
emamian
مرشحون لرئاسة الجزائر يرفضون التدخل الأوروبي في شؤون بلادهم
أعلن رافائيل غلوكسمان النائب الفرنسي بالبرلمان الأوروبي الخميس عن "فتح نقاش وإصدار لائحة مستعجلة من البرلمان الأوروبي حول الأزمة الجزائرية الأسبوع القادم"
الجزائر / عبد الرزاق بن عبد الله
أعلن 4 مرشحين للرئاسة وأكبر حزب إسلامي في الجزائر رفضهم بشدة الإعلان عن جلسة مرتقبة للبرلمان الأوروبي تناقش الأزمة السياسية في بلادهم واعتبروا ذلك "تدخلا خارجيا مرفوضا".
والخميس الماضي، نشر النائب الفرنسي بالبرلمان الأوروبي رافائيل غلوكسمان، تغريدة عبر "تويتر"، أعلن فيها عن "فتح نقاش وإصدار لائحة مستعجلة من البرلمان الأوروبي حول الأزمة الجزائرية الأسبوع القادم".
وخلال مؤتمر صحفي نظمه بالجزائر العاصمة، اليوم، تساءل عبد المجيد تبون مرشح الرئاسة ورئيس الوزراء الأسبق: "لماذا يفتحون نقاشا حول الجزائر هل وجدونا نأكل بعضنا بعضا (..)هل ما زال هناك فكر استعماري يعتبرنا شعوبا من الدرجة الثانية".
وخاطب تبون الاتحاد الأوروبي قائلا: "اعطوني دولة عندكم يمكن أن تُجري فيها مسيرات لمدة 9 أشهر دون سقوط قطرة دم واحدة، نحن نشاهد اليوم أن عندكم مسيرات تستعمل فيها الغازات المسيلة للدموع واستعمال عصي قوى الأمن".
من جهته، قال علي بن فليس وهو مرشح رئاسي أيضا ورئيس وزراء سابق: "نرفض أن يتدخل الاتحاد الأوروبي في مسائلنا الداخلية".
وتابع في تصريحات للصحفيين على هامش تجمع انتخابي اليوم بمدينة المسيلة (شرق): "مشاكلنا الداخلية نحلها بيننا كجزائريين".
أما المرشح الرئاسي عز الدين ميهوبي فوصف في تصريحات إعلامية، السبت، الجلسة المرتقبة للاتحاد الأوروبي بأنها "استفزاز للجزائريين".
بينما قال المرشح الرئاسي الإسلامي عبد القادر بن قرينة، خلال تجمع انتخابي بمحافظة الأغواط (جنوب العاصمة)، الجمعة: "لعلمكم البرلمان الأوروبي كان سابقا يصدر بيانات تعتبر انتخابات يفوز بها الرئيس السابق (عبد العزيز بوتفليقة) وهو على كرسي متحرك نزيهة".
وتساءل مستنكرا: "ما الذي غير موقفهم اليوم لكي ينظموا اجتماعا حول انتخابات الجزائر الجديدة، وأنا أقول لكم أن السر في أموال كان يقدمها بوتفليقة لفرنسا كثمن للسكوت واليوم انتهى هذا الوضع".
من جهتها، دعت الكتلة النيابية لحركة "مجتمع السلم" (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، في بيان الأحد: "نواب الاتحاد الأوروبي ومن يقف وراءهم إلى عدم التدخل في شؤون الدول وزرع الشك في نفوس الناس من خلال محاولات للاستثمار في أزمات الدول".
وأوضحت أن "الشعب الجزائري، الذي أبهر العالم بحراكه السلمي الذي ما يزال مستمرا وصامدا، قادر على إيجاد الحلول لمشاكله الداخلية دون إملاءات من أية جهة كانت".
اللافت أنه حتى الساعة 16:30 ت.غ لم يصدر أي رد فعل رسمي من السلطات الجزائرية حول الجلسة المرتقبة للبرلمان الأوروبي.
كان صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) صرح السبت لصحيفة "الحوار" المحلية (خاصة) بأن "خطوة البرلمان الأوربي غير مقبولة.
ووعد قوجيل برد رسمي، قائلا: "بطبيعة الحال سيكون هناك رد فعل رسمي تجاه ما نعتبره تدخلا في الشأن الداخلي للجزائر".
وبدأ بالجزائر السباق الرئاسي لاقتراع 12 ديسمبر/ كانون الأول القادم، وذلك بالتزامن مع تواصل الحراك الشعبي الذي انطلق قبل تسعة أشهر ودون انقطاع وأطاح في أبريل/ نيسان الماضي بالرئيس السابق بوتفليقة.
وتجرى الانتخابات وسط انقسام في الشارع، بين داعمين لها يعتبرونها حتمية لتجاوز أزمة دامت لشهور، ومعارضين يطالبون بتأجيلها بدعوى أن "الظروف غير مواتية لإجرائها في هذا التاريخ"، وأنها طريقة فقط لتجديد النظام لنفسه.
وترفض السلطات مطالب تأجيل الانتخابات، وقال قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، مؤخرا في خطاب له، إن "الجزائر القادرة على فرز من يقودها خلال المرحلة المقبلة، وهي تنادي أبناءها المخلصين، وهم كثيرون، لأنها بالفعل في حاجة ماسة إليهم اليوم".
كلمة الإمام الخامنئي في اللقاء السنوي مع طلاب المدارس والجامعات
كلمة الإمام الخامنئي في اللقاء السنوي مع طلاب المدارس والجامعات بمناسبة "13 آبان" اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي_3-11-2019
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، لا سيما بقية الله في الأرضين.
أرحّب بكم كثيرًا أيّها الشّباب الأعزاء، أبناء هذا الشعب الأعزة الأحبة، الجيل الصاعد المتحمّس المتعطش للجدّ والعمل. الجيل الشاب في بلادنا اليوم يتحلّى بهذه الخصوصيات والحمد لله: مفعم بالطاقة والقدرة والحافز والاستعداد لأيّ عمل يشعر أنّ من واجبه القيام به. هذا ما يلاحظه المرء لدى الغالبية من الجيل الشاب في البلاد. وهو رصيد كبير وأمرٌ قيّم جدًا. وجود عدد كبير من الشباب – ملايين الشباب – في البلاد ممن لديهم كل الطاقة للعمل والجدّ والجهد، لهو نعمة كبيرة.
وأنبّه هنا إلى الفكرة التي كررتها مرارًا (1) وهي أن هناك سياسة تريد سلب شعب إيران هذه النعمة، نعمة وجود عدد كبير غفير من الشباب. إنّ نتيجة مسألة الحدّ من النسل هذه، بعد عشرة أعوام وخمسة عشر عامًا هي أنّكم لن تشاهدوا البلد مكتظًا بالشباب. ولهذا أكرّر هذه القضية وأشدد عليها وأحذّر منها. هناك مخاطر وممارسات خطيرة تظهر آثارها بعد عشرة أعوام أو عشرين عامًا، عندئذ لن يكون مقدورًا فعل شيء. طبعًا وعدني المسؤولون المحترمون بمتابعة هذه القضية بكل جد، ورفع المشكلات ويجب أن يقوموا بذلك إن شاء الله وسيقومون به، ونحن سوف نتابع الموضوع.
على كل حال وجود الشباب، وجودكم أيها الأعزاء، نعمة للبلاد. حافظوا على تواجدكم في الخط المستقيم والصراط المستقيم. هذا البلد بحاجة إليكم. بحاجة إليكم بكل ما للكلمة من معنى. أنتم من عليكم أن تبنوا هذا البلد. أنتم من عليكم أن تتقدموا بهذا البلد إلى الأمام. الجيل الشاب هو من يجب أن يقوم بهذه المهمة. طبعًا ليس التوقع من ذلك الشّاب المنشغل بالقضايا المادية التافهة والمخدرات وما إلى ذلك. إنما من الشاب المتحفز، صاحب الشعور الحي، والذي يشعر بالمسؤولية – أي أنتم مجموعة الشباب المتدين في البلاد – هو من سيبني المستقبل.
سأشير اليوم إلى نقطة فيما يخص أمريكا – لأن مناسبة اجتماعنا ولقائنا هذا تتعلق بأمريكا – ونقطة أخرى أشير لها لاحقًا إن شاء الله إذا سنح الوقت حول قضايانا الداخلية، قضايا البلاد.
فيما يخصّ أمريكا؛ أقولها لكم: إن أمريكا منذ [شهر] آبان سنة 1343 [نوفمبر 1964م] حيث قام النظام العميل لأمريكا في إيران بنفي إمامنا الخميني العزيز، وحتّى آبان سنة 1398 [نوفمبر 2019م] أي يومنا هذا، لم تتغير أبدًا. أمريكا هي نفسها أمريكا. لا تزال حالة الاستذئاب ترافقها منذ ذلك الحين إلى اليوم. لا زالت نفس تلك الدكتاتورية العالمية الدولية موجودة في أمريكا حتى اليوم. في ذلك الحين أيضًا كانت أمريكا دكتاتورًا دوليًا ولها شرطتها في مناطق مختلفة من العالم. وكان شرطيّها ومرتزقها في هذه المنطقة محمد رضا بهلوي. وكان هناك أفراد آخرون في أماكن أخرى. واليوم أيضًا لا تزال تلك الدكتاتورية على حالها وموجودة. طبعًا بأساليب أحدث، وبأدوات أحدث. حالة الاستذئاب نفسها والدكتاتورية الدولية نفسها والشرور نفسها وعدم الاعتراف بالحدود نفسه – لا تعرف أية حدود تقف عندها – أمريكا هي نفسها أمريكا تلك. نعم، أصبحت أمريكا اليوم أضعف، أمريكا اليوم أضعف مما كانت عليه عام 1343 [1964م]. لكنها في الوقت نفسه، أصبحت أكثر توحشًا وأكثر وقاحة. هذه هي أمريكا.
