيضاً.

وفي كلمة عبر الفيديو كونفرانس خلال الاجتماع الرابع والثلاثين لمدراء ورؤساء مديريات التربية والتعليم في ايران، اضاف قائد الثورة الاسلامية، بالتأكيد إن هذه الخيانة لن تستمر طويلاً لكن وصمة العار هذه ستبقى عليهم.

واضاف، فسحوا المجال امام الصهاينة للتمدد في المنطقة وطمسوا القضية الفلسطينية التي تمثل احتلال دولة وجعلوها امراً عادياً.

وتابع، الشعب الفلسطيني يتعرض لضغوط شديدة من جميع الجهات ، ثم يأتون ويعملون مع الإسرائيليين والعناصر الأمريكية الشريرة مثل ذلك اليهودي في عائلة ترامب، ضد مصالح العالم الإسلامي ويتعاملون مع العالم الإسلامي بقسوة.

وأعرب قائد الثورة الاسلامية عن أمله في ان يستيقظ الاماراتيون بسرعة ويعوضوا ما قاموا به.

وفي جانب ىخر من كلمته أعرب اية الله خامنئي عن شكره للشعب الإيراني العزيز لحسن اداء الشعائر الحسينية في عشرة محرم الحرام معتبرا ان مراسم هذا العام ستخلد في تاريخ البلاد كظاهرة مميزة.

واشار سماحته الى انه رغم وجود القيود التي فرضها فيروس كورونا وما تتطلبه من التباعد الاجتماعي للحيلولة دون انتشاره الا ان ذلك لم يمنع من المحافظة على الروح الحسينية واقامة مجالس العزاء بشكل مهيب.

كما اثنى سماحته على الخطباء وقراء المراثي الحسينية .

وفي الموضوع الاساسي لكلمته أعتبر سماحته ان هدف التربية والتعليم في كل العالم هو تربية الانسان اللائق موضحا ان تعريف الانسان اللائق يختلف باختلاف اساليب التربية والتعليم في المدارس والعقائد المختلفة .

ودعا سماحته الى ان تعمل المدارس في الـ12 عاما الاولى من التربية والتعليم الى انشاء جيل من اليافعين والشباب يتحلى بالايمان والفكر والعلوم والعدل والأخلاق الإسلامية وبعبارة شاملة ان يكون انسانا مجاهدا وعالما.

وأشار آية الله خامنئي إلى إصرار الغربيين على التأثير في قطاع التربية والتعليم للدول بدافع فرض أسلوب الحياة الغربية على الشعوب، وقال ان الفلسفة الاجتماعية الغربية اثبتت فشلها اليوم في الدول الغربية نفسها وباتت مظاهر الفساد التي انتجتها هذه الفلسفة واضحة للعيان من هوليوود إلى البنتاغون.

وشدد قائد الثورة الإسلامية ضرورة التعامل بيقظة وحذر تجاه نفوذ العدو وقال : ان العدو يريد تحقيق ما فشل في تحقيقه بالاساليب العسكرية عن طريق التغلغل بوسائل مختلفة مثل وثيقة 2030 وبناء نماذج من البشر يمكنها تنفيذ أفكاره وأهدافه العملياتية بهدف تهيئة الارضية لنهب الأمم.

المصدر:العالم

الأربعاء, 02 أيلول/سبتمبر 2020 14:38

العَبّاس معجزة الحسين (عليه السلام)

كثيرون ـ حتّى من المعتقدين بإمامة الحسين عليه السلام فضلاً عن محبّيه من غير أُولئك ـ يُعلنون عن أنّ قضية كربلاء لم تُبنَ على الإعجاز الغيبيّ، وإلاّ لكان لِيَدِ الإعجاز أنْ تُبيد الأعداء، وأنْ تُحرق كياناتهم بإصبعٍ من الغيب! وأنْ يكون للحسين ولكربلاء شأنٌ آخر.

