Super User

Super User

الأربعاء, 06 شباط/فبراير 2013 09:54

شلح : المقاومة خيار استراتيجي

شلح : المقاومة خيار استراتيجياعتبر الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح، المقاومة خيارا استراتيجيا، مؤكدا أن الشعوب لن تفرط بحقها في فلسطين.

واستنكر شلح خلال ندوة في الخرطوم محاولات خلق عدو بديل عن الاحتلال الاسرائيلي، واشار الى ان طبيعة العدو لا تسمح بإنتاج السلام لأنه غرس في المنطقة لإنتاج الحروب وتهديد كل الدول العربية.

ووصف خيار التفاوض مع الكيان الاسرائيلي بأنه مظلة استخدمها العدو لأكثر من 20 عاما للتغطية على جرائمه ومصادرة مزيد من الأراضي وتهويد القدس المحتلة.

وشدد شلح على رفض المقاومة التفاوض باعتباره "إعادة إنتاج للوهم"، داعيا إلى تبني إستراتيجية شاملة للمقاومة والجهاد لتحرير فلسطين.

واشار الى ان المقاومة هي خط الدفاع الاول عن سيناء في مصر، وليس مهددا لأمنها، كما تروج لذلك بعض الجهات، مؤكدا ان المقاومة لا تمثل تهديدا لاي بلد او مواطن عربي.

وأوضح أن "المقاومة تنظر إلى الاتفاقيات التي أبرمتها بعض الدول مع إسرائيل بأنها شأن داخلي، لكننا نعلم أن الشعوب العربية التي ثارت للحرية والخبز لن تفرط في حقها في فلسطين لأنها القضية المركزية للأمة.

واعتبر "أن حرب غزة الأخيرة هي محطة فاصلة في الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي جاءت بعبير النصر ومثلت الحدث الأبرز"، مشيرا الى "أنه عندما نقول النصر هذا ليس للمباهاة وإنما لتأكيد حقيقة وقطع الطريق أمام من يريد مصادرة حقنا في النصر لنكون أسرى للهزائم".

انعقاد القمة الاسلامية في القاهرة اليوم الاربعاءتبدأ اليوم الأربعاء فعاليات القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة، بعد ان أنهى وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي مشروع البيان الختامي للقمة أمس الثلاثاء.

وتناول البيان الختامي للقمة عددا من القضايا، كان اهمها الاستيطان الإسرائيلي، وبؤر الصراعات في العالم الإسلامي، وسبل مكافحة ازدراء الأديان، وظاهرة الإسلاموفوبيا، والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء.

هذا ودعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث القمة الاسلامية الى اتخاذ قرارات تتناسب وحجم المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى والقدس المحتلة، كما كشفت المؤسسة أن عضو الكنيست الجديد عن حزب الليكود موشيه فيغلين أعلن نيته اقتحام المسجد الأقصى المبارك، حيث يسود ترقب فلسطيني شديد.

الأربعاء, 06 شباط/فبراير 2013 09:30

حقيقة المبعث في فكر الإمام الخامنئي (9)

حقيقة المبعث ورسالته في فكر الإمام الخامنئي(9)

من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة عيد المبعث النبوي السعيد 20/10/1372 (10/1/1994م)

قرن التجربة والعمل :

على الشعوب الإسلامية العودة للإسلام، وقد تفتّحت البوابات طبعاً. القرن الماضي _ أعني القرن الثالث عشر الهجري _ كان قرن هتافات المنادين بالإسلام. منذ بدايات القرن حين أصدر الميرزا الشيرازي _ مرجع التقليد الإسلامي الكبير _ تلك الفتوى الحاسمة في مواجهة الشركة الإنجليزية وأثار شعباً كاملاً، وإلى حادثة الثورة الدستورية في إيران، وإلى الحركات الإسلامية في الهند، إلى الصحوة الإسلامية في غرب العالم الإسلامي _ في الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا _ والشخصيات الكبرى التي تحدثت، وأمثال السيد جمال الدين، وغيرهم الكثير، كان القرن تقريباً قرن هتافات وكفاح، والقرن التالي هو قرن التجربة.

القرن الحالي الذي نحن فيه هو قرن التجربة. القرن الرابع عشر الهجري كان قرن الهتافات والتوعية والإعلام، وهذا القرن الخامس عشر _ منذ بداياته _ هو قرن التجربة والعمل. نلاحظ الشعوب الإسلامية أضحت صاحبة تجارب وها هي الآن تعمل. الجمهورية الإسلامية كانت أحد النماذج، وهي النموذج الأول. لقد مررنا بالكثير من المشكلات لأننا كنا النموذج الأول.

على المسلمين التزوّد بالتجارب من هذا النموذج. الشعوب التي تروم تحقيق التحرك الإسلامي في بلدانها اليوم، بوسعهم تقديم مشاريع أشمل مما قدمه الشعب الإيراني إذا أعانهم الله وإذا تحلّوا بالهمم الكافية. ليس للمسلمين من سبيل سوى العودة للإسلام وتأسيس الحكم الإسلامي وتحقيق وتطبيق العمل الإسلامي. ينبغي عدم التفاؤل أبداً بتماشي أعداء الإسلام القدماء الحاقدين. كما ينبغي عدم عقد الآمال على حلمهم وأناتهم. لاحظوا ما الذي فعلوه بالشعب الإيراني طوال هذه السنوات الثلاث عشرة التي مضت على انتصار الثورة الإسلامية _ ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثالثة عشرة والدخول في السنة الرابعة عشرة _ و ما الذي قالوه وكتبوه وكيف تصرفوا... هذه تجارب للشعوب الإسلامية... طبعاً، ثمة صعوبات ينبغي الصبر عليها، لكن هذه الصعوبات مقدِّمة للراحة.

الحرية، والعزة، وبلوغ النصر والثمار الطيبة لسيادة الإسلام والتحرر من قبضة القوى الظالمة له صعوباته طبعاً. ينبغي الصبر على هذه الصعوبات. في صدر الإسلام أيضاً صبروا أولاً على هذه المتاعب لمدة من الزمن، وكانت النتيجة أن أضحى المسلمون قادة العالم وقوته الوحيدة لقرون من الزمن.

ومع أن الفساد تطرق بعد ذلك لأركان الحكومات الإسلامية إلا أن ذلك البناء المحكم المرصوص الأول استطاع أن يحمل هذا العبء الثقيل لقرون من الزمن. لنصبر على المصاعب. لتقدم الشعوب المسلمة التضحيات كي تتجاوز المشكلات وتتخطى العقبات. حراب القوى العظمى تكِلُّ يوماً بعد يوم.