رئيس أمريكا الأكثر بغضًا في إيران منذ عام 62!
عادت أمريكا إيران، على مدى تاريخ علاقتها بإيران كانت أمريكا دومًا عدوّة لإيران، حتى في زمن ذلك النظام الطاغوتي. كان عداء أمريكا لإيران قبل الثورة أنها أسقطت حكومة وطنية في عام 1332 [1953م] بالانقلاب. جاء موفد أمريكي بحقيبة من الدولارات إلى طهران واختبأ في السفارة البريطانية. وبدأ من هناك بدفع الأموال، وتوزيع الدولارات. فاستخدم بعض الأفراد وأوجدوا انقلابًا وأسقطوا الحكومة الوطنية. طبعًا كان لتلك الحكومة تقصيرها وأخطاؤها أيضًا – كان خطؤها أنها وثقت بأمريكا كثيرًا – لكنهم فعلوا فعلتهم هذه وأقاموا حكومة فاسدة تابعة لهم في هذا البلد. ولا يوجد عداء فوق هذا العداء. هيمنوا على قواتنا المسلحة، هيمنوا على نفطنا، هيمنوا على السياسة في بلادنا، وهيمنوا على ثقافتنا، هيمنة كاملة. استمرت هذه الحالة منذ العام 1332 بانقلاب الثامن والعشرين من مرداد [19 آب 1953م] حتى الثورة أي حتى العام 1357 [1979 م]. كان هذا عداؤهم في تلك الفترة ضد إيران وضد شعبنا. وبعد الثورة، فإنّ ما حصل كان واضحًا. فإلى اليوم، [استمرّ عداؤهم] بين تهديد وحظر وتصريحات معادية وخلق مشاكل وعراقيل وتغلغل ونفوذ. لطالما أساء هؤلاء لإيران والإيرانيين. البعض يحرّفون التاريخ. والأمريكيّون أنفسهم يقومون بذلك. عندما كنت رئيسًا للجمهورية وذهبت إلى منظمة الأمم المتحدة، أجرى مراسل أمريكي مشهور في حينها لقاءً معي في منظمة الأمم المتحدة، وقال إنّ بداية الخلافات بين إيران وأمريكا كان من حادثة السفارة – وكر التجسس – وقال: "منذ أن هبّ شبابكم واستولوا على السفارة، دبّ الخلاف بين إيران وأمريكا". هذا تحريف للتاريخ، فالقضية ليست كذلك. فالخلاف بين الشعب الإيراني وأمريكا بدأ منذ الثامن والعشرين من مرداد. بل حتى قبل ذلك. ووصل إلى ذروته في الثامن والعشرين من مرداد العام 1332[19 آب 1953م]. هم الذين تعاملوا بحقارة وبخبث، وفرضوا على الشعب الإيراني بالانقلاب نظامًا فاسدًا تابعًا لهم. القضية ليست مزحة. تخبّط البلد لسنين متمادية تحت ضغط النظام التابع لأمريكا. إذًا مبدأ الخصومة كان الثامن والعشرين من مرداد العام 1332. منذ ذلك الحين. طبعًا كانت هناك بعض الخطط قبل ذلك؛ مخطط ترومان (2) – كان في فترة شبابنا وأنا أتذكر تلك الفترة إلى حد ما – حيث كانوا يظهرون الصداقة ويبطنون الخصومة. ولكن مع أحداث الثامن والعشرين من مرداد تلك، اتضح كل شيء. فحضر الأمريكيّون إلى وسط الساحة ودبّروا انقلابًا في بلد مستقل ذي حكومة -وكانت حكومةً وطنية وشعبيّة أيضًا- وقد وثقت بهم الحكومة – وثق "مُصدِّق" بالأمريكيين وندم على ذلك – حضروا ودبّروا انقلابًا في مثل هذا البلد وأوصَلوا نظامًا فاسدًا خبيثًا ظالمًا قاسيًا إلى سدة الحكم. وفي تلك الأيام اتخذ الشعب الإيراني من أمريكا موقفه القلبي الحقيقي. لاحظوا، مقال إمامنا الخميني العظيم في العام 1342 [1963م] بعد عشرة أعوام من حادثة انقلاب الثامن والعشرين من مرداد -حيث كان الكفاح الإسلامي الشعبي قد بدأ- بأنه ما من أحد مبغوض عند شعبنا الإيراني أكثر من رئيس جمهورية أمريكا. أي أن الإمام الخميني كان قد شخّص وجود هكذا حالة في شعبه عام 1342.
كانت الثورة الإسلامية أساسًا ثورة ضد أمريكا؛ فلتعلموا هذا أيها الشباب الأعزاء!
الثورة الإسلامية التي حدثت في عام 1357 بقيادة الإمام الخميني وبمشاركة عموم الشعب الذي نزل إلى الساحة وأسقط النظام الملكي الفاسد وأسس للجمهورية الإسلامية، كانت في الأساس ضد أمريكا. شعارات الشعب وشعارات الجماعات التي سارت في الشوارع وعرضت نفسها للمخاطر كان شعارات ضد أمريكا. وقد عملت أمريكا خلال هذه المدة – منذ عام 57 وإلى اليوم أي طوال 41 عامًا – كل ما تجيده من الأعمال في معاداة الشعب الإيراني. لقد قامت بكل ما تستطيع وتحسن القيام به ضد الشعب الإيراني. من تدبير الانقلابات إلى التحريض إلى محاولات التجزئة إلى الحظر وما شاكل ذلك. وأنتم تلاحظون ذلك. بحمد الله، شباب اليوم واعون أذكياء؛ ففي فترة شبابنا، لم يكن الشباب مثل شباب اليوم عارفين بالأمور والأوضاع. وأنتم ترون بأن الأمريكيّين فعلوا خلال هذه الفترة كل ما استطاعوا، خصوصًا مع المؤسسات المنبثقة من الثورة، من جملتها النظام الإسلامي نفسه، ومع الجمهورية الإسلامية نفسها المنبثقة من الثورة. مارسوا العداء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا. وبالطبع لم نكن بدورنا مكتوفي الأيدي. فنحن أيضًا فعلنا كل ما بوسعنا لمواجهة أمريكا. ودفعنا بهم إلى زاوية الحلبة غير مرة. ولم ينجحوا بالدفاع عن أنفسهم. وهذا أمرٌ واضح يشهده العالم بأسره. لكن أهم رد ردت به الجمهورية الإسلامية على مؤامرات أمريكا – وأريد منكم أن تتنبهوا أيها الشباب لهذه النقطة – هو أنها سدّت طريق عودة النفوذ السياسي الأمريكي في هذا البلد. فقد أغلقت الجمهورية الإسلامية طريق العودة أو سبيل النفوذ إلى أركان البلد من جديد أمام أمريكا. ومنع المفاوضات هذا الذي يجري الحديث عنه «لا نفاوض، لا نفاوض» هو أحد المصاديق والأدوات لمنع أمريكا وسد طريق النفوذ أمامها. وهو بالطّبع أمر في غاية الصعوبة على الأمريكيّين. أمريكا المتكبرة المستكبرة التي تمنّن رؤساء البلدان ومسؤولي البلدان بالجلوس والتحدث معهم، تصرّ منذ سنين على التفاوض مع رؤساء الجمهورية الإسلامية، والجمهورية الإسلامية تمتنع، وهذا أمر صعب جدًا على أمريكا. فمعنى ذلك أنه في العالم شعبٌ وحكومة يرفضان قدرة أمريكا الغاصبة الطاغوتية ودكتاتوريتها الدولية، ولا يرضخان لها. وهذا الامتناع عن التفاوض ليس مجرد ممارسة عاطفية، إنما هو مبني على منطق رصين:
فهو يغلق طريق نفوذ العدو،
يظهر للعالم اقتدار الجمهورية الإسلامية وهيبتها،
ويحطم الهيبة المصنوعة من القش لدى الطرف المقابل، أمام أعين العالم أجمع، بعدم الجلوس معه على طاولة المفاوضات السياسية.
يتصوّر البعض أن التفاوض مع أمريكا يحلّ مشاكل البلاد. هذا خطأ كبير، إنهم مخطئون مئة في المئة.