 

لكنّ الأمر في مفهوم (المعجزة) وتقديرها وتصوّر أهدافها يختلف من شخصٍ إلى آخر.

 

فإنْ كانَ المنظورُ منها «إتمامُ الحُجّة» فإنّ قضايا كربلاء قد احتوتْ على الحُجج التامّة، لا على الأعداء المُعتدين فقطْ، بل على الأُمّة الإسلاميّة المغلوبة على أمرها ـ مدى التاريخ ـ فضلاً عن الطغاة الظالمين في العالم أجمع!

 

وإنْ كانَ الإعجازُ من منظار الانتصار، فإنّ الانتصار الحقيقيّ ليس بمجرّد الاستمرار في الحياة والبقاء في الدُنيا، بل هو انتصار الحقّ، بتحقّق الأهداف المطلوبة من المواقف والوقائع، واستمرارها في كيان الإنسانيّة، وأداء أثرها، وهو ما قد حَصَلَ من كربلاء.

ولكن المعجزة الّتي تحقّقت في كربلاء هي من نوعٍ آخر فإنّ أعلى وأهمّ مظاهر الإعجاز في كربلاء هو (العَبّاس عليه السلام) نفسه، حيث احتوى بمفردهِ على كلّ تلك المكارم والمآثر في سماته وسيرته ؛ فبلغ من المقام والرفعة (درجةً يغبطُهُ بِها الشُهداء يوم القيامة).

 

ومع أنّ العبّاس لم يكن إماماً، وقد ورد النصّ بذلك عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) سورة النساء الآية 59؛ قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب، والحسن، والحسين عليهم السلام ؛ فلمّا مضى عليٌّ، لم يكن يستطيع عليٌّ، ولم يكن ليفعل: أن يُدخِلَ محمّدَ بن عليّ، ولا العبّاسَ بن عليّ، ولا واحداً ([1]) من ولده ([2]).

 

كما لم يكن العبّاس معصوماً، بل ليس من شأننا الحديث عن ثبوت العصمةَ له، بعد أنّ انحصر المعصومون من أهل البيت بالأئمّة الإثني عشر عليهم السلام لكنّ العباس ـ بلا شكٍّ ـ كانَ أكبرَ معجزةٍ لأخيه الإمام المعصوم، وذلك لأنّ قتل الحسين عليه السلام هو من دلائل النبوّة، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله أخبر عنه، وهو من إخباره بالغيب بأُمور تحقّقت في المستقبل، كما أورده أرباب الكتب الجامعة لدلائل النبوّة، كالبيهقي، وأبي نعيم الأصفهاني، والسيوطي، وغيرهم، كما أنّ أمير المؤمنين عليه السلام أخبر عن مقتله، وهذا ـ أيضاً ـ من دلائل الإمامة.

 

فهذه كلّها معجزاتٌ؛ لتحقُّقِها، واقترانِ أخبارها باليقين، فليستْ إلاّ من الوحي المُبين من ربّ العالمين على نبيّه الأمين.

 

وبذلك، فإنّ وجود العبّاس عليه السلام في واقعة الطفّ في كربلاء ـ وهو من أعلامها وأعيانها، وعليه تدورُ أكثر قضاياها المهمّة.

 

بل؛ وجوده وجودٌ عضويّ في إنجازها، كلّ ذلك يدخله في المعجزة، ویتحقّق به الإعجاز.

 

مع أنّ خروج العبّاس عليه السلام مع الحسين عليه السلام وقيامه بتلك المهمّات وفي جميع أدوارها الحسّاسة؛ لهو من خوارق العادة، فليكن بذاته معجزةً للحسين عليه السلام حيث كان مثلُ العبّاس طوعَ إرادته، ومُقتدياً به، يميل معه حيث مال، بل يسيرُ أَمَامَهُ في تلك الظروف الرهيبة، حتّى الشهادة بين يديه.

 

فسلامُ الله يومَ وُلِدَ، ويومَ قُتِلَ شهيداً، ويومَ يُبْعَثُ في الجنان.