الأربعاء, 06 شباط/فبراير 2013 09:29

حقيقة المبعث في فكر الإمام الخامنئي (8)

حقيقة المبعث ورسالته في فكر الإمام الخامنئي(8)

من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة عيد المبعث النبوي السعيد 15/8/1378 (6/11/1999م)

علينا إحياء البعثة في أنفسنا وفي حياتنا :

ثمة ها هنا نقطتان ينبغي التنبه لهما. إحدى النقطتين ينبغي أن نتفطّن لها أنا وأنتم وكل من له مسؤولية في هذا النظام. وهي أن علينا معرفة أنفسنا والعمل لا بصفتنا مدراءً وحكاماً فقط، بل أيضاً باعتبارنا أصحاب أفكار جديدة نعرضها على العالم. علينا التحرك بهذه المنهجية.. وتطبيق سلوكنا مع الإسلام، والاحتفاظ بنقاء واستقلال هذا الفكر.

والنقطة الثانية تتعلق بشعوب العالم. تحاول وسائل الإعلام الاستكبارية تصوير الجمهورية الإسلامية كنظام معتدٍ متطاول يروم القضاء على كل الأنظمة الأخرى في العالم. لكن الواقع غير هذا. كل إنسان في العالم يعيش كيفما شاء. نحن نعرض فقط ما تحتاج إليه الإنسانية. يقول أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: »طبيب دوّار بطبه قد أحكم مراهمه وأحمى واسمه«. نحمل في زوّادتنا دواء أوجاع الإنسانية المعاصرة، ومن لم يشأ التزوّد من هذه الزوادة فلا يتزود. لا نتشاجر مع أحد.

إذا كانت الإنسانية تعاني من أزمة هوية ومعنوية وعدم احترام للتقاليد والأعراف الإنسانية، الأب لا يرحم أبنه، والابن لا يحترم أبيه، لا يوقرون منـزلة التقاليد القديمة، ولا يقيمون قيمة للقيم غير الشخصية، فهذه أزمة. والشعوب الغربية اليوم تعاني هذه الأزمة، وعلاجها في الإسلام.

إذا كانت ثروة الأثرياء في عالم اليوم تتضاعف باضطراد وبعض الأشخاص والشركات تجني ثروات مليارية أسطورية، وهناك إلى جانب تلك الثروات أناس ينامون الليل على الورق المقوى فوق إسفلت الشوارع، فهذه من مشكلات الغرب. إذا كانت أسس العائلة في البلدان الغربية تتضعضع يوماً بعد آخر رغم آلاف التوصيات الداعية للزواج وصيانة العائلة وما شاكل، وإذا كان الفتية والفتيات في ضيق وحرج؛ إذا كان شركاء الجريمة أنفسهم في حرج وضيق، وإذا كان صرح العائلة عرضة للزلازل، والأطفال يعيشون ظروفاً سيئة، وإذا كانت الأزمة النفسية قد استغرقت الجميع، فما هو السبب؟ لماذا كل هذا الانتحار؟... إذا كانت البشرية تعاني من هذه الأمراض العضال، فنحن نقول لها إن علاجها هاهنا. الإسلام هو العلاج. هذا هو تجديد البعثة في العالم المعاصر، وأنتم اليوم الرواد.

الشعب الإيراني شعب رائد عليه العمل بكل ثقة بالنفس. فالعالم بحاجة إلينا... رسالتنا رسالة الإسلام. الرفق أيضاً من الأمور التي ذكرتُ إنها من عوامل انتشار الإسلام. »ما كان الرفق في شيء إلا زانه«. الرفق معناه المرونة والاستواء وليس التحلّل والتفكّك. ليس معنى الرفق ساتراً ترابياً ليّناً يمكن اختراقه. الرفق بمعنى عدم التشدد والوعورة والبشاعة. هذا معنى الرفق. حينما تلمسون بأيديكم عنصراً صلباً كالفولاذ لا تشعر أيديكم بالألم والوعورة والخشونة. هذا هو معنى الرفق أو النعومة. إنه شيء مستوٍ صافٍ. هذا هو معنى الرفق.

وأحياناً قد تلمسون شيئاً فيجرحكم ويؤذيكم إلا أن جنسه ليس كالفولاذ بل هو من الخشب مثلاً. قد لا يبرون الخشبة بشكل صافٍ جيد. البعض يطلقون كلاماً باطلاً ضعيفاً مضعضعاً قليل المحتوى بشكل يخدش الجميع. وفي المقابل يمكن عرض الفكر العميق الصحيح المتين القوي بطريقة لا تحتوي أية وعورة أو شدة. هذا هو الإسلام؛ هذا هو القرآن. هكذا يجب أن يكون درس البعثة بالنسبة لنا يا إخوتي وأخواتي الأعزاء. الدرس القرآني هو إننا رسل شيء جديد وعلينا احترام هذا الشيء الجديد. ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه...﴾ (التوبة، 33). جاء ليغلِّب المعنوية بشكل طبيعي. حينما تطلع الشمس فلن يعود للشموع من نور حتى لو أوقدتم أمامها ألف شمعة. هذا هو ظهور البعثة وغلبتها. هذه هي الشمعة.. هذا هو المصباح.. هذا هو المشعل.. هذه هي الشمس.. فلنعرف قدرها. علينا إحياء البعثة في أنفسنا وفي حياتنا. يجب أن نطلب العون من الله تعالى وسوف يعيننا.

