سوء تفسير البعض للقرآن أدّى إلى إهدار حقوق المرأة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
سوء تفسير البعض للقرآن أدّى إلى إهدار حقوق المرأة


احتفالاً باليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، الذى أقرته الأمم المتحدة رسمياً عام 1999م كوسيلة للقضاء على ظاهرة استخدام مختلف أساليب العنف والأذى ضد المرأة، التي لاتزال المرأة تتعرض لها وخصوصاً المرأة بالدول الإسلامية.

فقبل ظهور الإسلام منذ 7 قرون، كانت المرأة العربية تتعرض للإهانة وانتهاك جميع حقوقها المدنية والإنسانية بدءًا بحرمانها من الميراث حتى "السبى"، ومع نزول الوحى على سيدنا محمد(ص) كفل الإسلام للمرأة جميع حقوقها ومنحها المزيد من التكريم والتشريف، وبمرور السنين أساء الكثير من المتشددين تفسير بعض آيات القرآن الكريم التى وضعت أسس التعامل مع المرأة لتبرير استخدام العنف والأذى ضدها، على الرغم من أن جميع آيات القرآن تبرأت من استخدام العنف عموماً وضد المرأة على وجه الخصوص.

ويبين لنا الدكتور محمود إبراهيم محمد النجار أستاذ علوم اللغة والدراسات السامية والشرقية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، التفسير الصحيح للآية رقم 24 من سورة النساء، حيث قال الله تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوذهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلًا إن الله كان عليًا كبيرًا"، ويقول: تعتبر الآية الكريمة الوحيدة التى جاءت على ذكر الضرب عند التعامل مع النساء،  ولكن الله تعالى وضع ضوابط وأحكام شديدة الصرامة فيما يتعلق بهذه الآية، حيث بدأ القول الكريم بوعظ النساء اللواتى يأتين بفاحشة ثم الخطوة الثانية كانت الهجر ولم ينص الكتاب على الهجر بمعناه الكامل وهو ترك الرجل لمنزل الزوجية، ولكن تفسير الهجر هنا أن يظل الرجل بصحبة زوجته فى منزل واحد دون أن يحتك بها احتكاكاً مباشراً".

ويضيف، أن الحكم فى الآية بعد هجر منزل الزوجية لكي لايترك الزوج الفرصة لأصحاب النفوس المريضة التودد لزوجته أو غيره وألا يهجر فراش الزوجية، وفى النهاية جاء "الضرب".

ويتابع، يأمرنا القرآن الكريم باتباع سنة النبى الحبيب(ص)، الذى كان خير أسوة لنا حيث قال "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى"، ولم يذكر أن الرسول(ص) قد ضرب إحدى زوجاته أو وجّه إليهن لفظا أو عبارة مسيئة.

ويذكرنا الدكتور "محمود" بالواقعة المعروفة للرسول(ص)، حيث جاءه بعض الصحابة يشكونه سوء أفعال زوجاتهم ويستشيرونه فى ضربهن وكان رده: "لايضرب إلا أشراركم"،  تأكيداً منه على منع هذا الفعل ضد أى إنسان أو حيوان.

ويوضح "عندما صدر من بعض نساء الرسول مالم يرضيه لم يلجأ للضرب أو غيره ولكن ماكان منه هو أن هجرهن لمدة شهر"، مشيراً إلى أنه فى حال استحالة العشرة بين الزوجين فالله سبحانه وتعالى أعطانا رخصة الطلاق، حيث قال "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، بل وأمر برد جميع مستحقات الزوجة عند الطلاق، حيث قال تعالى "وللمطلقات متاع بالمعروف حقًا على المؤمنين"، وبذلك تنتهى العلاقة بالود والمحبة على عكس مانراه اليوم من خلافات زوجية وحوادث طلاق تنتهى فى المحاكم".

كما أضاف، أن العادات والتقاليد المصرية الأصيلة عرفت حق المرأة وكفلته، ومن أهم الأمثلة على ذلك القول المأثور "ياتعاشروا بالمعروف ياتفارقوا بالمعروف".

واختتم قائلًا: "نزل القرآن الكريم لنشر مبادى الإنسانية والمساواة والعدل بين الجميع وشرف مكانة المرأة وحررها من العبودية؛ فليس من المعقول أو المقبول أن ننزع نحن منها هذه الحقوق ونعتدى عليها باسم الدين".

 

قراءة 1590 مرة