السعودية تصفي حساباتها مع مصر وتسعى لتشويه الثورة

قيم هذا المقال
(0 صوت)

وصف الكاتب والروائي المصري جمال الغيطاني علاقة السعودية بمصر بانها غير مستقرة وذات تموجات، وذلك بسبب دور مصر التاريخي في قمع الدولة الوهابية.

علل الغيطاني في حواره مع جابر القرموطي في برنامج "مانشيت" مساء الأربعاء، على قناة "أون تي في"، سبب هذه التموجات بين السعودية ومصر بان السعوديين لن ينسوا خلفية التاريخ المصري الذي كان له الفضل في قمع الدولة الوهابية، وقال: "لذلك تلعب السعودية دورا هاما في ما حدث مؤخرا في ميدان التحرير". واضاف الغيطاني، ان السعودية تلعب دورا في الضغط على مصر وتسعى لتشويه الثورة وحماية النظام السابق بإستخدام السلفيين (التكفيريين) الذين هم امتداد للمذهب الوهابي السعودي الذي يرفض الآخر ويتسق مع الأسلوب المتخلف. واعتبر ان الوهابيين السعوديين هم الأخطر على البلاد حاليا خاصة بعد ما شاهدنا أعلام السعودية مرفوعة في مليونية الجمعة الماضية وترديد هتافات تدخل بنا إلى الصوملة والأفغنة وتدمير الدولة المصرية. وخلص الغيطاني قائلا وبحسب لهجته المصرية، بان "النظام المصري بيدلع السلفيين على الآخر . وكان الغيطاني إعتبر خلال محاضرة سابقة في منتدى الحوار بين الحضارات التابع لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة أن "الثقافة الوهابية" تعمل على "تخريب الثقافة في مصر"، معتبرا انها "اشد واكثر اضرارا بها من اسرائيل". وأشار الغيطاني رئيس تحرير اسبوعية "اخبار الادب" خلال حديثه عن العولمة ومظاهرها المختلفة وما تبعها من ثقافات، الى "عدم تخوفه منها". وأعرب - كما نقلت عنه "ميدل ايست" - أنه "يتخوف من الدور التخريبي الذي يمارسه رأس المال على الثقافة"، ضاربا مثلا على ذلك "دور العولمة في العمارة وهذا ما يبرز في القاهرة في المباني التي شيدها الوليد بن طلال باعتبارها عمارة شرسة ومتوحشة فيها الكثير من البذخ وعدم مراعاة جمالية الواقع المحيط بها". واعتبر ان "الوليد بن طلال والثقافة الوهابية تعمل على تخريب الثقافة المصرية ومثال ذلك قيام الوليد من خلال سيطرته على القنوات الفضائية بمحاولة تخريب الفن والثقافة المصرية، وهنا يكون خطره اكبر لانه ياتي استكمالا لتصاعد الثقافة الوهابية التي خربت الكثير في الثقافة المصرية والعربية وحولتها الى الجانب المحافظ والسلفي". واكد على ان "هذا يشكل خطرا على مصر ومستقبلها اكثر من اسرائيل لأن التخريب الثقافي يتبعه تخريب روحي وفكري يؤدي الى تراجع الدور التقدمي والحضاري للمجتمعات وتقدمها وخصوصا أنها تقدم من قبل امير عربي يدخل الى ساحتنا الثقافية والاقتصادية من باب الاستثمار الذي يكسب منه كثيرا ولا يقدم سوى تخريب الحياة الثقافية والفكرية". وفي المقابل، قال "لا اخشى اسرائيل لانها عدو واضح ولا يستطيع اي كان ان يزيل هذه الصفة عنها في الضمير الجمعي المصري فقدرتها على تزييف الوعي او التخريب الروحي محدودة خصوصا وان المثقفين والمجتمع خلقا آلية بشكل طبيعي لمواجهة اية محاولات تخريبية اسرائيليه". ومن أهم النقاط ايضا التي تطرق اليها الغيطاني في محاضرته - وفقا لنفس المصدر - تخوفه "من ان يقرأ العرب القرآن ولا يفهموه وذلك لتراجع اللغة العربية نتيجة تراجع التعليم واعطاء امتيازات عملية لمن يتقن اللغات الاجنبية الى جانب مباهاة عدد كبير من العائلات بمعرفتها للغات اجنبية واسقاطها اللغة العربية من حياتها اليومية بدلا من ان تفيد بمعرفتها هذه المجتمع ضمن سياق الحركة التنويرية". وطالب في سياق محاضرته بأن تقوم مصر بالعمل على اصدار قاموس عربي-عربي لحماية اللغة الى جانب اصدار دائرة معارف عربية مطبوعة على الورق وموضوعة على موقع خاص على الانترنت.

قراءة 1593 مرة