الأربعاء, 06 شباط/فبراير 2013 09:27

حقيقة المبعث في فكر الإمام الخامنئي (7)

حقيقة المبعث ورسالته في فكر الإمام الخامنئي(7)

من كلمته بمناسبة عيد المبعث النبوي السعيد 13/7/1381ش (9/10/2002م)

واجبنا حيال نشر الإسلام والثقافة الإسلامية :

من المتيقّن أن أحد العناصر التي ساعدت على تقدم الإسلام هو التوكل على الله والأحكام الإلهية: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾ (البقرة، 285). النبي نفسه والمؤمنون في صدر الإسلام كانوا يعتقدون من أعماق قلوبهم برسالة الإسلام وشعاراته وحقائقه وكفايته لإنقاذ الإنسانية.كانوا يؤمنون بذلك حقاً ومن أعماق كيانهم. الإيمان هذا عامل مهم جداً. عامل آخر وقف على رأس هذه الحركة هو أنهم لم يكونوا يهتمون لأنفسهم وما ينالونه من منافع مادية. هذا عامل مهم جداً. كل هذه التوصيات والتأكيدات التي وصلتنا في الروايات (بحار الأنوار، ج73، ص113) وفي نهج البلاغة (الرسالة 27 و59، والخطبة 34) وفي أحاديث النبي الأكرم والأئمة عليهم السلام والشخصيات الكبرى حول الزهد في الدنيا وعدم الاكتراث لزخارفها وعدم طلبها للذات، سببها التأثير العظيم لهذا العامل. طبعاً، أعداء الإسلام وسيّئو الفهم من المسلمين تصوروا، أوهكذا تظاهروا، بأن دعوة الإسلام للزهد تعني عدم الاهتمام لمظاهر عالم الوجود والحياة. والحال أن القضيةلم تكن كذلك، إنما كان المراد الدنيا السيئة الذميمة وأن نجعل أنفسنا ومصالحنا المادية أهدافاً نلهث وراءها، هذا هو الشيء المخرب الهدام والباعث على كل أنواع التعاسة.

أولياء الله _ الذين استطاعوا إمساك تلك الراية في أيديهم بقوة والسير في هذا الطريق بكل مرونة وبلا كلل أو نصب _ هم الذين تخطّوا هذا المنعطف. لذلك نقرأ الحمد لله في بداية دعاء الندبة ذي المضامين الحسنة جداً (الإقبال للسيد بن طاووس، ج1، ص504) على ما قضاه الله تعالى على أوليائه، حيث تتضمن العبارات والجمل الأولى من الدعاء خصوصاً طائفةً من أجمل وأعمق المفاهيم، يقول: »بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها«. وصلت بهم إلى أعلى مدارج الكمال والرفعة المعنوية، وإلى النعيم الذي »لا زوال له ولا اضمحلال«. منحتهم هذه النعم واخترتهم، لكن بهذا الشرط.

يقف الرسول الأكرم في أسمى مراتب التعالي الإنساني. وهذا غير متيسّر من دون العون والتمهيد الإلهي. بيد أن الله يهب هذه الميزة مقابل شرط معين هو »الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك«.. وافقوا على هذا الشرط وعملوا به. وهكذا تظهر عناصر فولاذية مثل الرسول الأكرم وأمير المؤمنين لا تعرف التعب، تحمل على عاتقها أعباءً لا تختص بزمانها فقط؛ ويطلقون تياراً لا ينتهي بنهاية أعمارهم. لاحظوا أن الإسلام لا زال يتألق الآن حتى بعد مضي أربعة عشر قرناً.

كل هذا إنما يدور حول محور ذلك الوجود العظيم، وذلك الجهاد المتواصل. هذه هي العوامل التي تغذّي هذه الحركة وتجعلها مستمرة. وطبعاً، كان لما قام به المسلمون والمؤمنون والعظماء في وسط الطريق دوره المساعد في هذه المسيرة. ما نتوقعه هو أن لا يجعل كبراء العالم الإسلامي _ سواء رجال السياسة أو الدين _ مصالحهم في الدرجة الأولى من الأهمية. الشيء الذي نتوقعه من الناس والشخصيات الكبيرة في زماننا ليس توقعاً تحقق لنا في قلوبنا بسلوك الرسول، لا، ثمة فاصل كبير جداً. نحن نتوقع هذا من أنفسنا أيضاً، ونتوقعه أيضاً من الآخرين في العالم الإسلامي أن لا يجعلوا مصالحهم و»أنا« هم على رأس أهدافهم، ولا يغلِّبوها على كل الأشياء الأخرى. بل يقدموا الإسلام والوصول إلى القوة والاقتدار والرفعة والكمال الإسلامي على مصالحهم. إذا حصل هذا، فستستعيد الأمة الإسلامية اليوم بلا شك قسماً هائلاً من طاقات الإسلام الذاتية.

أهم سمة في الشخصية التي استطاعت هنا حمل هذا العبء الهائل من التوجّه والإيمان والاعتقاد والمحبة والحركة الجماهيرية على كاهلها، وإيصال المهمة إلى هذا الطور _ وأقصد بها إمامنا الجليل _ هي أنها ألغت ذاتها وتجاهلتها، وجعلت الواجب محور عملها وتحركها، ولذلك حققت النجاح. طبعاً، بالإضافة إلى المميزات الكثيرة الأخرى التي توفرت في ذلك الرجل العظيم. هذا هو أساس العمل. نحن في الجمهورية الإسلامية خلال هذه السنوات العشرين أينما استطعنا تقديم التكليف والأهداف، والتهوين من شأن ذواتنا والأشخاص والأنانيات والأهواء، أمكننا التقدم إلى الأمام؛ ومتى ما حصل العكس عاد علينا ذلك بالضرر.

طوال ثمانية أعوام من الحرب المفروضة، والذين كانوا في سياق التفاصيل يعلمون أفضل، أينما سادت روح الواجب وتضاءلت الأنانيات لدى المسؤولين استطعنا التقدم إلى الأمام، ومتى ما حلّت الأنانية حلّت معها الخسارة والضرر. وكذا الحال اليوم... منذ الساعة الأولى وإلى الآن لم يقلع أولئك الأعداء الذين داهمتهم المفاجأة عن عدائهم للنظام الإسلامي، وأغلقوا السبل أمام تكرار هذه الحركة في سائر المناطق الإسلامية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، لأن عنصر المفاجأة لم يعد موجوداً الآن. هكذا ظهر هذا النظام إلى النور. إنه واجب كبير علينا. بل هو أول واجباتنا. كل واحد منا نحن الذين نتحمل المسؤوليات في النظام الإسلامي - المسؤوليات التنفيذية، والاستشارية، والبحثية، والتشريعية - عليه السعي لتعزيز وتكريس عنصر القوة والاقتدار الذي عهدناه في تاريخ الإسلام وجربناه في حياتنا: الثقة بالله، وبما نمتلكه بفضل الإسلام، ونبذ محورية الأنا أي التقليل من الأنانيات الشخصية والقومية والفئوية والسياسية، والتوجه نحو الاتحاد الحقيقي تحت ظل الأحكام الإلهية.. الاتحاد المشروط بالإيمان الواحد، والحب الواحد، والهدف الواحد.

