
emamian
الإمام الخامنئي: الكيان الصهيوني تلقى ضربة قاضية في طوفان الأقصى
قائد الثورة الإسلامية استقبل، اليوم الأربعاء، في حسينية الإمام الخميني (رض)، الرياضيين الحائزين على ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية والبارا آسيوية.
وخلال اللقاء قال سماحته، إذا أردت أن أقدم لكم أيها الرياضيون ملخصاً عن هذه التطورات الأخيرة، فالجملة هي كما يلي: الكيان الصهيوني تلقى ضربة قاضية في طوفان الأقصى.
وأضاف، أي أن حماس، ليس كحكومة ودولة لديها العديد من الامكانيات، بل كمجموعة مسلحة، تمكنت من توجيه ضربة قاضية للحكومة الصهيونية الغاصبة بكل ما تملكه من امكانات.
وتابع: حتى اليوم، لم يستطيعوا التلص من الضغط والعار الذي جلبته لهم هذه الهزيمة. نعم، إنهم يظهرون القوة؛ لكن أين؟ إن استعراض القوة هذا لا قيمة له في مستشفى المرضى في غزة، أو في المدرسة في غزة، أو على رؤوس المشردين في غزة. هذا يشبه خسارة ذلك الرياضي في الملعب، الرياضي الذي يهاجم جماهير الفريق الخصم للانتقام وتعويض الخسارة، وإهانتهم وضربهم. لا يوجد شيء أكثر فضيحة مما فعله الكيان الصهيوني.
وأضاف: إن الخسارة الفادحة، تلك الخسارة الفادحة التي تلقاها الكيان الصهيوني لن يعوضها القصف، فمثل هذا القصف سيقصر من عمر هذا الكيان الغاصب، لن يمر هذا الظلم والقسوة دون رد.
وأشار آية الله الخامنئي إلى أن العالم كله فهم اليوم سبب رفض الرياضيين الإيرانيين مواجهة الجانب الصهيوني في المسابقات. لقد فهم العالم ذلك بالفعل لأنه مجرم، لأنه يلعب لصالح حكومة إجرامية ويأتي إلى المسابقات ومساعدته هي مساعدة للكيان الإرهابي والإجرامي.
وفي بداية اللقاء، ثمن قائد الثورة الاسلامية الرياضيين والحائزين على الميداليات في البلاد، قائلا : إن تقلد الميدالية مؤشر وعلامة جهدكم، أود أن أشكر السيدة التي حملت العلم الإيراني في هذه الدورة من الالعاب الآسيوية بالحجاب الكامل وأظهرت هوية وشخصية المرأة الإيرانية أمام العالم.كما أشكر الرياضية التي رفضت مصافحة رجل اجنبي أثناء تسليم الميدالية وأهمية هذه الهوامش لا تقل عن الرياضة نفسها، بل أكثر.
وأضاف: أشكر السيدة التي صعدت على المنصة مع طفلها وحصلت على وسامها، وقال: هذه خطوة رمزية؛ وهذه الحركة في العالم تدل علي احترام المرأة لدور الأسرة والأمومة.
وأعرب سماحته عن تقديره للرياضيين الذين يدعمون الشعب الفلسطيني المظلومح مصرحا : أشكر المنتخب الوطني الذي دخل الملعب مع الكوفية رمزا للدفاع عن المظلومين، والرياضيين الذين اتخذ كل منهم موقفا داعما لفلسطين.
وأضاف: كما أشكر الرياضيين الذين تبرعوا بميدالياتهم لأطفال غزة، ولشهداء المستشفى الذي كان موقع لإظهار قيام الكيان الصهيوني في خلق الكارثة ، وللرياضيين الذين رفضوا مواجهة الجانب الصهيوني.
وقال اليوم يتبين صحة عملهم؛ وحقيقة هذه الأمور واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضىو. تُظهر هذه الأعمال الوجه المتميز والمنطقي والواثق من نفسه للشعب الإيراني أمام أنظار مئات الملايين من الأشخاص الذين يشاهدون الرياضة، وهذا جزء من القوة الوطنية لإيران.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ازدواجية المعايير لدي المؤسسات الدولية تجاه مختلف الحوادث وأكد: هناك أشياء كثيرة يجب أن نقولها للمسؤولين الرياضيين الدوليين وننتقدهم كثيراً. ويجب التعامل مع هذه الاعتراضات بشكل عادل يوما ما.
وأضاف: تقف القوى الاستعمارية والاستثمارية والمتغطرسة اليوم خلف جميع المراكز الدولية تقريبًا وتمنع إجراء تحقيق عادل. ولكن يومًا ما، إن شاء الله، سيتم التعامل مع هذه الأمور بشكل عادل.
وتابع: يقولون إن الرياضة ليست سياسية، ولكن عندما يحتاجون إلى تسييس الرياضة، فإنهم يسيسون الرياضة بأسوأ طريقة؛ موضح، بانه "يتم منع دولة ما من المشاركة في جميع الأحداث الرياضية الدولية بمختلف الذرائع، لماذا؟! لأنها قاتلت في مكان ما؛ لكنهم يتجاهلون 5000 طفل شهيد في غزة، ألا يجب أن تصبح الرياضة هناك سياسية ؟
وأضاف: تمنع دولة ما من المشاركة في البطولات العالمية بحجة الحرب ويتم تجاهل جرائم الحرب التي ترتكبها حكومة ما بشكل كامل؛ ولا يمنعون تلك الحكومة من دخول الساحة الدولية بسبب ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية.
وتابع: اليوم ادرك العالم كله سبب عدم رضا الرياضيين الإيرانيين عن مواجهة الجانب الصهيوني في الميدان. لأنه مجرم وهو يقوم بالرياضة وينزل للميدان لصالح حكومة مجرمة؛ ومساعدته هي مساعدة للكيان الإرهابي والإجرامي.
كيف يظلم الإنسان نفسه وغيره؟
ظلم الإنسان نفسه:
الذي يفهم من لفظ الظلم وجود ظالم صدر منه الظلم، ومظلوم وقع عليه الظلم فمن هو الظالم، ومن هو المظلوم؟ إنه هذا الإنسان المسكين، هو الظالم والمظلوم، ظلم نفسه وأوبقها، وظلم عباد الله عزّ وجلّ، فأساء إليهم، وأساء إلى نفسه وظلمها بما يُعرّضها من العقوبات في الدنيا والآخرة، وذلك بقطع صلتها مع الله تعالى، وبإهمال توجيهها إلى طاعة الله، وتقويمها بالخلق الكريم، والسلوك الرضي، ممّا يزجّها في متاهات الغواية والضلال، فتبوء آنذاك بالخيبة والخسران كما عبّر الله تعالى في الفرقان: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾[1]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[2]، وقال سبحانه: ﴿سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾[3]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[4].
