دور الصهاينه في ازمة سوريا

قيم هذا المقال
(0 صوت)

عدا عن تصريحات ومواقف عرض عضلات تخدم سياسة الردع حيال اعدائها تكتفي (تل أبيب) من ناحية فعلية بمراقبة ما يجري في الساحتين اللبنانية والسورية، بانتظار اليوم الذي يلي.

مقال نشره موقع الانتقاد للكاتب حسان ابراهيم جاء فيه ان قوى 14 اذار تتشارك مع الكيان الصهيوني الامل الأن في تؤدي تطورات الأزمة في سوريا، الى سقوط النظام السوري، لكن، مع الامل ايضا، بأن لا يؤدي ذلك الى تداعيات وسيناريوهات متطرفة لليوم الذي يلي السقوط. هذا من ناحية "اسرائيل". وقال حسان ابراهيم ان إحداث تغيير في سوريا، كخيار بديل عن الحرب المتعذرة ضد المقاومة، وبالتالي التسبب بإيجاد بيئة استراتيجية في المنطقة تكون مناسبة ومؤاتية للمصلحة الصهيونية لطالما كان خيارا (اسرائيليا) قائما ومطروحا، بل وكان محور نقاشات صناع القرار في (تل ابيب). في السنوات القليلة الماضية، اي في الفترة التي اعقبت الفشل العسكري في لبنان عام 2006، صدرت في (تل ابيب) تصريحات ومواقف، بل ومنشورات ايضا، ترتبط بالخيار السوري وإمكاناته، باعتباره خشبة خلاص تمكّن هذا الكيان من احداث تغيير استراتيجي في المنطقة. الا ان خلاف (تل ابيب) مع نفسها، تمحور بين جلب سوريا للجلوس الى طاولة المفاوضات، وصولا الى تسوية تدفع دمشق ثمنها بأن تنزع نفسها عن "محور الشر"، اي عن ايران وحزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة، وبين العمل على محاصرتها ومعاقبتها، وصولا الى اخضاعها لاحقا. المقاربتان والوسيلتان مختلفتان، لكن الهدف، كان واحدا. الكاتب اضاف بانه تبين، اي من الخيارين، لم يكن بالامكان سلوكه وتحقيقه. بمعنى ان لا نتائج متوخاة منهما، لتعذر تسليكهما، من ناحية واقعية. فلا الحكومة الصهيونية كانت قادرة على جلب سوريا الى طاولة المفاوضات، ولم يكن لديها الامل، الفعلي، بإمكان فرض عقوبات مؤثرة على سوريا، من شأنها ثني دمشق وقلب خياراتها. واضاف الكاتب حسان ابراهيم انه في المقابل، لم يكن الخيار العسكري، الهادف الى اسقاط النظام وإحلال نظام آخر بديل موال للغرب ولـ"اسرائيل" بالتبعية، بممكن ايضا فالقدرة الصهيونية محدودة، نسبيا، قياسا بالاثمان المقدر دفعها، وقياسا بالمخارج السياسية التي يمكن ان تعقب الخيار العسكري نفسه، اذ ان التقدير لليوم الذي يلي، كان محفوفا بالمخاطر، وغير مضمون النتائج... ايضا كان لدى واشنطن، صاحبة القرار النهائي في السماح او الحض على حروب "اسرائيل"، اجندة مختلفة ومغايرة، وكانت أولوياتها لا تتساوق مع مغامرة عسكرية، اسرائيلية تحديدا، غير محسوبة النتائج.

قراءة 1692 مرة