السبت, 02 شباط/فبراير 2013 07:49

بداية حرب أم رسالة لحزب الله؟

ما هي لعبة إسرائيل هذه المرّة؟ لماذا قررت ضرب هدف داخل الأراضي السورية في هذا الوقت البالغ الحساسية؟ هل دخلت مباشرة في المعركة السورية، أم أن ضربتها موجهة إلى حزب الله فقط؟ ماذا بعد؟ حرب إقليمية أم مشادات دبلوماسية بالحدّ الأقصى؟ ما الذي قد يعنيه الرد السوري هذه المرة؟

يكاد يجمع المحللون الأميركيون والبريطانيون على أن كل الظروف المحيطة بالغارة الإسرائيلية على الحدود السورية ــ اللبنانية «بالغة الخطورة»: فالمعركة ما زالت دائرة على أشدها في سوريا، والمقاتلون المتطرفون إلى ازدياد، وصواريخ باتريوت نشرت في تركيا، وحزب الله يخزّن السلاح من سوريا، وإسرائيل تجهّز قبّتها الحديدية في الشمال، وروسيا وإيران تصعّدان...

 

فلماذا قررت إسرائيل تنفيذ ضربة جوية محدودة في الداخل السوري؟ الكل يوافق على «أحقية» إسرائيل بذلك، «وخصوصاً إذا كان حزب الله يتزوّد فعلاً بأسلحة خطيرة من الجانب السوري ويهدد بها أمن إسرائيل». وفي هذا الإطار يذكّر معظم الصحافيين «بالإنذارات الإسرائيلية الأخيرة لسوريا» إن وصلت أسلحتها الكيميائية إلى حزب الله.

لكن بغض النظر عن «أحقيتها» في تلك الخطوة، «سجّلت إسرائيل أول تدخّل عسكري مباشر لها في الحرب الأهلية السورية»، لا بل «الخطوة العسكرية العلنية الأولى تجاه الربيع العربي الذي نشر الفوضى في الدول المجاورة لها وأضعفها»، هذا ما يراه إدموند ساندرز وباتريك ج. ماكدونيل في صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية. الكاتبان يرجحان أن الضربة الإسرائيلية كانت تهدف إلى «ردع وصول أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله أكثر من كونها مشاركة في النزاع الداخلي السوري».

لكن المستشار الأمني الحكومي السابق موشي ماعوز يقول للصحيفة إنها «الإشارة الأولى إلى أن إسرائيل قررت أن تصعّد الأحداث لإسقاط بشار الأسد». ماعوز لا يستبعد احتمال أن تكون الغارة قد نفّذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومع تركيا.

ماعوز وغيره من المتخصصين في الشؤون الأمنية الإسرائيلية قالوا للـ«تايمز» “إن الأسد هو أضعف من أن يردّ على الغارة الآن، إذ إن الجزء الأكبر من جيشه مشغول في المعارك على جبهاته الداخلية».

«إسرائيل تحاول أن ترسم خطوطاً حمراء، وعلينا أن ننتظر لنرى إن كان الطرف الآخر سيقبل بها أو لا»، يخلص أحد المحللين الاسرائيليين. ويضيف: «هو جزء من القصة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، ومن وجهة النظر الإسرائيلية هي خطوة محدودة، فإسرائيل لا تسعى إلى الحرب».

جوناثان ستيل في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية رأى أيضاً أن «الضربة الإسرائيلية مرتبطة بصراع إسرائيل الطويل مع حزب الله أكثر من كونها رغبة في التدخل في النزاع السوري». ودعا من جهته إلى «إيجاد حلّ سياسي قابل للعيش في أسرع وقت؛ لأن الأمر بات طارئاً أكثر من أي وقت مضى».

لحظة خطر

ناقوس الخطر قرعته أيضاً الصحيفتان البريطانيتان «ذي اندبندنت» و«ذي دايلي تلغراف»؛ إذ حذرتا في افتتاحيتيهما من «توسع رقعة الصراع الداخلي السوري إلى حرب إقليمية شاملة». «ذي اندبندنت» لفتت إلى «خطورة الجوار السوري القابل للاشتعال في أي وقت»، ونبّهت من خطر «تزايد عدد المقاتلين المتطرفين في سوريا بصورة غير مسبوقة، ما يثير المخاوف حول مصير الأسلحة الكيمائية التي يملكها الأسد». لكن الصحيفة البريطانية أضافت أن «الهجمات الجوية الإسرائيلية وحدها لن ترجح كفة الميزان، فالنظام السوري يتعرض لضغوط كبيرة تحول دون قدرته على الرد، وحزب الله قد لا يرد على الفور، نظراً إلى أن الهجوم لم يقع على الأراضي اللبنانية. أما على الساحة الدولية، فإن روسيا حليفة سوريا حصرت تنديدها في القنوات الدبلوماسية». افتتاحية «ذي إندبندنت» تختتم بتشاؤم حول «توازن القوى الهش في المنطقة».

«ذي دايلي تلغراف» من جانبها سمّت الوضع الحالي «لحظة الخطر»، مبيّنة كيف جاءت الضربة الجوية الإسرائيلية في «أكثر الاوقات حساسية وخطورة» إقليمياً ودولياً في ما خص الأزمة السورية.

وفي هذا الإطار، يتحدّث مقال «ذي نيويورك تايمز» من بيروت والقدس المحتلة عن «التغيرات الكبرى الآتية إلى المنطقة»: «فحزب الله يرى نفسه مستقبلاً من دون دعم نظام الأسد، ومضطراً إلى الدفاع عن نفسه في وجه السنّة الذين كرهوا الدور الذي أدّاه في الأزمة السورية. وإسرائيل قد تجد أن عدوّها الأخطر ليس حزب الله، بل المجموعات الجهادية السورية المتفرّقة وغير المنظمة». من جهة أخرى، توقف مقال الـ«تايمز» عند الرد السوري الصريح هذه المرة، شارحاً أنه «في العادة يعتمد الإسرائيليون استراتيجية الصمت بعد تنفيذهم عملية كي لا يضطروا الدولة المستهدفة إلى الانجرار إلى معركة أسوأ». لكن إعلان المسؤولين السوريين للعملية الإسرائيلية جاء ليكسر تلك القاعدة، يضيف المقال . «منذ اللحظة التي اختاروا فيها أن يقولوا إن اسرائيل فعلت شيئاً، فهذا يعني أن أحداً سيردّ عليها»، يعلّق أحد المستشارين الأمنيين الإسرائيليين للـ«تايمز».