فالطرف المقابل يعتبر جلوسنا خلف طاولة المفاوضات وقبول إيران للتفاوض تركيعًا للجمهورية الإسلامية. يريد أن يقول إنهم استطاعوا أخيرًا بالضغط الاقتصادي والحظر الشديد أن نركّع إيران لتأتي وتجلس معنا خلف طاولة المفاوضات. يريد أن يفهّم هذا الأمر للعالم. يريد أن يثبت أن سياسة «الضغوط القصوى» سياسة صحيحة وقد تركت تأثيرها وجاءت بالجمهورية الإسلامية أخيرًا إلى طاولة المفاوضات. ثم إنه لن يقدم أي امتيازات، أقولها لكم. قطعًا ويقينًا لو أن مسؤولي الجمهورية الإسلامية تعاملوا بسذاجة وذهبوا وتفاوضوا مع المسؤولين الأمريكيّين لما حصلوا على أي شيء؛ لما قلّ الحظر ولا الضغوطات. بل إنّه وبمجرد أن تبدأ المفاوضات، كانوا سيطرحون توقعات جديدة وسيفرضون عقوبات جديدة. من جملة ذلك، على صواريخكم أن تكون كذا وكذا لا تكون كذا وكذا على مديات صواريخكم أن لا تتجاوز الـ 100 والـ 150 كيلومترًا. بتوفيق من الله صنع شبابنا في الوقت الحاضر صواريخ دقيقة مداها 2000 كلم؛ تصيب أي هدف تريده بنسبة خطأ لا تتجاوز المتر الواحد عن بعد 2000 كلم. وهذا أمر صعب بالنسبة إليهم. يقولون إنكم يجب أن تدمروا هذه الصواريخ ولا تكون مديات صواريخكم أكثر من 150 كلم. هذا ما يطرحونه. إذا وافقتم على هذا فالويل لكم، وإن لم توافقوا فالحالة نفسها ستبقى، ويعاودون ما يقولونه الآن. الطرف المقابل لن يمنحكم أي تنازل [من طرفه].
وهذه تجارب كوبا وكوريا أمام أعينكم! تبادلوا مع مسؤولي كوريا الشمالية التعابير الودية والمجاملات الحميمة ناهيك عن المفاوضات! هذا قال إنني أحب ذاك وذاك قال أنا أيضًا (3) فما كانت النتيجة؟ لم يقلّلوا من العقوبات حتى بمقدار ذرة. هكذا هم، لا يمنحون التنازلات، ويريدون منكم أن تتراجعوا عن مواقفكم، ويقولوا للعالم إنّهم ركّعوا إيران، وإنّ سياسة الضغوط القصوى كانت ناجحة، وفي نهاية المطاف لا تحصلون على أي شيء. هذه هي المفاوضات. وتأتي بعض الدول – الدولة الفرنسية مثلًا – فتتوسط وتصر وتبعث الرسائل وتجري مكالمات هاتفيّة وتذهب وتأتي وتقيم لقاءات متعددة في نيويورك وما إلى ذلك بأنه «يجب أن تلتقوا». قال رئيس جمهورية فرنسا (4): "إذا أجريتم لقاء واحدًا فسوف تحلّ كل المشاكل". والإنسان يستغرب حقًا من ذلك، فإما أن نقول إنه ساذج جدًا أو نقول إنه متواطئ معهم. واحد من هذين الاحتمالين. [أقول] لن تحل أيّ مشكلة باللقاء والتفاوض، أي مشكلة! كنت على يقين أن هذا الأمر لن يكون ممكنًا عمليًا، ولكن من أجل أن يتّضح الأمر للجميع، قلنا [للإخوة في الحكومة] لا بأس، فليتراجعوا عن الخطأ الذي ارتكبوه حين خرجوا من الاتفاق النووي ويرفعوا كل الحظر ثم ليشاركوا في [مفاوضات] مجموعة 5+1، عندها لا نمانع. وكنت أعلم أن هذا لن يحصل. ولم يحصل. ولم يوافقوا. لو أنهم ليسوا معقّدين وكانوا صادقين لوافقوا على هذا. كلا، هم لا يريدون حل أي مشكلة. سيطرحون مطالب جديدة لن يقبلها الجانب الإيراني بالتأكيد، وهذا واضح. يقولون لا تكونوا ناشطين في المنطقة، ولا تساعدوا المقاومة، تراجعوا عن دوركم في البلد الفلاني والبلد الفلاني، وتخلّوا عن صواريخكم. . . ومن هذه الأمور ينتقلون شيئًا فشيئًا إلى مراحل أخرى. سيقولون لا تشددوا على قضية الحجاب ولا تركزوا على قضية القوانين الدينية، سيثيرون كلامًا من هذا النوع، فمطالبهم ليس لها حدود تقف عندها. قبل سنوات قلت هنا للمسؤولين في هذه الحسينية: أخبروني بالحدود التي تقف عندها أمريكا وتنتهي عندها مطامعها. متى توقفت أمريكا عن إبراز توقعات جديدة، حتى نعلم . ليس لها حدود تقف عندها. إنهم يريدون أن يستعيدوا الحالة نفسها التي كانت في هذه البلاد قبل الثورة. لقد كانت هذه الثورة ضد أمريكا. وهم يريدون إعادة هذه الحالة. لكن الثورة أقوى من ذلك. والجمهورية الإسلامية أكثر صلابة من ذلك. والإرادة التي تحكم الجمهورية الإسلامية إرادة فولاذية وعزيمة راسخة بتوفيق من الله. ولن تسمح لأمريكا بالعودة إلى البلاد بهذه الحيل والأساليب. حسنًا، هذا المقدار يكفي حول أمريكا (5).
ازدهار الإنتاج الوطني؛ القضيّة الأهمّ
لنخض في الشؤون الداخلية. أريد أن أشير إلى نقطة، فيما يتعلق بالقضايا الداخلية، جديرة بأن يلتفت إليها المسؤولون المحترمون والقطاعات المختلفة في الحكومة ممن يرغبون حقًا في أن يعملوا. طبعًا لدينا الكثير من القضايا والأمور في النطاق الداخلي، في مجال الاقتصاد وفي مجال الثقافة وفي مجال العلوم والبحث العلمي وفي حيز الشؤون الاجتماعية. لكنني أروم التشديد على قضية واحدة وهي ما طرحته في نداء بداية العام للشعب الإيراني كشعار لهذه السنة، وهو قضية ازدهار الإنتاج. مضت ثمانية أشهر! طبعًا تم إنجاز أعمال جيدة في هذه الأشهر الثمانية، أقولها لكم، تم إنجاز أعمال جيدة، وهناك قطاعات تحتاج إلى عمل. وقد قلت هذا للشعب الإيراني في مطلع العام وهو أن مفتاح حل المشكلات والقضايا الاقتصادية للبلاد هو الإنتاج. وأنا لست خبيرًا اقتصاديًا لكن هذا كلام الخبراء الاقتصاديين. ونقطة إجماع كل الخبراء الاقتصاديين. وبعد أن أعلنا شعار العام، أيد جميع الخبراء والعلماء الاقتصاديين هذا الأمر في ما كتبوه وقالوه في الصحف وفي الفضاء الافتراضي، وأكدوا أن ازدهار الإنتاج هو مفتاح حل المشاكل الاقتصادية في البلاد، وهو ما يوفر فرص العمل. فبطالة الشباب مشكلة كبيرة، حلّها هو توفير فرص العمل. . بالإضافة إلى أنه ينتج الثروة الوطنية ويحقق الرفاه العام. بل ويساعد حتى على التقدم العلمي. عندما يزدهر الإنتاج ستشعر المعامل والمؤسسات الصناعية والزراعية بالحاجة لأساليب وطرائق علمية وستدخل الجامعات إلى الساحة فيتحقق بذلك ازدهار علمي [أيضًا]. بمعنى أن مفتاح حل المشاكل الاقتصادية في البلاد عبارة عن ازدهار الإنتاج الذي أعلنا عنه هذه السنة. حسنًا، ما أريد قوله هو أنّه لدينا مشاكل في المجال الاقتصادي للبلاد. وهذا الغلاء وهذا التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية، أمور تضغط على الناس. وإذا أردنا معالجة هذه الأمور وإزالتها، فالسبيل الوحيد لذلك هو التركيز على الإنتاج الوطني.
قال أحد الوزراء المحترمين – وزير الصناعة المحترم – كلامًا حسنًا جدًا ارتحتُ له. وعد وقال إنّ أي مكان وأي وحدة إنتاجية صناعية تتعرض للمشاكل وتعتزم الإغلاق، سنذهب إليها ونحول دون إغلاقها وتعطيلها. حسنًا، هذا وعد، ويجب أن يفوا بوعدهم ويتابعوه ويعملوا به. هذا أمر رائع، وهو أمر يتعلق بالمجال الصناعي. لكن على جميع مسؤولي البلاد في مختلف المجالات والقطاعات أن يكونوا كذلك، ولا يوجد سبيل آخر.
ولتتعلّق قلوبكم بالداخل.. فالطاقات كثيرة!