 

 العباس أبو الفضل ابن أمير المؤمنين (عليهما السلام)، السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

 

([1]) في بعض النّسخ [أحداً].

([2]) تفسير العيّاشي (1 / 409) وتفسير فرات (ص 110 ح 27) والكافي (1 / 286 ـ 288).

الأربعاء, 02 أيلول/سبتمبر 2020 14:37

السيد نصرالله وخطاب تبديد الأوهام

المتغيرات التي تطرأ على الشرق الأوسط بشكل عام ولبنان بشكل خاص في ظل تمخض حكومة جديدة تبحث عن نيل الثقة من الأحزاب والشعب على حد سواء، هذه المتغيرات وغيرها تجعل من الضروري والمهم جداً أن تكون المواقف على قدر أهمية المرحلة السياسية والتاريخية التي تمر بها البلاد، وبينما تنكفأ بعض الشخصيات السياسية عن الحضور وإظهار المواقف في هذه المرحلة الحساسة نرى السيد حسن نصرالله حاضراً بكامل ثقله وصدقه في هذه المرحلة يخاطب الشعب اللبناني بمنتهى الشفافية ودون أي مغالاة في المواقف، حيث اثبت نصرالله أنه رجل المواقف والمحن في الدفاع عن لبنان عسكرياً وسياسياً، وما خطابه الأخير بمناسبة العاشر من محرم إلا تأكيد على نهج "حزب الله" الذي يضع لبنان ومستقبل لبنان على سلم أولوياته.

في الخطاب الأخير تحدث السيد نصرالله عن مجموعة نقاط أساسية ومهمة، أبرزها الطرح الفرنسي بشأن عقد سياسي جديد في لبنان والانفتاح على هذا الطرح، كما أعلن تثبيت معادلة "قتل جندي من جيش الاحتلال كلما قتلت إسرائيل أحد عناصر الحزب".

بالنسبة للنقطة الأولى قال السيد نصرالله"سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان إلى عقد سياسي جديد.. نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال...لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية".

ولم يحدّد نصر الله ما نوع التغييرات التي ينوي الحزب أخذها بالاعتبار، لكنه أشار إلى أنه "سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان" وأنه "لم يعد قادرا على حل مشاكل البلاد والاستجابة لحاجاتها".

وأكد الأمين العام لحزب الله أن "حزب الله" سيكون "متعاونا "في تشكيل حكومة "هدفها الإصلاح وإعادة الإعمار" في وقت تعيق الخلافات السياسية حتى الآن الاتفاق على رئيس جديد للحكومة.

واضح جداً أن السيد حسن نصرالله يعطي الأولوية للاجماع اللبناني لتشكيل اي حكومة، وهذا طبيعي على اعتبار أن السيد نصرالله يريد الاستمرار لهذه الحكومة وعدم جر لبنان الى الفراغ. وجود حكومة في هذه المرحلة مهم جداً لضبط الساحة اللبنانية واعادة الاعتبار للبنان والتنسيق مع الدول الكبرى والاقليمية لمساندة لبنان في أزمته، ولكن الجميع يريد ان تكون هذه الحكومة محط ثقة الشعب لكي تحظى بثقة المجتمع الدولي، وهذا يريده "حزب الله" أيضاً.

النقطة الثانية والتي جاءت في خطاب السيد حسن نصرالله مهمة جداً ودقيقة جداُ، اذ تحدث عن "تثبيت معادلة مع اسرائيل" وقال إنه قرر "تثبيت معادلة مع إسرائيل تقوم على قتل المقاومة لأحد جنود الاحتلال إذا ما قتلت إسرائيل أحد مجاهدي حزب الله" مؤكدا أن هذا القرار قاطع وحاسم، وأن الرد مرتبط بمسألة الميدان والوقت.