لكن الصحيفة الأميركية تنقل عن محللين آخرين قولهم إنه ليس لسوريا القدرة الآن على تنفيذ أي ردّ على إسرائيل، وإن حزب الله لا يريد أن يبدأ أي معركة مع إسرائيل الآن؛ إذ هو يسعى إلى إبقاء حالة الهدوء في لبنان.

لكن لجوناثان توبن على موقع مجلة «ذي كومنتري» وجهة نظر أخرى، تقول إن «إسرائيل قامت، كالعادة، بالعمل القذر نيابة عن الغرب وعن الولايات المتحدة تحديداً في سوريا». توبين يقول إن «الولايات المتحدة اكتفت بتحذير سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية أو نقلها إلى حزب الله، لكن الجيش الإسرائيلي هو الذي يتدخل عند الضرورة بدلاً من الجيش الأميركي، لمواجهة التهديدات».

توبين يخلص بالقول إنه «رغم أن إسرائيل ستنتقد على انتهاك قواتها حدوداً دولية، إلا أن ما فعلته يحقق مصالح الولايات المتحدة بقدر مصالح إسرائيل». «وفي وقت توجه فيه الانتقادات الأميركية إلى إسرائيل على أنها عائق للسياسة الخارجية الأميركية، تظهر الغارة الأخيرة مدى أهمية التحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي».

السبت, 02 شباط/فبراير 2013 06:50

إسرائيل «أقرب» إلى مواجهة في الشمال

رغم أن التقدير السائد في أوساط هيئة أركان الجيش الإسرائيلي يستبعد حصول تصعيد واسع وفوري على الحدود الشمالية، يأتي رفع مستوى الاستعدادات تحسباً لحصول تطور ما غير متوقع، انطلاقاً من أن الرد على الغارة الجوية الإسرائيلية في سوريا، سيتحقق عاجلا أم آجلاً.

واكد المعلق السياسي في صحيفة «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، أنه بالرغم من أن إسرائيل لم تعترف رسمياً بالغارة الجوية، إلا أنها وجهت رسائل دبلوماسية لدول غربية وروسيا والصين، تحذر فيها من التصعيد الذي سيكون نتيجة مباشرة لأي محاولة نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله.

لكن ليمور عاد وأكد أن نقل الوسائل القتالية المتطورة، إلى حزب الله، سيتواصل. وبناء على فرضية أن إسرائيل ستكرر استهدافها، سيتعزز الضغط الداخلي في سوريا ولبنان للرد، الأمر الذي سيؤدي إلى إشعال الحدود الشمالية في أي لحظة.

ويرى ليمور، أن من المعقول الافتراض بأن القرار الإسرائيلي بالعمل يستند ايضاً إلى تقديرات بأن سوريا وحزب الله غير معنيين، في هذه المرحلة، بالتصعيد، كلٌ لأسبابه الخاصة به. في ما يتعلق بسوريا، تدرك أن ردها سيجر ردا إسرائيليا يقوم بما لم تنجح المعارضة السورية في القيام به، لجهة إسقاط الحكم. أما بالنسبة لحزب الله، فإن خشيته تعود إلى التسبب في حرب تمس بقدراته فضلا عن استحقاق الانتخابات البرلمانية في شهر حزيران المقبل.

رغم ما تقدم، عاد ليمور وأكد ايضاً ان من الصعب تقدير ما إن كانت سوريا وحزب الله سيتمكنان من ضبط نفسيهما بشكل تام، جراء الغارة الإسرائيلية، مذكراً بأن حزب الله سبق أن رد، على استهدافه أو استهداف احد رعاته، بطريقة مشابهة وفق قاعدة العين بالعين، وهدف عسكري في مقابل هدف عسكري.

ويرى ليمور أن حقيقة وجود 1000 طن من المواد الكيميائية، وآلاف صواريخ سكود والصواريخ المتطورة الأخرى والمتنوعة، «تطير النوم» من أعين إسرائيل التي تأمل أن تؤدي العملية الجوية مفعولها الردعي، وتُستغل لإيجاد حلول بديلة تمنع الحاجة إلى تكرار هذا العمل مرة أخرى، بدءاً بترتيب دولي وانتهاء بإرساء حكم بديل في سوريا يعمل بشكل أكثر عقلانية ويمنع استخدام أو انتشار الوسائل القتالية المتطورة. لكن ليمور يؤكد أن من الصعب العثور على طرف يُقدر بأن هذا ما سيتم تنفيذه في الواقع.

في الإطار نفسه، لفت المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت»، اليكس فيشمان، إلى أن رئيس الأركان بني غانتس يرى أن العام 2013، «سنة تغييرات داخلية عميقة في لبنان قد تفضي إلى حرب أهلية و/أو مواجهة بين حزب الله وإسرائيل»، مشيراً إلى أن الشعور السائد في إسرائيل هو أن معادلة الردع المتبادل التي نشأت بعد حرب لبنان الثانية أخذت تتلاشى، وبالتالي يمكن أن نفترض بأن إسرائيل اليوم اقرب إلى مواجهة عسكرية في الجبهة الشمالية مما كانت عليه في أي وقت منذ العام 2006. وتنطلق هذه الفرضية من تقدير إسرائيلي حول إمكانية انهيار الوضع في سوريا وتداعيات ذلك على المنطقة، التي ستشمل عدم استقرار لبنان بما يؤدي إلى اشتعال الحدود الشمالية.

وفيما يلفت فيشمان إلى أن «الاستعداد العسكري والذهني للجيش يجعله يُرخي الحبل أكثر مما كان يفعل في الماضي»، يؤكد بأن «مسار تقديرات الوضع إزاء ما يحدث في سوريا.. مستمر منذ عدة شهور. والمعلومات التي تتدفق ترفع كثيرا من وقت لآخر درجات الحرارة في غرف المباحثات في جلسة الحكومة». إلى ذلك، ينقل فيشمان أن هناك توجهاً في إسرائيل يرى بأن «حزب الله يضعف بسبب انهيار الاسد ولهذا يجب أن ندعه يواجه الجهات الداخلية في لبنان ويتحطم هناك وألا نمنحه قوة وشرعية باعتباره «حامي لبنان» بواسطة هجوم إسرائيلي».

في المقابل، يوجد من يؤكد على ضرورة عدم خوض مواجهة عسكرية مع حزب الله بسبب تسلح حزب الله، ويُذكِّرون أن لدى حزب الله 60 ألف صاروخ وطائرات بدون طيار وطائرات مسلحة تهدد ارض إسرائيل كلها»، وعليه فإن مهاجمة هذه الاسلحة على الاراضي اللبنانية لا يخدم بالضرورة المصلحة الإسرائيلية.