لا يمكن انتظار الآخرين والأجانب لكي يحلّوا مشاكل البلاد. إنما سيسبّب هذا الانتظار ضررًا وخسائر في تقدم البلاد اقتصاديًا. ننتظر مدة بسبب الاتفاق النووي، وننتظر مدة أخرى لنرى هل سيمدد رئيس جمهورية أمريكا مهلة الثلاثة أشهر تلك الموجودة للأسف في الاتفاق النووي – وايفر – (6) أم لا، أي هل سوف يتم تمديد وايفر رئيس جمهورية أمريكا أم لا، ونتأخر مدة لنرى ما ستكون نتيجة برنامج الفرنسيين ورئيس جمهورية فرنسا... حسنًا، هذا كله انتظار، وفي ظروف الانتظار لن يستثمر المستثمر الاقتصادي لأن مصيره لن يكون واضحًا. وكذلك مصير الناشط الاقتصادي ليس واضحًا. هذا الانتظار بحد ذاته يسبب الركود والتأخر للبلاد. كم يجب أن ننتظر؟ اتركوا هذه الحالة [الانتظار]، ولا أقول اقطعوا العلاقات، كلا، لتكن هناك علاقات، وإذا استطاع أحد فعل شيء فليفعله، ولكن لا تعلقوا قلوبكم بأولئك. ولتتعلق قلوبكم بالداخل. فالإمكانيات والطاقات في الداخل كثيرة جدًا. قال لي محافظ إحدى المحافظات قبل مدة إنه استطاع خلال عدة أشهر إبرام 90 ألف مليار تومان من العقود في هذه المحافظة. أتعلمون ما معنى 90 ألف مليار تومان؟ معناه ربع ميزانية البلاد كلها. أحد المحافظين يقول هذا. هذه هي إمكانياتنا وطاقاتنا. ولو افترضنا أن نصف هذه الـ 90 ألف مليار لم تتحقق وحتى لو لم يتحقق ثلثا هذا المبلغ، فهل ثلاثون ألف مليار بالحجم القليل؟ هذا ما يخص إحدى المحافظات فقط. حسنًا، تابعوا الأمور وحققوا ونفذوا فهذه إمكانيات البلاد وطاقاتها، ويجب الاستفادة من هذه الإمكانيات.
حسنًا، ازدهار الإنتاج.. من طرق ازدهار الإنتاج الحؤول دون استيراد البضائع الخارجية، فلماذا لا يحولون دون ذلك؟ سؤالي هذا جادّ للمسؤولين المحترمين. لا تسمحوا بذلك. هناك من يتنفسون وينتعشون بالاستيراد. فحياتهم وثرواتهم السهلة وإمكانياتهم منوطة بالاستيراد. لذلك لا يسمحون بمنع الواردات الزائدة والمتفلتة. فهل الأولوية لهؤلاء أم لذلك الشاب العاطل عن العمل؟ الشاب الإيراني العاطل عن العمل يبقى كذلك نتيجة الاستيراد المتفلّت الذي يدمّر الإنتاج الداخلي. العلاج القاطع هو أن نستطيع تنظيم الخطط الصحيحة والسياسات التي تم تبليغها للمسؤولين المحترمين – سواء الحكومة أو مجلس الشورى – وتنفيذها وتحقيقها. هذا هو السبيل لخروج البلاد من المشكلات.
وأقول لكم في ختام كلمتي؛ إن إمكانياتنا كثيرة، إمكانيات البلاد كثيرة جدًا، وسوف نتجاوز كل المشاكل بحول الله وقوته. وعلى الرغم من أنوف الذين لا يطيقون مشاهدة ازدهارنا. حفظكم الله للبلاد وأبقاكم، ووفق الله جميع المسؤولين الحريصين في البلاد إن شاء الله ليستطيعوا القيام بواجباتهم على أحسن وجه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- من كلمة الإمام الخامنئي أمام أهالي مشهد وزوار الإمام الرضا في حرم الإمام الرضا (عليه السلام) بتاريخ 21/03/2018 م.
2- هري ترومان (رئيس جمهورية أمريكا الأسبق).
3- ضحك الحضور.
4- إيمانويل ماكرون.
5- ضحك الحضور.
6- waiver غض الطرف، مواصلة الحظر.
فلسطينيون يحرقون العلمين الأمريكي والإسرائيلي بتظاهرة شمالي الضفة
التظاهرة دعت إليها حركة "فتح" جاءت احتجاجاً على سياسة الإدارة الأمريكية تجاه فلسطين.
أيسر العيس
تظاهر عشرات الفلسطينيين، مساء الأحد، وسط نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وأحرقوا علمي الولايات المتحدة وإسرائيل، وصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، احتجاجا على سياسة إدارته تجاه القضية الفلسطينية.
وردد المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها حركة التحرير الفلسطينية "فتح"، هتافات منددة بمواقف واشنطن وانحيازها لإسرائيل.
وقال القيادي في فتح مازن الدنبك ، إن رسالة الفعالية هي "أن الشعب لن يسكت على انحياز الولايات المتحدة، وبخاصة قرار شرعنة المستوطنات".
وطالب الدنبك دول العالم بالتدخل لوقف خطوات ترامب التي تخالف القانون الدولي.
كما دعا الفلسطينيين "للنزول للشوارع والتصعيد اليومي ضد المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على انتهاكاتهم المتواصلة".
والإثنين الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية "مخالفة للقانون الدولي"، فيما لاقت تصريحاته إدانات دولية وعربية.
وكانت إسرائيل احتلت الأراضي الفلسطينية المعترف بها دوليا عام 1967.
ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المستوطنات غير شرعية، ويستند هذا جزئيا إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قضت محكمة العدل الأوروبية، بإلزام الدول الأعضاء في الاتحاد بوضع ملصق "منتج مستوطنات"، وليس "صنع في إسرائيل"، على السلع المنتجة في المستوطنات.
وهوت العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى الحضيض بعد قرار ترامب في 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، ثم قطع واشنطن في العام التالي مساعداتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وإعلان ترامب في مارس/آذار الماضي الاعتراف بسيادة إسرائيل "الكاملة" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة عام 1967.
حديث قائد الثورة الإسلامية المعظم إثر الأحداث التي عقبت قرار رفع أسعار البنزين: يجب أن لا يؤدي ارتفاع سعر البنزين إلى غلاء سائر البضائع
قائد الثورة الإسلامية المعظم يعلّق على الأحداث التي عقبت قرار رفع أسعار البنزين
أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم في بداية درس بحث الخارج في الفقه صباح اليوم (الأحد:2019/11/17) إلى الأحداث التي عقبت قرار رفع سعر البنزين مؤكداً بأن رؤساء السلطات الثلاث اتخذوا قرارهم بناءً على دراسة دقيقة وبالتالي لابد من تطبيقه، واوضح سماحته ان من المؤكد ان بعض المواطنين مستاؤون من هذا القرار ولربما يلحق الضرر ببعضهم، إلا أن أعمال التخريب وإحراق الممتلكات ليس من عمل المواطنين بل عمل الأشرار.
ودعا سماحته المسؤولين إلى النهوض بمسؤولياتهم بشكل جدّي وعدم السماح بارتفاع نسبة الغلاء، ثمّ طلب من الناس الذين أثبتوا سابقاً تحليهم بالبصيرة، عدم الانجرار وراء الأشرار الذين يعملون على سلب الأمن والاستقرار، وأضاف: إن الغلاء يخلق مشاكل عديدة للمواطنين وعلى المسؤلين ان ينتبهوا الى ذلك كما أن على المسؤولين الأمنيين ان يقوموا بواجباتهم في حفظ الأمن.
وفيما يلي نص حديث سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطّاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
قبل أن نشرع في البحث، علي أن أقول أنّه خلال هذين اليومين وقعت أحداث نتيجة قرار رؤساء البلاد، ورؤساء السلطات، البارحة، ليلة أمس، قبل البارحة وقعت أحداث في بعض مدن البلد وللأسف تسببت بالمشاكل، فالبعض فقدوا أرواحهم وتم تخريب بعض المراكز، تم القيام بمثل هذه الأعمال خلال هذين اليومين. ينبغي الالتفات إلى عدة نقاط؛ بداية عندما يتم إقرار قرار كهذا من قبل رؤساء البلد، يجب على المرء أن ينظر إليه بحسن ظن، أنا لست خبيراً في هذه القضية، أي أنني لست مختصاً في هذه الأمور، وقلت للسادة أيضاً؛ قلت لأن آراء الخبراء في قضية البنزين هذه مختلفة، فالبعض يرى أنها ضرورية وواجبة والبعض يرى أنها مضرة، لذلك فأنا لا رأي لي هذه القضايا؛ وقلت بأنني لا أملك رأياً لكن إذا قرر رؤساء السلطات الثلاث قراراً فإنني أدعمهم. قلت ذلك، وسوف أقوم بدعمهم أيضاً. هم رؤساء السلطات، لقد جلسوا واتخذوا قراراً يستند إلى آراء خبراء من أجل البلد، ينبغي تطبيق ذلك القرار؛ هذه نقطة.
النقطة الثانية، هي أنه من المحتم أن بعض الناس إما أن يقلقوا نتيجة هذا القرار أو أن ينزعجوا أو أنه يضر بهم أو أنهم يظنون أنه يضرهم وينزعجون على كل حال، لكن إضرام النيران في المصرف الفلاني، هذا ليس من صنع الشعب، هذا فعل الأشرار؛ هذا ما يقوم به الأشرار، ينبغي الالتفات إلى هذا الأمر. في أحداث كهذه عادة ما يتدخل الأشرار، والحاقدون، والأراذل، وقد ينجر بعض الشباب ورائهم نتيجة انفعالهم ويُحدثوا مثل هذه المفاسد. وهذه المفاسد لا تحل أية مشكلة سوى أنها تضيف انعدام الأمن إلى أي مشكلة موجودة. وانعدام الأمن أعظم مصيبة لأي بلد ولأي مجتمع؛ وهذا ما يرمون إليه. لاحظوا كيف أنه بعد انقضاء يومين تقريباً -أي ليلتان ويوم- على هذه الأحداث بادرت كل مراكز الشر حول العالم إلى تشجيع هذه الأعمال والعمل ضدّنا، انطلاقاً من العائلة البهلويّة المشؤومة والخبيثة وصولاً إلى جماعات المنافقين الخبثاء والمجرمين، هؤلاء يقومون بشكل متواصل في الفضاء الافتراضي وفي سائر الأماكن بتشجيع ممارسة أعمال الشر هذه. ما أود قوله هو أن لا يساعد أحدٌ الأشرار، يجب أن لا يبادر أي إنسان عاقل ومحترم يكن الحب لبلده ويحب حياته الرغدة لمساعدة هؤلاء؛ هؤلاء أشرار وهذه ليست أعمال الناس العاديين.