سيأخذ الاسرائيليين كلام نصرالله بمنتهى الجدية، لأنهم يعلمون مدى جديته في التعاطي مع هذه المسألة، وهم اختبروه في حرب العام 2000 و2006 وكذلك العام 2015 والأزمة السورية، وتاكدوا أن "نصرالله" لا يثنيه شيء عن الدفاع عن أرضه وشعبه ومقاتليه، والمعادلة التي تحدث عنها السيد نصرالله سترعب الصهاينة، حيث اعتبر الاسرائيليين أن ما يجري في لبنان من احداث داخلية وفوضى سياسية سيتمكن من ثني "حزب الله"عن الرد على اغتيال المقاوم علي محسن في سوريا قبل أسابيع، لكن نصرالله عاد ليذكرهم بأن الرد لا يزال قائماً.

الإعلام الاسرائيلي يحسب حساب لكلام السيد نصرالله ويعالجه بدقة متناهية، وظهر هذا الكلام في التقدير الاستخباراتي الذي لخصته صحيفة هآرتس الاسرائيلية الذي أوضح بعض جوانبه بشكل أكثر تحديداً المعلق العسكري في القناة 13 ألون بن ديفيد الذي كشف أيضاً أنه "في إسرائيل مَن أخطأ في التفكير بأن أثر الانفجار (مرفأ بيروت) سيؤدي إلى لجم حزب الله، بل وربما سيهزّ كرسيّ نصر الله. عملياً، حصل العكس. رأى «حزب الله» وسمع غضب المتظاهرين في شوارع بيروت ولم يتأثر".

يكشف هذا التقدير بشكل دقيق عن مستوى حضور الوضع الداخلي اللبناني لدى مؤسسات التقدير والقرار في تل أبيب، وأنه يشكّل عاملاً أساسياً في رهان العدو على تقييد هامش خيارات حزب الله على مستوى المبادرة والردّ على أيّ اعتداءات إسرائيلية. وتؤكد هذه التقديرات أيضاً، مرة أخرى، أن أسرائيل تراهن عل أن يساهم تفاقم الوضع الاقتصادي والصّحي والانقسام السياسي في فرض قيود على حزب الله.

إلا أن هناك من يتابع بصمت وسرية تامة، توجه سماحته في عدة رسائل منها مباشرة ومنها غير مباشرة وكان أولها الاسرائيل، التي مازالت تعيش حالة ذعر وهلع جراء تلقين المقاومة دروساً فذة بحرب تموز،  فكان لها أثر كبير في نفوس العدو بالماضي والحاضر والمستقبل، بأن تثبيت قواعد الاشتباك مازالت قيد التفعيل بالتوازي مع معادلة الردع التي تحولت إلى توازن، أي بمعنى هناك تحولات استراتيجية في منظومة الخارطة السياسية التي رسمها سماحته وعلى مستوى المنطقة كلها ليكون هناك مفاجئات بانورامية سياسية جديدة غير الذي تعلمه إسرائيل.

حالة الردع والتوازن أرستها المقاومة بجدارة لإسنادها بعدة نقاط عسكرية اشتغلت عليها المقاومة ليكون هناك نتائج في الحرب المقبلة مع العدو الإسرائيلي.

خطورة هذه الرؤية أنها قد "تورّط" العدو في مغامرات عسكرية، بالاستناد إلى رهانات وأوهام لتوسيع نطاق اعتداءاته باتجاه لبنان. لكن بات مؤكداً أنّ تصميم حزب الله على الرد، وإعلان السيد نصر الله الصريح عن ذلك، سيؤدي إالى تبديد مثل هذه الأوهام ويضع قادة العدو أمام خيارات وسيناريوهات مغايرة كلّياً لما كانوا يأملون ويراهنون.

من النقاط الأخرى المهمة التي تحدث عنها الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير، كانت حول المعركة الاعلامية، والتي قال عنها انها من "اخطر المعارك التي تواجهنا اليوم، وان من واجبنا مواجهته".