إلى ذلك، رأى معلق الشؤون الأمنية في صحيفة معاريف، عمير ربابورت، ان إسرائيل تنطلق من فرضية بأن كل سلاح متطور موجود في سوريا سيصل عاجلا أو اجلا إلى حزب الله. وأن السؤال الأساسي الآن هو كيف سترد سوريا وحزب الله على الغارة الجوية، بعدما اعترفت سوريا علنا بها. والفرضية هي أن «نظام الأسد في وضع لا يسمح له بفتح جبهة فعلية في مواجهة إسرائيل. فيما وضع حزب الله أكثر تعقيداً من أي وقت مضى». رغم ذلك يؤكد ربابورت أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مستعدة من أجل الدخول إلى رأس (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله، دفع موازنات عملاقة، خاصة وأنه «ساحر بالمسارات المفاجئة»، مضيفا أن مقولة حزب الله مردوع بفعل حرب العام 2006، سطحية وغير صحيحة ومؤكداً أن «حزب الله لا يخشى إسرائيل وان ما يهمه أكثر تعليمات رعاته في طهران».

وشدد ربابورت ايضا على أن نصر الله هو العدو الاكثر جدية لإسرائيل، وأن هجوما أو عدة هجمات ناجحة لن تمنعه من تحقيق حلمه بالتزود بأسلحة إستراتيجية.

اذا كانت "العلمانیة" قد حشرت الدين فی وقت ما فی زوایا التقوقع والانزواء والرهبانیة بعيدا عن الرأي العام، فان ثورة الامام الخميني الاسلامية (11شباط 1979)، قد تمكنت من ابطال هذه الرؤية التسطيحية، ونجحت في اعادة (الدين) الى موقعه الحقيقي بين الامم والشعوب، وليس هذا فحسب، بل انها امتدت بتأثيراتها المعنوية والمبارکة في مضمار تقوية (التدين) حتی لدى اتباع الشرائع السماوية الاخرى.

لقد شکلت ملحمة عودة زعيم الثورة الاسلامية الى ارض الوطن قادما من المنفى بعد نحو خمسة عشر عاما من الاغتراب المقرون بالجهاد والمثابرة ومقاومة جميع التحديات، لوحة فسيفسائية منقطعة النظير سواء على مستوى عظمة الحدث او لجهة الاستقبال الملاييني الذي قوبل به الامام الخميني من قبل جماهير الشعب الايراني المؤمن.

وهنا لابد من القول بان الالتحاق بمسيرة الثورة الاسلامية التی کانت متصاعدة فی ایران، وعلى الرغم من سيطرة اركان النظام الشاهنشاهي البهلوي البائد على مقاليد السلطة آنذاك، هو في حد ذاته (معجزة ربانية) تجاوزت القصورالمعرفي والمعاییر المادية حتى عند بعض الذين كانوا في عداد رجال الثورة وحراس (قائدها الثمانيني) الذي كانت له حساباته الخاصة على صعيد الاعتصام بحبل الله عزوجل والتوكل عليه في جميع المراحل، وايضا على مستوى ثقته المطلقة بأبناء شعبه الذين افترشوا العاصمة طهران طولا وعرضا لحماية (الفقيه الثائر) و(القائد الهمام) من أية مخاطر او تهديدات يمكن ان تستهدف حياته.

ومع ذلك ینبغی الجزم بان الامام الخميني المؤمن بمشيئة الله سبحانه وتعالى، كان اشجع وامضی من ان تستولي عليه الهواجس مخافة الموت او الاغتيال خاصة وان الذين واكبوا رحلة عودته بالطائرة الفرنسية من باريس الى طهران لمسوا في (الزعيم الشيخ) تلک النفس المطمئنة التی لاتتوفر الا فی صمیم الاولياء الصالحين وذوي الكرامات من بني آدم (عليه السلام.)

لقد كان حدث عودة القائد يوم (الاول من شباط 1979) الى البلاد، ثورة نورانية اضاءت في ما بعد للمجاهدين الايرانيين الغیاری آفاقا أرحب لاسقاط معاقل النظام الدکتاتوری العميل الواحد تلو الآخر، کما وقلصت فترة استمراره، حیث لم یدم بقاء "الشاهنشاهیة" سوی عشرة ایام فقط بعد مجئ المنقذ.

واثر انجلاء ذلک الکابوس المظلم اصبح الامام الخميني سيد الموقف وصاحب الكلمة الفصل في عملیة تغيير الواقع الفاسد، ووضع ایران الدولة والوطن والشعب والعقیدة في المسار الصحيح المؤدي بها الى التمسک بالثوابت الدينية والاخلاقیة و صیانة القیم الحضاریة والمبادئ الوطنية والدفاع عن القضايا المصيرية للامة الاسلامية كافة وعلى رأسها تطهير فلسطين والقدس الشريف من دنس الاحتلال الاسرائیلی.

وغیر هذا وذاك تحرير (الانسان الايراني) من عبودیة الارتهان والتبعية للسياسات والاملاءات التی کانت تفرضها علیه الدوائر الاستکباریة الاميركية والاوروبية والصهيونية، وذلک قبل ان تجلجل أنباء انتصار الثورة الاسلامیة المظفرة بقیادة سید فقیه مجاهد من احفاد رسول الله محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) فی ارجاء المعمورة.

تسيطر مجموعات من المتشددين الاسلاميين "الجهاديين" ـ منذ نحو 9 أشهر ـ على المناطق الشمالية في مالي، بعد أن استولوا عليها في أعقاب تمرد مسلح للطوارق قادته "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" التي تسعى للانفصال بإقليم "أزواد" في الشمال عن باقي البلاد وإقامة دولة مستقلة بالإقليم.

كانت الأحداث ـ التي لا تزال مشتعلة وتشهد تداعيًا دوليًا وإقليميًا ـ قد بدأت شرارتها مع سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا (أغسطس/ آب 2011) حيث شرع المئات من المسلحين الطوارق ممن كانوا يقاتلون في صفوف قوات القذافي حتى سقوطها في العودة إلى مواطنهم في النيجر ومالي وبرفقتهم سيارات عسكرية وأسلحة متطورة وذخائر.

وهناك تهيأ لمجموعات الطوارق المسلحين التجمع لخوض حرب في مواجهة الجيش النظامي كان من نتائجها وقوع انقلاب عسكري في العاصمة باماكو (22 مارس/ آذار) نفذه جنود بالجيش أطاحوا بالرئيس "آمادو توماني تورى"، كما تمكنت حركة تحرير أزواد، العلمانية، بالتحالف مع جماعة أنصار الدين، "الجهادية" من السيطرة على المناطق الشمالية التي انسحب منها الجيش.