وظلم العبد لنفسه يكون فيما بينه وبين ربّه، ويتحقّق ذلك عندما يقطع العبد الصلة النورانية بينه وبين نور السموات والأرض الذي مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. والظلم خلاف الضياء والنور، ويتحقّق ذلك من خلال تقصير العبد الظالم لنفسه في المسارعة لتنفيذ أوامر الله تعالى، وفي الجرأة على إتيان نواهيه.
أعلم أخي المسلم: أنك إذا تعدّيت حدود الله ببصرك، فنظرت به إلى الحرام، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وإذا تعدّيت حدود الله بأذنك فسمعت بها الحرام من الغناء أو الكذب أو الغيبة أو النميمة، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وإذا تكلّمت بلسانك كلاماً يسخط الله فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وإذا بطشت بيدك أو مددتها على ما لا يحل، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، وعندما تسمع الأذان وتنام، ولا تقوم لتصلّي، فقد عملت سوءً وظلمت نفسك، لأنّ الله دعاك إلى إنقاذ نفسك فظلمتها.
الذي يهجر القرآن، ولا يقرأه ظالم لنفسه، لأنّه فوّت على نفسه من الحسنات ما لا يعلمها إلا الله تعالى الذي لا يذكر الله، ولا يدعوه، ولا يهتم بأمر المسلمين ولا يهتم بهذا الدين ظالم لنفسه الخ.
قال مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "ألّا وإنّ الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، أمّا الظلم الذي لا يُغفر، فالشرك بالله. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾[5]، وأمّا الظلم الذي يُغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأمّا الظلم الذي لا يُترك فظلم العباد بعضهم بعضاً القصاص هناك شديد، ليس هو جرحاً بالمدى ولا ضرباً بالسياط، ولكنّه ما يستصغر ذلك معه.."[6].
ظلم العبد لغيره:
أي الظلم الذي بينه وبين الناس، وإياه قصد الله تعالى بقوله: ﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[7]، وهو ظلم لا يمكن الخروج منه، والتخلّص من شؤمه وإثمه بمجرّد الإقلاع والندم، بل يكون الخلاص منه بردّ المظالم إلى أهلها، أو استباحتهم منها، وإلا كان القصاص يوم القيامة بالحسنات والسيئات، وليس بالدينار والدرهم، وكفى بهذا حاجزاً عن الظلم، وكفى به رادعاً وواعظاً للعبد المسلم في أن يتخفّف من حقوق العباد، ويخرج من هذه الدنيا سالماً لا يطلبه أحد من العباد بمظلمة في دين أو نفس أو مال أو عرض، فقد روى أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام قال: "أما إنّه ما ظفر بخير من ظفر بالظلم. أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم، ثم قال: من يفعل الشر بالناس، فلا ينكر الشر إذا فُعل به.."[8].
وكي لا يمتطي الظالم سفينة الغفلة، فيرد موارد الهلاك، بجرأته على حقوق الآخرين بادر رحمة الله المهداة للعالمين بإغلاق كل المنافذ على الظلم والظالمين، وذلك من خلال فصل خطابه، وعظيم جوابه فروى عنه حفيده الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: "ألا أنبّئكم بالمؤمن ؟ المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأمورهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئات فترك ما حرّم الله"[9]، وقال حفيده العظيم الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: "المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه[10].
[1] سورة الشمس، الآيات 7-10.
[2] سورة البقرة، الآية 57.
[3] سورة الأعراف، الآية 177.
[4] سورة يونس، الآية 44.
[5] سورة النساء، الآية 48.
[6] أبن أبي الحديد المدائني، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 34، طبعة 1 ـ دار الكتب العلمية.
[7] سورة الشورى، الآيات 40 - 42.
[8] الشيخُ مُحمّدْ بن الحسن الحُر العاملي، وسائل الشيعة، ج 16، ص49، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام، ط2، مطبعة - مهر - إيران، 1414هـ، باب تحريم الظلم، ح9.
[9] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ، تحقيق علي أكبر الغفاري، نشر مؤسسة الوفاء - لبنان، ط2، 1983م، باب وصايا الإمام الباقر عليه السلام ج 64، ص 302.
[10] الحُرّ العامِليّ، وسائل الشيعة، ج 12، ص181 ـ 205.
آداب الدعاء المستجاب
1. التوجّه إلى القبلة: من الآداب التي ينبغي للدَّاعي أن يُراعيها، أن يتوجّه أثناء الدُّعاء إلى القبلة ببدنه، ويترك استدبارها بل التلفَّتَ يَمنةً ويسرة. فقد جاء في الروايات أنَّ: "رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى الموقف بعرفة، واستقبل القبلة، ولم يزل يدعو حتّى غربت الشّمس"[1].
2. حسن الظنّ بالله تعالى: قال تعالى: ﴿ٱدعُونِي أَستَجِب لَكُم﴾[2]، وفي آية أخرى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ ٱلسُّوءَ﴾[3].
3. البكاء والتباكي: وقد قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: "إن خفتَ أمراً يكون أو حاجة تُريدها، فابدأ بالله ومَجِّدهُ واثنِ عليه كما هو أهله، وصلِّ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وَسَل حاجتَكَ، وتباكَ ولو مثل رأس الذباب، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقربَ ما يكون العبدُ من الرّب عزَّ وجل وهو ساجدٌ باكٍ"[4].
4. تكرار الدُّعاء: تُستحبّ معاودة الدُّعاء وكثرة تكراره مع تأخّر الإجابة، فعن أبي جعفر عليه السلام: "إنَّ المؤمن ليسأل الله حاجةً فيؤخّر عنه تعجيلَ إجابته، حبّاً لصوته واستماع نحيبه"[5]. إنّ حُسن الظنّ بالله من شُعب معرفته سبحانه، فعلى الدَّاعي أن يُحسن الظّن باستجابة دعائه.