ولفت الى ان ما حصل في التاريخ من شائعات واكاذيب يحصل معنا بشكل ليس له شبيه، من الضخ الاعلامي الهائل على الفضائيات وعبر الجيوش الالكترونية، بوجه المقاومة ومحور المقاومة.

وأكد السيد نصر الله الى ان اعتماد سياسة الضخ الاعلامي وهجمة المقالات ووسائل التواصل كله له ادارة واحدة في غرفة سوداء واحدة فنرى الخبر نفسه على قنوات مثل العربية والحدث وسكاي نيوز وبعض الصحف.
ولفت الى ان من اساليب المواجهة:

– ان نطور امكانياتنا وقدراتنا الاعلامية وحضورنا الشعبي على مواقع التواصل بشكل هادف ومدروس

– الحفاظ على مصداقيتنا والتزامنا الاخلاقي والديني والسياسي مما يحبط هذه الهجمات كلها

– المقاطعة وعدم متابعة مقالات ومقابلات كلها كذب وتزوير ، فلماذا نتابع وسيلة اعلام قائمة على الكذب ؟

واذ كشف ان هناك معركة اعلامية جديدة بوجهنا وعاد ضخ الاموال من جديد، دعا الى تحصين بيئتنا، وأكد ان موقفا واحدا من أم شهيد ينهي أثر مئات الاف الدولارات التي تصرف على  قنواتهم ومواقع التواصل.

السيد نصر الله لفت الى انه عرضت علينا في السابق اموال طائلة وسلطة وتطوير النظام السياسي لصالحنا مقابل التخلي عن قضيتنا ولم نفعل ولن نفعل .

واكد ان لا الترهيب والقتل يمكن ان يخيفنا ولا الترغيب يسقطنا من موقع المسؤولية ولا التثبيط يمكن ان يصل الى قلوبنا ولا الشائعات والحروب النفسية يمكن ان تنال من ارادتنا وعزمنا على المضي في هذا الطريق ولا التزوير يجعلنا نشك في صحة مسارنا. واضاف: مهما سمعتم لا يهز شعرة من مجاهد على الاطلاق ونحن لدينا الامال الكبيرة جدا

المصدر:الوقت

الأربعاء, 02 أيلول/سبتمبر 2020 14:35

التوسّل في الروايات الإسلاميّة

إضافة إلى إطلاق آيات التوسل، فأي توسل لا يخالف العقائد الإسلاميّة الصحيحة يكون جائزاً، بل يعتبر مطلوباً.

 

وعندنا روايات كثيرة حول التوسل تصل إلى حدّ التواتر أو قريب منه.

 

والكثير من هذه الروايات يرتبط بالتوسل بشخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فبعضها قبل ولادة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعضها بعد ولادته وبعضها في حياته وبعضها بعد مماته.

 

وهناك أيضاً قسم آخر يرتبط بالتوسل بغير النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من علماء الدين.

 

ونضيف: إنّ بعضها جاء بلسان الرجاء والدعاء، وبعضها بلسان طلب الشفاعة من الله، وبعضها يبين الله سبحانه وتعالى فيها مقام النبي (صلى الله عليه وآله).

 

والخلاصة: إننا نلاحظ جميع أقسام التوسل موجودة في هذه الروايات بشكل يسد الباب أمام جميع الذرائع التي يتمسك بها الوهابيون.

 

والآن نستعرض بعض الأمثلة من هذه الروايات:

  1. توسل آدم بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قبل ولاته، فقد نقل الحاكم في المستدرك وجماعة آخرون من المحدثين هذا الحديث عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يقول: «لمَّا اقترف آدم الخطيئة قال: يَا رَبِّ اسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد لَمَا غَفَرْتَ لِي.

فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه، قال: يا ربّ لأنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليَّ، ادعني بحقّه فقد غفرت لك، ولو لا محمّد ما خلقتك»([1]).