على المسؤولين أن يدققوا أيضاً، وليحرصوا على التقليل ما أمكن من هذه المشاكل. وقد شاهدت التلفاز يوم أمس حيث قال بعض المسؤولين الأفاضل أننا حريصون على أن لا يؤدي ارتفاع أسعار البنزين هذا إلى ارتفاع أسعار سائر البضائع والمنتجات؛ نعم هذا مهم، لأن الغلاء موجود في الوقت الراهن، وإذا تقرر أن ترتفع نسبة الغلاء فهذا سيخلق مشاكل عديدة للناس، عليهم أن يراقبوا الأوضاع. هذه الرقابة من مسؤوليتهم هم، فلينهض مسؤولو حفظ الأمن في البلد بمسؤولياتهم أيضاً، وعلى شعبنا العزيز أيضاً، الذي ولحسن الحظ أعلن في مختلف القضايا عن تسلّحه بالبصيرة وتصرّف بوعي، أن يعلم منشأ هذه الأحداث المريرة وماهيّتها، ومن يقف وراء إضرام النيران هذه والتدمير والتخريب وخلق النزاعات وسلب الأمن. فليدركوا هذا الأمر وليتنبّهوا والناس واعون، فليبتعدوا عن هؤلاء. هذه توصيتي، ولينهض مسؤولو البلد بمسؤولياتهم بشكل جدّي
باريس: قاعدتنا بأبوظبي مقر المهمة البحرية الأوروبية بالخليج(الفارسي)
تغريدة لوزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، التي تزور الإمارات حاليًا.
أعلنت باربس، الأحد، أن القاعدة البحرية الفرنسية الموجودة في أبوظبي، منذ 10 سنوات، ستكون مقر مهمة مستقبلية تقودها أوروبا لتأمين مياه الخليج (الفارسي)
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، التي تزور الإمارات حاليا في تغريدة عبر حسابها الموثق بـ"تويتر"، "لمدة 10 سنوات، توفر لنا قاعدتنا العسكرية في أبوظبي أداة استراتيجية فريدة".
وأضافت أن بلادها قبلت استضافة الإمارات لمقر بعثة المراقبة البحرية الأوروبية المستقبلية بالخليج(الفارسي)، من دون تفاصيل أكثر.
وبارلي، وفق ما نقله حساب سفارة باريس بأبوظبي عبر تويتر، زارت الأحد، القاعدة البحرية الفرنسية بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاتفاق الدفاع بين فرنسا والإمارات.
وسبق أن صرحت بارلي بأن بلادها تدفع باتجاه إنشاء قوة بحرية أوروبية يكون دورها الأساسي تأمين الملاحة في مياه الخليج(الفارسي)، مضيفة أن هذه القوة ستتعاون مع القوة الأمريكية ولكنها ستكون مستقلة عنها.
وكانت البحرية الأميركية أطلقت الشهر الجاري تحالفا إقليميا لحماية حركة السفن في مياه الخليج(الفارسي)، يضم الإمارات والسعودية والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا، ويتّخذ من المنامة مقرا له.
وفي 23 يوليو/ تموز الماضي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عن مبادرة أوروبية بمشاركة بريطانيا وألمانيا، من شأنها ضمان الأمن البحري في الخليج(الفارسي)، دون تفاصيل أكثر.
وجاء الإعلان عقب 4 أيام من أزمة احتجاز السلطات الإيرانية ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مياه الخليج(الفارسي)، بزعم أن الناقلة "لم تراع القوانين البحرية الدولية"، قبل أن تحل الأزمة لاحقاً.
وتشهد المنطقة حالة توتر، إذ تتهم واشنطن وعواصم خليجية، خاصة الرياض، طهران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وتهديد الملاحة البحرية، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج. (الفارسي)
إردوغان يزور قطر غداً وتوقعات بتوقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يزور قطر غداً الاثنين لإجراء محادثات تتركز على قضايا الشرق الأوسط، وتقرير قطري يتوقع توقيع البلدين اتفاقيات جديدة في مختلف الاصعدة.
· إردوغان يزور قطر غداً وتوقعات بتوقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين
يزور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قطر الاثنين لإجراء محادثات تتركز على قضايا الشرق الأوسط، بحسب ما أعلنتالرئاسة التركية الأحد.
وجاء في بيان الرئاسة أنه سيتم خلال المحادثات "بحث السبل لزيادة التعاون بين تركيا وقطر في جميع المجالات وسيتم كذلك تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية الدولية".
وأضاف أن إردوغان سيحضر الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا التركية القطرية بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقبيل زيارة الرئيس التركي إلى قطر، نشرت وكالة الأنباء القطرية تقريرًا موسعًا يستعرض التطور اللافت في العلاقات بين تركيا وقطر. أوضح التقرير أن "اجتماعات اللجنة تندرج في إطار الشراكة المتنامية والعلاقات الاستراتيجية الراسخة بين الدوحة وأنقرة، وتحظى باهتمام كبير من الطرفين خاصة أن هناك العديد من الأهداف التي يطمح البلدان إلى تحقيقها وإنجازها في شتى القطاعات".
ولفت التقرير إلى أنه "من المنتظر أن يوّقع أمير قطر والرئيس التركي على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجالات التعاون الصناعي والثقافي والصحي والتخطيط المدني والملكية الفكرية".
ما هي أبرز التيارات المعارضة في السعودية؟
رغم الصفقة التاريخية التي عقدها آل سعود مع آل الشيخ لتقاسم السلطتين السياسية والدينية، إلا أن تيارات جديدة ظهرت على الساحة محاولة اسقاط الحلف وانتزاع السلطتين، وكانت فتاوى تكفير المعارضين جاهزة، فيما يرصدهم سيف السلطات التنفيذية لسفك دمائهم قبل أن يجف حبر الفتوى، إلا أن بعض التيارات نجحت في تحقيق الاختراقات ولم ينجح معها التكفير ولا القتل مما حولها الى حركات شعبية يجب على السلطات تحمل وجودها والتعامل معها سياسيا بعد أن كانت في السابق ترد عليها بحد السيف.
وتعد السعودية من أغنى دول العالم الثالث في الشرق الأوسط، واستطاعت أن تحصل على مكانة استراتيجية في أسواق الطاقة بالاعتماد على انتاجها أكثر من 10 ملايين برميل من النفط كل يوم. ومن جهة أخرى أدى التقارب السعودي الكبير مع الغرب الى جعل آل سعود حلفاء للاعبين الدوليين الأقوياء وعلى رأسهم الولايات المتحدة؛ إلا أن ذلك لم يمنع ظهور تيارات مناوئة لحكمهم.
وقد شهدت السعودية تطورات هامة إثر تبلور التيارات السياسية في سبعينيات القرن الماضي. وسميت هذه التطورات بصورة عامة باسم "الصحوة الإسلامية". ويطلق اسم تيار الصحوة الإسلامية في السعودية على جميع التيارات الرافضة للمسار السياسي للبلاد. وعلى الرغم من أن بعض هذه التيارات لها توجهات ليبرالية، ولكنها بصورة عامة تُصنف ضمن إطار الصحوة الإسلامية. وحاول "ستيفان لاكروا" من خلال كتبه ومقالاته أن يثبت أن هذه التيارات لها توجهات مختلفة من تيارات راديكالية، وصولا إلى تيارات علمانية، شيعية وليبرالية، وإن هذه التيارات تسمى بصورة عامة بالصحوة الإسلامية.
وقد أثرت عوامل مختلفة على ظهور تيار الصحوة الإسلامية في السعودية، منها وجود شقيق السيد قطب، محمد قطب في الجامعات السعودية وتأكيده على فكر توحيد الحاكمية وانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم. كما أن الثورة الإسلامية في إيران وقيام حكم إسلامي وفقا للتعاليم الإسلامية أثرا تأثيرا كبيرا على أفكار الإسلاميين السلفيين في منطقة الخليج الفارسي بصورة عامة وفي السعودية بصورة خاصة. إن صدور فتوى الجهاد إبان الحرب في أفغانستان وتوجه أكثر من أحد عشر ألفا من السعوديين الى ذلك البلد يعكس مدى نشاط القوى الإسلامية في السعودية.
ويرى بعض المنظرين أنه لولا احتلال فلسطين وارسال أعداد كبيرة من القوى الإسلامية للجهاد في أفغانستان، لأدت تعاليم محمد قطب وشيوع تيار الاخوان المسلمين في السعودية الى تفجر الأوضاع الداخلية بالسعودية أو على الأقل دخول البلاد في أزمة. واستغلت السعودية هذه الفرصة وأرسلت الكثير من القوى للجهاد في أفغانستان، ومن نفس هذا المنطلق يمكننا تحليل سبب توجه القوى الجهادية الى العراق. بعبارة أوضح لعب العراق وأفغانستان دور صمام الأمان لنظام السعودية، وبخروج الإسلاميين (أو اخراجهم) من المجتمع السعودي واستنفاذهم طاقاتهم في تلك البلدان، حافظ النظام السعودي على توازن نسبي في البلاد.
