إيران لا تُفاوِض ولن تُهزَم

قيم هذا المقال
(0 صوت)
إيران لا تُفاوِض ولن تُهزَم

في ظل ما تقوم به أميركا من محاصرة إيران عسكرياً واقتصادياً لتتخلى عن سياساتها الطموحة النووية وقدرتها الصاروخية ولتتخلّى عن دعم حماس ودعم حزب الله اللبناني اتجهت الولايات المتحدة إلى إقامة القواعد العسكرية التي  تحيط بإيران، هل من الممكن أن تقضي  الولايات المتحدة - بما تمتلك من أسلحة نووية وغير نووية - على إيران؟ وهل ستوجّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران؟

في ظلّ التوتّرات في منطقة الخليج (الفارسي) والتي تزداد يوماً بعد يوم وآخرها ما نُشِر عن إسقاط إيران "طائرة تجسّس أميركية مُسيَّرة". نطرح في هذه المقالة ما يفيد أن إيران لن تستسلم ولن تُهزَم من خلال مواقف تاريخية؟ لماذا لم توجّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى إيران؟ وهل هي قادرة  على ذلك؟ نوضح عشرة أسباب تمنع توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران؟ هل  تقبل إيران المفاوضات مع الولايات المتحدة؟.

أفاد التلفزيون الإيراني الخميس الماضي أن الدفاع الجوّي للحرس الثوري أسقط طائرة مُسيَّرة أميركية اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية. فيما نفى الجيش الأميركي أن تكون إحدى طائراته المُسيَّرة قد حلّقت في السماء الإيرانية. ذكر التلفزيون الإيراني أن الحرس الثوري الإيراني أسقط الخميس "طائرة تجسّس أميركية مُسيَّرة"، اخترقت المجال الجوي للجمهورية الإسلامية. وأضاف أن هذه الطائرة من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأميركية نوثروب غرونمان)، "تمّ إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوّة الجوفضائية للحرس الثوري" في محافظة هرزمكان جنوب إيران، إلا أن التلفزيون الرسمي لم يعرض أية صوَر للطائرة.

المُتابِع للسياسة الإيرانية في السنوات الماضية يوضح أن إيران لن تستسلم بعد أن ناصبها العداء بعد الثورة الإيرانية 1979م ويتضّح ذلك من عدّة مواقف نذكر منها (أزمة رهائن إيران) هي أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأميركية فيها دعماً للثورة الإيرانية واحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوماً من 4 نوفمبر 1979 حتى 20 يناير 1981. وكذلك دعمت حزب الله في حرب تموز أو حرب لبنان الثانية 2006" هي العمليات القتالية التي بدأت في 12 تموز 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلي والتي استمرت حتى 14 أغسطس. التي يقول عنها السيّد حسن نصر الله ولا ينكر مساعدة إيران له بالمال والسلاح لمواجهة إسرائيل . ولا تتوقّف إيران  عن دعم المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس باعتراف الفلسطينيين أنفسهم. بدأ التحوّل في العلاقة بين إيران من الصداقة إلى العداء بعد نجاح الثورة الإيرانية 1979 وإن كانت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط خدمت إيران من دون قصد (القضاء على صدّام حسين العدو اللدود للإيرانيين. وكذلك حركة طالبان في أفغانستان).

في ظل ما تقوم به أميركا من محاصرة إيران عسكرياً واقتصادياً لتتخلى عن سياساتها الطموحة النووية وقدرتها الصاروخية ولتتخلّى عن دعم حماس ودعم حزب الله اللبناني اتجهت الولايات المتحدة إلى إقامة القواعد العسكرية التي  تحيط بإيران، هل من الممكن أن تقضي  الولايات المتحدة - بما تمتلك من أسلحة نووية وغير نووية - على إيران؟ وهل ستوجّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران؟ الواقع يقول إن ذلك لم يحدث لهذه الأسباب العشرة:

  • الرأي العام الشعبي الأميركي لا يوجد فيه إجماع على توجيه ضربة عسكرية لإيران، ويتضّح ذلك من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأميركية.
  • هناك دول تعارض ضرب الولايات الولايات المتحدة لإيران (الصين – روسيا – الهند – الاتحاد الأوربي).
  • قد تخترق أجواء أربع دول عربية لإيران نفوذ بها (لبنان – سوريا – العراق – اليمن) ما يهدّد أمن إسرائيل الذي هو في مقدّمة أولويات السياسة الأميركية.
  • توضع الولايات المتحدة في الحسبان القدرة الصاروخية الإيرانية وصدّ ومواجهة أية طائرات أو صواريخ تطلق عليها وأن هزيمة الولايات المتحدة قد تكون بداية انكسارها وتراجع قوّتها.
  • اشتعال الحرب في ثماني دول في الشرق الأوسط ، الدول الداعمة لضرب إيران (السعودية – إسرائيل – البحرين – الإمارات) والحليفة للولايات المتحدة الأميركية والدول المؤيّدة لإيران (العراق – اليمن – لبنان – سوريا).
  • توقّف صادرات النفط العربية وتعطّل حركة السفن في الخليج (الفارسي) ما يؤثّر على الاقتصاد الدولي.
  • تأثّر التجارة الدولية كون المنطقة الخليجية ومنطقة المحيط الهندي في مُلتقى طرق التجارة الدولية .
  • من الممكن انتقال الصراع إلى شرق أفريقيا بين الفريقين في الصومال وجيبوتى حيث مناطق النفوذ الأميركية والإيرانية وحلفاء كلاهما.
  • توقّف الملاحة في البحر البحر الأحمر وقناة السويس والبحر المتوسّط ما يُحدِث شللاً عاماً في طُرق التجارة الدولية .
  • تدهور الاقتصاد عالمياً واحتمالية قيام حرب عالمية ثالثة تقضي على الأخضر واليابس لأنه قد  يُستخدَم فيها السلاح النووي.

هل تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة؟ الواضح أن إيران لن تتفاوض وهي تحت الحصار الإقتصادي والعسكري الأميركي حيث ترى رفع الحصار والعقوبات الأميركية عنها لبدء التفاوض. ما المكاسب الأميركية من وراء ذلك؟ تسعى الولايات المتحدة إلى تدويل مضيق هرمز عن طريق مجلس الأمن لكن ذلك ستعارضه الصين وروسيا. ظهرت مكاسب الولايات المتحدة من استعراض قوّتها العسكرية في العالم، وتحقّق المزيد من ابتزاز بعض دول الخليج بحجّة الحماية من إيران. ولعلّ يفيق العرب وإيران ويعلمون أن عدوّهم الحقيقي واحد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ما قد يدفعهم نحو مصالحة مستقبلية تقودها سلطنة عُمان والعراق.

قراءة 728 مرة