 

  1. الحديث الآخر مرتبط بتوسل أبي طالب بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عند ما كان طفلاً، وخلاصة الحديث كما نقله ابن حجر في كتابه «فتح الباري»: عند ما نزل القحط في مكة ذهبت قريش إلى أبي طالب وقالت له: أقحط الوادي وأجدب العيال، فهلم فاستسق لنا، فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنّه شمس دجنة، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ به، أي: توسل بهذا الطفل، ولا توجد في السماء قطعة من سحاب، فأقبل السحاب من هنا ومن هاهنا واغدودق وانفجر له الوادي من شدة المطر وأخصب النادي والبادي. وقال أبو طالب حينها شعراً في مدح النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من أكثر من ثمانين بيتاً منها هذا البيت:

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

 ثمال اليتامى عصمة للأرامل([2])

 

  1. توسل الرجل الضرير بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): ذهب رجل ضرير إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في زمن حياته، متوسلاً به فشافاه النبي (صلى الله عليه وآله) وأعاد البصر إليه([3]) .

وخلاصة الحديث: أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال فادعه، قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله) نبي الرحمة، يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم شفِّعه في» فقام الرجل وفعل ما قاله الرسول (صلى الله عليه وآله).

يقول عثمان بن عمير راوي هذا الحديث: كنّا جالسين في نفس المجلس نتحدث وبعد مضي فترة إذ قدم الرجل الضرير إلى المجلس، وكان يبصر كحالته السابقة بحيث لا يوجد أي أثر للعمى.

والملفت للنظر أن الكثير من كبار أهل السنّة قد صرّح بأنّ هذا الحديث صحيح، فالترمذي يصحح الحديث، وابن ماجة قال: إنّه صحيح([4])، والرفاعي قال: إنّه لا شك في أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور([5]).

 

  1. التوسل بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد مماته، «الدارمي» هو أحد علماء أهل السنّة المعروفين يقول في كتابه المعروف «سنن الدارمي» تحت عنوان باب «ما أكرم الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) بعد موته» وهذا الباب معقود لبيان الكرامات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد موته: «قَحُطَ أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فاجعلوا منه كوي إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق»([6]) .

 

  1. التوسل بالعباس عم النبي (صلى الله عليه وآله)، ينقل البخاري في صحيحه: أنّ عمر بن الخطاب إذا قحط استسقى بالعباس بن عبد المطلب، وكان يدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبيّنا (صلى الله عليه وآله) فتسقينا، وإنّا نتوسل إليك بعم نبيِّنا فاسقنا» قال الراوي: «فيسقون مطراً كثيراً»([7]).

 

  1. ينقل ابن حجر المكي في الصواعق عن الإمام الشافعي من علماء أهل السنّة المعروفين: أنّه كان يتوسل بأهل بيت النبي عليهم‌السلام وينقل عنه الشعر المعروف:

آل النبي ذريعتي

 وهم إليه وسيلتي

 أرجو بهم أعطى غداً

 بيدي اليمين صحيفتي

 

أورد هذا الحديث الرفاعي في كتابه «التوصل إلى حقيقة التوسل»([8]).

 

الشيعة شبهات وردود،  آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

 

([1]) الحاكم في المستدرك، ج 2، ص 615. ونقله الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية واعتبره صحيحاً، ونقله البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي ضعاف الأحاديث. ونقله القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية واعتبره صحيحاً، وجماعة آخرون أيضاً، ولمزيد من التوضيح يراجع كتاب: مفاهيم يجب أن تصحح، ص 121.

([2]) فتح الباري، ج 2، ص 494 ؛ وكذلك السيرة الحلبية، ج 1، ص 116.

([3]) صحيح الترمذى، ص 119، ح 3578 ؛ وفي سنن ابن ماجة، ج 1، ص 441، ح 1385 ؛ ومسند أحمد، ج 4، ص 138.

([4]) سنن ابن ماجة، ج 1، ص 441.