5. الإقرار بالذنوب: على الدَّاعي أن يعترف بذنوبه مقرّاً، مذعناً، تائباً عمَّا اقترفه من خطايا، وما ارتكبه من ذنوب، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّما هي مدحة، ثمّ الثناء، ثمّ الإقرار بالذنب، ثمّ المسألة، إنَّه والله ما خرج عبد من ذنب إلّا بالإقرار"[6].
عدم استجابة الدعاء
أحياناً، مهما دعا الإنسان لا يُستجاب له. فما العلّة؟ لقد حلّت لنا الروايات في ديننا هذه المشكلة. فقد جاء في رواية أنّ الإمام علي عليه السلام قال: "قلتُ: اللهمّ، لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، لا تقولنّ هكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أحد إلا وهو محتاجإلى النّاس، قال: فقلتُ: كيف أقول يا رسول الله؟ قال: قل اللهمّ لا تحوجني إلى شرار خلقك، قلتُ: يا رسول الله، ومَن شرار خلقه؟ قال: الذين إذا أعطوا منّوا، وإذا منّوا عابوا"[7].
إنّ أحد شروط استجابة الدعاء هو أن نقرأه بحضور قلب. أحياناً يكون الدعاء لقلقة لسان، جملاً من قبيل: "يا ربّ سامحنا!"، "يا ربّ وسّع علينا رزقنا!" "يا ربّ اقضِ ديننا". قد يدعو الإنسان عشر سنوات هكذا، دون أن يُستجاب له أبداً. هذا لا يُفيد. فمن شروط الدعاء هو ما تفضّل به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دعا أحدكم فليجتهد وليخلص فإنَّ الله لا يقبل الدُّعاء من قلبٍ لاه"[8] [9].
[1] الفيض الكاشاني، محمد بن المرتضى المولى محسن، المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، تحقيق وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، إيران قم المشرفة، لا.ت، ط2، ج2، ص288.
[2] سورة غافر، الآية 60.
[3] سورة النمل، الآية 62.
[4] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص483، باب البكاء، ح10.
[5] المصدر نفسه، ج2، ص488، باب من أبطأت عنه الإجابة، ح1.
[6] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص484، باب الثناء قبل الدعاء، ح3.
[7] الزمخشري، أبي القاسم محمود بن عمر، ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، تحقيق عبد الأمير مهنا، مؤسسة الأعلمي، لبنان بيروت، 1992م، ط1، ج3، ص80.
[8] ابن عبد البر، أبي عمرو يوسف بن عبد البر النمري، التمهيد، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، نشر وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، 1387هـ، لا.ط، ج7، ص15.
[9] الإمام الخامنئي قدس سره، خطبة صلاة الجمعة في طهران، 17/2/1995م.
نهج الإمام الخميني (قدس سره) وانتظار العون الإلهي
قد يخطر للوهلة الأولى، أنّ مُفردة الثّقة والتّوكُّل على الله هي من مفردات السّلوك الفرديّ للإنسان مع الله سبحانه وتعالى، أمّا أن تكون ميزة جماعيّة تُشكّل علامة على خطّ ثوريّ وحركيّ، فهذا أمرٌ يشرحه الإمام الخامنئيّ دام ظله، فيقول: "الثّقة بصِدق وعد الله، والنُّقطة الّتي تُقابلها هي عدم الثّقة بالقوى المُستكبرة والمُهيمنة في العالَم، هذا هو أحد أركان مدرسة الإمام المتمثّل في الاتّكال على قدرة الله، فقد وعد الله تعالى المؤمنين، ولعن من لا يؤمن بهذا الوعد في قوله: ﴿وَلَعَنَهُمُ اللّهُ﴾"[1]، ﴿غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم﴾[2]، وهم أولئك ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾"[3].
ويقول في مورد آخر: "إنّ من ركائز فِكْر الإمام الخمينيّ العظيم، الإيمان بوعد الله والتّصديق به، حيث قال سبحانه: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾[4]. والنُّقطة المُقابلة لذلك (لسوء الظّنّ بالله) هي عدم الاعتماد على إغراءات الأعداء والمستكبرين والقوى العالميّة مُطلقًا، وهذا ما هو مشهود في عمل الإمام وسلوكه وخطاباته بالكامل. ولقد أدّى هذا الاتّكال على قدرة الله والثّقة به إلى أن يكون الإمام الخمينيّ العظيم صريحًا واضحًا في اتّخاذ المواقف الثوريّة، حيث كان الإمام يتحدّث بصراحة، ويُبيّن ما كان يعتقد به دونما غموض وإبهام، وذلك لاتّكاله على الله، لا لأنّه لم يكن يعلم بأنّ ذلك سيؤول إلى أن تنزعج القوى الكبرى وتثور ثائرتها، بل كان يعلم بذلك، ولكنّه كان يُؤمن بقدرة الله ومَدَدِه ونَصْرِه"[5].
الدّفاع عن المظلومين والمُستضعفين داخل الأمّة في وجه الطّبقات الحاكمة:
وهو من الأمور المميّزة لهذا الخطّ والنّهج، يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: "لعلّ الدّفاع عن المستضعفين من أكثر المواضيع الّتي تناولها الإمام في كلماته، وهو من الخطوط البيّنة في رؤية الإمام، ومن الأصول المسلَّمة، حيث يدعو الجميع إلى العمل وبذل الجهد لاستئصال الفقر، والسّعي في مساعدة المحرومين لإنهاء حالة الحرمان، ومساندة المحرومين بكلّ وسعهم. وكان من جانب آخر يُحذّر المسؤولين من التخلُّق بأخلاق أهل القصور، والّذي وردت الإشارة إليه في القرآن الكريم أيضًا: ﴿وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾[6]. وكان يؤكّد مرارًا على الاعتماد والثّقة بوفاء الطّبقات الضّعيفة، ويُكرّر القول بأنّ سكّان الأكواخ والفقراء والمحرومين هم الّذين ملؤوا السّاحات، برغم حرمانهم، من دون اعتراض، وهم الّذين يحضُرون في ميادين الخطر، بينما الطّبقات المُترفة هي أكثر من تُبدي استياءها وتبرُّمها حين تقع الحوادث وتظهر المشاكل في كثيرٍ من الأحيان"[7].
[1] سورة التوبة، الآية 68.
[2] سورة المجادلة، الآية 14.