لكن هذا التحالف ـ وبالرغم مما بذل في سبيله من جهود - لم يدم طويلاً، إذ نشبت الخلافات سريعًا بين (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) وحليفتها السابقة (جماعة أنصار الدين) التي تمكنت من بسط سيطرتها على الشمال، بعد معارك واسعة بين الطرفين في الأسبوع الأخير من يونيو/ حزيران الماضي، أدت إلى مقتل العشرات.

وإلى جانب (جماعة أنصار الدين) تتوزع السيطرة حاليا على مناطق شمال مالي ومدنها الكبرى (تمبكتو وغاو وكيدال) ـ والتي تمثل مجتمعة أكثر من نصف مساحة البلاد ـ بين كل من (حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) و(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) المتحالفين معها، فضلا عن عدد من الكتائب والسرايا مثل كتيبتي (أنصار الشريعة) و(الملثمين).

وفي ما يلي عرض لهذه الجماعات ومناطق سيطرتها:

1- حركة أنصار الدين

"أنصار الدين"، جماعة إسلامية مسلحة، ذات توجه سلفي، تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كامل التراب المالي، لكن لا تطالب باستقلال شمال البلاد على عكس حركة "تحرير أزواد" العلمانية التي تسعى إلى انفصال الشمال لإقامة دولة أزواد.

مؤسس أنصار الدين هو الزعيم التقليدي ''إياد آغ غالي''، وهو من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل ''الإيفوغاس''. عسكري سابق، وشخصية بارزة، وزعيم تاريخي في تمرد قبائل الطوارق خلال التسعينيات من القرن الماضي، ينحدر من أسرة أزوادية عريقة في (كيدال) بأقصى الشمال الشرقي لمالي.

كان إياد غالي مسؤولاً كبيرًا في مالي، تأثّر بالفكر السلفي خلال عمله كدبلوماسي بالخليج وخلال قيامه بالوساطة لتحرير رهائن غربيين مختطفين عام 2003 لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

معظم المنتمين للحركة من أبناء الطوارق على عكس جماعات أخرى أغلب عناصرها من العرب.

أنصار الدين هي أكبر الجماعات في شمال مالي وأهمها، يمكن اعتبارها بمثابة حركة طالبان في أفغانستان نظرا لأنها حركة محلية معظم قياداتها ومقاتليها من أبناء مالي، ويقال إن تفوق "أنصار الدين" العسكري والمكانة الخاصة التي يحظى بها التنظيم تعود في جانب كبير منها إلى تحالفه مع تنظيم القاعدة الذي أمدَّه بالمال والرجال حتى بات يحظى بأقوى حضور ميداني بين التنظيمات المتشددة في المنطقة.

تمكنت أنصار الدين من بسط سيطرتها بشكل كامل على مدينة تمبكتو الأثرية، شمال غرب مالي، وفي هذه المدينة الكبيرة عملت الجماعة السلفية على هدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية ـ التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988 ـ وهو ما لاقى ردود فعل شديدة على المستوى الدولي ولدى منظمة اليونسكو.

وينسب الشيخ محمد الحسين، قاضي مدينة تمبكتو التي تتمركز بها "أنصار الدين" عددًا من الإصلاحات للحركة منذ سيطرتها على المدينة، منها إقامة مجلس للقضاء بالمدينة يتشكل من بعض أعضاء الجماعة إلى جانب مواطنين، ويعمل على الفصل بين النزاعات. ويشير موقع "صحراء ميديا" إلى أن جميع السكان هناك "يذعنون لأحكامه سواء كانوا تنظيمات أو أفرادًا" وربما برضى كامل باعتبارها الأحكام المأخوذة من الشريعة الإسلامية.

 

2 ـ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

يقيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"- المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، والتي كانت قد ولدت، بدورها، من رحم الجماعة المسلحة ـ قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالي منذ سنوات، ينطلق منها لشن عملياته.

لذلك فهو التنظيم المسلح الأقدم في المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم في التواصل وإقامة للعلاقات مع شيوخ القبائل هناك؛ إذ يرتبط التنظيم الذي يتزعمه أبو مصعب عبد الودود "عبد المالك دروكدال" بعلاقات متشابكة مع سكان المنطقة من الطوارق والعرب، ويحتفظ بعلاقات قوية معهم.

ويسود اعتقاد لدى متابعين للوضع بالمنطقة أن تنظيم القاعدة هو المحرك الحقيقي من بين كل الفصائل المسلحة في شمال مالي، وأنه حلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة وصاحب اليد الطولى بالمنطقة، وغالبا ما تصفه المصادر المحلية بأنه الأكثـر تجذرًا ومعرفة وخبرة بمناطق الشمال.

وتشير مصادر متطابقة إلى أن العناصر التي تعمل بين صفوف "أنصار الدين" أو حركة "التوحيد والجهاد" ليسوا في النهاية سوى مقاتلين سابقين لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ويقول التنظيم إنه "يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي - الفرنسي والأمريكى تحديدا - والموالين له من الأنظمة "المرتدة" وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية، وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية".

ويعمل عناصر القاعدة في شمال مالي ضمن إطار إمارة الصحراء، وهي المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.

ويقسم التنظيم شمال أفريقيا إلى مجموعة من المناطق العسكرية ، تمتد فيها "إمارة الصحراء" بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم بـ "صحراء الإسلام الكبرى".

ويتولى إمرتها حاليا يحيي أبو الهمام القائد السابق لـ "كتيبة الفرقان"، أما الناطق الرسمي باسم إمارة الصحراء فهو عبد الله الشنقيطي.

وكان يتبع أمير الصحراء أربع مجموعات عسكرية، كتيبتان وسريتان، فالكتيبتان هما كتيبة طارق بن زياد، وأميرها عبد الحميد أبو زيد، وكتيبة الملثمين، وأميرها مختار بلمختار، أما السريتان فهما سرية الفرقان، وسرية الأنصار، وأميرها عبد الكريم التاركي.

لكن حدث مؤخرا ما يشبه الانشقاقات فخرج أمير كتيبة الملثمين وكون تنظيما منفصلا.

وتتمركز كتيبة طارق وسرية الفرقان في ولاية تمبكتو، وتضم هذه الكتائب والسرايا كل الجنسيات الموجودة بالمنطقة، كما تضم عناصر تنحدر من أصول غربية، وترتبط هذه الكتائب والسرايا بتنسيق وثيق.