([5]) ولأجل زيادة التوضيح يمكنكم مراجعة كتاب الرسائل والمسائل، ج 18، ص 1، طبعة بيروت، حيث يقول: إنّ عين عبارة ابن تيمية هى: «أنّ النسائي والترمذي رويا حديثاً صحيحاً أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) علّم رجلا أن يدعو فيسأل الله ثمّ يخاطب النبي فيتوسل به، ثمّ يسأل الله قبول شفاعته».

([6]) سنن الدارمي، ج 1، ص 43.

([7]) صحيح البخاري، ج 2، ص 16.

([8]) التوصل إلى حقيقة التوسل، ص 329.

الأربعاء, 02 أيلول/سبتمبر 2020 14:34

البرلمان التونسي يمنح الثقة لحكومة مشيشي

منح مجلس نواب الشعب في تونس اليوم الأربعاء الثقة لحكومة هشام المشّيشي بعد تحصلها على 134 صوتا.

العالم-تونس

وستؤدي حكومة هشام المشيشي اليوم اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية قيس سعيد في موكب سينتظم بالقصر الرئاسي بقرطاج.

ودامت الجلسة العامة المخصصة للنظر في منح الثقة للحكومة المقترحة من المشيشي 11 ساعة و25 دقيقة.

وتصبح بذلك حكومة هشام المشيشي الحكومة الثانية التي يمنحها البرلمان ثقته منذ الإنتخابات التشريعية 2019، والحكومة الثالثة التي مرّت بمجلس نواب الشعب خلال أشهر.

وكان قيس سعيد هو من كلف وزير الداخلية في الحكومة المغادرة هشام المشيشي باعتباره الشخصية الأقدر على تشكيل الحكومة.

وقد دامت المشاورات شهرا قدم إثره رئيس الوزراء فريقه الحكومي في 25 أغسطس 2020.

وستبدأ الحكومة علمها في ظل وضع سياسي متوتر تشوبه خلافات بين المؤسسات الدستورية وتغيّر في موقف الرئيس التونسي الداعم للحكومة.

 

خاطب السيد حسن نصرالله خلال تصريحاته اليوم الجمعة حول انفجار مرفأ بيروت، وسائل الإعلام المناهضة لحزب الله والجماعات السياسية في لبنان وبالطبع الشعب اللبناني، وأعلن خلال الخطاب عن وجهات نظر حزب الله وطالب المسؤولين بمتابعة القضية.

الإعراب:

عزى السيد حسن نصرالله الشعب اللبناني وأكد أن بعض الشهداء والمصابين في حادث يوم الثلاثاء هم من الأبناء اللبنانيین في حزب الله، وتحدث عن عزم حزب الله علی متابعة القضية حتى الوصول إلى الحقيقة ومعاقبة المجرمين، وفي الوقت نفسه ألقی السيد حسن نصر الله باللوم علی وسائل الإعلام المناوئة التي أدانت حزب الله في لبنان وكالت الاتهامات إليه دون أدنی اعتبار لمصداقيتها، وذلك قبل الکشف عن أي تفصيل يتعلق بالقضية، وأعلن أن حزب الله اللبناني في مثل هذه الظروف کان محكوما بأن يتحمل مأساة الانفجار المؤلمة ويتحمل في الوقت نفسه اضطهادا استثنائيا، حيث حاولت وسائل الإعلام السعودية والموالية لآل سعود في المنطقة أن تروج لأن انفجار المرفأ كان انفجارا لمخازن أسلحة وصواريخ حزب الله.

وفي نفس السياق، حاولت بعض وسائل الإعلام التشكيك بجهل حزب الله بالحادث من خلال مقارنات لا أساس لها، وأوردت هذه المؤسسات الإعلامية تساؤلات مفادها: "کيف یطلع حزب الله علی ميناء حيفا وما فيه من احتياطيات متفجرة لکنه جاهل بما في ميناء بيروت؟! حيث أكد سماحته إلى هذا القياس الذي غير منطقي اصلا، واعتبر معلومات حزب الله الدقيقة حول ما يجري داخل الکيان الصهيوني مبعث فخر لهذا الحزب وهي ضرورة اقتضتها معرفة حزب الله بالعدو.