[3] سورة الفتح، الآية 6.
[4] سورة محمّد، الآية 7.
[5] خطاب الإمام الخامنئيّ دام ظله، الذّكرى السّادسة والعشرين لرحيل الإمام الخمينيّ قدس سره 04/06/2015م.
[6] سورة إبراهيم، الآية 45.
[7] خطاب الإمام الخامنئيّ دام ظله، الذّكرى السّادسة والعشرين لرحيل الإمام الخمينيّ قدس سره 04/06/2015م.
لماذا العُجب هو بذرة الرذائل؟
ومن مفاسده الأخرى، أنّه يدفع الإنسان إلى الرياء، لأنّ الإنسان بصورة عامّة إذا استصغر أعماله وجدها لا شيء، ووجد أخلاقه فاسدة، وإيمانه لا يستحقّ الذكر، وعندما لا يكون معجباً بنفسه ولا بصفاته ولا بأعماله، بل وجد نفسه وجميع ما يصدر عنها سيّئاً وقبيحاً، لا يطرحها ولا يتظاهر بها، فإنّ البضاعة الفاسدة تكون سيّئة وغير صالحة للعرض، ولكنّه إذا رأى نفسه كاملاً وأعماله جيّدة، فإنّه يندفع إلى التظاهر والرياء، ويعرض نفسه على الناس.
وهناك مفسدة أخرى هي أنّ هذه الرذيلة تؤدّي إلى رذيلة الكِبر المهلكة، وتبعث على ابتلاء الإنسان بمعصية التكبّر، .. وتنشأ من هذه الرذيلة مفاسد أخرى أيضاً بصورة مباشرة وغير مباشرة، وشرح ذلك يوجب التفصيل. فليعلم المعجب أنّ هذه الرذيلة هي بذرة رذائل أخرى، ومنشأ لأمور يُشكّل كلّ واحد منها سبباً للهلاك الأبديّ والخلود في العذاب، فإذا عرف هذه المفاسد بصورة صحيحة ولاحظها بدقّة، ورجع إلى الأخبار والآثار الواردة بشأنها عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت ذلك القائد عليه السلام أجمعين، "فمن المحتّم أن يعتبر الإنسان نفسه ملزماً بالنهوض لإصلاح النفس، وتطهيرها من هذه الرذيلة واستئصال جذورها من باطن النفس"[1].
العجب مقرون بالغرور
"أمّا القسم الآخر - الذي يُشكّل القسم الأعظم من البشر - فإنّهم عندما يرون في أنفسهم امتيازاً عن الآخرين فإنّهم يتفاخرون ويختالون قائلين: نعم، نحن هكذا! وهذه هي حالة العُجْب. فالشيطان يتسلّل إلى نفس الانسان من هذه الثغرة ويصرعه أرضاً بقوّة شديدة حتّى أنّه يبقى مترنّحاً لمدّة من الزمن.
فالعُجب هو آفة ذميمة للغاية، وهو يقترن غالباً بالغرور، فالإنسان الـمُعجَب بنفسه لا يُقيم وزناً للآخرين ويعتقد أنّ كلّ ما يفهمه ويُدركه هو غاية ما توصّل إليه العقل البشريّ من العلم الصحيح وما من أحد غيره يفهم ما يفهمه هو، وهو ينكر على الآخرين كلّ ما يطرحونه خلافاً لرأيه بل ولا يرى فيه ما يستحقّ الإصغاء إليه أساساً، وهكذا يُبتلى بالغرور. وإنّ من أهمّ العوامل التي تسوق المرء إلى جهنّم هو الغرور الذي يكون منشؤه العُجب.
لكن ما هو السبيل إلى معالجة هذه الآفّة الخطيرة؟ بالطبع إنّ كلّ شخص يدّعي بعض الامتيازات لنفسه. فالإنسان الذي لا يدّعي أيّ امتياز لنفسه فهو متورّط بشكل من أشكال الكفران وعدم إدراك آلاء الله عزّ وجلّ، فلقد خصّ الله تعالى كلّ شخص بامتياز خاصّ. لكنّ الانسان إذا لم يعمد إلى ترويض صفة حبّ الذّات في نفسه فسوف تقوده إلى ما ذكرنا من الآثار"[2].
علاج العُجْب بمعرفة النفس
"إنّ أنجع طريقة لعلاج العُجب هي أن يلتفت الانسان أكثر إلى نقائصه. يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد: "ما لابن آدم والعُجب! وأوّله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو بين ذلك يحمل العذَرة"[3]، فإنّ بدايته ماء فاسد، ونهايته جيفة متعفّنة قذرة وهو بينهما يحمل القاذورات والفضلات. فما الذي يُمكن أن يتفاخر به موجود كهذا؟
إذن فهي أفضل طريقة يتخلّص بها المرء من العُجب وحبّ النفس والغرور والكبر. وقد أشار القرآن الكريم في بضعة مواطن إشارة لطيفة إلى هذا الموضوع، فقال عزّ من قائل: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾[4]، أي فإذا هو يُخاصمنا ويتفوّه بالكلام علينا (ينكر المعتقدات الصحيحة ويُجادل في أحكامنا).
يقول الإمام محمّد الباقر عليه السلام في هذا الحديث: "سُدّ سبيل العُجب بمعرفة النفس". فإذا أردت إغلاق باب العُجب بوجهك فما عليك إلاّ أن تعرف نفسك، ولقد طُرحت قضيّة "معرفة النفس" في أدبنا الدينيّ بصور مختلفة، وقد أورد المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ (رضوان الله تعالى عليه) في الجزء السادس من تفسيره "الميزان" في ذيل تفسير الآية الشريفة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾[5] مباحث عميقة وقيّمة للغاية تحت عنوان معرفة النفس. لكنّه يظهر أنّ المراد من معرفة النفس في هذا الحديث الشريف هو معنىً أكثر بساطة، فمن شأن هذا التأمّل أن يُعينك على عدم الابتلاء بالعُجب والغرور. بالطبع قد يكون لهذا الكلام زوايا وأبعاد مختلفة، وإنّ معرفة كلّ زاوية، وبُعد من معرفة النفس تكون ذات أثر في نفي العُجْب بمعنى من المعاني"[6].
[1] الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره، الأربعون حديثاً، الحديث الثالث.
[2] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 13 آب، 2011 م.
[3] الآمدي التميمي، غرر الحكم، الحكمة 7087.