بصورة عامة، بعد عام 1999 تم اطلاق سراح بعض وجوه تيار الصحوة الإسلامية البارزة مثل سلمان العودة وسفر الحوالي. وقد غير هذان الاثنان ومجموعة من السلفيين مواقفهم، وأصدروا لاحقا ادانات شديدة لعمليات الحادي عشر من سبتمبر، وبهذه الإدانة اتخذوا خطوة نحو الابتعاد عن الإسلام السلفي ذي التوجهات المعادية للغرب وساروا نحو الإسلام المعتدل أو الإسلام الليبرالي كما يسمونه هم. وحاليا هناك صراع خفي بين بعض التيارات السلفية المعتدلة في السعودية. كل من هذه الجماعات تريد أن تقطف ثمار التطورات التي شهدها المجتمع في عقد السبعينيات والتي عُرفت بصورة عامة باسم الصحوة الإسلامية. وتعلم هذه التيارات علم اليقين أن تيار السلفيين الجدد قد قضى على نفسه عبر تهريبه السلاح الى داخل السعودية والقيام بأعمال عنف مسلحة، ومن ناحية أخرى فإن التيار الوهابية التقليدية قد فقد إمكانية التجديد وإعادة تصميم المشهد الاجتماعي بسبب مشاركته في المؤسسات الرسمية وكذلك تحجر هذا التيار فكريا.
وأخيرا تنحصر الإمكانية على التواصل مع المجتمع في الجماعات الإسلامية أو الليبرالية. لذلك تعتبر مجموعتي الصحوة الإسلامية هاتين وبتوجهات أشخاص مثل سلمان العودة وتيار الإسلام الليبرالي، خصمين حقيقيين في التنافس للسيطرة على التيار الرئيسي في المجتمع السعودي المحافظ.
ما الذي تعرفه عن «السرورية»؟
وقبلت ظُلم ذوي القربي وعداواتهم، ولا أعتقد أن أحدًا في العالم الإسلامي ظُلم من إخوانه ورفاق دربه السابقين مثلما ظُلمت. *الشيخ محمد سرور زين العابدين – مؤسس التيار السروري.
لم يكن مُدرّس الرياضيات، الذي اختلف مع زملائه بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وسافر إلى السعودية في ستينات القرن الماضي من أجل تدريس تخصّصه لطلاب المرحلة الثانوية، يعلم أنه سيصبح مؤسّسًا لتيار ديني جديد سيُنسب إليه، وسيلعب دورًا محوريًا في ساحة الإسلام السياسي، وسيكون الشريان الأساسي المُغذي لما عُرف في السعودية باسم «الصحوة».
التقرير التالي يحاول إلقاء الضوء والتعرّف عن كثب على هذا التيار الذي يُمثّل حلقة وصل بين فكر السلفية وأيديولوجية الإخوان، والذي وصفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حديثه الأخير مع «التايمز» البريطانية بأنه «الأكثر تطرفًا وخطورة في الشرق الأوسط».
السرورية: الخطّ الواصل بين «التوحيد» و«الظِلال»!
ما عرفتُ الإسلام إلا عن طريقهم. *الشيخ محمد سرور زين العابدين متحدثًا عن جماعة الإخوان المسلمين
خرج الشيخ محمد سرور من سوريا في أواخر الستينات من القرن الماضي بعد اختلافه مع إخوانه داخل جماعة الإخوان المسلمين، وتضييق نظام حافظ الأسد عليهم، والبدء في ملاحقتهم؛ فاتجه إلى السعودية؛ حيث استقر فور وصوله في معقل الدعوة السلفية، منطقة القصيم، ثم بدأ أوّل ما بدأ بطرح أفكاره التي كانت ترسم خطًّا بين منهج السلفية وفكر الإخوان، فجذب إليه العديد من الشباب الذين وجدوا في طرحه ثوريّة غائبة كانوا يبحثون عنها.
إذ أخذ هذا التيار الجديد عن السلفية التقليدية، موقفها الصارم من المخالفين لأهل السُنّة من الفرق والمذاهب الأخرى، مثل الشيعة، كما أخذ عن أطروحات سيد قطب الأفكار الثورية الحِراكية؛ فتأسس التيار الذي وجد في المجتمع السعودي ضالته؛ فنما وأثمر، وأصبح الشيخ السوريّ مرجعًا حركيًّا للشباب السعودي والعربي المتحلّق حوله.
وطوال فترة وجوده بالمملكة تأثّر الشيخ محمد سرور بأطروحات السلفية وابن تيمية، وأثّر في الوقت ذاته بالشباب السلفيّ بفكر الإخوان في التنظيم والحاكمية والسياسة، الذي كان جديدًا عليهم؛ مما سمح لأفكاره بالانتشار سريعًا، وأصبح له أنصار من النخبة الشرعية بالمملكة، وخاصة الشباب؛ إذ تتلمذ على يده أسماء لمعت لاحقًا، مثل الشيخ عائض القرني، والشيخ سلمان العودة، والشيخ ناصر العمر، والشيخ سفر الحوالي.
وبالرغم من الدور الكبير الذي لعبه سرور في تأسيس هذه الحركة الوليدة داخل المملكة السعودي، إلا أنّه كان يؤكد على أنه ليس قائدًا للحركة، وأنه ليس عالمًا، ويكره أن تُدعى بالسرورية – أطلق اسم «السرورية» على هذه الجماعة معارضوها من أهل السنة ومن الإخوان المسلمين – فيما تولى قيادة الجماعة فلاح العطري، وإليه نُسبت الجماعة في البداية.
فيما بعد وتحديدًا في عام 1973 طلبت المملكة من سرور أن يُغادرها؛ فارتحل إلى الكويت، وهناك التحق بأسرة مجلّة المجتمع التي كان يصدرها الإخوان المسلمون، ثم ارتحل مرة أخرى إلى بريطانيا بعد الضجة التي أحدثها كتابه: «وجاء دور المجوس»؛ فظل فيها ما يقرب من 30 عامًا، أسس خلالها «المنتدى الإسلامي»، و «مركز الدراسات الاستراتيجية» في برمنجهام، وأصدر عبره «مجلة السُنّة» الثورية، وواصل من هناك رعاية تياره الحركي والتأصيل لفكره؛ حتى صار متشعبًا في الخليج ( الفارسي ) ومصر واليمن. وعندما وقعت حرب الخليج ( الفارسي ) الثانية بزغ وجوده عبر مخالفته لرأي هيئة كبار العلماء وتحريمه الاستعانة بالمشركين وإدخالهم جزيرة العرب، ثم غادر بريطانيا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ومكث بالأردن قليلًا، قبل أن ينتهي به المطاف في قطر التي ظلّ فيها إلى أن تُوفي عام 2016.
صِدام مع المؤسّسة السلفيّة السعوديّة
إن الدعوة السلفيّة أكبر من أن تستوعبها جماعة أو شيخ، أو عدد محدود من الأفراد، وليس هناك جهة أو مؤسسة يحق لها ادعاء حق الوصاية على هذه الدعوة. *الشيخ محمد سرور زين العابدين
يرى الإمام الألباني أن السرورية «خارجية عصرية»، ولما سُئل الشيخ ابن باز مفتي المملكة السابق عما ذكره سرور في كتابه «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله»، وقوله: «نظرت في كتب العقيدة؛ فرأيت أن أسلوبها فيه كثير من الجفاف؛ لأنها نصوص وأحكام، ولهذا أعرض عنها معظم الشباب»، قال هذه «ردّة»، وحرّم بيع الكتاب، وأمر بتمزيقه، فيما قال الشيخ ابن عثيمين: «هذه الكلمة كفر»، وقال الشيخ فوزان: «هذا كفر، وهذا رجل خبيث».
ومن مآخذ السلفية على السروريين أنّهم يرونهم مخالفين لأهل السنة؛ إذ يقولون بكُفر مرتكب الكبيرة، ويقرّون العمليات الجهادية، ويُكفّرون من يحكم بالقوانين الوضعية، ويخلّون بمبدأ السمع والطاعة لولاة الأمر، ويدعون للخروج عليهم، ويبرأون من بعض علماء أهل السنة، مثل الشيخ ابن باز، بدعوى أنهم علماء سلاطين، ويوالون الصوفية والقطبية – نسبة إلى سيد قطب – بالإضافة إلى إهمالهم للدعوة واجتهادهم لتوحيد الحاكمية.
دعاة الصحوة.. هؤلاء نبتوا في كنف السرورية
إبان تواجد محمد سرور في السعودية تتلمذ على يده العديد من شباب الدعاة الذين صاروا فيما بعد علامات للتيار الصحوي في المملكة، وعلى رأسهم د. سلمان العودة، وعائض القرني – وقد قاما لاحقًا بمراجعة فكرهما وقالا بتخلّيهما عن الدعوة للعنف وحمل السلاح – والشيخ ناصر العمر، والشيخ بشر البشر، والشيخ سفر الحوالي، أما أشهر دعاة السرورية في مصر، فمحمد عبد المقصود وتلاميذه، والشيخ محمد بن إسماعيل المقدم وجماعته.
