حذر في إسرائيل بعد تهديدات نصرالله

قيم هذا المقال
(0 صوت)

حذر في إسرائيل بعد تهديدات نصرالله

صمت تل أبيب الرسمي حيال الحراك اللبناني المفعّل أخيراً في وجه التجسس الإسرائيلي على لبنان، لم يدم طويلاً. تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن المقاومة قادرة على التدخل و«تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة»، حركت خشية إسرائيل من الآتي، ودفعتها الى تكرار تهديداتها والرد على الحملة ضد تجسسها، باعتباره عملاً يأتي ضمن الإجراءات الدفاعية في وجه حزب الله.

الرسالة الإسرائيلية جاءت متلفزة، وعبر القناة العبرية الثانية التي جال مراسلها للشؤون العسكرية، أمير بار شالوم، على الحدود مع لبنان ليستعرض المهام الأمنية الجارية للوحدات العسكرية المرابطة هناك، وتحديداً مع كتيبة «ليمان» التابعة للفرقة 91، والتي أكد قائدها، يوآف بار شتت، طبيعة «الانشطة الاستخبارية» لإسرائيل، من خلال التأكيد على ما سمّاه يقظة الجيش وقدراته الدفاعية في وجه أي انشطة حزب الله على الحدود.

ذكر تقرير القناة أن تهديدات السيد نصرالله لإسرائيل وللولايات المتحدة بالتجسس على لبنان جاءت رغم المعارك القاسية التي يخوضها عناصر الحزب في الساحة السورية، وتهدف، بحسب القناة، إلى «تثبيت سيطرته على طول الحدود مع إسرائيل»، مشيرة إلى أن «المنظر الطبيعي الرائع في الجانب الثاني من الحدود يخفي توتراً كبيراً ظهر في الأيام الأخيرة، وتحديداً من لبنان، بعد أن قامت جهات لبنانية بالادعاء أن إسرائيل عززت بشكل كبير وواضح وسائل الجمع الاستخباري الموجودة في حوزتها، على طول الحدود».

في الرد على «الادعاءات اللبنانية بالتجسس»، أشار قائد كتيبة ليمان إلى أن «الساحة المقابلة هي ساحة مخادعة ومعقدة، وعلى نقيض مما تبدو عليه من هدوء»، معرباً عن ارتياحه للجهود المفعّلة لوحدات الجيش الإسرائيلي «الذي ينشط للدفاع عن أمن إسرائيل، ويقوم بكل واجباته للتأكد من أن أحداً لن يمس السكان والمدنيين هنا، ونحن نقوم بما علينا وبالوسائل التي تكفل ذلك».

وردّ بار شتت الأنشطة الإسرائيلية مقابل لبنان إلى طبيعة الجهود التي ينفذها الجيش في مواجهة وجود حزب الله وعناصره وأنشطتهم في الطرف الثاني المقابل، مشيراً إلى أن «حزب الله يعمل هنا كالمعتاد، وعناصره يراقبون ويشاهدون قواتنا ووحداتنا، وهو يحاول أن يطبّق وينفذ ما اعتاد القيام به من أنشطة، إذ إنه يخطط ويعمل هنا، أما نحن فنعمل على مواجهته ومواجهة أنشطته، سواء عبر إجراءات وتدابير علنية واضحة، أو مخفية غير مرئية، عبر وسائل استخبارية تكنولوجية، وكذلك عبر أنشطة قتالية ميدانية، لكشف ما يقوم به حزب الله، ولمنعها».

وبحسب تقرير القناة، «توقيت النقاش اللبناني حول التجسس الإسرائيلي يحمل أكثر من تفسير، وأحد هذه التفسيرات أنه محاولة من قبل حزب الله لحرف الأنظار عن وضعه الصعب في الساحة الداخلية اللبنانية»، مع تأكيد القناة أن الجيش الإسرائيلي لا يستخف بالنقاشات الدائرة في لبنان، وأن «الجيش يتابع بحذر في الأيام الأخيرة كل ما يحصل هناك، خصوصاً عندما نتذكر جيداً أن لدى نصرالله حساباً مفتوحاً مع إسرائيل».

إلى ذلك، نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي مناورة أركانية في عرض البحر، بالتعاون مع الموساد، ضمن فرضية تردّي الأوضاع الأمنية مع لبنان وسوريا، والانجرار إلى حرب.

وأشار أحد الضباط الإسرائيليين، ممن قادوا المناورة البحرية، إلى أن التهديد الموجه ضد إسرائيل تعاظم في السنوات الأخيرة، وتعاظم أكثر على خلفية المخاوف من تلقّي حزب الله لصواريخ نوعية من سوريا، رغم تأكيده على فرضية إضافية، أن «كل ما في حوزة إيران، بات بالفعل في حوزة نصرالله».

مع ذلك، أكد الضابط أنه «لا يهم إن كانت صواريخ ياخونت (الروسية الصنع) موجودة لدى الرئيس السوري بشار الأسد أو لدى حزب الله، فالأسد الذي عرفناه في السابق لم يعد هو هو، ولست مقتنعاً بأنه أقل جنوناً من نصرالله»، وانطلاقاً من هذه الفرضية، أضاف الضابط، «تحولت الساحة الشمالية إلى ساحة واحدة، إنها جبهة واحدة تتشكل من حزب الله وسوريا على السواء».

قراءة 1329 مرة