[4] سورة يس، الآية 77.
[5] سورة المائدة، الآية 105.
[6] من محاضرة لسماحة آية الله الشيخ مصباح اليزديّ ألقاها في مكتب الإمام الخامنئي في قم بتاريخ 13 آب، 2011 م.
آداب السجود لقاصدي السلوك
في مقام السجود يدّعي المصلّي السالك أنه ليس في دار الوجود من موجود إلا الحق تعالى وهذا هو التوحيد الذاتي الذي يتحقق في السجود كما أشرنا، وسر ذلك يعود الى كون وضعية السجود تنفي ظهور أي شيء وحتى نفس المصلّي، ولا يبقى في المحضر إلا الله تعالى.
وعن السجود يقول الإمام الخميني: "وهو عند أصحاب العرفان وأرباب القلوب ترك النفس وغمض العين عمّا سوى الحق، والتحقق بالمعراج اليونسي الذي حصل بالغوص في بطن الحوت بالتوجّه إلى أصله بلا رؤية الحجاب، وفي وضع الرأس على التراب إشارة إلى رؤية جمال الجميل في باطن قلب التراب وأصل عالم الطبيعة.
وآدابه القلبية عرفان حقيقة النفس وأصل جذر وجوده ووضع أم الدماغ وهي مركز سلطان النفس وعرش الروح على أدنى عتبة مقام القدس ورؤية عالم التراب عتبة لمالك الملوك.
فسرّ الوضع السجودي غمض العين عن النفس وأدب وضع الرأس على التراب إسقاط أعلى مقامات نفسه من العين ورؤيتها أقل من التراب"[1]. "...ووضع رؤساء الأعضاء الظاهرة التي هي محال الإدراك وظهور التحريك والقدرة وهي الأعضاء السبعة أو الثمانية على أرض الذلّة والمسكنة علامة التسليم التام وتقديم جميع قواه والخروج من الخطيئة الآدمية"[2].
فالسجود هو تعبيرٌ من المصلي عن تركه لرؤية نفسه وعن إغماض عينه عمّا سوى الحق تعالى، فعندما يسجد المصلّي فإنه لا يرى شيئاً حتى نفسه ويكون في وضعٍ ملائمٍ تماماً للتوجّه بكليّته إلى مالك الملوك.
فالسرّ في الوضع السجودي هو إغماض العين عن النفس، ووضع الرأس على التراب هو بحدّ ذاته إسقاطٌ لأعلى مقامات النفس (وهو الرأس)، ورؤيتها أقلّ من التراب.
والسرّ في وضع الأعضاء الظاهرة أي مواضع السجود - وهي محالّ الإدراك والتحريك والقدرة لدى الإنسان - على الأرض هو إعلان الذلّة والمسكنة والتسليم التام من العبد لمولاه وتقديم جميع قواه لله تعالى.
ولذلك فإن الآداب القلبية للسجود تكمن في معرفة حقيقة النفس وأصل وجود الإنسان وتذكّر نشأته بوضع الرأس على التراب الذي هو أصل الإنسان.
ومن الآداب القلبية للسجود إظهار الفقر والمتربة والمسكنة وإظهار كمال الخضوع والتذلّل والتواضع، وترك الاستكبار والعجب وإرغام الأنف عبر وضع الجبهة وهي مركز سلطان النفس وأشرف ما في الإنسان على أدنى عتبة لمالك الملوك وهي التراب[3].
فإذا قوي تذكّر هذه المعاني في القلب فإنّه ينفعل بها تدريجياً، فتحصل لديه حالةٌ هي حالة الفرار من النفس وترك رؤية النفس، ونتيجة هذه الحال حصول حالة الأنس بالله تعالى وبعبادته وتتحقّق الغاية من الصلاة المعراجية.
وينبغي أن لا يدّعي السالك هذه المعاني إن لم يكن متحققاً بها فعلاً، وإنّما عليه أن يتمسّك بعناية الحق جلّ وعلا ويسأله العفو عن تقصيره بالذلّة والمسكنة، لأن هذا المقام مقامٌ خطيرٌ جداً في نظر أرباب المعرفة.
ويمكن لنا أن نطّلع على آداب السجود في روايةٍ شريفةٍ واردةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما خسر والله من أتى بحقيقة السجود ولو كان في العمر مرّة واحدة، وما أفلح من خلا بربّه في مثل ذلك الحال تشبيهاً بمخادع نفسه غافلاً لاهياً عمّا أعدّه الله للساجدين من أنس العاجل وراحة الأجل. ولا بعد عن الله أبداً من أحسن تقرّبه في السجود، ولا قرب إليه أبداً من أساء أدبه وضيّع حرمته بتعلّق قلبه بسواه في حال سجوده. فاسجد سجود متواضعٍ لله تعالى ذليلٍ علم أنه خلق من ترابٍ يطؤه الخلق وأنه اتّخذك (ركب) من نطفةٍ يستقذرها كلّ أحد وكوّن ولم يكن. وقد جعل الله معنى السجود سبب التقرب إليه بالقلب والسرّ والروح فمن قرب منه بعد من غيره، ألا ترى في الظاهر أنه لا يستوي حال السجود إلا بالتواري عن جميع الأشياء والاحتجاب عن كل ما تراه العيون؟ كذلك أمر الباطن فمن كان قلبه متعلّقاً في صلاته بشيءٍ دون الله تعالى فهو قريب من ذلك الشيء بعيدٌ عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته، قال عزّ وجلّ: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: لا أطّلع على قلب عبدٍ فأعلم فيه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلا تولّيت تقويمه وسياسته ومن اشتغل بغيري فهو من المستهزئين بنفسه ومكتوبٌ اسمه في ديوان الخاسرين"[4].
وقد جمع عليه السلام في هذا الحديث الشريف بين الأسرار والآداب، والتفكّر فيه يفتح للسالك إلى الله طرقاً من المعرفة ويقرع السمع بحقيقة الأنس والخلوة مع الحق وترك غير الحق.
[1] الإمام الخميني، الآداب المعنوية للصلاة، الباب السادس في الإشارة الإجمالية إلى أسرار السجود وآدابه،الفصل الأول.
[2] م. ن، الآداب المعنوية للصلاة، الباب السادس في الإشارة الإجمالية إلى أسرار السجود،الفصل الثالث.