وفي أوائل ديسمبر الماضي أعلن تنظيم القاعدة عن ميلاد كتيبة جديدة حملت اسم الأمير المرابطي "يوسف بن تاشفين" وأسندت قيادتها الي أحد نشطاء التنظيم المسلح هو القيرواني أبو عبد الحميد الكيدالي نسبة الي كيدال عاصمة قبائل الطوارق في الشمال المالي.

عمل الكتيبة المسلحة سيكون في كيدال واجلهوك وسلسلة جبال "تغير غاريم" الممتدة حتي الحدود مع الجزائر وهي المنطقة التي يعتقد أن التنظيم قد أقام قواعده المحصنة بها.

مهمة الكيدالي وكتيبته الجديدة ستكون استقطاب المزيد من المقاتلين في منطقة وخصوصا من بين الشباب الطوارق.

لا إحصائيات دقيقة لعدد مقاتلي الجماعة، لكن أغلب المصادر تقدر عددهم بالمئات، أغلبهم جزائريون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات دول أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا. وقد قدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو سبعين خلية.

وتتسم الهيكلية التنظيمية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالتعقيد والشمول، في نفس الوقت، وهي تعكس صورة العمل الجماعي للقاعدة، حيث تتكون قيادة التنظيم من أمير التنظيم، ومجلس الأعيان، ورؤساء اللجان والهيئات، الذين يشّكلون ما يعرف بمجلس شورى التنظيم، وتقوم مهامه على تنسيق العمل بين مختلف المستويات القيادية.

وخلال الأيام القليلة الماضية، استعرض تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) قوته القتالية في صحراء "أزواد" خلال شريط مصور تحت عنوان "وأعدوا لهم"، وسط مشاركة واسعة من عناصر الحركة واستعمال مكثف لمختلف الأسلحة الموجودة لديهم.

وختم الشريط بكلمة لزعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود حذر فيها الدول الإفريقية والأوربية التي قررت المشاركة في الحرب شمال مالي.

وخاطب أمير القاعدة في شريط فيديو بثه التنظيم الرئيس الفرنسي أولاند ومجمل قادة دول الساحل بأن القاعدة مستعدة للسلم إن أرادوه، وستلبى رغبتهم في الحرب إذا طلبوها.

وقال أبو مصعب إن القاعدة ستعمل على إطالة أمد الحرب الحالية من أجل تعميق الجراح وتكبيد الدول المشاركة أكبر خسارة، متعهدا بجعل الصحراء مقبرة لجنود التحالف الغربي.

وأكد أن القاعدة ستحرص على أن تطال شظايا الحرب كل البيوت الزجاجية الهشة المشاركة في العدوان، مذكرا بما تحقق من هزيمة للأمريكيين في العراق وأفغانستان.

 

3 ـ حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا

إحدى أهم الحركات المسلحة التي تنشط بالمناطق الشمالية، وهي حركة منبثقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويقودها (محمد ولد نويمر)، ومعظم عناصرها من العرب.

تدعو الحركة إلى الجهاد في غرب أفريقيا، وتتمركز سيطرتها في مدينة (قاو) الواقعة على نهر النيجر في شمال شرق مالي، وكانت "التوحيد والجهاد" تتقاسم السيطرة على المدينة مع "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" بعد طرد الجيش المالي منها، وقبل أن تطرد ـ فيما بعد ـ عناصر الحركة الأزوادية على خلفية صراع بين الطرفين استمر نحو شهرين.

وبينما باتت الحركة تسيطر على عدد متزايد من مدن الشمال أعلنت تطبيق الشريعة الإسلامية فيها، فإنها ظلت تؤكد أنهم لا يهدفون إلى الوصول للعاصمة "باماكو".

وقالت "التوحيد والجهاد" إن بإمكانها السيطرة على العاصمة المالية في غضون 24 ساعة إن أرادت. مشيرة إلى أنها تملك ترسانة عسكرية هائلة تمكنها من الاستيلاء على باماكو وقهر جيوش المنطقة في حالة المواجهة العسكرية.

وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مالية، وما تملكه من روابط قبلية، وما لها من حضور ميداني، استطاعت حركة "التوحيد والجهاد" طرد جميع مناوئيها الطوارق من مدينة اسونغو بعدما ألحقت بهم هزيمة كبرى في 27 حزيران/يونيو في مدينة قاو، إحدى المدن الثلاث الكبرى في شمال مالي.

ومن بين الأسباب التي سهلت للحركة تواجدها أنه كان ينظر إلى "التوحيد والجهاد" من قبل السكان المحليين بعين الرضا خاصة في قاو لأنهم كانوا يواجهون المتمردين الطوارق في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" الذين اشتهروا كقطاع طرق ومتهمين بارتكاب العديد من أعمال العنف والتعديات في المدينة قبل أن تطردهم الحركة بعد معارك طاحنة.

وكباقي حلفائها المسلحين وقفت "حركة التوحيد والجهاد" وراء اختطاف دبلوماسيين وأجانب ومن بينهم جزائريون كانوا قد اختطفوا في منطقة غاو في شهر أبريل/نيسان الماضي. كما نفذت الإعدام بحق دبلوماسي جزائري بعد أن رفضت السلطات الجزائرية إبرام اتفاق معها، يقضي بالإفراج عن إسلاميين معتقلين وفدية تقدر بنحو 15 مليون يورو.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت التوحيد والجهاد تشكيل أربع سرايا عسكرية هي: سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. واعتبرت الجماعة في بيان لها أن إعلان الهيكلة الجديدة كان نتيجة لتوسع نفوذها، وتزايد أعداد مقاتليها، مؤكدة أن السرايا الجديدة سيتم توزيعها حسب التحديات التي تواجهها المنطقة داخليا وخارجيا.

وللحركة كتيبة أخرى تتبعها تعرف ب (كتيبة أسامة بن لادن) يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر.

اعتبر ولد عامر المشهور بـ"أحمد التلمسي" في أول ظهور إعلامي ديسمبر الماضي "التهديد الدولي قدرا كوني"، مؤكدا أنه "لا بد من مواجهته ودفعه بالقتال والجهاد وتحريض المسلمين على كسر شوكة"، ما وصفها "بالمنظومة الكُفرية العالمية التي تتربص بشريعة الرحمن في كل بقعة من الأرض يُمَكِن الله فيها لعباده المجاهدين".