ومن بيان أثر الشيخ سرور في أتباعه، هذه القصة التي يحكيها رئيس الهيئات السابق في القصيم، والمهتم بالنشاط الديني والخيري، الشيخ عبد العزيز اليحيى، والذي كان معاصرًا لهذه المرحلة المهمّة في بدايات انتشار الفكر الصحوي السروري في المملكة، ويقول فيها: «إن تأثير ابن سرور في السعودية بدأ من خلال تدريسه في المعهد العلمي، وكان أبرز الوجوه للتيار السروري، الداعية سلمان العودة، والذي كان اسمه سليمان، ثم طلب منه الشيخ سرور تغيير اسمه إلى سلمان، مستدعيًا باستمرار قصة سلمان الفارسي، ومردّدًا: سلمان منّا آل البيت، وأنه لا يوجد بعائلته (عائلة العودة) اسم سلمان، فوالده فهد السليمان وعمه حمد السليمان، فقام سلمان العودة بتغيير اسمه بالفعل، وقام بتسجيله رسميًا».
السرورية والربيع العربي.. هل دقت ساعة التمكين؟
عندما اندلعت ثورات الربيع العربي، كان محمد سرور قد بلغ من العمر عتيًا، لكنه مع ذلك تفاعل مع هذا الحراك الحادث، ودعا السلفية الحركية للبزوغ سياسيًا، والسعي لإنشاء أحزاب سياسية في هذه الدول التي وصلتها موجة الربيع العربي؛ إذ كان تيار السرورية قد تعرض لملاحقات أمنية في بعض الدول التي منها اليمن، واقتصر نشاطه على العمل الخيري والدعوي، ثم رأى ضرورة التهيؤ لدخول مجال العمل السياسي، في صورة الأحزاب السياسية.
جانب من إحدى تظاهرات الربيع العربي في اليمن
لكن هذه الدعوة تسببت في إحداث جدل واسع بين أوساط السلفية الحركية؛ وذلك لأن هذا التيار لم يرتكز إلاّ على «ثورية الحاكمية»، والتي تتعارض مع فلسفة الديمقراطية التي قامت على أساسها ثورات الربيع العربي.
وبرغم التباين الذي وقع داخل هذا التيار، إلاّ أن الغالبية قررت بالفعل خوض غمار العمل السياسي في مصر واليمن، ونشأت بالفعل في هذه الدول أحزاب سياسية كنموذج للشكل الأخير الذي ارتأه محمد سرور.
السرورية والسلطة.. الحاكمية القطبية أساسًا ومبدأً
كان موقف التيار السروري من السلطة السياسية واضحًا منذ بداياته؛ إذ ينطلق من مفهوم الحاكمية القطبية التي تنزع المشروعية عن كل الأنظمة السياسية في العالم العربي، وتتعدّى إلى تكفيرها، ويرى الباحث عبد الله بن بجاد في بحثه: «السرورية.. النشأة والتنظيم»، المنشور ضمن كتاب «السرورية» الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، بدبي عام 2007، أن اعتراض السرورية على الأنظمة السياسية في العالم العربي كان من أجل تمهيد الطريق للوصول إلى السلطة والتربع عليها، إذ إن ذلك – بحسبه – هو الهدف الأساسي لكل تنظيمات «الإسلام السياسي»، ويمكن ملامسة هذا الأمر بوضوح في حديثهم عن الخلافة، والتمكين، وإعداد الأجيال لهذا الأمر، وكذلك من قراءاتهم للحركات الثورية في التاريخ الإسلامي.
ويرى الباحث أن السروريين ينتهجون مع السلطة السياسية لعبة القرب والبعد و«شعرة معاوية»، ولا يتورّعون عن التضحية ببعض الجماعات الإسلامية الأخرى من أجل خدمة التنظيم، مستشهدًا بموقف الشيخ محمد سرور من حركة جهيمان العتيبي، وكذا موقف الشيخ سفر الحوالي من تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وفي الوقت نفسه روجوا بشكل واسع لمقولة أن «أولي الأمر» في النص القرآني هم العلماء، وليس الحكام، وذلك من أجل إضفاء مشروعية على الخروج على الحكام، وبغرض تركيز السلطة في أيديهم، وأطلقوا فيما بعد مفهوم «لحوم العلماء مسمومة»؛ ليغلفوا مواقفهم بالقداسة الدينية بحسب الباحث.
أما موقفهم من الديمقراطية فمتباين ومتناقض، فالخطاب النظري لدى السرورية يحرّم الديمقراطية، ويقول بأنّها كفر ومنازعة للخالق، لكنهم مؤخرًا بدأوا في التفريق بين فلسفة الديمقراطية وآليتها، وكتب سفر الحوالي، وناصر العمر، وغيرهما يؤيّدون المشاركة في الانتخابات البلدية في المملكة، شريطة أن يسيطر الإسلاميون على آلية الديمقراطية هذه، وأن يكون لهم حق الاحتساب على مؤسسات المجتمع المدني والأعضاء الذين ينتخبهم الناس.
5دول أوروبية تنتقد الموقف الأميركي من المستوطنات ولوكسمبورغ تدعو للاعتراف بفلسطين
5 دول أوروبية في الأمم المتّحدة تنتقد قرار الولايات المتحدة عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيليّة معارضةً للقانون الدولي، ولوكسمبورغ تطالب الاتحاد الأوروربي بالاعتراف بدولة فلسطين رداً على الرار الأميركي.
- دول أوروبية تنتقد تحوّل الموقف الأميركي من المستوطنات الإسرائيلية
انتقدت 5 دول أوروبية في الأمم المتّحدة قرار الولايات المتحدة عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيليّة معارضةً للقانون الدولي، غير أنّ هذه الدول لم تذكر واشنطن مباشرةً.
وفي بيان مشترك، قالت فرنسا وألمانيا والمملكة المتّحدة وبلجيكا وبولندا إن "موقفنا من سياسة الاستيطان الإسرائيليّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، بما في ذلك القدس الشرقيّة، واضح ولم يتغيّر".
واعتبرت هذه الدول أنّ "كلّ نشاط استيطاني هو غير قانونيّ بموجب القانون الدولي، ويُقوّض قابليّة حلّ الدولتين وأفق السلام الدائم". كما دعت قبل اجتماع لمجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط "إسرائيل إلى وقف كلّ الأنشطة الاستيطانيّة".
من جهته، دعا وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين، وذلك رداً على إعلان الولايات المتحدة اعترافها بـ "شرعية المستوطنات الإسرائيلية" في الضفة الغربية المحتلة.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ لرويترز "الاعتراف بفلسطين دولة ليس معروفاً ولا تفويضاً مفتوحاً، وإنما اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته... ليس المقصود منه مناهضة إسرائيل"، لكنه إجراء يستهدف تمهيد الطريق لحل الدولتين.
وأقر البرلمان الأوروبي تشريعاً في 2014 يؤيد إقامة دولة فلسطينية من حيث المبدأ، وكان ذلك التحرك بمثابة تسوية جرى التوصل إليها بعدما سعى المشرعون اليساريون إلى حثّ دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 على الاعتراف بفلسطين دون شروط.
وتعترف أكثر من 135 دولة بدولة فلسطين، بما فيها روسيا والصين وعدد من بلدان شرق أوروبا والدول العربية والإسلامية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أعلن الاثنين أنّ المستوطنات الإسرائيليّة لا تُعدّ "في ذاتها غير متّسقة مع القانون الدولي"، رغم قرارات مجلس الأمن التي تعتبر المستوطنات غير قانونيّة كونها مقامة على أراض فلسطينيّة محتلّة.
ويضع هذا التحوّل الولايات المتحدة في مواجهةٍ مع الأسرة الدوليّة بكاملها. وقد قوبل بانتقادات من الاتّحاد الأوروبي والأمم المتّحدة والجامعة العربيّة.
بدورها، أعلنت جامعة الدول العربيّة في بيان لها أنّها تقرّر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب يوم الإثنين في القاهرة لبحث الموقف الأميركي.
المالكي يحمل بومبيو المسؤولية المباشرة عن تبعات وانعكاسات إعلانه الخطير
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الحكومة الفلسطينية ستتجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وفي حديث إذاعي حمل المالكي بومبيو المسؤولية المباشرة عن تبعات وانعكاسات إعلانه الخطير بشأن شرعيّة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة وعدم مخالفتها القانون الدولي.
تركيا بين علمانية أتاتورك وإسلام إردوغان
حسني محلي
المذكرات العثمانية لم تمنع آل سعود وملوك وأمراء الخليج من التحالف مع إردوغان خلال ما يسمى بـ"الربيع العربي"، وهم الآن بمعظمهم، ضد إردوغان وإسلامه العثماني التركي طالما أنه يتصرف كزعيم سياسي وروحي لكل الإسلاميين في العالم.
- تركيا بين علمانية أتاتورك وإسلام إردوغان
أحيت تركيا في 10 من الشهر الجاري الذكرى الـ 81 لوفاة مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة عام 1923، والتي أراد لها مؤسسها أن تكون علمانية وتتجه نحو الغرب.