[3] راجع الإمام الخميني، الآداب المعنوية للصلاة، الباب السادس في الإشارة الإجمالية إلى أسرار السجود،الفصل الثالث.
[4] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 82، ص 136.
رئيسي: إيران لديها رؤية واضحة وصريحة بشأن فلسطين
أكد رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي أن للجمهورية الإسلامية الإيرانية رؤية صريحة بشأن فلسطين، وقال أن إيران أعلنت منذ البداية بان الكيان الصهيوني كيان غاصب.
العالم - ايران
وبعد عودته مساء السبت من زيارة قصيرة ومكثفة إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في الاجتماع المشترك لقادة منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، شرح الدكتور رئيسي نتائج وإنجازات الزيارة وقال: كان هذا الاجتماع مهماً من ناحيتين؛ أحدهما أنه عقد بحضور كافة الدول الإسلامية والعربية، والآخر أن موضوعه كان القضية الأساسية لعالم اليوم ولجميع شعوب العالم.
وأضاف : الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها كلمات متقنة لتقولها بشأن قضية فلسطين، وحاولت أن أكون صوت الشعب الايراني والمتظاهرين الذين ينادون من أجل حقوق الفلسطينيين في الشوارع . الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ بداية انتصار الثورة الإسلامية كان لها رأي صريح وواضح بشان حقوق الشعب الفلسطيني، ومن ناحية أخرى، كانت تنظر دائما إلى الكيان الصهيوني باعتباره كيانا مزيفا غاصبا ولا هوية له.
وشدد السيد رئيسي على أن مرور الزمن، حتى لو كان 75 عاما، لا يخلق شرعية وحقوق ملكية لكيان غاصب ومحتل، وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بناء على الرأي الواضح والصريح للإمام الراحل وقائد الثورة الاسلامية، كانت ومازالت تعتبر قضية تحرير القدس وضمان حقوق الشعب الفلسطيني القضية الأولى للعالم الإسلامي ومعياراً لتحديد ومعرفة المواقف الحقيقية للدول.
واعتبر رئيس الجمهورية تبيين وجهة نظر الجمهورية الإسلامية تجاه فلسطين وتوضيح أبعاد الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية للصهاينة في غزة، من بين أهدافه الأخرى للمشاركة في هذا الاجتماع واضاف: أهم الفروق الاساسية بين حضورنا وخطابنا في هذا الاجتماع مقارنة بالمشاركين الآخرين، هو اعتبار أمريكا المذنب الرئيسي في هذه الجرائم، والتي لعبت الدور الأكبر في إنشاء وبقاء وتسليح ودعم الكيان الصهيوني في فلسطين وقتل النساء والأطفال الفلسطينيين.
كما شرح آية الله رئيسي حلوله ومقترحاته العشرة التي طرحها في هذا الاجتماع لخروج غزة من الأزمة الحالية وأكد على ضرورة دعم المقاومة باعتبارها السبيل الوحيد لتحرير القدس الشريف وقال: نحن في هذا الاجتماع وخلافا لما يقوله البعض حول مستقبل القضية الفلسطينية بصيغة حل الدولتين، قدمنا حلاً ديمقراطياً بالكامل يقوم على الرجوع إلى أصوات جميع الفلسطينيين، بما فيهم المسلمين والمسيحيين واليهود، لتحديد مصيرهم.
واشار الى عقد نحو 10 لقاءات جانبية على هامش هذه القمة مع رؤساء الدول العربية والإسلامية، وأعرب عن ارتياحه لبيان موقف الجمهورية الإسلامية الواضح من قضية فلسطين وغزة، فضلا عن استعراض العلاقات الثنائية والودية والعلاقات الدولية خلال هذه اللقاءات وغيرها من الفرص، وقال: نأمل أن يكون ما تم في هذه الزيارة وفي هذا الاجتماع يهدف إلى تأمين المصالح الوطنية والأمة الإسلامية.
حملة إستقالات بحكومة العراق احتجاجا على قرار ضد الحلبوسي
أعلن حزب "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي، مساء الثلاثاء، استقالة وزرائه في حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومقاطعة مجلس النواب، وائتلاف إدارة الدولة، احتجاجًا على إنهاء عضوية الحلبوسي
واعتبر الحزب في بيان رسمي، قرار المحكمة الاتحادية العليا "خرقا دستوريا صارخا، واستهدافا سياسيا واضحا".
وقال الحزب، إنّه التزم طوال "عام كامل بجميع الاتفاقات السياسية، والورقة التي تشكلت على أساسها الحكومة التي انبثقت من ائتلاف إدارة الدولة، على الرغم من كلّ ما حدث من استهدافات خلال هذا العام".
وأصدر حزب رئيس مجلس النواب المقال 4 قرارات، بعد اجتماع لقيادته بحسب البيان:
مقاطعة جلسات ائتلاف إدارة الدولة.
استقالة ممثلي الحزب في الحكومة الاتحادية كل من:
وزير التخطيط محمد تميم.
وزير الصناعة والمعادن خالد بتال.
وزير الثقافة والسياحة أحمد البدراني.
استقالة ممثلي الحزب من رئاسة ونواب رؤساء اللجان النيابية.
المقاطعة السياسية لأعضاء مجلس النواب عن الحزب لجلسات مجلس النواب.
وقال الحزب في ختام بيانه إنّه "لن يتوانى في الدفاع عن حقوق أهله"، واعتبر ما يجري "معوقات آنية لن تفت عضد الأمة ولن يكون بوسعها اعتراض المسيرة".
المصدر :العالم
اليمن: لن نتردد في استهداف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر
أكدت القوات المسلحة اليمنية، أنها لن تتردد في استهداف أي سفينة تابعة للكيان الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر أو أيّ مكان اخر.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أنه تم إطلاق دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها أهداف حساسة في منطقة أم الرشراش "إيلات".
وأشار البيان إلى أن إطلاق الصواريخ الباليستية أتى بعد 24 ساعة فقط من عملية عسكرية أخرى نفذتها القوات المسلحة بالطائرات المسيرة على الأهداف الصهيونية ذاتها.
كما أكد البيان البدء في اتخاذ كافة الإجراءات العملية لتنفيذ التوجيهات الصادرة بشأن التعامل المناسب مع أيّ سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر.
ونوه البيان بأن العمليات ضد العدو الإسرائيلي لن تتوقف حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على إخواننا في غزة الباسلة.