وأكد السيد حسن نصر الله أن حزب الله اللبناني ليس له أي صلة في بالمرفأ الذي انفجر، مشيراً إلى أن الحزب لم يتدخل في إدارة المرفأ والاشراف عليه، في الواقع بهذه العبارة الصريحة فإن قائد حزب الله سدّ الطريق أمام الأعمال الشيطانية الإعلامية اللاحقة لوسائل الإعلام السياسية المنعدمة للمصداقية.

ووصف سماحة الأمين العام لحزب الله خلال حديثه "النظام اللبناني" ومن ضمنه الجيش اللبناني بأنه اكثر السلطات کفاءةً لإجراء تحقيق ومعاقبة منفذي تفجير بيروت، وأعلن صراحة معارضة حزب الله لـ"تدويل" قضية التفجير. حيث إن الشعب اللبناني قلق اليوم علی تسييس هذه القضية الجنائية من جهة ، وهروب مرتكبي الحادث عن المساءلة في ظل الدعم الدولي لهم من جهة أخرى.

يفضل الكثير من الناس شرب الشاي أو القهوة في الصباح الباكر، ولكن هناك خيار أكثر صحة وفائدة للجسم وهو مشروب الماء الدافئ مع الليمون.

نشر موقع “رامبلر” تقريرا صحيا أفاد أن تناول مشروب الماء الدافئ مع الليمون له فوائد لا تعد ولا تحصى للجسم.

يمكنك تحضير هذا المشروب بكل بساطة وسهولة، ولن يأخذ منك المزيد من الوقت، فقط ضع الماء المغلي في الكوب، دعه يبرد قليلاً، ثم أضف بضع شرائح من الليمون إليه.

وذكر التقرير أبرز فوائد هذا المشروب للجسم، ومنها:

يعزز فقدان الوزن: يحتوي ماء الليمون على ألياف البكتين التي تقلل الشعور بالجوع وبالتالي تعزز فقدان الوزن.

ينظف الجسم من السموم: تتراكم العديد من السموم في الجسم، وأفضل طريقة للتخلص منها هي تناول الماء الدافئ مع الليمون في الصباح الباكر، إذ يمكنه التخلص منها عن طريق تسريع وتعزيز عمل الكبد.

يخفف الالتهاب: يرتفع مستوى التوازن الحمضي بشكل حاد في الجسم عندما يصاب بحالة التهابية معينة، وهذا المشروب يمكنه أن ينظم توازنه، وبالتالي يقلل الالتهاب.

يقوي جهاز المناعة: الماء الدافئ مع الليمون مفيد جدا لصحة الجهاز اللمفاوي، وكون الحمضيات غنية بفيتامين سي، فإنه يساعد على تقوية جهاز المناعة وتجنب نزلات البرد.

يحسن صحة الأسنان: يمنع هذا المشروب من خطر الإصابة بأمراض الأسنان واللثة، فإذا كنت تعاني من مشاكل بالفعل، سيساعدك هذا المشروب على التعامل مع الالتهاب في تجويف الفم، كما أنه يساعد في التخلص من رائحة الفم الكريهة.

يقوي الغضروف: يعزز الماء الدافئ مع الليمون تكوين وتقوية أنسجة الغضاريف، وهذا ضروري لتعزيز صحة وعمل الجهاز العضلي الهيكلي.

له أثر إيجابي على الحالة المزاجية: تعزز رائحة الليمون المزاج في بداية النهار عن طريق المساعدة في تخفيف المشاعر السلبية والقلق والاكتئاب، وهذا بدوره يزيد من مستوى الأداء ويخفف من التعب.