تعرضت هذه الجمهورية منذ اليوم الأول لقيامها، بل وخلال حرب الاستقلال التي قادها أتاتورك، إلى تمردات "إسلامية" سعت إلى عرقلة المسار العلماني الذي اختاره أتاتورك وسار عليه حتى توفي عام 1938. من بعده حافظ جميع رفاقه ومن تربى على أياديهم على هذا المسار الذي كان العسكر من أهم حماته.
وكان الزعيم الراحل نجم الدين أربكان منذ دخوله المعترك السياسي أواسط الستينات من القرن الماضي الرمز الوحيد والمؤثر على صعيد العمل الإسلامي الذي كان دائماً موالياً لأميركا ضد الاتحاد السوفياتي والشيوعية، التي كانت تهدد تركيا والإسلام، على حد قول وقناعة الإسلاميين الأتراك، حالهم في ذلك حال الإسلاميين العرب والآخرين. نجحت أميركا في استغلال واستفزاز هذه المشاعر والقناعات الدينية ضد الاتحاد السوفياتي خلال سنوات الحرب الباردة، خصوصاً بعد اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود في 14فبراير/ شباط 1945، حيث أصبحت المملكة بأموالها ودينها ومذهبها الوهابي في خدمة واشنطن لتكونا معاً وراء كل الحركات الإسلامية السياسية المعتدلة منها والمتطرفة، كما هو حال القاعدة وطالبان وباقي فصائل المجاهدين الأفغان التي كانت تتغذى عقائدياً وفكرياً من النهج الإخواني الذي انطلق من مصر بعد 5 سنوات على قيام جمهورية أتاتورك العلمانية.
ومن المعلوم أن السلطان سليم كان أعلن نفسه خليفة للمسلمين في القاهرة بعد انتصاره في معركة الردانية 22 يناير/كانون الثاني 1517 على المماليك، وهؤلاء من الأتراك في أصلهم.
وجاء استلام حزب "العدالة والتنمية" للسلطة في تركيا 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ليدفع الجميع في الغرب إلى الاستعجال في وضع الخطط الجديدة الخاصة بالمنطقة التي تحدثت واشنطن عن ضرورة تشجيعها من أجل الديمقراطية في إطار ما يسمى بـ"مشروع الشرق الأوسط الكبير".
وكان رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب إردوغان من أهم أركان هذا المشروع بعد أن تحدث الغرب عن تسويق التجربة التركية إلى المنطقة العربية باعتبارها تجربة نموذجية ساعدت الإسلاميين على الوصول إلى السلطة ديمقراطياً في بلد علماني شعبه مسلم وتاريخه عثماني بملامح قومية تركية.
وجاء "الربيع العربي" ليتيح الفرصة للجميع وفي مقدمتهم إردوغان ورفاقه، لتطبيق هذا النموذج ولاسيما بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة في تونس ومصر واليمن ولاحقاً في ليبيا. إذ أعلن هؤلاء الإسلاميون العرب ومعهم حركة حماس "بيعتهم" للرئيس إردوغان الذي استنفر كل إمكانيته "المطعمة بخطاب طائفي" لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره العائق الرئيس الذي يمنعه من تحقيق أحلامه في الخلافة والسلطنة.
وكان إردوغان أعلن في سبتمبر/أيلول 2012 أنه سيصلي قريباً في الجامع الأموي بدمشق، في إشارة منه إلى صلاة السلطان سليم هناك بعد معركة مرج دابق بتاريخ 24 أغسطس/آب 1516.
بعد 500 عام على تلك المعركة عاد إردوغان ودخل سوريا في التاريخ نفسه وبضوء أخضر روسي في 24 أغسطس/آب 2016 وسيطر على غرب الفرات، وهو اليوم يستمر في مسعاه للانتشار شرقه.
ويستمر حديث عدد من الأوساط عن مشاريع ومخططات يسعى إردوغان عبرها للبقاء في هذه المناطق من خلال التنسيق والتعاون مع كل الفصائل والمجموعات والقوى الإسلامية السياسية منها والمسلحة، والتي يبدو واضحاً أنه لن يتخلى عنها أبداً طالما أنه ملتزم بنهجه العقائدي الإخواني، متجاهلاً أن هذا النهج قد تعرض لانتكاسة خطيرة في معقله الرئيس بمصر بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي على محمد مرسي بدعم من السعودية والإمارات، وإعلانه جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيماً إرهابياً، الأمر الذي أحرج إردوغان في علاقاته الدولية.
هذا الأمر لم يثن إردوغان عن التخلي عن مشروعه لزعامة الإسلام السياسي بشقيه العربي والعالمي، مصطدماً بالسعودية التي كانت الراعي الرئيسي لمثل هذا الإسلام بكل اتجاهاته وميوله، بما في ذلك حركة الإخوان المسلمين التي ترى الآن في إردوغان الزعيم السياسي وحتى الروحاني الداعم الأساسي لها.
فقد احتضنت تركيا خلال السنوات الأخيرة عشرات الآلاف من قيادات ومسؤولي وعناصر وأتباع الإخوان من جميع الدول العربية والإسلامية، وهي تحتضن عدداً كبيراً من الإعلاميين الإخوان الذين يعملون في الإذاعات والتلفزيونات والمواقع الإخبارية الإخوانية التي تبث من إسطنبول. هذا إذا تجاهلنا الفعاليات والمؤتمرات واللقاءات الإسلامية المتتالية بعناوين مختلفة، والتي يسعى من خلالها حزب "العدالة والتنمية" إلى تسويق أفكاره ضد السعودية المدعومة من مصر والإمارات.
لم يحل ذلك دون أن يهمل إردوغان الداخل التركي الذي يسعى إلى أسلمته دولة وأمة، الأمر الذي نجح فيه نسبياً بعد أن سيطر على جميع مؤسسات وأجهزة ومرافق الدولة وأهمها المؤسسة العسكرية "العلمانية".
فقد استغل إردوغان محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في يوليو/تموز 2016 والتي قام بها أتباع فتح الله غولان للتخلص من جميع معارضيه ومن بينهم رفاقه القدامى في الحزب الحاكم، متجاهلاً اتهامات زعيمه الروحاني السابق أربكان له بالتحالف مع أميركا و"إسرائيل" والصهيونية العالمية.
وجاءت سيطرة إردوغان على أجهزة الأمن والمخابرات والجامعات والقضاء والإعلام وعلى نحو 100 ألف جامع لتساعده على تطبيق مشاريعه الداخلية، فأطلق العنان لعدد كبير من الزوايا والتكايا والمشايخ الذين يحظون بدعم من الدولة، التي سعت من خلالهم إلى التخلص من إرث أتاتورك العلماني.
وأثبتت فعاليات 10 نوفمبر/تشرين الثاني أن هذا الإرث ما زال قوياً وحياً. في هذا اليوم خرج مئات الآلاف من الأتراك إلى الشوارع، وربما للمرة الأولى بهذه الكثافة والمشاعر العاطفية، من أجل إحياء ذكرى وفاة أتاتورك.
أراد الشعب من خلال ذلك أن يقول لإردوغان إنه لن يسمح له بتمرير مخططاته للتخلص من فكر أتاتورك الذي كان وراء الانتصار الكبير لمرشحي المعارضة في الانتخابات البلدية في مارس/آذار الماضي، حيث هُزم إردوغان في العاصمة السياسية أنقرة، وفي العاصمة المعنوية تاريخياً ودينياً إسطنبول.
وبات واضحاً أن رئيس بلديتها أكرم إمام أوغلو العلماني سيبقى شبحاً يزعج إردوغان بعد فشله الذريع في السياستين الداخلية والخارجية، والسبب في ذلك هو إسلامه السياسي الذي اصطدم بعلمانية أتاتورك التي جعلت من تركيا وشعبها يختلفان كثيراً عن الدول والشعوب العربية في الكثير من المجالات، في مقدمتها الدين الذي لم يعد حتى قاسماً مشتركاً بين الدول العربية والإسلامية لأسباب عديدة أهمها أن الكل يقول "إن ديني هو الأصح!"، وهذا ما فعلته داعش بدورها فاختلفت مع جبهة النصرة كما اختلف الإمام فتح الله جولان الموجود في أميركا مع خريج ثانوية الإمام والخطابة إردوغان الذي عقد آمالاً كبيرة على لقائه مع الرئيس ترامب صديق الرئيس السيسي الذي أنهى حكم الإخوان المسلمين والمدعوم من خادم الحرمين الشريفين الذي لا ينسى كيف ألقى العثمانيون القبض على عبد الله آل سعود الذي كان في زمانه متمرداً على الدولة العثمانية فاقتادوه إلى إسطنبول ليأمر السلطان محمود الثاني بضرب رأسه. لم تمنع هذه الذكريات آل سعود وملوك وأمراء الخليج من التحالف مع إردوغان خلال ما يسمى بـ "الربيع العربي" ولاسيما في سوريا. وهم الآن جميعاً، باستثناء قطر، ضد إردوغان وإسلامه العثماني التركي طالما هو يتصرف كأنه زعيم سياسي وأحياناً روحي لكل الإسلاميين في العالم، وما عليه إلا أن يتخلص من شبح أتاتورك حتى يحقق حلمه هذا!
حتى ذلك التاريخ سنرى جميعاً أي إسلام سيكتشفه الأميركيون!.
المصدر : الميادين