القضية الفلسطينية وتجديد الوعي الإنساني والعربي
د. محمد الصباني
الغطرسة الغربية أصبحت تستهدف الإنسان والمسلم خاصةً في أصل الوجود (غيتي)
كثيرة هي الأحداث المُحيطة بالشرق الأوسط والمتعلّقة به، لكنّ الملاحظ أنّه مع كل حدث يتشكّل وعي وينهدم وهْم.
وبالنظر إلى الوعي المتشكّل، يبدو أنّ الكينونة العربية والإسلامية- عقلًا ووجدانًا- أصبحت تتلمّس بوادر صراع جعلها تطرح سؤالَ إمكان استمرار وجودها، وتتقلّب في الشعور به وفي امتداداته تقلبًا بين الخوف والرجاء، بحسب ما تلتقطه من إشارات غيرها الثقافي والحضاري الذي يعتبر نفسه مثالًا لجوهر الخير.
وبالتالي فهو يملك الحقّ في إبادة الكينونة العربية والإسلامية باعتبارها مثالًا لجوهر الشرّ دون أدنى إحساس بتأنيب الضمير، ولا بالأولى تحمّل مسؤوليته الخُلقية تجاه هذا الفعل الذي نراه حقيرًا ويراه كبيرًا.
ذلك بأنّ العقل الغربي وما يلحقه من كيانات اصطنعها لنفسه، اعتقل كلّ التواريخ داخل التاريخ الأميركيّ، جاعلًا منه النهاية التي لا منتهى بعدها، كما عبّر عن ذلك فوكوياما في "نهاية التاريخ"، بحيث لا إبداعَ فوق إبداع العقل الأميركيّ ولا تاريخ بعد تاريخه، وكل من يتحرك لإبداع تاريخه فهو الشرير المطلق- بحسب تنظيرات ليو ستراوس- والمرتدّ عن تاريخ سيّده، ومن ثَمة يستحقّ التأديب والقتل.
ومن ملموسات هذا الوعي المتشكّل لدى الكينونة العربية والإسلامية، ما يلوح في الأفق من بوادر احتلال جديد لكل جغرافية هذه الكينونة، يبدو ذلك جليًا من خلال التراجعات الخطيرة عن الحريات الأساسية واحترام مبادئ حقوق الإنسان، والاستعداد الواضح لخرق القانون وعدم الامتثال للحدّ الأدنى من الأخلاق المشتركة التي تعارف عليها العالِمون في عدّة ميادين، وعلى رأسها عدم المساس بسلامة المدنيين والمشافي في حالة الحرب.
وكأن هناك إعدادًا لنفسية العالَم ولنفسية المسلم، خاصة، لتقبّل الاحتلال الجديد وصبغه بالصبغة العقليّة، حتى يضحي أمرًا معقولًا ومتقبلًا، مستعينين في ذلك بفلسفة السوق الغربية التي سَلَّعَت الإنسان، حيث إن المنتِج المُسَلِّع ينظر إلى الآخر على اعتبار أنه مجرد شيء أو موضوع جامد، ومادام هو كذلك، فللمنتِج حقّ التصرّف في هذا الشيء وَفق إرادته وبما يخدم مصالحه، محوًا لقيمه (الآخر) وتصفيةً لجسده واحتلالًا لأرضه وتدخلًا في حريته واختياره.
اعلان
وعليه، فإذا قصد هذا الإنسان/ الشيء نحو الفعل الذي يحفظ حياته وقيمه، اعتبرته الذات المتغطرسة بحكم شيئيّته متمردًا تمردًا يستوجب استعمال القوّة لردّه عن ضلاله الذي هو محاولته حماية حياته وقيمه وَفق ثقافته وحضارته، حتى يعود إلى شيئيّته التي اعتبرها المنتِج المتغطرس جوهرًا في الآخر.
وتأسيسًا على ما سبق، يتبين أنّ الغطرسة الغربية أصبحت تستهدف الإنسان والمسلم خاصةً في أصل الوجود، فكأنها تُخَيِّرُ غيرها في العيش عبدًا لها أو الموت، ذلك بأنّ منطق الإلحاق لدى الغرب يهدفُ إلى الهيمنة على كلّ فعل خارج فعله، بحيث يكون خيرًا متى التحق فعلُ المستعبَد بفعل السيّد، ويكون شرًّا متى خرج فعل الأوّل عن فعل الثاني.
إنّ تعثّر الحضارة الغربية اليوم في استيعاب الآخر الحضاري لَنذيرٌ من النُّذُر على استيفائها أجلَها وفقدِها مرتكزاتِ تجديدِ وجودها، وذلك ما نلاحظه في بلاغاتها الراهنة متجليّة في عودتها إلى خطاب الانغلاق والانكفاء على الذات، خصوصًا مع تنامي حضور اليمين المتطرّف
وهذا ما يجعلنا نتيقّن ألا وجودَ لدولة إلا إذا كيَّفَت وجودها هذا مع المؤسسات المالية الكبرى، كصندوق النقد الدوليّ والبنك الدولي وغيرهما، ومعنى هذا أنّ الغرب وما يلحقه من كيانات اصطنعها لنفسه، لن يسمح للآخر بدخول العالم إلا على شرطه، دافعًا إياه إلى التخلّي عن كينونته وشروطه الثقافيّة الخاصّة، ولو كان الثمن الذي يؤدّيه هذا الآخر استنزافًا لخيراته وتجويعًا لأحيائه وإغراقًا في ديونه بشكل يسمح بإعادة إنتاج الاحتلال.
وكيف لايكون ذلك، والغرب وما يلحق به من كيانات اصطنعها، يرى نفسَه هو الذي صنع العالم الراهن، ودخل بالإنسان إلى قيم الحداثة، ومن ثَمة فهو أولى بقيادة عالمه، بل إنّ ذاك الصنع وهذا الإدخال يمنحانه امتيازًا على الناس الذين يجب عليهم تبنّي قيمه والانقياد له طوعًا أو كرهًا.
وعليه فلا مناصَ لمختلِف الثقافات من دخول العالم، لكن على شرط الغالب وصانع الحداثة، وهذا الدخول إما أن يكون دخول إعجاب أو دخول إرغام، خاصة أننا أمام دارْوينيَّة جديدة تنعش فلسفة البقاء للأقوى عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، هادمة بذلك مبدأ الأقوى خُلقيًا ومعنويّا ورُوحيّا.
