لماذا لم يحتج الإمام علي (ع) بحديث الغدير بعد أحداث السقيفة

قيم هذا المقال
(0 صوت)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال قد تبدو وجاهته في بادىء النظر! ولكن إذا لاحظنا دقة الظرف المشار إليه وموقف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من المسلمين، علمنا انه لم يكن يجديه يومئذ ف أي احتجاج بعدما تمت بيعة السقيفة وظهرت شقائق وأحداث كادت تذهب بجهود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجهاد الإمام طيلة ثلاثة وعشرين عاماً لولا أن تداركها الإمام بصبره والإغضاء عن حقه خصوصاً وقد انتشرت أخبار الردة، يدلنا على ذلك قوله عليه السلام وهو يصف ذلك الظرف حيث قال:

(فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه, فأمسكت يدي حتى رأيت - راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم) نهج البلاغة 3 / 130 شرح محمد عبدة.

وقد ورد في (الخطبة الطالوتية) - سميت بذلك لذكر طالوت فيها - والتي رواها الكليني في (الروضة) الحديث الخامس قوله عليه السلام: (أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم أعداؤكم لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا الى الحق وتنيبوا للصدق, فكان ارتق للفتق , وأخذ بالرفق. اللّهمّ فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين).

ومع تلك الحال وإمساك يده كما مر, لكنه لم يمسك لسانه عن الاحتجاج على القوم ما وسعه ذلك وسنحت به الظروف , وقد روى التابعي سليم بن قيس الهلالي في كتابه ان الإمام احتج في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته بحديث غدير خم فراجع.

ومن راجع خطبته (الوسيلة) التي رواها الكليني في (روضة الكافي) الحديث الرابع والتي خطبها في المسجد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبعة أيام، يجد صريح الاحتجاج بحديث غدير خم حيث قال عليه السلام: (فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجة الوداع ثم صار إلى غدير خم فأمر فأصلح له شبه المنبر ثم علاه وأخذ بعضدي حتى رؤي بياض أبطيه رافعاً صوته قائلاً في محفله: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه , اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه, فكانت على ولايتي ولاية الله, وعلى عداوتي عداوة الله, وأنزل الله في ذلك اليوم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الربّ جلّ ذكره, وأنزل الله تبارك وتعالى اختصاصاً لي وتكرّماً نحلنيه وإعظاماً وتفضيلاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منحنيه وهو قوله تعالى: (( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحقّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )) ).

ودمتم في رعاية الله

قراءة 3269 مرة