اعلان
ويكفينا دليلًا على ذلك أنّ البحث العلمي والتطور التقني نشأ في سياق القتل والتدمير؛ بمعنى أنّهما ترعرعا في أحضان المؤسّسة العسكرية الغربية، كما كان الشأن في ظهور كثير من المخترعات والتقنيات الدقيقة إبّان الحرب العالمية الثانية لأغراض حربية وأهداف عسكرية.
وضميمة لما هو عسكري، أصبح هذا المتغطرس الغربي يمارس- بمعيّة الكيانات التي اصطنعها لنفسه- حربًا مفاهيمية ومصطلحيّة، وذلك بتسلّطه على المنظومة الثقافية للأمة لتجريدها من مضمونها، وحشوها بمضامين جديدة تخدم مصالحه وأهدافه، بما في ذلك قلب المفاهيم وتوظيفها توظيفًا سياسيًا منحازًا، مع غسل الأدمغة والتأسيس لثقافة الزيف، مستعينًا بتفوّقه في تقنيات العالم الرقْمي.
كل ذلك بغية إحداث اضطراب في القيم والتصوّرات، وإنشاء اختلال في المفاهيم والمصطلحات، وإنجاز أعطاب في الثقافة والمرجعيّة التي تَوافَقَ عليها المجتمع وأقام عليها منظومتَه التسالميّة والتصالحيّة.
وبِناءً على ما ذُكِر نخلُص إلى أنّ الحضارة الغربية المعاصرة فشلت في تدبير العالم الذي أصبح بؤرةً للفوضى والدماء، وفي العالم العربيّ والإسلاميّ خاصةً.
إنّ تعثّر الحضارة الغربية اليوم في استيعاب الآخر الحضاري لَنذيرٌ من النُّذُر على استيفائها أجلَها وفقدِها مرتكزاتِ تجديدِ وجودها، وذلك ما نلاحظه في بلاغاتها الراهنة متجليّة في عودتها إلى خطاب الانغلاق والانكفاء على الذات، خصوصًا مع تنامي حضور اليمين المتطرّف.
وهكذا يتّضح أنّ هذه الحضارة بدأ ينفلت منها عقال ضبط علاقة الداخل بالخارج، كما أنّ مكْر العولَمة قد انقلب عليها من جهةِ تبنّيها منطقَ الخصوصيّة والهُوية الذي حاربته طويلًا، ومن جهة أنَّ الوافد عليها من الفضاءات الأخرى- ونركّز على العربي والمسلم خاصة- قد استفاد من مُخرجات العولمة جغرافيًا من حيث أراد الغرب الإفادة منها زمانيًا، فأصبحت قيم المسلم تسكن الغرب جغرافيًا وتزاحم قيمه وتغالبها في كثيرٍ من المجالات.
يتقوَّى هذا أكثر مع موت الأيديولوجيات في الزمن الراهن، والعمل على بناء سرديّات تؤسّس لأثر فعل الإنسان في التاريخ، باعتبار الزمن المعاصر يحملُ للإنسان تحدياتٍ وجوديةً خطيرة.
وإذا شاء الغرب تدارك أمرِه فما عليه إلا أنّ يعترف بالتنوع الثقافي احترامًا وتفاعلًا، وذلك بترك العالم العربي وشأنه في حفاظه على أنظمته الدفاعية المادية والرمزية وفي تقوية صلته بمرجعيّته، وكذلك مع سائر المجتمعات، وإلَّا يفعلْ يدفعْ ثمن ذلك عاجلًا أو آجلًا، ويجلب لنفسه الخرابَ كما جلَبه من قبلُ حين انقلبت العولمة عليه، وحين أنكر بجشعه التنوّع البيئي، فدفع الأرض نحو الاحتضار، غافلًا عن أنّه فئة من ساكني هذه الأرض، فإن ذهبت فهو أول الذاهبين، وإن نجت فهو من الناجين.
إنّ فشل الحضارة الغربيّة وصنائعها وامتداداتها يتجلّى في سقوط آلية الديمقراطية- التي ابتكرها يومًا وتبجّح بها دهرًا- أمام محكّات القضية الفلسطينية وكل قضايا المستضعفين في الأرض، من أجل ذلك ينبغي لنا أن نربط بين هذه الديمقراطية الغربية وبين الثمن الذي يدفعه الآخرون من المظلومين والمسحوقين والمغلوبين، ومن ذلك الربط بينها وبين إرهاق الشعب الفلسطينيّ واستباحة أرضه وحرمته وكرامته ودمه.
وكذلك الربط بين ديمقراطية أميركا وبين إبادة الهنود الحمر واحتلال أراضيهم، وهذا النموذج يتكرّر في عدة ديمقراطيات مع اختلافٍ يسير في بعض الشروط والملابسات.
لقد كشف الواقع أنَّ الديمقراطية في علاقتها بالآخر تقوم على القتل والهدم، ولهذا يحقّ للإنسان المعاصر أن ينكر مبادئها ويحتجّ عليها، فكيف تدّعي حماية الإنسان والدفاع عن حقّه في الحياة والاختلاف والتعددية ثم تقتله في نهاية المطاف؟!، وكيف تكون آلية من آليات التسوية والتعايش وهي قائمة على نفي الآخر؟!، وكيف تكون ديمقراطية وأشد الأنظمة تمسكًا بها كانت أكبر داعم للاستبداد (مثل سوهارتو و بينوشيه)؟!.
هكذا يبدو أنّ المنظومات الديمقراطية الآن هي امتداد للمنظومات الإمبريالية والاحتلالية بالأمس مع تغيير في عناوين القتل والسلب والنهب والمحو والهيمنة والإذلال.
مع كلّ هذه العلامات التي يمكن أن تشكّل إرهاصات لوعي عربي جديد، فإنَّ دون ذلك عدّة تحدّيات أهمها؛ ضرورة التنادي إلى بناء ثقافة معاصرة تأخذ من الوحي بقدر ما تأخذ من نافع الثقافات النبيلة التي أظهرت تضامنها وتفهّمها لقضية المسلمين الكبرى، لعلّها تجد صيغة تدشن بها الدخول إلى عالم جديد يعيد الاعتبار للمعنى وللحكمة والإنسان.
المصدر:الجزیره